Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 30 يناير 2015

مَن أكون (الفصل الخامس)

الفصل الخامس

لم يكن يتوقع عمر ان خالته وصديقته والانسانه التى تربت معه ما هى الا لقيطه نُسبت الى جده ، لم يفارق ذهنه ولا ذاكرته ذلك الموقف الذى عرف فيه عمر اصل خالته فعندما طلب من والدته باخباره الحقيقة التى تخفيها ، توسلت مى الى كاميليا كى تخبر عمر بـ تلك الحقيقة اصبحت تتوسل كاميليا الى مى كى لا تخبره 

ارجع عمر رأسه الى الوراء حيث كان ممدداً على تخته وبدأ فى تذكر الموقف مرة اخرى ، ذلك الموقف الذى لم يتعدى على حدوثه سوى ساعه واحدة الا انه تذكره بكثرة


عمر : حقيقة ايه يا ماما ؟

كاميليا : انت ايه اللى جابك هنا !! اطلع فوق

عمر : اطلع فوق !! هو انتى فكرانى عمر بتاع تالته اعداى (بنبره حازمة) فى ايه يا ماما ، فى ايه يا مى !!

مى بصوتٍ حزين موجوع وعيونٍ دامعه : مفيش حاجة يا عمر

عمر : امال حقيقة ايه اللى عيزانى اعرفها


نظرت مى الى كاميليا والخوف يملأ قلبها والرعشه تمكنت من صوتها ولكنها نظرت الى عينى عمر الحانيه التى طمأنتها واشعرتها بأنه سوف يحميها مهما حدث لذلك اقتربت من عمر لـ تحتمى به وقالت له "انا مش خالتك يا عمر" ، تبادرت الافكار سريعاً الى عقل عمر الذى عقد حاجبيه استغراباً لما سمعه فسأل نفسه سريعاً ماذا تقصد مى بهذه الجملة !! كيف انها ليست خالته ، هل هى ليست اخت والدته ام انه ليس ابناً لـ كاميليا !! لذلك قرر ان يسألهما سريعاً ماذا يقصدان قائلاً "يعني ايه مش خالتى !! امال تبقى مين ؟"

ملأ الحقد والكره عيني كاميليا وقلبها ، كادت ان تقتل مى فقط بنظرات عينيها ولم تجيب على عمر ولكن قامت مى بتلك المهمه


عمر : ردوا عليا !! مش خالتى ازاى ؟

مى : انا مش اخت كاميليا 

عمر : مش اختها !! مش اختها ازاى ؟

مى : انا لقيطة وجدك تبنانى ونسبنى له وبعدين مامتك خدتنى وربتنى على اساس انى اختها 

عمر موجهاً نظره وكلماته الى والدته : اللى مى بتقوله ده صح !!

كاميليا : ايوة صح

عمر : وهى عارفه الحقيقية دى منين ؟

كاميليا : الظروف عرفتها الحقيقة دى وعرفتها انها مش اختى

عمر : وانتِ ليه مقولتليش حاجة زى دى ؟

كاميليا : بعدين يا عمر مش وقته


تركهما عمر وذهب الى غرفته وظل لمدة ساعه وربما اكثر يتذكر نفس الموقف ، اوجعته دموع خالته ، اوجعه ذلها وكسرتها امامه وامام كاميليا ، رق قلبه له وتمنى لو انه احبها ولكنه حقاً يحبها ويخاف عليها فـ كيف لا يحب تلك الفتاة التى تربت معه والتى كبرت امامه والتى كانت يوماً ما اقرب صديقة له ولكنها فى الاونه الاخيره بعدت عنه

سمع عمر الباب يُفتح فـ عرف ان والدته عادت من شقة مى فـ ذهب اليها لـ يسألها اسئلة كثيره ، وقف عمر امام باب غرفته الذى يوجد امام باب الشقة مباشرةٍ يفصل فقط بينهما الصالون والسفرة المتواجدان فى الاستقبال


كاميليا : عمر ، انا مش قادرة اتكلم دلوقتى فى اى حاجة

عمر : وانا من حقى افهم (واقترب منها)

كاميليا (وهى تجلس على احد مقاعد الصالون) : تفهم ايه ؟

عمر : ليه مقولتليش الحقيقية ، ليه مقولتليش ان مى مش خالتى ومش اختك ؟

كاميليا : عشان متحبهاش ولا هى تحبك والاهم ان انت متحبهاش

عمر : مش فاهم

كاميليا : انا بحب مى ، غالية عليا جداً ، ربيتها وبعتبرها بنتى واختى وصاحبتى بس فى النهايه هى لقيطه انا مقدرش اسيبك تتجوز لقيطة يا عمر

عمر : اوعى تكونى قولتيلها الكلام ده ، ده هيجرحها

كاميليا : عمر يا حبيبى ، احنا لازم ننسى اللى حصل ، مى خلاص هتخرج بره حياتنا

عمر : بسهوله كده !! 

كاميليا : ايوة ، مى هيبقي ليها حياتها وهى خلاص خدت كل فلوسها وليها شقتها ، خلاص مبقتش عايزة مننا حاجة ولا عايزين منها حاجة

عمر : انا مش مصدق !! هتستغنى عنها بسهوله كده !! دى مى يا ماما وبعدين ازاى هى ليها ميراث اصلاً !! هى مش المفروض مش اختك

كاميليا : عشان تعرف انى مقصرتش معاها فى اى حاجة ، لما ابويا اتوفى انا وكمال اخويا قررنا نديلها ميراث زيها زينا لانها اولاً ملهاش حد غيرنا وثانياً هى كانت فاكرة انها اختنا

عمر : طيب بعد اذنك متخرجيش مى من حياتنا 

كاميليا (وهى تتجه ناحيه غرفتها) : مظنش انها هتقبل تفضل فى حياتنا 

**__**__**

دقت الساعه الواحدة بعد منتصف الليل ولم يعد فهد الى المنزل حتى الان ، كانت يسرا قلقه جداً عليه ، لم تعرف اين ذهب فقط طلب منها نقود واخبرها انه سيجلس فى احد المقاهى مع اصدقائه ولكن مر اكثر من خمس ساعات على خروجه ولم يعد ولم يتصل بها

لم يكن فهد يملك هاتف نقال ولم تكن تعرف يسرا كيف تصل اليه او تسأل مَن عنه حيث انها لا تعرف اصدقائه الموجودون فى القاهرة ، فكرت ان تتصل بـ والدها ولكن كيف فـ هى اخبرت والدتها منذ ثلاثه ساعات ان فهد عاد ونائماً بـ غرفته

دقت الساعة الثانية والنصف فجراً ، سمعت يسرا الباب يُفتح ، ركضت عليه لتطمأن على اخيها اولاً وتلومه ثانياً على فعلته هذه ، كان فهد سعيداً جداً على غير العادة مما اثار الاستغراب لدى يسرا


يسرا : ايه يا فهد كنت فين كل ده !!

فهد : كنت بره

يسرا : ايوة اتأخرت ليه ؟

فهد : يااس متعمليش فيها ماما ، ماشى يا ماما

يسرا : فهد ، انت شارب حاجة

فهد (وهو متجه ناحيه غرفته) : شارب ولحيه

يسرا (امسكته من قميصه واوقفته) : بطل استظراف وكلمنى كويس ، انت شارب ايه ؟

فهد : شيشة

يسرا : بس !!

فهد : اه بس ولا تحبى نروح نحلل ونشوف

تنهدت يسرا محاولةٍ منها فى السيطرة على غضبها : هتروح اسكندرية امتى ؟

فهد : اسكندرية !! ليه ؟

يسرا : تروح تشوف ماما وبابا واخواتك وتشوف جامعتك ولا انت فاكر نفسك هتعيش هنا

فهد : بصراحة انا ناوى اعيش هنا ، انا مستريح هنا و ١٠٠ فل وعشرة

يسرا : ادخل نام بس نصيحه منى ليك ، روح اسكندرية قبل ما بابا يجيلك


لوح فهد بيديه وهو متجهاً الى غرفته كنايةً عن عدم اهتمامه بما تقوله يسرا فـ رغم خوف فهد من والده الا انه غير مبالٍ تمام له اليوم

ذهبت يسرا الى غرفتها واطفأت الانوار حتى تخلد الى النوم ثم امسكت هاتفها حتى تقوم بـ ضبط المنبه للاستيقاظ صباحاً فـ وجدت خمسة مكالمات فائته ، مكالمة من عمر واربعه من يحيى ، هاتفت عمر ووجدته نائماً واخبرها انه سيهاتفها عندما يستيقظ ، اغلقت معه وهاتفت يحيى


يحيى : ايه يا بنتى مبترديش ليه ؟

يسرا : مكنتش جنب الموبايل

يحيى : وحشتينى

يسرا : خير يا يحيى انت كنت متصل ليه ؟

يحيى : بقولك وحشتينى تقوليلى متصل ليه !!

يسرا : احنا معدش ينفع نتكلم ارجوك يا يحيى متكلمنيش تانى

يحيى : كل ده عشان عمر !!

يسرا : عشان ده الصح ، انا كنت معاك وكان قلبى ملكك انت ، لحد النهارده مش لاقيه سبب مقنع يخليك تسيبنى ، كل كلامك ان ده من مصلحتى واى هجص ميدخلش دماغ عيل صغير ، سيبتنى ووجعتنى وجرحتنى وموقفش جنبى الا عمر ، حبيته ، حبيته لدرجه حسستنى انى عمرى ما حبيت قبله وعدته انى اخلصله ، انا دلوقتى بخونه

يحيى : بتخونيه !! ليه محسسانى انى جنبك فى السرير (قالها يحيى بتهكم بين)

يسرا : والله الخيانه مش بس فى السرير

يحيى : وانتِ مخونتنيش لما ما اول ما سيبنا بعض روحتى حبيتى وارتبطى

يسرا : مبدأياً اسمها اول ما سيبتنى مش سيبنا بعض وثانياً بقى انا مكنتش هفضل مستنيه حضرتك العمر كله


اوشك يحيى على الرد ولكن منعته يسرا قائلة " انا عايزة انام " ومن ثم اغلقا الهاتف وبالفعل خلدت يسرا الى النوم 

**__**__**

لم تجف عينى مى من كثرة دموعها بل لم تتوقف هى عن ذرف الدموع ، لم تعرف لما تبكى فالمفترض ان تكون سعيدة الان لان عمر عرف انها ليست خالته وبامكانها ان تعبر له عن مشاعرها وربما يحبها ولكن كيف ويسرا تقف حائلاً بينهما وربما لا يرحب بـ حبها لانها لقيطة او ربما اوجعها كلام كاميليا الذى كان قاسٍ بشدة عليها فـ حتى تلك اللحظة لم تعرف مى كيف ان كاميليا تمتلك تلك القسوة ومن اين اتت بـ تلك الكلمات الجارحة 

جاء الصباح على مى وهى لم تشعر بكل هذا الوقت الذى مر ، لم تدرى كم الساعه ولم تعرف انه الصباح الا من هذا الشعاع المُنبعث من نافذه غرفتها

سمعت مى طرقات الباب ولم تهتم فـ هى الان حالها اسوأ من أن ترى احداً مهما كان ولكن مع اصرار الطارق وخروج مى عن شعورها بسبب هذا الاصرار قامت وفتحت الباب ووجدت عمر واقفاً امامها


مى باستغراب شديد : عمر !!

عمر : صباح الخير

مى : صباح النور

عمر : انا عايز اتكلم معاكى شوية ، ممكن ؟

مى : اكيد يا عمر ، اتفضل


جلس عمر وجلست مى امامه وتركت مى باب الشقة مفتوحاً لأول مرة منذ ان نقلت فى تلك الشقة ، فكان من الطبيعي والعادى ان يجتمع مى وعمر فى مكان مغلق او يظلا بمفردهما لوقت طويل ولكن تلك المرة شعرت مى بأن هناك حاجزاً بينها وبين عمر وهذا شعور عمر ايضاً تجاهها فـ لم يعد يشعر سوى انها فتاة تجوز له ولكنه لم يستطع ان ينسى سنين عمره التى قضاها مع مى


مى : فطرت ؟

عمر : اه متشغليش بالك ، انتِ فطرتى

مى : متشغلش بالك

عمر : مى انتِ مش عارفه انتِ بالنسبه ليا ايه ، يعني سواء انتِ خالتى او لا فـ انتِ غاليه عليا وبحبك وبالنسبه ليا صاحبتى واختى اللى برتاح معاها فى كل حاجة ، انا بكون على راحتى معاكى اكتر من ..........

تقاطعه مى : عمر ، لو انت جى تهون عليا الكلام اللى كاميليا قالته فـ ياريت تسكت لان كلامك بيوجع اكتر

عمر : انا معرفش ماما قالتلك ايه والكلام اللى بقوله ده مش عشان اهون عليكي دى الحقيقة

مى : والمفروض بقى ان الحقيقة دى تفرحنى !!

عمر : مى انا عارف ان ...........

تقاطعه مى : لا يا عمر انت متعرفش حاجة ، متعرفش انى ....


صمتت مى وصمت عمر هو الاخر فـ هو يعرف ماذا تريد ان تقول مى ، يعرف ان مى تريد ان تترك العنان لقلبها لتخبر عمر عن مدى عشقها له ولكنه تمنى الا تقول مى شيئاً فهو لا يريد ان يجرحها ، فشعوره بحبها لا يساوى امام اعترافها شئ لذلك قرر عمر ان ينسحب لان كلامه لن يفعل شيئاً سوى ان يجرحها فبعد ان عرف عمر حقيقة مى هى لا تريد منه شئ سوى ان يخبرها انه "يحبها"

**__**__**

ذهبت يسرا بعد عملها الى ڤيلا نور حمدان بعد ان جاءها اتصال منه يخبرها فيه بأهمية حضورها اليه 

كانت يسرا تنتظر موعد نور على احر من الجمر فكانت تتشوق جداً لمعرفة ماذا قال عنها المنتج "رمزى علام" فكانت قلقة بشدة من ردود افعاله تجاه ما قدمته له حيث كان غير مقتنع كثيراً بها

انهت يسرا عملها وذهبت الى ڤيلا نور حمدان الذى كان ينتظرها بشوقاً هو الاخر فأخيراً وجد بطلة لافلامه ، دخلت الى ردهة الڤيلا لتجد نور يجلس على احد مقاعد الحانة وكان يشرب كأساً من النبيذ الاحمر ، عندما رآى يسرا طلب منها ان تجلس وجلست بجوراه على احد مقاعد الحانه 


نور : انتِ يا بت انتِ بتحلوى كل يوم عن اليوم اللى قبله

يسرا (بابتسامه مزيفة) : ميرسى

نور : عندى ليكى اخبار حلوة

يسرا : خير !!

نور : الاستاذ رمزى علام وافق

يسرا بلهفه وخوف شديدين : وافق على ايه ؟ 

نور : على انه ينتجلك فيلم 

يسرا : بجد !!

نور : ايوة طبعاً بجد

يسرا : اكيد طبعاً حضرتك المخرج !!

ضحك نور ضحكة عاليه تنمو عن استهذائه بما قالته يسرا

يسرا : حضرتك بتضحك على ايه ؟

اخذ نور كأسه ووقف قريباً من يسرا وامسك ذقنها بابهامه وسبابته قائلاً لها : امال مين يا حلوة اللى هيخرجلك يعنى ؟


دب الخوف والقلق فى قلب يسرا ، فـ نظرات نور ولمسته الجريئه لها اربكتها وارعبتها فـ نظرات نور لها ليست فقط نظرات مخرج اُعجب بـ فتاة يريدها ان تكون فتاة افلامه ولكنها نظرات رجل اُعجب بـ امرأة

لاحظ نور ارتباك يسرا ، لذلك ترك كأسه جانباً وأتى بـ ملف ورقى واعطاه الى يسرا


يسرا : ايه ده ؟

نور : ده الورق

يسرا : ورق الدور ؟

نور : ايوة


تناولت يسرا الملف بفرحة شديدة وكأنها طفلة امسكت بـ لعبه تمنتها طويلاً ورفضا والديها


نور : اقريه بقى وكلميني لما تستقرى على رأيك

يسرا : مش فاهمه ؟

نور : يعني كلميني لما توافقى على الدور

يسرا : اه تمام ، طيب انا معروض عليا انهى دور فى الورق ده ؟

نور : لما تقريه هتعرفى

**__**__**

جلس عمر الى مكتبه واثناء الاستراحه قام بـ الدخول الى احد مواقع التواصل الاجتماعى ثم فتح حساب زائف اسماه "حسام خليفة" وبدأ محادثة كتابية مع شخصاً يدُعى "يحيى بثيونى"


حسام (عمر) : فينك يا برنس

يحيى : موجود انت اللى مبتفتحش

حسام (عمر) : لا يا عم فتحت امبارح وبعتلك وانت مردتش

يحيى : موصلنيش حاجة ، النت كان عندى زباله امبارح

حسام (عمر) : انت نمت امتى امبارح

يحيى : الفجر

حسام (عمر) : ليه كده ؟

يحيى : كنت بكلم يسرا

حسام (عمر) : انت لسه بتكلمها ؟

يحيى : اه

حسام (عمر) : مش عارف انت متمسك بيها ليه ، انت مش بتقول مرتبطة بواحد تاني ؟

يحيى : يا عم فكك واحد تانى ايه بس 

حسام (عمر) : يعنى ايه !! هى بتشتغلك

يحيى : حتى لو مش بتشتغلنى ، هى عايشه فى دور جوليت وانها عايشه قصة حب مفيش حد عايشها وان عمر ده بقى الراجل اللى انقذها من وجع القلب والكلام الهجص ده 

حسام (عمر) : مش فاهم ايه اللى خلاه هجص

يحيى : عشان لو هى بتحبه زى ماهى بتقول وهو مكفيه مكنتش كلمتنى ، مكنتش اصلاً ردت عليا ولا ادتنى فرصه اقولها بحبك 

حسام (عمر) : عندك حق ، هى لو بتحبه ومكفيه مكنتش قعدت تحبك فيك

يحيى : الشهادة لله ، هى مبتحبش فيا ، بس بتسمحلى يعنى

حسام (عمر) : طيب وانت ناوى على ايه ؟

يحيى : ولا حاجة اديني معاها لحد ماشوف اخرها ايه

حسام (عمر) : انت بتحبها ؟

يحيى : مبموتش فيها يعنى بس اكتر واحده عرفتها حبيتها ومحترمه بصراحه

حسام (عمر) : محترمه وبتكلم واحد على حبيبها ، عجبى

يحيى : ما علينا


انهى عمر حديثه مع يحيى ونظر نظرة طويلة الى صورة يسرا التى وضعها خلفية على هاتفه وردد بينه وبين نفسه قائلاً "ربنا يهديكى يا يسرا" ، فى ذلك الوقت رن هاتفه وكانت يسرا هى المتصل 


عمر : ايوة يا يسرا

يسرا : فينك يا حبيبى مش قولت هتكلمنى لما تصحى

عمر : معلش ، عديت على خالتى مى وبعدها جيت على الشغل ومكنتش فاضى

يسرا : انت لسه فى الشغل ؟

عمر : اه واخد اوڤر تايم ، انتِ شكلك فى العربيه

يسرا : اه

عمر : فين كده ، انتِ خلصتى شغل من اكتر من ساعتين

يسرا : كنت بعمل روبرتاج بره

عمر : اااه روبرتاج

يسرا : مالك

عمر : مفيش ، عندى ضغط شغل

يسرا : ربنا معاك يا حبيبي ، اجيلك نتغدى سوا

عمر : لا روحى انتِ وطمنيني عليكى لما تروحى

يسرا : ماشى يا حبيبى

**__**__**

جلست نادين فى غرفتها تفكر فى زميلها الذى خطف قلبها ولكن لا يعيرها هو اى اهتمام بل ربما لا يعرف ان لديه زميله تدعى نادين قاسم الراوى

كانت تنظر الى صورته التى التقطتها له خلسة اثناء الاستراحة المدرسية

طرق مهند الباب ولم تسمع نادين الطرقات لذلك ارتبكت نادين وقام باطفاء شاشة الهاتف سريعاً حتى لا يلمح مهند صورة زميلها


مهند : ايه يا نادوشة بتذاكرى ولا على النت

نادين : يعنى

مهند(جلس بجوارها على تختها) : يعنى ايه يعنى ؟

نادين : واحدة صاحبتى كانت بعتالى صورة فى درس الاحياء على الواتس اب

مهند : ااااه تمام

نادين : فى ايه ؟

مهند : هو انتِ مبتحبيش يا نادين ؟

نادين (وقد تلون وجهها من الخجل والخوف) : احب !! لا طبعاً ايه اللى انت بتقوله ده

مهند : الله طيب ودى فيها ايه يعنى ؟

نادين : لا مبحبش

مهند : يا كدابة ، على فكرة ملامحك كلها باين عليها انك بتحبى

نادين : خير يا مهند فى ايه (قالتها نادين بزفرة ضيق)

مهند : انتِ بتتعصبى كده ليه ؟ ادينا بندردش

نادين : هى ماما بعتاك ليا ؟

مهند : انتِ ليه مش عايزانا نبقى اصحاب او انتِ وماما

نادين : هو انتوا يعنى مصاحبين يسرا !!

مهند : بس انتِ غير يسرا

نادين : غيرها ازاى ؟

مهند : هتصدقينى لو قولتلك ان امرك يهمنى اكتر من يسرا

نادين : بس ميهمش ماما وبابا

مهند : لو كان ميهمش بابا وماما مكنوش رفضوا انك تبعدى عنهم وتعيشى فى القاهرة

نادين : لا هما بيحجروا عليا ومش مدينى حرية زى اللى وخداها يسرا

مهند : قارنى نفسك بـ يسرا لما تبقى قدها وظروفك زى ظروفها

نادين : تمام

مهند : وخليكى فاكرة اننا كلنا بنحبك بما فينا يسرا

نادين : وانا كمان

مهند (وهو متجه ناحية الباب) : كملى بقى فُرجة على الصورة

نادين بارتباك : صورة ايه !!

مهند بابتسامه صادقة : صورة درس الاحياء


وخرج مهند وترك نادين مع صورة زميلها وهى فى حالة من الشجن والهيام والحزن لانه يبقى حب من طرفها هى فقط 

**__**__**

انهت يسرا مقابلتها مع نور حمدان وعادت الى منزل جدها الذى تقيم فيه ولكنها ذهبت اولاً الى احد الاسواق التجارية وقامت بشراء بعض الاغراض للمنزل ولنفسها ولـ اخيها

وصلت يسرا ونزلت من سيارتها وهمت بدخول المنزل واذ بها تجد زهرة تقف امام المنزل ، بمجرد ان رأت زهرة يسرا جرت نحوها ، ذُهلت يسرا واستغربت كثيراً لوجود زهرة ، ففى اقل من عشر ثوانٍ تواردت اسئلة كثيرة على عقل يسرا فسألت نفسها "كيف جاءت زهرة ذات الثامنة عشر من عمرها من الاسكندرية الى القاهرة؟" "لماذا جاءت؟" "كيف عرفت ان فهد موجود بالقاهرة؟" ولذلك جرت يسرا هى الاخرى نحوها


يسرا : زهرة !! انتِ بتعملى ايه هنا ؟

سبقت دموع زهرة الحارة كلامها وردت قائلة : فين فهد يا يسرا ؟

يسرا : انتِ جاية من اسكندرية للقاهره وانتِ مش متأكده انه هنا

زهرة : اه بس متأكدة انك هتطمنيني عليه

يسرا : طيب مكلمتنيش فى الموبايل ليه ؟

زهرة : كلمتك ولقيته مقفول

يسرا : كلمتيني على انهى رقم

زهرة : الرقم ده (واعطتها هاتفها لترى الرقم)

يسرا : لا انا غيرته ونسيت ابعتلك الرقم الجديد، المهم متقلقيش يا زهرة هو موجود فوق 

زهرة : طيب انا عايزة اشوفه

يسرا : حاضر بس قوليلى ، انتِ جيتى من اسكندرية ازاى

زهرة : جيت فى القطر وفهد كان قالى على عنوانكوا هنا وانا كتبته عندى للزوم وسواق التاكسى جابنى من المحطة لهنا

يسرا : عارفة انا دايماً اقول ان مينفعش واحدة عاقله تحب فهد ، لازم واحدة مجنونة والنهارده أكدتيلى انى صح


واخرجت يسرا هاتفها النقال من حقيبة يدها وقامت بالاتصال على الرقم الخاص بمنزل جدها وطلبت من الخادمة التى قامت بالرد على الهاتف ان تعطى الهاتف لـ اخيها فهد وعندما قام فهد بالرد عليها طلبت منه يسرا ان ينزل لها بالاسفل لـ امراً هام وبالفعل نزل لها فهد ، عندما رأى فهد زهرة تقف مع اخته يسرا اصابه الارتباك والاستغراب وقبل ان يسأل عن اى شئ تكلمت يسرا


يسرا : زهرة جاية من اسكندرية للقاهرة لوحدها مخصوص عشان تشوفك وتطمن عليك

فهد : انتِ اتجننتى !! ازاى تجى لوحدك المسافة دى كلها (قالها بصوتٍ عال يملؤه الغضب)

زهرة : عايزنى اعمل ايه وانا معرفش عنك حاجة المدة دى كلها (قالتها بصوتٍ اعلى يملؤه الغضب والخوف)

يسرا : زهرة ، فهد اهدوا شوية فى ايه

فهد : اهدى !! والله جاية من اسكندرية للقاهرة ولوحدها وتقوليلي اهدى


اخرجت يسرا مفاتيح سيارتها من حقيبه يدها واعطتها لـ اخاها قائلةٍ له


- خد زهرة فى عربيتي وروحوا اقعدوا فى اى حته لان مينفعش زهرة تطلع فوق عشان جدك وجدتك وخلى عندك دم وراعى انها جاية مخصوص بسبب حبها وخوفها عليك


ثم اعطته يسرا بعض النقود ولكن قبل كل هذا ذهب فهد ليقوم بتبديل ملابسه ثم عاد الى زهرة وذهبا بـ سيارة يسرا الى احد المقاهى ودخلت يسرا المنزل واخبرت جدتها ان فهد اخذ سيارتها وذهب مع مجموعه من اصدقائه للتنزه



#تابعونا

#مَن_أكون

#آلاء_الشريفى