Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 30 أبريل 2014

حقيبة سفر ( العشرون )

الفصل العشرون ( بلا نهاية )



- تم تأجيل حفل زفاف رزان وسامر لحين خروج والدها من السجن فقد استنكرت رزان ان تقيم حفل زفافها بدون والدها واخبرها الجميع ان بمجرد خروج مندور من السجن لن يسمح لها بالزواج من سامر واكدت له رزان انها تستطيع اقناعه ولم يستطع احداً اقناع رزان بـ اقامة حفل زفافها ولكن اعترض سامر وغضب بشدة قائلاً ( انتظرت  ست سنوات هل تريدينى انتظر ثمان سنواتٍ اخرى ) ولكن اصرت رزان على موقفها وهنا زاد غضب سامر وترك ڤيلا دولت ثروت غاضباً من زوجته رزان

- كانت الشهور تمر دون اي جديد يحدث بها فقد كانت الامور تسير على طبيعتها ، حيث تتابع دولت ثروت شركتها وتباشر رزان شركة والدها واعماله ، سامر فقد تابع اعمال والده خالد الزُهيري بدلاً عن والدته  اما ايتن فـ تذهب الى طبيب نفسي حتى تستطيع استرداد صحتها النفسيه وفضلت الا تعود الى العمل حتى  تبقي مع ابنائها اطول فترة ممكن تعويضاً عن ما عانوه من حرمان اثناء وجودها فى السجن
- استقرت الحالة الصحية والنفسية بالنسبة لـ عزت مندور فـ ربما لتعوده على السجن او لانه اكتشف ان الندم لن يفيد ولن يعيد ما حدث وربما سبباً غير ذلك ، انه وجد ابنائه فى تحسن وسامحوه وبالنسبة لـ حمزة فـ هو لم يتأثر كثيراً بـ السجن ولا يهمه ما سوف يضيع من عمره بين جدران السجن فـ هو فعل ما كان يجب فعله ، انهى المآساة التى كان يعيشها لشهوراً طويلة وانقذ ابنائه من الموت وعندما ذهب بكل قناعة لـ يخبر الشرطة الايطالية بـ تلك الجرائم كان دارساً لما سوف يحدث فى المستقبل فـ لم يأخذ هذه الخطوة دون دراستها ودراسه نتائجها جيداً

- لم تتوقف رزان على مدار شهوراً طويله عن ارسال الطلبات والتقارير التى تفيد بأن والدها مريض ويحتاج الى الخروج من السجن ، فقد كانت تقوم بارسالهما الى كلاً من وزير الداخلية ورئيس الجمهورية فـ لم تكن تعلم بـ العداوة التى تجمع بين والدها وبين رئيس الجمهورية ( ممدوح السمان )
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت رزان فى شركة والدها تتابع اعماله وتفاجئت بـ زيارة سامر لها فـ هى تعلم انه خارج البلاد لانهاء بعض المشتريع الخاصة بـعمله وبمجرد دخوله مكتبها ذهبت اليه واحتنضته قائلة ( حبيبى اشتقت اليك )
كان رد فعل سامر غريب جداً حيث انه ابعد رزان عن احضانه وجلس وجلست رزان بجواره وهى مندهشة وسآلته ( متى عدت الى مصر ) ، وبدون ان ينظر اليها سامر قال لها ( عدت منذ ساعاتٍ قليلة ) 
قالت له رزان بـ انوثتها المعهودة ( جئت لترانى فى الحال ، اظن انك تشتاق الىّ اكثر مما اشتاق انا اليك )
رد سامر بكل هدوء وبملامح متحجره قائلاً ( لم أأتى لانى اشتقت اليك ) ونظر اليها واكمل ( بل جئت لنضع نهاية لما نحن فيه الان )
زاد اندهاش رزان وسألته بتعجب ( نهاية !! )
اجابها سامر قائلاً ( نعم نهاية ، انا لا اجد سبباً واحداً يجعلنى  اتزوج مع ايقاف التنفيذ )
قالت له رزان بصوتاً مرتعشاً ( اخبرتك سابقاً لن يحدث زواجاً فعلياً بدون حفل زفاف ، ولن يتم حفل الزفاف بدون والدىّ )
تنهد سامر تنهيدة طويلة جداً وصمت عن الكلام لـ دقائق معدودة ( رزان ، لقد عشت سنين فى ذل ومهانه وكان بسببك ، عندما خرجت من السجن ذهبت اليكِ لاننى كنت احتاج الى الفرحة ، انا لم افرح منذ سنواتٍ طويلة يا رزان وكان هذا بسببك)
قالت رزان مُجادلة ( انتظرنا ست سنوات ، ما المشكلة فى الانتظار لعدة سنواتٍ قليلة اخرى حتى تكتمل فرحتى )
- ذكرها سامر ان والدها محكوماً عليه بـ تسع سنواتٍ قضى منها عاماً واحداً فقط وذكرته رزان ان سنة السجن بـ تسع شهور وليست سنة كاملة وهى تتوقع ان فى خلال عامين سوف يخرج والدها من السجن بـ افراجاً صحياً ولكن صرخ سامر فى وجهها قائلاً ( ولما انتظر عامين اخرين !! كم باقٍ من عمرى وكم ضاع كي  انتظر عامين !! ومَن انتظر ؟ الرجل الذى كان سبباً فى ضياع عمرى وموت ابى !! اخبريني مَن انتظر ؟ )
اجابته رزان فى عتاب ( تنتظر ابى يا سامر ، انا لا انكر ان هو سبباً فى ضياعك وضياعى ولكنه اخذ جزاءه وعقابه فى الدنيا هل بعد ما عانه فى السجن افرح انا وهو مازال بين جدران السجن )
نظر لها سامر والدموع تلمع فى عينيه وقال ( وهل لا يحق لىّ ان افرح بعد ما عانيته فى السجن ، انتِ انانيه يا رزان وامامك خيارين لا ثالث لهما اما ان نتزوج او نفترق )
تصببت رزان عرقاً وهى تسأله بدموعها ( نفترق !! كيف استطعت قولها ؟ )
- لم يجيبها سامر بل ترك المكتب منسحباً من النقاش فى هدوء وعندما نادته رزان باسمه لم يقف ولم ينتظر لـ يسمع منها شيئاً ، وفى الحقيقة لم يجيبها سامر لضعفه الشديد امام دموعها لذلك فضل ان ينتهى النقاش وهو ملتهباً على ان يضعف امام دموعها ويرضخ لرغبتها 

- توقع سامر ان تلحق به رزان لـ تتطلب منه الا يفترقا وانها وافقت على اتمام الزيجة ولكن لم يحدث هذا اطلاقاً بل ارسلت رزان له رساله نصيه على هاتفه النقال كان مضمونها ( اذا كان فراقنا سهلاً عليك فـ لنفترق لكننى لن افرح بدون والدى )
- صُدم سامر فى بادئ الامر ولكنه قال لنفسه ( انها على حق فـ مهما فعل فـ هو والدها ) ، وشرع فى كتابه رسالة نصيه لها ولكنه قام بمسحها على الفور وفضل الاتصال على الرسالة وبمجرد ان ردت رزان على الهاتف قال لها سامر بدون مقدمات ( سـ أسافر عامين الى انجلترا لـ دراسة الماجستير هناك وعند عودتى اما ان نتزوج او نفترق )
- كانت رزان سعيدة جداً بـ مكالمة سامر لسببين اولهما لانه لا يستطيع فراقها وثانيهما انه اعطاها مدة جيدة لتأجيل حفل الزفاف على امل ان تأجله عامين اخرين ويكون بذلك اقتربت مدة خروح والدها من السجن

- وعلى الفور قام سامر بعمل الاجراءات اللازمه للسفر الى انجلترا والدراسه هناك واسند مهمة ادارة شركة والده الى والدته واخبرها انه سوف يتابع معها من هناك واخبرته رزان انها سوف تقوم بزيارته فى بريطانيا

- فى اليوم ذاته جاء اتصال الى رزان من امريكا من اخيها آسر واخبرها ان حبيبته تحمل الان بـ ابنه وانه يريد ان يتزوجها واخبرته رزان ان يقوم بتأجيل حفل الزفاف حتى يخرج والده من السجن خاصةٍ ان هذا الحمل لن يسبب له اى مشاكل اذا استمر بدون زواج ولكنه اخبرها ان حبيبته من اصل عربي مسلم وهى فقط تحمل الجنسية الامريكيه وتعيش هناك منذ صغرها ويجب عليه ان يتزوجها وهنا صرخت رزان فى وجهه قائلة ( لقد اجلت زفافى حتى خروح ابى وانت الرجل لا تتوق للانتظار ) ورد سامر بكل هدوء ( الوضع مُختلف يا رزان ، انتِ فى مصر وتُريدين ان تُقيدِ نفسك بالعادات والتقاليد اما انا فـ لست كذلك ) ، واستسلمت رزان قائلة ( افعل ما يحلو لك ) ولكن لم يتركها آسر الا بعد ان اقنعها بوجهة نظره واختتم هذه المكالمه بقوله ( لن يكتمل حفل زفافى الا بحضورك انتِ وايتن ) ، ووعدته رزان انها ستأتى اليه وسوف تحاول اقناع ايتن )
 *_____________________________________________**___________________________*
- مرت ثلاث سنوات ابطأ مما يكون على الجميع ، بطيئه على مَن هم داخل السجون وابطأ بكثير عن مَن هما داخل السجون ، انهى خلالهما سامر الزُهيري دراسته فى بريطانيا وعاد الى مصر ، انجب آسر طفلاً من زوجته الامريكية اللبنانية الاصل والذى اطلق عليه اسم ( آدم ) وهو يبلغ الان من العمر عامين ونصف العام 
- مازالت ايتن ترفض العمل او الخروج للحياة وقررت ان تكرث حياتها فقط لابنائها قائلةٍ ( يكفى ما ضاع من عمرى وانا بعيدة ابنائي ) ، وفى الحقيقية هى لم تقصد فقط تلك السنة التى قضتها فى السجن بل تقصد العمر الذى ضاع بين العمل والازياء والموضه والسفر الكثير ايضاً فضلت ان يبقي وقتها كله ملك لابنائها لان ابنتها ( جنا ) تقترب من المراهقه وتري ايتن انها يجب عليها الاهتمام بها وان تصادقها وتقترب منها حتى لا تقع جنا في الاخطاء التى وقعت فيها امها سابقاً
- عاشت رزان السنوات الماضية بين ثلاث اشياء ، الاول محاولاتها المستميته فى اخراج والدها من السجن بـ افراجاً صحياً ، الثانى بذل الجهد فى ابقاء شركة عزت مندور كما هى بل وافضل برغم السمعه السيئة التى طالت سُمعة والدها والثالث السفر الى لندن لرؤية سامر وقضاء وقتاً معه تعويضاً له عما بدر منها

- اليوم انهى حمزة مدة حبسه كاملةٍ واصبح خارج تلك الاسوار العالية ، كان فى استقابله زوجته السابقة ايتن والتى بمجرد ان رأته ملأت الابتسامه وجهها فرحةٍ برؤية حمزة حيث انها كانت تشتاق اليه كثيراً ولكنها تمالكت نفسها وفقط قالت له ( حمداً لله على خروجك وسلامتك ) وشكرها حمزة على مجيئها اليه وادانت ايتن هذا الشكر منه وقالت له (  لقد ارسلت بعض عاملات النظافة لتنظيف ڤيلتك لتكون فى حالة جيدة حال وصولك اليها ، اما جنا وزين فهما فى انتظارك في ڤيلا امى حتى تراهم بمجرد وصولك ، اعرف كم تشتاق اليهما )
- اخبرها حمزة انه يريد ان يذهب الى مكاناً اخراً قبل ذهابه الى المنزل وسألته ايتن فى استغراب ( الى اين ؟ )
طالبها حمزة ان تقود به السيارة الى حدائق حلوان وفطنت ايتن انه يريد ان يذهب لرؤية والديه ولتقديم الاعتذار لهما ولكنها استغربت بشدة عندما قام بوصف منزلاً اخراً لها وطالبها ان تبقي فى السيارة حتى يعود اليها
- انتظرت ايتن فى السيارة اكثر من ثلاثون دقيقه حتى عاد اليها حمزة وعندما عاد طرحت عليه سؤالاً هاماً ( هل لى الحق ان اسألك اين كنت ؟ )
تنهد حمزة وقال ( كنت اعيد الحق لاصحابه ) واخبرته ايتن انها لم تفهم ووضح لها حمزة كلامه بقوله ( هنا يقطن الشخص الذى استوليت على اراضيه ذوراً ذهبت لاعيد له ارضه )
تهلل وجه ايتن فرحاً ، فقد تملكت منها السعادة لان السنوات الماضيه غيرت حمزة الى الافضل مثلما حدث معها وربما يكون هذا سبب فى عودة زواجهما مرة اخرى

- طلب حمزة من ايتن ان تذهب به لرؤية ابنائه اولاً ثم يذهب الى ڤيلته ليرتاح بها قليلاً ، وبمجرد وصوله الى ڤيلا دولت ثروت تعلق جنا وزبن برقبه والدهما من شدة الاشتياق وجلس معهما اكثر من ساعة من شدة اشتياقه له واثناء جلوسه معهما سمع اصواتاً عاليه وهو صوت سامر ورزان حيث كانت الحرب مُشتعله بينهما وتدخل حمزة واخبروه السبب وهو ان رزان تريد انتظار والدها ولكن قال لها حمزة ( ولما تنتظرِ يمكن لوالدك ان يأخذ يوماً استثنائياً لحضور حفل زفافك )
وهنا قال سامر ( كم انا غبى ، كيف نسيت هذا طيلة السنوات الماضيه ) ، واخبرهم حمزة انه سوف يساعدهما فى انهاء هذا سريعاً لانه يملك صديقاً داخل سجن طُره وسوف يساعده فى ذلك
__**__**__
- منذ صول حمزة ڤيلته وهو يبحث عن احدى شركات الطيران الخاصة التى يمكن ان تقبل به للعمل لديها كـ طيار وبالفعل بعد شهراً من خروجه وجد شركة طيران ماليزية خاصة قبلت به كـ طيار على متن رحلاتها وكان هذا حياة جديدة لـ حمزة لانه لا يحب شيئاً مثل الطيران وبرغم كل ما عاناه من هذه المهنه الا انه تمسك بها ولم يريد ان يعمل بـ عملاً اخراً غيرها
 *_____________________________________________**___________________________*
- بعد مرور شهرين من خروج حمزة وبعد تقديم اقتراحه قام سامر الزُهيري بـ حجز احدى قاعات الافراح الشهيرة فى القاهرة وقامت رزان بـ شراء فستان زفافها من تركيا حيث انه صُمم لها خصيصاً من قبل والدتها واختها ، بدأ حفل الزفاف الساعة التاسعة مساءاً
لم يحضر حفل الزفاف سوى عائلة سامر الزُهيري من طرف والده ووالدته وعائلة رزان مندور من طرف والدها ووالدتها وبعض الاصدقاء وبعض العملاء فـ لا يصح ان تتم مقارنة حفل زفاف ايتن وحمزة بهذا الحفل لان حفل الزفاف الاول حضره كبار رجال الاعمال والسياسين وبعض الوزراء وبعض الفنانين ولكن اكتفى سامر ورزان بالعائلتين والاصدقاء حتى لا يُسببوا الاحراج لـ عائلة مندور حيث ان العائلة باكملها كانت داخل السجون ورغم ان عائلة مندور تتعامل على ما حدث لهما على انه ليس عاراً لانهما اخذوا جزاء فعلتهما ولكن فضل سامر ورزان الاكتفاء بـ المقربين

- اليوم خرج عزت مندور من السجن فقط لحضور حفل الزفاف وبعد الحاحاً شديداً من العائلة وتقديم الطلبات الى مدير السجن بحيث يحضر مندور وحده بدون صحبه اثنين من العساكر وفى النهاية وافق مدير السجن ولكن بشرط ان يكون بصحبته ضابطاً شرطة بزياً ملكياً 

- بدأ حفل الزفاف وكانت رزان كـ الملاك فى فستان زفافها وكان سامر يتمنى ان يخبأها داخل قلبه من شدة سعادته وغيرته وحبه لها ، كانت السعادة تحاوط الجميع ماعدا مندور ، ليس لزواج ابنته من رجلاً رفضه سابقاً بل  لعجزه ولمكانته التى اضاعها فقد كان مشهد حفل زفاف ايتن يراوده بكثرة ولكنه كلما رأى سعادة ابنته ابتسم لها وحمد الله ان حلمها قد تحقق
- كانت دولت تجلس مع مندور على نفس الطاوله وامال عليها وقال لها ( ليس لدى مانع من الطلاق فـهذا حقك ) ، ابتسمت له وامسكت بيده وقالت ( وليس هناك عمراً كافياً لـ الانفصال ) ، احتضن مندور يدها بشدة وكان سعيداً جداً من كلامها على الرغم من يقينه انها من المحتمل ان يموت فى السجن

- كانت نفس  الطاولة تجمع بين آسر وزوجته وابنه وايتن وابنائها وعندما جاء حمزة جلس معهما على نفس الطاولة ، كان مور يشتاق لرؤيه احفاده خاصةٍ انه لم يرى ادم منذ ولادته وكان سعيداً جداً به
قامت ايتن من على مقعدها وجلست على مقعدٍ مجاورٍ لـ مقعد حمزة وقالت له ( تبدو فى قمة اناقتك اليوم ) ابستم لها حمزة وقال ( وانتِ تبدين فى العشرين من عمرك ) ، ظلا يمزاحا بعضهما البعض الا ان فاجئته ايتن بـ سؤالاً الا وهو ( الم تشتاق لىّ ؟ ) جعل هذا السؤال حمزة يطلب منها ان يتحدثا خارج القاعة سوياً وبالفعل خرج هما الاثنين وفرحت دولت بخروجهما ظناً منها ان بذلك سوف يعود زواجهما
وعندما خرجا دار بينهما هذا الحوار ..
حمزة : هل تعلمين اننى لم احب غيرك مُطلقاً فى حياتى 
ايتن : وماذا عن النساء اللاتى خنتني معهما
حمزة : انها مجرد نزوات لكن حباً حقيقاً لم احب غيرك
ايتن : اذن بالتأكيد اشتقت لىّ مثلما اشتقت انا لك
حمزة : بالتأكيد اشتقت اليكِ بل اشتقت اليكِ اكثر 

- شعرت ايتن ان هذه بدايه مُبشره وان فى خلال دقائق سوف يطلب منها حمزة عودتها اليه ولكن فرحتها لم تدوم كثيراً حيث صدمها حمزة عندما اكمل حديثه وقال ( ولكن ليس معنى هذا انه يمكن عودة زواجنا )
لم تستطع ايتن الرد من شدة صدمتها وتركت لـ حمزة العنان واكمل هو قائلاً ( مازلت احبك ومازلتِ تحبيني لكن ليس اهم شرطاً فى الزواج هو الحب ، الاحترام والثقة اهم بكثير وانا فقدت ثقتى بك وانتِ فقدتِ احترامك لىّ )
توسلت اليه ايتن قائلة ( بالحب يمكننا اعادة كل هذا كما كان ) ولكن رفض حمزة كلامها بقوله ( لا ، هذا الحاجز الذى بُنى لن يُصلحه اى شئ سواء حب او ابناء ، هل تصدقينني اذا قلت لكِ اننى اخاف ان انام بجوارك )
نظرت ايتن الى الاسفل من شدة خجلها مما فعلته وقطع حمزة خجلها بقوله ( عزيزتى ، جميعنا اخطأنا واذا اعدنا زواجنا لن تثقِ بى وسوف تظنين اننى دائماً اخونك )
- فكرت ايتن لـ ثوانٍ واقتنعت بـ كلام حمزة وفضلت ان تتكون بينهما صداقة بها احترام متبادل على ان يتزوجا ثانيه وينفصلوا مرة اخرى نتيجة لانعدام الثقة بينهما ورأت ان هذا افضل وفى صالح ابنائها
- طالبها حمزة ان تهاجر الى اى دولة اوروبيه لـ العيش بها مع ابنائها بعيداً عن ذلك العار الذى لن يتخلصوا منه فـ من الصعب ان يكون والدهما وامهما وجدهما وزوج خالتهما سجنوا فى قضايا تخص الشرف والامانه وايدت ايتن كلامه لشعورها بنفس شعوره
__**__**__
- انتهى حفل الزفاف وعاد مندور الى السجن وعاد آسر وزوجته وابنه الى قصر والده بالقطامية حيث كان يقيم به ، اما ايتن وابنائها فـكانوا يقيموا مع دولت ثروت فى ڤيلتها وعلى الفور بدأت ايتن فى التحضير للهجرة الى الولايات المتحدة الامريكيه حتى تكون مع اخيها هناك

- تزوج سامر ورزان فى ڤيلا والد سامر وبمجرد دخولهما عش الزوجيه الخاص بهما كاد قلبهما يتوقف من شدة الفرحة ، لم تصدق رزان انها اخيراً وبعد طول السنين والمعاناة زُفت الى حبيبها سامر اما سامر فكاد يجن من شدة فرحة وعبر عن ذلك بقوله ( رزان ، حبيبتى انتِ هنا اليس كذلك ؟ انتِ زوجتى ومعى فى بيتاً واحداً ، اليس كذلك ؟ ) ولم تجيب رزان سوى بدموع سعادتها واحتنضته وقالت له ( احبك كثيراً وحلمت بهذا اليوم منذ رؤيتك اول مرة ولكن الحقيقة افصل بكثير من الخيال )
قام سامر باحتضانها واحتضان يديها بشدة كان يريد ان يقتنع انها بالفعل موجوده معه وبين احضانه وانها اصبحت زوجته وعاش سامر ورزان ليلة رومانسية اشتاقوا لها منذ سنواتٍ طويلة وطيلة اليوم لم تترك رزان حضن حبيبها وزوجها انتقاماً من السنوات الماضيه
 *_____________________________________________**___________________________*
- عاد حمزة من حفل زفاف سـامر الزُهيري و رزان مندور وهو مُتعب للغاية فـ كانت ليلة طويلة وشاقة ووجب عليه ان يقوم بتأدية هذا الواجب حتى لا يسأل عنه اولاده او يستغربون من عدم حضور والدهما حفل زفاف خالتهما بجانب ان حمزة رأى ان رزان تستحق اكثر من مجرد حضور لما عانته فى حياتها
- وصل حمزة الى الڤيلا التى يقطن بها وعندما هم بـ فتح باب دخول الڤيلا ( باب الڤيلا وليس المدخل الرئيسي ) وجد عُلبة مُغلفة جيداً امام الباب ، فُزع حمزة واتنفض جسده بالكامل وتذكر تلك السنوات الاليمه الماضيه التى عاشها وازداد فزعه عندما رن جرس هاتفه النقال بـ رقم خاص ، ظل حمزة ينظر الى الهاتف والى العُلبة وهو فى حيرةٍ من أمره



نهاية الرحلة العشرون ..

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

حقيبة سفر ( التاسع عشر )

الفصل التاسع عشر ( حُسن سير وسلوك )


- عادت رزان بصحبة اخيها آسر من فرنسا بعدما استعادت جمال وجهها مرة اخرى وعند عودتها الى مصر اخبرها آسر بما حدث لـ عائلتها وبرغم ما عاشته رزان من ظلماً بسبب والدها واختها الا انها حزنت بشدة على ما اصابهم واكثر ما احزنها هو انهيار العائلة وسمعتها
- وصلت رزان الى مصر واول ما فعلته قامت بـ زيارة والدها وحمزة فى السجن ، عندما رأت والدها احتتضنته بشدة وتمالكت نفسها ولم تبكي رأفةٍ منها بـ حال والدها لانها لم تكن تعلم ان حالته تدهورت الى هذا الحد اما فـ وقف فى حيرةٍ من امره هل يبادر بـ الصلح مع والده ام يتجاهله ولكن حلت رزان هذا الامر بـ قولها ( لم اكن اعلم بما حدث الا اليوم ، اليوم فقط رجعت من فرنسا واخبرنى آسر وقال يجب علينا زيارتك اولاً لانه اشتاق اليك كثيراً )
- فهم مندور ان رزان تقول كلاماً لم يُقال ولكنه وقف امام ابنه وقال له ( استطيع تحمل السجن والعذاب ، استطيع تحمل الاحساس بالندم والحسره لكنى لا استطيع تحمل غضبك منىّ )
لم يستطع آسر مقاومة احساسه تجاه والده فـ احتنضه وقال له ( كان غضبي منك خوفاً من ان يحدث ما نحن فيه الان )
تدخل حمزة فى الحوار محاولةٍ منه فى تهدأة الموقف وقال ( هذا قضاء الله وقد نفذ ) ، ولكن اعترض آسر بحدته المعهودة قائلاً ( ليس قضاء الله ، هذا نتيجه لـ افعالكما ) ، اومأ مندور برأسه تأييداً لما قاله ابنه آسر
- جلس الجميع واطمأن مندور على صحة ابنته واخبرتها انها كانت فى فرنسا لـ اجراء عملية تجميلية نظراً لآن وجهها شوهه نتيجة لـ الحادث وسآلها مندور قائلاً ( هل علمتم مَن يكون الجانى ؟ ) واجابت رزان ( شخصاً يُدعى منير الجداوى يُقال انه لواء شرطة ) 
- نزل اسم منير الجداوى كـ الصفعه المفاجأة على وجه مندور فـ كيف لأقرب شخص له ان يفعل هذا بـ ابنته ؟ من الاساس لماذا فعل هذا فى رزان تحديداً وفى الحال سألها ( هل تم القبض عليه ؟ ) اخبرته رزان ان الشرطه ذهبت لـ القاء القبض عليه فـ وجوده قدم استقالته وهرب بـ اسرته خارج مصر وسآلته رزان ( هل تعرفه يا أبى ؟ انا لا اعرفه ولا اعرف لما فعل بىّ هذا؟) 
وقف مندور وقال لها ( نعم اعرفه ، انه الد اعدائي فى الوقت الحالى )

- كان آسر وحمزة يتناولون اطراف الحديث فى حواراً منفصلاً عن حوار مندور ورزان ، فـقد اخبر حمزة آسر بـ ورقة التهديد التى جاءت اليه واخبره انه قلقاً على ابنائه فـسأله آسر عن مكانهما فأخبره حمزة انهم يقطنوا فى منزل اخته الصغرى سحر دياب وسأله آسر فى استغراب ( توقعت انهم مع والديك ) ولكن اخبره حمزة ان وجودهم لدى والديه امراً بديهياً ولكن اخته لن يشك بها احداً واحتياطاً فـ قد سحر بـ تسليم جنا وزين الى احدى صديقاتها حتى اذا شك بها احد يظل ابنائه فى امان
- طلب حمزة من آسر ان يذهب لـزيارتهما للاطمئنان عليهما ومن الافضل ان يرسل لهما احداً يثق به ويتآكد انهما فى امان وبخير وسأله آسر ( لما لا اذهب أنا ؟ ) ، رد حمزة قائلاً ( ربما انت مُراقب ، ارسل لهما احداً خارج اطار العائلة )
واكد له آسر انه سوف يفعل له ما يريد بأقصى سرعه وسوف يآتى لزيارته مرة ثانيه لـ يطمأنه ومن ثم قام حمزة بـ كتابة عنوان اخته سحر له

- اوشكت الزياره على الانتهاء ولكن كان هناك سؤالاً مُلحاً كان يريد حمزة ان يسأله الى رزان ولكنه كان ينتظر قليلاً ، عند انتهاء الزياره قام آسر ورزان بـ توديع والدهما وعندما همت رزان بمصافحة حمزة جذبها من يديها ليقربها منه وقال لها ( وددت ان اسألك سؤالاً منذ فترة طويلة ، لما اخبرتيني انكِ مَن قومتِ بتهديدي )
ابتسمت له رزان وقالت ( لم اكن اهددك ولم اكن اعلم ان هناك شخصاً يُهددك ولكننى فهمت من كلامك ووجدتها فرصه جيدة للانتقام منك واللعب بأعصابك ) وبالطبع سآلها حمزة لما ارادت ان تنتقم منه على الرغم من انه لم يؤذيها ، اقتربت منه رزان واجابته هامسةٍ فى اذنه ( لاننى ذهبت اليك لتساعدنى فى اخراج سامر من السجن ورفضت ، لانك تقريباً كنت تعلم بما فعله بىّ والدى واختى ولم تساعدنى رغم يقينك بأننى ظُلمت )
- اعتذر لها حمزة عن عدم وقوفه بجوارها ولكنها اخبرته انه قد فات الاوان ولا داعى لذلك 
 *_____________________________________________**___________________________*
- اصبح تفكك الاسرة امراً يورق دولت بل ويسبب لها الارق والقلق والخوف مما ادى الى تدهور حالتها النفسية ، فـ زوجها وابنتها وزوج ابنتها نزلاء فى سجون مصر فى قضايا تخص الشرف والامانه ولا تعرف اين يوجد احفادها فـ حمزة لا يريد ان يخبر احداً عن مكان ابنائه ظناً منه ان هذا هو الامان
- جلست دولت تفكر مع نفسها فيما حل بهما وتذكرت اشياءاً من الماضى عن زوجها ووجهت اللوم لنفسها قائلة ( لو لم اكن اسامحه بكثرة عن اخطائه لما وصل بنا الحال الى هذا السوء )

- تذكرت ايضاً عدم تقربها الكافى من ايتن وتركها لوالدها وقربها المبالغ فيه منه وعدم تكوين صداقة بينها وبين ابنتها مما جعلها تشعر انها السبب فيما حدث لاسرتها ، ظنت انها كانت تستطيع ان تتحكم فى الامور اكثر من ذلك
كان التفكير وتأنيب الضمير يكاد يقضى على حياتها ، وقررت ان تتخلى عن سلبيتها وحاولت ان تفعل ما يُكفر عن احساسها بالذنب فقامت بأخذ جزءاً كبيراً من اموال مندور المُباعة لها من قبله او بمعنى اخر اخذت الاموال التى اتت اليه بطرق غير قانونيه وابقت فقط على امواله الحلال لتقوم باعادت تلك الاموال الى  الدولة ، فهى رأت ان هذه الاموال ليست من حقها او حق مندرو 
وبالفعل قامت دولت بتقسيم ثروة مندور وذهبت الى مباحث الاموال العامة واخبرتهم انها زوجة ثروت مندور والتى باع لها كل ممُتلكاته وانها جاءت اليوم لتقدم الى الدولة الاموال التى جاءت بطرق غير مشروعه فى هيئة شيكات بنكيه قابلة للصرف 
وسألها الضابط اذا كانت هذه كل ثروة عزت مندور ام هناك املاكاً مخفيه ولكن ردت عليه دولت بحزم قائلة ( سيدى ، قانوناً ليس من حق الدولة قرشاً واحداً من اموال مندور لانه قانوناً لا يملك شيئاً الان ، انا جئت اسلمكما تلك الاموال احقاقاً للحق فقط ولم احتفظ بالجزء الباقى طمعاً فيه بل لان اموال زوجى لم تكن جميعها من طرق غير مشروعه )

- اعطتهما دولت الشيكات البنكيه وتركت مبنى مباحث الاموال العامة وهى فى حالة نفسية افضل لشعورها انها اعادت الحق الى اصحابه وان اموالها واموال زوجها ليس بهما قرشاً واحداً جاء من الحرام

- عندما عادت الى ڤيلتها وجدت رزان وآسر فى انتظارها وفرحت كثيراً عندما رآت ان ابنتها استردت عافيتها وصحتها وجمال وجهها ورونقه ورؤيتها الى رزان انستها ما حدث لهما فى الفترة الماضيه
- اخبرهما آسر بما قاله له حمزة وسألته دولت بـ لهفة شديدة ( هل عرفت اين مكانهما ؟ ) وطمآنها آسر وقال لها ( اطمأنى انهما بخير ولكن من الامان ان نبقي بعيداً عنهما لان هناك شخصاً يقوم بتهديد حمزة داخل السجن واخبره انهما سوف يُقتلوا انتقاماً من حمزة )
- واتفق آسر مع دولت على ان يقوموا بارسال شخصاً يثقوا به للاطمئنان على جنا وزين
 *_____________________________________________**___________________________*
بعد اسابيعاً من سجن مندور كانت بدأت الانتخابات الرئاسية واستطاع السمان ان يبقي فى المقدمة فى الجولة الاولى والثانية واستطاع ان يفوز بـ الانتخابات الرئاسية ويصبح رئيساً للجمهورية وقام على الفور بـ تشكيل حكومته الجديدة والتى ترأسها خيري مشهور
وبمجرد فوز الرئيس ممدوح السمان عاد عادل النجار الى مصر لان الان لا يوجد خطراً يحاوطه فـ الجداوى لم يعد فى مصر ومندور محتجز بين حوائط السجن

وعندما وصل الى مصر قرر ان يذهب الى مندور لزيارته فى السجن فقط لـ يقوم بتقديم الشماته فيه وبالفعل قابله مندور ولكن مجرد ان رآه وعلم ان الزائر هو عادل النجار طلب من العكسرى اعادته الى السجن لانه فطن ما يريده منه النجار وقرر مندور الا يعطيه الفرصة فـ برغم ما تعرض له مندور الا انه مازال يحتفظ بـ كبريائه

- جمعت مكالمه بين رئيس الجمهورية وبين وزير الداخليه وطالب السمان وزير الداخليه بسرعة القاء القبض على الضباط الخارجين عن القانونين والفاسدين وفصلهما من الخدمه وتقديمهما الى محاكمه عاجلة ولكن جاء رد وزير الداخليه صادماً لـ السمان حيث قال له ( سيدى الرئيس ، لا يوجد دليلاً واحداً  ضد ضابطاً واحداً ولن نستطيع ان نلقي القبض عليهما لمجرد اننا نشك بهما )
اخبره السمان انه يريد ان يقضى على الفساد فى البلاد عموماً وحتى يحدث ذلك يجب ان يقضى عليه فى المؤسسات الهامه كـ وزاره الداخليه ووزارة العدل والبرلمان حيث انهما يمثلوا السلطة التشريعيه والسلطة التنفيذيه وقال له وزير الداخلية ( لا احداً يكره القضاء على الفساد او حتى الحدة منه ولكننا سنحاول )
قام السمان باعطاء وزير الداخليه بعض الاسماء الفاسدة فى الوزاره والتى يجب ان نضع الاعين عليها

- كان السمان ليس مجرد رئيس ، فـ هو يشرف بنفسه على كل شئ واى شئ مما كان هذا يرهقه ذهنياً وبدنياً وفكرة القضاء على الفساد كانت تسيطر عليه تماماً لانه يري ان اذا تم القضاء على الفساد فـ سوف يكون القضاء على الفقر والجهل والبطاله سهلاً
 *_____________________________________________**___________________________*
بـعـد مـرور سـنـة كانت الامور تميل الى الاستقرار فـ كان مندور وصهريه ( حمزة وسامر ) مازالوا يقضوا مدة عقوبتهما اما ايتن فـ كانت قد قضت نصف المدة وخرجت من السجن بسبب حُسن سيرها وسلوكها

- كانت دولت ورزان يعيشان فى الڤيلا التى تمتلكها دولت ، وعندما علموا ان اندريا بيرناردو تعرض للقتل داخل السجن من قبل شخصاً مجهولاً شعروا بـ اطمئنان ومن ثم اعادوا جنا وزين للعيش معهما ولم ترفض سحر دياب اطلاقاً طلبهما ولكنها فقط اخبرتهما انها سوف تسأل حمزة لان جنا وزين ما هما الا امانه لديها وبالفعل وافق حمزة عندما تأكد بأن بيرناردو تعرض للقتل

- كانت احوال البلاد لم تميل اطلاقاً الى الامن او الاستقرار كما كان يقول دائماً السمان ، حتى انه لم يقضى على فساد بعض المؤسسات كما وعد من قبل ولكنه كان يحاول جاهداً فى اصلاح احوال البلاد 
__**__**__**__
- جلس حمزة بـ جوار مندور واخبره بخبر مقتل اندريا بيرناردو وسأله مندور ( هل قُتل ام مات طبيعياً ؟ ) ولكن اكد له حمزة ان الاخبار التى جاءت له تفيد بأنه قُتل ولا احد يعرف مَن قتله وعلق مندور قائلاً (  كل شخصاً يأخذ جزاءه )
ولكن طرح حمزة سؤالاً هاماً وهو ( ولكن مٓن يقوم بـ قتل زعيماً لـ المافيا ؟ اظن انه يكون المُسيطر الوحيد على الجميع )
وفى الحال اجابه مندور بقوله ( لا احداً بلا اعداء وربما يكون اندريا زعيم مافيا صورى وماهو الا وجهة لشخص لا نعرفه وربما يكون هو مَن قام بقتله )
اصابت حمزة غصة جعلته لا يستطيع التنفس ولاحظ مندور هذا فـ سأله ( ماذا اصابك ؟ ) ورد حمزة قائلاً ( اذا كان كلامك صحيحاً فـ هذا معناه اننا سوف نقود حرباً اخرى ضد شخصاً اخراً ربما يهدد بـ قتل ابنائى او استغلالنا مرة اخرى )
ضحك مندور وقال له ( لا تسبق الاحداث فـ ما اطول سنوات السجن )
__**__**__
- اليوم خرجت ايتن من السجن واستقبلها والدتها واختها ، لم تفرح ايتن كثيراً بخروجها من السجن ويبدو عليها مظاهر اصابتها بـ الاكتئاب فـ لم تبتسم وعندما قاموا بـ احتضانها كانت متجمدة مما يبدو ان مشاعرها ايضاً مُتجمدة وباردة ، اصبحت ايتن لا تشعر بـ شئ ، لا شئ يسعدها ولا شئ يحزنها وايقنت دولت فى داخلها ان ابنتها مُصابه بـالاكتئاب وتحتاج الى علاج نفسى ، استقلوا السيارة التى قادتها رزان وبجوارها والدتها وجلست ايتن فى الخلف
لم تنطق ايتن بـ حرفاً واحداً منذ خروجها من السجن  ، لم تقل سوى جملة واحدة ( اين ابنائي ؟ ) ، ردت رزان قائلة ( لا تقلقِ هما بخير وانا كل يوم اقوم باخذهم الى المدرسة وارجعهم منها وايضاً استذكر لهم دروسهما )
سألتها ايتن مرة اخرى ( هل سألوا عنىّ ؟ ) وهنا اجابت دولت قائلة ( بالتأكيد حتى انهم كانوا كل يوم يعبروا عن اشتياقهم لك ولكننا اخبرناهم انكِ خارج مصر ولن تعودى الان سواء انتِ ان والدهما او جدهما )
تنهدت ايتن وقالت ( سواء انا او والدهما او جدهما جلبنا لهما العار )
حاولت رزان ان تخرج اختها من هذا الاكتئاب وقالت لها ( حبيبتى ، الانسان خطاء وانتما اخطئتما مثل اى انسان واخذتما جزاء هذا الخطأ وكفرتما عن هذا الخطأ او الذنب )
ابتسمت  ايتن بسخرية وقالت ( المجرم يظل مجرم فى مصر حتى بعد ان يتوب ويأخذ عقابه )
- اختلسا رزان ودولت النظرات لبعضهما البعض وكانت نظراتهم تؤكد ان ايتن ليست طبيعيه اطلاقاً
__**__**__
- وصلوا الى الڤيلا وكانا جنا وزين فى انتظارهما وما ان رأتهم ايتن حتى احتضنتهما وانهارت من شدة البكاء حتى انها لم تستطع ان تقف على قدميها وجلست على الارض وذهب اليها رزان ودولت لكى يقوموا بـتهدأتها واستغرب جنا وزين مما يروا واشارت دولت الى رزان كى تأخذ ابناء ايتن وتتركهما ، جلست دولت على الارض بجوار ابنتها اوحتنضتها وبكت لـبكائها وطالبتها ان تهدأ قائلةٍ ( تمسكِ لا يجب ان يراكِ ابنائك هكذا ) ، ردت ايتن بحسره قائلة ( لقد دمرت اسرتى ، لقد ضيعت ابنائي ودمرتهما ، سيظل العار يلاحقهما ، انا غبيه )
قامت دولت بـ لمس شعرها وقالت لها ( ليس خطأك وحدك بل خطأ والدك وخطأى انا ايضاً ، انسى ما حدث فى الماضى واحمدى الله انك سُجني لـسنة واحدة وانكِ كنت مُرفهة فى محبسك )
زاد بكاء ايتن وهى تقول ( لا يهمنى نفسي ياليتنى موت قبل ان افعل هذا فى ابنائي ، انا سأبقي عاراً عليهما مهما فاتت السنون )
- طالبتها دولت ان تهدأ وانها يجب ان تخرج من هذه الازمه سريعاً حتى تستطيع ان تقدم التعويض لابنائها عن حرمانهم لها فى السنة الماضيه وطالبتها ان تذهب لاحد الاطباء النفسيين حتى تتحسن صحتها النفسيه واقنعتها دولت بـ ذلك
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت رزان وايتن عائدتان من زيارة والدهما فـ كانت تلك هى زيارة ايتن الاولى لـ والدها وزوجها السابق ، كانت المُقابلة صامتة نوعاً فـ لا احداً يرغب بـالحديث ولكن طلب حمزة من رزان ان تفعل اى شئ وان تتقدم بـكثيراً من الطلبات الى وزير الداخليه لـ مراعاة صحة مندور والتى مازالت تتدهور واخبرته رزان انها سوف تقدم طلباً الى رئيس الجمهورية لكى يقدم عفواً طبياً لوالدها 
- كان رزان تقود السيارة وبمجرد دخولها وجدوا شاباً يجلس مع دولت لم يعرفوا من هو ولكن عندما اقتربت رزان كاد ان يخشى عليها من هول المفاجأة فقد كان هذا الشاب هو ( سامر الزُهيري ) حبيب وزوج رزان وما ان رآته حتى سآلته ( سامر انت هنا ؟ ماذا تفعل هنا ؟ ) وقف سامر وامسك بيديها وقال لها ( لقد خرجت من السجن ) ، تهلل وجه رزان من شدة السعادة فقامت باحتضانه ولكنها افاقت لثوانٍ فسآلته ( كيف خرجت ؟ باقٍ لك حوالى ثلاث سنوات ) 
رد سامر قائلاً ( منذ دخولى السجن وانا مُلتزم  بالقوانين ولم اقوم بعمل اى مشاغبات طوال تلك السنوات وكان من المفترض ان اخرج بعد قضاء نصف المدة حُسن سيراً وسلوك مثل ايتن ولكن نفوذ والدك وقفت عائقاً لىّ ومنذ القاء القبض عليه وانا اعلم اننى سوف اخرج ولكن تأخر خروجى عاماً كاملاً عما توقعت )
احتضنته رزان مرة ثانية وقالت ( لا يهم ، اهم شئ انك خرجت وانى اراك الان )
- جلسا الجميع فى الحديقة وتحولت ايتن الى شخصيه رزان القديمه وهى الشخصية الحزينه ، الصامته والمكتئبة دائماً 
قال سامر لهما ( اظن ان ما ضاع من عمرنا يكفى ويجب ان نتزوج الان ) 
صمتت رزان وصُدمت قليلاً ولاحظ الجميع ذلك واستغربوا  فكيف تصدم رزان من شيئاً تنتظره منذ سنواتٍ طويلة لذلك سألتها دولت ( ماذا بكِ ؟ )
نظرت رزان الى سامر والارتباك يسيطر عليها واصاب الجميع التوتر والاستغراب واكثرهما سامر وسألها ( تكلمِ ماذا بك ؟ )
قالت رزان بارتباك ( لا اريد ان اتزوج الان )



نهاية الرحلة التاسعة عشر

الأحد، 27 أبريل 2014

حقيبة سفر ( الثامن عشر )

الفصل الثامن عشر ( هدم المعبد )


- جاء احد ضباط الشرطة الي عزت مندور فى منزله والذى كان يتولى التحقيق فى حادثة رزان ، استقبله مندور ورحب به 
قام الضابط بـ اعطاء مندور ورقة وطلب منه ان يقرأها وما ان قرأها مندور حتى اصابه الانفعال حيث ان هذه الورقة كانت تقريراً يفيد بأن فرامل سيارة رزان عُطلت بـ فعل فاعل وسأله الضابط قائلاً ( هل تشك بـ احداً ؟ )
فقد مندور السيطرة على اعصابه وارتبك قليلاً وقال ( لا اعلم فـ ما اكثر اعدائي ، لا استطيع ان اوجه الاتهام لهم جميعاً ) ، رد الضابط قائلاً ( اُقدر الموقف الذى انت فيه تماماً ، سأتركك لـ تهدأ وتفكر مَن الشخص الذى زادت عداوتك به فى الفترة الماضيه )
- وتركه الضابط وخرج من قصر مندور اما مندور فقرر ان يذهب لـ ابنته لـ يسألها اذا كانت تشك بـ احداً ام لا وقرر الا يخبرها بـ امر تلك الفرامل المُعطله حتى لا يوجه له احداً الاتهام
ولكن بمجرد وصوله الى الجناح الذى ترقد فيه رزان لـ تلقى العلاج هاجمه آسر بحدة قائلاً ( اخبرتك سابقاً ان اذا اصاب رزان مكروهاً سوف اقتلك )
وهنا فهم مندور ان الضابط اخبرهم بـ امر التقرير واقسم مندور لهم انه لم يفعل هذا بـ رزان ، زادت حدة آسر وصرخ فى وجه رزان قائلاً ( هل كنتِ تعلمين ان  الفرامل مُعطلة ) 
صمتت رزان ونظرت الى الاسفل وصرخ آسر فى وجهها ثانيه مُطالباً لها بأن تتكلم وقالت رزان ( نعم اكتشفت ان الفرامل مُعطله ولكن اكتشفت ذلك قبل فوات الاوان فقد كانت السيارة بالفعل انحرفت عن الطريق ) 
سألها آسر لما لم تخبرهم سابقاً ولما لم تخبر الشرطة ، نظرت رزان الى والدها وقالت ( خشيت ان توجه لـ ابي الاتهام )
- استغرب آسر من طيبة رزان والتى وصلت الى السذاجة وهدأت حدته من شدة استغرابه ثم قال لها ( خشيت ان يوجه الاتهام له !! معنى هذا انك تشكين به مثلى !! بعد هذا الموقف تأكدت بأن كل ما يحدث  لكِ تستحقينه ، فـ انتِ لست بـ طيبة القلب كما كنت اتوقع بل انتِ ساذجة ، انتِ مَن اعطيتهم الفرصه  لـ يفعلوا بكِ هذا واكثر )
وخرج آسر وهو فى قمة غضبه واستغرابه مما تفعله رزان بـ نفسها سائلاً نفسه ( هل مازال احداً مثلها هكذا ؟ )

- احتضن مندور ابنته وقال لها ( سامحيني عن كل ما بدر منى فى حقك ) ، انهمرت الدموع من عيني رزان حيث ان كلام آسر لها نزل كالصفعة على وجهها ثم اقسم لها مندور قائلاً ( اقسم لكِ اننى لم افعل هذا بكِ ، ربما احداً من اعدائي لكن لست أنا ) 
قالت له رزان والالم يعتصرها ( لا يهم ان كنت انت ام احد اعدائك ، الاهم ان اسوأ ما حدث لى فى حياتى كان بسببك والاسوأ اننى لا استطيع ان اكرهك او الا اسامحك ) ، احتنضها مندور ثانيه واعتذر له كثيراً وطالبته رزان بالتوقف عن الاعتذار لانها لا تريد منه الاعتذار
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى احد الفنادق التى كانت تجمع بين حمزة وعشيقته ڤيرونيكا جلس حمزة ينتظرها ولاول مرة تتأخر عن موعدهما الى ان جاءت وطرقت باب الغرفة وقام حمزة بـ فتح الباب لها ولم يتحدث بل فتحه فقط ودخل الى الغرفه فى الحال وجلس على احد الارائك وجلست ڤيرونيكا بجواره وقالت ( انا اسفة ) 
ظل حمزة مُتمسكاً بالصمت قليلاً ثم قال لها ( ما الذى يجمعك بـ بيرناردو ويجعلك تخشين من ان تتزوجين منى )
وقفت ڤيرونيكا واعطت ظهرها الى حمزة ووقف حمزة خلفها وقال ( هل ستهربين من الاجابة ثانية )
قالت له ڤيرونيكا ( لا لن اهرب ولكن يجب عليك ان تعلم اننا اذا تزوجنا سوف يقتل بيرناردو كلانا )
وهنا استغرب حمزة وسألها لماذا سوف يقتلهم اذا تزوجوا واجابت ڤيرونيكا ( لاننا الان نعرف احد اسراره وهو التهريب ونحن الاثنين نعمل معه فى هذه العملية الغير مشروعه ، اذا تزوجنا سوف يشك بأننا سوف نتحد ضده ونعمل لـصالحه وسوف يتخلص منا ) 
زاد استغراب حمزة اكثر من اللازم لانه كان يتصور ان زواجه من ڤيرونيكا امراً سوف يسعد بيرناردو ولكن قالت له ڤيرونيكا ( انت لا تعرف بيرناردو جيداً ، انه لا يثق بأحداً ، تفكيره عميقاً الى ابعد حد ولا يرى الامور بهذه السطحية بل انه سوف يشك اننا سوف نعمل ضده او لمصلحتنا فقط ، زواجنا او علاقتنا سوف تصيبه بالارتباك والتوتر ولكى ينهى تلك المآساة سوف يتخلص من كلانا )
جلس حمزة وقال لها واليآس يتملكه ( ولكنى احببتك ، تمنيت ان اتزوجك لا اكثر ) ، جلست ڤيرونيكا بجواره ورتبت على كتفيه وقالت ( عزيزى انا احببتك اكثر ، جعلتنى اشعر بـ مشاعر ظننت اننى فقدتها مع فقدانى لـ حبيبي السابق ، منذ اول لحظة رأيتك بها تمنيت ان يجمعنى بك هذا الفراش )
نظر اليها حمزة واغتصب ابتسامه قائلاً ( ولكننى تمنيت اكثر من ذلك ، تمنيت ان تجمعنا اسرة وبيت سعيد )
امسكت ڤيرونيكا بـ يديه وقالت ( حسناً دعنا نتزوج ولكن بدون علم احداً حتى نعرف ماذا سوف نفعل مع بيرناردو )
احتنضها حمزة وسألها قائلاً ( هل بنى بيرناردو هذه الثروة الطائلة من التهريب ام من عملاً شريف )
ضحكت ڤيرونيكا بتهكم قائلة ( عملاً شريف !! ان بيرناردو لا يعرف شيئاً عن الشرف فـ كل اعماله ضد الشرف والتهريب هو اقل شئ ضد القانون قام به ) 
سألها حمزة فى استغراب ( اذن لما تعلمى معه منذ تلك السنوات الطويلة )
تنهدت ڤيرونيكا وقالت ( انا فتاة جاءت الدنيا نتيجة لـ علاقة بدون زواج واختلف ابى وامى وانفصلا وبعد مدة من الزمن اتجه كلاً منهما لـ حياة جديدة اما انا فـ لست الا بواقى من الماضى عالقة فى ذيل امى ، لذلك تركتني مع احد الاسر مُقابل مرتب شهرى ، الى ان قابلت بيرناردو وانا فى السادس عشر من عمرى كان يكبرنى بـ خمسة عشر عاماً ، كان فى هذا الوقت فى اوائل الثلاثون من عمره وكان والده احد كبار رجال ايطاليا والذى اكمل بيرناردو بعده المسيره فى سناً صغيره بعد موته المفاجئ ، انفق عليّ حتى انهيت دراستى الجامعيه وسمح لىّ بالعمل معه ، ولانه مثلما دائماً يقول ربانى ويرانى ابنته قربنى منه اكثر وخشيةٍ من العودة الى الذل وايضاً اعترافاً بـ جميله ناحيتي وافقت ان اعمل معه لثقتى اننى طالما فى حماية اندريا بيرناردو لن يصيبنى مكروه ) ، رق قلب حمزة اكثر واكثر ناحية ڤيرونيكا واحتضنها بقوة قائلاً ( سوف اعوضك عن تلك الايام القاسية  )
 
- على الرغم من ان ڤيرونيكا استيفانو تعمل مع اندريا بيرنادو منذ ما يقرب من عشر سنوات الا انها لم تفكر قط فى خيانته او العمل ضده او لصالحه انها كانت فقط ( رهناً لـ اشارته ) 
وعلى الرغم من انها تمتلك جمال ايطالى جذاب ويُعجب بها كل ما يراها الا انها لم تسلم قلبها سوى لـ شخصاً واحداً ومن ضمن الاسباب لاختيارها له انه ليس على علاقة صداقة او قرابه او عمل او اى علاقهً من اى نوعاً مع اندريا بيرناردو ولكن لم يفلح القدر فى استمرار تلك العلاقة
واحكمت استيفانو الاغلاق على قلبها الى ان رأت حمزة دياب ، ذلك الشاب الناضج الواعى المُثقف ، ذو الملامح المصرية الجذابه ، قررت ڤيرونيكا ان تسلمه مفاتيح قلبها وانوثتها فقط لـ ليلة واحدة ولكنها وقعت فى غرامه لان حمزة استطاع فى وقتاً قليلاً جداً ان يحتويها ويعيد اليها احساسها بـ انوثتها وجمالها والاجمل من ذلك احساسها بـ الحب
__**__**__**__
- قضى حمزة الوقت مع ڤيرونيكا لحين موعد اقلاع رحلته وحين اقتراب موعدها ذهب حمزة الى الفندق الاخر وقام بـ تبديل ملابسه لـ يرتدي ملابس عمله الرسميه واثناء ارتدائه نظر الى المرآه وقال ( انا لا استحق شرف ارتدائك ولكن ما باليد حيلة )
اخذ حمزة حقيبة سفره والتى كان يظن انها تحتوى على غرضاً ما للتهريب ولكن بمجرد وصوله الى صالة الوصول بـ مطار القاهرة الدولى اكتشف ان الحقيبة فارغه وانه لم يقم بـ تهريب شيئاً على الاطلاق هذه المرة وسخر من نفسه قائلاً ( كل هذا التوتر والقلق اثناء الدخول والخروج كان هباءاً )
 *_____________________________________________**___________________________*
عاد حمزة الى ڤيلته بعد ان يوماً شاقاً من التعب الجسدى والذهني وبمجرد وصوله الى الڤيلا وجد ايتن فى انتظاره ولكنه كـ عادته منذ ان علم بما فعلته به وهو يتعمد تجاهلها خاصةٍ بعد الطلاق ولكن هذه المرة استوقفته ايتن والتى كانت فى حالةٍ نفسية سيئة نتيجة لـ فقدانها حمزة ونتيجة لانها لم ترى ابنائها منذ ان خطفهما حمزة فى اليوم التالى من تسجيل الاعترافات

- صرخت ايتن فى وجهه قائلة ( توقف ، اريد ان اتحدث معك ) ، رد عليها حمزة ببرودٍ قائلاً ( وانا لا اريد ان اتحدث معكِ لم يعد هناك ما يجمعنا ) ، استفذها برود حمزة ولكنها حاولت ان تتحكم فى نفسها وقالت له بصوت مخنوق ( لا ، بل هناك ما يجمعنا ، ليس حب او سنين جمعتنا بل ابناء ، طفلين خلقهم الله منى ومنك )

- جلس حمزة على احد المقاعد وقال ( ماذا تريدي من ابنائي ) ، ردت ايتن والدموع تنهمر من عينيها ( ابنائنا ، ليسوا ابنائك وحدك ، اتوسل اليك يا حمزة الا تعاقبني فى ابنائي ، ارجوك لا تحرمنى منهما )، لم يكترث حمزة لدموعها وعاطفة امومتها التى تحرق قلبها على ابنائها وسألها فى حزم ( اخبريني ماذا تريد منهما ) 
استغربت ايتن قسوة قلب حمزة الغير طبيعيه وحاولت ان تسيطر على استغرابها وقالت له ( هؤلاء ابنائي فلذات كبدى لا يوجد سبب اريدهما له سوى انهم ابنائي )

- تركها حمزة واتجه ناحية البار الذى يضم بعض انواع الكحوليات والذى وجد فى منزل حمزة فقط للضيوف حيث ان حمزة لم يتناول الكحول مطلقاً فى حياته ، قام حمزة بـ ملأ كأساً له وادى ذلك الى ذهول ايتن واتجهت ناحيته وسألته ( اتشرب الكحول ؟ لماذا ؟ ومنذ متى ؟ )
ظهر على وجه حمزة اثار الضغط النفسى الذى يمر به وفى الحقيقة فـ إن حمزة بداخله انساناً ضعيفاً للغايه لا يعرف كيف يتحمل كل هذا ، حبس حمزة دموعاً فى عينيه ونظر الى ايتن وقال بـ ضعف ( نعم اشرب الكحول ، لماذا لانه يفقدنى ذاكرتى مؤقتاً ، منذ متى ، منذ ان وقفت عاجزاً عن حماية ابنائي )
سألته ايتن والخوف يعتصر قلبها ( هل مات ابنائي ؟ هل اصابهم اى مكروهاً ؟ اخبرنى الحقيقة )
رتب حمزة على كتفها وقال لها ( اطمأنى ، ابنائك بخير وفى مكاناً آمناً ، انا لم احرمك منهما اطلاقاً فـ انتِ فى كل الاحوال امهما ولكنى افعل هذا حتى احميهم ، انهم فى مخبأ لا يعلم به احداً غيري حتى يعود الامن لـ هذه العائلة )
- توسلت اليه ايتن ان تراهم مرة واحدة فقط او تسمع صوتهم ولكن اخبرها حمزة انه يخشي من ان تكون هواتفهم مراقبه او هم انفسم مُراقبين واقنعها انها اذا كانت تحب ابنائها وتريد سلامتهم ان تصبر حتى يستطيع هو تأمينهم وحاولت ايتن تهدئة نفسها واقناعها وتحصينها بالصبر

- قررت ايتن ان تغادر ولكن طلب منها حمزة ان يقوم بتوصيلها الى قصر والدها لان الساعة متأخره جداً من الليل ووافقت ايتن وكانت سعيدة جداً انها سوف تبقي بجوار حمزة حتى لو لدقائق معدودة
- اثناء طريقهما سألته ايتن قائلة ( منذ متى تعرف بأمر الزواج العرفى ؟ وكيف حصلت على هذه الورقة ؟ )
وكانت اجابة حمزة الى ايتن كـ الصاعقة التى فقدتها النطق والتركيز حيث انه اخبرها ان اخيها آسر هو مٓن اخبره واعطاها تلك الورقة انتقاماً منها لـ اختهما رزان
 *_____________________________________________**___________________________*
- لم يستطع حمزة الصمود اكثر من ذلك فى هذا العمل فقرر ان يُضحى بكل شئ ويقوم بـ ابلاغ الشرطة المصريه مهما كلفه الامر ففى البداية كان حمزة يقوم بالتهريب نتيجه للضغط والتهديد الذى تعرض له من قبل بيرناردو وشركائه مثل ايتن ومندور
وعلى الرغم من تأكد حمزة انه سوف يتعرض لـ الفصل من العمل والسجن وايضاً مندور وايتن سوف يسجنوا الا انه رأى ان هذا ارحم من ان يعيش فى هذا الخوف من ان ينكشف امره ففكرة انه يقوم هو بالابلاغ عن نفسه اهون كثيراً من ان ينكشف امره وهو فى حالة تلبس خاصةٍ بعدما علم انه يمكن ان يُخفف حكمه لانه سوف يُعامل انه شاهد ملكاً طبقاً للقانون
- لكن حمزة كان يخشي ان يُقبض عليهما والا يُقبض على اندريا بيرناردو فـ يقوم الثانى بـ قتل ابناء الاول لذا يجب ان يتم القبض على بيرناردو قبل اى شخصاً اخراً لذلك قرر ان يقوم بـ الابلاغ عن بيرناردو لـ الشرطة الايطاليه اثناء وجوده فى روما 

- فى احدى الرحلات التى يطير بها حمزة من القاهرة الى روما استطاع ان يهرب من هؤلاء الرجال الذين يراقبونه من قبل  بيرناردو وذهب الى احد مقرات الشرطة الايطالية فى روما وقام بـ مُقابلة احد الضباط  هناك وحكى له ما حدث منذ اول يوم تهريب واعطاه ثلاثة اسطوانات الاولى بها اعترافات ايتن والثانيه بها اعترافات مندور والتى تتضمن اعتراف مندور انه يعمل مع احد زعماء مافيا التهريب فى ايطاليا واعترافه انه يسمى ( انـدريـا بـيـرنـاردو ) والثالثة سجلها الى ڤيرونيكا اثناء مقابلته بها وتُفيد بـ طبيعة العمل الذى يجمع بيرناردو بـ حمزة الا وهو التهريب
واخبره الضابط ان بيرناردو ما هو الا مجرم يعمل فى كل شئ ، التهريب والقتل والسرقة والنهب ، وانه لا يهرب ماس او اثار فقط بل انه تاجراً للاسلحة ويقوم بـ تهريبها ولكن لم تستطع الشرطه الايطالية القبض عليه لان لا يوجد دليلاً واحداً عليه وان مَن يعمل معهما لا يشهدون ضده لذلك لم يستطيعوا القبض عليه
تم التحفظ على تلك الاسطوانات وتم ايداع حمزة فى السجن ورغم ذلك لم يكن حمزة حزيناً بل يشعر انه انهى تلك المآساة التى يعيشها

- قامت الشرطة الايطالية بـ اقتحام مبنى شركة بيرناردو والقت القبض عليه وعلى ڤيرونيكا استيفانو واثناء التحقيق تم توجيه التهم اليه وانكرها تماماً واشاد بشدة ما قام الضباط بفعله معه من اقتحام لـ الشركة والقبض عليه ولكن تم مواجهته بـ تلك الاسطوانات التى تم تسجيلها من قبل حمزة وانكر ايضاً بيرناردو وادعى انها ليست صحيحة وهنا تدخل المحامى قائلاً ( سيدى ، هل من المفترض ان نلقى بـ التهم على الرجال الشرفاء لان هناك اشخاصاً اعترفوا لـ بعضهم البعض انهم يعملوا مع شخصاً ما ولا يوجد اعترافاً واحداً من الشخص نفسه )
وهنا واجهه الضابط بالاسطوانه الاخيرة والتى تتضمن اعترافات ڤيرونيكا مديرة اعماله واقرب شخص له وايضاً اخبره بيرناردو ان كل هذا مُلفق وهنا رد الضابط قائلاً ( سيدى ، اعين الشرطة تلاحقك منذ سنوات لا يوجد دليلاً واحداً يُدينك حتى مَن يعمل معك لا يشهد ضدك انت كنت حريصاً للغاية ولكن لسوء حظك تعاملت مع شخص يمتلك بواقى ضمير وقرر فى لحظة ضعف ان يهدم المعبد فوق الجميع وفوق نفسه قبل اى شخصاًً آخراً )

- تم ايداع اندريا بيرناردو و ڤيرونيكا استيفانو فى السجن وقامت الشرطة الايطالية بـ مُخاطبة الانتربول الدولى لـ يطلبوا منهم احضار عزت مندور وايتن عزت مندور لكى يشهدوا فى احدى القضايا التى تخص دولة ايطاليا
 *_____________________________________________**___________________________*
- مازالت ايتن تقيم فى قصر والدها بالقطامية وكان مندور سعيداً جداً بذلك نظراً لـ قرب ايتن له ولـ قلبه ولانها تهون عليه الكثير ، جاء مندور من الخارج وكانت ايتن تنتظره لتناول طعام العشاء معاً ، طالبته ايتن بـ تغيير ملابسه اولاً ولكنه اخبرها انه جائع للغايه
ترأس مندور طاولة السفرة وجلست ايتن على يمينه وشرعوا فى تناول طعام العشاء الى ان دق جرس الباب وفتح احد العاملين بالمنزل للطارق وفوجئ بمجموعه كبرى من ضباط البوليس والعساكر 
واحتراماً لـ مكانه عزت مندور وانه مرشح رئاسي لم يقتحم الضباط المنزل بل طالبوا الخادمه بـ ان يخبروا مندور انهم ينتظرونه وبالفعل اخبرته الخادمه وقام مندور لـ يري ماذا يريدون منه وذهبت معه ايتن ودار هذا الحوار بينهما ..
مندور : ماذا تريدوا ؟
الضابط : لدينا امراً بـ الضبط والاحضار صادراً لك
مندور : سيتم القبض علىّ !! لماذا ؟
الضابط : نعم اما لماذا فـ سوف تعرفها 
ايتن : القبض عليه !! هذا عزت بك مندور
الضابط مُتهكماً : أأنتِ ايتن عزت مندور ؟
ايتن : نعم ، انها انا
الضابط : زوجة كابتن طيار حمزة دياب سابقاً
ايتن : نعم ، لما كل هذه الاسئلة
الضابط : انتِ ايضاً صادراً امراً لكِ بالضبط والاحضار

- نظر ايتن ومندور الى بعضهما البعض ، لقد نزلت هذه المفاجأة عليهم كـ الصاعقه وشكوا بأن آسر مَن فعل هذا بهما وطلبت ايتن منهما ان يسمحوا لها بـ تبديل ملابسها وبالفعل قامت بتبديل ملابسها وتم القاء القبض على مندور وايتن ورحلوا الى مديرية امن القاهرة
__**__**__**__
- تمت مواجهة مندور بالتهم الموجهة اليه وان صهره قام بالاعتراف ضده وهناك ادلة مادية مثل الاسطوانه المُسجلة له وهو يعترف بـ انه يعمل مع احد رجال المافيا فى ايطاليا ونظراً لان مندور فى الايام السابقة انهارت صحته النفسية لم يحاول انكار اى تهمه موجهة اليه بل اعترف بـ كل شئ واخبرهما ان ابنته ليس لها علاقه بهذا العمل ولكن اخبره الضابط المُحقق بأن هناك اسطوانه مُسجلة ايضاً لـ اعترافات ابنته 
- تم التحقيق مع ايتن والتى انكرت كل التهم التى وجهت اليها ومنها التستر على مُهربين مثل حمزة ومندور وايضاً تسهيل عملية التهريب حتى بعد مواجهتها بالاسطوانه المُسجلة ظلت على موقفها وهو الانكار
- تم ايداع مندور وايتن فى السجن لحين ترحليهم لـ الانتربول الدولى حتى يشهدوا ضد اندريا بيرناردو ومن ثم عودتهم جميعاً لـ تتم محاكمتهما فى مصر
 *_____________________________________________**___________________________*
- حين علمت دولت ثروت بما حدث لـ زوجها وبنتها انهارت تماماً ولم تتوقف عن ترديد قولاً واحداً يختلط بدموعها الحزينة الا وهو ( هدمت العائلة يا عزت ) 
فـ كانت دولت تري ان مندور هدم العائلة والاستقرار والسُمعه الحسنة التى تلاحق هذه العائلة منذ سنوات طويلة ، لم تعرف ماذا تفعل فـ هى حائرة ، حزينه ، مُنكسره لذلك لم تجد احداً تتكأ عليه فى هذه المصيبه سوى ابن زوجها آسر مندور لذا قامت بـ الاتصال به فوراً واخبرته ما حدث قائلة ( لقد انكشفت اسرار مندور وايتن ، لقد علمت الشرطة باعمالهم الغير مشروعه وتم القبض عليهما ، ارجوك تعال الى هنا انا لا اعرف كيف اتصرف )
هدأها واخبرها انه سوف يأتى اليها فى الحال وطالبها بآن تهاتف المحامى الخاص بـ عائلة مندور حتي يقابلهم هناك فى مديرية امن القاهرة

- وبالفعل قامت دولت بـ تبديل ملابسها وهاتفت اكثر من محامى تتعامل معه عائلة مندور وتحركت من ڤيلتها وسلكت طريقها الى مديرية امن القاهرة
- اما آسر فـ لم يخبر رزان بأى شيئاً من هذه الاخبار السيئة لانه رغم الحقد الذى ملئ قلبه ناحية والده واخته الا انه حزن جداً علي ما اصابهما واصاب العائلة
__**__**__**__
- تقابلا آسر ودولت والمحامين فى مديرية امن القاهرة ولكنهما وجدوا محامى العائلة بصحبة مندور وايتن وصعقوا عندما علموا بأن عزت مندور لم ينفى التهم الموجه اليه بل ايضاً اعترف بـ كل شئ ولكنه برأ ايتن من تهمة التهريب واخبرهما المحامى ان التهمه الموجهة الى ايتن هى التمهة التستر على مجرمين وهما مندور وزوجها السابق حمزة دياب وانها انكرت جميع التهم الموجهة اليها
- فى هذا التوقيت خرجت ايتن من مكتب الضابط المُحقق وارتمت فى حضن والدتها وبكت بشدة وقالت ( لقد ضيعني والدى يا امى ، خسرت ابنائي وزوجى وسيضيع عمرى فى السجن )
بكت دولت هى الاخري متأثرة بـكلام ابنتها ولم تعرف ماذا تقول لها فـ برغم حب ايتن الشديد لـ والدها الا انها اعترفت اخيراً انه ضيعها ولكن هدأت والدتها واعتذر لها آسر قائلاً ( سامحيني ان اهنتك يوماً ) ولكن قالت له ايتن انها كانت تستحق اكثر من مجرد اهانة ، ثم همس لها المحامى قائلاً ( تمسكِ بـ موقفك ) وفهمت ايتن قصد المحامى من هذه الكلمات فـهو يريد ان يقول لها ان تتمسك بموقفها فى انكار التهم واومأت له ايتن بـ رأسها ثم اخذها العسكرى الى المحبس
- وعندما خرج مندور من المكتب حاول آسر ودولت ان يتحدثوا اليه ولكنه رفض ان يقف لهما ورآت دولت الحسرة والندم على وجهه ولاحظت انحدار حالته النفسية وقال لـ آسر ( الضغط النفسى والعصبى الذى مر به مندور فى الايام الماضيه هو ما جعله يستسلم ويعترف بهذه السهولة ) ، تنهد آسر وقال ( ما فعله هو الصح ، كفى مراوغه )

- فى غضون ساعات كانت الشرطة المصرية انهت الاجراءات وقاموا بـ تسليم عزت مندور وابنته الى الانتربول الدولى لـ حضور محاكمه بيرناردو 
- قام حمزة بتقديم الشهادة ضد بيرناردو وكذلك مندور اما ايتن كانت مازلت تصر على الانكار وقالت انها لا تعرفه ولم تراه قط فى حياتها
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت رزان مازالت فى المشفى واليوم سوف يقوم الطبيب بـ ازالة ضمادة الشاش التى تغطى الجانب الايمن من وجهها وما ان رآه اسر ودولت زهلوا مما رأوه فقد كان الجانب الايمن لـ وجه رزان مشوه تماماً فقد فقدت رزان جزءاً كبيراً من جمالها بسبب تلك الحادثة التى تعرضت لها وحاول آسر ان يمنع رزان من النظر الى المرآة ولكنه فشل فى ذلك وما ان نظرت رزان الى المرآة ورأت وجهها حتى انهارت تماماً وظلت تبكى وتصرخ بـ شدة واحتنضتها والدتها واخبرتها انها سوف تقوم بـاستعادة جمالها مرة ثانيه من خلال عملية تجميلية بسيطة ولكن هذا لم يهدأ من روعها
- ولكن آسر لم ينتظر كثيراً بل قام بالبحث عبر الانترنت عن افضل اماكن لـ اجراء عمليات التجميل وقام بـ حجز تذاكر طيران له والى رزان ووالدتها وكانت الرحلة الى فرنسا ولكن دولت فضلت ان تبقي هى هنا حتى تكون بجوار ايتن ومندور فـ لا احد يعلم ما مصيرهما حتى الان وطالبت آسر الا يخبر رزان بما حدث الى مندور وايتن حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على رزان 
وحتى لا يري احداً وجه رزان وتتأثر بنظرات الناس اليها الغى آسر فكرة السفر على الرحلة التى حجزها وقام بـ تأجير احدى الطائرات الخاصة ، وفى اليوم التالى مباشرةٍ غادر آسر ورزان ارض الوطن فى طريقهما الى فرنسا

- اسفرت تحقيقات النيابه الى ان المدعو منير الجداوى هو مَن قام بـ تعطيل فرامل سيارة رزان وعندما ذهبت الشرطة لـ احضاره للتحقيق معه فى الحادث لم يجدوا له اثراً وعلموا انه سافر الى احد الدول الاوروبيه التى لا تقوم بـ تسليم الهاربين 
فـ بمجرد ان تم القبض على مندور قام الجداوى بـ الهروب من مصر بـ عائلته وامواله حتى لا يقع هو الاخر 
 *_____________________________________________**___________________________*
- بعد فترة اعاد الانتربول الدولى حمزة عز الدين دياب وعزت مندور وايتن عزت مندور الى مصر لـ يتم التحقيق معهما فى بلدهما نتيجه للجرائم التى ارتكبوها 
بعد تحقيقات النيابه الطويلة قدمت النيابة المدعوين الثلاثة الى المحكمة لـ يقول القاضى كلمته الاخيره فى امر هؤلاء المجرمين الثلاثة وبعد المحاكمات والتأجيلات قال القاضى الحكم النهائي حيث تم الحجز على ممتلكات عزت مندور بأكملها ومدة عقوبة تسع سنوات ومدة عقوبة لـ حمزة اربع سنوات لانه اصبح شاهداً ملكاً فى القضيه وتم فصله من العمل فى الشركة المصرية للطيران اما المحامى الخاص بـ ايتن استطاع ان يثبت انها فقط تسترت على مجرمين وكانت مدة عقوبتها سنتين

- اكتشفت الحكومه المصريه ان لا يوجد اى ممتلكات او حسابات فى البنوك بـ اسم عزت مندور وانه قام بـ بيع جميع ما يملك الى زوجته دولت ثروت قبل القاء القبض عليه بـ شهر ونصف وان لا يحق للدولة ان تضع يديها على هذه الاموال
__**__**__**__
- كان حمزة ومندور يجمعهما نفس السجن وهو سجن طُره ، كانت الحالة النفسية والصحية لـ مندور تسوء يوماً بعد الاخر ورفض ان يأخذ علاجه ولكن استطاع حمزة اقناعه ان يأكل ويأخذ العلاج والا يستسلم للمرض او الموت 
- عندما علمت دولت بـ امر هذا البيع ذهبت لـ زيارته لـ المرة الاولى منذ ان تم الحكم عليه ، فى بادئ الامر رفض مندور ان يقابلها ولكن اقنعه حمزة ان يقابلها 
- على الرغم من ان مندور هو مَن دمر هذه العائلة ودمر ابنته وزوجها الا ان يشفق جداً على حال مندور لان ما حدث دمره نفسياً بجانب الندم الذى لا يفارقه

- ذهب مندور لـ مقابلة زوجته دولت ثروت والتى حين رأته شفقت هى الاخرى على ما يمر به ، فـ وجهه ذابلاً للغايه وعينيه مليئة بالدموع والندم والقهر والحزن ، امسكت دولت بيديه لكى يجلس وظل مندور صامتاً ولم ينظر اليها
قالت له دولت ( لما قمت بـ بيع كل ممتلكاتك لىّ ) ، تجنب مندور النظر اليها ورد قائلاً ( خشيت ان يأخذوا الاموال واكثر من نصف اموالى جمعتها بالحلال وبالجهد والتعب ولم اثق فى احداً غيرك لأئتمنه على اموالى )
صمتت دولت لـ ثوانٍ ثم قالت ( سؤالاً اريد ان اسأله لك منذ ان عرفت كل شئ ، لما فعلت هذا ؟ هل انت كنت بـحاجة لـهذه الاموال التى تأتى اليك بطرق غير مشروعه )
تنهد مندور وكأنه تذكر سنوات كثيرة من عمره ورد قائلاً ( صدقيني فى البدايه تورطت مثل حمزة ولكن مع مرور الوقت  اصبحت شغوفاً بهذا ، لقد كنت ضعيفاً وتمكن منى الشيطان )
توقفوا هما الاثنين عن الحديث ثم بكى مندور بحسره وقهر شديدين وقال ( ما يقهرنى هو اننى دمرت ابنائي ، انا لست انساناً انا حقير )
- رتبت دولت على كتفه وقالت له ( لا فائدة من الندم الان ، ادعو الله ان يسامحك وان يحفظ الله لك ابنائك وتخرجوا من هذه الازمه على خير ) ، امسك مندور بيديها وقال ( ابقي بجوارى وسامحيني ) ، لم تجيبه دولت فقط اكتفت بالابتسامه

-جااء رجلاً لزيارة حمزة ولكن كان حمزة لا يعرفه وطلب ان يقابله وبالفعل قابله حمزة واخبره انه لا يعرفه ورد الرجل قائلاً ( ولكنى اعرفك جيداً )
وقام بـ اعطائه ورقة كُتبت باللغة الايطالية وخرج هذا الرجل قبل ان يفتح حمزة والورقة وما ان قرآها حتى فقد اتزانه لانه شعر ان كل ما فعله ذهب هباءاً رغم انه فعله لاجل ابناءه فـ كان مضمون هذه الورقة ( أنت بالداخل وابنائك بالخارج وانا سأنتقم لنفسي منهما )


انتهاء الرحلة الثامنه عشر

الجمعة، 25 أبريل 2014

حقيبة سفر ( السابع عشر )

الفصل السابع عشر ( زواج ولكن )


- انهمرت الدموع من عيني آسر بعدما اخبره الطبيب ان اخته رزان افاقت من الغيبوبة  ولم تتوقف عن ذكر اسم اخيها آسر وطلبت ان تراه رغم انها لا تستطيع ان تتحدث من شدة الالم ، زادت دموع آسر عندما رأى وجه أخته المشوه من الحادثة التى تعرضت لها وعندما رأته رزان جاهدت لـ تبتسم له وعندما رأت دموعه قالت له بصوتاً منخفضاً ( لا تقلق انا بخير ولكنى اردت ان اراك ) سألها آسر عن الذى حدث لها ومَن فعل بها هذا ولكن اخبرته رزان ان هذا لا يهم الان واكملت حديثها قائلة ( لا اعلم اذا كنت سأعيش ام لا ولكنى اريد ان اخبرك بـ شيئاً هاماً قبل ان يفوت الاوان )
اقترب آسر منها وجلس بجوارها وطالبها ان تتوقف عن الكلام لانه يسبب لها جهداً ويرهقها ولكنها اصرت ان تقول ما تريد خوفاً من انتهاء الاجل وقالت له ( انا اريد ان اشكرك كثيراً لانك وقفت بجانبى اكثر مما توقعت وتمنيت انا احبك كثيراً ولك الفضل فيما وصلت اليه ، انت السبب فى ان تجعلنى اموت وانا راضيه تماماً عن نفسي )
امسك آسر يديها وقال لها ( لا تقولى هكذا ، انا اخاكِ وهذا واجبى تجاهك )  ، جاهدت رزان واكملت حديثها ( اخبر والدى وامى وايتن اننى لم اكرهما قط ومازلت احبهما ولا اتمنى ان يحدث لهما مكروهاً ) 
سقطت الدموع من عيني رزان واكملت قائلة ( اخبر سامر اننى لم احب رجلاً فى حياتى غيره وان لم يكن لى احلام سوى ان اتزوجه ، اخبره ان يسامحنى عن ما حدث له نتيجة ذلك الحب الذى جمعنا ، اخبره اننى احببته كثيراً وان لم استطع ان اتزوجه فى الدنيا فـ ثقتى بالله تجعلنى مُتيقنه من اننى سأتزوجه فى الاخره )
- لم يعرف آسر ماذا يقول لها ولكنه توقع ان اجل رزان اوشك على الانتهاء لذلك قام بـ تقبيل يديها وخرج حتى لا يرهقها بالحديث اكثر من ذلك 
خرج آسر والدموع تتساقط من عينيه مما ادى الى قلق دولت وسألته ماذا حدث لـ رزان طمأنها آسر وقال ( لا شئ فقط كانت تريد ان تشكرنى لاننى وقفت بجوارها وطالبتنى ان اخبرك بأنها تحبك كثيراً ) 
لكن للاسف لم يطمأن هذا الكلام دولت بل اثار قلقها اكثر وسألته ( هل ماتت رزان ؟ ) ولكن توسل اليها آسر الا تقول هذا وطالبها بأن تدعو الله ان ينجيها وهنا جاء الطبيب واوقفته دولت سائلة ( ماذا عن رزان ؟ هل ستعيش ؟ ) واخبرها الطبيب ان الامل فى شفائها اصبح اقوى وانه سوف يفعل ما فى وسعه حتى تعيش
 *_____________________________________________**___________________________*
- كان اللواء الجداوى يشتعل غضباً نظر لاختفاء مندور المفاجئ فـ يري الجداوى انه من الافضل ان يبقي مندور فى مصر لانه فى قمة الحاجة الى اقامة المؤتمرات الصحفية والاجتماعات بـ كبار رجال الدولة من السياسين ورجال الاعمال والثوار 
كان الجداوى ينتظر فى بناية مدينة نصر فى انتظار اخباراً من مصطفى خليفة ساعده الايمن عن عزت مندور وجاء اليه مصطفى بـ اخباراً غير سارة
سأله الجداوى ( هل توصلت لـ اى اخباراً عن مندور ؟ ) ، جلس مصطفى امامه وقال ( نعم يا سيدي ولكنى اتوقع انها اخباراً لا تروق اليك ) ،اخبره الجداوى ان يخبره بدون مقدمات عن ما توصل اليه ، قال له مصطفى ( رزان مندور ترقد فى المشفى الخاص بوالدها اثر حادثة مروريه تعرضت لها وهى الان فى حالة سيئة جداً وربما لن تعيش ، اما مندور بـك فـ سافر الى ايطاليا مع صهره حمزة دياب وابنته ايتن مندور ولا احد يعلم السبب )
- استغرب الجداوى كثيراً لـ سفر مندور المفاجئ وسأل مصطفى ( هل تقصد انه سافر على نفس الرحلة التى يطير بها صهره حمزة اما ان حمزة سافر معه كـ راكب وليس قائداً للطائرة )

- اخبره مصطفى ان مندور سافر مع ابنته اولاً وعاد بدونها فى اليوم التالى وبعد اياماً قليلة سافر الى روما برفقة حمزة كـ راكباً وليس قائداً للطائرة ، سأله الجداوى باستغراب ( ترك ابنته ترقد فى المشفى وسافر !! كيف ؟ ) واخبره مصطفى انه لم يستطيع ان يعرف السبب
- قال الجداوى لنفسه ان ثمة امر خطير يحدث مع مندور ولكن يجب ان يترك اى شئ اخر دون الانتخابات لحين انتهاء هذه الفترة العصيبه فى الانتخابات وطلب من مصطفى ان يحاول جاهداً ان يعرف ماذا يحدث مع عزت مندور وابنائه وصهره وان يصل لأى رقم هاتفى يستطيع ان يتواصل عليه معه
 *_____________________________________________**___________________________*
- ذهب مندور الى بيرناردو حتى يسأله عن حقيقة قتل ابنته ايتن بعدما اخبره حمزة ان ايتن قُتلت بالفعل ورأى الڤيديو المصور لـ مراسم قتلها ولكن اخبره بيرناردو ان هذا ڤيديو مزيف لـ الضغط على حمزة حتى يخاف على ابنائه ولكن لم يصدقه مندور وحتى يُثبت بيرناردو صحة قوله سمح لـ مندور بـ محادثة ايتن فى الهاتف والتى طمأنته انها بخير وسألته عن ابنائها وطمأنها مندور
- بعد الانتهاء من مكالمة ايتن ومندور طالب مندور بيرناردو ان تعود ايتن الى مصر لان خطفها ليس له قيمه بسبب عودة حمزة للعمل معه ولكن رفض بيرناردو عودة ايتن الى مصر ولكن احتد مندور قائلاً ( ان لم تعود ابنتى الى مصر وابنائها اليوم قبل غد لن اعمل انا معك ) 
تخلى بيرناردو عن هدوئه المعهود وابتسامته التى لا تفارقه وقال لـ مندور مُهدداً ( ان كررت هذا الكلام مرة اخرى سوف اقتلك واقتل ابنتك ، انا لا احد يقرر ماذا يفعل معى )
وهنا هدأت حدة مندور خوفاً على ابنته وليس خوفاً على نفسه فهو يعرف مَن يكون اندريا بيرناردو ذو الخمسون عاماً 
وحاول اقناعه بـ هدوء قائلاً ( لن استطيع التركيز فى العمل والانتخابات دون وجود ايتن بجوارى بجانت ان الشعب سوف يتسائل عن سبب غيابها ، لا تنسى يا بيرنادو ان ما اكثر اعدائي داخل مصر وخارجها )

- فكر بيرناردو قليلاً ثم رد قائلاً ( وماذا ان علم حمزة وقرر الا يعمل معنا ) ، طمأنه مندور قائلاً ( سيدى ، حمزة لا يُطيق ايتن الان بعدما علم انها سبب تلك الورطه ولكنه عاشقاً لابنائه مثل اى اب اخر لذلك طالما هددته بـ ابنائه سوف يظل تحت رحمتك )
واخبره بيرناردو ان يتركه مدة من الوقت حتى يعيد التفكير فى امر عودة ايتن الى مصر
 *_____________________________________________**___________________________*
- ضاق صدر آسر بسبب ما حدث لـ رزان فهو حقاً يحبها اكثر مَن اى شخصاً دخل حياته وعلى الرغم من فرق السن بينهما الذى يفوق العشر سنوات الا ان هذا الفرق جعله يشعر ان رزان ليست اخته الصغري بل هى ابـنـتـه 
اسر لا يعرف احداً فى مصر سوى رزان وايتن ومندور ودولت وهو الان لا يعرف مع مَن يتحدث وهو فى هذه الضائقة النفسية فـ هو لا يريد ان يرى ايتن او مندور او يتحدث اليهما ولا يعرف مكانهما ودولت فى حالةٍ يرثى لها فـ  الخطر يحاوط ابنتيها وتشعر انها سوف تفقد الاثنين معاً

- وجد آسر نفسه يذهب الى سامر فى السجن فـ ربما لا تجمعهما صداقة او قرابة ولكن يجمعهما ما هو اقوى وهو حبهما لـ رزان بـ مجرد ان رآه سامر جرى تجاهه وسأله بـ لهفة شديدة وخوفاً اشد ( ماذا حدث الى رزان ؟ هل هى بخير ؟ )
استغرب آسر بشدة عن علم سامر بما حدث الى رزان لذلك سأله فى استغراب ( كيف عرفت ما حدث لها ؟ )
واخبره سامر انه عرف من وسائل الاعلام وان هناك مَن ينقل له الاخبار بالخارج اولا باول واخبره آسر ان رزان تعرضت لحادث مرورى ويشك ان مندور او ايتن او كلاهما وراء تلك الحادث واخبره ايضاً ان حالة رزان سيئه للغايه ورغم ان الطبيب اخبرهما ان هناك امل ولكنه بعدما رآه فقد الامل 
- اختنق سامر مما سمعه ولم يعرف ماذا يفعل سأل نفسه ( هل بعد كل هذا العناء افقد حبيبتى !! ) وتمنى ان يكون خارج اسوار السجن حتى يحتنضها ويخبرها مدى حبه لها ومنذ ما يقرب من خمس سنوات قضاها سامر فى السجن والعذاب الا انه لم يكره مندور بقدر ما كرهه الان ليس لانه يشك به مثل آسر ولكن لانه السبب فى عدم مقدرته من رؤية رزان ووقفه بجوارها وتخيل اذا مانت انه لن يودعها مثلما حدث مع والده خالد الزُهيري

- اقتحم آسر حديث سامر مع نفسه واخبره بـ تلك الرسالة التى طالبته رزان ان يقوم بتوصيلها الى سامر قائلاً ( رزان احببتك كثيراً ولم تحب غيرك طوال حياتها ولم تقصد ايذائك يوماً ما وهى الان تتمنى منك ان تسامحها عن ما حدث لك بسبب حبك لها وحبها لك ، ايضاً اخبرتنى انها لم تتمنى فى حياتها سوى ان تتزوجك وان لم تتزوجك فى الدنيا سوف تتزوجك فى الاخره )
على الرغم من ان كلام آسر ينمو عن ان رزان اُفيقت وانها بخير الا انه ادى الى قلق سامر اكثر واكثر وسأل سامر قائلاً ( اخبرنى بصدق هل ماتت رزان ؟ ) واقسم له آسر انها مازلت على قيد الحياة وقال  سامر الى آسر متوسلاً ( ارجوك اجعل اباك يفعل اى شئ لـ ارى رزان ، اخبره اننى سأنفذ له كل ما يريده منى ولكن اريد ان اراها اعلم انه يستطيع اقناع مدير السجن باخراجى من هنا ولو لـ ساعة واحدة لـ ارى رزان واطمأن عليها )
ولكن اخبره آسر ان مندور غير متواجد بـ مصر حالياً واقنعه سامر انه يستطيع اقناع مدير السجن طالما يأتى اسم عزت مندور بعد اسمه

- عاد سامر الى السجن وجلس آسر مع مدير السجن وجاهد فى ان يتحدث اللغة العربية حتى يفهمه مدير السجن واخبره بأنه يريد ان يخرج سامر من السجن لـمدة ساعة واحدة لرؤية خطيبته التى تشرف على الموت ولكن رفض مدير السجن مما ادى الى طرح آسر لـ سؤالاً هاماً ( هل تعرف مَن أنا ؟ ) واخبره مدير السجن انه يعرف انه ابن رجل الاعمال والمرشح الرئاسي عزت مندور وان مندور هو مَن طالب بـ تشديد السجن على سامر الزُهيري
قال آسر ( سامر الزُهيري هو خطيباً الى اختى رزان مندور وهى الان ترقد على فراش الموت ويجب ان تري سامر ووالدى هو مَن طالبنى بأن ااتى اليك لانه فى حالة يرثى لها نتيجة لـ الظروف الصحية التى تمر بها اختى )
وهنا وافق مدير السجن وقام بـ عمل تصريح لـ سامر بالخروج وسوف يكون برفقته اثنين من امناء الشرطة ولكن رفض سامر وقال له سوف يخرج على مسئوليتي ويعود على مسئوليتي بدون رفقة احداً غيري وسوف اقوم بالتوقيع على التعهد بـ عودته ولكن اخبره مدير السجن ان هذا ضد القانون وقال له آسر مُتهكماً ( عن اي قانون تتحدث ؟ يا سيدي نحن نعيش فى عصر اللاقانون وكل شخص ينفذ القانون حسب رغبته واهوائه الشخصية ، نفذ لىّ ما اريد اذا سمحت )
- انهى مدير السجن اجراءات خروج سامر لـ زيارة رزان واخذه آسر معه وغادر الى المشفى الذى ترقد فيه رزان
__**__**__**__
- بعد الخروج من اسوار السجن وقبل الذهاب الى المشفى اخذ آسر سامر وذهب الى احد محلات الملابس واشترى له ملابس جديدة لـ يرتديها قائلاً له ( اريد ان تراك رزان فى اجمل صورة لك ، فـ ربما تكون هذه اخر مرة تراك ) وتوسل اليه سامر ان يتوقف عن تكرار هذه الجمله

- وصل آسر وسامر الى المشى و طلب آسر من الطبيب ان يسمح بـ زيارة سامر الى رزان وهنا استغربت دولت وسألته عن مَن يكون هذا الشاب واخبرها آسر انه حبيب رزان المسجون واخبرها انها اذا رأنه ربما يفيد ذلك فى تحسن صحتها
- ندم سامر اشد الندم على المعامله القاسية التى عامل بها رزان فى اول سنين سجنه ظناً منه انها هى السبب فيما حدث له ولكن بعدما علم ان حياتها توقفت لحين خروجه من السجن سامحها وازال اللوم من عليها وتمنى ان يعود به الزمن حتى يعتذر لها
- دخل سامر الى رزان ولم يستطع ان يمسك دموعه كما عود نفسه دائماً الي ان ابتسمت له رزان فـ ابتسم هو الاخر لها وجلس بجوارها وقال ( لا اريد ان تتكلمين لان الطبيب اخبرنى الا ارهقك بالكلام فقط اسمعيني )
واومأت رزان برأسها دلالةٍ على الموافقة واستطرد سامر حديثه قائلاً ( حزنت عندما اخبرنى آسر انك تطلبين منى السماح فـ يجب ان اطلب انا منك السماح انا جرحتك كثيراً ، انتِ اجمل ما حدث لىّ فى حياتى وان خيرونى لكررت حبك للمرة الثانية ، اخبرتك سابقاً اننى اتحمل لأجلك اى شئ ، احبك كثيراً ولم احب غيرك ولن اتزوج غيرك )
ابتسمت رزان وفرحت كثيراً وقالت له بصوتاً هامساً ( لم اتمنى غيرك قط فى حياتى واتمنى ان اُزف لك الان )
- طرق آسر باب الغرقة التى ترقد بها رزان وقطع حديثهما وكأنه جاء لـ ينفذ وعده لها بانه خُلق لـ يُحقق لها احلامها ، لم يجئ آسر مُنفرداً بل كان بـصحبة دولت ثروت ومأذوناً فقد اقنع آسر والدة رزان بـ ضرورة زواج رزان وسامر اليوم قبل غد لان هذا سوف يكون دافعاً قوياً يجعلها تحب الحياة اكثر وتتمسك بها واذ لم يكتب الله لها العمر سوف تموت وهى سعيدة ومُحققة لـ اكبر امنيه تمنتها واقتنعت دولت بـ هذا الكلام

- ظهرت السعادة على وجه رزان عندما علمت بأن هذا مأذون ليقوم بـ تزويجهما الان كما تمنت اما سامر فكان سعيداً ولكن سعادته مجروحه فـ رزان ترقد فى المشفى تنتظر الموت وهو مسجوناً لا يعلم مصيره ويري ان الزواج بهذه الطريقة لا تستحقه رزان ولكن اخبره سامر انها اذا شُفيت سوف يُقام لهم عُرساً لم يقام لاحداً من قبلهما تعويضاً لهم عن ما رأوه هما الاثنين
وبالفعل قام المأذون بتزويجهما وكان آسر وكيلاً عن رزان ورغم ان رزان تنتظر الموت والالم يعتصر جسدها  الا انها لم تشعر سوي بأنها سعيدة حتى اذا ماتت فهى الان زوجه سامر خالد الزُهيري كما تمنت منذ اول لحظة جمعتها به
 *_____________________________________________**___________________________*
- كان حمزة ذاهباً الى روما فى احدى رحلاته كـ طيار وبمجرد وصوله الى مطار القاهرة قام رجلاً بـ تسليمه تمثالاً موضوعاً فى حقيبه صغيره حتى لا يراه احداً وبعد دخول حمزة صالة السفر وقبل مروره من بوابات الدخول قام بوضع التمثال فى حقيبه سفره بين اغراضه ومن ثم ذهب الى الطائره ثم الى غرفه القيادة
على الرغم من ان حمزة تخلص من الالغاز التى كانت تحاوطه الا انه لا يشعر بالراحة اطلاقاً فـ هو فى البداية كان مضطراً اما الان فهو يعمل بـ خاطره وموافقته والسبب الذى كان يظن ان الله سوف يسامحه بسببه اُزيل ولكنه سأل نفسه ( ماذا افعل ؟ هل امتنع عن العمل معه واترك ابنائي للقتل ؟ ) ولكن قرر حمزة الا يفكر كثيراً ويترك الامور تسير كما يريد الله 

- وصل حمزة الى روما ومر من بوابات المطار بسلام واستقل سيارة بالاجرة ويعلم ان السائق هو من رجال بيرناردو لذلك بعدما اوصله الى الفندق ترك حمزة التمثال فى السيارة ونزل منها
ذهب حمزة الى غرفته فى الفندق وقام بـ تبديل ملابسه وخرج ذاهباً الى شركة بيرناردو طالباً مقابلته ولكن كالعادة رفض بيرناردو مقابلة حمزة فـ اندريا بيرناردو يريد ان يبقي دائماً بعيداً عن الشكوك ولكنه هذه المرة ارسل اليه ڤيرونيكا استيفانو والتى سألته عن سبب مجيئه وقال انه يريد مُقابلة بيرناردو ولكن ڤيرونيكا ردت قائلة ( اخبرك سابقاً انه لن يقابلك ثانية ولن يتم التعامل مباشرةٍ بينكما )
نظر لها حمزة نظرة بها اعجاب قائلاً ( احسد بيرناردو انه يمتلك عشيقة مثلك فـ انتِ فى غاية الروعه ) ، ردت ڤيرونيكا قائلة ( لست عشيقته انا فقط مديرة اعماله المُقربه منه ) سألها حمزة فى استغراب ( فقط !! ) 
شعرت ڤيرونيكا بـ اعجاب حمزة لها فـ ابتسمت وقالت له ( نعم فقط ) 
سألها حمزة هل يمكن ان تخرج معه فى موعد على العشاء اليوم وبرغم اعجاب ڤيرونيكا بـ حمزة الا انها رفضت واخبرته انها لديها اعمالاً هاماً ليلاً لكن اقترب حمزة منها وقال هامساً ( اعرف انكِ تخشين من بيرناردو لاننى مُراقب من قبله ولكن تأكدى اننى لن اضعك فى موقف مُحرج ، سأنتظرك الليلة فى هذا العنوان ، سأنتظرك بفارغ الصبر فاننى اتشوق الى هذا العشاء الذى سوف يجمعنى بكِ )

- اخبرها حمزة بعنوان الفندق الذى سوف ينتظرها فيه وترك الشركة وخرج وعادت ڤيرونيكا الى بيرناردو وسألها عن ما حدث بينهم بـ مدخل الشركة وقالت ڤيرونيكا ( حمزة كان يريد مُقابلتك لكى يخبرك وان كل شئ يسير على ما يرام ولكنه يريد ان ينول شرف ثقتك به ) 
نظر بيرناردو نظرة طويلة الى ڤيرونيكا اثارت ارتباكها قائلاً ( اننى بالفعل اثق به ليس لامانته بل لخوفه منى وخوفه على ابنائه )
__**___**__
- لم تتردد ڤيرونيكا من الذهاب الى حمزة فى الموعد والمكان المُتفق عليه بسبب اعجابها الشديد به وقالت لنفسها ( ماذا سوف يحدث انها ليلة لا اكثر )
ذهبت اليه ڤيرونيكا وكان ينتظرها حمزة فى الغرفة التى حجزها بعيداً عن الفندق الذى اعتاد الاقامة به ، كانت ڤيرونيكا فى قمة زينتها وجمالها مما ادى الى انبهار حمزة بهذا الجمال الايطالى
دخلت ڤيرونيكا ووجدت ان حمزة قام بطلب عشاء لهما فى الغرفه على ضي الشموع وسألته ڤيرونيكا ( ومَن قال لك اننى افضل هذا الطعام ) ، ابتسم حمزة وقال ( احساسي بك )
- جلسا وتناولا العشاء سوياً وتحدثا كثيراً عن حياة كلاً منهما وماضيه وحاضره وبعد العشاء عرض عليها حمزة ان تشاركه احدى الرقصات التى يحبها وبالطبع وافقت ڤيرونيكا واثناء رقصهما تغزل حمزة فى جمالها وملبسها وزينتها وجسدها فـ قالت له ڤيرونيكا ( هل تعلم منذ متى لم اسمع تلك الكلمات ؟) وسألها حمزة ( منذ متى ؟ ) 
اخبرته ڤيرونيكا منذ خمس سنوات ، منذ ان تركها حبيبها الوحيد ومنذ ذلك الوقت وهى لا تفعل شيئاً سوى العمل فقط فـ حياتها مُرسخة للعمل منذ سنوات طويلة نسيت خلالهما الحب والمشاعر
استغل حمزة ضعف ڤيرونيكا بين يدها ودعاها للفراش و لم ترفض ڤيرونيكا اطلاقاً هذا العرض ظناً منها انها ليلة لا اكثر ولا تعلم ان الغرام سيجمعهما
 *_____________________________________________**___________________________*
- بعد مرور اسبوعين عادت ايتن الى مصر بعدما تأكد بيرناردو ان حمزة سوف يبقي على العمل معهما وانه يعمل لـ صالحهما وليس لـ صالح الشرطة ووقع حمزة وڤيرونيكا فى حب بعضهما واصبحت تجمعهما اللقاءات بكثرة ، وايضاً عاد مندور لـ مباشرة اعماله فى مصر ومُتابعه سير الانتخابات وتحسنت حالة رزان الصحية ولم يخبر آسر او دولت احداً بأمر زواج رزان وسامر وعادت الامور نوعاً ما الى طبيعتها مع وجود بعض التغيرات حيث غادرت دولت ثروت قصر زوجها بـ القطاميه وذهبت الى ڤيلا تمتلكها من ضمن ميراثها من والدها حيث ان دولت ثروت كانت الوريث الوحيد لـ والدها والذى كان من اغنى رجال مصر
اما ايتن فـ تعيش فى قصر والدها نظراً لـ طلاقها من حمزة ولا تعرف اين يوجد اولادها واخبرها حمزة انها لن تراهم الات لان ظهورهم به خطر على حياتهم وانه بعد ان ينتهى ما يحدث لهما وتنهتى الانتخابات سوف تراهم ولكن لم تنتظر ايتن كثيراً وذهبت الى والد ووالدة حمزة بـ حدائق حلوان وعلمت منهما انهم لم يروا جنا وزين وحمزة ايضاً منذ مدة طويلة واثار ذلك قلقهما ولكن طمأنهم حمزة واخبرهم بأمر الطلاق بينه وبين ايتن 

- قام مندور بزيارة رزان التى تحسنت حالتها ، دخل عليها ووجد آسر ودولت معها فى الجناح الخاص بها وطلب منهما ان يخرجا لانه يريد ان يتحدث معها بدون وجود احداً ولكن اعترض آسر قائلاً ( لن اخرج ، لا اشعور بالاطمئان عليها اثناء وجودك ) ولكن صرخ مندور فى وجهه قائلاً ( لم اكن انا السبب فى الحادث اخبرتك ذلك كثيراً ) ، تدخلت رزان فى الحديث قائلاً ( آسر ، عزيزى اخبرتك ان هذا حادث سير عادى ليس به شبهة جنائية )
لم يتحدث آسر كثيراً وخرج وتركهما اما دولت فـ خرجت منذ البدايه لانها لا تريد ان ترى مندور
- جلس مندور بجوار رزان وظل صامتاً قليلاً ثم قال ( هل يمكن ان تسامحيني ؟ ) ، قالت له رزان ( ابى ، احبك كثيراً برغم كل ما حدث )
- لم يصدق مندور ما قالته رزان فـ هذا اخر ما توقعه مندور من رزان لذلك دمعت عينيه من شدة فرحته الممزوجه بالندم والحسره على ما فعله وقال لها ( لو عاد بىّ الزمن لم افعل ما فعلته لقد دمرتكما جميعاً )
اخبرته رزان ان هذا قضاء وقدر وما نحن فى الحياة سوى اسباب سخرها الله لتنفيذ قضائه وقدره ، قام مندور واحتضن ابنته ثم سألها ( هل حقاً ما حدث هو حادث مرورى فقط ؟ )
- اكدت رزان ان الحادث ليس به شبهة جنائية هى فقط انحرفت بـ سيارتها خارج الطريق مما ادى الا انقلاب السيارة وتدميرها بهذه الطريقة البشعه

- خرج مندور من الغرفة لـ يجد دولت تنتظر فى الاستقبال وقف امامها وسألها ( لما غادرتِ المنزل ؟ ) ، وقفت دولت هى الاخرى وقالت ( عزت ، اتفقنا سابقاً على الانفصال انا فقط احترم العشرة والسنين التى جمعتنا لذلك اجلت التنفيذ لحين انتهاء الانتخابات ) 
امسك مندور يديها وقبلها وقال ( سامحيني ) وابتسم لها ثم خرج من الجناح ذاهباً الى عمله
__**__**__
- فى المساء اقام مندور مؤتمر صحفى لمناقشه بعض الثوار والشخصيات العامة ورؤساء الاحزاب فى الاسئلة التى تجول فى خاطرهم وبعدما انها ذهب الى اللواء الجداوى فى بنايه مدينه نصر وبالطبع طرح عليه الجداوى سؤالاً هاماً وهو ( ماذا كان يحدث فى الفترة الماضية ) واخبره مندور ان ثمة خلافات حدثت بين ابنته وزوجها وكان يقوم بـ حلها ولكن انتهى الامر بالطلاق ولكن لم يقتنع الجداوى كثيراً وقرر ان يعرف ماذا كان يحدث ولكن بطريقته الخاصة
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى احدى السهرات التى تجمع بين حمزة وڤيرونيكا اخبرها حمزة انه يريد الزواج منها ولكن لاحظ حمزة ارتباك ڤيرونيكا وسألها ( ماذا بكِ ؟ ) اخبرته ان قرار الزواج ليس سهلاً  وان المدة التى جمعتهما قصيرة جداً لاخذ قرار الزواج ولكن رد حمزة قائلاً ( انا احبك وانتِ ايضاً احببتيني اذن ما المانع ؟ )  قالت له ڤيرونيكا ( بالفعل هناك مانع ) 
سألها حمزة عن ماذا يكون هذا المانع وردت قائلة ( انـدريـا بـيـرنـاردو )



انتهاء الرحلة السابعة عشر

الأربعاء، 23 أبريل 2014

حقيبة سفر ( السادس عشر )

الفصل السادس عشر ( كشف الهوية )


- جاءت ايتن تهرول الى والدها فى المشفى والذى كان يشغل باله ما قاله له عادل النجار فى الهاتف سؤالاً واحداً يجول بخاطره منذ انهاء المكالمه وحتى بدأ ايتن حديثها ( ما الذى يربط زوجته بـ بيرناردو ؟ )
بدأت ايتن حديثها والدموع تنهمر من عينيها بقولها ( ابى انجدنى ) وسألها مندور بقلق ( ماذا بكِ ، هل اصاب احد ابنائك مكروه ؟ ) ردت ايتن قائلة ( لقد اختطف حمزة ابنائى )
استغرب مندور كثيراً فـ ما الذى يجعل حمزة يخطف احفاده من والدتهم ولذلك سألها ( لماذا ؟ هل حدث خلاف بينكما ؟ )
جلست ايتن بجوار والدها وحالة من اليأس والندم تسيطر عليها وكرر مندور سؤاله ( ماذا بكِ !! تكلمى ) 
قالت ايتن ( لقد عرف حمزة كل شئ ) وسألها مندور ( ماذا تقصدين بكل شئ ؟ )

- اخبرته ايتن ان حمزة قام بـ مُراقبة الڤيلا ورآها وهى تضع له الاغراض المُهربة فى حقيبته وواجهها ولم تستطع ان تنكر شيئاً واعترفت انها تعمل مع ماڤيا لتهريب الاثار والماس ، واخبرها انها لم تخرجه من هذا المأزق سوف يقوم بابلاغ الشرطة وبـ تقديم استقالته وحرمانها من ابنائها للابد
سألها مندور ( هل عرف اننى اعمل معهم ايضاً ؟ ) قالت ايتن ( لا لم اخبره ولكن يجب ان تساعدنى وتعيد لى ابنائى )
طالبها مندور ان تهدآ قليلاً لانه سوف يستطيع حلها طالما لم يعرف ان مندور يعمل معهم

- جاء الطبيب الى مندور وايتن واخبرهم ان رزان فاقت من الغيبوبة ولكن حالتها لم تستقر بعد ومازالت الزيارة ممنوعه وجاءت الشرطة وقامت باستجواب عزت مندور والذى لم يوجه اتهاماً الى اى شخص يعرفه او يشك به وقال مندور ( رزان هى صاحبة الحادثة ويمكن ان تقرر اذا كانت بها شبهة جنائية ام لا واذا قالت ان بها شبهة جنائية سوف اخبرك بـ مَن اشك )
قام آسر بـ ملاحقة الشرطة قبل مغادرتهما لـ المشفى واخبرهم انه يشك بـ والده عزت مندور مما ادى الى استغراب ضابط الشرطه وقال له ( انه والدها ) ولكن اخبره آسر ان ثمة مشاكل وخلافات تجمع بين مندور ورزان وكذلك بين ايتن ورزان وان لا احد سواهما قام بارتباك تلك الفعله الدنيئة واخبره الشرطى انه سوف يأخذ كلامه بعين الاعتبار

- اخبر مندور ابنته ايتن انه يتوجب عليه السفر الى روما لـ مُقابلة زعيم الماڤيا الذى يعملوا معهما وسألته ايتن فى استغراب ( هل تعرفه !! ) اجابها مندور بانه يعرفه وقابله كثيراً ، عاتبت ايتن والدها قائلة ( ولكنك قلت سابقاً انه لا يثق بـ احد ولم تعرف مَن هو حتى الان !! اذن كيف تعرفه وقابلته كثيراً ؟ )
اجاب مندور قائلاً ( كان من الامان لكِ الا تعرفينه هو وثق بىّ بعد فترة طويلة من العمل سوياً وكشف عن هويته بعد سنوات )
والحت ايتن ان تعرف مَن يكون هذا الشخص وما اسمه واضطر والدها عن يكشف لها عن هويته واخبرها ان اسمه ( انـدريـا بـيـرنـاردو ) ، قالت ايتن انها سمعت هذا الاسم من قبل وتذكرت ان والدته تعمل معه واخبرت مندور بذلك مما زاد قلقه واستغرابه ولكن ترك ذلك جانباً وقال لها ( سنسافر بعد ان نطمأن على رزان )
ولكن صرخت ايتن فى وجهه وقالت ( لا لن انتظر كل هذا ، وجودك بجوار رزان لن يغير شيئاً يجب ان تعيد لىّ ابنائي ولن انتظر يوماً واحداً ) 
حاول مندور اقناعها ان تنتظر حتى تستقر حالة رزان الصحية ولكنها رفضت وبكت كثيراً واستسلم مندور لرغبتها قائلاً ( حسناً احجزى لنا على اقرب رحلة سوف تغادر الى روما )
 *_____________________________________________**___________________________*
- تركت ايتن والداها فى المشفى بعدما اطمأنت على اختها رزان وبعدما استقرت مع والدها على امر السفر الى روما قررت ان تنهى تلك المشكلة القائمة بينها وبين مُهاب لذلك هاتفه حتى يقابلها واتفقا على الموعد والمكان 

- فى الموعد والمكان المحدد كان مُهاب ينتظر ايتن وجاءت ايتن اليه وجلست امامه بدون ان تتفوه بـ كلمة واحدة ، سألها مُهاب ( هل تأكدتِ ؟ ) اومأت ايتن برأسها وقالت ( امم امم نعم تأكدت وايضاً حمزة تأكد ) سألها مُهاب ( حمزة !! )
قالت ايتن وهى غاضبه ( اخبرنى ما وجه الاستفادة لك بعدما علم حمزة بأمر زواجنا ؟ )
سألها مُهاب باستغراب ( حمزة !! هل عرف حمزة ؟ ) ، صرخت ايتن فى وجهه ( لا تراوغنى انت تعلم جيداً انه عرف )
اقسم لها مُهاب انه لم يخبره بشئ وانه كان ينتظر اتصالها وسألته ايتن ( اذن كيف عرف ؟ ) 
اخبرها مُهاب انه لا يعرف وقال لها ( هل تعتقدين اننى يمكن ان افكر فى ايذائك ؟ ) سألته ايتن ( اذن لما قمت بـ تهديدي ؟ )
اجاب مُهاب قائلاً ( حتى اراكِ ، كنت اشتاق لكِ ولـ ملامحك ولحديثك حتى وان كان حديثاً ليس له معنى ، اكتشفت ان لا شئ سيجبرك تقابلينى سوى التهديد ، مازلت احبك ايتن اتسول اليكِ افهمى هذا ؟ )
قالت ايتن ( وماذا بعد هذا الحب ؟ هل تريد ان اقيم معك علاقة وانا متزوجه من اخر !! ام تريد ان اتطلق منه واتزوجك وانا احب رجلاً اخراً )
- صمت مُهاب قليلاً لان ايتن  محقة فيما قالته ، حقاً ماذا بعد هذا الحب هل يقيم معها علاقة وهى متزوجه اذن وماذا بعد هذه العلاقة انه لا يريد هذا حسناً يمكن ان تترك حمزة ولكن قال مُهاب لنفسه ( ولكنها تحبه حقاً لقد رأيت هذا الحب فى عينيها )
قالت له ايتن ( اسمعنى جيداً ، لن تجمعنا اى علاقات ، سواء غرامية او صداقة او حتى علاقة عمل انا احب حمزة جيداً ولن اخونه عاطفياً او جسدياً ايضاً اذا انفصلت عنه لن اتزوج بعد يكفيني ان اعيش على ذكراه )
صرخ مُهاب فى وجهها ( لما تحبينه هكذا !! انا اول حب فى حياتك انا اول مَن طرق باب قلبك ، انه يخونك ، انه اقام علاقات مع اناث كوكب الارض باكمله )
ردت ايتن بكل هدوء ( هذا لا يخصك ، اما بخصوص الحب انت كنت الحب الاول وليس الحب الحقيقي )
- كان مُهاب سيبدأ فى الكلام ولكن اوقفته ايتن واكملت حديثها قائلة ( الان حمزة يعرف كل شئ معنى هذا ان لا شيئاً اخشاه بعد الان ولكن اقسم لك لو رأيتك حتى ولو صدفة سوف اسجنك او اقتلك ولن يكلفنى الامر شيئاً ، انت تعرف مَن انا ومَن ابى )
حاول مُهاب ان يستعطفها لـ يرق قلبها لذا عندما همت بالمغادرة مسك بيديها وقال لها ( اعتذر لك )
تركت ايتن يديها وقالت بحدة ( اترك يديّ وتذكر اننى اقسمت لك بالسجن او القتل )
- تركت ايتن المكان واستقلت سيارتها وعادت الى المشفى لـ تطمأن على اختها اما مُهاب فـ تأكد بأن ايتن لن تقابله ثانية خاصةٍ بعدما علم حمزة بـ هذا السر الذى كان يخيفها ولذلك قرر مُهاب ان يغادر مصر خوفاً من ايتن ووالدها
 *_____________________________________________**___________________________*
فى اليوم التالى غادر مندور القاهرة مع ابنته ايتن متوجهين الى روما وبمجرد وصولهما الى روما طالب مندور ايتن ان تبقي فى الفندق لحين الاتفاق مع بيرنادور زعيم مافيا تهريب الاثار الايطالى ووافقته ايتن الرأى لان ليس من مصلحتها ان يعرف بيرناردو ان ايتن كشفت هويته

- ذهب مندور الى شركة بيرناردو وسمح بيرناردو له بالدخول الى مكتبه الخاص ، كانت ڤيرونيكا استيفانو تجلس امام بيرناردو لمراجعة بعض الاوراق الخاصة بالعمل وبمجرد دخول مندور سمح لها بالانصراف
ابتسم بيرنادو كعادته وقال له بهدوء ( تفضل بالجلوس ) ، سأله مندور بنبرة حادة ( ماذا كانت تفعل زوجتى معك ؟ )
طالبه بيرنادو ان يبقي هادئاً فـ الامر لا يستحق هذا الانفعال وقال له ( اننى شريك لزوجتك فى عرض الازياء الخاص بـ شركتها والذى اُقيم فى باريس ) 
استغرب مندور كثيراً فـ كيف بيرناردو شريك لـ زوجته فـ ما بيرناردو سوى رجل اعمال فى العلن ومُهرب فى السر وزوجته تعمل فى مجال الازيا اذن كيف يجمعهما عملاً مشترك !! هذا هو السؤال الذى طرحه مندور على نفسه وادى الى استغرابه وسأله الى بيرناردو
قال بيرناردو ( اعمل معك منذ خمس سنوات فى التهريب الاثار والماس كان يجب ان احمى نفسى من غدرك اذا فكرت يوماً ما ان تغدر بىّ ، فكرت بـ ابنتك الكبرى ولكنك نجحت فى ان تنضم الينا وابنتك الصغرى كانت لا تغادر المنزل وليس لها اى نشاطات تجعلنى اتقرب منها اما زوجتك فـ كانت كارتاً رابحاً )
سأله مندور قائلاً ( كيف !! لم افهم !! ما طبيعه العلاقة بينك وبين زوجتى ؟ )
رد بيرناردو قائلاً ( عندما علمت انها تعمل فى مجال الموضة والازياء قومت على الفور بشراء احدى بيوت الازياء العالميه حتى تكون بين يدي عندما تغدى بىّ استخدم هذا السلاح الا وهو زوجتك )
بدت الراحة على ملامح مندور لانه كان يشك بأن علاقة غراميه تجمع بين زوجته او بيرناردو او ابسط ما يمكن ان يجمع بينهما هو التهريب 
سأله بيرناردو مُتهكماً ( جئت من مصر الى ايطاليا من اجل هذا فقط ؟ ) قال له مندور ( لم بل جئت من اجل امراً هاماً جداً ، لقد عرف حمزة كل شئ واخذ اجازة من عمله وقام بـ خطف ابناء ايتن وترك لها هذه الاسطوانه المُرفق بها هذه الورقة )

- شاهد بيرناردو الاسطوانه وكان مندور يترجم له كلامهما لانه لا يعرف اللغة العربية وادت تلك الاسطوانه الى غضبه وعبر عن غضبه من فعلة ايتن بـ قوله ( يا لها من غبية ، كيف تعترف بهذه السهولة ) ثم قرأ مندور  الورقة الى بيرناردو لانها ايضاً كُتبت بـ اللغة العربية وهنا فهم بيرناردو ان حمزة لن يعمل معهم ثانية خاصةٍ بعدما قال حمزة الى ايتن انها ان لم تخرجه من هذا المأزق سوف يقوم بـ تقديم استقالته وسأله بيرناردو عن مكان ايتن واجاب مندور بكل سذاجة واخبره انها فى الفندق
ترك بيرناردو مندور لـ عدة دقائق قام خلالهما بـ استدعاء ڤيرونيكا واعطاه بعض الاوامر
عاد بيرناردو الى مندور وقال له ( لقد امسك حمزة بـ خيطاً هاماً لذا يجب ان نتخلص من هذا الخيط )
فهم مندور كلام بيرناردو وقال ( اتقصد اننا يجب ان نتخلص من حمزة ؟ ) 
قال بيرناردو ( لا بل من ايتن ، هى الوحيدة التى يستطيع ان يضغط عليها ويهددها ولكن اذا تخلصنا منها لن يجد وسيله اخرى خاصةٍ انه لا يعرف مع مَن تعمل ايتن )
انفعل مندور كثيراً وكان قلق بشأن ابنته وعبر عن هذا الانفعال بقوله ( اجننت !! اتريد ان تقتل ابنتى !! لقد توقعت ان تتخلص من حمزة )
طلب منه بيرناردو ان يهدأ ويفهم واخبره انه مازال يريد حمزة وان هناك عمليات تهريب هامه يحتاجون فيها حمزة اكثر من اى وقتاً مضى ولكن اعترض مندور على فكرة التخلص من ابنته ولكن قال له بيرناردو ( ايتن الان تحت سيطرتنا لقد تم خطفها من الفندق ولا تقلق لن يصيبها مكروه )
صرخ مندور فى وجه بيرناردو وادان بشدة فعلته مع ابنته ، ابتسم بيرناردو وقال ( لو كانت ابنة احداً غيرك لقتلتها ولكنى لا استطيع ان اخسرك خاصةٍ وانك ستصبح رئيساً لـ اكبر دوله تمتلك الاثار والتى انا على شغفاً بها )

- هدأ مندور قليلاً ولكنه مازال قلقاً على ابنته فهو لا يثق بـ بيرناردو وعلى ثقة انه يستطيع قتل اى شخصاً يريد ولكن طمأنه بيرناردو وقال ( ستخبر حمزة ان ايتن قُتلت واننا سوف نقوم بـ قتل ابنائه ايضاً ان لم يعود للعمل معنا وسنرسل له ڤيديو مصوراً لـ قتل ايتن الغير حقيقي طبعاً مما سيجعل حمزة يعيد التفكير مرة اخرى فى فكرة الاستقالة او الاجازة )
سأله مندور قائلاً ( وما الضمان ان ابنتى لن يصيبها مكروه ؟ ) اجابه بيرناردو بكل هدوء ( لا يوجد ضمانات وابقي على  علم ان لم يعود حمزة للعمل معنا سوف اقوم بـ قتلها بالفعل )

- خرج مندور من شركة بيرنادور وهى فى قمة ندمه فـ هو مَن فعل بـ ابنته كل هذا ، هو مَن ورطها مع زوجها وقادها لـ خيانته ، هو ايضاً مَن شحنها ضد زوجها وشجعها على ان تعمل مع هؤلاء ، اعترف مندور لنفسه انه لا يصلح ان يكون اباً قائلاً لنفسه ( انا احقر رجلاً واباً على وجه الارض ، لم أوؤذي احداً بقدر ما اذيت بناتى حتى آسر حرمته منى ، كم انا حقير) ، يرى مندور ان حالته يرثي لها فـ ابنائه جميعهم فى خطر الكبرى خُطفت والنجاة بحياتها مُعلق والامل ضعيف والصغرى ترقد فى المستشفى تنتظر الموت فى اى وقت اما ابنه الكبير فـ لا يريد ان يسمعه ولا يراه وسوف يخسره للابد لذلك قال لنفسه ( هذا جزائي بل استحق اكثر من ذلك )
- قرر مندور ان يعود الى مصر على الفور لـ يقنع حمزة بالعودة للعمل معهما مقابل اى شيئاً يريده

- اتصل به مراراً وتكراراً حتى يخبره ان ينتظره فى مطار القاهرة الدولى حيث ان مندور يريد ان يكسب كل دقيقة لانقاذ حياة ابنته ولكنه وجد ان هاتفه مغلقاً لذلك ترك له رسالة على امل انها تصله بمجرد ان يفتح هاتفه وكان مضمون الرسالة كـ الاتى ( حمزة يجب ان تهاتفنى لقد خُطفت ايتن وحياتك وحياة ابنائك فى خطر ) ، وغادر مندور روما على طائرة العودة الى القاهرة ليلاً 
__**__**__**__
عاد مندور الى قصره منتصف الليل ووجد حمزة فى القصر ينتظره وبمجرد ان رآه قال ( حمزة !! حمداً لله انك جئت يجب ان تساعدنى )
سأله حمزة عن تلك الرسالة التى ارسلها له واخبره مندور بأنه كان يعمل مع ماڤيا تهريب الاثار والماس وانه استغل ايضاً لتعمل معه وهو مَن شجعها على خيانته
سآله له حمزة ( ولمَ لا تهرب انت !! انت كنت عضواً فى مجلس الشعب ولديك حصانة ) ، واخبره مندور انه كان يقوم بالتهريب -احياناً- اثناء وجوده فى مجلس الشعب ولكن بعد الثورة وبعد انحلال مجلس الشعب لم يستطع وكانت فكرة التهريب معه هى اسلم فكرة
سأله حمزة ثانية ( ولما لم تخبرنى منذ البداية انا اعمل معكما !! لما قومت بتهديدى والضغط علىّ حتى اعمل معكما ؟ ) 
اخبره مندور انه كان من المحتمل ان يرفض وان يخشى ان يخسر عمله وهذا ما اكدته ايتن وانه اذا رفض المساعدة لن يجدوا بديلاً عنه
- فكر حمزة كثيراً وبدأ يتذكر ما حدث معه على مدار الشهور الماضيه وتذكر الالغاز التى كانت تحاوطه ولم يفهمها حتى الان لذلك قرر ان يسأل مندور عن كل هذا ...
حمزة : مَن كان يحدثنى فى الهاتف ويعطينى تلك الاوامر ؟
مندور : شخصاً من رجالى الُمقربين والذى كان يعمل معىّ وهو ايضاً مَن كان يضع لـ ايتن الماس والاثار فى سيارتها ليلة سفرك
حمزة : مَن خطف جنا ؟
مندور : أنا مَن قومت بـخطفها حتى نضغط عليك لذلك لم يصيبها مكروه
حمزة : وماذا عن جريمة القتل التى حدثت فى مرسي علم ؟
مندور : هذا الحادث كان مُدبراً لك لتقع فى الفخ وتستسلم
حمزة : وهل قُتل هذا الشخص بالفعل ؟
مندور : نعم ، انه كان يعمل معنا وكان يراقبك فى مرسي علم حتى يخبرك بكل شئ فـ قمنا بقتله
حمزة : اخر سؤال ، كيف لىّ ان اضع العُلبة فى الحمام وان يكون الحمام به ثلاث رجال واراقب الحمام ولا يخرج منه احداً وعندما اعود لا اجد به شخصاً واحداً
مندور : اذا تذكرت ان قامت احدى الفتيات بالاتصطدام بك وبُعثرت كل ممتلكاتها وانت قمت بـ مساعدتها ، لقد اصطمدت بك هذه الفتاة عمداً حتى تُلفت نظرك لها فى هذه اللحظات خرج الرجال ومعهم العلبة
حمزة : لا اعرف كيف انت وايتن بهذه الحقارة والقذارة !! كنت اتخيل اننى اقذر انسان خُلق ولكن اكتشف اننى لم افعل شيئاً بالنسبة لكم
مندور : اعرف اننى شخصاً قذراً ولكن صدقنى ايتن ليس لها ذنب انا مَن اقنعتها وشجعتها ارجوك ساعدنى ان انقذ حياتها
حمزة : وما المطلوب منىّ
مندور : تعود للعمل معهما

- تجول حمزة فى ردهة القصر قليلاً كان يفكر فى امراً ما يشغل تفكيره  وقطع مندور تفكيره قائلاً ( هم لم يقتلوها حتى الان ولكن اذا لم تساعدهم سيقتلونها انت اب وتعرف مدى حب الاب لابنته )
اخبره حمزة انه موافقاً على العودة للعمل معهما ولكن بشرطين وسأله مندور عن هاذان الشرطان واجاب حمزة قائلاً ( الاول ان اعمل معكما مقابل المال وليس لمجرد المساعدة ) ووافق مندور على هذا الشرط واخبره ان ليس به اى مشاكل ، اكمل حمزة حديثه قائلاً ( والثانى ان اقابل هذا الزعيم الذى تعمل معه )
اخبره مندور ان هذا صعب جداً لانه لا يثق بـأحداً ولن يكشف هويته له بهذه السهولة ولكن حمزة قال له ( اخبره اننى اعرفه ، اسمه اندريا بيرنادردو )
استغرب مندور كثيراً وسأله كيف عرف هويته واجاب حمزة ( هو مالكاً للفندق الذى اقيم فيه فى روما وعندما قمت بـ مُراقبة الغرفة بـ الكاميرات عُطلت بـ فعل فاعل وعلمت فيما بعد ان غرفتى مُراقبه من قبل ادارة الفندق ، مَن يستطيع مُراقبة غرفتى والدخول اليها والخروج منها بكل سهولة سوى المالك او مَن ينوب عنه وبـ محرك البحث على الانترنت علمت انه مالكاً للفندق )
ونظر حمزة للاعلى حيث كانت دولت ثروت تتابع الحديث كـعادتها من الطابق الثانى واكمل حمزة قائلاً ( حتى حماتى العزيزه تعمل معه وعندما ذهبت الى شركته لكى اقابله اخبرونى انه ليس موجوداً بـ روما على الرغم من ان دولت هانم كانت موجوده هناك )
- اخبره مندور ان دولت تعمل معه فى مجال الازياء وليس التهريب واخبره بـ ان بيرناردو اشترى بيت الازياء فقط ليشاركه وتصبح تحت عينيه اذا اراد ان يضرنى او يهددنى
 - اخبره حمزة انه لن يعود للعمل الا بقبول تلك الشروط واهمهما الشرط الثانى وانه لن يعمل مرة اخرى الا بـ مقابلة تتم بينه وبين اندريا بيرناردو وحذره مندور من الخطر الذى يحاوط ابنائه ورد حمزة قائلاً ( ابنائي فى مكاناً آمناً  جداً لن يستطيع احداً ان يصل اليهما فيه بجانب ان لا احداً يموت قبل موعده )
- وتركه حمزة وغادر القصر وصعد مندور لـ الطابق الثانى لـ يجد دولت تقف وتنتظره سألها مندور ( متى عدتِ ؟ ) اخبرته انها عادت منذ اربع ساعات واكملت حديثتها قائلة ( لا اعرف ماذا اقول لك ، لقد دمرت ابنائك انت لا تصلح ان تكون اباً لا لا بل لا تصلح ان تكون انساناً ، ان لم تعد ايتن سالمة سوف اقتلك انا بيدى حتى اخلص البشرية من شرك )
- قال لها مندور وكأنه استسلم لـ واقع انه لا يصلح ان يكون اباً ( دماراً بـ دمار ، اذهبى الى المشفى التى املكها حيث ترقد رزان هناك بين الحياة والموت )
- فقدت دولت اعصابها وسألته ( ماذا فعلت بها اخبرنى ) ولكن لم يجيبها وصعد للاعلى وتركها وقامت هى على الفور بتبديل ملابسها وذهبت الى المشفى 
 *_____________________________________________**___________________________*
بعد مرور اربعة ايام كان مندور اخبر بيرناردو ان حمزة كشف هويته هو شخصياً وانه لن يعود للعمل الا اذا تمت مقابلة بينهما واخبره بيرنادو انه سوف يفكر بالامر ولكن انجازاً للوقت طلب منه ان يأتي الى روما بصحبة حمزة وهو سوف يقابل حمزة بطريقته الخاصة

- وصلا مندور وحمزة الى صاله الوصول بـ مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما وانهى كلاً منهما الاجرءات وغادرا المطار ووقف خارجة انتظاراً لـ سيارة اجرة ولكن فى لمح البصر جاءت سيارة وخطفت حمزة من جوار مندور ولم يقلق مندور كثيراً فقد علم ان بيرناردو هو مَن فعل هذا

- فى احدى القصور الموجودة فى منطقة نائية فى روما كان حمزة موجوداً هناك ولكنه ملثماً بفعل هؤلاء الرجال الذى ارسلهما بيرناردو لـ اختطاف حمزة
قال له بيرناردو ( طلبت ان تقابلنى ، ماذا تريد ؟ ) طلب منه حمزة ان يزيلوا تلك الغمامة التى على عينيه اولاً ولكن قال له بيرناردو ( من الافضل لك الا تري شيئاً ) ، قال له حمزة ( اصبحت اعرف كل شيئاً لذلك لن ادعك تقرر لىّ ماهو الافضل )
ضحك بيرناردو وقال ( حسناً سأفعل لك ما تريد ) واشار بيرناردو بيديه الى رجاله ليزيلوا تلك الغمامة التى على عيني حمزة وبمجرد ان فتح حمزة عينيه وجد المكان مليئاً بالرجال المُسلحين والكلاب البوليسية وان يقف رجلان احدهما على يمينه والاخر على شماله وكلاً منهما يوجه سلاحة ناحية رأس حمزة

- ابستم بيرناردو عندما رأى عيني حمزة تلمع من الخوف مما رآه وقال له بيرناردو ( لاول مرة فى حياتى اكشف عن هويتي بتلك السهولة ولكن لا داعى للهرب فأنت ذكي جداً وعلمت انك كشفت هويتي منذ ان جئت لىّ فى الشركة )
قال له حمزة ( باختصار اريد ان استلم منك ما سوف اهربه واسلمه لك )
اخبره بيرناردو انه لا يُسلم ولا يستلم ولن يفعل ذلك اطلاقاً قائلاً ( لن اُسلم رقبتى لاحداً فأنا لا اثق سوى بـ كلابى هذه )
رد حمزة قائلاً ( حسناً ، استلم بنفسى واُسلم بنفسى ) ، اخبره بيرناردو ان من الامان له ان يُسلم ويستلم بتلك الطريقة التى يعمل بها منذ شهور ولكن له ما يريد وفى النهايه طلب منه حمزة ان تعود ايتن الى مصر ومن ثمَ سيبدأ بالعمل معهما ولكن اخبره بيرناردو ان ايتن بالفعل قد قُتلت ، واخبره حمزة انه لا يصدق انه قتل ايتن بهذه السهولة وفى تلك اللحظة قام بيرناردو بعرض ڤيديو مصور لحظة قتل ايتن
سأله حمزة ( اذن ما الدافع للعمل معك ؟ ) ، قال له بيرناردو ( حتى لا اقتل هؤلاء ) واشار بيرناردو الى صورة حديثة تجمع زين وجنا وهنا ارتبك حمزة ودب القلق فى قلبه تجاه ابنائه وسأله بيرناردو ( موافق ام لا ؟ )  وهنا اومأ رأسه دلالة على الموافقة
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت حالة رزان لم تستقر حتى الان  وكان آسر ودولت لا يتركون المشفى تحسباً لأى شيئاً جديداً ، كانا اسر ودولت يجلسان فى انتظار اخباراً جديدة من الطبيب والذى جاء على عجلةٍ من امره اليهما مما ادى الى ارتباك دولت وآسر وسألهما الطبيب ( أين آسر مندور ؟ )



نهاية الرحلة السادسة عشر

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

حقيبة سفر ( الخامس عشر )

الفصل الخامس عشر ( خـيـانـة زوجـيـة )


- اصبح القلق والخوف يسيطر على ايتن بعدما علمت من مُهاب انه مَن كان يهددها بمساعدة اختها رزان وان رزان لجأت اليه حتى يعطيها ورقة الزواج العرفى وما زاد قلقها ان مُهاب اخبرها انه سوف يقدم تلك القسيمه الى زوجها حمزة دياب ولكن تظاهرت ايتن بالقوة واخبرته انها لا تصدقه وقال لها مُهاب ( عندما تتأكدي هاتفيني )

- لذلك بـ مجرد علم ايتن بأن اختها رزان موجوده فى مصر حالياً لم تتردد فى ان تذهب اليها ، استقلت ايتن سيارتها وذهبت الى قصر والدها بـ القطامية وعندما دخلت سألت احد العاملين بـ القصر عن والدتها واختها وردت قائلة ( دولت هانم فى روما اما رزان هانم فى غرفتها )
سمحت لها ايتن بالانصراف واستغرب سفر والدتها الى روما وقالت لنفسها ( روما !! من المُفترض ان تكون بـ باريس اذن لماذا سافرت الى روما !! ) ، وقررت ايتن ان تذهب الى غرفة رزان لـ تسألها عن تلك الاسئلة التى تجول فى خاطرها

- طرقت ايتن باب غرفة رزان وسمحت رزان لـ الطارق بـ الدخول ، كانت رزان تجلس فى شرفة غرفتها وتضع قدميها على احد المقاعد المُقابلة لها وعندما دخلت ايتن قالت لها ( انه انا يا رزان ) ، لم تحرك رزان ساكناً ولم تقول كلمة واحدة الى ايتن ولكن دخلت ايتن وسحبت مقعد وجلست امامها وقالت لها ( متى وصلتِ الى القاهرة ) ، نظرت لها رزان وابتسمت بسخرية وقالت ( بدون اسئلة كثيرة ومقدمات طويلة اخبريني لماذا جئتِ الىّ )
ردت ايتن قائلة ( اعترف اننى تسببت فى ايذائك ولكن انتِ اخذتِ بالثأر اذن من المُفترض ان نعود كما كنا )
- قامت رزان من على المقعد ودخلت الى غرفتها وبدأت تمشط شعرها وشعرت ايتن ان رزان تقصد اهانتها ولكنها تغاضت عن كل هذا ودخلت الغرفة ورائها وجلست على اريكه مُقابلة لـ المرآة ، نظرت رزان الى ايتن من خلال المرآة وقالت لها ( اخبريني لما جئتِ بدون مقدمات طويلة كما قولت سابقاً ) ، قالت ايتن ( اريد ان اعرف هل مُهاب الامير ساعدك فى تهديدي ام ان هذا كله من تخطيطك وحدك ؟ ) 
جلست رزان على السرير ونظرت الى ايتن وقالت لها ( وهل هذا سـ يُضيف لكِ شيئاً ؟ ) 
ردت ايتن قائلة ( نعم ، لان مُهاب الامير قام بـ تهديدى مرة اخرى وقال لىّ ان سيقدم ورقة الزواج العرفى الى حمزة )
سألتها رزان قائلة ( وما المقابل ؟ ) ، لم تفهم ايتن ماذا تقصد رزان ووضحت رزان كلامها قائلة ( ماذا يريد حتى لا يقدمها الى حمزة ؟ ) واخبرتها ايتن انه لم يخبرها وطلب منها عندما تتأكد تهاتفه
ً
- اخبرتها رزان انها علمت بأن مُهاب الامير مازال يحبها وانه يخشى ان يقترب لها ولذلك ذهبت اليه رزان وطلبت منه ان يعطيها نسخة من ورقة الزواج العرفى وانه فى البدايه انكر بوجودها معه ولكن بعد اغراء رزان له بأنها سـ تساعده فى ان يصل الى ايتن وان  تهديدها يمكن ان يكون سبباً او دافعاً للانفصال عن حمزة دياب وبذلك تكون هناك فرصة جيدة فى عودة علاقتهما

صُدمت ايتن من هذا الكلام فـ كيف ان اختها تحاول ان تسبب لها الانفصال عن زوجها و تدمر حياتها ولكن رزان قالت لها ( انا لم ادمر حياتك انا فقط لعبت بكِ وبأعصابك ولكنى لم ادمرها والدليل اننى لم اخبر حمزة بزواجك العرفى  )
اعترضت ايتن وقالت ( ولكن مُهاب بالفعل يسعى فى تدميرها ) 
اقترحت رزان عليها ان تقوم بـ تهديده بالسجن وتخبره انها سوف تقوم بـ تلفيق التهم اليه وسوف يساعدها فى ذلك عزت مندور واختتمت رزان اقتراحها بـ قولها ( اظن ان هذا ليس صعباً عليكِ وعلى والدك )
- لم ترد عليها ايتن بل تركتها وعادت الى منزلها لتفكر فى ذلك الاقتراح الذى اقترحته عليها اختها رزان

- بعد مغادرة ايتن قصر والدها جاء اتصال هاتفى الى رزان من اخيها ( آسر مندور ) والذى طالبها بالعودة الى الولايات المُتحدة لانها انهت ما تريده ولكنها رفضت واخبرته انها سوف تبقي فى مصر واخبرها ايتن ان وجودها فى مصر ربما يكون خطر على حياتها ولكنها قالت له ( ووجودى فى مصر ما هو الا آمان لـ سامر وانا لن اتركه )
وقرر آسر ان يذهب هو الى مصر ويبقي بجوارها حتى يحميها ويكون سنداً لها 
 *_____________________________________________**___________________________*
بعد اياماً قليلة غادرت دولت ثروت روما وسافرت الى باريس لـ حضور عرض الازياء المشترك بين شركتها وبين بيت الازياء الذى يملكه اندريا بيرناردو

- كانت دولت ثروت تجلس فى مقدمه العرض وتنتظر حضور ڤيرونيكا استيفانو والتى سوف تنوب عن بيرناردو ولكنها لم تحضر فى الموعد الذى اتفقا عليه
بدأ عرض الازياء وكانت دولت تشتعل غضباً لعدم حضور بيرناردو او مَن ينوب عنه كان المقعد الذى بجانبها فارغاً والذى كان محجوزاً لـ بيرناردو او مٓن ينوب عنه 
تفاجأت دولت ثروت بـ بيرنادور يجلس بجوارها فـ اخر ما كانت تتوقعه هو حضور ڤيرونيكا استيفانو ومال عليها بيرناردو وهمس لها قائلاً ( تبدين فى غاية الروعة الليلة )  ، ضحكت دولت وهمست له هى الاخرى قائلة ( الاغلبية العظمى من النساء يرفضوا ذكر اعمارهم الحقيقية ولكن يتوجب علىّ ان اخبرك اننى اكبرك بـ حوالى خمس سنوات )
رد بيرناردو قائلاً ( لا بل سبع سنوات فـ انا فى اواخر الخمسون من عمرى وانتِ فى اواخر السبع وخمسون )

- لم تجيبه دولت وتابعت عرض الازياء ثم سألته قائلة ( لما جئت الى هنا الم تقل ان لديك اعمال اخرى ) ، قال لها ( جئت لان ڤيرونيكا لن تستطيع الحضور فـ هى الان ترقد فى المشفى ) سآلته لماذا وما اصابها قال بيرناردو ( لقد خانتنى ، عملت انها تعمل لـ صالحها وانها تخوننى واخذت جزائها )
ارتبكت دولت قليلاً ولكنها استطاعت الا تظهر ذلك الارتباك وقالت ( لا يوجد اصعب من الخيانه واى جزاء قليل عليها )

- بعد انتهاء عرض الازياء جلس بيرناردو مع دولت وسألها عن هذا العقد الذى ترتديه اليوم والاخر الذى ارتدته فى مقابلتهما فى روما وسألها ( اريد ان اعرف كيف حصلتِ عليهما اريد ان اشترى مثلهما لـ زوجتى )
قالت له دولت فى كبرياء ( سيدى ، اننى امتلك واحدة من اكبر شركات تصميم الازياء فى مصر واتعامل مع اكبر بيوت الازياء العالمية ما ارتديه يُصنع خصيصاً لىّ )
سألها بيرناردو مرة ثانيه ( ولكن اظن ان هذا العقد الماس يُكلفك كثيراً اليس كذلك ؟ ) ، اجابت دولت ( لا هذا هدية ابنتى الكبرى لىّ ) ، قال بيرناردو هامساً لنفسه ( ابنتك الكبرى ، ايتن مندور )
 *_____________________________________________**___________________________*
فى اليوم التالى كان مندور يجلس مع ابنه آسر فور وصوله من الولايات المتحدة ويحاول ان يقدم له المبررات لما فعله مع رزان حيث ان هذا كان اول لقاء بينهما بعد تلك المواجهة التى جمعته بـ رزان سابقاً ولكن اخبره آسر انه لا يريد سماع تلك المبررات الواهيه وان ما حدث اصبح جزءاً من الماضى لا يريد ان يتحدث فيه وانهى هذا الحوار بـقوله ( اتمنى الا تكرر هذه الافعال فى الحاضر او المستقبل ) ووعده مندور انه توقف عن هذه الافعال اطلاقاً

- جاء اتصال هاتفى الى مندور من رقم غير مسجلاً على هاتفه وكان المتصل شخصاً يعرف مندور واخبره انه طبيباً مديراً لـ المشفى الذى يمتلكه مندور واخبره ان ابنته رزان تعرضت الى حادث سير وانها فى المشفى الان 
فقد مندور اعصابه من شدة القلق على رزان ، واستقل سيارته بـ سائقه الخاص وذهب الى المشفى بـ صحبة ابنه آسر وعندما وصلا المشفى علموا بأن الحادث خطير وان رزان اصابتها جروحاً خطيرة وانها الان فى غرفة العمليات 

- فقد آسر السيطرة على نفسه وعلى احترامه لـ والده وسأله بنبره حادة قائلاً ( انت مَن فعلت بها هكذا ، اليس كذلك ؟ )
انكر مندور هذا الاتهام الخطير قائلاً ( بالطبع لا ، لا استطيع ان افعل هذا بـ ابنتى ) ، اقترب منه آسر وقال ( لا يستطيع ان يفعل هذا غيرك ) ، مُشيراً بـالسبابه الى والده ولكن اقسم مندور كثيراً انه لم يفكر يوماً ان يؤذى رزان او اياً منهما وهدده آسر انه اذا كان وراء هذه الفعله فـسوف يقوم بـ سجنه من خلال تلك المستندات التى تمتلكها رزان

- بعد مرور ساعة خرج الطبيب المُعالج واخبرهم ان الحالة خطيرة جداً وانها تقريباً فى غيبوبة وسوف تُنقل الى العناية المُركزة وتُمنع الزيارة مُطلقاً 
سأل آسر الطبيب ( هل قمتوا بـ ابلاغ الشرطة ؟ ) واكد له الطبيب ان الشرطة بُلغت وقاموا بـ مُعاينه مكان الحادث وانهم سوف يقوموا بـ استجواب والدها شكاً منهما ان هذا حادث مُدبر لـ الانتقام من مندور بما انه مرشح رئاسي وله اعداء

- جاءت الشرطة الى مندور وطالبهما بتأجيل هذا الاستجواب حتى يطمأن على ابنته لانه لن يستطيع ان يُجيب على حرفاً واحداً من شدة قلقه على ابنته
- لم يتحدث آسر مُطلقاً مع والده ظناً منه انه الفاعل حتى انه لا يرد عليه حينما يتحدث اليه وفى خلال ساعتين من دخول رزان المشفى كانت الصحافة تملأ المكان ولكن اعطى مندور اوامره بـ منعهم من دخول المشفى واذا دخل فرداً واحداً من الصحافة او التلفزيون سوف يُرفد الجميع من العمل
 *_____________________________________________**___________________________*
- منذ حوالى شهراً كان حمزة يُراقب منزله بـ الكاميرات بدون علم احداً فى المنزل حتى انه لم يُخبر ايتن شكاً منه ان احداً من العاملين فى المنزل هو مَن يضع له الاغراض المُهربة فى حقيبته وعلى الرغم من ان حمزة منذ ذلك اليوم الذى وجد فيه اغراضاً زائدة وهو مَن يقوم بـ ترتيب حقيبة سفره ورغم ذلك لم يتردد فى الشك ان بعد ترتيبها يقوم احداً بـ دس الاغراض المُهربة فى الحقيبة

- على مدار الشهر لاحظ حمزة شيئاً مريباً من خلال الكاميرات وهو ان ايتن تقوم بوضع شيئاً ما فى حقيبته بـ خفة يد وسرعة غير عادية ولكنه لم يشك بها اطلاقاً ولكن بعد تكرار المحاولات تسلل الشك الى قلبه ناحية زوجته ولكنه كان يعاملها معامله طبيعيه حتى لا تشك وتأخذ حذرها 

- بعدما نام اولادهما ودخلت ايتن غرفتها لكى تذهب الى النوم قرر حمزة ان يؤجل خبر حادثة رزان حتى يواجهها بما رآه فى الكاميرات 
دخلت ايتن لـ تجد حمزة ينظر من احد النوافذ الموجودة فى الغرفة وكان يمسك بيديه ريموت الكنترول الخاص بالتلفاز الموجود فى غرفتهما وسألته ايتن ( لن تنام ؟ ) 
نظر لها حمزة نظرة طويلة ثم ضغط على زر التشغيل فى الريموت كنترول لـ يشتغل التلفاز ويعرض ڤيديو مصوراً به لقطات سريعه من كل مرة كانت ايتن تضع له شيئاً فى الحقيبة
ارتبكت ايتن وتصبب العرق منها وسألته ( ما هذا ؟ ) اجاب حمزة بـ حدة ( اظن اننى يجب ان اسأل هذا السؤال ، ما هذا ؟)
تظاهرت ايتن انها لم تفهم ماذا يقصد من هذا الڤيديو المصور ، حاول حمزة ان يسيطر على حدته وسألها قائلاً ( ماذا تضعين فى حقيبة سفرى على مدار شهر فات ؟ ) ، اجابت ايتن وهى فى قمة ارتباكها ( اغراضاً لك تنسى ان تضعها انت )
ضحك حمزة فى سخرية وقال ( على مدار شهراً كاملاً انسى اغراض وانتِ تتذكرينها وتضعينها فى الحقيبة )

- اختصر حمزة هذا الحديث الذى كان سوف يطول بسبب كذب ايتن وتقديم اسباب غير منطقية واخبرها انه منذ شهوراً عديدة وهو يقوم بـ عمليات تهريب من روما الى القاهرة والعكس وانه لا يعرف لـ مَن والى مٓن يقوم بـ التهريب وان لا مجال من الكذب فـ لا احداً غيرها يضع له الاغراض المُهربة فى حقيبته ، حاولت ايتن ان تتملص من الاعتراف ولكن قام حمزة بـ تكبير الصورة لها واقترب من الشئ الذى تضعه واخبرها ان هذا بالضبط ما يقوم بـ تهريبه قائلاً ( لقد هربت هذا التمثال المُغلف وهذه العُلب المُغلفه جيداً انا هربتها ايضاً ) وامام ما واجهها به حمزة اعترفت ايتن بـ كل شئ وبدأت اعترافها بـ قولها ( نعم ، انا من يضع لك هذه الاغراض والورقة المُرفقة معهما حتى تقوم بـ تهريبهما ، انا ايضاً مَن وضعت لك الاوراق والنيجاتيف والاسطوانه بعد عودتك من تلك الرحلة المشئومة التى قمنا بالضغط عليك بعدها )
سألها حمزة ( معنى هذا انكِ تعرفين ماذا كان يوجد فى النيجاتيف والاوراق والاسطوانه ) ، قالت له ايتن  بصوتاً مرتعشاً والدموع تملأ عينيها ( نعم ، وهذا ما جعلنى اساعدهم حتى انتقم من خيانتك لىّ )
سألها حمزة عن الذين ساعدتهم ومَن يكونوا هؤلاء واخبرته ايتن قائلة ( اننى اعمل مع مافيا لـ تهريب الماس والاثار ولكنى لم اعمل معهما الا بعدما علمت بـ خيانتك الزوجيه لىّ ، كنت سعيدة وانا انتقم منك )
خرج حمزة عن هدوئه وصرخ فى وجهها قائلاً ( نعم ، لقد خنتك ولكنى لم افكر  مطلقاً فى هدم اسرتنا لم اجرحك يوماً ولم اُقصر معكِ لم تتغير مشاعرى يوماً ما ناحيتك ، هل هذا جزائي ) ، صرخت هى الاخرى فى وجهه وقالت ( وماذا عن كبريائي وكرامتى وجرحى العميق عندما علمت بـ خيانتك )
قال لها حمزة ( خيانتى لكِ كانت عقاباً من الله على خيانتك وخداعك لى ) ، قالت له ايتن انها لم تخونه الا بعدما اكتشفت خيانته ولكن قام حمزة باخراج ورقة من جيبه وفتحها وادارها الى ايتن وقال ( وماذا عن هذه الورقة !! اليس هذا عقد زواجاً عرفياً )
فقدت ايتن اعصابها وانهمرت الدموع من عينيها ولم تستطع ان تبرر موقفها ولكن بعد دقائق استعادت النطق وقالت ( هذا ماضى لا يخص احداً غيري ، كنت متزوجه قبلك وليس بعد ........ ) قاطعها حمزة بحدته وقال ( ليس من حقى ان اعرف الماضى الخاص بـكِ ولكن من اقل حقوقى ان اعرف هل المرأه التى سأتزوجها عذراء ام لا !! من حقك ان تحتفظين بـ ماضيكِ ولكن ليس من حقك ان تخدعيني وتخبرينى انك عذراء !! ايتن لن احاسبك كثيراً ولكن اخبريني مع مَن تعملين ؟ )
ردت ايتن بصوتاً مرتعشاً ( لا اعلم مٓن يكون الزعيم ) ، اخبرها حمزة ان تجيب بصراحة شديدة عن مٓن تتعامل مباشرةٍ ومَن يعطيها الاغراض المُهربة 
اجابت ايتن قائلة ( انا لم اقابل احداً منهما سوى فتاة ايطالية اما الاغراض فـ كانت يضعها احداً فى سيارتي ليلة سفرك )

- جلس حمزة يفكر قليلاً فى كلام ايتن واكتشف انه لم يصل لـ شيئاً لان مَن تعمل معه ايتن لا يثق بها ولم يكشف عن هويته لها ولكن جاءت فكرة الى حمزة وقال لـ ايتن ( كما ورطتيني فى هذه الفعله الدنيئة يجب ان تخرجيني منها )
اخبرته ايتن انها لن تستطيع انها تعمل مع تنظيم خطير جداً فـ هم هددوه سابقاً بـ قتل ابنائها لذلك رضخت لـ رغبتهم وساعدتهم ولكن قال حمزة ( هذا لا يخصنى ، يجب ان تخرجيني من هذا المأزق والا سأنتقم منك اشد انتقاماً افهمتى  )

- وتركها حمزة يل وترك المنزل بأكمله اما ايتن فـ جلست تبكى ندماً على كل ما فعلته وظلت تتصل بـ حمزة كثيراً لكنه لم يجيب على الهاتف كانت ايتن تريد ان تعتذر لـ حمزة عن كل ما بدر منها وكانت تريد ان تخبره عن مدى حبها وعشقها له وتخبره ان ما حدث كان ما هو الا ضغط عليها وانها لم تخبره بـ هذا الزواج حتى لا تخسره ولكن حمزة لم يجيب بل واغلق الهاتف

- اتصلت ايتن بـ والدها مندور وقبل ان تخبره بما حدث لها اخبرها هو بما حدث لاختها رزان ولكن لم تهتز ايتن كثيراً فـ مصيبتها اكبر او ربما لانها لا تعرف مدى الخطر الذى يحاوط اختها فى العناية المركزة ولكنها على الفور قامت بـ تبديل ملابسها وذهبت الى المشفى
__**__**__

- عادت ايتن من المشفى فى الصباح التالى لـ تجد ان حمزة واولادها غير موجودين فى المنزل وسألت احدى العاملات عليهما وقالت لها ( لقد اتى حمزة بـك فى الصباح الباكر وقام بايقاظ جنا وزين واخذها و غادر واخبرنى ان اعطيكِ هذا الظرف )
اخذت ايتن الظرف ودخلت الى غرفتها وقامت بـ فتحه لـ تجد به اسطوانه مُدمجه و ورقة كُتب عليها ( سـ تجدين فى هذه الاسطوانه الحديث الذى دار بيننا ليلة امس صوتاً وصورة ، اما انا وابنائنا فـ سوف نختفى تماماً حتى تخرجيني من هذا المأزق واذا لم اخرج منه لن تري جنا وزين مرة اخرى بجانب ذلك اننى سوف اقوم بـ تقديم الاسطوانه الى الشرطة ، للعلم اننى الان فى اجازة من عملى وان لم تخرجيني من هذا المأزق سوف اُقدم استقالتى وايضاً سوف احرمك من ابنائك للابد وسأقوم بسجنك .. اتخذى قرارك )
- انهارت ايتن تماماً فـ هى لم تتوقع ان يفعل بها حمزة هذا واخر شئ يخطر على بالها ان ينتقم منها حمزة هذا الانتقام ويحرمها من ابنائها
وعلى الفور تحركت ايتن من منزلها الى قصر والدها لتخبره ويساعدها فى استعادة ابنائها ولكنها لم تجده فى القصر وعلمت انه لم يعود الى المنزل ومازال فى المشفى وذهبت ايتن اليه فى المشفى
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى المشفى كان مندور مازال القلق يسيطر عليه ولاول مرة يندم هذا الندم على ما فعله بـ رزان ، كان يدعو الله ان ينجيها من هذا الحادث فهو يتمنى ان يعود الوقت لـ يحتضنها ويعتذرلها ويخبرها انه يحبها ولم يفكر فى ايذائها يوماً ما

- رأى مندور ايتن تقترب منه والدموع تنهمر من عينيها وتمشى بخطوات سريعة جداً وقبل ان تصل اليه رن هاتفه النقال واجاب على الهاتف وكان صوت ( عادل النجار ) والذى قال له ( لن اطيل الحديث معك ولكن تخيل معى ماذا تفعل دولت ثروت فى قصر اندريا بيرناردو حتى منتصف الليل ، اهذه خيانة زوجيه ؟ )


نهاية الرحلة الخامسة عشر