Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الثلاثاء، 24 مارس 2015

مَن أكون (الفصل الحادى عشر)

الفصل الحادى عشر

تقابلا نور حمدان ورمزى علام فى مكتب رمزى علام ، كان هناك خلاف نشب بين نور حمدان ورمزى علام بسبب اصرار نور على يسرا ورفض رمزى لها وحين وافق رمزى على مضض  لم تستقر يسرا على الامر بسبب العقبات الكثيره التى تقف حائلاً بينها وبين التمثيل ولذلك رأى رمزى ان نور يتسبب له فى خسارة مالية بسبب توقف عملهما سوياً وكل هذا من اجل فتاة ذاب قلب نور عشقاً لها 
تقابلا نور ورمزى اليوم وعرض على رمزى صور لـ احدى الفتيات الفاتنات والتى رآها نور مناسبه تماماً لـ اداء ادواراً جريئه حيث انها لم تعترض على الامر

رمزى : لا ذوقك اختلف تماماً ، جبت البت دى منين ؟
نور : القدر وقعها فى طريقى
رمزى : والبت الاولانيه دى ايه نظامها
نور : قصدك يسرا ؟
رمزى : اه يسرا ، حبيبة القلب
نور : انا مش عايز يسرا تمثل
رمزى : نعم !!
نور : عايزها ليا
رمزى : هتتجوزها
نور : حتى لو مجوزتهاش ، مش عايزها تدخل الدايره دى ، البنت بنت ناس وبريئه فوق ما تتصور
رمزى : انا اصلاً مكنتش مقتنع بيها ، خلينا فى الكائن الخيالى ده ، هشوفها امتى ؟
نور : انا عملتلها test camera واقتنعت بيها واديتها الدور اللى كنت عارضه على يسرا ووافقت ، جهز عقدك بقى
رمزى بابتسامة شهوانية وهو ينظر الى صورة الفتاة : هجهز حاجات كتير
نور : ماشى ، هقوم انا بقى عشان عندى تصوير
رمزى : ربنا معاك

تركه نور وركب سيارته ، اخرج هاتفه من جيبه ونظر الى صورة يسرا التى يحفظها على جواله المتنقل ، خفق قلبه بـشدة ، اشتاق اليها بشدة ، تمنى ان يسمع صوتها او يراها ، تمنى ان يحتضنها بقوة ولكنه اصر على الا يقابلها حتى تنسى امر التمثيل للابد وحتى يستطيع ان يخرجها من قلبه وحياته
__**__**__
توطدت العلاقه بين عمر وجين ، اصبحا يتقابلا يومياً ، يتهاتفا تقريباً كل ساعتين ، يخبرا بعضهما بـ التفاصيل الممله لـ يومهما حتى ان عمر الان يملك نسخه من المفاتيح الخاصة بـ منزل جين ويذهب اليه وقتما يشاء
على الرغم من طبيعه العلاقة الواضحه والمُعترف بها بين عمر وجين الا ان قلب جين قد خفق لـ عمر ، تمنت لو انه عرض عليها الزواج مرة اخرى ولكنها اكتفت بـ تلك العلاقة حفاظاً على كبريائها ، اما عمر لم يرى جين فى اى مرة قابلها او حدثها ، بل كان يرى يسرا امامه نظراً لـ عشقه لها
دلفت جين الى احدى الغرف المتواجده فى منزلها لـ تجد عمر غارقاً فى ثباتٍ عميق ، دخلت واغلقت الباب خلفها بهدوء حتى لا يستقيظ بـ فزع ، انارت مصباح ينير بـ اضاءه خافته جداً مريحه للعين والاعصاب ، جلست ارضاً على ركبتيها ومررت اصابعها بين خصلات شعره ، استيقظ عمر مفزوعاً ورفع رأسه لـ يجد جين تبتسم له

عمر : جين !! خضتيني
جين : سورى 
عمر (وبدأ فى الاعتدال) : انا اللى سورى انى جيت من غير ماقولك
جين : never mind ، بس انت كويس ؟
عمر : لا 
جين : مالك
عمر : مخنوق ومتخانق
جين : طيب مخنوق وعارفه السبب بس متخانق مع مين
عمر : مع خالتى
جين : ليه ؟
عمر : فكك من الحوار ده ، انتِ كنتِ فين كده
جين (وقد وقفت وهمت بـ خلع حذائها) : meeting مهم اوى
عمر باستنكار : مقولتيش يعنى
جين : سورى يا عمر بس كان مشوار مهم ولازم اعمله
عمر : اوعى يكون اللى فى بالى
جين : اه هو
عمر (وقد بدا عليه الضيق) : ليه يا جين عملتى كده ؟
جين : ده الصح يا عمر 
عمر : احنا اتفقنا منغصبش بعض على حاجة وانا مش هغصبك
جين (وقد تمددت بجوار عمر) : ودى اكتر حاجة عجبانى فيك
عمر : اللى هى ؟
جين : انك عمرك ما غصبتنى على حاجة
عمر (وقد دقق النظر فى عينيها الساحرتين) : وعمرى ما هغصبك ، انتِ من الحاجات الحلوة القليله اللى حصلتلى
جين : ايه بقى الحاجات التانيه
عمر : مش مهم ، المهم تعرفى انك من اهمهم
جين : انت بقى احلى حاجة فى حياتى
عمر : اقولك حاجة غريبه
جين : قول
عمر : ياريتنى عرفتك قبل ماعرف يسرا
جين : تفتكر كنت هتحبنى
عمر(وقد ارخى جسده واغمض عينيه) : وكنت هتجوزك كمان
جين بنبره حزينة وهى تنظر اليه : ياريت
__**__**__
استغل يحيى انفصال عمر ويسرا افضل استغلال ، تقرب اليها ، كان يهاتفها كل ساعه ويراها كل يوم ، كان يحاول ان يقنعها ان عمر غير جدير بها وانه اتخذ التمثيل طريقاً وحجه للانفصال ليس الا ، حاول ان يستعيد قلبها اليه مره اخرى ، حاول ان يستقطبها نحوه كثيراً ، كان يفشل مرة وينجح مرة ولكن مازال عمر يقف حائلاً امام رغبته فى الايقاع بـ قلب يسرا ومن ثَم جسدها

يسرا : مكنتش اعرف انى هتعب كده فى بعد عمر
يحيى : عمر دلوقتى عايش حياته عادى جداً يا يسرا وانتِ لسه عايشه على الاطلال
يسرا : مش سهل يا يحيى اتعايش بسهوله
يحيى : عارف ومجرب ، لحد النهارده بحاول اتعايش مع انك مش ليا
يسرا : نعم !!
يحيى : ولا حاجة
يسرا : انت حقيقى لسه بتحبنى ؟
يحيى (وقد امسك بيديها) : انا عمرى ما حبيت غيرك
يسرا : امال سيبتنى ليه ؟
يحيى : كنت غلطان وبعترف بـ غلطى ، انسى وسامحيني
يسرا (وقد سحبت يديها) : انا اسفه يا يحيى بس انا لسه ......
يحيى مقاطعاً : لسه بتحبى عمر 
يسرا : اه
يحيى : وانا مستعد اصبر معاكى لحد ما تتجاوزى الجرح ده وتنسى عمر ونبدأ انا وانتِ من جديد
يسرا : انت بتقول ايه ؟
يحيى : بقولك اللى نفسى فيه ، عمر خلاص سابك ونساكى وعايش حياته انسيه بقى وعيشي حياتك انتِ كمان

شردت يسرا وحاولت التفكير بـ عمق فيما قاله يحيى ، ولكنها اخذت منه جزء وتركت الجزء الاخر فـ قررت ان تهاتف نور حمدان لعله يجيب تلك المرة على هاتفه حيث انه لم يجيب عليها منذ فترة طويله ولكنه لم يجيب ايضاً

يحيى : مبيردش ؟
يسرا : للاسف
يحيى : نفسك تمثلى بجد ؟
يسرا : ايوة
يحيى : يبقي اعملى المستحيل وحاولى توصلى للمخرج ده ، وانا هقف معاكى وهساعك
يسرا : ربنا يخليك ليا يا يحيى
يحيى : ويخليكي ليا
__**__**__
جلست زهرة الى مكتبها ، كان الكتاب مفتوحاً امامها ولكنها لم تكن تراه ، كانت الدموع تملأ عينيها ، كان الحزن يسيطر عليها ، كان الاشتياق المميت لـ فهد صديقها الدائم ، لم تكن تعرف هل انفصالها عنه فى هذا التوقيت الحرج من حياته قرار خاطئ ام صحيح ولكن ما اقتنعت به وتوصلت اليه ان فهد لا يستحق حبها لانه لا يحبها ولا يفعل شيئاً من اجلها
كأغلب الامهات الشرقيات ، كانت والدة زهرة تملك شخصيه قوية ، قاسيه بعض الشئ ، يمكن لها ان تقبل ارتباط ابنتها عاطفياً بـ شخصٍ ما ولكنها لن تقبل الا يكون هذا الشخص مثلما تريد ، شعرت وان ابنتها على علاقه عاطفيه بـ جارهما فهد 
كانت هناك علاقه جيدة تربط بين عائله فهد وعائله زهرة ولكن هذا لا يعنى تقبل والدة زهرة لـ ارتباط ابنتها بـ ابنهما ، حاولت مراراً وتكراراً ان تنكر تلك الفكرة او تتجاهل شكوكها ولكن طفح الكيل وقررت مواجهة ابنتها بـ تلك الشكوك
طرقت باب غرفة ابنتها فـ همت زهرة بـ مسح دمعاتها حتى لا تراها والدتها وتظاهرت بـ انها تستذكر دروسها

امانى (وقد جلست على مقعد مجوار لـ مكتب زهرة) : بتعملى ايه ؟
زهرة : بذاكر
امانى : اممم باين على وشك ارهاق المذاكرة
زهرة : فى ايه يا ماما ؟
امانى : فى ايه انتِ !! فين مذاكرتك ؟ فين ضحكتك ؟ فين عقلك لما تحبى واحد زى فهد
زهرة (وقد اتنابها الارتباك والتوتر) : فهد !! فهد مين ؟ وايه احب دى
امانى : متحاوليش تنكرى ، انا شوفتك وسمعتك اكتر من مرة ، كنت بحاول اكدب نفسى لكن انتِ مكنتيش مديانى فرصه اكدب نفسى
زهرة : ماما انا مبـا........... (وصمتت)
امانى : اتصدمت لما عرفت ان بنتى ، اللى ربيتها احسن تربيه بتحب وتتحب من ورايا ، اتصدمت اكتر لما عرفت ان ده اختيارك
زهرة : انا اسفه يا ماما ، بس غصب عنى لقيتنى بتشد لـ فهد وخوفت اقولك
امانى : فهد يا زهرة !! فهد المدمن الفاشل المفصول من كليته بفضيحه يكون هو سبب دموعك وحزنك وكسرتك
زهرة : ماما فهد مش وحش ، واترفد ظلم اصلاً وهو بيحاول يتغير وهـ......
امانى مقاطعه : الموضوع ده يطلع من دماغك للابد ، مش كفايه انه كان سبب انك متدخليش طب ولا صيدله ودخلتى علوم ، فوقى يا زهرة ، فهد مينفعلكيش ، باختصار كده مالوش مستقبل وانتِ لسه قدامك بدرى ، لسه عندك كليه وماجستير فاهمه
زهرة : ماما انا ........
امانى مقاطعه بـ صرامة وحزم شديدين : اخر مرة الموضوع ده يتفتح ، واخؤ مرة هنتكلم فيه ، اللى حصل حصل وخلاص مالوش لازمه الرغى فيه ، انا ليا الجاى يا زهرة ، شدى حيلك كده وركزى فى مذاكرتك عشان تتعيني معيده واخر مرة اشوفك فاتحه الكتاب ومبتذاكريش

وتركتها امانى وخرجت من الغرفة ، لا تعرف امانى كيف تعاملت بـ هذا الهدوء فـ هى تود ان تقتل ابنتها وتمثل بـ جثتها عقاباً لها على فعلتها سواء حبها وارتباطها سراً وسواء على اختيارها الخاطئ لـ شخص غير مناسب ، اما زهرة فـ شعرت بـ غصه تألم قلبها بشدة ، شعرت وان هناك جرح شديد يألمها بل وان شخصاً قوى البنيه يمسك هذا القلب الضعيف المجروح بين يديه ويسحقه بكل ما اوتى من قوة 
اوصدت باب غرفتها بالمفتاح ، واستقلت على تختها واخرجت صورة فهد لـ تحدثه وتلومه وتحكى له ما يألم قلبها
__**__**__
دلفت نادية الى غرفة ابنها فهد لـ تجده يتناول احدى السجائر المحشوة بـ نبات الحشيش ، لم يشعر فهد بـ وجودها حيث كانت امه تقف خلف ظهره ، احترق قلب نادية حزناً على ابنها ، دمعت عيناها قهراً ، فـ ما ابنها سوى جثة هامده تتحرك بـ المخدرات والمنشطات ، اوصدت الباب خلفها وجلست بجواره بعد ان مسحت دموعها 

نادية : انت بتعمل كده ليه يا فهد ؟
فهد : انا خسرت كل حاجة يا ماما ، معدش فيه حاجة احافظ عليها
نادية : وصحتك يا فهد ؟
فهد : عايز اموت
نادية : وتحرق قلبى عليك ؟
فهد : هو يعنى مش محروق دلوقتى
نادية : الفرصه لسه فى ايدك يا حبيبى ، انت اتظلمت كتير اوى انا عارفه ده ومقدراه وعذراك ، بس هل بقى المفروض نفضل واقفين عند نفس النقطة ، نفكر فى اللى حصلنا وفى الاسباب ولا نحاول نتجاوز اللى حصل ونصلح اللى نقدر عليه ونتقدم فى حياتنا ولو خطوة واحده
فهد : بس انا هفضل مدمن وفاشل فى نظر كل الناس حتى لو بقيت كويس
نادية : لا طبعاً ، انت لو طورت نفسك ونجحت ساعتها ادمانك وفشلك دول هيتضرب بيهم المثل

نظر فهد الى والدته نظرة تنمو عن استغرابه فـ لم يفهم كيف ان يضرب الناس المثل بـ الفشل والادمان

نادية : متبصليش كده ، ماهو لما تتقدم وتطور من نفسك وتبقي انسان ناجح الناس هتقول فهد ده كان فى يوم من الايام مدمن وفاشل بس نجح وفاق وقدر يقف على رجله تانى ورمى الماضى وكلام الناس ونظرتهم ورا ضهره يبقي ده مثل كويس
فهد : الكلام سهل بس التنفيذ ........
نادية مقاطعه : صعب بس مش مستحيل ، تقدر تعمله ، انت طول مانت مدمن وفاشل زى ما بتقول زهرة هتروح من ايدك ، زهرة يا فهد ، زهرة اللى حبيتها وانت عيل ، هتعيش حياتها وهتتجوز واحد تانى ، هتقدر تستحمل ان واحد غيرك يتجوز زهرة ، هتقدر يا فهد ؟ فكر يا فهد واحسبها ، بلاش تخسر كل حاجة ، لسه فى حاجات بين ايدك 
فهد بدموع محبوسه : زهرة سابتنى يا ماما
نادية : سابتك عشان تتغير وتحس بقيمتها ، حس بقى يا فهد
__**__**__
جلس المليادير هاشم غُنيم فى غرفته الفخمه الواسعه وكانت بجواره زوجته أمينه الشناوى ، كان غُنيم يتصفح بعض الاوراق الخاصه بـ عمله ، قاطعته زوجته بـ حديثها عن ابنتهما زينة

امينة : انت لازم تشوفلك حل مع بنتك
هاشم : ماهى لو مش بنتى كنت قتلتها واستريحت
أمينة : ايه اللى بتقوله ده يا هاشم !!
هاشم : امال عيزانى اقول ايه ؟ هو انا كنت قتلتها قتيل يعنى
أمينة : اللى بنتك عرفته مش سهل عليها تتقبله
هاشم : يعنى هى مش سهل عليها تتقبله بس سهل عليها تصرف من فلوسى اللى مش عجباها
أمينة : بنتك لازم تحب وتتجوز
هاشم : بالعافيه يعني !!
أمينة : انت مش قولتلى ان ابن جاسم مدكور عايزها 
هاشم : اه
أمينة : لو الولد كويس وانت موافق حطه فى طريقها خليه يخليها تحبه وتتعلق بيه
هاشم : انتِ كبرتى وخرفتى يا امينة ولا ايه ؟ مينفعش
أمينة : ليه ؟
 هاشم : لانى كده هبقى بقلل من كرامتى وكرامة بنتى 

طرقت هدير الابنة الوسطى لـ هاشم غُنيم الباب وسمحا لها والديها الدخول ، دلفت الى الغرفه وجلست على احد المقاعد المقابلة لـ الاريكه التى يجلس عليها والديها

هدير : سورى لو قاطعت كلامكوا
أمينة : لا عادى ، بس فى حاجة ولا ايه ؟
هدير : فى حاجتين 
هاشم : خير ؟
هدير : اولاً انا مسافره اسبوعين مع اصحابى
هاشم : فين ؟
هدير : المالديف
أمينة : سفر ايه دلوقتى يا هدير ، انتِ مكملتيش شهر راجعه من بره
هاشم : سبيها تسافر
هدير : فى حاجة كمان مهمه
أمينة : خير
هدير : فى واحد عايز يقابل حضرتك عشان يتقدملى
هاشم : واحد مين وابن مين وبيشتغل ايه
هدير : لا يا بابا فكك من الجو ده كله هو اصلاً مش مصري ولا عربى
أمينة : نعم ياختى !! امال ايه ؟
هدير : المانى
هاشم : ادى اخرة السفر بره كتير ، عموماً نتكلم لما تجى من السفر ، هتسافرى امتى ؟
هدير : اخر الاسبوع

وقد همت بالمغادرة

هاشم : ابقى علمى اختك الكبيره ازاى تعيش حياتها صح
هدير : خليها عايشه الوهم
أمينة : وهم ايه ؟
هدير : مقصدش حاجة هروح انا

وتركتهما هدير مغادرة الجناح الخاص بـ والديها

أمينة : قصدها ايه هدير ؟
هاشم : مبهتمش بـ كلام هدير اوى لانها هى وزينة مش على وفاق مع بعض فالافضل متسمعيش من هدير عن زينه ولا من زينة عن هدير
أمينة : ربنا يهديهم

فى الواقع لم يكن هاشم غُنيم يشعر بالراحه تجاه ابنته زينة ولم يكو يروق له توتر العلاقه والخلاف الدائم بينهما 
كانت زينة الابنة الكبرى المقربه لـ والدها ، صديقته وحبيبته وابنته ولكنه الان يفتقدها ويفتقد حنيتها عليه ، يفتقد صداقتها وقربها له ، والاسوأ من ذلك يفتقد احترامها له لذلك قرر ان يُصلح ما تم افساده بينهما فى القريب العاجل
__**__**__
تقابلا اليوم عمر وجين فى احدى المقاهى ، جلسا سوياً امام بعضهما البعض كان يفصل بينهما منضدة ، كانت نظرات جين لا تحوى سوى العشق والشوق والهيام الا انها كانت تحاول السيطرة على تلك النظرات حتى لا ينكشف حبها لـ عمر ، كان عمر دائماً يجلس معها بـ نصف عقل ونصف قلب فقد تمنى كثيراً الا تستحوذ يسرا هكذا على قلبه وعقله وتمنى لو انه يستطيع ان يحب غيرها

جين : انا هسافر يا عمر
عمر : تسافرى !! تسافرى فين ؟
جين : England
عمر : بس ده مكنش اتفاقنا يا جين ، مينفعش تسافرى دلوقتى
جين : not now ، بس قريب جداً هسافر
عمر : قريب ده اللى هو امتى ؟
جين بنبرة حزينة مجروحه : لما الاتفاق اللى بينا يخلص
عمر : انا ليه حاسس انك متضايقة ، انا غصبتك على حاجة ؟
جين : لا مغصبتنيش بس ........... (وصمتت)
عمر بنظرة فاحصه : بس ايه ؟
جين : ولا حاجة يا عمر

شرد عمر وشحب وجهه وتحشرج صوته عندما رأى يسرا دالفة الى المقهى الذى يجلس فيه مع جين ، كان لم يراها منذ ذلك اليوم الذى انهى فيه ارتباطهما ، ابتسم عمر ابتسامة تنمو عن لذته بالانتصار حيث رأى يسرا تقترب عليه وهى ثائرة كـ البركان  ، لقد نجحت خطة عمر فى الانتقام من يسرا ، فى الانتقام لـ كبريائه وكرامته ، حيث انه اخبرها بـ طريق غير مباشر انه على علاقة بـ احدى الفتيات الاجنبيات ، حين رآها تقترب منه ترك جين وقام لها
كان يقفا هما الاثنان امام بعضهما البعض ، البرود والهدوء كان يتملك عمر اما يسرا فـ كانت تود ان تقتلهما سوياً

يسرا : مين دى يا عمر ؟
عمر : وانتِ مالك ؟
يسرا : نعم !!
عمر : اللى بينا انتهى ، انتهى يا يسرا ومالكيش الحق تحاسبينى عليه
يسرا : انت اتلككت وسيبتنى عشانها بقى 
عمر : انا مبتلككش ، انتِ اللى بتغلطى ، انتِ لو كنتِ قاصدة تخسرينى مكنتيش هتعملى كده
يسرا : عمر ، انت لسه بتحبنى وانا كمان بحبك 
عمر : لا يا يسرا انتِ غلطانة حتى لو لسه بحبك فـ ده مش سبب يخلينى ارجعلك ولا سبب يخليكى تحاسبينى
يسرا : انت حبيتها عشان هى اجمل منى صح ؟
عمر : عمرى ما كنت شهوانى ، عمرى ما فكرت فى شكلك ولا جسمك ، بالعكس كنت بحب ملامحك الشرقيه البسيطه الجذابه
امتلأت عيني يسرا بالدموع المحبوسه : كنت !!
عمر : اه يا يسرا كنت 
يسرا : ودلوقتى !!
عمر : تقدرى تقولى شهوانى بحت

صُدمت يسرا لما قاله عمر ، لم تكن تتخيل ان الحال انحدر بـ عمر الى هذه الدرجة ، نظرت نظرة فاحصه الى جين لـ تجدها انثى فاتنه بـ كل ما تحمله الكلمة من معنى فـ اشتعلت الغيره فى قلبها

يسرا : انا عايزة ارجعلك وهعملك كل اللى يرضيك
عمر : اللى يرضينى مش عندك يا يسرا
يسرا : قصدك ايه ؟
عمر : بصى لـ جين وانتِ تفهمى 

وتركها عمر وعاد الى جين وقام بـ دفع الحساب واخذ جين وغادر المكان ويسرا مازالت واقفه من شدة صدمتها وجرحها ، فـ لم يجرح عمر فقط قلبها وكرامتها بل جرح انوثتها ، تركت يسرا لـ دموعها العنان 


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى










الخميس، 5 مارس 2015

مَن أكون (الفصل العاشر)

الفصل العاشر

ذهب مصطفى الى منزل عمر بناءاً على رغبه وطلب عمر ، ذهب اليه وجلسا سوياً فى شرفة غرفته وتناولا الشاى سوياً ، كان الضيق يسيطر على عمر ، كان يشعر بالاختناق ، يشعر بالضعف والندم ، كان قلق جداً على يسرا ، خائفاً بشدة عليها ، حزين على ما وصلت اليه وعلى ما اوصلتهما اليه ، لم يستطع الخروج من المنزل او رؤيه احداً حتى انه لم يذهب الى عمله اتصل بـ صديقه ورفيق دربه "مصطفى" وطلب منه ان يأتى اليه فى المنزل ليتحدث معه قليلاً

مصطفى : ايه يا عمر من ساعه ما جيت وانت ساكت ، انت جايبنى تفرجنى على الشارع ولا ايه ؟
عمر : انا مخنوق 
مصطفى : مالك طيب 
عمر : انا اصلاً قولتلك تجى عشان افضفض معاك بس مش قادر اتكلم
مصطفى : فى حاجة حصلت مع يسرا ؟
عمر : سيبنا بعض
مصطفى : ليه ؟
عمر : تعبت وجبت اخرى يا مصطفى ، مستهتره وطايشه
مصطفى : طيب ايه تفاصيل الخلاف
عمر : مش قادر احكى اى تفاصيل

صمتا عمر ومصطفى ، عمر لا يستطيع ان يتحدث او يحكى ما حدث خاصةٍ وانه لا يحب ان يحكى شيئاً بغيضاً عن يسرا ويبدو انه كان يفكر فى امر ما اما مصطفى لا يعلم ماذا يقول الى عمر فـ مهما قال هذا لن يهدأ من روع عمر المجروح قلبه وكرامته ، زاد تركيز عمر وشروده فـ من الواضح ان امراً هاماً مسيطراً على عقله وتفكيره ثم نظر الى مصطفى

عمر : انا عايز فتاة ليل 
- نعم !! (قالها مصطفى باستغراب)
عمر : عايز فتاة ليل ، ايه محتاجه توضيح ولا لازم اقولهالك بالمعنى الصريح
مصطفى : ليه ؟
- هشغلها سكرتيره (قالها عمر باستنكار) تفتكر يعنى هكون عايز فتاة ليل ليه ؟
مصطفى : مش عشان اتجرحت من واحده حبيتها تروح تقضيها مع اى واحده من الشارع ، السكه دى غلط زيها زى المخدرات بلاش تدخلها
عمر : فكك يا مصطفى انا مش صغير ومش محتاج نصيحه
مصطفى : طيب ليه بتطلب منى ؟
عمر : حاسس ان عندك خبره اكتر منى شوية
مصطفى : محسسنى انى كل يوم مع واحده شكل
عمر : طيب قولى الاقيهم فين ؟
مصطفى : فى ايه يا عمر ؟
عمر : فى ايه انت يا مصطفى !! مش عايز منك حاجة
مصطفى : طيب عرفنى عايزها ليه ؟
عمر : محتاج اعرف واحده ميكونش فى حدود لـ علاقتنا وفى نفس الوقت ميكونش حد ملتزم قصاد التانى بأى حاجة ونبقى متأكدين ان علاقتنا ممكن يبقى لها اى نهايه الا الجواز
مصطفى : ده انتقام من يسرا ؟
عمر : ده مش انتقام ، دى تجربه وحابب اعيشها
مصطفى : مش عارف اقولك ايه ؟
عمر : قولى انك هتساعدنى
مصطفى : مانا لازم اساعدك عشان متطلبش المساعده من حد يضيعك
عمر : كده تبقى صاحبى
__**__**__
لم تنجح محاولات يسرا فى الوصول الى عمر فـ منذ ان رآها امام ڤيلا نور حمدان وهو لا يرد على اتصالاتها ولم يلتقى بها ولو صدفه
وقعت يسرا بين امرين كل امر منهما اهم من الاخر ، فـ هى الان بين نار تحقيق حلمها فى التمثيل والنجوميه وبين حبيبها وصديقها واكثر شخص وقف بجوارها ، اكثر شخص جرحته واهانت رجولته وكرامته وسامحها ، عمر ، اكثر انسان عشقها فى الوجود ، عشقها اكثر من والدها ووالدتها
حاولت الاتصال مراراً وتكراراً بـ عمر ولكنه لم يجيب عليها ، تركت الهاتف جانباً وظلت تبكى بسبب فقدانها لـ عمر ، رن هاتفها ونظرت الى الهاتف لـ تجد اسم يحيى لامعاً على الهاتف ، بدون تفكير او وعى ردت يسرا على الهاتف

يحيى : يااااه ، اخيراً رديتى
يسرا : اذيك يا يحيى
يحيى : اذيك انتِ يا يسرا
يسرا : كويسه الحمد لله
يحيى : مال صوتك ؟
يسرا : مفيش مخنوقه شوية
يحيى : مخنوقه مالك ، احكيلى
يسرا : مش قادرة اتكلم
يحيى : اتكلمى ، فضفضى جايز تستريحى وجايز نفكر سوا ونلاقى حل
يسرا : عمر سابنى
يحيى : امممم ، سابك ليه ؟
يسرا : فى مخرج عرض عليا دور بطوله فيلم ، عمر وبابا رفضوا قررت امثل من وراهم لانى واثقه انهم لما يشوفوا الفيلم ويشوفوا قد ايه هو كويس وانى بعرف امثل هيتقبلوا الموضوع لكن عمر اكتشف الموضوع وسابنى
يحيى : اما انه حمار صحيح
يسرا : ليه بتقول كده ؟
يحيى : مكبر الحكايه يعنى ، اصل مفهاش حاجة لو مثلتى
يسرا : انت شايف كده ؟
يحيى : رأيي انك مغلطتيش وعمر المفروض يديلك الحق فى انك تختارى
يسرا : بس هو خايف عليا
يحيى : مانا بخاف عليكى بس لو مكانه هسيبك تجربى ، التجربه مش هتخسر حاجة
يسرا : ماهو خاف عليا من سكة التمثيل دى
يحيى : اقولك حاجة ومتزعليش
يسرا : قول
يحيى : عمر مش خايف عليكى ، عمر خايف منك
يسرا : خايف منى !! يعنى ايه ؟
يحيى : خايف من نجاحك

كان تأثير كلام يحيى مع يسرا قوى الى ابعد حد حيث انها اقتنعت جداً بما قاله ، اقتنعت انها لم تخطأ وان عمر لا يخشى سوى نجاحها وان ذلك الطريق ليس به ما يدعو عمر للخوف ولذلك قررت استكمال ما بدأته مع نور حمدان
__**__**__
جلست زينة غُنيم فى غرفتها الواسعه الفخمه ، كانت تتنقل بين صور اُخذت عن طريق هاتفها النقال ، كانت تلك الصور لـ عمر ، عمر الذى اغرمت به وعشقته الى ابعد حد وهو لم يراها سوى مرة او اثنين ولا يتذكرها ، التطقت له تلك الصور حين كانت تقف امام البنايه التى يقطن بها لتراه من بعيد ، كانت زينة مُغرمه بأدق تفاصيل عمر ، لم تعرف سبباً لهذا العشق ولكنها تشعر وان شيئاً ما يربط بينها وبين عمر ، سمعت زينة طرقات باب غرفتها لذلك اغلقت الهاتف حتى لا يرى احد صور عمر ثم سمحت للطارق بالدخول وكان الطارق والدتها "أمينة الشناوى"

أمينة : بتعملى ايه ؟
زينة : كنت بلعب فى الموبايل
أمينة (وقد جلست بجانب زينة) : عايزة اتكلم معاكى شوية
زينة : لو بخصوص بابا ياريت بلاش
أمينة : ازاى بلاش وبلاش ليه ؟
زينة : عشان مينفعش نتكلم فيه ، انا على حق انتوا اللى غلط
أمينة : مش معقول الدنيا كلها غلط وانتِ اللى صح
زينة (خرجت الى الشرفة التى تطل على حديقه الڤيلا) : انتِ عارفه ومتأكده انى المرة دى صح
أمينة (خرجت خلفها) : مينفعش تحكمى على انسان غلط غلطه سواء مقصوده او غير مقصوده من غير ما تعرفى كل الظروف المحيطه بيه
زينة (نظرت الى والدتها) : ايه الظروف اللى تخلى واحد يـ............... (وصمتت)
أمينة : كملى ، يخليه ايه ؟
زينة : بصى يا ماما ، عشان منجرحش فى بعض بس فكرى فى الموضوع بنظره حقانيه شوية لانى لو مكانك كنت اتطلقت من بابا من عشرين سنه فاتوا
أمينة : طيب انا غلطت وابوكى غلط وكل اللى حواليكى ولاد كلب ، ده يخليكى ترفضى الجواز 
زينة : فقدت الثقه فى اول راجل حبيته اللى هو ابويا ، عيزانى آآمن لـ راجل تانى ازاى
أمينه : ربنا يهديكى

وتركتها أمينه مغادرة غرفتها اما زينة فـ جلست على مقعد متواجد فى شرفتها وبكت بـ حرقة شديدة ، بكت بسبب مثلها الاعلى وحبها الاول والاوحد وهو والدها والذى انهار تماماً امام عينيها وبكت بسبب حبها لـ عمر الذى يؤلمها كلما تذكرته او رأته لانه يبقى حب من طرفها هى فقط
__**__**__
فى وقت متأخر من الليل كان عمر عائداً من الخارج الى منزله ، اثناء صعوده الى الطابق الذى يقطن فيه استوقفته مى امام شقتها حين نادته بـ اسمه فـ عاد اليها واقترب منها ووقف معها امام باب شقتها

مى : انت كنت فين متأخر كده ؟
عمر : كنت سهران شوية مع صحابى
مى : مش من عادتك تسهر كده كتير او تسهر بره اصلاً
عمر : لا مانا عاداتى اتغيرت
مى : انت فعلاً سيبت يسرا

تنهد عمر تنهيدة تنمو عن استيائه وايضاً عن وجعه ووجه بصره للاعلى ثم اعاد النظر الى مى التى كانت تقف امامه

عمر : عرفتى ازاى ؟
مى : باين عليك
عمر : عموماً اه سيبنا بعض
مى : طيب وبعدين ؟
- بعدين ايه !! (قالها عمر متعجباً ومستنكراً)

قبل ان تخبر مى عمر ما تقصده بسؤالها جاء صوت من داخل شقتها ، كان صوت زينة التى قررت ان تظل حتى اليوم التالى مع مى نظراً لعدم رغبتها فى البقاء فى ڤيلتها لان والدها اقام الليله احتفال بمناسبه حصول شركته على صفقه رابحه جداً لذلك نقلت مبيتها الى منزل صديقتها الوحيده مى

زينة (وهى تقف خلف مى) : ايه يا بنتى روحتى فين ؟
مى (وهى تلتفت الى زينة) : مفيش كنت بسأل عمر على حاجة

ازاحت زينة مى قليلاً لتقف بجوارها حتى ترى عمر ويراها ، نظرت الى عيني عمر وهو ايضاً نظر اليها وشعر بذلك الشعور الغريب الذى دائماً تشعر به زينة ، وهو ان شيئاً ما يربط بينهما

زينة (وهى تنظر الى عينى عمر) : هو ده بقى عمر ؟
عمر : يعنى هو ده بقى ؟ وبعدين انتِ مين ؟
مى : دى زينة صاحبتى وقصدها .....
زينة مقاطعه مى : قصدى ان دايماً مى بتحكى عنك ، بتتفشخر انك ابن اختها فكان نفسى اشوفك
- اديكى شوفتينى (قالها عمر بكبرياء وهو مغادراً المكان)
مى (وهى تغلق باب الشقة) : انتِ ايه اللى خرجك ؟
زينة : كنت بطمن عليكى ، وبعدين كويس ادينى شوفت عمر
مى : انتِ عايزة ايه من عمر ؟
زينة : وربنا ما عايزة منه حاجة 

دلفا هما الاثنان الى الغرفة وكل واحدة منهما فى عالم خاص بها ولكنه غير منفصل عن عالم الاخرى فـ كل منهما كانت تفكر بـ عمر وتفكر بـ علاقة الاخرى به ، فـ مى تخشى ان يحب عمر زينة او تأخذه زينة منها ، وزينة تستنكر غيره مى على عمر وتحاول ان تبعد عن عقلها فكرة ان مى مغرمةً به
__**__**__
سافرت يسرا الى الاسكندرية لـ تقوم بتغيير الاجواء التى حولها وتستريح نفسيتها بعدما تركها عمر ، كانت لم تسافر الى الاسكندرية منذ اكثر من ثلاثه شهور
اقامت نادية الاحتفالات بسبب قدوم يسرا الى المنزل ، قامت بـ طهى اشهى انواع المأكولات والحلويات فقط لاجل يسرا ، تناولا الغداء واحتسوا الشاى سوياً ، حتى فهد الذى يجلس وحده كثيراً شاركهم تلك الجلسه نظراً لوجود يسرا النادر بينهما
فى اخر اليوم جلست يسرا مع والدتها نادية المنصورى التى كانت تشتاق اليها بشده وايضاً يسرا كانت تفتقدها وتفتقد الحديث معها

نادية : وحشتينى اوى يا يسرا ، حاسه ان روحى رجعتلى لما جيتى
يسرا : انتِ كمان وحشتينى ووحشنى الكلام معاكى
نادية : اخبار عمر ايه ؟
يسرا : احنا سيبنا بعض ومش عايزه احكى التفاصيل
نادية : ليه بس يا يسرا ؟ عمر طيب وكان بيحبك
يسرا : اهو اتلكك بقى وسابنى
نادية : اتلكك ؟
يسرا : خلينا نغير الموضوع
نادية : زى ما تحبى ، عرفتى ان اسلام شوقى جارنا اللى فى التانى اتقدملك ؟
يسرا : لا محدش قالى
نادية : جه اتقدم هنا وباباكى طرده
يسرا : طرده !! ليه ؟
نادية : بيقوله فيما معناه انى جيت اتقدم رغم انى عارف ان فهد مدمن بس عارف ان يسرا كويسه
يسرا : المتخلف ، بابا مكنش مفروض يطرده ، كان مفروض يديله بالجزمه
نادية : انا خايفه على فهد اوى يا يسرا ، ده رجع تانى للهيروين
يسرا : انا مش عارفه اقولك ايه بس فعلاً تعبت معاه
نادية : ربنا يسترها معاه يارب ويبطل
يسرا : يارب

توقفت يسرا وناديه عن الكلام ثم وضعت يسرا رأسها على قدم ناديه وقامت ناديه بتمرير اصابعها بين خصلات شعر يسرا وبدءا الحديث مره اخرى

يسرا : بتهيألى ماما الله يرحمها لو كانت عايشه مكنتش هتحبنى كده
نادية : كانت هتحبك كده واكتر من كده كمان
يسرا : كان نفسى اشوفها ، بتخنق لما افتكر انها ماتت وهى بتولدنى ومالحقتش تشوفنى ولا لحقت تاخدنى فى حضنها 
نادية : ربنا يرحمها ، دى ضحت بروحها عشانك ، الدكتور كان مصمم تنزل الحمل لكنها اصرت تكمله حتى لو ماتت
يسرا : اه تيته زينب حكيتلى القصة دى (وقد ترقرقت الدموع فى عينيها) يالا بقى اكيد خير ، ربنا يرحمها
نادية : تعرفى انك انتِ السبب انى اتجوز باباكى
يسرا : انا !! ازاى
نادية : طبعاً باباكى يبقى ابن عمتى من يوم ما وعييت على وش الدنيا وانا بحبه وهو بيحب مامتك اللى هى صاحبتى واتجوزوا وحملت مامتك فيكى ولما اتوفيت روحت قعدت مع عمتى اللى هى جدتك عشان اساعدها فى تربيتك خاصه وانك كنتى فى توقيت صعب واكيد محتاجه مامتك واتقدملى باباكى ووافقت رغم انى كنت بطلت احبه بس حبى ليكى رجع حبى له
يسرا : بس بابا بيحبك اوى ، انا مشوفتش راجل بيحب مراته زى بابا
نادية : وكان بيحب مامتك اوى على فكرة ، ده كان هيموت وراها
يسرا (وقد اعتدلت فى جلستها) : طيب هسألك سؤال وجاوبى بصراحه
نادية : اسألى
يسرا : لما انتِ كنتِ بتحبى بابا اوى كده وهو كان بيحب صاحبتك ، بغض النظر عن وجودى ، ازاى وافقتى تجوزيه ؟ يعنى محستيش بغيره ، مرفضتيش مثلاً وانتقمتى لكرامتك
نادية : اولاً مينفعش اغير من واحدة ماتت ، مهما افتكرها ومهما حنلها فهى ماتت وكمان اعز صديقه ليا فالطبيعى اننا هنفتكرها سوا ونحنلها وندعيلها بالرحمه كمان لكن انا مقدرش الوم باباكى انه فى يوم من الايام محسش بيا وحس بصاحبتى ولا اقدر الومه ان بعد ماتوجع من فراق وموت حبيبته حس بيا ، دى كلها اقدار يعنى ملناش دخل فيها
يسرا : يا سلام عليكى يا نادوشه وانتِ عاقله كده
نادية : يارب تعقلى انتِ كمان ومتضيعيش عمر من ايدك
يسرا : انتِ مش بتقولى كلها اقدار وملناش دخل فيها فـ لو عمر قدرى اكيد مش هيضيع من ايدى
نادية : ماشى يا ست العاقله
__**__**__
ذهب فهد الى الطابق الذى تقيم فيه زهرة حيث انه لم يراها منذ ذلك اليوم الذى تعاطى فيه الهيروين والذى عرف فيه كم الالم النفسى الذى يسببه الى زهرة ، اعترف لنفسه انه لم يكن يوم اميناً على قلبها بل لم كما قالت لم ينفذ ما وعده بها 
حاول فهد الاتصال بـ زهرة كثيراً ولكنها لم تجيب ، لذلك قرر ان يذهب الى منزلها ، طرق الباب وقامت والدة زهرة بـ فتحه واخبرها فهد ان نادين ارسلت شيئاً ما الى زهرة لذلك هو يريدها ليعطيها اياه

زهرة : فهد !! انت اتجننت
فهد : عايز اتكلم معاكى ، ضرورى
زهرة : طيب اطلع السطوح وانا جاية وراك
فهد : طيب خدى الكشكول ده 
زهرة : كشكول ايه ده ؟
فهد : كشكول الفيزيا بتاع  نادين ، قولت لمامتك ان نادين عيزاكى تذاكرى معاها مسأله
زهرة : اه فهمت ، طيب ماشى

ذهب فهد لـ ينتظر زهرة اعلى البناية كما اعتادوا دائماً اما زهرة فـ اخبرت والدتها انها ستذهب الى نادين كـ تدرس معها درس فى الفيزياء حيث ان زهرة طالبة فى الفرقة الاولى بـ كلية العلوم وبالفعل خرجت زهرة من منزلها وذهبت الى فهد حيث ينتظرها

زهرة : مكنش ينفع تخبط الموضوع كان ممكن يقلب بمشكله مع ماما
فهد : مانتِ بتذاكرى مع نادين دايماً ايه الجديد بقى
زهرة : انت عايز ايه ؟
فهد : انتِ مبترديش عليا ليه ؟
زهرة : انت مش قولتلى انساك وابعد عنك
فهد : ده كلام بقوله فى لحظة غضب بس عارف انك استحاله تبعدى عنى ، انا اصلاً مقدرش
زهرة : وانا تعبت ، انا انسانه وعندى كرامه ، مش مطلوب منى انك كل شوية تقولى ابعدى وانسانى وانا مببعدش ، زى ما بتمسك بيك قررت اتمسك بكرامتى
فهد : كرامتك !! معايا انا ؟
زهرة : طالما انت مش بتحافظ علي كرامتى لازم انا بقى احافظ عليها
فهد : زهرة انتِ عارفه انى بحبك  وانى .......
زهرة مقاطعه : وانك عمرك ما قدرت حبك ليا ولا عمرك اثبتلى انك بتحبنى
- أنا (قالها فهد مستغرباً)
زهرة (ترقرقت الدموع فى عينيها) : ايوة انت ، انت اكتر انسان حبيته واديته بس برضه اكتر انسان جرحنى ووجعنى ومقدرنيش (وقد غمرت الدموع عينيها) انا موجوعه ومجروحه
فهد : انا اسف ، انا هتغير عشانك
زهرة : متأخر اوى يا فهد ، انت اصلاً كل مرة بتقول كده

وتركته زهرة مغادرة اياه ولكن استوقفها فهد بـ مسك ذراعها

فهد : المرة دى بجد ، اعتبريها اخر مرة
زهرة : اتغير عشان نفسك ولما الاقيك فعلاً اتغيرت ساعتها نبقى نفكر
__**__**__
هاتف مصطفى صديقه عمر وقام باعطائه عنوان لـ احدى فتيات الليل بناءاً على رغبه عمر
ذهب عمر الى العنوان الذى اعطاه له مصطفى ، ذهب لـ يجد تلك الفتاة تسكن منطقة راقيه جداً
كانت تسكن فى بناية فخمه والچراچ كان ملئ بالسيارات ذات الماركات الغاليه مما يدل على ان سكان تلك البناية ذو مستوى رفيع لذلك شك عمر فى المكان وظن ان الامر اختلط عليه وذهب الى عنوان اخر ولكنه وجد نفسه فى نفس المكان الذى وصفه له مصطفى من قبل لذلك هاتف مصطفى لـ يتأكد منه واكد له مصطفى ان العنوان صحيح وان ما عليه فعله الان هو ان يذهب الى الطابق السابع ويطرق باب الشقة المتواجده امام باب المصعد
فعل عمر ما املاه عليه مصطفى وهو مرتاب جداً بأمر ذلك المكان ، طرق الباب وتفاجأ بفتاة جميلة جداً تفتح له الباب ، كانت فى منتصف العشرينات من عمرها ، كانت شقراء وعيناها زرقاوتين كـ لون البحر
كانت ترتدى فستان قصير اعلى ركبتيها ، الفستان كان مكشوف الصدر والظهر مما جعله يكشف جزءاً كبيراً من انوثتها وجمالها الفتان ، تدلى شعرها الاشقر الطويل على كتفها مما زادها انوثه ، كانت رائحه العطر الجذاب تفوح من جسدها وملابسها وشعرها حتى ملامح وجهها
صُدم عمر لما رآه ، لم يتوقع انها بهذا الجمال الساحر ، لم يتوقع ان تلك الفتاة الجميلة ، الجذابه ، الانيقه والراقيه فتاة ليل ، زادت ريبه عمر وحريته حين ابتسمت له الفتاة قائلة بـ لكنه مصرية تدل على عدم تمكنها منها "عمر  الصياد صح؟" ، لم يستطع عمر ان يتكلم لذلك مال بـ رأسه دلاله منه على الايجاب فابتسمت الفتاة مرة اخرى قائله "اوكى تعالى"
دلف عمر الى داخل الشقة ليجدها فى قمة رقيها وفخامتها ، جلس فى الاستقبال لانه مازال يعتبر نفسه غريباً عنها وجلست هى امامه ، واخبرته ان اسمها "جين" ، لم تتحدث لانها وجدت عمر كـ الطفل التائه عن امه

جين : مالك ؟
عمر : لا مفيش ، بس لهجتك غريبه شوية
جين : غريبه ازاى ؟
عمر : مش متمكنه فى اللهجه المصريه ، انتِ مش مصريه صح ؟
جين : مامى مصريه ودادى انجليزى 
عمر : وانتِ ليه عايشه هنا
جين : تشرب حاجة الاول ؟
عمر : اوكى

تركته جين وذهبت الى حانه متواجده فى اخر الاستقبال وجد فيه اغلى انواع المُسكرات والخمور ولما رآها عمر تتجه ناحيه الحانة وشرعت فى صب الكأس استوقفها بـ حديثه

عمر : سورى يا جين انا مبشربش
جين (باستغراب) : never !!
عمر : اه للاسف ولا حتى سجاير
جين : غريب !! ليه ؟
عمر بابتسامته الساحره : بحافظ على صحتى
جين : it's ok ، هتشرب ايه
عمر : ولا حاجة ، قوليلي ليه عايشه هنا ؟
جين : دادى ومامى انفصلوا وعشت مع مامى فى اوروبا لحد ما بقيت ١٨ سنه ، زيى زى اى حد هناك دخلت an open relationship مامى اعترضت رجعت بيا على مصر ، حبيت واحد تانى اتجوزته وهاجرت معاه فرنسا وانا فضلت هنا
عمر : ومرجعتيش ليه ؟ مفروض انك انجليزيه من حقك تعيشى فى بلدك
جين : already بسافر انجلترا وبلاد تانيه كتير بس انا حابه اعيش هنا
عمر : غريبه انتِ يا جين
جين (وهى ترشف من كأسها) : no no مش غريبه ، انا هنا من شهرين بس ، maybe ازهق واسافر اى حته تانيه
عمر : بس انتِ بتتكلمى مصرى نسبياً كويس
جين بضحكة ساحره : المصرى مؤثر فى اى حد ، مامى علمت دادى عربى وانا كمان
عمر : ممكن اسألك سؤال ؟
جين : sure
عمر : انتِ اكيد مش فتاة ليل !! صح ؟
جين : انت قولت لـ مصطفى انك عايز علاقة مفتوحه ممكن تنتهى اى نهايه الا الجواز ، صح ؟
عمر : صح ؟
جين : انا كمان عايزه كده بس بشروط معينه لقيتها فيك
عمر : شروط ايه ؟
جين : يبقى مصرى ، مثقف ، راقى ، متحضر ، يحترم العلاقه دى وده اللى مصطفى قاله عنك
عمر(وقد اقترب منها قليلاً) : مظنش ان فى واحد ممكن يعرفك وميفكرش يتجوزك
جين (وقد اقتربت هى الاخرى) : i know ، بس انا اللى مش عايزه اتجوز
عمر : طيب واللى عايز يتجوزك ، مظنش ان الواحد ممكن يضيع من نفسه سعادة انك تبقى مراته 
جين (وقد عانقته) : لو عليك ، take your pleasure from our relationship 
عمر : هحاول


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى