Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

السبت، 4 مارس 2017

ايسل(بلا ذاكرة)-الفصل العشرين

الفصل العشرين


كان بلال في منزله ، دق جرس المنزل وتجاهله كثيراً حيث انه من شدة غضبه وشدة اشتغراقه في التفكير لم يود مقابلة احد ولكن مع اصرار الطارق نهض لـ يفتح

فتح الباب لـ يجدها امامه ، بـ كامل هيئتها ، هي حقاً كما تعود ان يراها ، لم يكن يحلم ، استغرب وجودها وزيارتها ، تصبب عرقاً واختلطت عليه جميع مشاعره ، ورغم كل هذا ارتسمت على وجهها ابتسامه بارده سببت له القلق


ايسل : ازيك يا بلال

بلال : حمدالله على السلامة

ايسل : الله يسلمك

بلال : ياترى ايه سبب الزياره المفاجأة دي ؟

ايسل : جاية اسألك ليه اتفقت مع سيف الاتفاق ده ؟

بلال : عشان مغفل ، عشان كنت فاكر انك تستاهلي الواحد يموت عشانك

ايسل : اااه مغفل

بلال : انتِ جاية ليه ؟ عايزه ايه ؟

ايسل : نفسي افهم ازاي تبقى بتحبني وتتفق مع واحد يخطفني ، ازاي اصلاً اديتله امان وانت عارف انه بيحبني

بلال : انتِ عامله زي صاعق الحشرات يا ايسل ، الصاعق بيدي الحشرة دفا وامان محتاجله وهوب يموتها ، نفس اللى عملتيه معايا ومع سيف ومع غيرنا كتير ، انت كنتِ بتجنني لو شوفتي واحد معجب بـ واحدة غيرك ، كنتِ بتبقى متأكده انك عمرك ما هتحبيه ولا ينفعلك اصلاً بس لازم تسيبى الباب موارب ، معرفش بقي ده مرض ولا بترضي غرورك ولا ايه

ايسل : انا مش جيالك هنا عشان تحلل نفسيتي 

بلال : امال جايه ليه ؟ جاية تتأكدى ان العصفور لسه جوه القفص

ايسل : قصدك ايه ؟

بلال : اكيد رولا قالتلك اننا ارتبطنا ، جايه تتأكدي انه مش حقيقي واني مبحبهاش ولسه بحبك صح

ايسل : صدقني كل ده مبقاش يفرق معايا في حاجة ، حتي لو انا كده فعلاً فـ دلوقتي انا مش كده

بلال : مفيش اي سبب يخليكي تجي يا ايسل الا كده 

ايسل : خطفتني ليه يا بلال ؟

بلال : يارتني كنت خطفتك ، يارتني كنت انا مكان سيف والله ماكنت هرحمك ولا هسيبك ترجعي سليمه ، بس سيف حبك بـ غباء لدرجة انه مستغلش خطفك ده افضل استغلال ليه واسوأ استغلال ليكي ، انا او اي حد غيري عمل اللى عملتيه في سيف عمره ما كان هيعدي خطفك ده بالساهل ، صدقيني اي حد تانى كان هيتفنن في تعذيبك

ايسل : عارف يا بلال ، انا عشت ايام صعبه جداً في قلب المياة ،  فعلاً كنت عايشه في رعب ، كان صعب عليا اوى ان انت تطلع  طرف في خطفى وكمان تطلع رولا طرف اساسي ، صدقني انتوا حرقتوني 

بلال : وانتِ محرقتيناش ؟


جاءت رولا من خلف ايسل وقالت "حرقتنا كلنا" ، التفتت ايسل لـ تجد رولا


ايسل : اهلاً بـ صديقه عمرى الوحيدة

رولا : انت عُمر ما كان ليكي غالى يا ايسل ، مبدأك انا ومن بعدي الطوفان (موجهه كلامها الى بلال) ايسل فاقده الذاكرة يا بلال يعني ممكن تكون مش فاكرة اي حاجة من كلامنا عن الماضى

بلال : ولما انتِ فاقده الذاكرة عرفتي بيتي منين

ايسل : اااه ، انتوا بتعملوا رباطيه بقي ، اتفقتوا عشان تخطفوني ودلوقتي بتتكاتروا عليا

رولا : ايسل انا فعلاً بكرهك جداً ، انتِ سبب دمار كل حاجة حلوة في حياتي 

ايسل : وليه كنتي متمسكه بصداقتى ؟

رولا : عشان انتِ الوحيدة اللى متغيرتيش معايا بعد مابويا اتسجن 

ايسل : كنت اصيله يعنى اهو

رولا : لا طبعاً ، كنتِ حابه تطلعي البت الشهمه الجدعه اللى واقفه جنب صاحبتها اللى يا حرام ابوها اتسجن ومستواها المادي انحدر

بلال : ده حقيقي وانتِ بنفسك قولتيلي كده

رولا : وبمناسبه بقي انك فاقدة الذاكرة احب انعشهالك كده وافكرك انتِ عملتي في سيف ايه

ايسل : مش عايزاكي تفكريني بحاجة بس حقى منكم انتوا الاتنين هاخده ، اه بالمناسبه رولا اللى قالت لـ سيف يستغلك ويضحك عليك


وتركتهم ايسل وغادرت 


بلال : الكلام ده حقيقي ؟

رولا : لسه بتحبها يا بلال صح ؟

بلال : متغيريش الموضوع ، انتِ اللى قولتي لـ سيف يعمل كده

رولا : ايوه

بلال : ليه ؟

رولا : من حبي فيك

بلال : بتحبيني وتلعبي عليا اللعبه دي

رولا : حبي ليك ورفضك لحبي عمانى

بلال : وكنتى عارفه سيف فين وبتحوري عليا

*صمتت رولا*

بلال بنبره صوت مرتفعه : ردي عليا

رولا : اه

بلال : ماشي يا رولا 

رولا : ماشي ايه ؟

بلال : شكراً لحد كده

رولا : قصدك ايه ؟

بلال : قصدي انك جبتي اخرها

رولا : بلال متكبرش الحكايه ممكن ؟

بلال : انتِ شيفاها صغيره ؟

رولا : انا كنت .....

بلال : مش عايز اسمع مبررات بعد اذنك وياريت تفضلي

رولا : نعم !!

بلال : بعد اذنك


ودلف الى شقته واغلق الباب ورولا واقفه امامه ، صُدمت رولا بشدة وزاد كرهها وحقدها على ايسل اضعاف مضاعفه ، بكت بـحرقة شديدة لشعورها انها تخسر كل شئ 

اما عن بلال فـكانت مشاعره مضطربه لا يعلم حقاً ان كان يحب رولا ام يحب ايسل ، لم يكن يعرف ماذا يريد ولكن هو متأكد انه اصبح لا يريد الاستمرار مع رولا او مع ايسل

__**__**__

كان براء يراقب ايسل منذ اخر لقاء جمعهما ، سمع الحوار الذي دار بينها وبين بلال 

بعدما انهت لقاءها مع بلال

دخلت لـ تجد والديها واخيها يجلسون سوياً


چيهان : حمدالله على السلامة

ايسل : الله يسلمك

محسن : كنتي فين ؟

ايسل : عند دكتور أسامة


في تلك اللحظة دخل براء واقتحم مجلسهم وحوارهم قائلاً " كدابه ، كانت عند بلال احد اصدقائها"

محسن : بلال مين ؟

ايسل : بلال الشرقاوى

براء : ازاي بقي فاقده الذاكرة وعارفه عنوان براء ، وازاي روحتي لـ لُجين وازاي حاجات كتير يا ايسل


حين سمع محسن اسمع لُجين ارتبك قليلاً واعتدل في جلسته وتبادل النظرات مع زوجته


ايساف : هو في ايه ؟

براء : اسأل اختك ، ليه مراحتش لـ دكتور مخ واعصاب لحد دلوقتي

ايسل : بطل رغي شوية

چيهان : في ايه يا ايسل ما تفهمينا

ايسل : فيه اني مش فاقده الذاكرة ولا حاجة 

محسن : نعم !! يعني بتمثلي انك مش عرفانا

ايسل بصوت مخنوق : لاني فعلاً مش عرفاكوا ، انا في فتره خطف سيف ليا اكتشفت حاجات كتير اوى ، اكتشفت اني معرفكوش

ايساف : قصدك ايه ؟

ايسل : بابا مثلاً ، المستشار محسن الفولى ، القاضي العادل اللى بيحكم بالعدل حتي لو السيف على رقبته او رقبه حد من ولاده ، رمى بنته ضناه ، حته منه

چيهان : ابوكي مبطلش تدوير عليكي وانتِ مختفيه 

ايسل : انا مقصدنيش ، انا اقصد لُجين عامر ، اكيد حضرتك عرفاها

محسن : انتِ بتقولي ايه ؟

ايسل : بقول الحقيقه ، مش لُجين دي بنتك ورميتها ونسبتها لواحد تانى -بتهكم- يا سيادة القاضي العادل 

چيهان : اتكلمي كويس

ايسل : والله !! وانتِ بقي يا حضرة عضوة لجنه حقوق الانسان ازاي قبلتي بانه يرمي بنته الرمية دي ، ازاي كان شرطك عشان تسامحيه على خيانته انه يمحي اثر لُجين من حياته نهائي

مُحسن : انتِ جبتي الكلام ده منين ؟

ايسل : مش مهم جبته منين ، المهم انها الحقيقه اللى انتوا مش قادرين تنكروها

ايساف : ايسل الكلام ده خطير

ايسل : الكلام ده حقيقي ، انت ليك اختك ابوك جابها في الحرام ومرضيش ينسبها لنفسه وجوز امها لواحد تانى ونسب البنت ليه وكل ده لان الست والدتك شرطت عليه يعمل كده

ايساف : بابا الكلام ده حقيقي ؟

ايسل : كلنا مليانين عيوب ، كلنا بنغلط وبنعمل ذنوب كبيره ، كلنا اقنعه ادام بعض ، لولا ستر ربنا مكناش عرفنا نعيش او نبص في خلق بعض ، حتي ايساف لعب بـ بنات الناس وبمشاعرهم اكتر ما لعب اسكواش ، وانا برضه عملت غلطات كتير محدش فيكوا يعرفها ، احنا عايشين بـ ستر ربنا وكلنا بشر مش ملايكة بلاش نعمل قضاة على بعض او قديسين وندبح ونجلد ونحاسب بعض لاننا كلنا وحشين

*صمت تام يسود المكان*

ايسل : ورغم كده برضه انا بتمني اني مكنتش اعرف كل ده عنكم ، بتمني اني افقد الذاكرة بجد وانسي كل الحقايق اللى عرفتها عنكم دي ، حقيقي دي اكبر صدمة خدتها في حياتى لاني خدتها في المثل الاعلي ليا


وهمت ايسل بالانصراف ولكنها توقفت وقالت لـوالدها "ياريت متنساش تخرج سيف لانه اقل قذارة مننا كلنا" وتركتهم ايسل وذهبت الى غرفتها


ايساف : استريحت انت كده لما خربتها

براء : هي كانت خربانه لوحدها ، وعشان تعرف يا ايساف اني مش بس اللى فاسد

محسن : اخرج بره يا براء


وتركهم براء وغادر المنزل


محسن مردداً بصوت شبه مسموع : أبناء العجز والإهمال والتردي كلنا فاسدون .. كلنا فاسدون، لا أستثنى أحدًا، حتى الصمت العاجز الموافق قليل الحيلة


*من فيلم ضد الحكومة للعظيم للراحل أحمد ذكى*

__**__**__

حاول ايساف طوال اليوم ان يتصل بـ ريم ولكن هاتفها مغلق طوال الوقت ، كان قلق عليها بشدة الى ان هاتفته وطلبت مقابلته

وعلى الفور بدل ايساف ملابسه وذهب الى حيث اتفق مع ريم


ايساف : فينك يا ريم طول اليوم ، قلقتيني عليكي

ريم : كنت نايمه وقافله الموبايل 

ايساف : طول اليوم ؟

ريم : اه كنت مرهقة شوية

ايساف : طيب ليه طلبتي نتقابل بسرعه

ريم : ايساف انت مش قولتلي انك مرتبط مره واحدة بصديقتك وانك كنت متورط في الارتباط ده ؟

ايساف : اه ده حقيقي

ريم : انا معنديش مانع تبقي مرتبط قبلي بس انت بتكدب

ايساف : ليه بتقولي كده ؟

ريم : بص كده على السكرين شوتس دي


وناولته ريم هاتفها وتصفحه ايساف لـ يجد محادثة الكترونيه رومانسيه حديثة التاريخ بينه وبين احدي الفتيات اللاتى تربطه بها علاقة حب


ايساف : دي مش حقيقية 

ريم : متكدبش ده رقمك

ايساف : يا سلام !! انتِ متعرفيش يعني ان حاجة زي كده ممكن تتفبرك بسهولة

ريم : دي مش متفبركه ، ده رقمك وده كلامك وانا متأكده

ايساف : ايه مخليكي متأكده كده ؟

ريم : عشان انا قابلت البنت دي واتأكدت بنفسي

*صمت ايساف*

ريم : هتقول الحقيقه ولا هتكدب برضه ؟

ايساف : تمام يا ريم

ريم : تمام ايه ؟

ايساف : حقيقي

ريم : وده افسره بـ ايه ؟ بتلعب بيا زي ما بتلعب بيهم

ايساف : لا والله انا بحبك بجد

ريم : اوسخ ، لانك كده تبقي بتخوني

ايساف : ممكن تسامحيني ، اديني فرصه اكفرلك عن كل اللى عملته واثبتلك اني بحبك

ريم : انا مش عايزه اعرفك تانى يا ايساف 

ايساف : عشان خاطرى يا ريم

ريم : مالكش خاطر عندي (ونهضت)

ايساف : ريم ، ارجوكي اديني اخر فرصه

ريم : خلصت رصيدك من الفرص يا ايساف


وتركته ريم وغادرت المكان وهي على يقين ان ايساف لن يتغير ولا يستحق تلك الفرصه بل ولا يستحقها شخصياً

شعر ايساف بندم شديد ، رغب ان يبكي بشدة ، فـ آخر ما كان يتمناه او يريده هو ان يخسر ريم ، الحب الحقيقي الوحيد الذي شعر به ، اخرج هاتفه وارسل رساله محتواها "سامحيني يا ساندى حياتى بتتلخبط" لـ ترد عليه ساندى بعد فترة قليله بـ رساله كان محتواها "مين قالك اني مش مسمحاك ، بالعكس مسمحاك وبدعيلك ، بدعيلك دايماً يا ايساف ، بدعيلك ربنا يطول في عمرك وتعيش كتير ، تعيش لحد ما تشوف كل اللى بتحبهم بيموتوا ادامك وقلبك يتحرق عليهم زي ماحرقت قلبي"

بمجرد ان قرأ ايساف تلك الرساله اضطرب بشدة وتخيل لو استجاب الله لـ تلك الدعوة وعاش من العمر ما يجعله يرى كل مَن يحبه يموت امام عينيه ، انها حقاً مؤلمة بشدة ، انه الموت وانت مازلت على قيد الحياة ، فـ اياً منا اذا احب شخص بشدة يتمني ان يموت قبله

شعر ايساف وكأن سيف مسموم يتجول داخل قلبه وعقله

__**__**__

مر اليوم باكمله ، عاد أكرم الى منزله ولم يجد ابنته ساندى ، سأل عنها العاملين في ڤيلته لـ يخبروه انها غادرت في الصباح الباكر حين كان هو نائماً ولم تعد حتى الان ، هاتفها أكرم كثيراً ولكن هاتفها مغلق ، راسلها على برامج التواصل الاجتماعي ولكن لم تصلها رسائله 

مرت الساعات ببطء وثُقل شديد على أكرم ، كان يتنفس بصعوبة من شدة قلقه

تذكر حين قرر خطف ايسل ، سأل نفسه كيف تحمل محسن الفولى ذلك الشعور ! كيف تحمل كل هذا القلق ! كيف صبر كل هذه المده حتي عادت ابنته وهو لا يطيق ان ينتظر دقيقة واحدة 

احس أكرم بـ سهم يطعن قلبه حين شعر ان الله يذيقه من نفس الكأس الذى تذوقه محسن الفولى وزوجته بسبب خطفه لـ ايسل

قاطع حبل افكار أكرم صوت هاتفه حيث كانت رساله مُرسله على بريده الالكتروني ، كانت الرساله من ابنته ساندى ، شرع أكرم في قراءتها في نفس اللحظة التى كانت تقلع فيها طائرة من مطار القاهره الدولي متجهه الى مطار نيويورك بالولايات المتحده الامريكية

كان محتوى تلك الرسالة " مش عارفه ابدأ كلامى منين ، مش عارفه اقولك ايه بس قررت اقولك كل حاجة وانا بعيده ، بعيده عن ابعد مكان ممكن تكون فيه ، قررت اقولك كل حاجة عشان مبقتش عارفه اكتمه ، لو فضلت كتماه هموت ولو قولته لحضرتك وانت ادامي مش هقدر اعيش لحظه بعدها ، بابا انا عرفت كل حاجة ، عرفت ان حضرتك رجل اعمال فاسد بتعمل صفقات مشبوهه مع براء الفولى ، عرفت انك مشترك في قتل عبد الله الوكيل وعرفت كمان انك السبب الرئيسي ورا خطف ايسل ، ده مش كلام مُرسل يا بابا ولا كلام خدته من التحقيقات اللى مقدرتش تثبت عليك حاجة ، الكلام ده انا سمعته بودني لما كان ايساف عندنا في البيت ، سمعت كل حاجة وعرفت كل اللى بتعملوه ، صلاح الاسيوطي يا بابا كان هو المظلوم اللى ممكن انقذه وحضرتك كنت اقرب الناس اللى اللى ممكن أذيهم لو قولت كلمة الحق ، انا عشت في صراع بين اني اقول كلمه الحق وبين حبي ليك ، صراع كان بيموتنى ، صراع دمرنى ، نفسيتي وصحتي ادمروا ، مقولتش كلمه الحق يا بابا والاسيوطى اتحكم عليه بالاحلام وكل يوم بيزورني ملك الموت عشان ياخد روحي عشان سكت عن كلمه الحق ، في اللحظة اللى حضرتك بتقرأ فيها الايميل ده هكون انا في الجو ، انا هسافر امريكا وهعيش هناك مع ماما ، هعيش على طول ومش هرجع مصر تانى ، اه يا بابا انا كنت خاسه وباين عليا الارهاق والتعب والخمول دايماً لان جانى مرض السكر من كتر الزعل والضغط النفسي اللى مريت بيه ، ارجوك يا بابا لو بتحبني متخلنيش اشوفك تانى ، متزورنيش ومتكلمنيش عشان مش هقدر اواجهك بعد مانهرت في عيني وبعد مابقتش قادرة احترمك وبعد ما بقيت السبب في مرضى .. خد بالك على نفسك وارجوك ابعد عن سكة الشيطان ، هفضل أحبك لاخر عمرى "

انهمرت الدموع بشدة من عيني أكرم ، كانت كلمات ابنته قاسية للغايه ، ادرك مدي الالم وعمق الجرح الذي تسبب فيه لـ ابنته ، تألم بشدة لمرضها خاصة وانها اخبرته انه السبب فيه

اذا كان اختفاء ساندى يمثل سهم يطعن قلبه ، فـ سفرها بعيداً عنه ومرضها ورسالتها التى تحمل كل هذه الحقائق المؤلمة والقاسيه يمثلوا اسهم تطعن كل جسده بلا رحمة او شفقة

__**__**__

حصلت ايسل على تصريح لـ زيارة سيف في محبسه ، كانت ايسل تشتاق لـ سيف ، تريد ان تراه وتسمع صوته ، كانت تود ان تبكى بشدة وتعانقه عناق طويل 

لكن كل هذا لا تظهره ايسل ولن يستطع سيف ملاحظته اطلاقاً

بمجرد ان جاء سيف من محبسه الى مكتب مأمور السجن ورأي ايسل تذكر سريعاً ما عاشه معاها خلال فترة خطفه لها ولكن ما تذكره بالتفصيل هو اخر مره رآها فيها حين جمعهم وقت ملئ بالرومانسيه والشغف والحب

تذكر سيف ذلك اليوم بتفاصيله الكامله وهو ينظر الى ايسل 


ايسل : مالك يا حبيبي ؟

سيف : مش عارف ، تقريباً من كتر الفرحة قلبى هيوقف

ايسل : بعد الشر عليك ، انت كويس ؟

سيف : متقلقيش كده 

ايسل : سيف ، انت خدت من المخدر اللى جوه ده

سيف : هو ميعملش فيا كده ، واضح انه دوار البحر ولا يمكن مرهق

ايسل (تاركه حضنه) : مظنش

سيف (وبدأ يفقد الوعي تدريجي) : امال تفتكرى ايه ؟ انا تعبان جداً

ايسل : ان شاء الله ميكونش في حاجة ، (وهي تنهض) هو بس لازم اللى بيحصل ده يتحطله حد

سيف : قصدك ايه ؟

ايسل (وهي تمسكه من كتفه وتنظر الى عينيه) : قولتلك يا حبيبي قصدي مش هقوله ، قصدى هتشوفه بـ عيونك الحلوين دول


غاب سيف عن الوعى وحين افاق وجد انه مكبل اليدين والقدمين وايسل تقف امامه ممسكه بـ سلاحه النارى


ايسل : حمدالله على السلامه

سيف : في ايه !! ايه اللى حصل

ايسل : حطتلك منوم ومخدر في العصير والاكل عشان اقدر اربطك

سيف : ليه كده ؟ بتعملي كده ليه ؟

ايسل : خطفتني ليه يا سيف ؟

سيف : قولتلك مليون مره هربتـ.......

ايسل مقاطعه : انا مش فاقدة الذاكرة 

سيف : نعم !!

ايسل بنبرة صوت حادة : زي ما سمعت

سيف : يعني كنتِ بتشتغليني !!

ايسل : وانت كنت بتعمل ايه ؟

سيف : ليه عملتي كده ؟

ايسل : فكك ، انا اللى هسأل وانت اللى هتجاوب وقسماً عظماً يا سيف لو حورت لاكون قتلاك ورمياك للسمك

سيف : عايزه تعرفي ايه ؟

ايسل : رولا ، اختك يا روح اختك ، ايه اللى بينك وبينها وليه ساعدتك في خطفى

سيف : رولا مبتحبكيش ، عشان ابوكي حبس ابوها وعشان هي حبت بلال وبلال بيحبك 

ايسل : بس !!

سيف : دي مش اسباب كفايه تخليها تكرهك ؟ اي حاجة باظت في حياتها تقريباً انتِ سبب فيها ، سجن ابوها ، ايمن ، بلال ، حتي اصحابها بعدوا عنها بعد مابوها اتسجن واتصحابوا عليكي ، وبما انك مش فاقده الذاكره فـ اكيد انتِ عارفه انها لما قالتلك انها بتحب بلال شاغلتيه لحد ماحبك وبعدين نفضتيله

ايسل : على سيره بلال بقى ، ايه الاتفاق اللى بينكم وليه قولتله اننا اتجوزنا رغم انك قبلها قولت لـ رولا انك خايف منه

سيف : *اخبرها سيف بالاتفاق الذى برمه مع بلال* -استطرد قائلاً- قولتله اني متجوزك عشان احرق دمه ، كده كده لو رجعت مكنش هيسبنى في حالى 

ايسلادالك كل الفلوس دي،للدرجة دي بلال مغفل ؟

سيف : محدش فينا مغفل ، كلنا معميين بـ حبك وكلامك العايم اللى مالوش بر

ايسل : مختلفناش ، مغفليين برضه ، ماعلينا ، ايه حكاية براء بقى ؟

سيف : عشان تعرفى حكايه براء لازم تعرفى القصة من اولها

ايسل : انا عايزه اسمعها من اولها

*اخبرها سيف باتفاقه مع اكرم السعيد وما قاله أكرم عن علم براء بـ خطف ايسل واتفاقهم سوياً*

ايسل : هيفضل طول عمره وسخ ، عمره ما هيتغير

سيف : بتهيألى جه الوقت اسألك

ايسل : لسه مخلصتش اسألتى

سيف : عايزه تسألى عن مين ؟

ايسل : لُجين عامر

سيف بارتباك : تعرفيها منين ؟

ايسل : سمعت اسمها وانت بتكلم رولا مره ، وقولت انها مراتك

سيف : زي ما سمعتي ، كنا متجوزين

ايسل : لتانى مره هفكرك يا سيف انا مش فاقده الذاكرة

سيف : زي ما قولتلك والله ما بكدب كنا متجوزين بس عرفي

ايسل : وايه كمان ؟

سيف : يعني ايه ايه كمان ؟

ايسل : يعني ايه قصتها 

سيف : لُجين تبقي اختك 

ايسل : نعم !!

سيف : زي ما سمعتي ، لُجين اختك ، ابوكي خلفها في الحرام ونسبها لـ راجل تانى وجت اتقربت مني عشان انا كنت عارفك ولما اتجوزنا قالتلي الحقيقه ، انتِ اصلاً تعرفيها وتعرفتي عليها بس كانت مسميه نفسها سهام

ايسل : سهام تبقى اختي ؟!!


شردت ايسل قليلاً ثم اتجهت الى غرفه قياده اليخت


سيف : انتِ رايحة فين ؟

ايسل : هخرج باليخت للبر ، وهبلغ البوليس

سيف : بوليس !! ايسل (وهو يحاول تحرير نفسه) ايسل تعالى هنا خلينا نتكلم

__*__

افاق سيف من تلك الذكريات على صوت ايسل تقول له "اذيك يا سيف" ، نظر اليها سيف نظرة طويلة وملأت الدموع عينيه 


ايسل : سيف انا جيبالك اخبار حلوة

سيف : شكراً ، مش عايز منك حاجة

ايسل : سيف انت هتخرج من السجن 

سيف : ليه عملتي فيا كده ؟

ايسل : بلاش نفتح باب اللوم على بعض ، انت برضه عملت فيا

سيف : انا عملت كده عشان بحبك

ايسل : يعني لو قولتلك اني سجنتك عشان بحبك هتقتنع

سيف : اه ، وعندي استعداد اعيش في السجن على طول لو عشان بتحبيني

ايسل : انا زي ما دخلتك السجن هخرجك ، ده مش كفايه ؟

سيف : بتحبيني يا ايسل ؟

ايسل : ده مش موضوعنا يا سيف 

سيف : جاوبيني يا ايسل 

ايسل : سيف ، انا هخرجك ده مش كفايه

سيف : هتخرجيني ليه ؟ مش انا كنت خاطفك 

ايسل : هخرجك عشان انت الوحيد اللى هتضر مع انك مش الوحيد اللى ورا خطفى ، هخرجك عشان انت مقدرتش تثبت عليهم حاجة ولبستها لوحدك ، هخرجك عشان انت عملتها حب وهما عملوها شر

سيف : طيب بلاش تقوليلي اذا كنتى بتحبيني ولا لا ، على الاقل جاوبيني على الاسئلة الكتيره اللى دمرت دماغي من كتر التفكير فيها

ايسل : عايز تسأل عن ايه ؟

سيف : من كتر الاسئلة مش عارف ابدأ منين ، بس الاول منين جالك فكره انك تقوليلي انك فاقده الذاكره ؟

ايسل : لما العربيه اتخبطت وانا اغمى عليا فوقت فعلاً مش فاكره اي حاجة بس بعد اقل من نص ساعه كنت بفتكر كل حاجة ومن هنا جاتني الفكره

سيف : لما رجعتلك الذاكره مفكرتيش تهربي ليه ؟

ايسل : اولاً عشان كان معاك سلاح وانت خاطفنى فـ ده قلقني ، ثانياً عشان عايزه اعرف انت عايز مني ايه 

سيف : وبعد ما عرفتي اني خاطفك عشان بحبك مهربتيش ليه ، جاتلك اكتر من فرصه للهرب وخرجنا اكتر من مره للبر وكنتي بترجعي معايا اليخت

ايسل : عشان كنت سمعت اسماء كتير كان لازم اعرف ايه علاقتهم بـ خطفى وايه مصلحتهم ، كل ما كنت اقرر انى خلاص ههرب بيتحط ادامي لغز جديد بيخليني اقول لا لازم استني ، ولما بدأت اعرف حاجات متعلقه بـ اهلي زي براء وبابا كان لازم ارجعلهم وهما فاهمين اني فاقده الذاكره 

سيف : ليه كنتي بتلحى عليا انك تعرفي اصلك وفصلك وقصتك وبتسألى كتير وانتِ اصلاً عارفه

ايسل : لو مكنتش عملت كده مكنتش هتقتنع اني فاقده الذاكرة

سيف : والتشنجات اللى جاتلك ؟

ايسل : سمعت الدكتور وهو بيقولك لو متعرضتش على دكتور مخ واعصاب وخدت علاج هيجيلها تشنجات ممكن تؤدي للموت ، فـ كان لازم اعمل كده عشان تتأكد اني فاقده الذاكرة وعشان اشوف رد فعلك برضه

سيف : ولما جم خفر السواحل مقولتلهمش الحقيقه ليه ؟

ايسل : زي ماقولتلك كنت محتاجة افضل اطول فتره ممكنة معاك عشان اعرف معلومات اكتر ، يعني اي فرصه جاتني للهرب او اني اروح لاهلي او اكلمهم وانا ضيعتها كان بقصد مني عشان كان في حاجات كتير لازم اعرفها

سيف : ولما سألتيني عن التاتو كنتِ عارفه انه اسمك انتِ بالصيني مش اسمى ؟

ايسل : اكيد

سيف : والحرق ؟

ايسل : اكيد برضه عارفه ان بابا اللى محرقنيش 

سيف : والساعه والسلسه الالماظ ؟

ايسل : سيف انا كنت عارفه حقيقه كل حاجة وسيبتك تشتغلني بمزاجى

سيف : طيب لما انتِ كنتِ عارفه حقيقتها سألتيني عليها ليه ؟

ايسل : عشان تصدق اني فاقده الذاكرة كان لازم اسألك عن تفاصيل تافهه وكنت عايزه اعرف هتقولي ايه

سيف : مش قادر اصدق انك لعبتي بيا كده

ايسل : انا برضه مش قادرة اصدق حاجات كتير

سيف : بس انتِ قولتيلي انك بتحبيني وانك حاسه بأمان معايا

*صمتت ايسل*

سيف : كنتِ بتثبتيني ؟

ايسل : لا يا سيف مكنتش بثبتك ، انا فعلاً حسيت المشاعر دي

سيف : عشتى اللحظه ولا حسيتيها بجد ؟

ايسل : بتهيألى جاوبتك على كل اسألتك (وقد نهضت) لازم امشي

سيف (نهض وامسكها من مرفقها) : ارجوكى يا ايسل جاوبينى


حررت ايسل مرفقها من بين يديه واتجهت نحو الباب وفتحته ، ثم وقفت ونظرت الى سيف وقالت له "أنا بحبك بجد يا سيفارتسمت ابتسامه صادقه على شفتي سيف كانت ملامحه كلها تبتسم 


ايسل : بس مينفعش

سيف : ليه ؟

ايسل : عشان انت اتجوزت اختى


بعدما اخبرت ايسل سيف انها تحبه بصدق كان لا يبالى ان قضي سنين عمره باكلمها بين اسوار السجون فـ يكفى ان ايسل تحبه بصدق ولكن صدمه ما قالته ايسل


سيف : بس شرعاً يجوز طالما طلقتها

ايسل : وانا مش هقدر اجرحها

سيف : انتِ مفيش حاجة تربطك بيها الا الاسم

ايسل : بس في النهايه اختي وحالياً انا ماليش حد غيرها

سيف : ايسل انا بحبك وانتِ بتحبيني ، متحطيش العقده في المنشار ، انا ولُجين انفصلنا وهي مبقتش تحبنى

ايسل : لما تخرج بالسلامه نبقى نشوف


وتركته ايسل وغادرت وشعر سيف ان هناك امل وُلد من جديد

__**__**__

بعدما انهت ايسل زيارتها مع سيف اتجهت الى منزل لُجين عامر ، طرقت الباب وفتحت لُجين لها


ايسل بصوت مخنوق : انا المره دي مش جايه عشان اهددك او غيره ، ولا جاية اقولك اي كلام اصلاً

لُجين : امال جايه ليه ؟

ايسل : جاية اترمى في حضنك وتطبطبي عليا ، انا محتجالك يا لُجين 

لُجين باستغراب : محتجالى !!

ايسل : ايوة ، مش انتِ اختى الكبيرة ؟ انا دلوقتي ماليش حد غيرك


تأثرت لُجين بـ كلمات ايسل ، شعرت بـ ذلك الحبل الذي يطوق عنقها ويخنقها ، رأت تلك الدمعات التى تحبسها ايسل ، شعرت حقاً بمدي احتياج ايسل لها ، فتحت لُجين ذراعيها لـ ترتمى اختها في احضانها وتبكي بشدة ، لم تتمالك لُجين هي الاخرى دموعها ، كانت تبكي لـ بكاء اختها وتبكي لـ فرحتها انها اخيراً حصلت على عائلتها او اختها

هدأت لُجين من روع ايسل وبعدما توقفت ايسل عن البكاء بدأت تتكلم مع لُجين


لُجين : مالك يا ايسل ؟

ايسل : تعبانه اوى يا لُجين 

لُجين : من ايه ؟

ايسل : كل اللى حواليا طلعوا وشوش ومناظر بس ، مفيش حد صادق

لُجين : مفيش حد معصوم من الخطأ ، احنا بشر

ايسل : صعب اوى لما كل التماثيل اللى حواليكي تنهار ، تنهار كلها في وقت واحد ، كلهم يطلعوا وحشين وكدابين

لُجين : اغفرى يا ايسل ، حطي ده كمان ضمن الحاجات اللى ذاكرتك فقدتها

ايسل : حتي انا تمثال وانهار ، انا برضه وحشة وكدابه

لُجين : ليه بتقولي كده ؟

ايسل : عشان اذيت ناس كتير حواليا كل ذنبهم انهم حبوني ، مش انتِ اتجوزتي عرفي وده يعتبر جريمة وحرام وانا معملتش كده بس انتِ احسن مني

لُجين : يا سلام !! ازاي بقي ؟

ايسل : انتِ كنتى واضحة وصريحة مع نفسك ، حبيتي واحد واتجوزتيه ، اه عرفي بس ممكن يكون هو ضحك عليكي لكن انتِ مضحكتيش عليه لكن انا ضحكت عليهم كلهم ، كنت بسيب الباب موارب ، كنت بديهم امل مزيف ، كنت عارفه ان ايساف اخويا بيلعب بالبنات وكنت بسيبه يعمل كده رغم انى كان ممكن انقذ بنات كتير من غدره

لُجين : انسى يا ايسل ، انسي كل ده ضمن الحاجات المنسيه واعتبرى فقدان الذاكرة ده بداية حياة جديدة ليكي

ايسل : كان نفسي ابقي بلا ذاكرة

لُجين : مانتِ فاقده الذاكرة

ايسل : هو انا مش فاقده الذاكرة بس هو في فرق شاسع بين اني اكون فاقده الذاكرة او من غير ذاكرة

لُجين : ايه الفرق ؟

ايسل : فاقده الذاكرة يعني كان عندي ذكريات وفقدتها ، اما بلا ذاكرة فانا اصلاً متولدتش بـ ذاكرة ، كان نفسي ابقي بلا ذاكرة ، عقلي ميسجلش اي احداث او ذكريات ، لو انا بلا ذاكرة مكنتش هفتكر الوحش اللى عملته ولا الوحش اللى اتعمل فيا

لُجين : وبرضه مكنتيش هتفتكرى الحلو اللى بتعمليه او اللى بيتعملك

ايسل : صدقيني بعد اللى اكتشفته مبقتش عايزه افتكر حتى الحلو

لُجين : خلاص تعالى انا وانتِ سوا نبقي بلا ذاكرة

ايسل : يعنى ايه ؟

لُجين : نفتح صفحة جديدة مع الحياة ونخلي ذاكرتنا متسجلش الا الحاجات الحلوة والحاجات الوحشة ننساها اول باول

ايسل : تفتكرى نقدر

لُجين : المحاولة مبتخسرش

ايسل : عندك حق


وابتسمت ايسل الى لُجين ابتسامه صادفة تحمل كثير من المشاعر الاخوية الجميلة وبادلتها لُجين نفس الابتسامه


تمددت ايسل على احد الارائك واغمضت عينيها وحدثت نفسها قائلة "مثلت اني فاقده الذاكرة وكان نفسي فعلاً افقدها ، نفسي انسي كل اللى عرفته عن اقرب الناس واللى كنت فكراهم اصدق الناس ، يارتني فعلاً اتخلقت بلا ذاكرة"


#النهاية

#ايسل_بلا_ذاكرة

#آلاء_الشريفى