Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 7 أغسطس 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل العاشر

الفصل العاشر

من شدة القلق والتوتر الذي اصاب سيف منذ رؤيته قارب قوات خفر السواحل المصرية تقترب من اليخت شعر وان الدماء جفت في عروقه ، كان خوفه الشديد من ان تقول ايسل انها مخطوفة
وجه سيف حديثه الى ضابط القوات البحرية قبل ان يوجه له اي اسئلة

سيف : خير يا حضرة الظابط
الضابط : حضرتك معاك تصريح ؟
سيف : أكيد طبعاً
الضابط : ممكن أشوفه
سيف : طيب ثواني هجيبه لحضرتك

وذهب سيف الى غرفه نومه واحضر تصريح قيادة اليخت داخل المياة الاقليمية واحضر ايضاً ما يُثبت انه المالك لـ هذا اليخت

سيف : ده التصريح وده ورق ملكيتي لليخت
الضابط (بعدما راجع الاوراق) : اه تمام ، معلش احنا لاحظنا اليخت بيفضل فتره طويلة في البحر فقلقنا
سيف : لا عادي مفيش مشكله
الضابط : تبقالك ايه ؟ (مُشيراً الى ايسل)

تبادل سيف وايسل النظرات وزاد توتر سيف وقلقه

ايسل : مراته
الضابط : انتوا يعني عايشين على اليخت
ايسل : ده honeymoon مش اكتر
الضابط : اه ربنا يسعدكوا ، وعموماً خدوا بالكم لان وجودكم فتره طويلة في عرض البحر مش امان
سيف : كلها يومين
الضابط : تمام

واعاد الضابط الاوراق الى سيف وغادر اليخت وصعد سيف وايسل الى اعلي اليخت وجلسا الى طاولة الطعام

ايسل : الاكل زمانه برد
سيف : ليه قولتي للظابط انك مراتى ؟
ايسل : امال كنت عايزني اقوله ايه ؟ 
سيف : كان ممكن تقوليله اني خاطفك 
ايسل : معنديش اي دليل على كلامى ومعنديش اي اثبات شخصيه ، يعني كنت هتبهدل جامد ، انا معاك مش متبهدله
سيف : مش فاهم
ايسل : ده ظابط قوات بحرية ، يعني لو قولتله اني مخطوفة هياخدنا على معاه وهيرمينا في اقرب قسم يقابله لحد ما بقى ما يثبتوا اني مخطوفه وبعدين يدورولى على اهلى ، ساعتها ممكن انت تثبت انك مش خاطفنى ونخرج احنا الاتنين من القسم وساعتها ابقى خسرت كل حاجة
سيف : يعني انتِ لو فاكره اهلك او معاكى اثبات شخصيه كنت هتقولي اني خاطفك
ايسل : هبقى كدابه لو قولتلك لا
سيف : يعنى مش حاسه معايا بامان زي ما بتقولي ؟
ايسل : احساسي بالامان معاك ميمنعش اني نفسي اوصل لاهلى واعرف انا مين
سيف : انت هتخوفيني منك ليه ؟
ايسل : انت واخد احتياطاتك يا سيف ، يعني انت واثق اني عمرى ما هقدر اعمل حاجة زي كده
سيف : وانتِ عارفه منين اني واخد احتياطاتى ؟
ايسل : اكيد قبل الحادثه كان معايا بطاقه وموبايل او اوراق شخصيه ، لحد اللحظه دي مشوفتش حاجة منهم
سيف : مسألتنيش عليهم ليه ؟
ايسل : انت مش عايز تحكيلي حاجة ، يبقي هتديني حاجات زي دي !! اكيد لا
سيف : تمام ، تشربي معايا نسكافية 
ايسل : اوك بس انا هخلص اكل وهنزل المياة شوية
سيف : تمام 

وتركها سيف وذهب الى غرفته وتأكد من وجود حقيبه يد ايسل والتى تحوى هاتفين نقالين واوراقها الشخصيه من بطاقة اثبات شخصيه ، ورخصة القياده وبطاقات عضوية النوادى وبعض المتعلقات الشخصية ، وضعها داخل الخزنه لـ يطمأن اكثر ان ايسل لن تصل اليها
__**__**__
تقابل رجل الاعمال أكرم السعيد والنقيب براء الفولى على حسب موعد متفق عليه بينهما مسبقاً وكان بناء على رغبه أكرم السعيد

براء : عرفت توصله ؟
أكرم : انا مش جايبك عشان كده
براء : امال ؟
أكرم : شحنه الادويه اللى مفروض تطلعهالى من الجمارك بتكلفه اقل هتخلصهالى امتى ؟
براء : لما اتفاقنا يخلص
أكرم : وده مكنش اتفاقنا ، انت اللى حشرت بنت عمك وسيف في اتفاقنا 
براء : فكرنى باتفاقنا كده ؟
أكرم : هتجيبلى جمارك اقل على شحنه الادويه مقابل مبلغ مالى على دفعتين ، اول دفعه وصلتك ولا ناسي

اخرج براء الفولى من جيبه شيكاً بنكياً واعطاه لـ أكرم السعيد

براء : واادي الدفعه الاولى ، واعتبر الاتفاق لاغي
أكرم : ايه شغل الاطفال ده ؟
براء : حضرتك اللى بتستعيلنى ، انا كلامى كان واضح وانت وافقت عليه
أكرم : متدخلش دي في دي ، خد الفلوس يا براء وطلع شحنه الادوية وانا في كل الاحوال هجيبلك سيف ده من تحت الارض ، بس انت كده بتضغط عليا وبتزنقني في الوقت
براء : مش هتجيبه ومش هتسلمهولي انا واثق ، مش ده اللى انت وثقت فيه واعتبرته زي ابنك بعد ما ابوه اتسجن
أكرم : ارحمنا بقى ، متخلطش الاوراق في بعضها ، وبعدين انا مش فاهمك ، هو مين في الظابط
براء : اه صح ، انا الظابط وانا اللى مفروض ادور والاقيه بس صدقنى لو لقيته بنفسى أقسم بالله ما هرحمه
أكرم : طيب اهدي ، اهدي وبلاش عصبيتك اللى بترجع تندم عليها دي
براء : أنت لما روحت لـ سعد غانم في السجن قالك ايه ؟
أكرم : قال ميعرفش عنه حاجة ، ومشافهوش من زمان 
براء : ميعرفش لو حب يختفي هيروح فين ؟
أكرم : بيقول مالهوش الا شقته
براء : يبقي شقته دي لازم حد يدخلها ، جايز يكون فيها حاجه توصلنا ليه
أكرم : ودي مين اللى هيدخلها
براء : هتصرف انا
أكرم : وشحنه الادوية
براء : هتفضل في قرية البضايع لحد ما الواد ده يظهر ، آمين
أكرم : براء الشحنه دي لو اتعدمت لاي سبب من الاسباب ، انا مش هسكت ومش هعديها على خير ، لو خسرت هتخسر
براء : لغه التهديد دي مبتهزنيش ، عايز تستلم شحنة الادوية انجز وهاتلي الواد ده

واتجه براء ناحيه باب الخروج 

أكرم : ليه كل اللى عملته واللى بتعمله ده ؟ كل ده حب ؟ 

صمت براء ولم يلتفت الى أكرم ولكنه ظل واقفاً

أكرم : كان في تلت فراشات واقفين قصاد شمعه ، كل واحدة فيهم قالت انها بتحب الشمعه اكتر من اي واحدة فيهم ، اول واحده قربت من الشمعه ولفت حواليها ورجعت تقولهم انا بحبها اكتر منكم محدش قرب منها قدي ، التانيه راحت ولفت حواليها ولمستها بجناحها فاتلسعت ورجعت قالت انا بحبها اكتر منكم انا لمستها ، الفراشه التالته راحت حضنت الشمعه عشان تثبت انها بتحبها اكتر منهم ، بس مرجعتش
براء (مُلتفتاً الى أكرم) : عايز توصل لايه بقصتك دي ؟ ان حبي ليها هيموتنى
أكرم : مش موت بمعني موت ، بس على الاقل هيأذيك ويأذيها وانت فاهم قصدي
براء : كل اللى بتقوله ده محاوله لاقناعي عشان بس شحنه الادوية
أكرم : احسبها مع نفسك بقي
براء : لاقيلي سيف عشان نخلص كلنا من اللى احنا فيه
أكرم : قول يارب

خرج براء واستقل سيارته ، ظلت تلك القصة التى قصها عليه أكرم السعيد تتردد على مسامعه وصوره ايسل تطارده ، صف سيارته بجانب الطريق وتذكر ايسل وقصة الحب التى جمعتهما
كان براء اول حب يدق باب قلب ايسل ، كانت صادقة في كل مشاعرها تجاهه ، احبته بشدة ، لم تكن ترى غيره في الوجود ، هو كذلك احبها ولكن هذا الحب لم يكن له اولويه في حياته لان حياته مليئه بـ اشياء اخرى كـ عمله على سبيل المثال ، لديه احلام اكبر من كونه يتزوج ايسل ورغم ذلك كانت ايسل مُتمسكه به وبحبهما الى ان جاء ذلك اليوم الذى هدمت فيه ايسل المعبد على نفسه قبل قاطنيه
جاء اليها براء في منزلها لـ زيارتها

براء : وحشتينى
ايسل : شكراً
براء : مالك ؟
ايسل : مالى ازاي ؟
براء : باردة كده ، فى ايه ؟
ايسل : براء انت صحيح بتستغل شغلك ومعارفك في انك تعمل شغل تانى مشبوه
براء باستغراب : مشبوه !!
ايسل : انت مش بتعدي شحنات من الجمارك لرجال الاعمال بـ تكلفة اقل ؟ وبتسهلهم انهم ياخدوا قروض  كل ده مقابل فلوس انت بتاخدها
براء : ايه الهبل اللى بتقوليه ده ؟
ايسل : انا متأكده من الهبل ده ، شحنه قطع غيار السيارات بتاعه شكرى حسان اللى انت طلعتها من الجمارك على انها لعب اطفال فالتكلفه بقت اقل من ربع التكلفه الاصليه ، صح ولا غلط
براء : ده بيكون .......
ايسل مقاطعه : ياريت متكدبش يا براء ، ماهو متبقاش فاسد وكمان كداب ، انا مقدرش استحمل الاتنين
براء : فاسد ايه متأڤوريش ، البلد كلها ماشيه كده ، انا مثلاً مدخلتلوش شحنه مخدرات ولا شحنه اطعمه فاسدة مثلاً ، انا بس بخفضله التكلفة
ايسل : دي اول سلمه يا براء وكل سلمه هتطلعها هتلاقى مبرر ليها
براء : انا عمرى ما هعمل حاجة تأذي بلدى 
ايسل : ولما بتكون بتخسر بلدك كل الفلوس دي يبقي دي مش اذية
براء : رجال الاعمال اكتر ناس بتدفع للبلد فـ عادي يعني مجتش من دي
ايسل : انت ازاي بتقبل الفلوس دي على نفسك
براء : ايسل متكبريش الحكايه ، شيفانى يعني بشتغل في المخدرات ولا في الدعارة
ايسل : هو ده بس الفساد بالنسبالك ؟
براء : يوووه بقى
ايسل : طيب والعربيات المتهربه ، اللى بتدخل مصر وملهاش لا ورق ولا ملف 
براء : انتِ عايزه ايه ؟
ايسل : عيزاك تبعد عن السكة دي ، بدل ما تضيع نفسك وتضيعنا كلنا معاك
براء : انتِ بتديني اوامر ؟
ايسل : انا بطلب منك ، بحاول احميك واحمي نفسى
براء : لما تبقى مراتى ابقى اطلبى
ايسل : وانت مين قالك اني هتجوزك وانت ماشي في السكة دى
براء : والله !! هي بقت كده
ايسل : اه يا براء مش هتجوز واحد زيك ولو مبعدتش عن الطريق ده انا هبلغ عنك عشان تبطل تمشي فيه غصب عنك

لم يستطع براء ان يتمالك نفسه ولم يشعر بنفسه الا بعدما صفع ايسل على وجهها

ايسل : انت بتضربنى !! اقسم بالله يا براء لادفعك تمن القلم ده غالي اوى
براء : انتِ اللى استفذتيني وعماله تستفذي فيا
ايسل : اخرج بره
براء : ايسل لو سمحتى نتفاهم
ايسل : تضربنى وبعدين عايز تقعد تتفاهم ، اطلع بره ومش عايزه اشوفك ولا اسمع صوتك تانى

وتركته ايسل وذهبت الى غرفتها وقررت حقاً ان تجعل براء يدفع ثمن تلك الصفعه غالياً ففى يوم تجمع كبير لـ عائلة آل الفولى اخبرتهم ايسل بـ حقيقة استغلال براء لـ عمله ونفوذه وعلاقاته لـ تنهار تلك الصوره المثاليه التى رُسمت في اذهان افراد العائلة
حاول براء التعدي على ايسل اثناء ذلك التجمع ولكن تلك المره دافع عنها اخيها ايساف لـ يقوم بينهما صراع فُض من قبل الكبار ومنذ تلك اللحظة انتهت علاقة براء وايسل ولكن من وجهة نظر ايسل فـ هى علاقة منتهية للابد اما براء فقد كان ينتظر عودتها اليه رغم ما فعلته به وما سببته له من اذي ومشاكل مع عائلته
__**__**__
كان ايساف في احد فروع شركته ، ذلك الفرع المتواجد في الساحل الشمالى ويديره صديقه حاتم المُقيم اغلب وقته هناك

حاتم : أنت يعني لازم ترجع النهاردة ؟
ايساف : قولتلك عندي ظروف هناك يا حاتم ومينفع اسيب ابويا وامي
حاتم : طيب فهمني في ايه ؟
ايساف : يا حاتم متضغطش عليا بقى انا مش حابب اتكلم
حاتم : خلاص متتعصبش
ايساف : متزعلش مني ، انا فعلاً مخنوق على اخرى
حاتم : يا عم ازعلك منك ايه بس ، مكنتش عشرة عمر دي
ايساف : تسلم
حاتم : كنت عايز اخد رأيك في حاجة
ايساف : حاجة ايه ؟
حاتم : لو ليك واحد صاحبك مش قريبين من بعض اوى بس تعتبروا اصحاب
ايساف : تمام
حاتم : شوفتوا في مكان بس مكنتش مركز اوى اذا كان هو ولا لا
ايساف : اكيد كنت سكران طينه
حاتم : والاضاءه كانت خفيفه ومكنتش مركز بصراحة بس المهم انه هو
ايساف : تمام
حاتم : ايه يخليه اول ما يشوفك يطلع يجرى ويبقي فص ملح وداب
ايساف : يمكن مُحرج تتقابلوا لاي سبب من الاسباب
حاتم : مفيش حاجه بينا تخليه يعمل كده
ايساف : كان معاه واحدة ؟
حاتم : انا شوفت معاه واحدة من ضهرها
ايساف : يمكن مش عايزك تشوفها 
حاتم : مانا لو مصاحب كنت قولت شقط صاحبتي 
ايساف : ياعم عادى ، انا شايفه تصرف مفهوش حاجه
حاتم : جايز انا اللى كبرت الحكايه
ايساف : او جايز يكون عنده سببه المقنع اللى انت متعرفهوش
حاتم : جايز برضه
ايساف : مين ده بقى ؟
حاتم : واحد متعرفهوش ، هو اصلاً كان تقريباً حابب يتعرف عليك بس انت مديتش اهتمام
ايساف : انا مبحبش ادخل حياتي اصدقاء جدد
حاتم : كفاية عليك ساندى
ايساف بنبرة تملؤوها الحسره : ااه ساندى
حاتم : ايوه مش الانتيمه بتاعتك
ايساف : ما علينا
حاتم : في ايه !! هي مبقتش الانتيمه
ايساف : يا ابنى بطل اسئلة بقى لما احب احكي هـ احكي
حاتم : ماشى يا معلم ، هتسافر دلوقتي
ايساف : اه يدوب اتحرك بس خد بالك من الشغل يا حاتم وتابعني اول باول
حاتم : متقلقش انت ابقي طمني عليك بس
ايساف : حاضر
__**__**__
كانت ايسل تسبح وبعدما انهت سباحتها عادت الى اليخت لـ تجد سيف شارد الذهن

ايسل : سيف ؟ يا سيف انت كويس
سيف : خلصتي ؟
ايسل : اه ، مالك ؟
سيف : مفيش 
ايسل (وهي تجلس بجواره) : شكلك بتفكر في حاجة 
سيف : بفكر فيكي
ايسل : بتفكر فيا وانا موجودة معاك ؟
سيف : بفكر لو مبقتيش موجوده ، لو في لحظه قررتي تبعدي او افتكرتي اهلك وروحتيلهم ، بسأل نفسى هو انا ممكن اهون عليكي وتأذينى ؟
ايسل : ليه كل ده ؟ ما الظابط كان هنا وانا معملتش اي حاجة من دي وقولتله اني مراتك
سيف : عشان معندكيش حاجه تقوليهاله
ايسل : سيف ، انا لما بتكلم معاك بتكلم بتلقائيه شديده بقول كل اللى في نفسى ، لو جاتني فرصه تعرفني مين اهلي ومين انا وانا استغليت الفرصه دي مش معناها انك بتهون عليا واني ببعد عنك
سيف : مبقتش فاهمك
ايسل : انا مبقولش الغاز ، انت بس اللى خوفك مخليك شايف الكلام مبهم او معقد
سيف (وهو يعانقها) : متبعديش عنى
ايسل (وهي تضمه) : زي مانا مطمنه معاك اطمن معايا
سيف : اطمئنانك معايا ده شعور قهرى ، شعور مالوش بديل لكن انا شعوري مختلف
ايسل : اعتبر انك كمان مضطر تحس الاحساس ده 
سيف : هحاول
ايسل : انا عايزه اصطاد سمك ، شوفت تحت عدة صيد وحابه اصطاد
سيف : خليها لبكرة ، انا بس دلوقتي هقرب من الشط عشان القط شبكة في مكالمه مهمه لازم اعملها
ايسل : هسوق معاك اليخت
سيف : ماشى (وقد نهض) تشربى عصير
ايسل : اوك
سيف : هجيبلك معايا
ايسل : هسبقك انا عشان اسوقه

وذهبت ايسل الى غرفة قيادة اليخت اما سيف ذهب الى المطبخ واحضر كوبين من العصير بعدما وضع في احدهما قرصين من اقراص المنوم
تناولا العصير وشرعوا في التحرك بـ اليخت وبدأت تشعر ايسل بالدوار واسندها سيف ووضعها على احد الارائك المتواجدة على سطح اليخت واقترب من الشاطئ حتي لقط هاتفه اشارة وهاتف رولا

سيف : اذيك يا رولا
رولا : كل ده يا سيف متتصلش
سيف : معلش والله مش بسهوله يعني افضل رايح جاي في المياة
رولا : طيب يا سيف انت لازم تلاقى حل بقى مش هتفضل عايش في المياة كده
سيف : النهاردة غفر السواحل جم بس ربنا سترها
رولا : انت معاك تصريح صح ؟
سيف : اه وكويس اوى يا رولا انك فكرتي في فكرة اننا نعمل ورق يقول اني صاحب اليخت والا كنت اتسوحت النهارده
رولا : طيب قولي ايه بقى حكاية فقدان الذاكرة دي
سيف : مفيش وانا خارج من القاهره العربيه اتخبطت ، ايسل اتخبطت في دماغها واغمي عليها صحيت مش فاكره حتي هي مين
رولا : وبعدين ؟
سيف : مش وقته الكلام ده ، براء ظهرلك تانى
رولا : بعد اخر مره لا ، لو ظهر تانى هبعتلك رساله
سيف : اهو براء ده حكايته لوحدها حكايه ، اظبط امورى وافوقله
رولا : خد بالك انه مش سهل 
سيف : لا طبعاً مش سهل وداهيه جداً ، عشان كده بخططله
رولا : طيب يا سيف ابقى طمني عليك وخد بالك على نفسك
سيف :  حاضر انتِ كمان

واغلق سيف الهاتف مع رولا وهو يردد قائلاً "ماشي يا براء يا فولى لما اشوف اخرك ايه" ثم هاتف ذلك الشخص الذي هاتفه في اول ايام بعد الحادثة

سيف : اذيك
الطرف الاخر : .........
سيف : متزعقش ومتقولش حيوان
الطرف الاخر : ..........
سيف : طيب بص بقى من الاخر ، انت مالكش حاجة عندي ، وايسل انساها ، مش هرجعها وهتفضل معايا لحد ما حد فينا يموت
الطرف الاخر : ...........
سيف : معنديش مانع تموتني بس ده ان لقتنى
الطرف الاخر : ...........
سيف : فكك ، بلا براء الفولى بلا أكرم السعيد بلا الجن الازرق ولا يهمني
الطرف الاخر : ...........
سيف : انا ماليش اي طلبات ، ومش عايز حاجة اكتر من ايسل واديني خدتها
الطرف الاخر : ........
سيف : خلص الكلام ، سلام

اغلق سيف الهاتف واخرج بطاقة المكالمات من الهاتف وحطمها والقاها في ماء البحر وعاد مرة اخرى باليخت الى وسط المياة ، كل هذا وايسل تشعر بكل ما يحدث وسمعت كل ما دار في المكالمات التى اجراها سيف ، حيث انها تتبعته حين ذهب الى المطبخ ورأته وهو يضع الاقراص المنومه في العصير لـ تتظاهر وانها تشربه ولكنها تلخصت منه في ماء البحر دون ان يشعر سيف
__**__**__
خرج محسن الفولى من غرفة مكتبه حيث كان يراجع احد القضايا الهامه ، لم يجد زوجته في اي ركن من اركان الڤيلا
شعر بالقلق عليها ، هاتفها ووجد صوت رنين الهاتف يأتى من غرفة ايسل ، طرق الباب ودخل لـ يجد چيهان الخواجة تتمدد على تخت ابنتها وتبكى بحرقة تكاد تمزق قلبها
اقترب محسن منها وجلس بجوارها

محسن : وانا اللى بقول عليكي قوية وهتقوينى
چيهان : ايسل راحت مننا يا محسن ، كل يوم بيعدي بفقد فيه الامل اكتر
محسن : الامل في ربنا وبنا دايماً موجود
چيهان : ونعم بالله بس الكلام ده مبقاش بيصبرنى 
محسن : مينفعش اللى بتقوليه ده ، هترجع ان شاء الله
چيهان : يارب ، يارب يا محسن
محسن : انتِ مدخلتيش اوضتها من يوم ماختفت
چيهان : مكنتش قادره ادخلها ومالقيهاش فيها ، اول مره احس اني فعلاً محتاجه ادخل مكان ريحتها وصورها ملياه
محسن : ان شاء الله ترجع وتملى مكانها تانى

فى تلك اللحظات عاد ايساف من الساحل الشمالى

ايساف : لما مالقتكوش في اي حته في البيت توقعت انى الاقيكوا هنا
چيهان : اول مره تقول جاي وتجي يا ايساف
ايساف : جايز ابقى مستهتر ومبشيلش مسئولية حد غير نفسى بس الوضع ميسمحش اني اكون الشخص القديم السئ ده
محسن : والله كويس ان وسط الضلمة اللى احنا فيها دي فى شوية نور
چيهان : مش قولتلك ايساف مسيره يتغير
ايساف : كان نفسي اتغير وافرحكوا بيا بس في ظروف احسن من كده
چيهان : ربنا يرجع ايسل بالسلامه 
محسن : وساعتها هيبقي رجع لنا ايساف وايسل
ايساف : ربنا يرجعها بالسلامه
__**__**__
فى احد المقاهى (كافيه) تقابل كلاً من بلال وصديقه نادر

نادر : انا بقول تفكك بقي من موضوع ايسل وسيف ده ، دول كأنهم اتمحوا من على وش الدنيا
بلال : انا اللى غايظنى ان المفروض كان بينا مشروع ارتباط وتهرب مع الواد الصايع ده
نادر : معلش يعني في السؤال بس انت متأكد من ان كان في مشروع ارتباط بينكم فعلاً
بلال : المفروض يعني
نادر : مفيش مفروض ، لا اه لا لا
بلال : هي ايسل مش واضحة اصلاً ومش محدده كده ، كل كلامها وتصرفاتها عايمه
نادر : شكلها كانت بتثبتك ، انا لو مستغرب مستغرب ليه تهرب ، مفيش حاجه تجبرها تهرب
بلال : ابوها رافض جوازها من سيف عشان ابوه مسجون ، ده ابوها اللى حاكم على ابوه
نادر : في كل الاحوال فكك يعني مظنش انك هتقدر تعرف مكانهم
بلال : ان مستغرب ان اهلها مبلغوش لحد دلوقتي
نادر : دي برضه غريبه الا اذا كانوا شاكين او عارفين انها هربانه فـ يخافوا يبلغوا يتفضحوا

لمح بلال رولا دالفه الى المقهى ، نهض ولحق بها 

بلال : رولا
رولا : دي صدفه دي بقي ولا ايه ؟
بلال : في ايه ؟
رولا : اصل بقالى فتره بتعرض لصدف غريبه كده
بلال : انتِ كويسه
رولا : اه
بلال : مفيش اخبار عن ايسل ؟
رولا : لا ، براء ابن عمها بيدور عليها
بلال : محدش كلمك 
رولا : حد زي مين ؟
بلال : سيف ، ايسل ، براء مثلاً
رولا : لا محدش كلمني
بلال : ماشى ابقى اسألى
رولا : حاضر

وعاد بلال الى صديقه نادر

نادر : مش دي رولا ؟
بلال : اه
نادر : لسه حاسس انها مخبيه حاجة
بلال : حاجات
نادر : شكلها كيوت وغلبانه
بلال : انت اللى كيوت ، دي داهيه وشكلها وراها مصايب
نادر : انا بقول سيب كل حاجة لوقتها والايام هتوضح
بلال : بحاول
__**__**__
بعدما استقر سيف في وسط البحر عاد الى ايسل التى كانت غارقه في نوم عميق على احد الارائك المتواجدة على سطح اليخت

سيف : اصحى يا ايسل
ايسل : ايه ده !! احنا فين ؟
سيف : احنا على اليخت
ايسل : مش كان مفروض نخرج عشان تعمل مكالمه
سيف : مانتِ نمتى واجلتها بقي
ايسل : انا نمت امتي وازاي ، انا مش فاكره حاجة

دقق سيف النظر الى ايسل 

ايسل : في ايه ؟
سيف (بعد ان مرر انامله على شعرها ووجنتيها) : انا بحبك اوى

صمتت ايسل ..

سيف : انا بايع الدنيا كلها وشاريكى ، متبعديش عني
ايسل : مالك يا سيف ؟

عانق سيف ايسل دون ان يتفوه بـ كلمه واحدة ، نظرت ايسل الى اسفل لـ تجد سلاح سيف النارى معلقاً في ظهره ، مدت ايسل يدها وجذبته بخفه وسرعه شديده ....

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الخميس، 4 أغسطس 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل التاسع

الفصل التاسع

بعدما حصل أكرم السعيد على تصريح زياره الى "سعد غانم" في سجن طُرة ذهب الى زيارته 
تفاجئ سعد غانم بتلك الزياره فـ لم يزره احد منذ فتره طويلة

أكرم : اذيك يا سعد
سعد : كويس ، ايه اللى فكرك بيا
أكرم : انا منسيتكش من يوم ما دخلت السجن
سعد : بس مبتزورنيش بنفسك
أكرم : عشان الموضوع اللى جايلك فيه موضوع مهم
سعد : خير
أكرم : ابنك فين ؟
سعد : قصدك سيف
أكرم : اه سيف ، فين ؟
سعد : يعني ايه فين ؟ 
أكرم : ابنك مختفى ومش عارف اوصله ، اخر مره زارك امتى ؟
سعد : من حوالى اسبوعين او اكتر شوية ، في ايه فهمني ؟
أكرم : متعرفش لو حب يختفى ممكن يروح فين ؟
سعد : يعني ايه يختفى ؟ يا أكرم فهمني ، ابنى ماله ؟ انت قلقتنى
أكرم : ابنك خاطف بنت محسن الفولى ، خاطفها او هربانه معاه معرفش ، براء الفولى بيدور عليها وحاجزلى شحنه ادوية في قرية البضائع لحد مالاقيله سيف ابنك
سعد : انا مش فاهم ، ايه علاقة براء بيك وايه علاقة براء بـ بنت محسن الفولى وايه علاقتها بـ ابنى
أكرم : براء ابن اخو محسن الفولى بيدور على بنت عمه ، علاقته بيا بيخلصلى حاجات في الجمارك ، علاقة ابنك بـ ايسل كانوا بيحبوا بعض تقريباً 
سعد : وليه براء عايزك انت توصل لابنى
أكرم : عشان ماسكنى من ايدى اللى بتوجعنى ، الادوية المحجوزه في قرية البضائع
سعد : ابنى محلتهوش غير الشقة اللى قاعد فيها
أكرم : مش موجود فيها وقدم استقالته من شغله
سعد : وهو ليه يعمل في نفسه كده ، عيلة الفولى مش هترحمه
أكرم : ده ان لقيوه ، محدش عارف يوصله
سعد : وانت يا أكرم متعرفش توصله
أكرم : انا لازم اوصله عشان براء يفرج عن شحنه الادوية
سعد : بس انت لو وصلتله وسلمته لـ براء هتضيعه
أكرم : مش هسلمه لـ براء ، انا هسلم البنت لـ براء لكن ابنك مش هأذيه
سعد : لو لقيته هربه بره مصر
أكرم : المهم لو كلمك او زارك تعرفني وتخليه يرجع البنت بدل ما الدنيا تولع
سعد : جيب العواقب سليمه يارب

غادر أكرم السعيد سجن طُره بعدما اكد على سعد غانم ان يخبره اذا تواصل معه سيف وان يجبره على اعادة ايسل الى اهلها ، اما سعد غانم فـ عاد الى سجنه وهو يحمل كم هائل من القلق على ابنه والندم على ما اوصله اليه وذلك لشعوره بالذنب الشديد تجاه عائلته
__**__**__
عاد المستشار محسن الفولى الى منزله بعدما انهي عمله في المحكمه
كانت زوجته تنتظره بـ صبر شديد وهو كان يتوق العودة الى المنزل حتي يستطيع ان يفهم ماذا حدث ما زوجته

چيهان : محسن ، عملت ايه في القضيه ؟
محسن : حكمت بـ براءة الولد
چيهان : الحمد لله يارب
محسن : فهميني ليه انتِ غيرتى موقفك ؟
چيهان : عشان اللى كلمك بيكدب ، ايسل مش معاه
محسن : عرفتي ازاي ؟
چيهان : فى private number كلمنى وقالى نفس اللى قالهولك
محسن : يعنى ايه ؟
چيهان : يعني قالى ان ايسل معاه واني لازم انفذ اللى هو عاوزه عشان يرجعهالى سليمه وسمعنى صوتها
محسن : وهو كان عايز منك ايه ؟
چيهان : فاكر الصفقة اللى رفضت اعملها عشان كانت مع شركه اسرائيلية
محسن : اه
چيهان : اللى كلمنى طلب منى اعقد الصفقه دي وان في خلال يومين اكون بوقع العقد عشان كده تأكدت ان الاتنين اللى كلمونا مش معاهم ايسل
ايساف : ده معناه ان خبر اختفاء ايسل اتعرف واعدائكوا بيستغلوه
محسن : انا خايف حد منهم يكون صادق
ايساف : مظنش
چيهان : بس ازاي سمعونا صوت ايسل ؟
ايساف : فى برامج دلوقتي بتقلد اي اصوات 
محسن : برامج تقلد صوت اختك ؟
ايساف : اللى كلمكوا مش ناس عادية يعني اكيد عندهم تقنيات عاليه وفي ظل التطور التكنولوجي ده الموضوع مش صعب
چيهان : محسن ، الموضوع كده هيكبر ، احنا لازم نبلغ
محسن : لازم الاول نتأكد ان المكالمات اللى جت دي فعلاً ايسل مش معاهم
چيهان : وده هنعرفه ازاي ؟
محسن : براء اكتر واحد ممكن يفيدنا
ايساف : براء تانى يا بابا ، انا مستغرب ازاي حضرتك قادر تثق فيه تانى بعد كل اللى عمله
محسن : عشان مضطر ، عشان ضابط شاطر وعلاقاته كتيره
ايساف : واهو الوقت بيعدي ، ايسل رجعت ؟ طيب جابلك معلومه واحدة مفيدة ؟ 
محسن : عندك حل تانى ؟
ايساف : معنديش ، بس براء مش حل ، براء العقدة يا بابا وانت عارف كده كويس
چيهان : قصدك ايه بالعقدة ؟
ايساف : يعني براء ممكن يكون بيساعدنا بس عشان يكسب point عند حضرتك او عند ايسل لما ترجع بس هو واثق انه مش هيقدر يرجعها
محسن : هيقدر ، انا واثق
چيهان : وليه واثق اوى كده ؟
محسن : عشان اللى ابنك قاله ، عشان يكسب point ، عشان بيحبها وعايزها ترجعله هيعمل المستحيل قبل الممكن عشان يلاقيها
ايساف : انتوا احرار ، انا مسافر الساحل وهاجى على بالليل او بكره الصبح
چيهان : مش اكتر من كده يا ايساف 
ايساف : مش اكتر من كده متقلقيش ، هروح بس اظبط كام حاجة في الشغل مع حاتم وهاجي على طول
محسن : خد بالك على نفسك وطمنا عليك لما توصل
ايساف : حاضر

وتركهما ايساف وغادر المنزل ، اما محسن الفولى فـ هاتف ابن اخيه براء الفولى وطلب منه ان يأتى اليه في منزله لمناقشه امر هام
__**__**__
استطاع أيمن مُنذر ان يخلق صدفة مُقنعه حتي يستطيع ان يري رولا ويتحدث معها
ذهب الى احد المطاعم حيث تواجدت هناك لتناول طعام الغداء ، جلس أيمن على طاوله بالقرب من الطاولة التى جلست اليها وقبل ان يطلب طعامه ذهب اليها

أيمن : اذيك يا رولا 
رولا باستغراب : أيمن
أيمن (وهو يسحب مقعد ويجلس) : صدفة حلوة اوى
رولا : ااه اوى
أيمن : اخبارك ايه ؟
رولا : كويسه وانت
أيمن : كويس
رولا : أنت متعود تجى تتغدي هنا دايماً ؟
أيمن : لا طبعاً ، انا بروح نادى ضباط الشرطة انتِ عارفه
رولا : يعني انت مش متعود تجي هنا ويوم ما تجي هنا تكون صدفة

صمت أيمن لـ ثوان معدوده وذلك لعدم رغبته في الكذب

أيمن : لا يا رولا مش صدفة ، ويوم ما شوفتك في المطار مش صدفة 
رولا : عايز ايه يا أيمن ؟
أيمن : رولا انا خايف عليكي 
رولا : خايف عليا من ايه ؟
أيمن : انا صاحب براء وهو حكيلي كل حاجه
رولا : براء !! الظابط اللى سألتك عليه ؟
أيمن : اه هو 
رولا : وليه نكرت انك تعرفه
أيمن : مكنتش حابب تعرفي اني بكلمك في المطار وبعطلك عشان مصلحه تخصه
رولا : وليه دلوقتي بتقول السر الخطير ده ؟
أيمن : عشان الموضوع كبر يا رولا وبراء مش هيسيبك الا لما يعرف اللى عندك
رولا : هو بقى باعتك ليا عشان يعرف اذا كنت مخبيه حاجه ولا لا
أيمن : أقسم بالله براء مايعرف اني هشوفك او اكلمك ، وانه لما طلب مني حاجه زي كده رفضت ، بس انا عارف براء كويس اوى
رولا : هو ممكن يأذينى فعلاً ؟
أيمن : مش فكره يأذيكى ، بس هو مبيصدقش الا نفسه واحساسه الامنى ، وهو مقتنع انك مخبيه حاجه فـ مش هيسيبك الا لما احساسه يقوله انك مش مخبيه حاجه او تطلعي فعلاً مخبيه حاجه
رولا : بس انا فعلاً معرفش حاجة
أيمن : انا لا بشكك في كلامك ولا بسألك ولا بحقق معاكى ، انا بس بقولك اللى اعرفه عن براء وانتِ فكرى بقى مع نفسك وشوفي هتعملي ايه
رولا : طيب انا ابعده عني ازاى ؟ اقنعه ازاى اني معرفش حاجة
أيمن : صدقيني انا لو اعرف كنت قولتلك ، ده كان شاكك ان انتِ وسيف ده خاطفين بنت عمه عشان تنتقموا من ابوها
رولا : ايه الجنان ده !! وانا هنتقم من ابوها ليه ؟
أيمن : عشان سجن والدك
رولا بخجل : اهاا ، بس ده جنان ، انا عمرى ما اعمل كده
أيمن : انا عارف بس بقولك التفكير وصل بيه لفين
رولا : أيمن ممكن تساعدنى 
أيمن : اساعدك ازاي ؟
رولا : قوله انك اتكلمت معايا واتأكدت اني مش مخبيه حاجه
أيمن : انا بالفعل قولتله انك مبتكدبيش بس هو مصدقش
رولا : أرجوك يا أيمن اقف جنبي ، لو فكر يأذيني او حاجة انا معنديش حد يقف جنبي
أيمن : متقلقيش
رولا : ربنا يستر

تمنى أيمن ان يقف الزمن عند تلك اللحظه التى جمعته بـ رولا ، تمنى لو ان الظروف تتغير ويستطيع ان يتزوجها ولكن لـ يقينه ان هذا امر مستحيل لم يأخذ اي فعل يدل على انه مازال يحب رولا
__**__**__
انهى براء الفولى عمله وقام بـ زياره عمه حسب الموعد المتفق عليه بينهما

براء : خير يا عمو
محسن : انا اللى مفروض اسأل السؤال ده يا براء
براء : قصد حضرتك ايه ؟ مش فاهم
محسن : ان من ساعه ما قولتلك وانت مجبتليش خبر واحد عن ايسل
براء : انا بدور عليها بكل طاقتي ، بس متنساش يا عمو اني بدور لوحدي
محسن : انت شايف ايه ؟ نعمل بلاغ رسمى
براء : انا مش هشوف صح زي حضرتك
محسن : في واحد كلمنى من كام يوم ، وقالى ان ايسل معاه وان عشان يرجعها لازم اقفل قضيه قتل عبد الله الوكيل
براء : نعم !! وحضرتك مقولتليش ليه ؟
محسن : مكنتش حابب حاجه تأثر على قرارى او يعرف انى بلغت فـ يأذيها
براء : بس على حد علمى القضية متقفلتش
محسن : ماهو في حد كلم چيهان وقالها ان ايسل معاه وهيرجعها بس لو عقدت صفقه مع شركة معينه ، الشركة دي اسرائيليه وهي كانت رافضه تعقد الصفقه دي ، فـ اتأكدنا ان اللى ليهم مصلحة عندنا بيستغلوا اختفاء ايسل
براء : الموضوع كده بيكبر وبياخد ابعاد تانيه وناس كتير هتستغله
محسن : ايه الحل ؟
براء : احنا لو بلغنا هيراقبوا التليفونات وده في انتهاك شديد لـ خصوصيه حضرتك وخاصه شغلك
محسن : والحل ؟
براء : الحل ان حضرتك وطنط هتنزل برنامج معين على الموبايل بيسجل المكالمات ولو جت اي مكالمه من النوع ده ساعتها هاخد التسجيل واوديه لـ خبير اصوات
محسن : تمام
براء : كمان انا عايز الارقام اللى كلمتكوا
محسن : للاسف الاتنين private 
براء : مشكلة ، طيب يا عمو مين له مصلحة ان قضية عبد الله الوكيل تتقفل
محسن : اكيد اللى قتله
براء : قصد حضرتك اللى قتلوه
محسن : انا مش بعتمد على الكلام المُرسل ، طالما مفيش ادله مقدرش حتي اقول الكلام ده
براء : عموماً القضيه اتفتحت تانى وهنشوف المرة دي النيابه هتقدر تثبتها عليهم ولا لا
محسن : لا اظن ، دول اللى فوق القانون ، وزي ما بعتوا واحد يعترف على نفسه عشان يشيلها رغم ان كل الادلة بتقول انه عمره ما شاف عبدالله الوكيل اصلاً هيبعته غيره والمره دي هتبقى محبوكة
براء : لما نشوف ، ربنا يستر
محسن : يارب

كان خبر مقتل الدكتور عبد الله الوكيل يهز ارجاء مصر  ، حيث ان عبد الله الوكيل كان من اهم واقوى رجال الاعمال في مصر ، لا يستطع اي من رجال الاعمال اللحاق به ، كان في الاساس خارج المنافسه والسباق
كان مقتله مُفزع للجميع وذلك لمقتله داخل قصره فـ لا احد يستطيع يمر فقط مجرد مرور من امام قصر عبدالله الوكيل او بجوار موكبه 
__**__**__
قررت ايسل اليوم ان تقوم باعداد الطعام بـ نفسها ولانها لا تتذكر شئ تجيد طهيه فـ قرر سيف ان يساعدها بعدما شاهدا طريقة طهى الوصفه سوياً على احد صفحات الانترنت

سيف : استنى بقى احط الصلصلة على المكرونه
ايسل : لا لا انا عايزه اعمل كل حاجة
سيف : طيب بالراحة والنبى لاحسن انتِ بتبهدلى الدنيا وانتِ بتطبخى
ايسل : مش دي تعتبر اول مره اطبخ
سيف : انتِ اصلاً عمرك ما طبختى قبل دلوقتي
ايسل : بجد ؟
سيف : اه بجد
ايسل : طيب يارب الاكل يطلع كويس
سيف : هطلع الاكل فوق لحد ما تخلصى المكرونه
ايسل : اوك

جلس كلاً من سيف وايسل الى طاولة الطعام وشرعا في تناول الطعام الذي قاما باعداده سوياً

سيف : كويس الاكل طلع مظبوط اهو
ايسل : اه طعمه حلو
سيف : تسلم ايدك
ايسل : عارف يا سيف انا مستغربه نفسي اوى
سيف : عارف وفاهم قصدك
ايسل : يا سلام !! فاهم من غير ماتكلم
سيف : مش قصدك انك مستغربة ازاي مديانى امان كده وبقيتي بتتعاملي طبيعي
ايسل : فعلاً ده قصدي
سيف : بصي يا ايسل ، شعورك ده شعور اضطرارى حتي لو انتِ حاسه انه حقيقى
ايسل : يعني ايه ؟
سيف : انتِ عامله زي البيبى اللى لسه مولود ، اكتر حد بيشوفه هو امه ، اكتر حد بيسمع صوته هو امه ، بيتعلق بيها وبيحس بامان معاها وبيحبها وهو مضطر 
ايسل : محدش بيحب امه مضطر
سيف : مضطر عشان مفيش حد غيرها ادامه ، يعني لو اتولد ولقى حد تانى هيحس بنفس الاحساس ، فهمتي قصدى
ايسل : اه فهمتك

فى تلك الاثناء سمع سيف وايسل صوت قارباً يقترب منهما ، شعر سيف بـ قلق شديد 

ايسل : ايه الصوت ده ؟
سيف : ده صوت مركب

ونظرا سيف وايسل من اعلى اليخت لـ يجدا ان القارب يحمل علم مصر وفطن سيف ان هذا القارب يعود الى قوات خفر السواحل
ازداد قلق سيف وخوفه من قوات خفر السواحل وازداد حيرة ايسل فـ كانت لا تعرف هل تخبرهما ان سيف من الممكن ان يكون قد اختطفها ام لا
صعد الضابط المسئول بصحبة جندين الى اليخت ونزل سيف وايسل لهما بعدما اصرت ايسل ان تنزل مع سيف حيث كان رافض ان تتحدث مع الضابط او تراه ...

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

ايسل (بلا ذاكرة) - الفصل الثامن

الفصل الثامن

اُصيب المستشار محسن الفولى بـ ارتفاع في سكر الدم ادى الى غيبوبة وبمجرد ان نُقل الى المشفى وتم اسعافه وافاق من تلك الغيبوبة

چيهان : محسن انت كويس ؟
محسن بصوت مجهد : الحمد لله
ايساف : ايه اللى حصل يا بابا ؟
محسن : حد كلمني وقالى ان ايسل معاه ، سمعني صوتها وكان شكلها خايفه اوى
ايساف : طيب الحد ده مين وعايز ايه ؟
محسن : قال هيكلمنى تانى
چيهان : احنا لازم نبلغ رسمي يا محسن ، براء مش هيقدر يعمل حاجه لوحده
ايساف : انا بقول نأجل الكلام في اى حاجه لحد ما بابا يخرج والشخص ده يكلمه تانى
محسن : انا هخرج امتى ؟
چيهان : الدكتور بيقول انك كويس يا محسن بس هتفضل تحت الملاحظه لحد بكره
محسن : تليفوني فين ؟
چيهان : في البيت
محسن : روح يا ايساف هات الموبايل من البيت
ايساف : حاضر يا بابا ، ماما مش عايزه حاجة تانى
چيهان : لا يا حبيبي

وغادرهم ايساف وذهب الى المنزل لـ يجلب هاتف والده وبقيت چيهان مع زوجها في المشفى

چيهان : محسن
محسن : ايوه
چيهان : انت فعلاً سمعت صوت ايسل
محسن : اه
چيهان : وعامله ايه ؟ صوتها يعني اوحالك بـ ايه ؟
محسن : اوحالى باللى انتِ شيفاه دلوقتي يا چيهان ، رقدت في المستشفي
چيهان : يعني ممكن يكونوا بيعذبوها
محسن : متتعبيش اعصابي اكتر مانا
چيهان : خلاص خلاص استريح
محسن : هي فين الراحة دي

واطبق المستشار محسن الفولى جفنيه على دموعه وظلت صوره ابنته عالقه بـ ذهنه
__**__**__
على سطح اليخت وقف سيف يدخن سجائره وجلست ايسل على احد الارائك 

ايسل : انت هتفضل ساكت كده كتير ؟
سيف : عيزانى اقول ايه ؟
ايسل : تفهمنى اللى حصل ؟
سيف : ايسل انتِ مش خرجتى واتبسطتى ، انسى اي حاجة تانيه بقى
ايسل : يا سيف احنا في مركب واحدة زي ما بيقولوا ، لازم تفهمني كل حاجة
سيف (وهو يطفأ سيجارته ويقترب منها) : حبيبتى انا مش عايزك تشيلي هم اي حاجة ، اتبسطتى وبس
ايسل : اتبسط ازاي وانا شايفه الرعب ده كله في عيونك
سيف : سبب الرعب ده انى مش عايز اخسرك بعد ما بقينا سوا
ايسل : ازاي هتخسرنى ؟
سيف : خايف ترجعى لاهلك ، خايف تفتكريهم وتفضليهم عليا ، خايف هما ياخدوكى مني غصب عني وعنك
ايسل : مش خايف تتسجن لو عرفوا مكانا ؟
سيف : لا مش خايف من السجن ، انا خايف اخسرك
ايسل : ده انتحار ، حياتنا سوا بالشكل ده هتبقى كلها خوف ورعب وتوتر ، انا اه مش فاكره حاجه بس بشوف في عيونك خوفك وقلقك وبيتنقلي
سيف : يبقى نتجوز
ايسل : ازاي يعني ؟
سيف : يعني ايه ازاي !!
ايسل : انا اه بقيت مستريحة معاك ومش خايفه ، بقيت مبسوطه بوجودنا سوا بس دي مش اسباب كافيه تخليني اخد خطوه الجواز ، ممكن مع الوقت تبقى اسباب كافية بس على الاقل مش دلوقتي ده غير اننا حتي لو اتجوزنا هنفضل برضه في قلق وتوتر
سيف : بس ده كان اتفاقنا يا ايسل ؟
ايسل : انا مش فكراك انت شخصياً ، يبقى هفتكر اتفاقنا ازاي ، انا غمضت عيني ومشيت وراك بس جواز مش هقدر دلوقتي
سيف : عارفه يا ايسل واحنا بنخطط للهرب كان ايه الاتفاق ؟
ايسل : كان ايه ؟
سيف : كان اننا نهرب ونضغط على اهلك عشان يوافقوا ، انتِ من كتر حبك ليا وتمسكك بيا قولتيلي لا نتجوز ونحطهم ادام الامر الواقع ، انتِ من كتر خوفك عليا قولتيلي وعشان لو بلغوا متسجنش لاني ساعتها مش هبقى خاطفك
ايسل : انا نفسي افتكر كل ده ، حساه اوى بس مش فكراه ، والجواز مش بس احساس حلو بنحسه
سيف (ممسكاً باكتافها) : وانا مش هضغط عليكي في اى حاجه
ايسل : طيب عيزاك تعرفنى ايه اللى حصل واحنا بره ؟
سيف : في حد يعرفنى ويعرفك شافنا
ايسل : حد مين ؟
سيف : واحد صاحبنا من النادي
ايسل : اسمه ايه ؟
سيف : هو تحقيق يعني ولا ايه وبعدين لو قولتلك اسمه هتفتكريه
ايسل : لا
سيف : يبقى فكك
ايسل : اوك ، انا هدخل اغير وانام ، تصبح على خير
سيف (مقبلاً جبينها) : وانتِ من اهله

ذهبت ايسل الى غرفتها ، اما سيف فـ ظل على سطح اليخت
تذكر سيف حين وقع في غرام ايسل منذ عدة سنوات وفي ذلك الوقت قرر التودد الى عائلاتها واصدقائها ، حاول ان يتقرب من اخيها ايساف ولكن فشلت المحاوله نظراً لـ تنقل ايساف الكثير ، كون سيف صداقة مع صديق ايساف المقرب ويدعى "حاتم" واخبره انه صديق شخصي الى ايسل وانه ينوى الزواج بها ، وهذا هو الشخص الذى رآهم في القرية السياحية
__**__**__
شعر ايساف بـ ضيق شديد لـ فقدانه ساندى ، فقد كانت ساندى صديقة مقربه له قبل ان تصبح حبيبته ، كانت اقرب شخص اليه قبل ان يلوث الحب صداقتهما ، هو يفتقد ساندى الصديقة قبل ساندى الحبيبه لذلك قرر ان يذهب اليها بعد ان يخرج والده من المشفى
بمجرد ان خرج المستشار محسن الفولى من المشفى وعاد الى منزله ذهب ايساف الى منزل ساندى بعدما تأكد انها ليست بـ مكان آخر
صف سيارته بجانب منزلها وهاتفها

ساندى : اهلاً
ايساف : ساندى انا تحت بيتك
ساندى : تحت بيتى !! ليه ؟
ايساف : عايز اشوفك ، ممكن تنزلى
ساندى : اوك ، خمس دقايق ونازلة

كانت ساندى سعيدة جداً بما فعله ايساف ، كانت لا تنزل الدرج بل كانت طائره فوقه من شدة سعادتها ولكنها استطاعت ان تتحكم في ردود افعالها وانفعالاتها امام ايساف وبدت قوية وصلبة

ساندى : خير يا ايساف ؟
ايساف : اخبارك ايه ؟
ساندى : كويسه اوى ، خير
ايساف : ساندى انا محتاجلك اوى
ساندى : وانت هتفضل تظهر بس وانت محتاجنى وتبعد عني وانا محتجالك
ايساف : انا لما بعد عنك بكون بمر .....
ساندى مقاطعه : انت بتبعد عني عشان عارف انك لما ترجع هتلاقيني
ايساف : لا طبعاً مش كده
ساندى : ايساف احنا موضوعنا بوخ زياده عن اللازم ، بقى ماسخ اوى 
ايساف : طيب نرجع اصحاب زي كنا ؟
ساندى : معدش ينفع نرجع اصحاب
ايساف : ليه ؟
ساندى : عشان انت بوظت صداقتنا ، انت قربت مني وارتبطت بيا وانت عارف كويس انك مبتحبنيش
ايساف : لا طبعاً حبيتك
ساندى : لا يا ايساف ، انت عامل زي النار ، لو مالقتش حاجة تاكلها بتاكل نفسها
ايساف : قصدك ايه ؟
ساندى : قصدي انك عمال تخرج من علاقة تدخل في علاقة تانية ، لحد ما كل المتاح ادامك خلص ، بقى عندك فراغ عاطفى مالقتش حد تملى بيه الفراغ ده الا انا ، ناسي بقي صداقتنا واي حاجة تانيه ، اي نعم انا كنت مبسوطه بس لو مكنتش خدت خطوه عمرى ما كنت هبوظ صداقتنا
ايساف : انا بقى الوحش في الموضوع وانتِ الملاك
ساندى : محدش فينا ملاك ، احنا بشر ، وانت مش ضحية يا ايساف ، انت بس حابب اوى الدور ده وانا بعيشهولك وبرضي رغبتك في تقمص الشخصيه دي 
ايساف : كنت متوقع اني لما اجي لحد عندك هتفتكرى اي حاجة كويسه منى 
ساندى : لما بعدنا شويه وتعمقت في اللى بينا اتأكدت ان حتي الحلو ده كان وهم 

اثناء هذا الحوار اقتربت سياره رجل الاعمال أكرم السعيد من البوابه التى يقف امامها كلاً من ساندى وايساف 
أكرم السعيد هو أحد رجال الاعمال الهامين في مصر ، يبلغ من العمر ما يقرب من ستين عاماً ، متزوج من سيدة امريكية انجب منها ثلاث من الابناء ، ساندى اصغرهما

ايساف : انا همشي عشان نظرات باباكى مكنتش مريحة
ساندى : لا عادي بس لو عايز تمشي اوكى
ايساف : انا همشي عشان مش حابب اسمع كلام يجرح ويوجع اكتر من كده
ساندى : الكلام ده كان لازم اقولهولك من زمان ، مش قصدي اجرح او اوجع
ايساف : بس هو وجعنى ؟
ساندى : ويوم ماوقعت في مشكله وانت مفكرتش تطمني او تقولي حتي متقلقيش ده موجعنيش ؟ يوم ما واحدة ولا تسوى قالت عليا شمال وانت مفكرتش ترد او حتي تقولي انتِ مش كده ده موجعنيش ؟ ويوم ما سيبتنى وانا في محتجالك ده موجعنيش ؟ ولما كنت مبترضاش تكلمني ولا تقابلنى وتقضيها مع صحابك ده موجعنيش
ايساف : وانتِ لما ......
ساندى مقاطعه : انا طول عمرى معترفه بـ اخطائى وبحاول بقدر الامكان اكفر عنها ، بس انت بتسيب كل حاجة وتمسك في غلطه واحدة عشان تعرف تتلكك كويس
ايساف : عايزه حاجة ؟
ساندى : بمناسبه عايزه حاجه ، اي حوار مش حابب تتكلم فيه او توجع دماغك فيه بتنسحب ، لحد النهارده مش قادره احدد اذا كان ده جُبن ولا تكبير دماغ
ايساف : شوفيه زي ما تشوفيه ، سلام

واستقل ايساف سيارته وغادر اما ساندى وعلى الرغم من قسوة كلماتها الا انها شعرت وانها لم تقل له نصف ما تشعر به
عادت ساندى الى منزلها وكان والدها في انتظارها ..

أكرم : طالما الكلام مطول كنتوا ادخلوا ، وقفتكوا كده مش حلوة
ساندى : عادي مش فارقة كتير
أكرم : مين ده ؟
ساندى : انت فعلاً متعرفهوش ؟
أكرم : حاسس اني شوفته قبل كده بس مش فاكر فين
ساندى : ده ايساف
أكرم : ايساف مين ؟ ابن مين يعني ؟
ساندى : والده محسن الفولى 
أكرم : القاضى
ساندى : اه 
أكرم : وجده فؤاد الخواجة صح ؟
ساندى : اه صح
أكرم : انتوا في حاجة بينكم
ساندى : اصحاب
أكرم : هي فعلاً اخته مختفيه ؟
ساندى : ااه ، خرجت من البيت ومرجعتش 
أكرم : مخطوفة ولا هربانه
ساندى : ميعرفوش حاجة عنها لحد دلوقتي
أكرم : ربنا يرجعها بالسلامه
ساندى : يارب
أكرم : انتِ كويسه يا ساندى ؟
ساندى : اه يا بابا هدخل انام شوية بس
أكرم : انتِ مش كنتي هتسافرى لمامتك ، هتسافرى امتي ؟
ساندى : ماما سافرت باريس ، لما تبقي ترجع من هناك
أكرم : تمام ، ادخلى نامى

وتركته ساندى وذهبت الى غرفتها وغرقت في نوم عميق ، فـ النوم هو وسيلتها لايقاف عقلها والهرب من ان اي شئ يسبب لها الضيق
___**__**__
عاد المستشار محسن الفولى الى منزله بعدما استقرت حالته الصحية
كان يعيش محسن الفولى حالة شديدة من الترقب والانتظار ، كان لا يفارق هاتفه النقال خوفاً من ان يتصل به الخاطف في اى وقت
وبالفعل لم ينتظر الخاطف كثيراً ، فاليوم هاتف محسن الفولى
بمجرد ان رأي محسن الفولى هاتفه يرن بـ رقم خاص اجاب بسرعه شديده

المتصل : حمدالله على سلامتك
محسن : بنتى فين ؟
المتصل : في الحفظ والصون
محسن : ايه المطلوب ؟ عايز كام ؟
المتصل : مش عايز فلوس
محسن : امال عايز ايه ؟
المتصل : قضية قتل عبد الله الوكيل
محسن : مالها ؟
المتصل : انت اذكى من انك تسأل سؤال زي ده
محسن : وضح كلامك وطلباتك
المتصل : المتهم في القضية ياخد حكم
محسن : انت بتقول ايه ؟
المتصل : قضية قتل عبد الله الوكيل تتقفل ، ويتحكم فيها على المتهم
محسن : كل الادلة بتقول ان المتهم ده برئ
المتصل : انا مش متصل عشان اناقشك في براءته او ادانته ، القضيه تتقفل بنتك ترجعلك سليمه
محسن : ايه اللى يضمنلى ؟
المتصل : مفيش ضمانات ، بس في العموم مش هستفيد حاجة لو اذيتها الا اذا مقفلتش القضية دي
محسن : انت لو طلبت روحى اهون
المتصل : وانا روحك متلزمنيش
محسن : خرج بنتي من ......
المتصل مقاطعاً : سيادة المستشار ، كلامى خلص ، ولو بلغت صدقنى مش هتشوف بنتك تانى ابداً

واغلق المتصل الهاتف وشعر محسن الفولى انه سيفقد النطق والحركة ، فما طلبه الخاطف هو حقاً فوق مقدرته 

چيهان : محسن ، في ايه ؟
محسن : قضية قتل عبدالله الوكيل
چيهان : مالها ؟
محسن : اللى خاطف ايسل عايزني اقفلها
چيهان : يعني ايه ؟
محسن : المتهم في القضيه دي برئ والمفروض كنت هحكم بـ براءته الجلسة الجاية ، هو عايزني اديله حكم عشان القضيه تتقفل
چيهان : وانت هتعمل ايه ؟

صمت محسن وشرد قليلاً ...

چيهان : محسن ، هتعمل ايه رد عليا ؟
محسن : اللى مفروض اعمله
چيهان : اوعي تكون مش هتعمله اللى هو عايزه
محسن : مقدرش اعمله اللى هو عاوزه يا چيهان ، الولد ده لو خد حكم هياخده بالاعدام فاهمه يعني ايه !! يعني روحه هتروح هدر
چيهان (وقد نزلت دموعها) : روحه ولا روح بنتك ؟
محسن : متضغطيش عليا
چيهان : انت كل شوية متضغطيش عليا متضغطيش عليا ، بنتى هتموت بسببك وتقولي متضغطيش عليا
محسن : انتِ ازاي عيزانى احكم على حد برئ بالاعدام
چيهان : عشان احنا مش في المدينه الفاضلة ، عشان احنا اصلاً في بلد اللاقانون ، مفيش حد فينا مثالى
محسن : مش عشان حد ماشي غلط يبقي انا كمان امشي غلط
چيهان : البلد كلها ماشيه غلط ، انت مش هتغير الكون مهما بقيت كويس او مثالى
محسن : چيهان انا محتاج اقعد لوحدي شوية بعد اذنك
چيهان : ماشي ، بس صدقنى بنتي لو حصلها حاجة انا عمرى في حياتى ما هسامحك

وتركته چيهان وظل محسن الفولى يفكر كثيراً ويناجى ربه ويطلب منه ان يلهمه الطريق الصواب وان يحمي له ابنته
__**__**__
كانت هناك رغبه مُلحة او ربما امنيه لدي براء الفولى وهي رغبته في ان يصبح رجل أعمال يمتلك الكثير من الاموال الخاصه به ، ولكن دخوله لـ كلية الشرطه كانت رغبه والده والذي حببه في فكره ان يصبح ذو سلطه فقرر براء الفولى ان يجمع بين السلطة والمال فـ قام بـ مشاركة بعض رجال الاعمال الهامين في بعض الاعمال التى يستطيع مباشرتها بجانب عمله في وزاره الداخليه
من ضمن رجال الاعمال الذى يعمل معه هو أكرم السعيد الذى وافق على مشاركة براء الفولى لان سلطة براء ستقدم له الكثير من التساهيل
اليوم قام براء الفولى بـ زياره أكرم السعيد في منزله ، قابله أكرم في غرفة مكتبه

أكرم : هي حاجتي هتفضل في الجمرك كتير ؟
براء : لما اللى اتفقنا عليه يخلص
أكرم : متعلبش بالنار يا براء
براء : مش انا اللى ولعتها يا اكرم باشا
أكرم : انا عملت اللى اتفقنا عليه الباقى مش مسئوليتي
براء : مش هو ده اللى اتفقنا عليه (بانفعال واضح) مش هو ده اتفاقنا
أكرم : طيب خلصلي موضوع الجمارك
براء : مش هخلص حاجة الا لما اتفاقنا يكمل للاخر ، انا استفدت ايه من كل اللى حصل
أكرم : خلاص اديني يومين كده
براء : يومين مش اكتر
أكرم : ماشي يا براء ، بس انا بحذرك من انك توقف المراكب السايره عشان حاجة زي كده
براء : انت عارف حاجة زي كده بالنسبالى ايه ، سلام

وغادر براء الفولى ڤيلا أكرم السعيد ثم امسك بـ هاتفه وهاتف احدهم قائلاً له "عايز اقابل سعد غانم في طُره في اقرب وقت، عايز تصريح"
__**__**__
كان سيف يشاهد احد الافلام على الكمبيوتر المحمول الخاص به حيث كانت ايسل نائمة ، استيقظت وجلست بجواره

سيف : صح النوم
ايسل : انت مقولتليش بابا رفض جوازنا ليه ؟
سيف (وقد اوقف تشغيل الفيلم) : لا قولتلك
ايسل : تقريباً نسيت
سيف : عشان والدى مسجون
ايسل : والدك مسجون ليه ؟
سيف : قضيه قروض ، انا مش بستعر من تصرف ابويا ، ابويا كان ممكن يهرب بس قرر يدفع اللى عليه من سنين عمره
ايسل : انا شايفه ان معاك فلوس كتير وفي نفس الوقت بتقول ان والدك مسجون ، ازاي ؟
سيف : كنت بشتغل بـ مرتب كويس بجانب ان والدتي معاها فلوس
ايسل : ماتجي نجرب نعيش بره اليخت ده
سيف : هنعيش فين ؟ ده المكان الوحيد اللى محدش هيقولنا بيناتكوا او قسيمه جواز
ايسل : ااه عندك حق
سيف : انا حاسك مش كويسه ؟
ايسل : عندي صداع تاعبني اوى
سيف : سلامتك
ايسل : سيف انا محتاجة اروح لـ دكتور واخد علاج
سيف : انا بدور على دكتور كويس يكون قريب مننا
ايسل : هو مش الدكتور اللى في الوحدة الصحية كتب دوا قال هيساعدني شوية
سيف : حاضر هبقى اجبهولك
ايسل : وكل ده مجبتهوش ليه ؟
سيف : معرفش صيدليه قريبه وبعدين احنا مسبناش اليخت ده من يوم الحادثة الا مرة
ايسل : طيب انا جعانه
سيف : في اكل في ......
ايسل مقاطعه : انا زهقت من اكل المُعلبات ، ممكن نروح ناكل في اي حته
سيف : هنتغدي بس ونرجع
ايسل : طيب ممكن نجيب شوية حاجات من السوبر ماركت غير المعلبات دي
سيف : اكتبيلى كل حاجة عيزاها وانا هجيبهالك
ايسل : عايزه اروح معاك
سيف : روحي بس البسي عشان نتغدي
ايسل : سيف ممكن اقولك حاجة حساها بس مش عارفه صح ولا غلط
سيف : قولي
ايسل : انا حاسه اني بحبك واني ماليش غيرك

ابتسم سيف ابتسامه واسعه صادقه ملأت وجهه بالكامل ، اقترب من ايسل ومرر يده على وجنتها

سيف : انا مبسوط رغم اني متأكد انه احساس مؤقت جالك مش اكتر
ايسل : انا قررت اقولك كل حاجة بحسها
سيف : بس انا فعلاً بحبك وماليش غيرك في الدنيا وده مش احساس مؤقت
ايسل : هقوم البس
سيف : اوكى

وبدلا الاثنين ملابسهما وتناول طعام الغداء في احد المطاعم الفاخره ثم ذهبا الى السوق لـ شراء بعض المستلزمات التى يحتجونها على متن اليخت
__**__**__
فى الصباح كان المستشار محسن الفولى يستعد للذهاب الى المحكمه للحكم في قضيه مقتل عبدالله الوكيل
حتي تلك اللحظه ورغم مرور ايام على اتصال الخاطف لم يعرف محسن الفولى ماذا سوف يفعل في تلك القضيه ، هل سيتبع ما يقوله ضميره ويحكم كما ينبغي في تلك القضيه ام سينفذ رغبه الخاطف
كان يستعد للذهاب الى المحكمه دون ان يأخذ قرار صارم
جاءت عليه زوجته 

چيهان : لسه برضه موصلتش لقرار ؟
محسن : تخيلى لو ابنك مكان المتهم البرئ ده
چيهان : انا مش هتخيل حاجة ، لان بنتى اساساً في موقف لا نحسد عليه
محسن : انا مش عارف اعمل ايه ؟ بجد مش عارف
چيهان : اي حد لو مكانك هيختار انه ينقذ بنته 
محسن : ربنا يستر ، انا ماشى
چيهان : متنساش يا محسن ، روح بنتك بين ايديك

وتركها محسن دون ان يرد وذهب الى قاعه المحكمه
كان يجلس في غرفه القضاه يراجع اوراق تلك القضيه محاولاً بها اي ثغره تُدين المتهم ، وكان يفكر جدياً في تأجيل النطق بالحكم لـ يوم آخر ولكن جاءته رساله نصية على هاتفه النقال مضمونها "القضيه تتقفل النهارده ، يعني حكم نهائي" 
وتعني تلك الرساله ان تأجيل النطق بالحكم يساوى لدي الخاطف حكم البراءة
كاد عقل محسن الفولى ان ينفجر من شدة الحيرة والتفكير
اتصلت به زوجته مراراً وتكراراً وكان لا يجيب على الهاتف لـ تيقنه ان زوجته سـوف تؤثر عليه تأثيراً سلبياً ولكنها ارسلت له رساله نصيه تخبره فيها بـ اهمية الرد عليها
هاتفها محسن الفولى وبمجرد ان ردت على الهاتف قالت له بصوت مرتجف "محسن متغيرش الحكم يا محسن ، متقفلش القضية على كده"

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


ايسل (بلا ذاكرة) - الفصل الثامن

الفصل الثامن

اُصيب المستشار محسن الفولى بـ ارتفاع في سكر الدم ادى الى غيبوبة وبمجرد ان نُقل الى المشفى وتم اسعافه وافاق من تلك الغيبوبة

چيهان : محسن انت كويس ؟
محسن بصوت مجهد : الحمد لله
ايساف : ايه اللى حصل يا بابا ؟
محسن : حد كلمني وقالى ان ايسل معاه ، سمعني صوتها وكان شكلها خايفه اوى
ايساف : طيب الحد ده مين وعايز ايه ؟
محسن : قال هيكلمنى تانى
چيهان : احنا لازم نبلغ رسمي يا محسن ، براء مش هيقدر يعمل حاجه لوحده
ايساف : انا بقول نأجل الكلام في اى حاجه لحد ما بابا يخرج والشخص ده يكلمه تانى
محسن : انا هخرج امتى ؟
چيهان : الدكتور بيقول انك كويس يا محسن بس هتفضل تحت الملاحظه لحد بكره
محسن : تليفوني فين ؟
چيهان : في البيت
محسن : روح يا ايساف هات الموبايل من البيت
ايساف : حاضر يا بابا ، ماما مش عايزه حاجة تانى
چيهان : لا يا حبيبي

وغادرهم ايساف وذهب الى المنزل لـ يجلب هاتف والده وبقيت چيهان مع زوجها في المشفى

چيهان : محسن
محسن : ايوه
چيهان : انت فعلاً سمعت صوت ايسل
محسن : اه
چيهان : وعامله ايه ؟ صوتها يعني اوحالك بـ ايه ؟
محسن : اوحالى باللى انتِ شيفاه دلوقتي يا چيهان ، رقدت في المستشفي
چيهان : يعني ممكن يكونوا بيعذبوها
محسن : متتعبيش اعصابي اكتر مانا
چيهان : خلاص خلاص استريح
محسن : هي فين الراحة دي

واطبق المستشار محسن الفولى جفنيه على دموعه وظلت صوره ابنته عالقه بـ ذهنه
__**__**__
على سطح اليخت وقف سيف يدخن سجائره وجلست ايسل على احد الارائك 

ايسل : انت هتفضل ساكت كده كتير ؟
سيف : عيزانى اقول ايه ؟
ايسل : تفهمنى اللى حصل ؟
سيف : ايسل انتِ مش خرجتى واتبسطتى ، انسى اي حاجة تانيه بقى
ايسل : يا سيف احنا في مركب واحدة زي ما بيقولوا ، لازم تفهمني كل حاجة
سيف (وهو يطفأ سيجارته ويقترب منها) : حبيبتى انا مش عايزك تشيلي هم اي حاجة ، اتبسطتى وبس
ايسل : اتبسط ازاي وانا شايفه الرعب ده كله في عيونك
سيف : سبب الرعب ده انى مش عايز اخسرك بعد ما بقينا سوا
ايسل : ازاي هتخسرنى ؟
سيف : خايف ترجعى لاهلك ، خايف تفتكريهم وتفضليهم عليا ، خايف هما ياخدوكى مني غصب عني وعنك
ايسل : مش خايف تتسجن لو عرفوا مكانا ؟
سيف : لا مش خايف من السجن ، انا خايف اخسرك
ايسل : ده انتحار ، حياتنا سوا بالشكل ده هتبقى كلها خوف ورعب وتوتر ، انا اه مش فاكره حاجه بس بشوف في عيونك خوفك وقلقك وبيتنقلي
سيف : يبقى نتجوز
ايسل : ازاي يعني ؟
سيف : يعني ايه ازاي !!
ايسل : انا اه بقيت مستريحة معاك ومش خايفه ، بقيت مبسوطه بوجودنا سوا بس دي مش اسباب كافيه تخليني اخد خطوه الجواز ، ممكن مع الوقت تبقى اسباب كافية بس على الاقل مش دلوقتي ده غير اننا حتي لو اتجوزنا هنفضل برضه في قلق وتوتر
سيف : بس ده كان اتفاقنا يا ايسل ؟
ايسل : انا مش فكراك انت شخصياً ، يبقى هفتكر اتفاقنا ازاي ، انا غمضت عيني ومشيت وراك بس جواز مش هقدر دلوقتي
سيف : عارفه يا ايسل واحنا بنخطط للهرب كان ايه الاتفاق ؟
ايسل : كان ايه ؟
سيف : كان اننا نهرب ونضغط على اهلك عشان يوافقوا ، انتِ من كتر حبك ليا وتمسكك بيا قولتيلي لا نتجوز ونحطهم ادام الامر الواقع ، انتِ من كتر خوفك عليا قولتيلي وعشان لو بلغوا متسجنش لاني ساعتها مش هبقى خاطفك
ايسل : انا نفسي افتكر كل ده ، حساه اوى بس مش فكراه ، والجواز مش بس احساس حلو بنحسه
سيف (ممسكاً باكتافها) : وانا مش هضغط عليكي في اى حاجه
ايسل : طيب عيزاك تعرفنى ايه اللى حصل واحنا بره ؟
سيف : في حد يعرفنى ويعرفك شافنا
ايسل : حد مين ؟
سيف : واحد صاحبنا من النادي
ايسل : اسمه ايه ؟
سيف : هو تحقيق يعني ولا ايه وبعدين لو قولتلك اسمه هتفتكريه
ايسل : لا
سيف : يبقى فكك
ايسل : اوك ، انا هدخل اغير وانام ، تصبح على خير
سيف (مقبلاً جبينها) : وانتِ من اهله

ذهبت ايسل الى غرفتها ، اما سيف فـ ظل على سطح اليخت
تذكر سيف حين وقع في غرام ايسل منذ عدة سنوات وفي ذلك الوقت قرر التودد الى عائلاتها واصدقائها ، حاول ان يتقرب من اخيها ايساف ولكن فشلت المحاوله نظراً لـ تنقل ايساف الكثير ، كون سيف صداقة مع صديق ايساف المقرب ويدعى "حاتم" واخبره انه صديق شخصي الى ايسل وانه ينوى الزواج بها ، وهذا هو الشخص الذى رآهم في القرية السياحية
__**__**__
شعر ايساف بـ ضيق شديد لـ فقدانه ساندى ، فقد كانت ساندى صديقة مقربه له قبل ان تصبح حبيبته ، كانت اقرب شخص اليه قبل ان يلوث الحب صداقتهما ، هو يفتقد ساندى الصديقة قبل ساندى الحبيبه لذلك قرر ان يذهب اليها بعد ان يخرج والده من المشفى
بمجرد ان خرج المستشار محسن الفولى من المشفى وعاد الى منزله ذهب ايساف الى منزل ساندى بعدما تأكد انها ليست بـ مكان آخر
صف سيارته بجانب منزلها وهاتفها

ساندى : اهلاً
ايساف : ساندى انا تحت بيتك
ساندى : تحت بيتى !! ليه ؟
ايساف : عايز اشوفك ، ممكن تنزلى
ساندى : اوك ، خمس دقايق ونازلة

كانت ساندى سعيدة جداً بما فعله ايساف ، كانت لا تنزل الدرج بل كانت طائره فوقه من شدة سعادتها ولكنها استطاعت ان تتحكم في ردود افعالها وانفعالاتها امام ايساف وبدت قوية وصلبة

ساندى : خير يا ايساف ؟
ايساف : اخبارك ايه ؟
ساندى : كويسه اوى ، خير
ايساف : ساندى انا محتاجلك اوى
ساندى : وانت هتفضل تظهر بس وانت محتاجنى وتبعد عني وانا محتجالك
ايساف : انا لما بعد عنك بكون بمر .....
ساندى مقاطعه : انت بتبعد عني عشان عارف انك لما ترجع هتلاقيني
ايساف : لا طبعاً مش كده
ساندى : ايساف احنا موضوعنا بوخ زياده عن اللازم ، بقى ماسخ اوى 
ايساف : طيب نرجع اصحاب زي كنا ؟
ساندى : معدش ينفع نرجع اصحاب
ايساف : ليه ؟
ساندى : عشان انت بوظت صداقتنا ، انت قربت مني وارتبطت بيا وانت عارف كويس انك مبتحبنيش
ايساف : لا طبعاً حبيتك
ساندى : لا يا ايساف ، انت عامل زي النار ، لو مالقتش حاجة تاكلها بتاكل نفسها
ايساف : قصدك ايه ؟
ساندى : قصدي انك عمال تخرج من علاقة تدخل في علاقة تانية ، لحد ما كل المتاح ادامك خلص ، بقى عندك فراغ عاطفى مالقتش حد تملى بيه الفراغ ده الا انا ، ناسي بقي صداقتنا واي حاجة تانيه ، اي نعم انا كنت مبسوطه بس لو مكنتش خدت خطوه عمرى ما كنت هبوظ صداقتنا
ايساف : انا بقى الوحش في الموضوع وانتِ الملاك
ساندى : محدش فينا ملاك ، احنا بشر ، وانت مش ضحية يا ايساف ، انت بس حابب اوى الدور ده وانا بعيشهولك وبرضي رغبتك في تقمص الشخصيه دي 
ايساف : كنت متوقع اني لما اجي لحد عندك هتفتكرى اي حاجة كويسه منى 
ساندى : لما بعدنا شويه وتعمقت في اللى بينا اتأكدت ان حتي الحلو ده كان وهم 

اثناء هذا الحوار اقتربت سياره رجل الاعمال أكرم السعيد من البوابه التى يقف امامها كلاً من ساندى وايساف 
أكرم السعيد هو أحد رجال الاعمال الهامين في مصر ، يبلغ من العمر ما يقرب من ستين عاماً ، متزوج من سيدة امريكية انجب منها ثلاث من الابناء ، ساندى اصغرهما

ايساف : انا همشي عشان نظرات باباكى مكنتش مريحة
ساندى : لا عادي بس لو عايز تمشي اوكى
ايساف : انا همشي عشان مش حابب اسمع كلام يجرح ويوجع اكتر من كده
ساندى : الكلام ده كان لازم اقولهولك من زمان ، مش قصدي اجرح او اوجع
ايساف : بس هو وجعنى ؟
ساندى : ويوم ماوقعت في مشكله وانت مفكرتش تطمني او تقولي حتي متقلقيش ده موجعنيش ؟ يوم ما واحدة ولا تسوى قالت عليا شمال وانت مفكرتش ترد او حتي تقولي انتِ مش كده ده موجعنيش ؟ ويوم ما سيبتنى وانا في محتجالك ده موجعنيش ؟ ولما كنت مبترضاش تكلمني ولا تقابلنى وتقضيها مع صحابك ده موجعنيش
ايساف : وانتِ لما ......
ساندى مقاطعه : انا طول عمرى معترفه بـ اخطائى وبحاول بقدر الامكان اكفر عنها ، بس انت بتسيب كل حاجة وتمسك في غلطه واحدة عشان تعرف تتلكك كويس
ايساف : عايزه حاجة ؟
ساندى : بمناسبه عايزه حاجه ، اي حوار مش حابب تتكلم فيه او توجع دماغك فيه بتنسحب ، لحد النهارده مش قادره احدد اذا كان ده جُبن ولا تكبير دماغ
ايساف : شوفيه زي ما تشوفيه ، سلام

واستقل ايساف سيارته وغادر اما ساندى وعلى الرغم من قسوة كلماتها الا انها شعرت وانها لم تقل له نصف ما تشعر به
عادت ساندى الى منزلها وكان والدها في انتظارها ..

أكرم : طالما الكلام مطول كنتوا ادخلوا ، وقفتكوا كده مش حلوة
ساندى : عادي مش فارقة كتير
أكرم : مين ده ؟
ساندى : انت فعلاً متعرفهوش ؟
أكرم : حاسس اني شوفته قبل كده بس مش فاكر فين
ساندى : ده ايساف
أكرم : ايساف مين ؟ ابن مين يعني ؟
ساندى : والده محسن الفولى 
أكرم : القاضى
ساندى : اه 
أكرم : وجده فؤاد الخواجة صح ؟
ساندى : اه صح
أكرم : انتوا في حاجة بينكم
ساندى : اصحاب
أكرم : هي فعلاً اخته مختفيه ؟
ساندى : ااه ، خرجت من البيت ومرجعتش 
أكرم : مخطوفة ولا هربانه
ساندى : ميعرفوش حاجة عنها لحد دلوقتي
أكرم : ربنا يرجعها بالسلامه
ساندى : يارب
أكرم : انتِ كويسه يا ساندى ؟
ساندى : اه يا بابا هدخل انام شوية بس
أكرم : انتِ مش كنتي هتسافرى لمامتك ، هتسافرى امتي ؟
ساندى : ماما سافرت باريس ، لما تبقي ترجع من هناك
أكرم : تمام ، ادخلى نامى

وتركته ساندى وذهبت الى غرفتها وغرقت في نوم عميق ، فـ النوم هو وسيلتها لايقاف عقلها والهرب من ان اي شئ يسبب لها الضيق
___**__**__
عاد المستشار محسن الفولى الى منزله بعدما استقرت حالته الصحية
كان يعيش محسن الفولى حالة شديدة من الترقب والانتظار ، كان لا يفارق هاتفه النقال خوفاً من ان يتصل به الخاطف في اى وقت
وبالفعل لم ينتظر الخاطف كثيراً ، فاليوم هاتف محسن الفولى
بمجرد ان رأي محسن الفولى هاتفه يرن بـ رقم خاص اجاب بسرعه شديده

المتصل : حمدالله على سلامتك
محسن : بنتى فين ؟
المتصل : في الحفظ والصون
محسن : ايه المطلوب ؟ عايز كام ؟
المتصل : مش عايز فلوس
محسن : امال عايز ايه ؟
المتصل : قضية قتل عبد الله الوكيل
محسن : مالها ؟
المتصل : انت اذكى من انك تسأل سؤال زي ده
محسن : وضح كلامك وطلباتك
المتصل : المتهم في القضية ياخد حكم
محسن : انت بتقول ايه ؟
المتصل : قضية قتل عبد الله الوكيل تتقفل ، ويتحكم فيها على المتهم
محسن : كل الادلة بتقول ان المتهم ده برئ
المتصل : انا مش متصل عشان اناقشك في براءته او ادانته ، القضيه تتقفل بنتك ترجعلك سليمه
محسن : ايه اللى يضمنلى ؟
المتصل : مفيش ضمانات ، بس في العموم مش هستفيد حاجة لو اذيتها الا اذا مقفلتش القضية دي
محسن : انت لو طلبت روحى اهون
المتصل : وانا روحك متلزمنيش
محسن : خرج بنتي من ......
المتصل مقاطعاً : سيادة المستشار ، كلامى خلص ، ولو بلغت صدقنى مش هتشوف بنتك تانى ابداً

واغلق المتصل الهاتف وشعر محسن الفولى انه سيفقد النطق والحركة ، فما طلبه الخاطف هو حقاً فوق مقدرته 

چيهان : محسن ، في ايه ؟
محسن : قضية قتل عبدالله الوكيل
چيهان : مالها ؟
محسن : اللى خاطف ايسل عايزني اقفلها
چيهان : يعني ايه ؟
محسن : المتهم في القضيه دي برئ والمفروض كنت هحكم بـ براءته الجلسة الجاية ، هو عايزني اديله حكم عشان القضيه تتقفل
چيهان : وانت هتعمل ايه ؟

صمت محسن وشرد قليلاً ...

چيهان : محسن ، هتعمل ايه رد عليا ؟
محسن : اللى مفروض اعمله
چيهان : اوعي تكون مش هتعمله اللى هو عايزه
محسن : مقدرش اعمله اللى هو عاوزه يا چيهان ، الولد ده لو خد حكم هياخده بالاعدام فاهمه يعني ايه !! يعني روحه هتروح هدر
چيهان (وقد نزلت دموعها) : روحه ولا روح بنتك ؟
محسن : متضغطيش عليا
چيهان : انت كل شوية متضغطيش عليا متضغطيش عليا ، بنتى هتموت بسببك وتقولي متضغطيش عليا
محسن : انتِ ازاي عيزانى احكم على حد برئ بالاعدام
چيهان : عشان احنا مش في المدينه الفاضلة ، عشان احنا اصلاً في بلد اللاقانون ، مفيش حد فينا مثالى
محسن : مش عشان حد ماشي غلط يبقي انا كمان امشي غلط
چيهان : البلد كلها ماشيه غلط ، انت مش هتغير الكون مهما بقيت كويس او مثالى
محسن : چيهان انا محتاج اقعد لوحدي شوية بعد اذنك
چيهان : ماشي ، بس صدقنى بنتي لو حصلها حاجة انا عمرى في حياتى ما هسامحك

وتركته چيهان وظل محسن الفولى يفكر كثيراً ويناجى ربه ويطلب منه ان يلهمه الطريق الصواب وان يحمي له ابنته
__**__**__
كانت هناك رغبه مُلحة او ربما امنيه لدي براء الفولى وهي رغبته في ان يصبح رجل أعمال يمتلك الكثير من الاموال الخاصه به ، ولكن دخوله لـ كلية الشرطه كانت رغبه والده والذي حببه في فكره ان يصبح ذو سلطه فقرر براء الفولى ان يجمع بين السلطة والمال فـ قام بـ مشاركة بعض رجال الاعمال الهامين في بعض الاعمال التى يستطيع مباشرتها بجانب عمله في وزاره الداخليه
من ضمن رجال الاعمال الذى يعمل معه هو أكرم السعيد الذى وافق على مشاركة براء الفولى لان سلطة براء ستقدم له الكثير من التساهيل
اليوم قام براء الفولى بـ زياره أكرم السعيد في منزله ، قابله أكرم في غرفة مكتبه

أكرم : هي حاجتي هتفضل في الجمرك كتير ؟
براء : لما اللى اتفقنا عليه يخلص
أكرم : متعلبش بالنار يا براء
براء : مش انا اللى ولعتها يا اكرم باشا
أكرم : انا عملت اللى اتفقنا عليه الباقى مش مسئوليتي
براء : مش هو ده اللى اتفقنا عليه (بانفعال واضح) مش هو ده اتفاقنا
أكرم : طيب خلصلي موضوع الجمارك
براء : مش هخلص حاجة الا لما اتفاقنا يكمل للاخر ، انا استفدت ايه من كل اللى حصل
أكرم : خلاص اديني يومين كده
براء : يومين مش اكتر
أكرم : ماشي يا براء ، بس انا بحذرك من انك توقف المراكب السايره عشان حاجة زي كده
براء : انت عارف حاجة زي كده بالنسبالى ايه ، سلام

وغادر براء الفولى ڤيلا أكرم السعيد ثم امسك بـ هاتفه وهاتف احدهم قائلاً له "عايز اقابل سعد غانم في طُره في اقرب وقت، عايز تصريح"
__**__**__
كان سيف يشاهد احد الافلام على الكمبيوتر المحمول الخاص به حيث كانت ايسل نائمة ، استيقظت وجلست بجواره

سيف : صح النوم
ايسل : انت مقولتليش بابا رفض جوازنا ليه ؟
سيف (وقد اوقف تشغيل الفيلم) : لا قولتلك
ايسل : تقريباً نسيت
سيف : عشان والدى مسجون
ايسل : والدك مسجون ليه ؟
سيف : قضيه قروض ، انا مش بستعر من تصرف ابويا ، ابويا كان ممكن يهرب بس قرر يدفع اللى عليه من سنين عمره
ايسل : انا شايفه ان معاك فلوس كتير وفي نفس الوقت بتقول ان والدك مسجون ، ازاي ؟
سيف : كنت بشتغل بـ مرتب كويس بجانب ان والدتي معاها فلوس
ايسل : ماتجي نجرب نعيش بره اليخت ده
سيف : هنعيش فين ؟ ده المكان الوحيد اللى محدش هيقولنا بيناتكوا او قسيمه جواز
ايسل : ااه عندك حق
سيف : انا حاسك مش كويسه ؟
ايسل : عندي صداع تاعبني اوى
سيف : سلامتك
ايسل : سيف انا محتاجة اروح لـ دكتور واخد علاج
سيف : انا بدور على دكتور كويس يكون قريب مننا
ايسل : هو مش الدكتور اللى في الوحدة الصحية كتب دوا قال هيساعدني شوية
سيف : حاضر هبقى اجبهولك
ايسل : وكل ده مجبتهوش ليه ؟
سيف : معرفش صيدليه قريبه وبعدين احنا مسبناش اليخت ده من يوم الحادثة الا مرة
ايسل : طيب انا جعانه
سيف : في اكل في ......
ايسل مقاطعه : انا زهقت من اكل المُعلبات ، ممكن نروح ناكل في اي حته
سيف : هنتغدي بس ونرجع
ايسل : طيب ممكن نجيب شوية حاجات من السوبر ماركت غير المعلبات دي
سيف : اكتبيلى كل حاجة عيزاها وانا هجيبهالك
ايسل : عايزه اروح معاك
سيف : روحي بس البسي عشان نتغدي
ايسل : سيف ممكن اقولك حاجة حساها بس مش عارفه صح ولا غلط
سيف : قولي
ايسل : انا حاسه اني بحبك واني ماليش غيرك

ابتسم سيف ابتسامه واسعه صادقه ملأت وجهه بالكامل ، اقترب من ايسل ومرر يده على وجنتها

سيف : انا مبسوط رغم اني متأكد انه احساس مؤقت جالك مش اكتر
ايسل : انا قررت اقولك كل حاجة بحسها
سيف : بس انا فعلاً بحبك وماليش غيرك في الدنيا وده مش احساس مؤقت
ايسل : هقوم البس
سيف : اوكى

وبدلا الاثنين ملابسهما وتناول طعام الغداء في احد المطاعم الفاخره ثم ذهبا الى السوق لـ شراء بعض المستلزمات التى يحتجونها على متن اليخت
__**__**__
فى الصباح كان المستشار محسن الفولى يستعد للذهاب الى المحكمه للحكم في قضيه مقتل عبدالله الوكيل
حتي تلك اللحظه ورغم مرور ايام على اتصال الخاطف لم يعرف محسن الفولى ماذا سوف يفعل في تلك القضيه ، هل سيتبع ما يقوله ضميره ويحكم كما ينبغي في تلك القضيه ام سينفذ رغبه الخاطف
كان يستعد للذهاب الى المحكمه دون ان يأخذ قرار صارم
جاءت عليه زوجته 

چيهان : لسه برضه موصلتش لقرار ؟
محسن : تخيلى لو ابنك مكان المتهم البرئ ده
چيهان : انا مش هتخيل حاجة ، لان بنتى اساساً في موقف لا نحسد عليه
محسن : انا مش عارف اعمل ايه ؟ بجد مش عارف
چيهان : اي حد لو مكانك هيختار انه ينقذ بنته 
محسن : ربنا يستر ، انا ماشى
چيهان : متنساش يا محسن ، روح بنتك بين ايديك

وتركها محسن دون ان يرد وذهب الى قاعه المحكمه
كان يجلس في غرفه القضاه يراجع اوراق تلك القضيه محاولاً بها اي ثغره تُدين المتهم ، وكان يفكر جدياً في تأجيل النطق بالحكم لـ يوم آخر ولكن جاءته رساله نصية على هاتفه النقال مضمونها "القضيه تتقفل النهارده ، يعني حكم نهائي" 
وتعني تلك الرساله ان تأجيل النطق بالحكم يساوى لدي الخاطف حكم البراءة
كاد عقل محسن الفولى ان ينفجر من شدة الحيرة والتفكير
اتصلت به زوجته مراراً وتكراراً وكان لا يجيب على الهاتف لـ تيقنه ان زوجته سـوف تؤثر عليه تأثيراً سلبياً ولكنها ارسلت له رساله نصيه تخبره فيها بـ اهمية الرد عليها
هاتفها محسن الفولى وبمجرد ان ردت على الهاتف قالت له بصوت مرتجف "محسن متغيرش الحكم يا محسن ، متقفلش القضية على كده"

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى