Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 20 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الثالث والثلاثون)

الفصل الثالث والثلاثون

حالة من الارتباك والزعر سببها سراج عمارة الى سليم وتيم الالفى حين صوب سلاحه ناحية رأس فلوريت التى شعرت ان نهايتها اقتربت لا محالة
ابتسم سراج عمارة ساخراً ووجه بصره الى سليم الالفى

سراج : خايف عليها اوى كده !! متقلقش انا مش هقتلها  انت اللى هتعمل كده
سليم : اعمل ايه ؟
 
حرر سراج فلوريت من بين يديه واقتربت فلوريت من تيم لتتحامى به

سراج : انت اللى هتقتلها لما تعرف اللى جاي اقوله
تيم : اخلص وقول عايز ايه ؟
سليم : ياريت تنجز
سراج : فلوريت هانم ، حرم تيم باشا الالفى ، الزوجة المخلصة الوفيه الوقوره ، هي ورا كل اللى بيحصلكوا
تيم : اممم ، حلوة اللعبه دي
سليم : هو ده حقك اللى جاى ترجعه تثبت ان فلوريت خاينه بعد ماهي اثبتت عليك ده بالادلة
سراج : الهانم بمساعده طارق اللى هي عينته واللى هو بيحبها لعبوا في الملفات القديمة سواء في الارشيف او على السيستم وعملت ان حضرتك عندك تهرب ضريبى وخدوا الملفات بحجه انها عايزه تشوف ازاي المجموعه كانت محافظة على النجاح ده هى اللى ....
تيم مقاطعاً : انت اكيد اتجننت والانتقام عماك
سراج : سيبنى اكمل ، فلوريت هانم ادت ملف مناقصة توريدات الاجهزة الطبيه لـ طلعت المنشاوى وكاميرات مراقبه شركته وكمان جود الى بتشتغل هناك يشهدوا عليها ، هى اللى نزلت المصانع بعد انصراف العمال ولعبت في المواد الغذائيه وبدلت المنتجات السليمه بمنتجات منتهيه الصلاحية بعد ما كانت شاريه شحنه منتهيه الصلاحية دخلتها المصانع ، هي اللى سربت عروض شركة الاتصالات وهي اللى عملت موضوع القنبله والارهاب
سليم : ايه ادلتك على كلامك ده ؟
تيم : ادلة ايه يا بابا ، ده واحد جاى يرمي بلاه علينا
سراج : ارمى بلايا !! لا يا تيم انا مبرميش بلايا على حد ولما خنتكوا اعترفت ان ده كان حب في سليم باشا مش اكتر ، لكن واجهها اسألها ، ليه راحت شركة طلعت المنشاوى ، ليه راحت لـ مدير شركة الاتصالات المنافسه ليكوا ، ليه نزلت المصانع بعد انتهاء اليوم وانصراف الموظفين والعمال واكيد الكاميرات مصوراها
سليم : وهي لو بتخونا هتعمل كل حاجه بنفسها كده ؟
سراج : اهو دي الحاجه الوحيده اللى مش قادر افهمها
تيم : تخون مين وتفهم ايه ؟ (موجهاً بصره لـ فلوريت) انتِ ساكته ليه قولي حاجه
سراج : هتقول ايه ، هتقول انهـ..........
فلوريت مقاطعه اياه : هوش ، اسكت شوية
سليم (وهو غير مبالى بما قاله سراج ومتجهاً ناحية سلم الصعود) : المقابلة انتهت يا سراج
سراج بانفعال شديد : يا باشا شوف كاميرات الشركة ، استجوب طارق هتعرف اني صح
فلوريت بصوتٍ عال يملأه الثقة : انا اللى عملت فيك يا سليم يا الفى
تيم صارخاً : انتِ بتقولي ايه ؟

استدار سليم الالفى وهو غير مصدق ما سمعته اذنيه ، عاد الي فلوريت في خطوات بطيئه ووقف امامها ، اما تيم فـ لم يكن يشعر بالعالم من حوله من شدة صدمته

سليم بنبرة صوت هادئة : انتِ قولتى ايه ؟
فلوريت : سراج مش كداب ، وانا عملت كل حاجه بنفسى وكنت عارفه ان في كاميرات بتصورني لاني كنت عيزاك تعرف اصلاً

امسك سليم بمرفقى فلوريت بقوة وعنف

سليم : انتِ بتقولي ايه ؟ اكيد انتِ اتجننتي
فلوريت : اوعى تكون فاكر ان حق ابويا مش هيرجع ، اوعي تكون فاكر ان موته بسببك هيعدي كده بالساهل
تيم : فلوريت مش وقت تهريج ، الكلام ده يطير فيه رقاب
فلوريت : انا مبهرجش ، ابوك السبب في افلاس ابويا وموته بحسرته ، ابوك دخل ابويا في مشاريع وصفقات فاشله والسبب انه دفع نص ثروته كـ شروط جزائية والنص التانى حب يقف بيه في السوق التانى فـ ابوك مسبهوش راح مكمل عليه بخططه وافكاره الشيطانيه لدرجة ان ابويا افلس وبقي مديون ومات بحسرته وهو عمره ما كان مريض بـ أي مرض
سليم : انتِ تعملى فيا انا كده !! ده انا وثقت فيكى اكتر من ابنى ، ده انتِ كنتِ اقربلى اكتر من ابنى ، تقومي تعملي فيا كده
فلوريت : ده دّيْن عليك وكان لازم تسده
تيم : وانا عملتلك ايه عشان تاخدينى كوبرى وسكة ، انا عملتلك ايه عشان تلعبي بـ قلبى ومشاعرى كده ، ابويا السبب في موت ابوكى (بنبرة صوت عاليه) طيب انا عملت فيكي ايه استحق عليه كل ده
فلوريت : يشهد عليا ربنا اني لما قربت منك وعرفتك على ايه كنت هتراجع ، واني لما حبيتك بجد قررت اني هكمل معاك ومش هعمل كده بس انا محبتكش اكتر من ابويا

كان سراج يتابع ذلك الحوار دون ان يتدخل ولاحظ ان سليم الالفى في حالة غير طبيعيه لذلك كان يتابعه بنظراته واذ بـ سليم الالفى يهوى ساقطاً على الارض ، جرى تيم وسراج نحوه وحاولوا اسعفاه ولكن دون جدوى لذلك قرر تيم الاتصال بالاسعاف التى جاءت ونقلته الى المشفى وذهب معه تيم وسراج ، اما فلوريت شعرت وان النهاية كانت افضل مما تتمنى ، لانها تسببت في موت سليم كما تسبب هو في موت ابيها
ذهبت الى غرفتها وقامت بـ جمع ملابسها وجميع متعلقاتها الشخصيه وتركت المجوهرات التى كان قد اهداها اليها تيم وغادرت قصر سليم الالفى عائدة الى منزل والدها "أيمن الدهبى"
__**__**__
نُقل سليم الالفى الى احدى المستشفيات الخاصة التى يمتلكها ، تم نقله الى الطوارئ ومن الطوارئ الى غرفة العناية المركزة نظراً لاصابته بـ ذبحة صدرية عنيفة
جلس تيم وسراج في استراحة المشفى فقد اصر تيم الا يغادر حتي يطمأن على والده

سراج : تيم انا مخنتكوش بس كان لازم اعمل اي حاجه عشان ابعد فلوريت عن الشغل
تيم : ليه تبعدها ؟
سراج : لاني كنت متوقع ان كل ده هيحصل
تيم : نعم !!
سراج : ايوه ، لما فلوريت جت معاك الشغل مره قبل ما تتجوزوا حسيت اني اعرفها وسألت والدك عليها ولما عرفت انها بنت أيمن الدهبي حذرت والدك منها
تيم : انت كنت عارف حاجه
سراج : انا هحكيلك

وبدأ سراج يقص الى تيم ما حدث في ذلك اليوم حين رأي فلوريت معه وشعر انه يعرفها ، دخل مكتب سليم الالفى لمناقشه بعض الامور الخاصه بالعمل

سراج : هو تيم باشا كان هنا ؟
سليم : اه
سراج : كان في حد معاه صح ؟
سليم : ايوة ، دي البنت اللى هيتجوزها
سراج : بس انا حاسس اني شوفتها قبل كده 
سليم : ماهى دي بنت أيمن الدهبى الله يرحمه ، فاكره
سراج : الا فاكره ، بس ازاى يا باشا هتسيب ابن حضرتك يتجوز بنت منافس ليك
سليم : كان يا سراج ، كان منافس ليا ومات الله يرحمه
سراج : بس بنته ممكن تكون خطر ، ممكن تكون جاية تنتقم
سليم : تنتقم من مين ولمين ؟
سراج : تنتقم لابوها من حضرتك
سليم : البنت متعرفش حاجه عن شغل ابوها ، وبعدين انا موقعتش أيمن بطريقة مباشره
سراج : مش حاسس انها خطر ؟
سليم : لا ، وبعدين ابني بيحبها وحاله اتصلح معاها وهي كمان واضح انها بتحبه ، مش هبوظ جوازتهم عشان خطر مُحتمل انا اقدر اتفاداه 
سراج هامساً : ربنا يستر

سراج مخاطباً تيم : كنت حاسس انها جاية تنتقم
تيم : انا عمرى ما حسيت ده منها ، والمفروض ان بابا اذكى من ان فلوريت تضحك عليه
سراج : والدك ذكى جداً فوق ما تتصور بس هو اللى فرق معاه حبك ليها وكمان كانت متأكد انها ملهاش فيها
تيم : اللى حصل حصل ، المهم ان بابا يقوم بالسلامه
سراج : هيقوم بالسلامه ان شاء الله ، بس اهم حاجه تفكر ازاي ترجع حق ابوك
تيم : اكبر انتقام منها دلوقتي اننا منقعش في السوق ونعوض كل خسايرنا ونرجع اقوى من الاول
سراج : بس !!
تيم : عايزنا اعمل ايه يعني يا سراج ، اقتلها !! دي مهما كان ام ابنى
سراج : ابنك !! انت خلفت ؟
تيم : حامل 
سراج : ربنا يعينك
تيم بنتهيدة تحمل كثير من الالم : يارب
__**__**__
كان طلعت المنشاوى في منزله يحتسي قدحاً من القهوة ويراجع بعض اوراق العمل ، جاء عليه ابنه نديم

نديم : بابا
طلعت : خير ، داخل بزعابيبك كده ليه ؟
نديم : انا عايز اعرف فلوريت كانت عندك في مكتبك بتعمل ايه ؟
طلعت : انت مش كنت خايف لاتكون جاية تستعطفنى عشان اتنازل عن صفقة توريدات الاجهزة الطبيه
نديم : وادينا خدناها ، يبقي كانت جايه لسبب تانى ، ايه هو بقي ؟
طلعت : انت بقيت زنان اوى
نديم : يا بابا انا ابنك وماسك معاك شغلك ودي كانت خطيبتي وبتشتغل مع منافس لينا ، يعني في ١٠٠ سبب يخليك تقولي
طلعت : ماشي انا هريحك
نديم : ياريت
طلعت : كانت جيبالى ملف الصفقه بتاع شركتهم
نديم : نعم !!
طلعت : كانت عيزانى اخد الصفقة
نديم : اشمعنى يعني ؟
طلعت : عشان لو خدوا الصفقة دي كانت هتحصل مشكله بين جوزها وحماها وهي مش عيزاهم يخسروا بعض
نديم : انا مش فاهم حاجه ؟
طلعت : ده اللى هي قالته 
نديم : يعني انت ساعدتها
طلعت : انا كان غرضي ناخد الصفقه ، لكن يولع تيم على سليم على فلوريت ، المهم اننا مضيعناش صفقه مهمه زي دي
نديم : بس انا حاسس ان في حاجه تانيه ورا الموضوع ده
طلعت : حاجة ايه ؟
نديم : معرفش ، دماغ فلوريت مش سهله ، ده مجرد احساس
طلعت : متوجعش دماغي وطلع فلوريت من دماغك

جاء اتصال الى نديم من احد الموظفين المقربين اليه لـ يخبره ان سليم الالفى يرقد في العناية المركزه لـ اصابته بـ ذبحة صدريه

طلعت : خير ؟
نديم : سليم الالفى في المستشفي 
طلعت : عنده ايه ؟
نديم : ذبحة صدرية
طلعت : ربنا يكون في عونه اللى بيحصله مش قليل
نديم (وقد شرد بنظره) : انا حاسس ان فلورا ليها يد في اللى بيحصل
طلعت : بتقول حاجه يا نديم
نديم : هاه !! لا لا (وقد نهض)
طلعت : رايح فين ؟
نديم : هسهر شوية مع اصحابى
طلعت : اوكى

وخرج نديم من منزل والده وهو يتذكر كل مواقفه مع فلوريت التى جعلته يشعر انها السبب فيما حدث لـ سليم الالفى
__**__**__
عادت فلوريت الى منزل والدها ، كانت تشتاق اليه والى والدها ، كانت فلوريت تود ان تعود وهي تشعر بالانتصار الخالص ولكن شعور الانتصار كان يشوبه شعور بالندم او الحزن لما فعلته بـ تيم ولكنها كلما تذكرت والدها وما حدث له بسبب سليم الالفى كانت تتراجع عن ذلك الحزن او الندم
صعدت الى غرفتها ونظرت الى الصوره المعلقة على الجدار والتى تجمعها بـ والدها ، تذكرت معاناته في اخر ايام حياته نتيجه لتراكم الديون عليه وافلاسه الشديد ، تذكرت نزاعه في المشفى ، كان لا يردد سوي جملتين هما "حسبى الله ونعم الوكيل" او "ربنا ينتقم منك يا سليم يا الفى" وعندما وافته المنيه وهو يردد اسم سليم الالفى ورغبة والده ان ينتقم الله منه لم تدرى بنفسها سوى وهي تخطط لـ تنتقم هي منه دون ان تنتظر انتقام الله عز وجل ، كانت دائماً تقول لنفسها ان هذا دّيْن يجب على سليم الالفى ان يسدده مهما طال به الزمن واعتبرت ان حق والدها دّيْن يجب ان تسدده له
رن هاتفها وكان المتصل والدتها

كارولين : أمله ايه فلورا ؟
فلوريت : كويسه يا ماما
كارولين : أملت اللى فى دماغك برضه فلورا
فلوريت : حق ابويا كان لازم يرجع
كارولين : تيم مش له ذنب فلورا وكمان ابنك
فلوريت وقد ترقرقت عينيها : كل يوم كنت بعيشه مع تيم وكنت بقرب فيه منه ، كل مره بشوف حبه ليا سواء في تصرفاته او عينه كنت بكون عايزه اتراجع بس مقدرتش يا مامى ، شكل بابي وهو بيموت ادامي يوم بيوم بسبب حسرته على اللى عمله فيه سليم الالفى كان بيموتني بالبطئ ، كان مخليني اكره الدنيا كلها
كارولين : وتيم آمل ايه دلوقت
فلوريت : سليم وقع من طوله ونقلوه المستشفي وانا جبت حاجتي وجيت بيت بابا
كارولين : انا مش أرف اقولك ايه بس انتِ كده مستريح يأني
فلوريت : انا استريحت وبابا كمان استريح في ترتبته
كارولين : ابوك مش كان تأبان فلورا ، ابوك مات وراه لـ اهن هد في الكون
فلوريت : ولما يموت وهو مش على لسانه غير اسم سليم يبقي استريح ازاي
كارولين : المهم ان انت مش يتسجن بسبب اللى املته
فلوريت : ليه اتسجن ؟
كارولين : يثبت انك مزور في اوراقه وانك انت اللى هطيت ماده سم في هاجات بتاعة اكل
فلوريت : حتي لو اتسجنت مش هكون ندمانه
كارولين : طيب تألى أندي
فلوريت : لما اتكلم مع تيم واتطلق منه
كارولين : اوكى ، انت طمني أليك كل شوى
فلوريت : حاضر يا مامى

واغلق فلوريت الهاتف مع والدتها وانهمرت في بكاء شديد ، كانت تود ان يسامحها تيم وان تستكمل معه حياتها نظراً لتعلقها الشديد به ولكنها فضلت الا تتمنى شئ حتي ترى ماذا تخبأ لها الايام
__**__**__
بعد اسابيع قليلة استطاع تيم ان يسدد جميع الديون مستحقه الدفع سواء شروط جزائية او ضرائب 
عقد تصالح مع مصلحة الضرائب وبـ مساعدة وزير الداخليه صديق والده الشخصى تم خفض مبلغ الضرائب المستحقة الى اثنين مليار جنيهاً مصرياً على ان يتم دفعمها دُفعة واحدة مقابل التنازل عن المحضر ، وقام ايضاً بـ مساعدة وزير الطيران الصديق الشخصي والمقرب الى سليم الالفى بـ خفض الشرط الجزائى الى واحد مليار جنيهاً مصرياً ، ايضاً تم تخفيض الشرط الجزائي الخاص بـ الشركة المصرية للاتصالات من اثنين مليار جنيهاً مصرياً الى عشرة مليون جنيهاً مصرياً وفي الواقع تم تخفيض تلك المبالغ نظراً لقيام تيم بـ دفع المبلغ في الحال دون اقساط ولـ علم الجميع ان ما حدث الى سليم الالفى هو مجرد فخ سقط فيه
__**__**__
كان تيم في مقر شركته الاخرى التى هي من الباطن ويملكها ظاهرياً صديقه "بشير العدلى" ، قام بـ زيارته سراج عمارة

سراج : انت فعلاً دفعت الديون والضرايب
تيم : انا ساويت كل حاجه وان شاء الله قريب اوى هناخد تصريح بـ فتح الشركة والمصانع
سراج : ليه كده ؟
تيم : نعم ؟
سراج : انت معاك اعتراف رسمي من فلوريت وتصوير يثبت انها اللى عملت كده
تيم : عايزني اسجنها ؟
سراج : المفروض تسجنها عشان تثبت انك برئ وابوك لو كان معانا دلوقتي كان عمل كده
تيم : بقولك حامل في ابنى ، وانا عارف ان ابويا لو معانا كان سجنها وعشان كده اصريت اعمل كل ده قبل ما يخرج من العنايه المركزه
سراج : يا سيدي اسجنها ، ولما تولد خد ابنك منها ده حقك
تيم : ولما ابنى يعرف اني سجنت امه هيقول عليا ايه ؟
سراج : ولما ابنك يعرف ان امه عملت فيكوا كده هيقول ايه ؟
تيم : هي مفكرتش فيه لكن انا بفكر فيه
سراج : طيب على فكره في احتمال ٩٠٪ متاخدش تصاريح لا لفتح الشركة ولا المصانع الا لو كنت سجنتها ، والنظره دي انا عارفها انت مسجنتهاش عشان لسه بتحبها
تيم : سراج !! كونك زي اخويا ده ميسمحلكش انك تعدي حدودك معايا ، انا اللى يهمني اننا نرجع زى ما كنا واقوى وان ابويا يقوم بالسلامه غير كده ميفرقش معايا ولا يهمني
سراج : انا بعتذر ، بس لما بقول كده ده حفاظاً على حقك
تيم : متضغطش عليا يا سراج ، عشان انا فيا اللى مكفيني
سراج : انا بعتذر مره تانيه
تيم : حصل خير

نظر تيم الى هاتفه النقال ليجد صوره فلوريت التى وضعها خلفيه ولم يغيرها حتي تلك اللحظة ، رأي تيم انه قد حان وقت النقاش معها حول ما حدث لانه لم يهاتفها ولم يراها منذ ان عرف الحقيقه ، ترك مقر الشركة واستقل سيارته وتوجه الى منزل والدها لتوقعه انها به الان
__**__
وصل تيم الى المنزل وقرع الباب ، كانت فلوريت تتمدد على احد الارائك حيث منذ ان كشفت الحقيقه الى سليم وتيم لا تفعل شئ سوى النوم على تلك الاريكه مع البكاء ولا تأكل الا قليلاً وتحتسي القهوة وتتناول المهدئات واحياناً تدخن السجائر على غير عادتها وتعد حالة فلوريت هي حالة اكتئاب شديد ، لم تهتم لـ امر الباب الذي يقرعه احدهم الا بعدما اصر الطارق ولم تكن تتوقع على الاطلاق ان يكون الطارق تيم
فتحت الباب وتفاجأت بشدة حين رأت تيم واقفاً امامها وتفاجئ تيم هو الاخر نظراً لتغير ملامح فلوريت الى الاسوأ وفقدانها كثير من الوزن

تيم : بتهيألى جه الوقت عشان نتكلم 
فلوريت : اتفضل

دلف تيم الى الداخل لـ يجد فناجين كثيره من القهوة وطفاية السجائر مليئه بـ اعقاب السجائر ووجود حاويات لـ حبوب مهدأه

تيم : هو المفروض مين يكون عنده اكتئاب ، اللى كدب ولا اللى اتكدب عليه ، اللى وجع ولا اللى اتوجع
فلوريت : انا مش هبررلك يا تيم ، بس موت ابويا كان حارقني
تيم : وتحرقيني انا ليه ؟ انا معملتلكيش حاجه وحشه
فلوريت : مانت كنت عارف ان ابوك بيظلم وسكت
تيم : عارف ايه وسكت عن ايه !! انتِ اكتر واحده عارفه اني مكنتش اعرف حاجه
فلوريت : انت بنفسك قولتلي ان ابوك مبيرحمش منافسينه ، ليه سكتله وهو بيدوس على ابويا
تيم : انتِ بتلاقى لنفسك مبرر ، انتِ فاهمه انتِ عملتي ايه !! انتِ خسرتيني كل حاجه ، ابويا وابني وفلوس متلتله والانسانه الوحيدة اللى حبيتها
فلوريت : مبلاقيش مبرر ولا حاجه ، بس حط نفسك مكانى ، لو ابوك حصله زي اللى حصل لابويا اكيد كنت هتعمل اي حاجه عشان تاخد حقه
تيم : يعني انا لو دلوقتي طلعت سلاحي من جيبي وقتلتك هتعذريني عشان باخد حق ابويا
فلوريت : ابوك افترى كتير ، مش حق ابويا بس اللى بيرجع ده حق ناس كتير
تيم : انا برضه بسألك ايه ذنبي
فلوريت : تيم انا كنت هتراجع عن كل ده ، لما قعدت شهرين في البيت بعد حوار الخطف ده مكنتش قادره اعمل حاجه في حياتى ، انا شوفت لهفتك وخوفك عليا اللى مكنتش بشوفهم الا في عيون بابا ، الحيره كانت هتموتني ، من حبي ليك كنت هتراجع عن كل ده ، انا حبيتك اه بس مش اكتر من ابويا
تيم : انا مكنتش عايزك تفكرى فيا ، كنت تراجعي عشان خاطر اللى في بطنك ، لو انا مش فارق معاكي ، كان يفرق معاكى اللى في بطنك ، قوليله ذنبه ايه ؟
فلوريت بنظرات ونبره يملأهوما الخجل : انا مش حامل يا تيم
تيم : نعم !!
فلوريت : انا كنت باخد حبوب منع الحمل وعمرى ما كنت حامل منك
تيم بغضب شديد : انتِ بتقولي ايه!! انا روحت معاكي للدكتور !! ولما كنتي مخطوفه سألت الدكتور عن البيبي قالى انه كويس
فلوريت : دكتور النسا والتوليد اللى كنت بروحله كنت متفقه معاه على كده ولما خدتني المستشفي كنت مرتبه مع الدكتور اللى هناك بما انها اقرب مستشفي من القصر
تيم : ده انتِ شيطانه !! ازاي عملتي كده وبعدين يعني ايه لما خدتك !! هو انتِ مكنتش تعبانه بسبب الخطف ؟
فلوريت : انا مكننش مخطوفة
تيم : نعم !!
فلوريت : انا هفهمك كل حاجه
تيم : ياريت ، ياريت تعرفيني قد ايه كنت مغفل ومخدوع فيكي

جلس تيم وفلوريت على مقعدين متقابلين

فلوريت : بعد وفاة بابا واخر حاجه كان قالها اسم باباك مكنش في دماغي الا اني انتقم منه حتي لو ده كان هيكلفني حياتى ، ومالقتش طريقه الا اني اقرب منك واحببك فيا ، الكل قالى انك مبتكملش مع اي واحده فكان لازم اخليك تكمل معايا ومش هتكمل معايا الا اذا حببتك فيا بجد ، انت كنت معجب بيا وده وفر عليا كتير ، وكنت عارف من اصحابي قصتى مع نديم فـ ده خلاك متقربش مني الا لما تكون واثق انك مخلص ليا
تيم : وكنت انا بقي السلم اللى وصلتي بيه لابويا
فلوريت : لما اخرت جوازنا وكان تلكيكي بسبب الدّيْن اللى على ابويا كان عشان اخد منك العشرة مليون ، والخمسين مليون بتوع الخطف ده باقى فلوس ابويا على ابوك وعشان اجيبهم دبرت حوار الخطف ده بس انا متفقتش مع الخاطفين ، يعني اللى خطفوني كانوا فاكرين انى مخطوفه بجد ، اتفقت مع حد يتفق معاهم
تيم بنبره مقهوره : والحمل ؟
فلوريت : لما لقيت باباك نفسه اوى انك تخلف اخترعت موضوع الحمل ده 
تيم : وانتِ اصلاً عامله حسابك متخلفيش منى

اومأت فلوريت برأسها دلاله منها على الموافقه على كلامه

تيم بتنهيدة : عارفه يا فلوريت ، انتِ ارخص من البنات اللى كنت بعرفهم في الشارع

استغربت فلوريت بشدة وعقدت حاجبيها من شدة الاستغراب

تيم : متستغربيش كده ، البنت اللى كانت بتسلملي جسمها كان لسبب من تلاته ، اما بتحبنى ، او عايزه فلوس ، او عايزه تتمتع ، وكل واحده كانت بتقولي غرضها ، بس انتِ نمتى مع واحد مبتحبهوش عشان خاطر توصلي لغرض تانى خالص
فلوريت : تيم انا حبيتك ، اى نعم مش من اول ما عرفتك بس وانت جوزي انا كنت بحبك
تيم وقد ترقرقت عينيه بالدموع : ملعون ابو الحب اللى بالشكل ده ، ملعون ابو الحب اللى يجي منك اصلاً

ونهض تيم واتجه ناحية باب الخروج ثم التفت وعاد الى فلوريت ووقف امامها

تيم : انا كان ممكن اسجنك بالتسجيلات اللى عندى بس انا كنت عامل حساب لـ ابنى على اساس انك حامل ، انا هخليني احسن منك ومش هسجنك

اتجه مره اخرى ناحيه باب الخروج وفتح الباب وعاود النظر الى فلوريت ، دقق النظر فيها لثوانٍ كثيره ثم تنهد وقال "أنتِ طالق يا فلورا ، طالق يا احلى حب واحقر انسانه"
وترك تيم منزلها وانهمرت فلوريت في بكاء شديد ، اما تيم فـ تماسك كثيراً واستقل سيارته وذهب الى المشفى لـ يطمأن على والده ومن ثم يذهب لمباشره اعماله
__**__**__
كان يجلس شادى مع ماهيتاب في منزلهما يشاهدان التلفاز سوياً ، كان شادى لا يرى شئ لانه كان يفكر فيما فعلته فلوريت

ماهيتاب : مالك يا شادي ؟
شادي : مش فاهم فلورا دي ابداً
ماهيتاب : ازاي ؟
شادى : ازاي تكون عايزه توقع سليم وتجيبه الارض وفي نفس الوقت بتحاول تساند تيم وتعلمه الشغل وتطلب مني اشاركه
ماهيتاب : تطلب منك ؟
شادى : ايوه ، كلمتني وطلبت مني اشارك تيم لانها حاسه ان باباه داخل على مشاكل كتيره وعايزه يكونله شغله الخاص وانه ميقعش مع ابوه
ماهيتاب : واضحه جداً
شادى : ازاي بقي
ماهيتاب : هي عايزه توقع سليم مش تيم ، لانها حبت تيم
شادي : ازاي حبيته وازاي دمرت ابوه كده
ماهيتاب : دمرت ابوه اه بس من الناحيه التانيه كانت سنداه
شادى : بس تيم صعبان عليا اوى ، واضح انه فعلاً بيحبها بجد مش مجرد زوجه يعني
ماهيتاب : دي صدمة جامدة عليه بس اللى مش قادره اصدقه ازاي فلوريت تعمل كده ، جابت القسوة والشر والافكار دي كلها منين
شادي : الحب والكره يعمل اكتر من كده
ماهيتاب : يعني ايه ؟
شادى : حبها الشديد لابوها وكرهها لـ سليم الالفى هو اللى طلع منها كل ده
ماهيتاب : لو سليم الالفى مات يبقي من حسن حظها
شادى : ليه بتقولي كده ؟
ماهيتاب : سليم لو قام هيفرتك فلوريت
شادى : اكيد طبعاً مش هيرحمها
ماهيتاب : ربنا يستر بقي
شادى : يارب
__**__**__
كان قد تجاوز سليم الالفى الخطر الذي يحاوطه وتم نقله من غرفة العناية المركزة الى جناح طبى خاص به ، كان ولده بجواره ، كانت عيناه يملأها سعادة شديدة

تيم : انا كنت عارف ان مفيش حاجه هتكسرك ، حمد الله على سلامتك يا بابا
سليم بصوت مجهد جداً : الله يسلمك يا حبيبي
تيم : اطمن يا بابا ، كل حاجه رجعت زي الاول واحسن
سليم : ازاي ؟
تيم : عملت تفاوض مع الضرايب ومع الشركات اللى مفروض ندفعلهم شروط جزائيه ودفعت كل حاجه وقدمت على تصاريح عشان نرجع نفتح الشركه والمصانع تانى وبجهز دلوقتي لـ شركة ومصنع جداد
سليم : في شركة ليـ.... (وصمت نظراً لاجهاده الشديد)
تيم : بابا مش وقته يا حبيبي الكلام ده انا بس كنت بطمنك
سليم : فى شركة ليا من الباطن ، مكاسبها كتيره اوى ممكن (وصمت برهة) ممكن تعوض بيها اى خسارة
تيم : مفيش خسارة يا بابا متقلقش ، انا بعت القرية السياحية والڤيلا بتاعة اكتوبر وڤيلا التجمع عشان اقدر اسس الشركة الجديدة لان السيولة المالية بقت قليله اوى لكن في المجمل مفيش خسارة
سليم بصوت متعب : مكنش لازم تبيع حاجه ، الشركة التانية كانت هـ تغطي التكاليف
تيم : شركة ايه دي يا بابا ؟
سليم : مجموعه المتحدون
تيم : بابا انت بتقول ايه ؟ مجموعه المتحدون دي كبيره جداً ومحققه نجاحات رهيبه
سليم : تبقي بتاعتنا ، كنت مأسسها تحسباً لاى غدر
تيم : ومقولتليش ليه ؟
سليم : مكنش ينفع السر ده يطلع لـ اي حد والا كنا (وصمت لبرهة نتيجه لارهاقه) اشهرنا افلاسنا
تيم : الحمد لله انها جت على قد كده
سليم : وابنك ؟
تيم باستغراب : ابنى !!
سليم : هي مش مراتك كانت حامل
تيم : مبقتش مراتى ومبقتش حامل
سليم : يعني ايه ؟
تيم : طلقتها ، وهي مكنتش حامل اصلاً ، كانت بتضحك علينا

كانت تلك صدمة شديدة على سليم فقد كان يحلم بتلك اليوم الذى يري فيه حفيده ، ربما كان سيسامح فلوريت لانها ام لـ حفيده ، لقد تعلق سليم الالفى بـ حلم رؤيه حفيده تعلق شديد تنهد سليم واطبق جفنيه على دموعه وردد "ليكي يوم"
__**__**__
عاد سراج عمارة من المشفى التى يرقد فيها سليم الالفى بعدما ذهب لـ زيارته ولكنه لم يحظي بـ مقابلته وقابل تيم فقط واطمأن على سليم الالفى وغادر المشفى عائداً الى منزله وكانت زوجته شرويت في انتظاره

شرويت : سليم عامل ايه ؟
سراج : بقى كويس الحمد لله
شرويت : الحمد لله ، لو كان حصله مكنتش هسامح نفسى
سراج : احنا مأذناهوش عشان منسامحش نفسنا
شرويت : مش احنا سبب الضربة القاضية اللى اخدها
سراج : كده ولا كده كان هيعرف لان فلوريت كانت ناوية تعرفه
شرويت : بس انت ليه حسستنى انك عايز تنتقم من سليم الالفى
سراج : عشان تساعديني بـ ذمة
شرويت : بس انا في كل الاحوال كنت هساعدك
سراج : بصي يا حبيبتى ، في مقولة بتقول السر اللى يطلع بين اتنين ميبقاش سر
شرويت : المفروض ان التانى يبقى انا
سراج : لا ، الاتنين يبقوا شفايفك الاتنين
شرويت : انا مش فهماك يا سراج ، انت عمرك ما خبيت عليا حاجه
سراج : انا عارفه بس انا كنت خايف لا تقولي لـ نوال ولا اي حد بحسن نيه وانا كنت عايز اكشف نية فلوريت للاخر ومكنتش عايزها تاخد حذرها منك او من اي حد
شرويت : وانت ليه كنت عايزها تكمل للاخر
تيم : ان جيتي للحق مكنتش متوقع ان الجبروت هيوصل بيها لكده ، بس كنت عارف انها بتخطط لحاجه كبيره وكنت عايز اكشفها ادام سليم واعرفه ان انا الصح ، قولت لنفسي لما نبدأ نعرف ناوية علي ايه وتبدأ تنفذه اكشفها بس بنت اللذينا كركبت الدنيا كلها مره واحده
شرويت : دماغها طلعت دماغ شياطين
سراج : انا من اول مره شوفتها مع تيم وانا مش مستريحلها
شرويت : المهم دلوقتي ان تيم قدر يعوض الخساره و.....
سراج مقاطعاً : تيم معوضش الخسارة ولا حاجه
شرويت : امال ايه ؟
سراج : هو قدر يحلق نفسه قبل السقوط وقدر ميبقاش مديون او عليه قضايا تهرب ضريبي لكن هو خسر جامد وسيولة اموال سليم الالفى اتهزت هزة جامد ، ده دافع مليارات
شرويت : بتهيألى دي مش فلوس بالنسبه لـ سليم
سراج : لا يا حبيبتي طبعاً دي فلوس خاصة انهم عايزين يفتحوا الشركة والمصانع تانى وبيأسسوا شركة ومصانع جديدة ، ده تيم باع القرية السياحية وڤيلتين
شرويت : وتيم عمل ايه مع فلوريت ؟
سراج : طلقها
شرويت : وطبعاً هياخد ابنه لما تولد ؟
سراج ضاحكاً بسخرية : انتِ طيبه اوى ، قال ابنه قال
شرويت : في ايه ؟
سراج : هى مكنتش حامل اصلاً وكانت بتشتغلهم
شرويت : يا نهار ملون !! بنت الايه وانا بقول بطنها مبتكبرش ليه تقول عشان البيبي حجمه صغير وهي رياضيه
سراج : بقولك ايه صحيح
شرويت : ايه يا حبيبى
سراج : مش نفسك في بيبي بقي
شرويت : سراج انت بتتكلم جد ؟
سراج : هى الحاجات دي فيها تهريج ، كفايه بقي لحد كده انا داخل على الاربعين ونفسي ابقي اب لـ طفل منك
شرويت (وهي تعانقه) : يا حبيبى ، انا بحبك اوى
سراج : مش عايزك تزعلى مني ، انا عارف اني تعبتك اوى
شرويت : انا عمرى مازعل منك
سراج (مقبلاً جبينها) : ربنا ما يحرمني منك ابداً
شرويت : ويخليك ليا

وبالفعل قرر سراج وشرويت ان يتوقفا عن استخدام اي مانع يمنعهما عن الحمل وانجاب الابناء وان يقومان بـ متابعه طبيب نساء وتوليد لـ يعرفوا اسرع طريقه للانجاب
__**__**__
كانت فلوريت على نفس الوضع ، لم تتحرك من على تلك الاريكة الا لـ سببين ، اما اعداد القهوة او استخدام المرحاض واحياناً تقوم لـ فتح باب المنزل عندما تكون قد طلبت طعام من مطعم ما
قرع احدهم باب المنزل وكانت فلوريت لا تنتظر قدوم احد ولكنها تمنت ان يكون تيم لذلك هرولت سريعاً لتفتح الباب ولكنها تفاجأت حين وجدت طارق

فلوريت باستغراب : طارق
طارق : بقالى كتير مش عارف اوصلك
فلوريت : سوري يا طارق ، انا كان عندي شوية قلق
طارق : ينفع ادخل 
فلوريت : اه طبعاً اتفضل

دلف طارق وجلس على احد المقاعد المتواجده في الاستقبال ونظر الى المكان الذي تعيش فيه فلوريت والذي اصبح تعمه الفوضي

طارق : انتِ كان عندك حد ؟
فلوريت : لا
طارق : امال ايه فناجين القهوة دي كلها ؟
فلوريت : لا ده بسبب اني بكسل اغسل الفناجين 
طارق : هو انت بتدخنى ؟
فلوريت : لما اكون مكتأبة
طارق : وانتِ مكتأبه ليه مش خلاص خدتى حقك
فلوريت : قصدك ايه ؟
طارق : قصدي انى كنت فاهم انك كنتي بتنتقمي من سليم الالفى ، اوعي تكوني فاكره اني كنت مصدق حوار انك بتنتقمي من نديم وهتورطيه وهتخلي سليم يخلص عليه والكلام الاهبل ده
فلوريت : يعني انت كنت عارف ؟
طارق : كنت حاسس واتأكدت بعد ما سليم حصله اللى حصل
فلوريت : بس انا كنت مصرحاك بحاجات كتير
طارق : مانا عارف ، وساعدتك بكل رضا واقتناع عشان نوصل لـ اللى وصلناله دلوقتي
فلوريت : قصدك ايه ؟
طارق : ترجعى كما كنتِ ، فلوريت وبس ، مش فلوريت حرم تيم
فلوريت : انا مش فاهمه حاجه
طارق : يعني ايه مش فاهمه !! انتِ مش خلاص سيبتى تيم ؟
فلوريت : اه ، تيم طلقنى
طارق : طيب انا بحبك وعايز اتجوزك
فلوريت : نعم !!
طارق : اللى سمعتيه
فلوريت : انت بتحب جود وده اللى كل الناس تعرفه
طارق : انا حبيتك قبل ماحب جود ، ولما قربت من جود ولقيتها بتحبني مع الوقت حبيتها واتعلقت بيها جداً لحد ماكتشفت خيانتها ، ولما كلمتيني عشان عيزاني اساعدك في حاجات في الشغل وعيزاني اقدم على وظيفه في مجموعه الالفى حبي ناحيتك صحي مره تانيه
فلوريت : انت بتقول ايه يا طارق ؟
طارق بانفعال : بقول اني بحبك وعايز اتجوزك ، هو لما اروح ارجع لواحده شمال زي جود وتتحسب عليا حبيبه بتمس شرفى عشان خاطر اوقعلك سراج ولما اشتغل في شركه انا عارف انك عايزه تقفليها يعني لا وبساعدك على كده يعني بقطع رزقي بايدي ، كنتي فاكره كل ده ليه يعني
فلوريت : عشان تنتقم من جـ......
طارق مقاطعاً : وهو في الانتقام من جود اللى انا وصلتله
فلوريت : انا موعدتكش بأى حاجه من دي ومعرفش ان في نيتك حاجه زي كده
طارق : امال تفتكرى انا كنت بساعدك ليه ؟ ايه المكاسب اللى هتعود عليا
فلوريت : انت لميت فلوس مكننش تحلم بيها
طارق : فلوس !! بقولك بحبك تقوليلي لميت فلوس !!
فلوريت : طارق ، ارجوك انا فيا اللى مكفيني ، ومش عارفه انا داخله على ايه ومعرفش سليم الالفى ناوى يعمل معايا ايه فـ ارجوك متضغطش عليا
طارق : طيب اوعديني انك تفكرى
فلوريت : انا مقدرش افكر في حاجه زي دي ، ده غير ان تيم طلقنى شفاهياً ومعاييش ورقه طلاق
طارق : اكيد هيطلقك ، وهتجوزينى
فلوريت : كفايه كده يا طارق ، لو سمحت اخرج بره
طارق (وقد نهض) : زيك زي جود زي اى واحده خلقها ربنا ، كلكم خاينين ، فـ اللى بتخون بجسمها وفي اللى بتخون الثقة وفي اللى بتخون نفسها وهكذا ، بس مفيش واحده فيكوا مش خاينه وانا هقضي على كل واحده خاينه
فلوريت (وقد اتجهت ناحيه الباب وفتحته) : شرفت يا طارق

اتجه طارق ناحية باب الخروج ونظر الى فلوريت نظرة سريعه ثم خرج ، همت فلوريت بـ غلق الباب ولكنها تفاجأت بـ دخول نديم الذي كان يقف خلف الباب وسمع كل ما دار بين فلوريت وطارق

نديم : ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
فلوريت : مش هخلص انا بقى
نديم : عشر دقايق بالكتير
فلوريت : اتفضل

بعد ان جلسا على مقعدين متقابلين ..

فلوريت : خير ؟
نديم : انتِ فعلاً كنتِ بتنتقمي مـ.......
فلوريت مقاطعه اياه : ايوه كنت بنتقم من سليم الالفى
نديم : يعني كنتِ واخده تيم كوبرى عشان تنتقمي مش اكتر
فلوريت : ايوه يا نديم ، وخد المفاجأة 
نديم : مفاجأة ايه ؟
فلوريت : اخر مرة خونتني كنت انا اللى بعتالك البنت عشان امسكك متلبس واسيبك واقدر اعرف تيم واتجوزه بسهوله 
نديم : نعم !! 
فلوريت : زي ما سمعت ، انت قعدت فتره فعلاً متخونيش وايامها بابا دخل في ازمته الماليه وعرفت ان سليم الالفى ورا كل اللى بيحصل قبل ما بابا يتوفي ومالقتش اي طريق اوصله بيه الا عن طريق تيم فـ كان لازم ابعدك انت عني فـ اتفقت مع واحده توقعك وانت استجابتك كانت سريعه وجيتلك شقتك لاني كنت متأكده انك هناك مع البنت دى
نديم : مش عارف افرح ولا ازعل
فلوريت : لا تفرح ولا تزعل انا بس حبيت اوضحلك الامور
نديم : ولما شوفتي جود مع تيم كنت عارفه ان انا اللى باعتها
فلوريت : حتى لو كان تيم خاني معاها كنت هعديها عشان مكنش عندي اي استعداد حاجه تبوظ اللى انا بعمله
نديم : يعني جوازك من تيم كان عشان تنتقمي مش عشان تغظيني
فلوريت : هتجوز عشان اغيظك يعني !! اكيد لا
نديم : طيب يالا نتجوز
فلوريت باستغراب : نتجوز !!
نديم : قصدي بعد ما تطلقى رسمى من تيم وشهور العدة تخلص
نظرت فلوريت الى نديم باستغراب شديد
نديم : انتِ مش كنتي عامله كل ده عشان تنتقمي من سليم وخدتي تيم كوبرى ، اكيد محبتهوش ، وانا موافق اننا نتجوز ، اديكي خدتي حقك وانا اتعملت درس في حبك عمرى ما هنساه
فلوريت : لا يا نديم مش هينفع
نديم : لا ايه ؟
فلوريت : مش هينفع نتجوز
نديم : ليه ؟

صمتت فلوريت لثوانٍ قليلة

نديم : ليه يا فلورا مش هينفع
فلوريت : عشان ااااايه ، اممم عشان ، عشان انا حبيت تيم
نديم : ايه !! يعني خلاص بطلتى تحبيني !!
فلوريت : كان في حاجتين عمرى ما اتوقع انهم يحصلولى ، الاولى اني في يوم من الايام ابطل احبك والتانيه اني احب تيم
نديم : حبيتي ابن عدوك !!
فلوريت : للاسف 
نديم : وانا ؟
فلوريت : كنت بحبك زمان ، بس مع الوقت حبيت تيم
نديم : انتِ عيشتى معايا ست سنين ومع تيم سنتين بس ازاي تحبيه هو
فلوريت : معرفش ، جايز عشان ظلمته او جايز عشان شوفت فيه لهفته وخوفه عليا وكان سند ليا ودايماً بيطمنس فـ عوضني عن ابويا شويه ، جايز عشان عمره ما عاملنى وحش وصاني اوى واحترمنى ، اسباب كتير تخليني احبه
نديم : بس مفيش سبب واحد يخليكي تكرهيني
فلوريت : انا مبكرهكش ، ولو قصدك اني اسيبك او ابطل احبك فـ كونى دبرتلك اخر مره خونتني فيها ده ميمنعش انك خونتني ووجعتني كتير 
نديم : مش عارف اقولك ايه !! بجد مستغربك ، ازاي تبقي بتحبيه وتعملي كده في ابوه
فلوريت : عشان محبتهوش اكتر من ابويا
نديم : انتِ ظالمه على فكره ، ظلمتيني وظلمتيه وظلمتى نفسك ، انتِ تستحقى كل اللى بيحصل وهيحصل فيكي ، عارفه يا فلورا انا همشي دلوقتي وعمرى ما هرجعلك ولا هعرض عليكي الجواز بس هقعد اتفرج على اللى هيحصل فيكي وانا شمتان وبضحك اوى وتيم هيبقي قاعد نفس قعدتى ، انتِ متستاهليش الا كده

وتركها نديم وغادر منزلها وجلست فلوريت تبكى وتحدث نفسها "انا مبقتش قادرة افكر ولا اعمل اي حاجه ، انا مش ندمانه على اللى عملته بس ندمانه انى حبيت تيم ، حاولت كتير امنع نفسي من اني احبه بس مقدرتش ، حبه وحنيته واحتوائه كانوا اكبر مني بكتير ، انا لما قررت اقوله انا حامل كان عشان نفسي احس الاحساس ده معاه اوى بس كنت خايفه اخلف منه وننفصل ، ااااااه يا قلبى ، وقعت بين نار حب ابويا ونار حب تيم ، بس حب تيم منتصرش على حب ابويا بس انا المفروض محسش بـ تأنيب ضمير ناحية تيم ، ليه احس بتأنيب ضمير وانا قبل ماوقع ابوه كنت معلماه الشغل وخليته يعمل شركة جديدة ، ايوه انا وقفت جنبه مأذتوش ، كفايه انه مكنش يعرف حاجه عن الشغل وانا اللى علمته" تمددت فلوريت على الاريكة وامسكت بهاتفها النقال وظلت تشاهد صور الى تيم حُفظت على هاتفها وهي تبكى ثم حدثت الصور قائلة "انا بحبك اوى ووحشتني اوى ووحشنى حضنك اوى" وفي لحظه شوق منها قامت بـ كتابه رسالة نصيه وارسلتها الى تيم وكان محتواها "ينفع نعدي الازمة دي ونرجع لبعض" وعانقت الهاتف وذهبت في نوم عميق من شدة اكتئابها
__**__**__
استعاد سليم الالفى صحته وقام بـ مباشرة اعماله من جديد بعد ان أسس تيم شركة بمصانع جديدة لعدم حصولهم على تصريح فتح الشركة والمصانع السابقه وتم دمج الشركة الجديده مع مجموعه المتحدون والتى هي مجموعة سليم الالفى من الباطن لـيعود سليم الالفى الى سوق العمل بكامل قوته وعتاده
اما عن تيم فكان وقته وتفكيره فقط في عمله وكيفية تطويره والرقي به وتحقيق ارباح ونجاحات اكثر
بعد ان قام تيم بـطلاق فلوريت رسمياً وبعد تنازلها عن جميع مستحقاتها ومجوهراتها كانت قد اعتادت على وضعها الجديد واسست مشروع بسيط وكانت تتنقل بين ايطاليا ومصر وفي كل لحظه كانت تنتظر انتقام سليم الالفى منها وكانت على اتم استعداد له
استقالت شرويت من العمل نظراً لانها حامل في جنينها الاول وعاد سراج الزراع الايمن الى سليم وتيم
زاد نجاح شادى حيدر في مجال عمله واصبح شريك الى تيم في مشاريع عدة واصبح صديقين مقربين وينتظر شادى مولوده الاول من ماهيتاب
ندم طارق بشدة على تلك الكلمات التى وجهها الى فلوريت ووجه لها اعتذار شديد وقبلته فلوريت وساعدها طارق في عملها الذي اسسته حديثاً واستكفي طارق بالعيش قريباً من فلوريت فقط
اما عن نديم فقد كان بين علاقاته النسائية وبين عمله وبين انتظار عودة فلوريت اليه خاصة وانها لم تعود الى تيم ومازالت جود تسانده في عمله وحياته ومازال هو يساندها في الا تعود لحياتها السابقة
عاشت كارولين بين مصر لـ زيارة ابنتها ومدفن زوجها وبين ايطاليا حيث تعيش هناك
عاد مجد الى مرسى علم وظل بها
__**__**__
كان سليم الالفى يتصفح النظام الامنى المتواجد على الكمبيوتر المحمول الشخصي الخاص بـ شركاته ومصانعه وقصره
قام بـ فتح التسجيلات التى تم تسجيلها اثناء وجود فلوريت ولم ينتبه لها وايضاً تلك التى تم تسجيلها اثناء وجوده في المشفى وايضاً كان يود مشاهدة الملفات المسجلة التى تُدين فلوريت حتي يستطيع ان يقدمها للنيابة ولكنه لم يجد تلك التسجيلات ، قام بـ فتح ملف خاص بـ التسجيلات التى تم مسحها لـ يجدها بـ اكملها على هذا الملف وفطن سليم ان تيم قد مسحها حتي لا يجد سليم ما يُدين فلوريت به
شاهد سليم تلك التسجيلات وفكر كثيراً ما يقرب من النصف ساعه تذكر كل ما سببه من ضرر لـ اناس كثيرين بسبب رغبته في القضاء على منافسيه وسيطرته التامه على السوق تذكر جيلان الالفى او ما تدعى "سيدة" ، تذكر جميل ايوب وسيرين وهشام اللبان ، تذكر ايضاً ايمن الدهبي وغيرهم كثيرين ، تنهد وتذكر رحمة الله به حين انقذه من الوعكة الصحيه التى آلمته ومن ما حدث له بسبب فلوريت فـ حمد الله كثيراً و قرر مسح تلك التسجيلات الصوتيه نهائياً وردد قائلاً "اللى حصل من فلوريت كان حق ناس كتير ورجع ، دّيْن والحمد لله اني سددته في الدنيا مش في الاخرة ، كده ارخص" وقام بمسح الملفات نهائياً من على جهازه وعزم على ان ينسي امر فلوريت للابد
__**__**__
كان تيم يقف امام المرآة استعداداً للخروج ، تذكر فلوريت ، تذكر كل لحظة عاشها معها ، تذكر تلك الايام التى لن تكرر فقد كان دائماً يقول انها اجمل ايام حياته وان فلوريت احلى حب صادفه ولكن حين يخفق قلبه بشدة ويراوده الحنين اليه ويحاربه الشوق اليها يتذكر ما فعلته به وكيف كانت قاسية جداً على قلبه ومشاعره ولم ترحمه قط يصبح اقوى واقوى ، انه في تلك اللحظة تذكر كل فعل سئ فعلته به ، ورغم انه لم يراها منذ شهور طويله الا ان جرحه لم يهدأ وناره لم تبرد ، نظر تيم الى سلاحه النارى المتواجد على تخته ، ذهب واخذه ثم اخذ متعلقاته الشخصية وردد قائلاً "ابوكى مش اغلى من ابويا يا فلورا"
استقل تيم سيارته قاصداً منزل فلوريت ، كان من حين للاخر يتأكد من وجود سلاحه معه او امتلاء خزنة السلاح بالطلقات الى ان وصل الى منزلها وقرع الباب وفتحت له فلوريت ، لم تقول له كلمه واحده لان سعاتها لا توصفها اى كلمات ولا يوصفها الا عناق طويل عنيف ، اما عن تيم فـ وقف حائراً ، قد جاء عازماً على قتلها والانتقام لـ والده ولكن حين رأي ملامحها التى لم يراها منذ شهور وكان يشتاق اليها خفق قلبه هائماً نحوها ولكن عقله ذكره بما فعلته ، دخل في صراع دموى بين عقله وقلبه ، بين حبه لها وكره والده لها ، بين ايامه السعيده معه وبين التعاسه التى سببتها له ، صراع قوى جعل تيم لا يعرف هل يعانقها ام يخرج سلاحه من جيبه لـ يقتلها ...

#النهاية .. #الاخيرة
#دي_النهاية_عشان_محدش_يقولي_ليها_تكملة_ولالا
#نهاية_مفتوحة_بعض_الشئ
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


السبت، 16 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الثانى والثلاثين)

الفصل الثانى والثلاثون

كانت المهمه الموجهه الى مجد من قبل سراج عمارة هي مراقبة كل تحركات فلوريت ونقلها الى سراج بالصور ، اسند سراج تلك المهمه الى مجد لان فلوريت لا تعرف مجد ولكنها تعرف سراج فـ ربما تلحظه وهو يراقبها

خرجت فلوريت وتقابلت مع شادى في احدي المقاهى الشبابية على حسب الموعد المحدد بينهما وكان مجد في سيارته يراقبهما وصورهما بـ كاميرا هاتفه النقال

شادى : خير يا فلورا قلقتيني
فلوريت : شادى انا عايزه اطلب منك طلب
شادى : اؤومرى
فلوريت : عيزاك تشارك تيم
شادي : مانا بالفعل قولتلك تقوليله اني عايز اشاركه 
فلوريت : لا عيزاك انت تقوله وتحسسه انك مهتم بالموضوع
شادى : مالك يا فلورا ؟
فلوريت : هقولك بس اوعدني يفضل سر بينا
شادى : ده اكيد
فلوريت : من كام يوم جه اتصال لـ انكل سليم وانا كنت قاعده جنبه ، صوت السماعه كان عالي وقدرت اسمه صوت اللى بيكلمه
شادى : المكالمه كان فيها ايه ؟
فلوريت : كان تهديد ، تهديد بـ انه هيوقعه وهيقضي عليه وهيبدأ بـ اللى مسنود عليه اللى هو تيم وانا مرعوبه ، خايفه اوى على تيم وعلى انكل سليم
شادى : بس سليم ميقعش بالسهولة دي متقلقيش
فلوريت : بس تيم معندوش خبرة وحنكة ابوه وممكن يقع بسهولة ، هو دلوقتي هيعمل شركة من الباطن هتنسده وشغلك معاه او شراكة بينكم هتسنده اكتر وهتخليه ياخد خبرة منك وانا واثقه انك هتقف جنبه
شادي : اوكي ماشي هشاركه بس اهدي مش هيحصل حاجة
فلوريت : ملامح انكل سليم بتقول ان المكالمه هزته وبعدين انا واثقه ان انكل سليم واخد كل احتياطاته عايزه تيم كمان ياخد احتياطاته ، انا ماليش غيره يا شادى
شادى : اوكي ، انا هروحله وهعرض عليه يشاركني ، متقلقيش كده
فلوريت : ربنا يستر
__**__
انهي شادى وفلوريت مقابتلهما وعادت فلوريت الى مقر قصر سليم الالفى وذهب مجد الى منزل سراج عمارة الذى كان يجلس مع زوجته شرويت ، قص مجد كل ما رآه وعرض الصور الى سراج والذي تعرف على شادى حيدر كـ احد رجال الاعمال الشباب وغادر مجد منزل سراج عمارة

شرويت : ايه اللى بينها وبين شادى ده كمان ؟
سراج : لامه كل الرجالة حواليها
شرويت : تفتكر كانت بتقابله ليه ؟
سراج : تصدقي بالله مش قادر اتوقع
شرويت : بنت اللذينا ، دماغها شبه دماغ سليم
سراج : انا هقضي على دماغها وعلى دماغ سليم
شرويت : هو سليم قالك ايه لما كلمته تهدده
سراج : اتخض وقفل الخط في وشي
شرويت : تفتكر هياخد حذره من التهديد ده
سراج : انا مش عايزه ياخد حذره ، انا عايز احاربه نفسياً
شرويت : تمام

لحظات من الصمت ..

شرويت : اه صحيح انت مش قولتلي ان مجد لسه في مرسي علم
سراج : بيقول انه ظبط شغله وجه على طول وبصراحه انا استعجلته
شرويت : وليه خليته هو يراقب فلوريت
سراج : عشان هي متعرفش شكله ويقدر يمشي وراها براحته
شرويت : ربنا يستر
سراج : اللى جاى اقوى
__**__**__
فى تمام الساعه الثامنة مساءاً مر تيم على زوجته التى كانت تنتظره وهي في كامل اناقتها وزينتها وجمالها ، استقل سوياً سيارة تيم ووصلا الى منزل والد فلوريت "أيمن الدهبى"

تيم : بقالك قد ايه مجتيش هنا ؟
فلوريت : فتره كويسه بس كنت باجي اطمن ان كل حاجه كويسه
تيم : طيب انا عاملك مفاجأة

ونزل تيم من سيارته وقام بـ حمل فلوريت ودلف بها الى داخل منزل والدها وهي مغمضه العينين وعندما فتحت عيناها وجدت الردهة مليئه بالورود التى تحبها والشموع ذات الروائح العطرة والبالونات الملونه وبعض الهدايا المغلفة

فلوريت : ايه كل ده ؟
تيم : مش من كام يوم قولتيلي وحشني ايام ما كنا بنتقابل في بيت بابا ، اديني انا وانتِ اهو في بيت باباكى
فلوريت (وهي تعانقه) : بحبك يا تيمو
تيم : وانا بعشقك
فلوريت : ربنا ما يحرمني منى
تيم : احنا هنقعد اليوم كله هنا ، هننسي الدنيا والشغل واي حاجه ممكن تزعلنا مفهوم
فلوريت : مفهوم يا روحي
تيم (بعد ان قبلها) : بحبك اوى
فلوريت : وانا بعشقك

وبالفعل قضي تيم وفلوريت ليلة تعد من الف ليلة وليلة التى كان يقصوها الناس كـ اساطير ، شعر وانهما انتقلا الى عالم اخر ، عالم يخصهما فقط ، لا دخيل عليهما ولا حتي مجرد فكره ، كانت تلك الليلة تعد الاجمل بعد ليلة زفافهما
__**__**__
بعد عدة اسابيع كان تيم قد اسس شركته الجديدة من الباطن وكان المالك صديقه بشير العدلى وقد قام تيم بـ مشاركة شادى فى عدة مشاريع تجارية وقد حقق تيم نجاح ساحق في تلك الفترة الاخيرة سواء في عمله الخاص او في عمله الخاص بـ والده سليم الالفى
شعر سليم الالفى بـ راحة تامه تجاه ولده ولاحظ تطور خبرته ومهارته في اداره العمل وقدرته على النجاح والتطور
كانت العلاقة بين جود وطارق متوتره منذ اخر لقاء جمعهما
اما عن تيم وفلوريت فـ كان يعيشان اسعد ايام حياتهما وينتظران مولودهما القادم بـ حالة تامة من الشغف والشوق وكانا يتبعان نمو الجنين مع الطبيب
كان سراج مازال يضع الخطط للانتقام من فلوريت وقد اعلن الحرب عليها بمساعدة شرويت ونوال ومجد
__**__**__
كانت فلوريت تتمدد على احد الاسره الطبيه المتواجده في احدى عيادات اطباء النساء والتوليد ويجلس بجوارها زوجها وكانا يشاهدان سوياً جنينهما عبر جهاز السونار

تيم : خير يا دكتور ، شكلك مش طبيعي ؟
الطبيب : لا مفيش ، هو بس حجم البيبى صغير اوى بالنسبه لسنه
فلوريت : عشان كده بطني مبتكبرش ؟
الطبيب : اه ، بطنك مبتكبرش لان عموماً الست في الطفل الاول مبيظهرلهاش بطن الا في السابع مثلاً خاصة لو هما زيك
تيم : يعنى ايه زيها يا دكتور ؟
الطبيب : يعني رياضيه ووزنها كان مثالى ومكنش عندها بطن
فلوريت : اه فهمت
الطبيب : عموماً متقلقيش ، هو في المجمل انتي والبيبي صحتكوا كويسه جداً
تيم : طيب الحمد لله

وترك تيم وفلوريت عيادة طبيب النساء والتوليد وتوجها الى قصر سليم الالفى ، كانت فلوريت تشعر بالتعب والارهاق جداً نتيجه للحمل ، لذلك ساعدها تيم لـ تسترخي على التخت المتواجد في جناحهما

تيم : ايه يا حبيبتى ، حاسه بايه ؟
فلوريت : مش عارفه ايه الواد المتعب ده ، امال لو كان حجمه مظبوط كان عمل فيا ايه
تيم : معلش يا حبيبتي هانت
فلوريت : بحبك اوى
تيم : وانا بموت فيكي ، مقولتليش يا فلورتى
فلوريت : ايوه يا روحي
تيم : هو لو خلفنا ولد هنسميه ايه ؟
فلوريت : انت نفسك تسمي ايه ؟
تيم : بصراحه
فلوريت : ايوه
تيم : نفسي اسمي سليم
فلوريت : وانا كان نفسي اسمي ايمن ، بس عندي اقتراح
تيم : ايه هو ؟
فلوريت : احنا نسمي على اسم العايشين
تيم : يعني ايه ؟
فلوريت : يعني لو ولد يبقي سليم ولو بنت تبقي كارولين ولما نخلف تانى ان شاء الله نبقي نسمي أيمن وروز
تيم مقبلاً جبينها : بحبك
فلوريت : وانا بعـ........

لم تستطع فلوريت ان تكمل ما تود قوله نظراً لـ رنين الهاتف النقال الخاص بـ تيم الالفى وكان المتصل المدير المالى الخاص بـ مجموعه الالفى ، قام تيم بالرد سريعاً عليه

تيم : الو
المدير المالى : تيم باشا ، الحقنا
تيم : الحق ايه ؟ في ايه ؟
المدير المالى : فيه لجنه من الضرايب بيحققوا هنا 
تيم : لجنه من الضرايب ليه !! احنا دافعين كل الضـ.....
المدير المالى مقاطعاً : لا يا باشا دول بيقولوا ان علينا تهرب ضريبي متأخر وجديد بما يعادل ١٠ مليار جنيه
تيم منفعلاً : انت بتقول ايه !!
الموظف : ده اللى اتقال يا باشا
تيم : طيب انا جاي حالاً

واغلق تيم الهاتف مع ذلك الموظف وقام بـ اخذ سترته وارتداها

فلوريت : في ايه يا تيم ؟
تيم : في لجنه من الضرايب بتقول ان علينا تهرب ضريبي ١٠ مليار جنيه
فلوريت : نعم !! 
تيم (وهو يفتش في هاتفه) : انا مش عارف بابا فين (وقام بالاتصال به)

سليم : انت فين !! بقالى ساعه مش عارف اوصلك
تيم : انت في الشركة !!
سليم : لا في المصانع بسبب الكارثة اللى حصلت دي
تيم : وايه علاقة المصانع بـ اللى حصل ، مفروض حضرتك تروح الحسابات ، انا هروح دلوقتي
سليم : حسابات ايه ؟
تيم : قولي انت في ايه في المصانع ؟
سليم : لجنه من الصحة عندنا في المصانع بيقولوا ان في منتجات عندنا منتهيه الصلاحيه وفي مادة سامه في المنتجات
تيم : حضرتك بتقول ايه ؟
سليم : اللى سمعته
تيم : بابا ده في لجنه من الضرايب بيقولوا ان علينا تهرب ضريبي ١٠ مليار
سليم : انت بتقول ايه ؟
تيم : انا هروح اشوف الدنيا فيها ايه

واغلق تيم الهاتف مع والده واستعد لـ مغادرة المنزل

فلوريت : في ايه يا تيم ؟
تيم : الدنيا بتولع 
فلوريت : طيب استني انا جاية معاك

واخذت فلوريت حقيبه يدها واتجهت الى مقر الشركة الرئيسي بـ صحبة زوجها
تواجدت هناك لجنه من مصلحه الضرائب لـ مراجعة الحسابات والضرائب المستحقة واكدت ان هناك تهرب ضريبى من مجموعه الالفى يقدر بـ عشرة مليار جنيهاً مصرياً
__**__
كان سليم الالفى فى مكتبه في حالة انفعال شديد ، كان يدخن السيجار بشراهه ويحاول ان ينقذ ما يمكن انقاذه ، جاء اليه ولده

تيم : مالهمش مخرج
سليم : عملوا البلاغ خلاص ؟
تيم : ايوه
سليم : احنا دافعين كل الضرايب اللى علينا ، مين قدر يعمل كده
تيم : والمصانع
سليم : مصانع ايه بقي ؟ اتشمعت بالشمع الاحمر والمصيبه ان مصر للطيران فسخت العقد وعايزين الشرط الجزائي اللى هو ٣ مليار جنيه
تيم : احنا بنقع ، في حد قاصد يجيبلنا كل المصايب دي في وقت واحد
سليم : ولاد الكلب 
تيم : احنا من ساعه ما فلوريت اتخطفت واحنا في خطر

رن هاتف سليم الالفى وكان المتصل مدير شركة الالفى للسياحة

سليم : خير ؟
المدير : في باص اجانب لقيوا فيه متفجرات ومتقدم فينا بلاغ اننا بنسبب ارهاب للاجانب في مصر للاضرار بالسياحة
سليم : ارهاب !!
المدير : وفي تحقيق دلوقتي شغال معانا

اغلق سليم الالفى الهاتف بدون ان ينطق بـ كلمه واحدة وهو ينفخ دخان سيجاره بغضب شديد يمكن له ان يحرق الكون

تيم : في ايه ؟
سليم : شركة السياحة اتقفلت
تيم : احنا ايه بيحصلنا !! مين بيعمل فينا كده
سليم : هشام اللبان
تيم : ده مسجون
سليم : هو في السجن بس رجالته بره

جاءت فلوريت تهرول الى مكتب سليم الالفى وكانت هي الاخرى تحمل اخبار غير ساره

تيم : شوفتي اللى حصل
فلوريت : غير الضرايب والمصانع ؟
تيم : اه ، شركة السياحة هتتقفل هي كمان
فلوريت (وهي تجلس وتضع ملف على المكتب) : ومناقصة توريدات الاجهزة الطبيه رسيت على المنشاوية
سليم : كملت
فلوريت : عشان مستحقات الضرايب القديمة يتلعب فيها بالشكل المتقن ده يبقي اكيد حد من جوه الشركة
تيم : ماهو كل اللى بيحصل ده بفعل فاعل وحد من جوه الشركات والمصانع اكيد وحد ذكى انه قدر يعمل الوقعات دي كلها في وقت واحد 
سليم : وانا هيفرق معايا ايه اني الاقى اللى عمل كده ، انتوا بتتكلموا في ايه ، اللى عمل كده زمانه خلع من زمان ، اللى عمل كده مش واحد ، ومعرفتي بيه مش هتفديني بحاجه
فلوريت : بس لو عملنا تحيقيق .....
سليم مقاطعاً : فوقوا بقي ، احنا بنقع ، لا لا مش بنقع احنا فعلاً وقعنا 
تيم : بس اكيد في حل
سليم : الحل الوحيد اللى مفروض ندور عليه اننا ازاي منتسجنش

وتركهم سليم وغادر مقر الشركة وظل تيم وفلوريت في محاولة ايجاد الحلول واكتشاف مَن يمكنه فعل ذلك
__**__**__
كان سراج عمارة في غرفة مكتبه ، جاءت اليه زوجته وهي منهكة من شدة التعب

سراج : ايه مالك ؟
شرويت : كان يوم صعب
سراج : وصل لحد فين ؟
شرويت : المصانع اتشمعت بالشمع الاحمر والشركة هتتقفل لحد ما النيابه تحقق في التهرب الضريبي وشركة السياحة اتقفلت لحين انتهاء التحقيق
سراج ساخراً : ولسه 
شرويت : ولسه !! هو لسه في اكتر من كده ، سليم اتدمر تماماً ، ده اكيد هيتسجن
سراج : كل ده تهويش ، لسه الضربه القاضية
شرويت : ضربة قاضية اكتر من كده
سراج : اكتر بكتير
شرويت : نفسي اعرف ايه اللى في دماغك
سراج : انا مبخبيش عليكي حاجه
شرويت : بس تفتكر سليم هيتسجن ؟
سراج : لا لا ، هو اكيد معاه يدفع ، هو اللى مات سمعته
شرويت : انا مكنتش حابه ان كل ده يحصله
سراج : كل واحد بياخد جزاءه
شرويت : اه بالمناسبه 
سراج : هااا
شرويت : مناقصة توريدات الاجهزة الطبيه رسيت على المنشاوية
سراج : اه مانا عرفت
شرويت : عرفت !! من مين ؟
سراج : من جود
شرويت : جود !! 
سراج : اه
شرويت : جود مين ؟ البت اللى باعتك لـ فلوريت وسبب كل الكوارث دي
سراج : بس هي بقي باعت فلوريت وباعت الواد اللى اسمه طارق ، اللى لابد لـ فلوريت ده عشان بيبحها 
شرويت : مش يمكن تطلع فخ تانى
سراج : لا اطلاقاً ، لانك قولتي ان نوال سمعت الحوار اللى بينهم وكان واضح انها فعلاً مشحونه انه طلع بيحب فلوريت وعايزه تنتقم منه
شرويت : انا مبقتش فاهمه حاجه ، كل حاجه دخلت في بعضها
سراج : قومي انتِ بس ريحي شوية 
شرويت : اوك يا حبيبي

ارجع سراج ظهره على مقعده وقام باشعال سيجارة ودخنها وتبسم وهو ينفخ دخان سيجارته وردد قائلاً "عشان تبقى ترفدني كويس اوى يا سليم يا الفى"
__**__**__
عاد شادى من عمله وهو في قمة غضبه وتوتره ، كان لا يستطيع التنفس من شدة اختناقه ، لاحظت زوجته تغيره الشديد

ماهيتاب : مالك يا حبيبي ، انت كويس ؟
شادى : لا 
ماهيتاب : في ايه ؟
شادى : الالفاوية وقعوا
ماهيتاب : يعني ايه ؟
شادي : سليم الالفى مصانعه اتشمعت بالشمع الاحمر وشركته قفلت لحد ما النيابة تحقق في التهرب الضريبي اللى عليه اللى هو عشرة مليار جنيه وكمان شركة السياحة قفلت
ماهيتاب : كل ده !! ليه ؟
شادى : اكيد ليهم اعداء اتفقوا عليهم
ماهيتاب : ربنا يستر
شادى : انا مشكلتى دلوقتي في شغلي مع تيم ، انا معرفش ليه شاركته
ماهيتاب : هو انت يا روحي شغلك تضرر
شادي : لا ، بس سمعه تيم هتبقي في الارض والسمعه بتأثر على الشغل
ماهيتاب : شادى ممكن اقول حاجه 
شادى : قولي
ماهيتاب : شغل تيم معاك هو اللى هينقذه من اللى حصله ، يعني شغله معاك ده عباره عن سند ليه ، متتخلاش عنه عشان انت عديت بنفس ازمته وبشكل اسوأ واديك نجحت اهو وقدرت تخلي سمعتك تغطي على سمعة باباك
شادي : انا فاهم يا ماهي ومقدر والله اللى تيم فيه ، بس انا تعبت عشان اعمل فلوس واكبر شغلي 
ماهيتاب : اقف جنب تيم لحد ما يعدي الازمة دي ولما يعديها ابقي فض شراكتك معاها
شادى : هما هيعدوا منها على فكره ، المشكله في السمعه
ماهيتاب : دلوقتي لما بتجي سيرتك في اى مكان بيتقال ايه ؟
شادى : ايه ؟
ماهيتاب : بيتقال رجل الاعمال شادى حيدر ، مبيتقالش شادى   ابن عز الدين حيدر اللى اتحبس وانت فاهم قصدي
شادى : فاهمك
ماهيتاب : اقف جنبه يا حبيبي ، متطلعش انت قليل الاصل خاصه وانك اكتر واحد حاسس بيه 
شادى : حاضر
ماهيتاب : ربنا يوفقك يا حبيبي وان شاء الله هتكون اكبر رجل اعمال في مصر
شادى بتنهيده شقت صدريه من شدة ضيقه : يارب

بالفعل كان شادى يشعر بالخوف الشديد على امواله هو حقاً جمعها بـ تعب وكد شديدين ، هو حارب المجتمع وسوق العمل حتي يستطيع اثبات ذاته بعيداً عن سمعه والده السيئه ورغم ذلك كان يشعر بما يمر به تيم من حرب نفسيه ومالية واجتماعيه شرسة لن يرحمه فيها احد فـ كان يشعر شادى بانه في حرب نفسيه وبين نار الوقوف بجانب تيم او الحفاظ على سمعته وامواله
__**__**__
اجتمع تيم وفلوريت وطارق بـ مدير الشئون القانونية ومدير الموارد البشرية ومدير عام الادارة المالية وروؤساء الاقسام في الاداره المالية لمناقشة ما حدث لـ مجموعه الالفى ومحاولة الوصول الى اى حلول تساعدهم على الخروج من هذا المأزق

تيم : يعني احنا دلوقتي لو دفعنا الـ عشره مليار هل كده نقدر نواصل شغلنا تانى
احد المحامين : يا تيم باشا التهرب الضريبى دي جنحة وفيها سجن
تيم : حتي لو دفعنا ؟
مدير الشئون القانونية : لا طبعاً ، المبالغ المستحقة على المخالف في الجرائم المنصوص عليها في المادة 135 من القانون ده بالإضافة إلى تعويض مقداره ألف جنيه والمبالغ المستحقة على المخالف بالإضافة إلى تعويض يعادل مص مبلغ الغرامة المقررة في المادة 136 من القانون والمبالغ المستحقة على المخالف في الجرائم المنصوص عليها في المادتين 133و134 بالإضافة إلى تعويض يعادل هذه المبالغ ويترتب علي التصالح انقضاء الدعوى الجنائية والآثار المترتبة عليها، وتأمر النيابة العامة بوقف تنفيذ العقوبة إذا تم التصالح أثناء تنفيذها والعقوبه بتكون مده لا تقل عن ست شهور ولا تزيد عن خمس سنوات
ثم اضاف قائلاً : يعني باختصار لازم النيابة تحقق وتاخد اجراءاتها كامله وبعدين تحدد الحكم والغرامة وبعدين نشوف هل نقدر ندفع المبلغ كامل او مبلغ نتفق عليه مع مصلحه الضرايب بحيث انه يكون تصالح معاهم عشان القضيه تتقفل ،  يعني مش هنقدر نفتح الشركة دلوقتي خالص
فلوريت : وبالنسبه للمصنع
مدير الشئون القانونية : ده هياخد وقت اطول ، لسه المعمل الجنائي هيحلل المنتجات الغذائيه اللى خدوها من المصانع ويشوف موضوع السموم ده وهل في حالات تأثرت سلباً بـ منتجاتنا ولا لا
تيم : مفيش اي مخارج نهائى
مدير الحسابات : للاسف احنا حتي مش قادرين نثبت ان الملفات ملعوب فيها ، لان الملفات الحقيقيه اللى فيها التزامنا بالمستحقات الضريبيه اختفت تماماً من مقر الشركة سواء من على السيستم او من الارشيف والموجود وبتواريخ قديمة وجديده الملفات اللى بتفيد تهربنا الضريبي
فلوريت : مين يقدر يدخل الارشيف او يقدر يدخل على السيستم
مدير الحسابات : اي حد بيشتغل هنا يقدر يدخل الارشيف ولو له علاقة طيبه مع موظفين الارشيف هيقدر يوصل لاي ملف عايزه والسيستم عدد محدود اللى يقدر يتحكم فيه
تيم (وهو يدون ما يسمعه) : مين ؟
المدير المالى : حضرتك وسليم باشا ومدام فلوريت وشرويت سكرتيره سليم باشا وانا والـ system administrator  وسراج عماره ايام ما كان شغال هنا

نظر تيم الى فلوريت عند سماع اسم سراج عماره ، ورددا سوياً "سراج عمارة"

مدير الـ it : بس يا افندم مجرد ما ساب الشغل الاكونت بتاعه اتوقف وميقدرش يدخل عليه تانى
طارق : بس ممكن يكونله عيون هنا في الشركة خاصة انه بقاله فوق الـ١٥ سنه شغال هنا
فلوريت : مين اكتر حد يقدر يتحكم في السيستم ده ؟
مدير الـ IT : انا
فلوريت : وطبعاً وضع مادة سامه داخل المنتجات الغذائية حد بيشتغل في المصانع
مدير المصانع : او حد له صلاحية دخول المصانع
مدير الشئون القانونية : بس انا مع اننا مش من مصلحتنا دلوقتي ندور على اللى عمل كده لان الاهم دلوقتي نطلع من اللى حصل ده سواء بطرق قانونيه او حسابيه

كان جميع الحضور يتناقشا سوياً ويحاولوا الوصول لـ حل او مخرج ولكن تيم كان صامتاً وكان يدون شئ ما في ورقة امامه

تيم مخاطباً المدير المالى ومدير الموارد البشرية : اصرفوا للموظفين والعمال رواتبهم الشهر ده وبلغوهم ان نص مرتباتهم ساريه لحد ما يلاقوا شغل تانى او نرجع نشتغل تانى
المدير المالى : حضرتك بتقول ايه ؟
فلوريت : تيم احنا محتاجين كل مليم عشان نقدر نلملم فلوس الضرايب والشروط الجزائية
المدير المالى : صح احنا محتاجين كل مليم في السيولة المالية
تيم : اعمل اللى بقولك عليه ، فلوس الشهر دي تتاخد كاملة ويتم ابلاغهم بدفع نص مرتباتهم لحد ما يلاقوا شغل او نرجع شغلنا تانى

استغرب الجميع وتبادلوا النظرات خلسه

تيم : شوف انت عايز كام لمرتبات الشهر وانا هجيبلك اي مبلغ تطلبه
المدير المالى : حاضر
مدير الموارد البشرية : واحنا هنبلغهم
تيم : تمام (وهو يلملم متعلقاته) عن اذنكم
فلوريت : استني يا تيم (واخذت حقيبة يدها ولحقت به)
__**__**__
على عكس تيم وفلوريت كان سليم الالفى لا يبحث عن الفاعل ولا يحاول مناقشة الحلول الممكنه هو كان يحاول ان يتواصل مع السلطات العليا التى يمكنها مساعدته في تلك الازمة فـ قد كان وزير الداخليه الاسبق والحالى ووزير الطيران ووزير الصحة ووزير البيئه ووزير السياحة ومساعد رئيس الجمهورية وبعض المحافظين والسفراء تربطهم صداقة شخصية بـ سليم الالفى وحاول سليم ان يتواصل معهما لمساندته
عاد تيم وفلوريت الى قصر سليم الالفى لـ يجدوا سليم الالفى يجلس على مقعده الهزاز ويدخن السيجار كعادته بشراهة
جاء اليه تيم وفلوريت

تيم : بابا اخبارك ايه ؟
سليم : انت فين طول اليوم ؟
تيم : انا عملت اجتماع بـ مديرين الاقسام ومدير الشئون القانونيه والمدير المالى عشان نحاول نلاقى مخرج
سليم : لازم تبقي اذكى من كده
تيم : يعنى ايه ؟
سليم : يعني تعرف وتعترف اننا بننهار ، وان الانهيار اللى حصلنا كان نتيجه تخطيط مدروس وذكى وان اللى عمل كده عارف ان مفيش مخرج وقدامنا حلين لـ ندفع المبالغ الضخمة دي لا نتسجن وطبعاً لا مفر من ان سمعتنا بقت في الارض
فلوريت : مفيش حد مهما كان ذكى مبيغلطش ، جايز لو دورنا في الملفات نلاقى اي حاجه تثبت اننا كنا ملتزمين بتسديد الضريبة المستحقة
تيم : انت شايف ايه الحل يا بابا
سليم : ان اللى فوق يشدوك
تيم : يعني ايه ؟
سليم : يعني المسئولين والسلطات اللى انت مسنود عليها
فلوريت : طيب يا انكل دول يقدروا يعملوا ايه ؟
سليم : يقدروا يعملوا حاجات بس اهم حاجه معدش حد يقدر يعملها ايه
تيم : انا مش فاهم حاجه
فلوريت : ولا انا
سليم : سيبوني لوحدي
تيم : اوكى زي ما تحب

وخرج تيم وفلوريت واتجها الى الجناح الخاص بهما ودخلا غرفة تبديل الملابس 

فلوريت : انت ليه هتدفع المرتبات وكمان عمل امتداد لـ المرتبات
تيم : عشان دول مالهمش ذنب وزمان بيوتهم اتخربت ودول يا فلورا اللى هيساعدونا ويقفوا جنبنا لما نرجع نشتغل تانى
فلوريت : ازاي ؟
تيم : يعني لما الشركة والمصانع يتفتحوا وانا عندي عمال وموظفين هوفر وقت كبير على نفسي اني اجيب عمال وموظفين وابدأ من الصفر
فلوريت : بس دي تكلفة جامدة اوى
تيم : هدفع المرتبات من مكسب شركة الصرافة
فلوريت : هي لحقت تجيب فلوس يا تيم ؟
تيم : هتجيب يا فلوريت وهنعدي الازمة
فلوريت : يارب
تيم : المهم تخليكي جنبي
فلوريت : انا جنبك يا حبيبي ومش هسيبك ابداً
تيم : ربنا ما يحرمني منك

 ظل سليم يفكر كثيراً ثم رن هاتفه بـ رقم خاص وكان المتصل وزير الداخليه

سليم : اذيك يا باشا
وزير الداخليه : الحمد لله ، كلمتني معلش كنت في شغل
سليم : ولا يهمك
وزير الداخليه : ايه اللى بيحصل ده ؟
سليم : اعداء النجاح بقي
وزير الداخليه : مش عارف اقولك ايه ، قولي في محاضر رسمية ؟
سليم : للاسف ، واتحولت للنيابه واتفتح التحقيق
وزير الداخليه : كان لازم تكلمني قبل ما المحاضر تروح النيابة ، كنت هقدر الحقها
سليم : دلوقتي صعب صح ؟
وزير الداخليه : انت ماشي صح يا سليم وتدخلي في شئون النيابة هـ يلوث سمعتي وسمعتك
سليم : مفهوم
وزير الداخليه : بس في حلول تانيه انا اقدر اتدخل فيها
سليم : زي ايه ؟
وزير الداخلية : انت عليك كام ضرايب ؟
سليم : انا فعلاً دافع كل الضرايب بس قدروا التهرب بـ ١٠ مليار
وزير الداخليه : اوف ، ده مبلغ وهمي
سليم : المبلغ ده معناه اني مدفعتش ضرايب اصلاً مع اني ملتزم بـ دفع الضرايب حضرتك متأكد من كده
وزير الداخليه : خلينا نشوف التحقيقات هتوصل لايه ، بس قولي انت في مقدورك تدفع كام
سليم : انا ممكن ادفع العشرة كلهم بس ده خراب بيوت خاصة انه مبلغ مزور
وزير الداخليه : تلاته مليار كويس ؟
سليم : ممكن ينزل لـ تلاته مليار
وزير الداخليه : هي اصلاً الغرامة بتكون ١٠ الاف جنيه مع حبس من ست شهور لخمس سنين ، لو دفعت نص المبلغ او المبلغ كله او ما يعادل اضعاف الغرامة وحصل صلح مع الضرايب مبيكونش فيه حبس
سليم : اه انا فاهم ، اوكي تلاته مليار كويس
وزير الداخليه : خلينا نشوف تحقيقات النيابه وبعدها نشوف هتدفع كام وانا هحاول اقلل المبلغ على قد ماقدر
سليم : متشكر جداً
وزير الداخليه : متقولش كده يا سليم احنا اصحاب
سليم : شرف ليا

واغلق سليم الالفى الهاتف مع وزير الداخليه ثم قام بـ مهاتفة وزير الطيران والذى اخبره انه سوف يحاول تخفيف الشرط الجزائى الخاص بـ عقد صفقة سليم الالفى مع شركة مصر للطيران
كانت تلك الكوارث المتتاليه كـ الصاعقة على رأس سليم الالفى ولكن كان اختبار حقيقي لـ قوته وصموده وصبره وسعة تفكيره وحيله ، رغم كل ذلك فـ حقاً لم ينهار سليم الالفى ولا لـ لحظة واحدة
__**__**__
عاد طارق الى منزله بعد يوم طويل منهك له جسدياً ونفسياً ، تمدد على احد الارائك فـ من شدة التعب لم يستطع ان يصل الى غرفته
كان يفكر فيما حدث ويتوقع ما سوف يحدث
اخرج هاتفه النقال وقام بـ فتح معرض الصور لـ يعرض مجموعه صور الى فلوريت ، كان طارق ينظر اليها بـ شغف شديد ثم نظر الى صورتها بـ عيني يملؤوها التحدي "قربت اوى يا فلوريت ، قربت اوى من اللى انا عايزه ومش هتنازل عنه"
سمع طارق صوت باب منزله يُفتح فـ فطن انها جود لانها الوحيدة التى تمتلك نسخة من مفاتيح منزله لذلك لم ينهض ولم يعتدل في نومته

طارق : اخيراً شوفتك
جود : بصراحة جاية اشمت فيك
طارق : لو تعرفي اللى فيها هتباركيلي
جود : اباركلك ؟
طارق : ايوه
جود : قصدك ايه
طارق : مالكيش فيه
جود : طارق انت ليه عملت فيا كده ؟ ليه حسستنى انك بتحبني ومتمسك بيا ومسامحنى وفي الاخر طلعت بتحب فلوريت
طارق : فلوريت عملالاك هس هس في دماغك اساساً
جود : وعملالك نفس الهس هس في قلبك
طارق : انتوا كـ ستات كلكوا خاينين وتستحقوا الدفن احياء ، وانا قررت بقي اعمل كده
جود : تعمل ايه ؟
طارق : انتقم من كل واحده خاينة
جود : وفلوريت خانتك ؟
طارق : قولتلك مالكيش فيه ، واللى بيني وبين فلورا عمرك ما هتفهميه
جود : انا مش فهماك ، شويه احس انك بتحبني وشويه احس انك بتحبها وشويه احس انك بتكرهنا احنا الاتنين
طارق : انا تعبان وعايز انام
جود : ماشي يا طارق ، بس صدقني انا هدمرك ومش هرحمك
طارق : ابقى طفي النور عشان هنام على الكنبه

وبالفعل اغمض طارق عينيه وتظاهر بالنوم اما جود فـ اطالت النظر اليه ثم غادرت
استقلت سيارتها وقامت بـ مهاتفة سراج عمارة

جود : كنت عند طارق في البيت بس معهوش اي ملفات
سراج : مقالكيش حاجه ؟
جود : لا بس انا حاسة انه هو ورا اللى بيحصل لـ الالفاوية
سراج : سيبك من التوقعات دي دلوقتي ، انتِ مش عارفه اذا كان فيه حاجه بينه وبين فلورا ولا لا ؟
جود : تقريباً مفيش ، لانه بيقول عليها خاينه وبتاع
سراج : انا عارف هو ليه بيقول كده
جود : ليه ؟
سراج : بعدين هقولك
جود : هو انت اللى بتعمل كده في الالفاوية ولا مين
سراج : مش انا العدو الوحيد لـ الالفاوية ، اعدائهم كتير بس لما اتحدوا عملوا كل ده
جود : قصدك ايه ؟
سراج : مقصدش حاجه ، ابقي تعالى خدي الشيك بتاعك
جود : اوكي

واغلقت جود الهاتف وهي تحاول ان تزن الامور لانها اصبحت على يقين ان ما يحدث الى آل الالفى نتيجه تخطيط مدبر بين سراج وطارق
__**__**__
كان سليم الالفى قد اعطي اوامر الى حراس شركاته وقصره بعدم دخول سراج عمارة مره اخرى ولكن جاءه اتصال من الحراس المتواجدون على قصره يخبروه ان سراج عمارة يود مقابلته لـ امر هام ورغم رفض سليم الالفى الا ان سراج عمارة اصر وسمعه في جهاز الارسال يقول "لازم نصفي الحسابات اللى بينا يا سليم باشا" ، امر سليم حراسه بـ السماح له بالدخول ولكن مع اخذ الحيطة والحذر منه وان يجعلوا اسلحتهم على اتم استعداد
نزل سليم الالفى من جناحه الى ردهة قصره حيث يتواجد سراج عمارة ولحق به تيم وفلوريت
كان يقف الجميع امام بعضهما البعض

سليم : خير يا سراج
سراج : بكره هيجيلك خبر يقولك ان شركة  الاتصالات عايزه تسحب منك رخصه الشبكة نظراً لعدم التزامك بالعروض المتفق عليها
سليم : انت بتقول ايه ؟
فلويت : انت جاي تشمت فينا يا سراج
تيم : ده خاين ومش بعيد يكونله يد في كل اللى بيحصلنا
سليم : عايز ايه يا سراج
سراج : عايز حقي يا سليم باشا ، عايز حقي منك ومن مرات ابنك
سليم : حقك !!
سراج : ايوه حقي ، رغم كل اللى حصل فيكوا ده واللى هيحصل بس انا حقي مرجعليش
تيم : وحقك ده بقي يرجعلك ازاي ؟

دار سراج عمارة حول فلوريت وفي حركة سريعه منه اخرج سلاحه النارى وحاوط فلوريت بـ ذراعيه كي يشل حركتها ثم صوب السلاح نحو رأسها ...

#تابعونا
#اقتربنا_من_خط_النهاية
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


الاثنين، 11 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الواحد والثلاثون)

الفصل الواحد والثلاثون

كان تيم يجلس في شرفة متواجدة في جناحه تطل على حديقة قصر والده ، كان يتصفح بعض الاوراق الخاصة بـ عمله ، جاءت اليه زوجته وعانقته من عنقه

فلوريت : ايه يا حبيبي ، مش هتنام ؟

وضع تيم الاوراق التى بين يديه على الطاولة التى امامه وامسك بـ يد زوجته وقبلها

تيم : ايه اللى صحاكى يا حبيبتى
فلوريت : قلقت عشان انت مش جنبى
تيم : بحبك
فلوريت (جلست على مقعد مجاور لمقعده) : وانا بموت فيك
تيم : انا بدأت ادرس موضوع الشغل اللى بعيد عن شغل بابا ده
فلوريت : كويس
تيم : طيب انتِ مقولتليش
فلوريت : مقولتلكش ايه يا حبيبي
تيم : انتِ ايه اقتراحاتك للشغل ده ، يعني اعمله في مجال ايه ؟
فلوريت : sure فى اكتر مجال بتفهم فيه
تيم : مش قادر احدد
فلوريت : بص انا رأيي تبقي حاجه مرتبطه بشغل باباك عشان تقدر تدمج شغلك في شغل باباك بعد كده
تيم : انا ليا رأي تانى
فلوريت : ايه هو ؟
تيم : انى اعمله في حاجه بعيده تماماً عن المجال بتاع بابا
فلوريت : ازاي تقريباً باباك بيشتغل في كل حاجه
تيم : لا في كذا مجال مش شغال فيه
فلوريت : طيب ليه عايز تعمله بعيد عن مجال باباك
تيم : بابا اعدائه كتير جداً ، وفي ناس كتير عايزه تنتقم منه ، واكيد برضه في ناس بتحاول توقعه وتوقع شغله فـ عشان لو لا قدر الله شغل بابا وقع لاي سبب يبقي شغلي التانى يسند الشغل ده فاهمه انا عايز اقوله ايه
فلوريت : ايوه فهماك بس ايه المجال اللى باباك مش شغال فيه ؟ السياحة مثلاً
تيم ضاحكاً : هههه انتِ متسمعيش خالص عن شركة ElAlfy Tours
فلوريت ضاحكه : هههه مش قولتلك باباك مش سايب حاجه
تيم : انا بفكر اتاجر في العملة
فلوريت : العملة !! فكره كويسه
تيم : ولما شركة الصرافة تبدأ تجيب فلوس افتح حاجه في مجال الاغذية تسند شغل بابا

ابتسمت فلوريت ابتسامه حقيقية ، كانت ملامح وجهها باكملها تبتسم

تيم : مالك منشحكه كده ليه ؟
فلوريت : مبسوطه اوى 
تيم : يارب دايماً بس ايه السبب ؟
فلوريت : شيفاك بتتطور وتفكيرك بيتغير ، بقيت مبسوطة انك عايز تعمل شغل مختلف وكمان تعمل شغل يسند شغل باباك وبتكبر شغل باباك
تيم (ممسكاً يدها) : ده بفضلك انتِ وزوحلف او زوحلفة
فلوريت : ازاي بقى ؟
تيم : حسيت بالمسئوليه اكتر ، حسيت اني هبقي مسئول عن زوجه وابن ، معرفش بس انا متغير كلى من جوايا
فلوريت : انا بحبك اوى
تيم : انا بموت فيكي ، انتِ روحتي للدكتور النهاردة
فلوريت : اه يا حبيبي وطمني على البيبي الحمد لله 
تيم : عملتي سونار
فلوريت : ايوه والبيبي بدأ يظهر ، استنى اوريك صورة السونار

ونهضت فلوريت واحضرت صورة السونار من حقيبه يدها ونهض خلفها تيم

تيم : ايوه كده بدأ يظهر شويه
فلوريت : بس انا زعلت انك مجتش معايا عند الدكتور ، كان نفسي تشوف البيبي في السونار
تيم : والله يا روحي كان عندي اجتماع مهم جداً ، المرة الجاية تحجزي معاد بالليل
فلوريت : على فكره المعاد كان ٨ بالليل
تيم (مقبلاً جبينها) : انا اسف يا حبيبتي ، اخر مره
فلوريت (وهي تعانقه) : انا مش زعلانه منك 
تيم : انتِ وحشتيني على فكرة
فلوريت : يا سلام
تيم : فوق ما تتصورى
فلوريت : يا مفترى ، ده انا معاك في البيت والشغل
تيم : بس حاسك متاخدة مني برضه
فلوريت : انت اللى طماع
تيم : لا من ناحية طماع فانا معاكى طماع جداً
فلوريت : بترسم على ايه يا تيمو يا حبيبي
تيم : هو مش زوحلف باشا بقي في امان خلاص
فلوريت : ايوة
تيم (وهو يحاوطها بذراعيه وحنيته) : طيب الحمد لله تعالى بقى اقولك على سر مهم
فلوريت : سر ايه ؟
تيم : وحشتيني اوى

وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ..
__**__**__
كان يجلس كلاً من سراج ومجد في مقعدين متقابلين

مجد : انا عارف انك ليك فضل عليا بس انا عايز اعرف حاجه مهمه
سراج : عايز تعرف ايه ؟
مجد : عايز اعرف ليه خبيتني من سليم الالفى رغم انك دراعه اليمين وبتنفذله كل اوامره
سراج : لازم يعني
مجد : مش من حقى اعرف ؟!
سراج : لا من حقك
مجد : طيب عرفني
سراج : عشان انت اهبل ومالكش فيها
مجد : يعني ايه ؟
سراج : يعني لو كنت روحت بلغت عن هشام اللبان كان اللبان هيقتلك زي ما قتل جميل ايوب ، وانت اصلاً مالكش في كل الحوارات دي ، يعني من الاخر كنت هتروح في الرجلين
مجد : وانت يهمك في ايه اروح في الرجلين او اتقتل ، انا مش باقية عيلتك
سراج : ده اكيد ، بس انا مش حجر يعني ، ولما راقبتك كنت عارف ومتأكد انك اهبل وانك اخرك المخدرات وشوية محاولات القتل الفاشلة لـ مرات ابوك او ما شابه
مجد : يعنى انت ساعدتني بس عشان الانسانيه اللى جواك
سراج : بالظبط ، انا عرضت على سليم الالفى نقتل ناس كتير وهو كان بيرفض موضوع القتل ده ، بس الناس دي كانت بتسبب لنا صداع وقلق في الشغل اما انت كنت فعلاً هتموت كده وخلاص
مجد : وليه صالحتني على ابويا
سراج : مش عارف ليه انت مش مصدق ان دي كلها انسانيات ليس الا
مجد : بس انت دلوقتي عايزني اساعدك في انك تضر سليم الالفى ، يعني عايز تظهرني تانى في سكته
سراج : انت مش هتظهر ، انت هـ تساعدني اضره اه بس وانت بعيد
مجد : هو انا ينفع اقولك اني خايف
سراج : وانا حميتك وانا ماليش عندك مصلحه ، تفتكر مش هحميك وانا مصلحتي معاك
مجد : كلامك منطقي بس انا برضه قلقـ........
سراج مقاطعاً : انت قلقان لانك جبان وخواف ، بس قوى قلبك وصدقني مش هضرك
مجد : انا عايز اساعدك عشان انت انقذتني من موت محقق ، بس ......
سراج : بس ايه ؟
مجد : مفيش ، اوكى
سراج : اوكى ايه ؟
مجد : انا معاك 
سراج : تمام ، هحتاجك تنزل القاهرة في اقرب وقت ، ظبط شغلك وامورك هنا ماشي
مجد : حاضر
سراج : انا هدخل اريح ساعتين لحد معاد طيارتي
مجد : تصبح على خير
سراج : وانت من اهله
__**__**__
في صباح اليوم التالى تقابل سليم الالفى وولده على مائدة الافطار ، كان سليم الالفى يترأس المائدة وجلس تيم على يمينه

سليم : امال فين مراتك ؟
تيم : نايمة ، مظنش هتصحي دلوقتي
سليم : هي مش هتروح الشغل ؟
تيم : مش عارف ، متقدش معاها الايام دي على الشغل ، الحمل شكله تاعبها خالص
سليم : ربنا يكملها على خير
تيم : يارب 

صمت الاثنين لمدة دقيقه 

تيم : بقولك يا بوب
سليم : نعم
تيم : ايه رأيك لو عملت شركة جنب المجموعه بتاعتنا بس تكون بعيده عن اي مجال بنشتغل فيه
سليم : زي ايه ؟
تيم : انا حابب افتح شركة صرافة كبيره ، ولما تبدأ تجيب الفلوس اللى اتصرفت عليها نفتح شركة اغذية بس الشركتين يحملوا اي اسم غير اسم الالفى
سليم : ليه ؟
تيم : عشان حضرتك اعدائك كتير ، ولو لا قدر الله حد حاربك في شغلك يبقي في شغل تانى بيسند المجموعه بتاعتنا ، بس محدش يكون يعرف عنها حاجة
سليم : بس مفيش حاجه بتستخبي ، اكيد الناس هتعرف على الاقل انك المالك ليها ، ولو حد حب يوقعنا هيبدأ بالسندات
تيم : ده لو الشركات بـ اسمنا
سليم : امال عايز تعملها بـ اسم مين ؟
تيم : اي حد نكون بنثق فيه واحنا هنظهر اننا مساهمين فيه ، مجرد مساهمين بـ نسبه بسيطه
سليم : ومين ممكن تثق فيه وتسلمه حاجه زي كده
تيم : انا درست الموضوع كويس ، لو قولت فلوريت فـ معروف انها مراتي ، فـ لازم حد ميتشكش فيه
سليم : ايوه زي مين ؟
تيم : ليا واحد صاحبي ، الوحيد اللى بثق فيه بعد حضرتك وبعد فلورا
سليم : صاحبك مين ؟
تيم : بشير العدلى
سليم : اه اه عارفه
تيم : ايه رأي حضرتك
سليم : هى الفكرة كويسه ، بس عشان تتنفذ لازم تاخد بالك من كذا حاجه
تيم : ايه هما ؟
سليم : ان الخطوة دي تكون مدروسة كويس اوى ، مينفعش تتاخد اعتباطاً كده
تيم : ده اكيد
سليم : وانك تاخد الضمانات اللازمة على الشخص اللى هتسلمه مالك ده ، مهما كنت بتثق فيه 
تيم : وايه تانى ؟
سليم : تجهر كل حاجه بنفسك لكن محدش يعرف انك صاحب الشركة
تيم : ازاي دي ؟
سليم : يعني مثلاً المقابلات مع الموظفين هيعملها الـ HR ولو حد اتأهل بيقابلك صح ؟
تيم : اه
سليم : طيب وبتوع الـ HR هتعينهم ازاي ؟
تيم : مش فاهم حاجه
سليم : يعني انت هتاخد الضمانات اللازمة من صاحبك ده ويبدأ يمشي في اجرءات التراخيص وماشابه ، حضورك المقابلات مع الموظفين الجدد او سعيك لـ تأسيس الشركة دي لازم يبان للعامة انك بتساعد صديق ليس الا ، لان لو حد حب يوقعنا هيبدأ بالسندات زي ما قولتلك
تيم : انا فاهمك يا بابا ، متقلقش
سليم : ابقي بلغني بالتفاصيل
تيم : ده اكيد
سليم : يالا عشان منتأخرش عن الشغل

ونهضا سليم واستقل سيارته ورافقه ولده واتبعهم موكب الحراسه الخاص بـ سليم الالفى
وصلا الى المقر الشركة وطلب سليم من تيم ان يأتى معه الى مكتبه لانه يود ان يخبره بـ شئ هام

تيم : خير يا بابا

اخرج سليم دفتر شيكات بنكيه من احد ادراج مكتبه واعطاها الى تيم

سليم : ده دفتر شيكاتك
تيم : بجد ؟
سليم : ايوه بجد ، مش بقيت رجل اعمال وهتبدأ تأسس شغل خاص بيك ، لازم يكونلك دفتر شيكات بـ حساب بنكي كبير يغطي اي تكاليف ممكن تحتاجها
تيم : ربنا يخليك ليا يا بابا
سليم (وقد وقف امام ولده) : ربنا يخليك انت ليا ، انا ماليش غيرك في الدنيا ومتتصورش مدى سعادتى انك اخيراً وصلت لكده وبقيت راجل يعتمد عليه
تيم : سامحني يا بوب انا تعبتك كتير
سليم : اكيد مسامحك ومش فاكر انك تعبتني ، خاصه اني بقيت فخور بيك اساساً
تيم : انا لسه ببدأ يا بوب ، بس صدقني انا هخليك تكون فخور اكتر 
سليم : ربنا ما يحرمني منك

اخذ تيم دفتر الشيكات البنكيه الخاص به وهو سعيد جداً ، كان يشعر انه نضج اكثر واصبح شخص يمكن لـ والده الاعتماد عليه وانه على اعتاب ان يصبح رجل اعمال
اما سليم الالفى فـ كان يشعر بالفخر حقاً ، كان سعيد لدرجة تجعله يود ان يملك جناحين ويحلق في السماء ، احس وان ولده اصبح رجل ناضج ، يفكر في العمل وكيفية تطويره بل ويضع خطط محبكة ، شعر وان ولده اصبح رجل يعتمد عليه في كل امور الحياة ، شكر ربه على ما وصل اليه ولده وقرر ان يتوجه بالشكر الى فلوريت والى مَن تحمله بين احشائها لانهما السبب في شعور ولده بالمسئولية
نظر الى صورة زوجته روز الموضوعه امامه على مكتبه وسرد لها ما حدث ثم تذكر شئ ما ودعي ربه قائلاً "يارب لو عملت حاجه غلط في حياتى او بسبب شغلي ابني ميسددش الدّيْن ده عنى"
__**__**__
عاد سراج الى القاهرة على متن الطائرة المتوجهه من مطار مرسي علم الى مطار القاهرة ، توجه الى منزله لـ يجد زوجته نائمة في ثبات عميق ، استغرب وجودها لان الساعه متأخرة جداً من الصباح ومن المفترض ان تكون في عملها منذ ساعات 

سراج : شرويت ، شرويت اصحي
شرويت : سراج انت جيت اخيراً
سراج : انتِ نايمه كل ده ؟
شرويت : انا مقدرتش انام الا لما اطمن عليك وفي الاخر النوم غلبنى
سراج : يعني مروحتيش شغلك
شرويت (وهي تنظر الى المنبه) : هي الساعه كام ؟
سراج : الساعه ١١ ونص
شرويت : انا محستش خالص بالوقت
سراج : انتِ منمتيش بالليل ليه ؟ مانا قولتلك هتأخر ومتقلقيش
شرويت : بس مقولتليش ان موبايلك هيفضل مقفول كل الوقت ده
سراج : انتِ كده مروحتيش الشغل وده اكبر غلط في الفترة دي
شرويت : مجتش من يوم يا سراج
سراج : اليوم بيفرق يا شرويت ، الساعه مش اليوم
شرويت : هو انا مش من حقى استريح زي باقي خلق الله ، ولا انا مكتوب عليا افضل عايشه على اعصابي ومحرومه من الامومه ومقدرش اغيب ولو يوم من الشغل لانك عاملني برج مراقبه
سراج : في ايه ؟! انتِ متعصبه كده ليه ؟ وايه دخل الامومة في الموضوع اصلاً
شرويت : عشان انا تعبت ، وزهقت وفاض بيا
سراج : شرويت انا قولتلك اننا في اصعب الظروف ولازم تستحملي الفترة دي لحد ماخد حقي وتساعديني وبعدها اقعدي في البيت وخلفى زي مانتِ عايزه
شرويت : هو انا بعد كل ده مش مستحمله
سراج : يا حبيبتي مقولتش انك مش مستحمله بس استحملي للاخر ، احنا في اخر مرحلة
شرويت : انا مستحمله يا سراج ومعنديش اي اختيار تانى غير اني استحمل
سراج : طيب متكشريش كده عشان خاطرى
شرويت : غصب عني يا سراج ، انا حاسه اني عايشه في عرين الاسد
سراج (وهو يعانقها) : طيب اهدي يا حبيبتي ارجوكى
شرويت : متزعلش مني ، ده بيكون غصب عنى
سراج (مقبلاً جبينها) : بحبك
شرويت : وانا كمان بحبك
سراج : ربنا ما يحرمني منك ، قوليلي بقي المساعده بتاعتك اللى بتسد مكانك وانتِ اجازة من الشغل بتبلغك اللى بيحصل وانتِ غايبه ولا لا
شرويت : لا بتقولى على اللى كل اللي بيحصل في الشركة وبـ تتابع معايا بالموبايل
سراج : المهم اني عايز اقولك انها هانت اوى ، صدقيني هانت جداً وقريب اوى هتبقي حامل
شرويت : يا رب يا حبيبي ، قولي بقى انت كنت فين ؟
سراج : كنت في مرسي علم
شرويت : عند مجد ؟
سراج : ايوه
شرويت : برضه هتخليه يساعدك
سراج : مفيش ادامى حد غيره
شرويت : ده واد خمورجي وجبان ممكن يضرك
سراج : لا اتغير واتظبط خالص بس لسه جبان وخواف وده السبب اللى هيخليه عمره ما هيخونى
شرويت : ازاي ؟
سراج : خوفه منى هيخليه ميخونيش ، زي ماقدرت احميه اقدر امحيه
شرويت : بس انت متأكد من اللى انت عايز تعمله ده يا سراج ، ده في خطوره رهيبه
سراج : مفيش حل تانى ، كرامتي مش هترجع الا بالشكل ده ، مش هنتقم من فلوريت ولا من سليم الا بالشكل ده
شرويت : بس انت في الاول مكنتش ناوى تنتقم من سليم
سراج : ده في الاول ، دلوقتي كل حاجه اتغيرت 
شرويت : ربنا يستر
سراج : متخافيش كده ، خير ان شاء الله
شرويت : يارب
__**__**__
كان طارق في مكتبه يراجع بعض الملفات الورقية الخاصة بالعمل والتى كلفته بها فلوريت ، جاء اليه في مكتبه تيم الالفى

طارق : اهلاً تيم اتفضل
تيم : انت خدت ملفات من الارشيف صح ؟
طارق : ايوه 
تيم : طيب فين خلاصة الورق ده ؟

تناول طارق ملف ورقى من على مكتبه واعطاه الى تيم

طارق : هو ده الملف
تيم : تمام هبص فيه بصة
طارق : يارب يفيد حضرتك
تيم : بقولك يا طارق
طارق : اتفضل
تيم : في واحد صاحبى عايز يعمل شركة صرافة ، عايزك تعمله لو وقتك يسمح طبعاً دراسة جدوى للمشروع ده
طارق : مفيش اي مشكله بس ايه قدرته المالية قد ايه ، عايز الشركة تتعمل في وقت قد ايه وتجيب مكسب في خلال قد ايه
تيم : لا متشلش هم الفلوس اطلاقاً ، الميزانيه مفتوحة ، عايز الشركة تتعمل في اقرب وقت وتجيب مكسبها بسرعه ، يعني اعمل افضل دراسة جدوى للموضوع ده
طارق : تمام ، في اقرب وقت
تيم (وهو يغادر مكتب طارق) : متشكر يا طارق

وخرج تيم من مكتب واتجه الى مكتبه ، دلفت جود الى مكتب طارق لـ يتفاجئ بها طارق جداً

طارق : جود !!
جود : اذيك
طارق : انتِ ايه جابك هنا ؟
جود : ايه جابنى هنا !!
طارق : انتِ ناسيه انك بتشتغلي في شركة منافسه ، يعني ممكن حد يفتكر اني بخونهم
جود : وهو انا صاحبة الشركة يعني ومعروفه للعامه !! اكيد لا
طارق : طيب جيتي ليه ؟
جود : عايزه اعرف انت رجعتلي ليه ؟
طارق : ده مش مكان نناقش فيه الكلام ده 
جود : هو عمر ما كان المكان ولا الزمان يسمح لمناقشة الموضوع ده اساساً
طارق : ده مكان شغلي ياجود ، يعني مينفعش اللى انتِ بتعمليه ده
جود : عرفني انت رجعتلي ليه وانا همشي
طارق : رجعت عشان بحبك
جود : بتحبني يبقي اتجوزنى
طارق : قولتلك اصبرى لاخر السنه
جود : ليه ؟
طارق : عشان يكون عدي وقت كافى على ارتباطنا ونكون واثقين في بعض الثقة الكافيه اللى تخلينا ناخد الخطوه دي
جود : انت مبتحبنيش يا طارق ومرجعتليش عشان بتحبنى ، انت رجعتلي لسبب
طارق : انت بتهرى ، سبب ايه يعنى
جود : او بعد ما رجعتلي واشتغلت مع فلورا حبيتها او انبهارك بيها زاد
طارق (وهو يحاول الا ينظر الى عيني جود التى كانت تدقق النظر فيه) : انتِ بتخرفي بقي
جود (وهي تدقق النظر اليه) : حبيتها يا طارق
طارق : بطلى تخريف
جود : بصلي في عيني وقولي انك محبتهاش

واقتربت جود من طارق الواقف امامها ونظرت في عينيه مباشرة

جود : وانت باصصلى في عيونى كده قولي انك مبتحبش فلوريت

ارتبك طارق بشدة ورغم قوله "لا مبحبهاش" الا ان جود استطاعت ان تقرأ ملامحه ونظراته جيداً ، ابتسمت اليه واخذت حقيبة يدها وغادرت مكتبه
__**__
عندما عاد تيم من مكتب طارق الى مكتبه وجد صديقه بشير العدلى ينتظره في مكتبه وفقاً لموعد مسبق بينهما

تيم : اذيك يا بشير
بشير : اهلاً بـ سيادة رجل الاعمال
تيم ضاحكاً : ههههه انت كمان هتبقي رجل اعمال
بشير : لا يا عم انا مبسوط في شغلي وقولتلك اني عمرى ما هاجى اشتغل في شركة ابوك بالواسطة
تيم : انت مش هتشتغل هنا ، ده شغل تانى خالص
بشير : انت بتتكلم جد ؟
تيم : بتكلم جد في ايه بالظبط
بشير : انك متصل بيا عشان شغل
تيم : ايوه
بشير : شغل ايه ؟
تيم : عايز افتح شركة تسند الشغل هنا بس يكون ظاهر للكل اني مجرد مساهم بـ نسبه ضئيله في الشركة دي وان في حد تانى مالك اساسي ليها مش انا وكل الاوراق والتصاريح هتطلع بـ اسمه ، مفيش حد ممكن اثق فيه قد ما بثق فيك
بشير : انا مش مستوعب ، ليه مش عايز تظهر كـ مالك اساسي
تيم : انا هفهمك

وقص تيم لـ بشير صديقه ما يقصده واهدافه الخفيه خلف تلك الشركة

تيم : فهمتني
بشير : اه فهمتك
تيم : طيب ايه رأيك
بشير : دي مسئوليه صعبه يا تيم
تيم : بشير الشركة دي لازم تتعمل في اقرب وقت ، احنا بنتحارب من كذا ناحيه ، لازم تبدأ تتعمل وتجيب مكاسب عشان نفتح بعدها شركة الاغذية ، احنا داخلين حرب ولازم تقف جنبي انا معنديش حد غيرك اثق فيه
بشير : بس دي مسئولية ، انت بتسلمني مالك وشركة انت عاملها عشان تسند شغلك التانى ، افرض وقعتهالك ؟
تيم : مبدأياً انت شاطر وذكى جداً واشطر مني كمان ، ثانياً انا وبابا مش هنسيبك ، ثالثاً انت هيبقي معاك اكفأ موظفين
بشير : مش خايف مني ؟
تيم : اخاف من ايه ؟
بشير : اخونك 
تيم : على قد مانا واثق فيك بس انا عارف ان الشيطان شاطر وممكن يغويك بس انا عارف اني مش ههون عليك تأذيني
بشير : انا محتاج وقت افكر يا تيم
تيم : اوكي بس مش كتير بالله عليك
بشير : هحاول ، وانت كمان فكر في الضمانات اللى ممكن تخليك تحس بـ أمان اكتر
تيم : انا حاسس بـ امان ، فكر انت وقولي رأيك وقولي يا سيدي الضمانات المناسبه ليك
بشير : حاضر ، بس انا سعيد بـ ثقتك فيا
تيم : انا ماليش اصدقاء غيرك
بشير : يارب تدوم للابد
تيم : ان شاء الله
بشير : مراتك هتولد امتي ؟
تيم : لسه بدرى ، دي في الشهر الرابع باين
بشير : يالا ربنا يكملها على خير يا ابو سليم
تيم : انا فعلاً نفسي اوى في ولد اسميه سليم
بشير : ربنا يرزقك

خلف الباب كانت تقف مساعدة شرويت والتى تدعى "نوال" وسمعت كل ما دار بين تيم وبشير بعدما سمعت نصف الحوار الذي دار بين طارق وجود ولكنها اضطرت الا تكمله حتي تلحق بـ لقاء تيم وبشير
__**__**__
استيقظت فلوريت من نومها بعد الظهيرة لـ تجد بجوارها ورده حمراء اللون وورقة ، تناولت الوردة واشتمت رائحتها الذكية ثم فتحت الورقة وقامت بقرائتها "حبيبتي صباح او مساء الفل على عيونك وعلى قلبك وعلى زوحلف ، انا اسف لو كنت سهرتك او تعبتك بس انتِ كنتي وحشانى فوق ما تتصورى ، متخرجيش النهارده ومتنزليش الشغل ، ريحي خالص وعلى ٨ اجهزى ، عندي ليكي مفاجأة ، بحبك"
ابتسمت فلوريت وشعرت بـ نشاط وانتعاش بعد قراءتها رسالة تيم لها ، تناولت هاتفها النقال وهاتفت تيم

فلوريت : بحبك
تيم : وانا بعشقك
فلوريت : انت ليه بتقول آسف ، بتتأسف على ايه ؟
تيم : على اني تعبتك امبارح وسهرتك
فلوريت : وايه المشكلة ، اي تعبت معاك يكون راحة ، ولو فضلت سهرانه عشر ايام مش هحس بيهم طالما معاك وفي حضنك
تيم : ربنا ما يحرمني منك ابداً
فلوريت : تيم انا بحبك اوى ، بحبك فوق ما تتصور
تيم : انا حاسس بـ حُبك ده يا فلورتي ، بيوصلني في كل نفس بتتنفسيه ، في كل تنهيده وكل لمسه منك ، في همساتك ونظراتك وخوفك عليا
فلوريت : سامحني لو مره زعلتك او حاجه
تيم : ليه بتقولي كده ؟
فلوريت : انا تعبتك كتير اوى يا تيم ، من اول ما عرفنا بعض وعذبتك لحد ماتجوزنا
تيم : احلى عذاب ، والمهم انك معايا ، ربنا يخليكي ليا
فلوريت : وميحرمنيش منك
تيم : هتعملي ايه النهارده ؟
فلوريت : ولا حاجه ، هقعد افكر فيك وادعيلك واجهز على ٨
تيم : بحبك
فلوريت : بموت فيك

واغلقت فلوريت الهاتف مع تيم   وقامت بالاتصال بـ رقم سُجل على هاتفها بـ اسم "شادى" باللغة الانكليزية

فلوريت : اذيك يا شادى
شادى : الحمد لله يا فلورا وانتِ ؟
فلوريت : شادى احنا لازم نتقابل
شادي : اوك مفيش مشكلة ، ٨ مناسب ليكي ؟
فلوريت : لا ٨ مش هينفع ، ياريت قبل كده
شادى : في جديد ولا ايه قلقتيني 
فلوريت : ينفع نتقابل كمان ساعه من دلوقتي
شادى : اوك تمام
فلوريت : هستناك ، متتأخرش عليا ..

واغلقت فلوريت الهاتف مع شادى وظلت تنظر الى اسمه المسجل على هاتفها والى صورتها التى تجمعها مع زوجها الموضوعه بجانب تختها ، ثم تنهدت ونهضت من تختها

#تابعونا
#الدّيْن
#اقتربنا_من_خط_النهاية
#آلاء_الشريفى


الخميس، 7 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الثلاثون)

الفصل الثلاثون

حالة من الذعر تملكت من آل سليم الالفى حين وجدوا فلوريت كـ الجثة الهامدة ، تم نقلها لـ اقرب مشفى متواجد منهما وتم اسعافها عن طريق الاطباء المتخصصين

سليم : خير يا دكتور ؟
الطبيب : هي كويسه ، كان عندها بس هبوط من قلة الاكل وواضح ان عندها اكتئاب
تيم : يعنى هي كويسه ؟
الطبيب : متقلقوش ، احنا عملنا اللازم
سليم : والجنين ؟
الطبيب : كويس برضه مفيش اي مشكله قوية
تيم : طيب ممكن اشوفها
الطبيب : اه مفيش مشكله

دلف تيم وخلفه سليم الالفى الى الجناح الذي تقيم فيه فلوريت ، كانت فلوريت شبه نائمة ولكن بمجرد ان اقترب منه تيم ولمس يديها قفزت من تختها من شدة الخوف

تيم : اهدي اهدي ده انا
فلوريت : تيم

وعانقته وبكت بكاء هستيري وتيم يحاول تهدئتها وطمأنتها ، اما سليم فكان يشعر بالخجل لاحساسه ان هذا حدث بسبب افعاله

تيم : اهدي يا حبيبتي ، انتِ خلاص بقيتي كويسه
فلوريت : هو ايه اللى حصل ؟ وليه اتخطفت يا تيم
تيم : انا معرفش اي حاجه يا حبيبتي ، في حد كلمني وطلب مني ٥٠ مليون جنيه مقابل انك ترجعي
فلوريت : ودفعت ؟
تيم : اه ، بابا ادهملي 
فلوريت : متشكره يا انكل
سليم : متشكره على ايه بس !! المهم سلامتك
فلوريت : انا كنت حاسه اني مش هشوفك تانى ، كنت حاسه انهم مش هيسبونى
سليم : مش عايز اتعبك بالاسئله ، بس مسمعتيش صوت مميز تعرفيه او شكل حد شوفتيه مثلاً قبل كده ، او مثلاً اسم معين
فلوريت : كانوا مغمضين عيني طول الوقت وكنت في مكان زي ما يكون مهجور مكنتش بسمع الا صوت الهوا وكانوا بينادوا بعض بـ اسماء مستعاره
تيم : مش وقته ، المهم انك بخير
فلوريت : انا خايفه اوى ، انا حاسه اني هتخطف تانى في اى لحظه
سليم : مش هتتحركى تانى من غير حراسه متقلقيش واللى عمل كده انا هعرف ازاي اجيبه
تيم وهو يعانقها : متخافيش يا حبيبتي

شعر سليم وتيم بخوف فلوريت وعدم شعورها بالامان ورغبتها في الاختباء هي وجنينها من العالم اجمع لشعورها ان كل مَن حولها سوق يغدر بها او يخطفها مره اخرى او يخطف جنينها منها ، حقاً كانت تشعر بعدم آمان غير طبيعي
اخبرهما الطبيب ان بامكانها ذهابها للمنزل بشرط ان تستريح والا تتعرض لاي ضغوط نفسيه وان تتناول طعام صحي بانتظام
وبالفعل تم عمل ما امر به الطبيب 
__**__**__
مر شهرين لم تغادر فيهما فلوريت قصر سليم الالفى الا للضرورة القصوى لاستمرار شعورها بالخوف الشديد من العالم الخارجى
واظب تيم الالفى على عمله واجتهد فيه لشعوره بـ المسئولية بعد نبأ حمل زوجته بـ طفله الاول وعقد اكثر من صفقه ناجحه وشعر والده بالاطمئنان على اعماله وامواله
كان سليم الالفى طوال الشهرين يبحث عن مَن خطف فلوريت وقام بـ مساعدته احد رجال الشرطة الذين يحملوا لقب الالفى ولكن رغم ما قصته فلوريت من معلومات وعن ما حدث لها الا انهم لم يستطيعوا ان يصلوا الى شئ خاصة وان تيم لم يعرف كيفية الوصول للحارة الشعبيه التي ذهب اليها لـ اعطاء الخاطفين المال ، حاول ان يتذكرها مراراً وتكراراً بل وحاول ان يذهب في الطرق التى تشبه طريق تلك الحارة ولكنه في النهاية لا يصل الى شئ
ايضاً مازال سليم الالفى يتردد بشأن عودة سراج عمارة الى العمل فكان يشعر احياناً انه تسرع في اقصائه من العمل بسبب ان هو كان الخطأ الاول الذي يقع فيه سراج ولكن سليم الالفى لا يستطيع ان يعطي شخصاً الثقة مرتين
رغم مرور تلك الشهور القليله الا ان الامور لم تختلف كثيراً لدى الجميع
__**__**__
كانت فلوريت في حديقة القصر تتصفح احدي الكتب الخاصة بـ تربية الابناء 
جاء عليها سليم الالفى ، كانت فلوريا تتمدد على الاريكة وبمجرد ان جلس سليم على احد المقاعد اعتدلت فلوريت في جلستها

سليم : خليكي براحتك
فلوريت : انا مستريحه
سليم : عامله ايه في الحمل ؟
فلوريت : تمام ، بدأت احس بحركة خفيفه كده بس مش عارفه ليه بطني مبتكبرش
سليم : عشان ده اول بيبي
فلوريت : اه ماهو الدكتور قالى كده
سليم : لسه مش عايزه تنزلي الشغل
فلوريت : ماهو تيم مع حضرتك
سليم : وانا عايزك مع تيم ، انتِ بتديله push 
فلوريت : والله مش عارفه يا انكل
سليم : هو قالى ان الصفقه الاخيرة اللى دخلت ارباح كبيره للشركة كانت فكرتك انتِ
فلوريت : اه
سليم : طيب شوفي بقي انك مكسب للشركة
فلوريت : طيب مانا مكسب ليها من غير ماشتغل اهو
سليم : فلورا يا حبيبتي ، انتِ حالتك النفسيه مش متظبطه نهائي وبحسها بتسوء اكتر ، الشغل هيخرجك من الحالة دي ده غير ان تيم محتاجك جنبه وانا هبقي مطمن عليه اكتر وانتِ معاه ، المال ده في النهاية مالك ومال اولادك يعني لازم تسعي انك تحافظي عليه
فلوريت : ربنا يديلك طولة العمر يا انكل
سليم : انا عايز بقي ارتاح من الشغل وقرفه ، عايز ابقي مجرد متابع له وانتوا بقي اللى تمسكوا الشغل ، جه الوقت استريح من الشغل بس وانا مطمن عليه
فلوريت : حاضر يا انكل ، هبدأ انزل الشغل تانى
سليم : عايز منك طلب كمان
فلوريت : اتفضل يا انكل
سليم : عايزك تقترحي على تيم انه يعمل شغل مستقل 
فلوريت : مش فاهمه
سليم : يعنى يعمل شغل خاص بيه ، ياخد رأس المال من فلوسي عادي بس يعمل شغل خاص بيه بعيد عن المجموعه بتاعتنا ويكون جنبها
فلوريت : مش فاهمه ليه حضرتك عايزه يعمل شغل لوحده ، طالما عنده شركاته وشغله وزي ما حضرتك بتقول ان كل ده في الاخر هيكون ملكه
سليم : لازم اتأكد ان تيم فعلاً يقدر يشيل المسئولية ومش هتأكد من كده الا لو اسس حاجه من الصفر
فلوريت : فهمت حضرتك
سليم : حاولي تقترحى عليه
فلوريت : بس هو مش هيقتنع بسهولة
سليم : حاولي مش هتخسرى حاجه
فلوريت : حاضر يا انكل
سليم : ربنا يسعدكوا يا حبيبتي
فلوريت : يارب
__**__**__
عاد طارق من عمله لـ يجد جود تنتظره وكان يبدو علي ملامحها الضيق والانزعاج من امر ما ، استطاع طارق ان يفسر ملامح وجهها قبل ان تتكلم اليه

طارق : مالك يا حبيبتى
جود : حبيبتك !! متأكد
طارق : في ايه يا جود ؟
جود : انا اللى في ايه ولا انت اللى في ايه ؟
طارق : انت شكلك عايزه تتخانقى وانا مش فايق للخناق
جود : انت مبقتش فايق لاي حاجة اساساً الا الشغل
طارق : بمعنى ؟
جود : انا فين من حياتك يا طارق ، انا فين من يومك وخططك
طارق : يعنى ايه انتِ فين ؟
جود : يعنى ايه انا فين !! يعني انا ماليش لازمة في حياتك يا طارق ، يعني انا سواء موجودة او لا ميفرقش معاك ، سواء شوفتني النهارده او لا عادي بالنسبالك ، ممكن يعدي ايام متعرفش عني حاجه ومبتقلقش ولا بيفرق معاك
طارق : انا بسيبك براحتك ، عارف اننا اخرنا مع بعض
جود : والله !! تقدر تقولي انت ليه مش عايز تتجوزني ؟ هتقولي مش واثق فيا خلاص سيبني او اتجوزنى ، سواء متجوزين او مرتبطين ففي كل الاحوال لو خونتك هتسيبني
طارق : لما اسيبك واحنا مجرد اتنين مرتبطين غير لما يبقي بينا بيت ويمكن عيل
جود : طارق ، لا تتجوزني لا كل واحد يروح لحاله , take it or leave it
طارق : والله ؟
جود : الكرة في ملعبك يا طارق

وهمت جود بالمغادرة ولكن اوقفها طارق

طارق : استني
جود : عايز ايه ؟
طارق : عايز افهم في ايه ؟ احنا مش متفقين ان معانا لحد اخر السنه
جود : معانا ايه ؟ وفي نهايه السنه هيحصل ايه 
طارق : لاما نتجوز لاما ..... (وصمت)
جود : لاما ايه يا طارق ؟ انا عايزه افهم ، ايه اللى هيحصل في اخر السنه هيخليني نتجوز او هيخلينا ننفصل
طارق : مش عارف
جود : مش عارف !!
طارق : جود استحمليني لحد اخر السنه ، ارجوكى
جود : لا
طارق : لا !!
جود : ايوه لا ، انا هبعد عنك لحد ما تقرر انت عايزني ولا لا ، هتتجوزني ولا هتسيبنى 
طارق : هتبعدي عني بسهولة كده
جود : مفيش حاجه صعبه بتبقي سهله الا لو كان في طرف خلي الصعب سهل اوى

واخذت جود متعلقاتها وخرجت من منزل طارق ، وعلى الرغم من ان كلمات جود قد حركت شئ ما داخل طارق الا انه لم يعطي نفسه فرصه اكبر لـ يفكر فيما قالته جود او في مصير علاقته بها ولكنه قام بـ تبديل ملابسه وذهب في ثبات عميق
__**__**__
عاد تيم من العمل لـ يجد فلوريت تتمدد على احد الارائك المتواجدة في الجناح الخاص بهما ويبدو انها نامت بينما كانت تشاهد التلفاز ، قام تيم بـ حملها حتي يضعها على التخت ولكنها استيقظت وهو يحاول حملها

تيم : صحيتك يا حبيبتي معلش
فلوريت : لا يا حبيبي ولا يهمك
تيم : وحشتيني
فلوريت : وانت كمان يا حبيبي
تيم : مالك بقى
فلوريت : مالى ازاي ؟
تيم : متغيره الايام دي ، بتسرحى كتير
فلوريت : مفيش حاجه يا حبيبي يمكن من الحمل
تيم : لا مش من الحمل
فلوريت : صدقني مفيش حاجه
تيم : انتِ لسه خايفه
فلوريت : مش من حقى يا تيم !! مش من حقى اخاف عليك وعلى اللى جاي ده واخاف على نفسي كمان
تيم : حقك ، بس بابا ذود الحراسه حوالين البيت وجابلك حراسة خاصه وافرادها مسلحين
فلوريت : كانت تجربة صعبه اوى يا تيم ، مش هقدر انساها بسهوله
تيم (وهو يقبل رأسها) : عارف يا حبيبتي ، بس لازم بقي نعدي الازمة دي ونعيش حياة طبيعيه ، نخرج نتفسح او نسافر ، تروحي الشغل على الاقل
فلوريت : هحاول حاضر

ونهضا تيم وفلوريت واتجها الى غرفة الملابس وقام تيم بـ تبديل ملابسه بمساعدة زوجته ثم اتجها الى غرفة نومهما وتمدد تيم بجوار زوجته على تختهما ووضعت فلوريت رأسها على صدر تيم

تيم (وهو يضع يده على بطنها) : اخبار زوحلف ايه ؟
فلوريت : يييييي يا تيم بتقفلني منه لما تقولي زوحلف
تيم : هاتي ولد وبنت بقي ونسميهم زوحلف وزوحلفة
فلوريت : سممهم اسهل
تيم : بحبك
فلوريت : وانا كمان بحبك اوى
تيم (بعد ان يقبلها) : ربنا ما يحرمني منك ولا من ضحكتك
فلوريت : ولا يحرمنى منك يا حبيبي ، اسمعنى بقي (وقد جلست على التخت)
تيم : مينفعش اسمع وانتِ في حضنى يعني
فلوريت : لا ، عايزه ابصلك
تيم : ماشي يا ستى
فلوريت : انت لازم تعمل شغل بعيد عن شغل باباك
تيم : ليه ؟
فلوريت : عشان يبقالك شغلك الخاص
تيم : طيب ما شغلي مع ابويا هيكون شغل خاص فعلاً ، لان مع الوقت كل ده هيبقالى
فلوريت : باباك مقلق منك لانك كنت مستهتر شويه وطايش ، بحسه انه لسه مقلق انك متقدرش تشيل مسئولية الشغل ، انت لو اسست حاجه من الصفر ونجحت هيثق فيك
تيم : وافرضي منجحتش ؟
فلوريت : حبيبي ، اولاً لازم تثق في نفسك اكتر من كده ، ثانياً انت اتعلمت الشغل كويس اوى وماشاء بتتطور والشغل بينجح ويتطور ثالثاً وده الاهم انا معاك يا حبيبي
تيم : هحاول ادرس الموضوع
فلوريت : صدقني الموضوع مكسب من كل ناحيه واهم مكسب فيهم ان ثقة باباك فيك هتتهز
تيم : بس بابا ممكن يزعل
فلوريت : يزعل لو انت عملت شغل مستقل وسيبت الشغل معاه وبدأت تنافسه مثلاً ، لكن انت هتعمل شغل وانت لسه بتشتغل معاه ومع الوقت تخلي الاتنين يخدموا بعض ، اتوقع ان باباك هيفرح اوى
تيم : بصي هدرس الموضوع ده كويس لاني بثق في نظرتك للامور
فلوريت : كمان شادى جوز ماهيتاب حابب اوى انه يشاركك في اى مشروع
تيم : اممم ، اشمعني يعني
فلوريت : حابب يعرفك اكتر وتبقوا اصحاب وكمان شركاء عمل
تيم : ادرس بس الفكره الاولانيه لانها بدأت تعجبني
فلوريت : بحبك
تيم : انا بعشقك
__**__**__
استدعي طلعت المنشاوى ولده نديم في مكتبه لـ يناقشه في بعض الامور الخاصه بالعمل

نديم : خير يا بابا
طلعت : بص بقي ، طريقة الشغل اللى انت ماشي بيها بقالك فترة مش عجبانى ومش موافق عليها ومش هسيبك تكمل فيها
نديم : ليه ؟
طلعت : بص يا ابنى ، انا مبحبش العداوة ، وعمرى ما كان ليا اعداء
نديم : مش فاهم
طلعت : انت ليه مصمم تعادي سليم الالفى وتنطله في كل صفقه داخلها ، ليه مصمم تجيبلنا وجع دماغ
نديم : وجع دماغ عشان بدخل صفقات من حق اي حد يدخلها ؟
طلعت : انا عايز افهم انت ليه بتعمل ايه كده ؟ كل ده عشان ابنه اتجوز اللى كنت بتحبها
نديم : لا ، بس عايز اثبتلها ان جوزها مش راجل يعتمد عليه في الشغل ومعندوش فيه خبرة وميقدرش يشيل المسئوليه
طلعت : انت فاهم غلط
نديم : قصدك ايه ؟
طلعت : فلوريت عارفة ان جوزها قليل الخبرة ، وانه مش شاطر اوى في الشغل بس واقفه جنبه وبتساعده وبتدعمه ، وهي سبب نجاحه لحد دلوقتي ، يعني هي مش هتسيبك توقعه ومش محتاجه تثبتلها انه قليل الخبره لانها عارفه والا مكنتش وقفت جنبه
نديم : انت بتستفذنى يعني ؟
طلعت : انا بفوقك ، انت مش هتكسب اى حاجه من عمايلك دي الا انك هتتحدي سليم الالفى وهتخسره وهيعتبرك عدوك
نديم : حتي لو اعتبرني عدوه هيحصل ايه ؟
طلعت : اسأل عن حسين قنديل او جميل ايوب او هشام اللبان وغيرهم كتير
نديم : خلاص اعتبرها منافسه بين رجال الاعمال الشباب
طلعت : ده لما ابقي اموت انا وسليم او لما انت وتيم تستقلوا بـ شغلكوا عن ابهاتكوا
نديم : برضه هثبتلها انه فاشل ولا يعتمد عليه
طلعت : وانا مش هسيبك تهد كل اللى بنيته 
نديم : وانا ههد يا بابا ، بالعكس انا ببنى وانت عارف اني شاطر في شغلي
طلعت : عايز تدخل اي صفقة ادخلها بس بغرض ان المجموعه تكبر وتحقق ارباح مش بغرض انك تعادي سليم وابنه مفهوم
نديم : مفهوم

وتركه نديم واتجه الى مكتبه وهو يوعد ذاته انه سوف يقضي على تيم الالفى كـ رجل اعمال قبل ان يبدأ
__**__**__
فى الصباح الباكر توجهت فلوريت بـ رفقة زوجها الى المقر الرئيسي لـ مجموعه الالفى
كانت فلوريت مازالت خائفه وقلقه ولكن طمأنها تيم واخبرها انه لن يتركها لحظه واحده
جلست فلوريت في مكتبها وجاء طارق لـ يهنأها بـ عودتها الى العمل

طارق : حمدالله على السلامة يا فلورا
فلوريت : الله يسلمك يا طارق
طارق : عامله ايه ؟ واخبار الحمل ايه ؟
فلوريت : انا بخير ، طمني انت على الشغل
طارق : كله تمام ، احنا بنحقق نجاح ساحق الحمد لله
فلوريت : الحمد لله ، والحمد لله ان غياب سراج مأثرش على نجاح الشغل
طارق : لا طبعاً المجموعه زادت نجاح بعد ما مشي
فلوريت : في شغل عيزاك تعمله
طارق : شغل ايه ؟
فلوريت : شغل من الارشيف
طارق : مش فاهم 
فلوريت : انا عايزه اعرف كل حاجه عن المجموعه بس من زمان ، عايزه اخد الخبره من النجاحات السابقة
طارق : اه فهمتك
فلوريت : كذلك تيم ، لازم يبقي عارف تاريخ المجموعه اللى هيمسكها مستقبلاً بجانب انه معندهوش خبرة فـ لازم يعرف ازاي كانوا بينجحوا عشان يفضل يحافظ على النجاح ده
طارق : فهمتك ، هنزل الارشيف وهجيبلك عصارة كل الصفقات والمناقصات والمزايدات الناجحه اللى دخلتها مجموعه الالفى
فلوريت : معلش يا طارق ، هتعبك
طارق : ده شغلي يا فلورا
فلوريت : في كل الاحوال متشكره
طارق : العفو 
فلوريت : قولي بقي اللى حصل وانا مش موجوده
طارق : الملفات دي فيها الصفقتين اللى اخدناهم والصفقه التالته اللى احنا داخلينها قريب ، كمان في تقرير اتعمل عن المصانع وخط سير الانتاج
فلوريت : تمام
طارق : ده كمان ملف فيه التلاعب اللى حصل في الحاسبات واختفاء نص مليون جنيه وبيتم التحقيق في الامر
فلوريت : قولي كل اللى موجود في الملفات وفهمهولي

بدأ طارق بـ شرح كل ما دار في المجموعه كاملة الى فلوريت اثناء غيابها وكانت فلوريت تستمع اليه وتحاوره وتستفسر منه وتدون ما يقوله لها طارق او بالتحديد ما يلفت انتباهها
__**__**__
كان سراج وشرويت يجلسان سوياً في شرفة شقتهما

شرويت : فلورا جت الشغل النهارده
سراج : وبعدين ؟
شرويت : قعدت هي وطارق في مكتبها فتره طويله كانت حاجه شبه اجتماع مغلق كده
سراج : وتيم مكنش معاهم ؟
شرويت : لا هما بس
سراج : غالباً كانت بتسأله عن اللى حصل طول الشهرين
شرويت : حصل حاجه غريبة تانيه
سراج : ايه هي ؟
شرويت : طارق نزل الارشيف بأمر من تيم
سراج : تيم ولا فلورا ؟
شرويت : هو اللى اتقال انه امر من تيم
سراج : انتِ مش بتقولي ان تيم بقي شاطر في الشغل وبيعمل صفقات ناجحه ومربحه
شرويت : ايوة
سراج : يبقي لازم يبص على الملفات القديمة عشان ياخد منها الخبرة الكافيه
شرويت : طيب ما الملفات دي موجودة على السيستم ، وهو كـ مالك للمجموعه من حقه الدخول على السيستم
سراج : وطارق محاسب شاطر جداً وهو اللى يقدر يديله عصارة الملفات دي من غير ما يضطر تيم يقرأها اصلاً ، بس عموماً مش شايف لسه ان في حاجه تستدعي الاستغراب
شرويت : اساساً تعيين طارق ده كان مثير للاستغراب والشكوك
سراج : عادي ، صديق ليها وعينته
شرويت : انت لسه عايز تنتقم منها
سراج : مش هستريح ولا هيهدالى بال الا لما اذلها واكسرها واضيعها حتي لو وصل الامر اني اعادي سليم الالفى شخصياً
شرويت : ما بلاش يا سراج ، احنا في غنى عن كل المشاكل دي
سراج : انا قولتها ومش هرجع فيها
شرويت : هي ايه دي ؟
سراج : كل الالاعيب اللى لعبها سليم على الناس هلعبها على مرات ابنه

نهض سراج من مقعده وذهب لـ يبدل ملابسه ونهضت زوجته خلفه

شرويت : انت خارج ولا ايه ؟
سراج : ايوه عندي معاد طيارة
شرويت : طياره !! طيارة ايه ؟ انت رايح فين ؟
سراج : مشوار مهم بس جوه مصر
شرويت : فين يعني ؟
سراج : مشوار شغل يا شرويت ولما اجي يا حبيبتي هحكيلك
شرويت : ماشي هسيبك عشان عارفه انك مبتخبيش عليا حاجه

انهي سراج تبديل ملابسه واخذ متعلقاته الشخصيه ومفاتيح سيارته

سراج (وهو يقبل جبين شرويت) : خدي بالك على نفسك واقفلي على نفسك كويس انا هتأخر
شرويت : حاضر يا روحي طمني عليك بس
سراج : حاضر

واستقل سراج سيارته وسلك طريق مطار القاهرة الدولى صالة الرحلات الداخلية وركب الطائرة المتجهه الى مطار مرسي علم
وصل سراج الى مرسي علم ، استقل سيارة اجرة وذهب الى احد الشاليهات القريبة من البحر ، كان يملك سراج نسخه من مفتاح الشاليه لذلك قام بـ فتحه ، دخل على احدهم الذي كان يتمدد ويشاهد التلفاز ، جلس سراج على احد المقاعد

سراج : انا ساعدتك كتير ، خفيتك من سليم ، ساعدتك تاخد حقك من ابوك بعد ما صالحتك عليه ، ساعدتك تلاقى شغل هنا وتعيش عيشه كويسه ، صح ؟
مجد : صح
سراج : بتهيألى جه الوقت انك تردلي الجميل ده

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى