Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 29 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الثامن)

الفصل الثامن

بعد انتهاء الحفل الذى اقامه سليم الالفى على شرف فوزه بـ المناقصة الخاصة بـ شركة مصر للطيران صعد الى الغرفه التى تواجد بها الشاب الذى حاول اغتياله وكان بـ رفقته ابنه تيم
امر سليم الالفى الحراس الذين تولوا امر حراسه الشاب لحين انتهاء الحفل بالانصراف وتبقى في الغرفة سليم وتيم والشاب

تيم بنبرة يملؤها الغضب : انت مين اللى باعتك ياد انت
سليم بهدوء شديد : تيم ، اقعد ، الامور متتحلش كده اطلاقاً
تيم : متتحلش كده !! ده كان عايز يقتلك
سليم : وعشان كده لازم تتحل بهدوء (موجهاً بصره الى الشاب) بص انا كان ممكن ابلغ الشرطة ، والكاميرات مسجله الواقعه والشهود كتير (قام ودار حول الشاب) بس انا مش هستفيد حاجه لو اتسجنت او عذبوك وعلقوك عشان تعترف لانك مش هتعترف صح
الشاب : أنا مفيش حد باعتنى
سليم : طيب يا حبيبى ، قولى دوافعك لـ قتلى
تيم : بابا انت ليه بتتعامل مع عيل وسخ زي ده بالهدوء المبالغ فيه ده
سليم : اصبر يا تيم (موجهاً بصره الى الشاب) أنت اسمك ايه ؟
الشاب : تفرق معاك يعنى

ابتسم سليم ابتسامه باردة ، دب الخوف في قلب الشاب بسببها ، نادى سليم احد حراسه وطلب منه تفتيش الشاب جيداً وبالفعل قاموا بـ تفتيشه ولكنهم لم يجدوا سوي هاتف نقال وحاويه جيب لـ الاوراق والنقود

الحارس : ملقناش الا الحاجات دي بس
تيم : مفيش حاجه ليها لازمة يعنى

اشار سليم الى الحارس كى ينصرف ، وامسك بـ حاوية النقود والاوراق لـ يخرج منها البطاقة الشخصية للشاب ويقول لـ تيم "بتقولى حاجات ملهاش لازمة!!" ثم وجه بصره للشاب وقال له "لما تحب تقتل حد متبقاش تاخد معاك اى اوراق تثبت شخصيتك ، ولو في جموع زي اللى كنا فيه ده يفضل قتله بالسم مش بـ سلاح عشان متتمسكش ، ماشى" ثم صمت قليلاً وردد هامساً الاسم المكتوب في البطاقة الشخصية " مجد حسين عبد الرحيم حسين قنديل " ثم نظر الى الشاب بـ استغراب شديد

سليم : أنت ابن حسين قنديل رجل الاعمال

صمت مجد لـ يصرخ فيه سليم قائلاً "رد، أنت ابن حسين قنديل"

مجد : ايوه ابنه
سليم : وعايز تقتلنى ليه ؟
مجد : تفتكر ايه اللى ممكن يخليني اقتلك
سليم : معرفش ، ده حتي ابوك الوحيد في السوق اللى يعتبر صاحبى ومفيش بينى وبينه عداوة وبينا نسب
تيم هامساً بتعجب : نسب !!
مجد : مش يمكن يكون هو ده السبب
سليم بحزم وصرامة : اتكلم دوغري بدل ما احبسك هنا لحد ما تموت من الخوف ومن غير ما حد يلمسك ، انت بتتكلم مع سليم الالفى يعنى كلامك يساوى عمرك
مجد : ايوة انا ابن حسين قنديل صاحبك ونسيبك ، حسين قنديل اللى كان متجوز امى وكان عايش معانا مبسوط لحد ما بقيتوا اصحاب وزقيت عليه قريبتك الـ***** عشان تلوف عليه عشان مصالحك ومكاسبك من ورا جوازتهم ، ابويا اللى رماني انا وامى بمجرد ما اتجوز قريبتك ، اللى مبيصرفش عليا ولا بشوفه اصلاً ولا اساوى كلب من الكلاب اللى بيربيهم

صفق سليم الالفى استنكاراً لما قصه عليه مجد قنديل

سليم : ابوك اتجوز قريبتى الـ**** على حد قولك ، ورماك انت وامك وبقيت اقل من الكلاب اللى بيربيها فـ تجى تقتل واحد سهل لـ ابوك الجوازه ، انت احول يالا ولا اهبل ، ما تروح تقتل ابوك يمكن تورثه ولا تقتل مرات ابوك تقتلني انا ليه ؟
مجد : هما مينفعوش يموتوا الموته السهله دي 

امر سليم حراسه بـ اطلاق سراح مجد قنديل والقاءه خارج الفندق 

تيم : أنت ازاي سيبته يمشى بكل سهولة كده ؟
سليم : ده واد اهبل ، حد يروح يقتل حد بـ خنجر ولا سكينه ، لا وحد مهم وعنده حراسه وفى فندقه وجاي باثبات الشخصيه ، أهبل وميساهلش حتى اخلى حد من bodyguards يضربه
تيم : مين قريبتك دى اللى حسين قنديل متجوزها
سليم : الساعه بقت خمسه الصبح ، عايز اروح وانام
تيم : وانا عايز افهم
سليم : وانا اكيد هفهمك بس مش دلوقتي ، انام واصحي فايق وافهمك
تيم : طيب ، ان شاء الله

خرجا سليم بـ رفقة ولده تيم وتوجها الى المنزل وتتبعتهم سيارات الحراسه الخاصة بـ سليم الالفى
__**__**__
لم تذق عينى فلوريت النوم منذ ان استفاقت من ذلك الحلم الذى زارها فيه والدها ، او لم تستطع الذهاب الى النوم منذ ان قررت ان تحكى لـ تيم عن هذا السر الذى تخفيه عنه
هاتفته كثيراً ولكنه لم يجيب فـ عرفت انه عاد من الحفل في وقت متأخر وانه الان غارق في نوم عميق ولكنه لم تكف عن الاتصال الى ان دقت الساعه الواحده ظهراً
استيقظ تيم لـ يجد ان عدد اتصال فلوريت به فاق العشرون مرة ، شعر بالقلق وهاتفها قبل ان يستعيد كامل ادراكه ووعيه

تيم : انتِ كويسه ؟
فلوريت :  انت فين كل ده ؟
تيم : كنت نايم يا حبيبتى ، رجعت الصبح
فلوريت : طيب انا عايزه اشوفك النهارده ضروري
تيم : حاضر يا قلبى ، ساعتين تلاته كده واجيلك
فلوريت : لا ، قوم اغسل وشك وصلى ونط في اى تي شيرت وبنطلون وتعالالى حالاً
تيم : فلوريت ، فى ايه ؟
فلوريت : تيم ، فى حاجه مهمة جداً ومينفعش في الموبايل
تيم : طيب انا شويه وهكون عندك
فلوريت : مستنياك

اغلقت فلوريت الهاتف مع تيم وذهبت الى المطبخ كى تعد له طعاماً لانها تعلم انها لم يأكل شيئاً منذ ليلة الامس وانه سوف يأتى اليها دون تناول اى طعام ، اثناء اعدادها للطعام هاتفتها والدتها

كارولين : Buongiorno  (صباح الخير)
فلوريت :  Buongiorno ، عامل ايه ؟
كارولين : bene (بخير) ، انت آمل ايه ؟
فلوريت : بخير يا ماما الحمد لله 
كارولين : فى poliziotto (ضابط شرطه) كلم من شوي
فلوريت باهتمام بالغ : وقال ايه ؟
كارولين : قال ان macchina fotografica (الكاميرا) صورت راجل وبأد تهقيق طلع sicario (قاتل مأجور)
فلوريت : sicario !! وده كان جاى عندنا يعمل ايه ؟ وليه حرق البيت !! وكان جاى يقتل مين ؟
كارولين : أنا اش آارف بس polizia (البوليس) هيبقضه ويأرف ليه أمل كده
فلوريت : فى حاجه مش مفهومه
كارولين : هنفهم قريب فلورا
فلوريت : ياريت
كارولين : لو فى جديده انا هكلمك
فلوريت : جديده ! ماشي يا مامى ، prenditi cura (خدي بالك من نفسك)
كارولين : انت كمان هبيبي

اغلقت فلوريت الهاتف وظلت تفكر بـ امر ذلك القاتل المأجور الذى اقتحم منزلهم واشعل النار فيه ، ماذا يريد ؟ ولما فعل كل هذا ؟ ومَن الذى دفعه لفعل ذلك ؟ ومَن المستفيد من حرق المنزل ؟
كل هذه الاسئلة دارت فى عقلها ، كادت ان تهلكه لانها لم تجد اجابة واحده يقتنع بها عقلها
بمجر ان انهت فلوريت اعداد الطعام لأجل تيم دق جرس الباب وفتحت لـ تجد تيم امامها يحمل باقة من الزهور التى تحبها تيم ، بمجرد ان رأته فلوريت نسيت كل شئ يشغلها ويسبب لها القلق

فلوريت : أنت يعنى عايز تنسينى انا عيزاك ليه ؟
تيم : توء ، عايز اهديكي
فلوريت (وهي تتناول منه باقه الزهور) : انت طلعتلى منين
تيم : انا اللى مش عارف انتِ اللى طلعتيلي منين ، شقلبتى حالى
فلوريت : مش عارفه مين اللى شقلب مين 
تيم : احنا الاتنين شقلبنا بعض ، شقلبه شقلبه يعنى ولا مراجيح السبتيه
فلوريت : انت متعرفش يا تيم انت عوضتنى ازاى ، رجعتلي الثقه والامان اللى ضاعوا منى بعد ابويا ونديم
تيم : وده له علاقة بـ اننا نتكلم على الباب كده

ضحكت فلوريت بـ دلال شديد وفتحت الباب الى اخره ثم مسكت بـ يد تيم ودلفا سوياً 

فلوريت : انا حضرتلك فطار ، عارفه انك هتصحي تجيني من غير فطار
تيم : طيب فين ؟
فلوريت : ثوانى ويكون على السفرة

دخلت فلوريت الى المطبخ وقام تيم بـ ارجاع الشريط الخاص بـ تسجيلات الكاميرات التى تم تركيبها مسبقاً بسبب قلق فلوريت من اقتحام احداً منزلها ، لم يعرف لما قام تيم بهذا التصرف هو فقط اراد ان يعرف ان الكاميرات تعمل بكفاءه جيدة او ربما اراد الاطمئنان على فلوريت ، ولكنه لو كان يعلم انه سيرى نديم يزور فلوريت في ساعه متأخرة من الليل لم يكن يفكر مجرد التفكير في تصفح تلك الكاميرات 
على الرغم من ان تيم كام يحترق غيرة من داخله  الا انه تظاهر بالهدوء واللامبالاة لاعطاء فلوريت الفرصه ان تخبره هي بنفسها كما اعتاد منها دوماً
تناول تيم وفلوريت طعام الافطار وجلسا سوياً يحتسيا مشروب القهوة

تيم : هااا بقى ؟
فلوريت : هاا ايه ؟
تيم : ايه اللى ها ايه ؟ انتِ مش جيبانى على ملى وشي عشان عيزانى ضروري
فلوريت : عارف انا كنت مخنوقه وعلى اخرى ومش طايقه نفسي ولا الكون من حواليا بس مجرد ما شوفتك نسيتنى نفسي
تيم (ممسكاً بيديها بقوة وحنان) : دي حاجه كويسه بس لو في حاجه مضيقاكى او ياريت تحكيها لان انتِ ممكن دلوقتي تكوني ناسيه نفسك بس ممكن بعد مامشي تفتكرى وتقعدي زعلانه
فلوريت : عندك حق
تيم : طيب يا حبيبي فضفضيلي
فلوريت : هو حوار معقد يا تيمو
تيم : وانا معاكى للاخر
فلوريت : انت في حاجات كتير اوى متعرفهاش عنى 
تيم : حاجات زي ايه ؟
فلوريت : اسباب رفضي للارتباط الرسمي بينا دي اسباب وهمية

شعر تيم بـ غصة في حلقه منعته من الكلام او حتى التنفس

فلوريت : فى اسباب تانيه انا مقدرتش اقولها
تيم : ليها علاقة بـ نديم ؟
فلوريت : لا ، بس حصل حاجه امبارح خلتني اصمم اقولك الحقيقه
تيم : حاجه ايه ؟
فلوريت : نديم زارنى
تيم : وبعدين ، احكي على طول
فلوريت : قالى انك لو عرفت السر اللى انا مخبياه ولو باباك عرفوا استحاله تتجوزنى
تيم : هي كلمات متقاطعه يا فلورا ، ما تنجزى احكي على طول ، سر ايه ؟
فلوريت : انت تعرف ايه عن بابا
تيم : اعرف انه كان رجل اعمال ناجح
فلوريت : بس !!
تيم بزفره ضيق : يووووه
فلوريت : خلاص خلاص ، بابا كان رجل اعمال ناجح وشريف جداً بس في اخر ايامه حصله drops كتير في الشغل واتقفله مصانع وقبل ما يموت اتداين لناس كتير وفي النهايه اعلن افلاسه ومات وهو مديون ومسابش اي حاجه نهائي ، لا فلوس ولا عقارات لولا ان البيت ده مكتوب بـ اسمي كان زمان البنك حجز عليه
تيم : طيب وانتِ عايشه ازاي ؟
فلوريت : مامى من عيلة غنيه جداً في ايطاليا وعندها ممتلكات وفلوس كتير وهي بتصرف عليا
تيم : مش فاهم ايه المشكله اللى تمنع جوازنا ، انك مبقتيش غنيه يعني ؟
فلوريت : واني عليا ديون كتير ، ممكن انت او باباك تفتكر اني طمعانه فيكوا او انكوا عايزين تسدوا الديون عني
تيم : ثواني بس انا عايز افهم ، مين المديون انتِ ولا باباكى الله يرحمه
فلوريت : لا بابي
تيم : وباباكى مسبش اي حاجه صح ؟
فلوريت : صح
تيم : طيب الديانه عايزين منك ايه !! المفروض اللى يسد باباكى وان هو توفي يحجزوا على ممتلكاته ولو مفيش ممتلكات يبقي مالهمش حاجه
فلوريت : انا عايزه بابا يكون مستريح في تربته يا تيم ، مش عيزاه يتعذب بـ الدّيْن اللى عليه
تيم : عليكي دّيْن بحوالى كام
فلوريت : لا يا تيم مش هقولك ومش هتدفعلي حاجه ومش هاخد منك مليم
تيم : وطبعاً مش هنتجوز الا لما تسديهم
فلوريت : ايوة
تيم : طيب قوليلي الفلوس كام عشان اعرف هنتجوز امتى !!
فلوريت : ١٥ مليون جنيه
تيم : وانتِ بتسددى الفلوس دي ازاى !!
فلوريت : سديت مليون لحد دلوقتي
تيم : سديتي مليون وابوكي متوفي من سنه ، يعني لو كل سنه هتسدي مليون يبقي بتقي ١٤ سنه ونتجوز ، لا مش كتير 
فلوريت : انت بتتريق !!
تيم : انتِ بتستعبطى !!
فلوريت : يعنى عايزنى اعمل ايه ؟ مسدس الفلوس وابويا يتعذب بيهم في اخرته ولا اتجوزك ويقولوا طمعانه
تيم بحدة ونبره عاليه : لا يا فلورا ريحي ابوكى في اخرته واتعبيني انا في دنيتى
فلوريت : انت بتزعق كده ليه ؟
تيم : عشان تعبت ، عشان في تلكيك واضح
فلوريت : اقنعنى ان ابوك مش هيقولك طمعانه فيك ، اقنعني انه مش هيقولك سيبك منها ده ابوها اعلن افلاسه
تيم : على فكره انا قولتله انك فلوريت ايمن الدهبي وعارفك وعارف ابوكي واكيد عارف كل اللى انتِ قولتيه بس مقاليش حرف واحد عنه ، لان ببساطه ده مالوش علاقه بالجواز ولا بيكي اصلاً
فلوريت : تيم افهمنى
تيم : بتسدي الديون دي ازاي !! سديتي مليون جنيه ازاي ؟ انتِ مبتشتغليش ومعندكيش اي ممتلكات ؟
فلوريت : بتصرف فيهم
تيم : ازاي
فلوريت وهي تحاول عدم النظر الى عيني تيم : مش مهم تعرف
تيم : نعم ياختي !!
فلوريت : اكيد يعني مش ببيع نفسي
تيم : لا والله !! على اساس انك لو بعيتي نفسك هتجيبي ١٥ مليون جنيه ، ليه يعنى انجلينا جولى
فلوريت : المفروض اني احسن من انجلينا جولى في نظرك
تيم : متغيريش الموضوع بالله عليكي ، بتتصرفي في الفلوس ازاي ؟
فلوريت : مش عايزه اقول واظن ده حقى
تيم وهو يأخد متعلقاته الشخصيه : طيب يا فلورا ، لما تبقى قادره تحكي كل اللى عندك ابقى كلميني
فلوريت وهي تمسك بذراعه : استني انت رايح فين
تيم وهو يخلص ذراعه من بين يديها : ورايا شغل
فلوريت : النهارده اجازه
تيم : سلام

وتركها تيم وخرج من منزلها واستقل سيارته وهو في قمة غضبه
ظل يفكر كثيراً فيما قالته فلوريت ، فى وضعها السئ ولكنه تذكر شيئاً سأل نفسه عنه " ازاي فلوريت لسه قاعده في بيت ابوها رغم ان المفروض يكون اتحجز عليه من البنك او الديانه !! ويا ترى بتسدد المبالغ المهولة دي ازاي ؟ ، هتجنيني يا فلوريت"
__**__**__
استيقظ سليم الالفى الساعه الخامسه عصراً نظراً لوجوده طوال الليل في الحفل ولكن بمجرد استيقاظه هاتف سراج عمارة مدير مكتبه والذى كان قد كلفه بـ جمع كل المعلومات الممكنه والمستحيله المتعلقه بـ مجد حسين قنديل
جاء سراج عماره والذى كان قد جمع معلومات لا بأس بها في اقل من اثنى عشر ساعه عن مجد قنديل

سراج : اذيك يا باشا
سليم : تمام ، عملت ايه
سراج : مجد حسين قنديل ، ابن رجل الاعمـ.......
سليم مقاطعاً : مش عايز المعلومات الاساسيه انا عارفها 
سراج : تمام ، قعد في الاحداث حوالى اربع شهور
سليم : احداث !! ليه ؟
سراج : شروع فى قتل اخته من مرات ابوه وسببلها عاهه مستديمه
سليم : وايه تانى ؟
سراج : اتمسك في قضيه مخدرات ، تعاطي بس ابوه خرجه منها وتهمه حيازه سلاح بدون ترخيص ودي اتحبس فيها وحالياً شغال ديلر 
سليم : ايه نظام علاقته بـ ابوه
سراج : ابوه بايعه من زمان وعنده استعداد يبلغ عنه بنفسه
سليم : اتقبض عليه في خلافات مع ابوه او شروع في قتل
سراج : لا ، بس هو حاول يقتل مرات ابوه اكتر من مره وسرق فلوس كتير من ابوه
سليم : في حاجه تانيه ؟
سراج : اه ، بيتعالج عند طبيب نفسى 
سليم : طبيب نفسى
سراج : اه ، والكلام ده اكيد
سليم : انت عرفت ازاي كل ده
سراج : موضوع القضايا بتاعته ده جبته من واحد ضابط شرطه معرفه ، وموضوع انه ديلر عرفته من الجامعه بتاعته وحكايه الطبيب النفسى عرفته من واحد في شلته واخيراً روحت لـ حارس عند ڤيلا حسين قنديل ودردشت معاه وحكالى على موضوع محاوله قتل مرات ابوه وسرقه الفلوس
سليم : بيعجبني فيك سرعه الاداء يا سراج
سراج : تربية سعادتك يا باشا
سليم : الواد يتحط تحت المراقبه ، كل تحركاته توصلني اول بأول
سراج : عُلم وسينفذ يا باشا
سليم : الواد ده يا سراج لو دخل الحمام وانت مكنش عندك علم بـ ده مش هعديهالك
سراج : متقلقش يا باشا ، هي اول مره
سليم : سيرين سافرت ؟
سراج : اه ورجالتنا هناك ظبطوها
سليم : هتجي امتى ؟
سراج : بتقول شهر كفايه
سليم : براحتها
سراج : احنا مظبطينلها كل حاجه خاصه باقامتها هناك
سليم : تمام ، دلوقتي انا عايزك تعين تلت اربع مشرفين على منتجات مصر للطيران ، تكون مهمتهم الاشراف على المنتجات الخاصه بـ مصر للطيران
سراج : ليه يا باشا
سليم : انت ناسي اننا عاملين خط انتاج خاص بـ مصر للطيران ، المصنع مينفعش ينام ، مينفعش يدخله ناموسه ، مينفعش ماكينه تعطل عشان كده عايز عمال ومشرفين اكتر ، كذلك المخزن ، لا تلاجه تفصل ولا حشره تدخل ولا حاجه تبوظ ، احنا انتاجنا لـ مصر للطيران يوم بيوم لان في كل يوم اكتر من رحله بتطلع ، فاهمني يا سراج
سراج : فاهمك يا باشا
سليم : فوق ده كله عايزك كل يوم تنزل تشوف الشغل في المصنع والمخزن وتطمن ، احنا واخدين المناقصه دي بطلوع الروح ودي سمعتنا وانا مبثقش في حد قدك
سراج : ده شرف ليا يا سليم باشا
سليم : خليك قد الثقه دي
سراج : ان شاء الله
سليم : روح انت دلوقتي وهستني منك اخبار يوم بيوم عن مجد قنديل
سراج : حاضر يا باشا

غادر سراج عماره ڤيلا سليم الالفى وبمجرد خروجه بدأ في تنفيذ اوامر سليم الالفى حيث ان سراج عماره يتسم بـ سرعه الاداء كما وصفه سليم الالفى
ظل سليم الالفى يفكر فى امر مجد قنديل ولماذا اراد قتله وكيف لـ شاب لم يتم عامه الخامس والعشرين ويمتلك بداخله كل هذا الاجرام والبشاعه ، فكر سليم ان يهاتف حسين قنديل ويخبره عن ولده ولكنه فضل الا يسبق الاحداث وينتظر نتائج مراقبه مجد قنديل
__**__**__
لم يتقابل نديم وماهيتاب منذ فترة طويله ، فـ رغم تعدد علاقات نديم وكثرة الفتيات حوله الا ان ماهيتاب تبقي الاقرب والاصدق الى قلبه بل والصديقة التى لا يرتبط بها بـ اي علاقة عاطفيه او جنسيه لذلك لا يستطيع الاستغناء عنها لشعوره انها النطفة النظيفه المتبقيه فى حياته بعد انفصاله عن فلوريت

نديم : كل ده مشوفكيش ؟
ماهيتاب : انت شكلك مشغول الايام دى
نديم : بحاول ارجع لـ فلورا
ماهيتاب : لسه بتحاول ؟
نديم : مش قادر يا ماهى ، مش قادر اعيش من غيرها
ماهيتاب : انا بستغرب حبك يا نديم ، ازاي تبقي بتحب الحب ده كله وتخونها كل الخيانات دي ؟
نديم : انا بنى ادم وسخ مش هنكر بس كان املى اننا لما نتجوز اتعدل واستقيم
ماهيتاب : بس دي مجازفه ، ايه يجبرها تجازف المجازفه دي
نديم : انها بتحبنى وعارفه اني ممكن اتصلح
ماهيتاب : سيبك من موضوع فلوريت دلوقتي بقالنا سنه بنرغي فيه ومفيش حاجه بتتغير ، لا انت بتحاول تبقي كويس ولا هي بترجعلك
نديم : وحشتني اوى
ماهيتاب : بتشوف جود
نديم : كانت  في سريرى اول امبارح
ماهيتاب : جاتك القرف انت وهي
نديم : بتسألى عنها ليه ؟
ماهيتاب : عيزاك تصورهالى
نديم : اصورهالك ازاي ؟
ماهيتاب : وهي معاك
نديم : قصدك في السرير
ماهيتاب : لا في التلاجه
نديم : ليه يا ظريفة
ماهيتاب : عشان طارق يثبتلها انها فعلاً بتخونه
نديم : هي لسه بتحلفله انها مبتخونوش ؟
ماهيتاب : تخيل
نديم : بس انا كده هصور نفسي ومفاتني هتتكشف على الغُرب
ماهيتاب : مفاتن ايه !! جاتك نيله فيك وفي مفاتنك
نديم : خلاص يا ستي متزوقيش
ماهيتاب : هتصورها ولا لا
نديم : هحاول الاقى طريقه بحيث اني اصورها من غير مانا اظهر
ماهيتاب : فى اقرب وقت
نديم : انتِ بتحبى طارق
ماهيتاب : زي اخويا وحابه اساعده
نديم : بس خدي بالك انتِ كده بتفضحي واحده ربنا ساترها ، وانا على الرغم من وساختي الا انى عمرى ما فضحت بنت ولا سوأت سمعتها
ماهيتاب : انا مش هاخد الڤيديو انزله على النت ، ده مجرد حاجه طارق يواجه بيها جود وبعدها هنولع فيها
نديم : خدي بالك برضه 
ماهيتاب : متقلقش
نديم : مش هتزوري فلوريت قريب
ماهيتاب : بفكر
نديم : طيب لو زورتيها ابقي طمنيني عليها
ماهيتاب : يخربيت لمعه عينك وانت بتتكلم عن فلورا
نديم : يعنى ايه ؟
ماهيتاب : بتشع حب وشوق فظيع ، مش عارفه ازاي في عينك الحب ده كله وبتقدر توجعها كده
نديم : صدقيني انا نفسي مش عارف ، بقيت احس اني مريض
ماهيتاب : فكر كويس وعيد حساباتك ، جايز تكون دي اول خطوات العلاج
نديم : قولي يارب
ماهيتاب : يارب

حقاً ، فى الفتره الاخيره بدأ يشعر نديم وانه مريض بالعلاقات الجنسيه والفتيات ، بدأ يشعر بـ صراع داخلي وتناقضات كبيره في شخصيته وتصرفاته وبدأ يفكر جدياً في هذه التناقضات والصراعات
__**__**__
عاد تيم الى المنزل لـ يجد والده يجلس في حديقه الڤيلا ويتصفح احدى الجرائد ، شعر سليم وان هناك شعور غاضب او حزين يتملك من تيم 
جلس تيم امام والده ، ترك سليم الجريده ونظر الى تيم باهتمام

سليم : مالك
تيم : تعرف ايه عن ايمن الدهبى
سليم : كان رجل اعمال ناجح وشاطر
تيم : بس !!
سليم : فى ايه ؟
تيم : تعرف انه اشهر افلاسه في اخر ايامه وخسر كل املاكه وانه مديون بـ اكتر من ١٥ مليون جنيه
سليم : ومات والديانه مخدوش الا خاذوق
تيم : بس فلوريت بتحاول تسد الفلوس دي
سليم : ليه ؟
تيم : مش هاين عليها ابوها يتعذب بديونه في الاخره
سليم : والله انها جدعه وبنت راجل ، اظن انت لو مكانها هتتبرأ مني
تيم : يا بابا انا مبهزرش
سليم : انا مش فاهم انت متضايق ليه ؟ كنت طمعان انها معاها ملايين يعني
تيم : اكيد لا ، بس انت هتوافق على جوازنا وانت عارف ان ابوها افلس
سليم : طيب مانا already وافقت على جوازكوا ، وانا عارف قصة ابوها دي من ايام ما كان عايش
تيم : طيب ادى هم وخلصنا منه
سليم : ايه باقي الهموم
تيم : مش عايزه تتجوزني الا لما تسد الفلوس
سليم : وهي سدت كام ؟
تيم : مليون
سليم : طيب يا ابنى يديلك طولة العمر
تيم : بابا انت ممكن تديني الـ ١٥ مليون جنيه دول اديهم لـ فلورا
سليم : وانت تسد عن ابوها ليه ؟
تيم : عشان هتبقي مراتي
سليم : لما تبقى مراتك
تيم : ماهى لو مسددتش الفلوس دي مش هتتجوزنى
سليم : مش فاهم ايه العلاقة
تيم : خايفه تتجوزني وهي مديونه يقولوا طمعانه فيا
سليم : فـ انت بقى رايح تديلها الفلوس ، يا سلام على الفكاكه
تيم : طيب اعمل ايه ؟
سليم : اتأكد الاول انها عايزه فعلاً تسد ديون ابوها واعرف جابت منين المليون 

شرد تيم ، لم يستطع الرد على والده ، اسئلة كثيره وكلها منطقيه ولكنها لا يوجد لها اجابه واحده منطقيه

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


الجمعة، 23 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل السابع)

الفصل السابع

اقترب طلعت المنشاوى من فلوريت وابتسم لها وبادلته هي الاخرى الابتسامه

طلعت : أنا عارف قد ايه نديم وجعك بس انا كنت صاحب ابوكى الله يرحمه
فلوريت : الله يرحمه
طلعت : يعنى اللى بيربطنى بيكى مش علاقتك بـ نديم صح
فلوريت : صح
طلعت : وانا مقدر بس كنت متوقع انك تلجأيلى وقت ما تجتاجينى ، كنت متوقع ان زي ابوكى بغض النظر عن تصرف نديم معاكى
فلوريت : كان لازم ابعد عن اى حاجه بتفكرنى بـ نديم وبـ اللى عمله 
طلعت : بتهيألى انا بفكرك بـ ابوكى اكتر من نديم
فلوريت : انا مبنساش ابويا عشان حد يفكرنى بيه والا كنت روحت عشت مع امى ، اظن دى اكتر واحده ممكن تفكرنى بيه ده على فرض اني بنساه
طلعت : مش عايزك تاخدي منى الموقف ده ، ومش عايز منك اكتر من ان لو احتجتي حاجه متتردديش لحظه انك تتصلي بيا
فلوريت : انكل انا مش واخده من حضرتك موقف ، بس انت شاهد على اللى عمله فيا نديم ، حضرتك بتقول عارف كنت بفكر في ايه وقاريني كويس ، يبقى حضرتك مفروض تقرأ وجعى وحسرتى على اول انسان وثقت فيه وحبيته
طلعت : انا عارف ان ابني واطي ونسوانجى ، وعلاقته دي هتوديه في داهية بس انا خلاص رميت طوبته ولازم احزرك عشان متغرقيش ، تيم ونديم ميختلفوش عن بعض كتير
فلوريت : بس تيم من يوم ما ارتبط بيا مخانيش
طلعت : اتمنى يفضل على كده
فلوريت : حضرتك بس ادعيلي وابعد نديم عنى
طلعت : متقلقيش ، لو اتعرضلك تعالى بس عرفينى وانا هتصرف

ثم اقترب منها طلعت وطبع قبلة ابوية فوق جبينها وتركها وانصرف وظلت هي بالشرفه تنتظر تيم
__**__
ذهب تيم الى الحراسه المتواجده على مدخل الفندق لـ يرى اسماء المدعويين التى سُجلت لـ يبدأ قراءه بداية بـ حرف النون حيث ان الاسماء سُجلت طبقاً لـ الترتيب الهجائى لـ تسهيل البحث عن الاسماء لـ يجد اسم "نديم طلعت المنشاوى" يزين القائمه فـ عاد مرة اخرى الى الفندق وبمجرد ان دلف الى قاعه الحفل استوقفه شاب لم تكن ملامحه غريبه على تيم ، نظر تيم نظرة فاحصه الى ذلك الشاب لـ يتذكر ذلك اليوم الذى ذهب فيه الى فلوريت لـ يجد صورتها مع نديم محطمه ، نعم انه نديم ، ذلك الشاب الذى استحوذ على قلب فلوريت لمدة تقرب من ست سنوات ، هو نفسه الذى حطم قلبها وداس بكل قوته على مشاعرها وكبريائها وكرامتها ، انه نفس الشاب الذى من الممكن ان يحن له قلب فلوريت بل والذى قالت عنه انها مازالت تحبه

تيم : افندم
نديم (وهو يصافحه بالقوة) : نديم المنشاوى
تيم (مُفلتاً يده) : خطيب فلورا السابق
نديم : قصدك حبيبها
تيم : مش هتفرق عندى ، المهم انك السابق
نديم : الاولانى ، الحب الاول اللى مبيتنسيش
تيم : أنت عايز ايه دلوقتى !!
نديم : نبقى اصحاب مثلاً
تيم : بـ مناسبه ايه ؟
نديم : قريبين من بعض في السن ، من مستوى اجتماعي زي بعض ، ابويا وابوك بينهم بيزنس ، بنحب نفس البنت

عقد تيم حاجبيه ونظر الى نديم بـ غضب شديد ومنع نفسه بالقوة من ان يوجه لكمة الى نديم

تيم : البنت دى هتبقى مراتى ، يعني لا بشاركها مع حد ولا بتتقسم فاهم
نديم : أنت فهمت غلط يا تيمو ، انا خلاص اتعودت
تيم باستغراب : اتعودت !!
نديم : أيوة ، اتعودت ان الناس تاكل بعدى الفرافيت
تيم باستنكار : فرافيت !!
نديم : وهو ايه اللى باقى من فلورا !! انا خدت كل حاجه ، كل حاجه يا تيم
تيم : تيم الالفى بيضحك في الاخر ، تيم الالفى ميقعش الا واقف واخيراً انت محروق وهتموت لانى خدت منك انضف واحده قابلتها في حياتك ، واثق من كل ذره فيها عشان كده هتموت عشانها
نديم : انت فاهم غلط ، فلوريت دي صفحه وقطـ..........
تيم مقاطعاً اياه : هُش بلاش اشتغالات ، احنا صيع زي بعض ومبروم على مبروم مبيلفش ، انت عارف كويس اوى ان فلورا مينفعش تكون صفحه في حياة حد وتتقطع لا هي مجرد صفحه ولا هي بتتقطع ونهايه الحوار الفاشل ده فلوريت هتبقى مراتى وانت هتفضل محروق ، عشان خدت منك اطهر انسانه دخلت حياتك 

تركه تيم ومشى بخطوات بطيئه ثم عاد الى نديم ونظر له باهانة

تيم : بالمناسبة ، جود دي بيئه اوى ورخيصه اوى اوى ، بلاش تسترخص للدرجة دى

وتركه تيم مرة اخرى وذهب الى فلوريت التى كانت تنتظره في الشرفة

 
فلوريت : ايه يا حبيبى اتأخرت عليا كده ليه
تيم : مفيش يا قلبى ، خبطت بس في كذا واحد كده واضطريت اقف اتكلم 
فلوريت : شوفت الاسماء
تيم : اه واسم نديم منور في الكشف
فلوريت : يعنى هو هنا فعلاً !!
تيم : انتِ مقولتيش ليه انه ابن طلعت المنشاوى
فلوريت : ودي تفرق في ايه ؟
تيم : تفرق ان ابوه رجل اعمال ووارد جداً انه يخبط فينا كتير في حفلات مثلاً
فلوريت : طيب انا بقى مش هحضر اى حفلات تانى
تيم : حبيبتى انتِ قلقانه منه كده ليه ؟ 
فلوريت : يا حبيبى مش قلقانه منه ، انا مش عايزه اشوفه ، كل ماشوفه بفتكر القرف اللى عشته معاه ست سنين
تيم : انتِ ليه استحملتي ست سنين اصلاً ؟
فلوريت : مرة يقولي سامحيني ومره يقولي مش هعمل كده تانى ومره يقولى مانتِ منشفاها عليا اوى
تيم : وسخ
فلوريت : مش من حقى بقي اني مشفهوش
تيم (وهي يحاوطها بذراعيه) : حقك يا حبيبتي
فلوريت : وعلى فكره ، تلاقيه هو اللى باعت جود
تيم : انا عارف ، أهم حاجه انه منجحش فى اللى هو عاوزه بفضل عقلك
فلوريت : ده بفضل اخلاصك يا حبيبي
تيم (وهو يقبل رأسها) : انا بحبك اوى 
فلوريت : وأنا بموت فيك

سمع تيم اصوات عاليه وأناس يجرون بهستيريه فـ شعر ان هناك شئ ما غير طبيعى يحدث ، امسك بـ يد فلوريت وخرجا سوياً من الشرفة لـ يسأل احد العاملين عن سبب تلك الهستيريا التى اصابت الحضور لـ يقول له " فى حد حاول يقتل سليم بيه "
جرى تيم نحو والده وفلوريت تجرى خلفه لـ يجدا سليم الالفى محاوط بـ رجاله وشاب امامه يمسك بـ خنجرٍ ويمسكه اثنين من حراس سليم الالفى

تيم : بابا انت كويس ؟
سليم : آه متقلقش
تيم الى الشاب : انت مين اللى باعتك

لم يجيب الشاب على تيم وامر سليم حراسه بـ اخذ ذلك الشاب ووضعه فى احد غرف الفندق الفارغه تحت حراسه احد رجاله والا يتصل احداً بالشرطه لحين انتهاء الحفل ونفذ حراسه اوامره 
قام سليم الالفى بتهدأه الحضور واستكمل حفله بكل سرور وطمأنينه

تيم : مبلغتش الشرطه ليه !! هي حياتك لعبه
سليم : ابلغ الشرطه ليه ؟
تيم : عشان تعرف الواد ده تبع مين
سليم : عشان تجى تحقق مع الكل وتبوظ الحفله وياخدوا الواد وميعترفش لانه اكيد قابض مبلغ يخليه ميتكلمش حتى لو اتعلق وفي النهايه ياخدله كام سنه شروع في قتل ويخرج يعيش ملك
تيم : انا مش فاهم حاجه ؟
سليم : انا محصليش حاجه ، يعنى محاوله اغتيال فاشله ابوظ حفلتى وانول اللى باعته مراده ليه !! لا انا احجزه عندي واخلص حفلتى براحتي وبعدين اروحله اطلع منه اللى انا عايزه وبمزاجه وبدون نقطه دم  واحده ولا تعذيب ولا تعليق
تيم : انا مش فاهمك
سليم : طول مانت بعيد عن دماغي وعن شغلى عمرك ما هتفهمني
تيم : بتهيألى جه الوقت افهمك
سليم : اتمنى
تيم : هروح اوصل فلورا عشان اجي احضر لقاءك مع الواد اللى فوق ده
سليم : متمشيش دلوقتي ، خلى حد من السواقين يوصلوها
تيم : بعد اللى حصل ده مش هكون مطمن عليها
سليم : خلاص متتأخرش ماشي
تيم : حاضر
سليم : وخد معاك عربيه حراسه عشان اكون مطمن عليك
تيم : تمام ، سلام يا بوب

ترك تيم والده وذهب الى فلوريت واصطحبها للخارج وركب سيارته معاً وذهبا الى منزلها واتبعته سيارة حراسه
__**__**__
عاد طارق النعمانى من عمله الليلى الى منزله حيث انه يعمل فى خدمة عملاء احدي الشركات الخاصة ، فتح الباب المنزل ودخله لـ يجد جود تنتظره ، كانت تتمدد على احد الارائك 

طارق : جود !!

وقفت جود واقتربت منه

جود : ايوة جود ، طول الوقت ده كنت فكراك غيرت الكالون بس كنت قريبه من بيتك قولت اجى اجرب المفتاح سبحان الله لقيته بيفتح
طارق (وهي يجلس على الاريكة ويلقى بمفاتيحه على طاوله وجدت امامه) : عايزه ايه ؟
جود : مش عايزنى ليه ؟
طارق : كل شئ نصيب وخلصنا من الموضوع ده
جود : وليه خلصنا لما نديم وفلوريت فركشوا 
طارق : ياااااه ، هي لسه فلوريت بتاكل فى دماغك
جود : قصدك لسه انت منبهر بيها
طارق (وهو يرفع قدمه على الطاوله) : وحتي لو منبهر بيها او بحبها ، انتِ مالك يخصك في ايه !! انتِ مالكيش حاجه عندي
جود (بعد ان جلست بجواره) : لا ليا ، انت ليا ، قلبك وعقلك وكلك ليا
طارق (وهو ينظر اليها) : وانتِ لمين ؟
جود : ليك 
طارق : ليا لوحدى
جود : يا طارق افهم انا عمرى ما خونتك ، عمرى ما حبيت حد غيرك ، قلبى ده مدقش لحد غيرك
طارق بنبره استهزاء : لا مانا واثق ان قلبك مدقش لحد غيرى ، لكن في حاجات تانيه دقت لناس تانية
جود : انا عمرى ما خونتك يا طارق وانت كده بتظلمنى
طارق : طيب انا ظالم ومفترى ، ابعدي عنى بقى
جود : مش هبعد ، انا بحبك
طارق (بدأ يخرج عن هدوءه) : جود ، فكك بقى من الفيلم ده ، بحبك وانا ليك وانت ليا وانا مخونتكش ، خلاص بقى فيلم بايخ واسطوانه مشروخه مش عايز اسمعها ولا عندي استعداد اصدقها
جود : لو مبحبكش مرتبطتش بعدك ليه !!
طارق : مشكلتك انك فاصله قلبك عن باقى اعضاءك
جود : والله ما خونتك ، لا عمر حد لمسنـ........
طارق مقاطعاً اياها بغضب : اسكتى (يحاول يسيطر على غضبه) اخرجى بره ، انا راجع تعبان وعايز انام

لم ترد عليه جود ، فقط اخذت متعلقاتها الشخصيه وخرجت من شقة طارق ، تمدد طارق على الاريكة وهي يشعر بضيق وغصه فى قلبه
تذكر اول لقاء حميم جمعه بـ جود بعد قصة حب طويله جمعتهما ، كانت قصة مثال للاخلاص والعشق ، تذكر حين اكتشافه انها ليست عذراء

طارق : هو انا ممكن اسألك عن حاجه
جود : اكيد
طارق : ازاي بقيتى مش ڤيرجن 
جود : انا كنت عايزه احكيلك بس خوفت
طارق : خوفتى من ايه ؟
جود : خوفت متصدقنيش
طارق : قولى الحقيقه وانا هصدقك
جود : يعنى لو قولتلك انها حادثه هتصدقنى
طارق : اكيد هصدقك ، بس حادثه من انهى نوع ؟
جود : حادثه وانا صغيره

وصدقها طارق واعطاها كل شئ حسن فى الوجود ، كانت تشعر جود مع طارق انها في الجنه الا ان جاء يوم وسمع حوار بينها وبين احدي صديقاتها المقربات حيث كانت تخبرها عن ان الشخص الذى فقدت عذريتها بسببه قد عاد من السفر وهو نديم المنشاوى وبعد مراقبته لها اكتشف انها مازالت تربطها به علاقة ولكن لا يعرف الى اى مدى وصلت تلك العلاقة وبعد ان كشف لها انها تكذب وتخونه انهي تلك العلاقة التى تجمعهما ولكن جود مازالت تصر على انها صادقه ومخلصه
اطبق طارق عينيه على دموعه وغرق فى نومٍ عميق
__**__**__
وصلت فلوريت الى منزلها بعدما تركها تيم وعاد الى الحفلة
تذكرت غيرة تيم الشديده عليها ، ابتسمت ، وشعرت بـ سعادة غامرة ، فـ على الرغم من ان تيم يقيد حرية فلوريت نوعاً ما الا انها تحت غيرته عليها
بدلت فلوريت ملابسها وجلست على تختها تفكر فى امور كثيره اهمها تيم وحبها له وعشقه لها ، فكرت جدياً فى الارتباط الرسمى 
اثناء استغراق فلوريت فى هذا التفكير العميق دق جرس المنزل ، ظنت انه تيم لذلك قفزت من التخت وهندمت من وضعها وفتحت الباب لـ تجده "نديم"


فلوريت : أنت !!
نديم : مرضتش اتكلم معاكى فى الحفلة ، كنت خايف اعملك مشكله مع تيم
فلوريت : متقلقش مفيش مشاكل هتحصل بينى وبين تيم اطلاقاً
نديم (وهى يقترب من فلوريت) : وحشتينى يا فلوريت
فلوريت (وهي تبعده) : انت رايح فين ؟
نديم : داخل جوه ، حابب نتكلم
فلوريت : انت اهبل ولا شكلك كده !! انت مبتتكسفش من نفسك !! 
نديم : فلورا انتِ سامحتى كتير ، اعتبريها اخر مره
فلوريت : انا مبقتش بحبك ، انا حياتى كلها تتلخص في تيم ، انت مالكش وجود دلوقتي
نديم : أنا عارف انك بتغظينى بـ تيم وانه مالوش اهميه في حياتك
فلوريت : اغيظك انت بـ تيم !! انت متجيش شعره في تيم ، يعني مينفعش استغل شعره واحده فى تيم عشان اضايقك
نديم : لسه بتحبينى
فلوريت : بـ احن لـ ايام كانت حلوة مش عشان وجودك ، توء توء ، انا بحن لـ ايام كنت مستقره فيها اكتر من كل النواحى لكن دلوقتي بحب تيم وهتجوزه
نديم : وانتِ فاكره ان سليم الالفى هيوافق يجوز ابنه لـيكي
فلوريت : ميخصكش
نديم : لما سليم الالفى يرفض جواز تيم منك لـ اسباب انتِ عرفاها كويس اوى بس عامله عبيطه ومتلاقيش باقيلك حد غيرى متجيش ساعتها تطلبى ارجعلك
فلوريت : انا لو حياتى في انى ارجعلك ، اهون عليا اخسر حياتى ولا انى ارجعلك
نديم : تيم مش هيتجوزك ، ابوه مش هيوافق حتي لو هو بيحبك ، تيم نفسه لو عرف اللى عندك هيبعد عنك وانتِ فاهمه وانا فاهم ، ابعدي عنه قبل ما تكشفى سرك ويبقى شكلك so bad او قبل ماهو يبعد عنك وبكره تفتكرى كلامى ده وتندمي انك منفذتيهوش
فلوريت : مش عايزه اشوف وشك تانى

واغلقت فلوريت الباب باحكام من الداخل ودخلت غرفتها وظلت تفكر كثيراً فيما قاله لها نديم بشأن موافقه سليم الالفى على زواج ابنه منها ثم القت نظره طويله على صورة والدها المعلقه امامها وانهارت من شدة البكاء ثم وقفت امام الصورة وحدثتها وهي تبكى قائله " أنت سيبتنى لوحدي ليه ؟ سيبتنى للزمن والناس يلطشوا فيا ليه ؟ مش قولتلي في يوم من الايام اسندي ضهرك على ضهرى واعملى اللى انتِ عيزاه ، بابا انا ضهرى مش مسنود ، مش متغطي اصلاً !! انا متعريه من غيرك ، مش حاسه بـ آمان مهما حاولت ، انت برضه اللى قولتلى انى لما احتاجك اناديلك هتجيلى لو حتي كنت في اخر الدنيا ، انا كل يوم بناديلك ، كل يوم بحتاجلك وافضل انادي عليك ومبتجيش ، حتى الحلم بطلت تزورنى فيه ، بابا انا بناديلك رد عليا -انهارت اكثر- انا محتجالك"
استقلت فلوريت على تختها وهي تبكى بوجع شديد وتنادى على والدها وهي تحتضن صورته ثم غرقت في نومٍ عميق لـ يلبى لها والدها رغبتها ويزورها فى منامها
كانت كعادتها تجلس تبكى لـ يأتى هو من خلفها ويرتب على كتفيها ويجلس بجوارها لـ ترتمي فلوريت في حضنه وتبكي اكثر واكثر ويهدأها والدها ويقول لها " انا قولتلك هجيلك حتي لو فى اخر الدنيا بس انا دلوقتي مش في الدنيا يا فلورتى ، ومبجلكيش في الحلم عشان بطلت تنامى كويس " تنظر له فلوريت وتقول له " بابا انا محتجالك " لـ يرد هو قائلاً " انتِ محتاجه تشيلى الحمل من فوق ضهرك يا فلورتى ، حبيبتى خففى الحمل ، اكشفى عن السر وريحي نفسك واعرفى راسك من رجلك ، طول مانتِ شيلاه وحفظاه لوحدك عمرك ما هتستريحى " ، كففت فلوريت دمعاتها ونظرت الى والدها بـ اهتمام وسألته " اقول السر ده لـ مين ؟ مين ممكن يشيله معايا " ، ابتسم لها والدها وقال " انتِ اللى تقررى ده ، بس اللى ممكن يشيل معاكى اكتر بنى ادم بيحبك وبيخاف عليكي وعنده استعداد يشيل عنك او حتي معاكى ، تفتكر مين يكون الشخص ده يا فلورتى "
استيقظت فلوريت من نومها باضطراب وقلق شديد وهى تقول " تيم ، الشخص ده تيم يا بابا " ثم بدأت تستفيق وتدرك انها كانت في حلم ، نظرت الى صوره والدها ثم قالت " السر ده مش هينكشف الا لـ تيم "

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل السادس)

الفصل السادس

حالة من الخوف والارتباك سيطرت على تيم عند رؤيته لـ فلوريت ، لم يعرف ماذا يقول لها وبـ ماذا يبرر لها ؟ وهل ستصدقه وهي ترى جود داخل منزله بـ عينيها ؟ هل سـ تصدق انه لم يخونها ولم يفكر قط في خيانتها ؟ كل هذه الاسئله اقتحمت عقل تيم في لحظات قليله
اما جود فـ كانت تتملكها حالة من النشوة والسعادة ونظرات الانتصار تملأ عينيها
كان فلوريت تقف امام الباب وامامها يقف تيم وخلفه جود ، دلفت الى الداخل ووزعت نظراتها بينهما ثم نظرت الى عنق تيم لـ تجد احمر الشفاة يزينها ، قامت بـ مسحه باصبعيها (السبابه والوسطى) ثم مررت ابهامها على اصبعيها في محاوله منها لـ فركه 

فلوريت بـ نبرة استهزاء ونظرة احتقار وهى تفرك اصابعها : بيئه اوى اللون ده ، ايه !! لسه بتشترى من ابو اتنين ونص
جود : بنحاول نتعلم منك

دخلت فلوريت واتت بـ السترة الخاصة بـ جود واعطتها لها بطريقه مهينه وهي تدفعها الى الخارج " يالا يا حبيبتي ، بره " وبعد ان دفعتها خارج المنزل بـ اكمله قالت لها " البسى الجاكيت يا حلوة بدل ما بوليس الاداب يقفشك ولا الناس في الشارع تتحرش ولو انى عارفه انك تتمني " ثم اغلقت الباب
كان تيم يقف مصدوم مما فعلته فلوريت ، كانت مفاجأة رد فعلها وبرودها لا يتوقعها
اقتربت فلوريت من تيم وعانقته وهمست له "وحشتنى" ولكن تيم كان كالجدار لا يحرك ساكناً

فلوريت : مالك يا تيم ؟
تيم : فلورا ، انا بخاف من برودك وهدوءك ده
فلوريت (وهي تجلس على احد المقاعد) : وتخاف ليه !! انت عملت حاجه ؟
تيم : انتِ جيتى لقيتي معايا واحده
فلوريت : بس لسه بهدومكوا
تيم : مشكتيش اننا خلصنا مثلاً !! او كان في نيتى اعمل معاها حاجة
فلوريت : ربنا بـ كل عظمته وجلاله مبيحاسبناش على النية السيئه انا بقى هحاسبك
تيم : انتِ فعلاً واثقه فيا للدرجة دى ؟
فلوريت (بعد ان وقفت امامه) : انت عارف نديم خانى كام مرة ؟ عارف كشفت خيانته كام مرة ؟
تيم : معرفش
فلوريت : بعدد شعر راسك ، يعنى بقى عندي خبرة واقدر اعرف ان الشخص ده بيخونى او مبيخونيش
تيم : والخبرة دي قالتلك انى مخونتكيش
فلوريت (وهي تتجول في المنزل) : كل المرات اللى كشفت فيها خيانه نديم مكنش حد بيقولى روحى المكان الفلانى عشان نديم بيخونك هناك مش زي الافلام يعنى ، انا بالصدفه كنت بكشفه واوقات كتير بـ احساسي ومراقبتي له لكن كون ان جود تخبط فينا بالصدفه في المطعم ويجينى رساله تقولى انك بتخونى والرساله فيها العنوان يبقى ده كله فيلم معمول عشان اشك فيك ونخسر بعض صح ؟
تيم : انتِ جاتلك رساله ؟
فلوريت : ايوة ومعرفش ليه توقعت اني هـ اجى الاقى جود هى اللى معاك

صمتا تيم وفلوريت ثم اتصل تيم بـ احد المطاعم لـ يطلب طعام ومشروب له والى فلوريت ، تناولا العشاء سوياً على طاولة الطعام ولم يتحدثا كثيراً
__**__
استقلت جود المصعد بعد ان ارتدت السترة على ملابسها الفاضحة ، نزلت وظلت تنتظر فى الاسفل الى ان جاءت لها سياره ركبت فيها وغادرت سريعاً الى ان وصلت السيارة الى مكان هادئ لـ تتوقف

نديم : ايه اللى حصل ؟
جود : انت غبى يا نديم صح
نديم : ليه ؟
جود : ليه ايه !! انت ليه استعجلت وبعت المسج لـ فلورا ، مش قولتلك هرنلك
نديم : انتِ كان بقالك كتير فوق وبتصل مبترديش ولا بتكنسلى
جود : بقالى كتير ايه !! انت كنت متوقع اني هدخل اترمي في حضنه فـ ياخدنى على جوه ، انت اهبل ؟
نديم : واحده رايحه تطلب من واحد يعمل معاها كده هيقاوح ليه ؟
جود : هيقاوح عشان بيحب ومخلص لـ اللى بيحبها
نديم : انا مش فاهم حاجه هو ايه اللى حصل
جود : اللى حصل ان تيم رفض يعمل معايا حاجه وان فلوريت لما جت ، دخلت لقيتنا لسه بـ هدومنا في الريسبشن
نديم : اوووف ، اما انا غبي صحيح
جود : كويس انك اعترفت
نديم : يعنى كل ده راح على فاشوش
جود : معرفش بقى ، انا قبل ما فلورا تجي بوسته وخليت الروج يعلم على رقبته
نديم : هى حركة كويسه بس معرفش ممكن تعمل بينهم مشكله ولا لا
جود : شوفت اخرة استعجالك
نديم : خلاص يا جود بقى متقطميش فيا
جود : وانت هتعمل ايه دلوقتي يا فكيك
نديم : هروحك واقعد امخمخ لهم في فكره تانيه
جود : والله شكلك لتودى نفسك في داهيه ، تيم وفلورا مش بالسهوله ولا بالسذاجه دي
نديم : مفيش حد مالوش دخله
جود : طيب روحنى

فى الواقع فـ إن جود كانت تشعر بالضيق فـ هى تمنت تيم وتشعر وان استعجال نديم كان سبب في عدم تحقيق رغبتها
__**__
جلس كلاً من تيم وفلوريت على مقعدين متجاورين فى شرفة كانت تطل على نهر النيل ، كان يفصل بينهما منضدة وضع عليها قدحين من القهوة الامريكيه كان قد نزل تيم واشتراهما لعدم توافر اي شئ يُأكل او يُشرب في شقته

تيم : فلوريت
فلوريت : ايوة يا حبيبى
تيم : بعد ما جاتلك الرساله ، وانتِ فى طريقك لـ هنا فكرتى فى ايه ؟
فلوريت : يعنى ايه فكرت في ايه ؟
تيم : يعنى كان عندك شك انك هتجى تلاقينى نايم مع جود
فلوريت : لا مش شك
تيم : امال ايه !! يقين
فلوريت : ولا شك ولا يقين ولا حتى احساس ، كان مجرد احتمالات ، احتمال اجي الاقيك كده واحتمال لا
تيم : عايز اقولك على حاجه مهمه
فلوريت (وهى تنظر اليه بـ اهتمام) : حاجة ايه ؟
تيم : انا مكنش حتى عندى النية
فلوريت : مش فهماك
تيم : يعنى انا مكنش فى نيتى اخونك ، قبل ما تدخلى بـ ثوانى قولت لـ جود دي انى مش هخون فلوريت 

شعرت فلوريت بـ سعادة غامرة ظهرت على ابتسامتها الساحرة ثم امسكت بـ يد تيم واحتضنتها بـ قوة

 تيم : فلورا انا من اول ما اعلنت حبك اعلنت التوبة ، حرمت نفسى على اى واحده حتى انتِ لحد ما تبقى حلالى ، وحرمت على نفسى اى مخلوقه غيرك
فلوريت : انا مصدقاك يا تيم ، كفاية نظرتك ليا اللى كلها اخلاص 
تيم : عايزك تصدقى ان حتى نية خيانتك مكنتش عندى ، سواء مع جود او مع غيرها ، مهما اتعرضت لـ مثيرات صدقيني مش هوجعك ، مش هكون نديم تانى في حياتك يا فلورا 
فلوريت : لما اتعرفت عليك كنت طبعاً عرفاك واسمع عنك قبل كده ، كنت عارفه علاقاتك الكتيره ، خوفت اقرب منك عشان خوفت اكرر تجربة نديم تانى ، لما بقينا اصحاب وحكيتلك عنه فاكر يومها قولتلي ايه ؟
تيم : قولت ايه ؟
فلوريت : قولتلي انتِ محتاجه حد يحضن قلبك ويطبطب عليه مش يجرحه ويخونه ، حسيت قد ايه انت عارف اللى محتجاه
تيم : لما حكيتيلي عن تجربتك مع نديم شوفت الوجع والقهرة والدموع فى عيونك ، شوفت فى عينك قد ايه خيانه نديم كسرتك ودبحتك بالبطئ فـ عاهدت نفسى لو قربت منك لازم اكون تايب تماماً ولازم مرجعش لـ اللى كنت فيه ، قولت لنفسى مش هكون نديم تانى فى حياة فلورا
فلوريت : انا بحبك اوى
تيم : وانا بعشقك
___**__**___
بمجرد مغادرة جميل أيوب منزل سيرين قامت سيرين بـ مهاتفة سليم الألفى لـ تخبره ان جميل سوف يقوم بـ زرع رجاله غداً فى المؤتمر كى يعرف العرض المُقدم من شركته وانها تخشى من معرفة أيوب بـ تضامن سيرين معه

سليم : أنتِ مالك قلقانه كده ليه ؟
سيرين : أنت عارف جميل لو عرف اني بعته ليك هيعمل ايه ؟
سليم : وأنتِ عارفة أنتِ فى حماية مين ؟
سيرين : مالوش لازمة يا باشا المؤتمر ده او حتي بلاش تقولوا العرض ايه
سليم : سيرين ، ده بروتوكول ، عيزانى اقول لـ شركة مصر للطيران منعملش مؤتمر ومنعلنش عن العرض عشان انتِ خايفه !! انتِ بتهزرى
سيرين : طيب انت هتحميني منه ازاى ؟
سليم : فى اقل من ٢٤ ساعه هيكون معاكى تأشيره وتذكرة بيزنس لـ كندا ، روحى هناك شويه غيرى جو واختفى لحد ما الامور تهدى
سيرين : واقوله انا مسافره ليه ؟
سليم : متقوليلوش اى حاجه انتِ سافرى وخليه يكتشف بالصدفه انك سافرتى
سيرين : سليم باشا انا لو حصلى حاجه من جميل ذنبى هيبقى في رقبتك
سليم : مفيش حد يتحامى فى سليم الالفى ويحصله حاجه ، متقلقيش
سيرين : هسافر امتى ؟
سليم : شويه وهكلمك اقولك التفاصيل كلها
سيرين : اوكى

اغلقا سليم الالفى الهاتف مع سيرين ثم هاتف حراس الامن المسئول عن الفندق الخاص به والذي سيقام فيه الحفل فى مساء اليوم التالى واخبرهم بعدم السماح بـ دخول اى شخص لا يتواجد اسمه داخل كشف المدعويين
فى تلك الاثناء عاد تيم من الخارج بعد ان قام بـ توصيل فلوريت الى منزلها

سليم : حمدالله على السلامه
تيم : الله يسلمك يا بوب
سليم : فلوريت جت بالسلامه
تيم : اه وصلت من ساعتين وشويه
سليم : وانت طبعاً كنت بترحب بيها
تيم : ارجوك افهم علاقتي بـ فلورا صح يا بوب ، احنا علاقتنا نضيفه الى ابعد حدود
سليم : وانت ليه فاكر اني قصدى وسخ زي دماغك
تيم : ما علينا ، الحفلة بكره امتى 
سليم : الساعه تمانيه ، تكون في الفندق من الساعه سبعه معايا في انتظار الحضور
تيم : غالباً فلوريت هتجي بكره
سليم : تنور ، بس متاخدكش من الناس الجايه
تيم : هما الناس الجايه دي يعنى من باقى اهلى
سليم : يا ابنى احنا شغلنا كله قائم على علاقتنا ، يعني لازم تكون علاقة كويسه بكل الناس اللى ممكن تفيدك او تسندك ، لازم تدى كل واحد على قد مقامه
تيم : حاضر يا بوب متقلقش هشرفك
سليم : ربنا يستر ، الحفلة دي فيها اهم رجال الاعمال والمستثمرين في مصر ده غير الصحافه والاعلام اللى هيبقوا موجودين ، اى غلطه هتهز صورتنا ووضعنا قدام الناس
تيم : انت على طول مسيطر ، ده انت الحوت يا بوب
سليم : خليك عارف يا تيمو ان الحوت ممكن يجى الاحوت منه ، لازم تبقى دايماً واخد وضع الاستعداد
تيم : هو انا كل كلمه اقولها هتقولى بعدها نصيحه ، ايه جو الابهات الاوڤر ده
سليم : انت هتتجوز امتى !! مش هشوف عيالك انا ولا ايه
تيم : قريب يا بابا ان شاء الله ، فلورا بس عندها مشكله اول ما تخلص هنعمل خطوبه وبعدين جواز
سليم : انا ملاحظ ان فلوريت دي مشاكلها النفسيه كتيره
تيم : لا دي مش مشكله نفسيه
سليم : امال ايه ؟
تيم : بيتهم اللى فى ايطاليا اتحرق وواضح كده ان حد قاصد يحرقه
سليم : وحد يقصد يعمل فيهم كده ليه ؟
تيم : انا مش فاهم بالظبط كل اللى فهمته ان بسبب شغل ابوها بيتعرضوا لمشاكل وحورات كتير 
سليم : بس ابوها مات
تيم : غالباً سايب حاجه وحد بيدور عليها
سليم : حاجة ايه ؟
تيم : معرفش والله يا بوب ، جايز ورق ، او فلوس مثلاً يعنى
سليم : المهم تضمنلى انك لو اتجوزتها متطلتش فى مشاكلها دي
تيم : المفروض يا بابا انى لما اتجوزها احميها من المشاكل دي
سليم : ماشي يا عم الرومانسى
تيم : هقوم انام بقى تصبح على خير
سليم : وانت من اهله يا حبيبي
__**__**___
فى صباح اليوم التالى جلست فلوريت تحتسى قدحاً من القهوة وهى تتصفح بعض الاوراق الهامة الخاصه بـ والدها والتى كانت متواجده فى الخزنه ، راجعتها بدقة شديدة ثم جاء لها اتصال من والدتها

فلوريت : صباح الخير
كارولين : صباه نور فلورا
فلوريت : اخبارك ايه يا حبيبتى
كارولين : انا كويس ، انتِ آمل ايه ؟
فلوريت : كويسه الحمد لله
كارولين : لقيت ورق موجود
فلوريت : آه يا مامى كل حاجه زي ماهى
كارولين : همدو لله
فلوريت : مامى ، مش ممكن يكون عمى سعيد اللى عمل كده ؟
كارولين : وليه سأيد يأمل كده ؟
فلوريت : كان بيدور على حاجه ولما ملقهاش حرق البيت بـ بصاماته
كارولين : no ، سأيد مش شرير كده
فلوريت : انتِ اللى طيبه بـ زياده ، عمى سعيد ممكن يحرقنا احنا شخصياً ، قال مش شرير كده
كارولين : انت متهامل شويه أليه أشان أنت بيكرهه
فلوريت : هو اللى مبيحبنيش ، ما علينا لما نشوف الشرطه هتقول ايه
كارولين : انت امتى بيجى هنا ؟
فلوريت : هخلص كام حاجه واجيلك متقلقيش
كارولين : ok هبيبي ، طمنى أليك كل شوية
فلوريت : حاضر يا مامى ، متقلقيش انتِ عليا

اغلقت فلوريت الهاتف مع والدتها ثم بدأت تفحص الاوراق مرة اخرى الى ان دق جرس الباب وفتحت لـ تجده تيم

تيم : صباح الفل يا قمرى
فلوريت : صباح النور يا حبيبى

دلف تيم ووجد قدح القهوة الخاص بـ فلوريت متواجد على طاولة في الاستقبال 

تيم : شربتى القهوة من غيرى ؟
فلوريت : بس لسه مفطرتش
تيم : يبقى افطر من ايدك الحلوة دى
فلوريت (وهي تدفعه فى اتجاه المطبخ) : طيب يالا ادامى على المطبخ

جلس تيم على مقعد الحانة المتواجد في المطبخ وبدأت فلوريت في اعداد طعام الافطار

تيم : هاا لقيتي كل حاجه زي ماهى ولا في حاجه اختفت
فلوريت : لا كل حاجه تمام بس برضه عايزه اركب كاميرات
تيم : وتركبى كاميرات ليه !! ماحنا هنتجوز وكده كده هتسيبي البيت هنا
فلوريت : لحد ما نتجوز يا حبيبي
تيم : عموماً انا اتفقت مع شركة انظمه امنية وهيجوا يظبطولك الدنيا
فلوريت : ربنا يخليك ليا يا حبيبى
تيم : هستناكى في الحفلة النهارده ماشى
فلوريت : لازم اجى ؟
تيم : طبعاً ، دي فرصه كويسه عشان تتعرفي بـ بابا وعشان يكون ظهور لينا سوا قبل ما نعلن خطوبتنا
فلوريت : هو احنا ممثلين يا تيم !!
تيم : بس معروفين للمجتمع ، مش عايزين خطوبتنا تجي فجأة للناس وبعدين انا حابب تكونى جنبى في الحفلة دي
فلوريت : اوكي يا حبيبي ، هنرل اشترى فستان واروح الكوافير واظبط نفسى
تيم : مش عايزك حلوة بـ زياده ، انا بغير عليكي
فلوريت : وانا بحبك
تيم : ربنا يخليكي ليا ، انا همشى دلوقتى وبكره بتوع شركة الانظمة الامنيه هيجوا وانا هكون موجود
فلوريت : تمشى فين !! والفطار ده مين هياكله
تيم : ماشي يا قلبى هفطر وامشي عشان في مليون حاجه لازم اخلصها قبل الحفلة
فلوريت : اوكي افطر معايا وامشى

وجلسا تيم وفلوريت لـ يتناولا سوياً طعام الافطار ويتبادلا الاحاديث المختلفة
__**__**___
فى شركة  طلعت المنشاوى وتحديداً فى مكتبه ذهب نديم  الى مكتب طلعت المنشاوى لـ مقابلته

طلعت : ياااه اخيراً شوفتك !! بقالى فوق العشر ايام معرفتش انت فين
نديم : موجود يا بابا
طلعت : موجود !! قصدك بتتصرمح
نديم : انا مش في اجازه ولا ايه ؟
طلعت : اجازة من الشغل مش من البيت
نديم : مانا مقضيها بقي سفر وخروجات
طلعت : وليه سيادتك سيبت سفرياتك وخروجاتك وقطعت اجازتك وجيت هنا ؟
نديم : جاى اسألك على سليم الألفى
طلعت : ماله ؟
نديم : تعرف عنه ايه ؟
طلعت : اعرف انه خد مناقصة مصر للطيران
نديم : مناقصة ايه يا بابا ، انا بتكلم عنه كـ شخص
طلعت : معرفش عنه حاجه كـ شخص ، اعرف كـ رجل اعمال ومعرفش اكتر من اللى انت تعرفه
نديم : طيب وابنه ؟
طلعت : واد دلوع وفرفور وعايش عشان يسافر ويتصرمح يمين وشمال ويصاحب بنات عاهرات ، انت بتسأل الاسئلة دي كلها ليه ؟
نديم : عارف فلوريت ماشيه مع مين الايام دي ؟
طلعت : يعنى ايه ماشيه !! مرتبطه يعني
نديم : whatever ، عارف مين ؟
طلعت : متقوليش سليم الالفى
نديم : مش للدرجه دي ، تيم ابنه
طلعت : اممممم وانت بقى عايز ايه ؟
نديم : قصد حضرتك ايه ؟
طلعت : قصد حضرتى انك خونت فلوريت كتير والبنت خلاص نهت ارتباطكوا مالوش داعى تاخد الموضوع تحدي وتتحداها هي وابن سليم
نديم : انا مش بتحدى حد ، انا برجع فلوريت ليا
طلعت : هي سابتك وارتبطت بغيرك ، بلاش تضيع كرامتك
نديم : متقلقش عليا ، هطير انا اكمل اجازتى
طلعت : باقى ليك خمس ايام بعدهم ترجع لـ مكتبك
نديم : لا متقلقش الشغل اهم من اى حاجه
__**__**__
فى المساء ، فى احد الفنادق الفاخرة والفخمه التى يمتلكها سليم الالفى اقيم حفل ضخم لـ الاحتفال بـ توقيع العقد مع شركة مصر للطيران ولـ عقد مؤتمر صحفى مبسط حوله وحول العرض الذى قدمته "مجموعه الالفى"
كان يحضر الحفل كبار رجال الاعمال ورجال الصحافة والاعلام وممثلى شركة مصر للطيران وبعض موظفينها
كانت فلوريت تنير الحفل ، جذبت انتباه اغلب الحاضرين لـ شدة اناقتها وجمالها وبساطتها
كانت ترتدى فستان طويل اسود بدون اكمام ، زُين صدره ووسطه بـ حبييات الكريستال الصغيرة الملونه بـ الوان متعددة وتركت شعرها الذهبى المموج ينسدل على ظهرها وقامت بـ عمل مكياج بسيط وارتدت سوار الماظ مع قرط يشبهه
عندما رآها تيم انبهر بها وشعر بالغيرة تحرق قلبه عندما رأى نظرات الحضور تتجه اليها
بمجرد دخولها الى مقر الحفل -قاعة المؤتمرات- وقف تيم ينظر اليها وهو في قمة انبهاره بها وعندما رأى الناس تنظر اليها وتتابعها اتجه ناحيتها

فلوريت : انا جيت عشان خاطرك
تيم : ايه اللى انتِ لبساه ده ؟
فلوريت : فى ايه ؟!
تيم : فى ايه ايه !! ضهرك وصدرك كله مكشوف
فلوريت : ما كلهم قالعين اهم
تيم : انا ماليش دعوة بحد ، انتِ هتقعدي شويه وتروحى فاهمه
فلوريت : فى ايه يا تيم محسسنى انى جايه بـ قميص نوم
تيم : انتِ مشوفتيش الناس بتبص عليكى ازاي !! انتِ حلوة من غير ما تلبسي عريان
فلوريت : فين العريان ده !! هو عشان الفستان كب ابقى خلاص لبست عريان
تيم : طيب حاولى تلبسى الجاكيت اللى معاكى ده
فلوريت : ده عشان وانا بره بس
تيم : طيب هتقعدي شويه وتمشى اتفقنا
فلوريت : طيب ما تسيبنى امشي دلوقتى
تيم : لا شويه وامشى
فلوريت : طيب

بعد ان عُقد المؤتمر وتم امضاء العقود اتجه الجميع الى قاعه الحفل ، كانت فلوريت تمسك بـ يد تيم طوال الوقت ولم يتركها تيم خوفاً من ان ينظر احداً اليها او يحاول ان يتحدث اليها

فلوريت هامسة : تيم
تيم : نعم
فلوريت : انا حاسه اني شوفت نديم هنا
تيم باستغراب : نديم !! ايه اللى هيجيبه هنا
فلوريت : يمكن معزوم
تيم : مظنش
فلوريت : انا متأكده اني شوفته
تيم : حاسه ولا متأكده
فلوريت : مش عارفه
تيم : اسمه نديم ايه ؟
فلوريت : نديم المنشاوى
تيم : طيب تعالى

وجذبها تيم من يديها بـ حنيه حتى وصلا الى شرفه متواجده في قاعه الحفل لا يوجد بها احد

تيم :  استنينى هنا
فلوريت : هتروح فين ؟
تيم : هنزل اشوف كشوف المدعويين واشوف حد دخل واسمه مش موجود ولا لا
فلوريت : طيب متتأخرش عليا
تيم : حاضر يا قلبى

تركها تيم ونزل الى الاسفل ، بقيت فلوريت في الشرفه ، تذكرت نديم ، تذكرت اول مره اكتشفت فيه خيانته لها مراراً بـ ثانى وثالث مره وصولاً الى المرة الاخيرة التى انهت علاقتهما ، على الرغم من ان نديم ظل لـ مده سنتين لا يمس فتاة الا ان تلك المرة جعلت فلوريت لا تطيق ان تستكمل في تلك العلاقة التى تهين كرامتها وانوثتها وكبريائها
كانت على موعد مع نديم ، ظلت تنتظره كثيراً ولكنه تأخر اكثر ، حاولت الاتصال به لـ تجد الهاتف خارج نطاق الخدمه ، ذهبت الى مقر عمله فـ لم تجده فـ قررت الذهاب الى شقته الخاصه والتى تمتلكت من مفتاحها نسخه مؤخراً دون علم نديم
وصلت الى الشقه ، فتحت الباب بهدوء حتي لا يشعر بها احد ، مشيت بـ خطوات هادئه وبطيئه ، وصلت الى باب غرفة النوم وسمعت اصوات تنمو عن وجود علاقة جنسيه بالداخل ، انهارت فلوريت ، مر امامها ست سنوات قضتهما  مع نديم ما بين عذاب واهانه وخيانه ، فى كل مرة كانت تهرب وتسامح ولكن هذه المرة قررت الا تهرب وتواجه نديم ولا تسامحه مهما فعل
فتحت باب الغرفة لـ يقفذ نديم  المضطرب ويسحب اى شئ حوله لـ يغطي به جسده العارى اما الفتاة فـ لم تهتم كثيراً فقط اخذت ملابسها وارتدتها وخرجت بعد ان اخذت نقودها

فلوريت بنبره غاضبة بشدة : انت مزهقتش !! متعبتش !! مقرفتش من نفسك !! انت ازاي كده !! ازاي مستحمل نفسك بكل القرف ده
نديم : والله ماعرف ازاي عـ......
فلوريت مقاطعه بغضبها : كل مره متعرفش ازاي حصل ، نديم انا تعبت ، قرفت ، خلاص جبت اخرى معاك ، انا غُلبت 
نديم محاولاً تقبيل يديهاً: سامحيني
فلوريت : ابعد عنى ، متلمسنيش انا قرفانه منك

صمت الاثنين لـ ثوان قليله ثم استطردت فلوريت حديثها الغاضب مرة اخرى

فلوريت : انا خلاص مبقتش قادرة ، خلاص مبقتش عارفه حل ولا علاج ، انت مريض ، مريض يا نديم بالقرف اللى بتعمله وانا معنديش استعداد اكمل مع واحد مريض مش عايز يتعالج ، انا ليه بـ اجى على كرامتى وبدوس على قلبى وكبريائى اوى كده ؟ عشان بحبك !! ملعون ابو الحب اللى يخلينى اعمل في نفسى كده
نديم : انا بقالى سنتين مبطل ، اعتبريها غلطه تايب
فلوريت : هي سجاير هتبطلها وترجعلها ، نديم (تنهدت ثم استكملت) اللى بينا ده اخره انا لا عايزه اشوفك ولا اسمع صوتك ولا حتي اشوف رقمك على الموبايل
نديم ممسكاً بيديها : متمشيش ، متسبنيش ومتهديش اللى بينا
فلوريت : سيب ايدي يا قذر يا مقرف يا رمام ، ابقى خلى الرخص اللى انت فيه ده ينفعك ، جاتك القرف فيك وفي اللى عايزه تحبك

تنهدت فلوريت واطبقت جفنيها على دموعها ، حركت رأسها يميناً ويساراً في محاوله منها لـ نسيان تلك الذكرى المؤلمة التى تألمها في كل مره تتذكرها فيها ، يأتى صوت من خلفها لـ يخرجها من هذه الذكريات قائلاً " انا عارف انتِ بتفكرى فى ايه !! قادر اقراكى كويس " لـ تضطرب فلوريت وتتنهد تنهيدة قلقة

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


السبت، 17 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الخامس)

الفصل الخامس

بعد مرور عشر ايام من غلق باب التقديم فى المناقصة الخاصة بـ مصر للطيران ، فى مقر احدى شركات سليم الالفى يمر العاملين على المكاتب لـ توزيع دعوات حضور حفل فى احدى الفنادق التى يمتلكها سليم الالفى ، هذا الحفل احتفالاً بـ حصول الالفى على المناقصة وامضاء العقد مع شركة مصر للطيران
كان سليم في قمة سعادته ، ولم لا يكن سعيد ، فـ قد حصل على اهم مناقصة في تاريخ عمله مع اهم شركة طيران فى مصر بجانب ذلك انتصر على منافسيه واستطاع ان يحافظ على مكانته ووضعه داخل سوق العمل ، استطاع ايضاً ان يحافظ على لقبه " الحوت "
هاتف سليم الالفى عميلته الجديدة سيرين

سيرين : مبروك يا باشا
سليم : العربية وصلت ؟
سيرين : واقفه زي العروسه ادام بيتي
سليم : زي ما طلبتيها
سيرين : بالظبط
سليم : مفتاح العربيه من الدهب ، عملتهولك مخصوص
سيرين : مش عارفه اودي جمايلك فين ، بجد متشكره
سليم : انا اللى متشكر

منذ ان قرر سليم الالفى ان يتقدم بـ عرضه فى تلك المناقصه وهو لم يدخن السيجار بـ تلك النشوى والسعاده 
طرق تيم باب المكتب ودلف الى الداخل ، لـ يجد  السعاده ترتسم بقوة على ملامح والده

تيم : مبروك يا بوب
سليم : مبروك ليك انت كمان يا حبيبي
تيم : بس اقولك حاجه ومتزعلش
سليم : قول
تيم : انا مستغرب ازاي مصر للطيران قبلت بـ عرض ضعيف زي ده

ضحك سليم ضحكة يملؤها الاستهزاء الممزوج بالسعادة ، خرجت الضحكه مع دخان سيجاره

سليم : لا هو انت فاكر اني قدمت العرض ده فعلاً ؟
تيم : امال ايه ؟
سليم : انت وعيك بـ شغلنا للاسف محدود ومتعرفش الالاعيب اللى بتحصل في السوق
تيم : طيب فهمنى
سليم : عملت لجنتين ، لجنه ضعيفه ولجنه قوية ، اللجنه الضعيفه هي اللى كانت ظاهره للكل اما اللجنه القوية مكنش حد يعرف عنها حاجه وكانت بتشتغل في السر ، اللجنه الضعيفه قدمت عرض ضعيف وفي العلن كان هو ده العرض اللى احنا هنقدمه لكن كان في عرض تانى في الخفى ومظهرش الا ساعه تقدم العروض
تيم : طيب انا فهمت انك عملت كده عشان لو حد قرر يبيع العرض بتاعك للمنافسين بس لو ده محصلش المفروض ان المنافسين ميعرفوش عروض بعضهم ، ازاي بقى كنت واثق انك افضل عرض
سليم : هو مين كان اقوى منافس ؟
تيم : جميل أيوب
سليم : بالظبط ، له عشيقه ، عارفها عشان حلوة ومع الوقت بدأ يستغلها لصالحه وهى عرفاه عشان معيشها فى نعيم ، عرفتها من فتره كده شغل بس ، عرفت دماغها كويس وهي انها بتشتغل لـ اللى يدفع اكتر ، طلبت منها تاخد الملف بتاع العرض بتاعنا وتديه لـ جميل على اساس اننا هنقدمه لـ مصر للطيران فـ هو عمل ايه بقى ، عمل عرض اقل بكتير من اللى كان هيقدمه وانا من الناحيه التانيه عامل عرض اقوى بكتير كان مغرى جداً
تيم : وهو اهبل كده ؟ صدق صاحبته دي بسرعه ؟
سليم : ماهو لما يشترى اتنين من اللجنه المسئولة عن كتابه العرض ويأكدوله ان هو ده العرض فعلاً ، ولما يشترى اى حد بيشتغل معايا هيأكدله نفس الكلام ، لان ببساطه ده اللى كان ظاهر على الساحه للكل
تيم : طيب وليه مقولتليش على ده كله وليه ادتني الملف الفشنك
سليم : عشان انت لسه مش فاهم الشغل كويس ومش فاهم لعبه السوق ، كان ممكن بـ حسن نيه منك تبوظ كل ده
تيم : اكيد يا بوب مكنتش هفتن عليك ولا هبعيك
سليم : بص يا ابنى ، عشان تنجح فى شغلانتنا دي وتقدر تسيطر على السوق  اوعدي تدي سرك لـ اى حد مهما كان قريب منك ، امك الله يرحمها عمرى ما اديتها سر شغلى ابداً
تيم : بس المفروض انى معاك في الشغل
سليم : ده لما تكون ملتزم في الشغل ده غير ان المناقصة دي مكنتش من اختصاصك 
تيم : المهم انها رسيت علينا 
سليم : الحمد لله ، متنساش تعزم فلورا على الحفلة بكرة
تيم : فلورا في ايطاليا 
سليم : اه ، ليه ؟
تيم : سافرت مع مامتها ، ماهى امها ايطاليه
سليم : تجي بالسلامة
تيم : ان شاء الله

على الرغم من ان تيم يشعر بالضيق لان والده اعتبره من الغرباء الا انه كان معجب بشدة بـ دهاء وذكاء والده وتمنى ان يصبح مثله وتيقن تماماً انه لو اصبح المدير سـ يذهب بكل ما فعله والده الى الجحيم لذلك قرر ان ينتظم في العمل وان يتعلم من والده
__**__**__
فى احدى الفنادق الايطالية المتواجدة تحديداً في روما كيث كانتا تقيم فلوريت وكارولين بعد احتراق جزء من منزلهما واضطرارهما الى السفر فجأة الى روما ، كانت الشرطة الايطاليه تباشر التحقيقات ولكنها كانت تنتظر عودة كارولين الى روما حتى يكتمل التحقيق وبالفعل بمجرد وصولهما الى روما ذهب الى المخفر وقال كل شكوكهم وتوقعاتهم حول الحادث
جلس فلوريت وكارولين لـ تناول طعام الافطار في الفندق

فلوريت : مامى ، هو البيت مش كان متراقب بكاميرات بتسجل كل حاجه ؟
كارولين : بيت اتهرق  فلورا يعنى Sicuramente (بالتأكيد) الكاميرات كمان اتهرق
فلوريت : جزء بس من البيت اتحرق ، والبيت كان متراقب من كل حته ، يعني لو شوفنا اللى اتسجل جايز نشوف حد داخل او خارج 
كارولين : forse (احتمال)
فلوريت (وهي تنهض من المقعد) : انا هروح اغير هدومي وهروح للشرطة واقولهم على  موضوع الكاميرات ده
كارولين : اوك 
__**__
ذهبت فلوريت الى المخفر وتحدثت مع الضابط المسئول والذي ارسل قوة الى المنزل في الحال لـ تكشف عن تلك الكاميرات وتحرزها وبالفعل وجودوا بعض الكاميرات واجهزة التسجيل لم تتأثر بالحريق واخبرها الضابط ان المعمل سـ يفحص اجهزة التجسيل وحين صدور تقرير بذلك سوف يهاتفها
خرجت فلوريت من المخفر وهاتفت تيم

تيم : هاا يا حبيبتى وصلتوا لايه ؟
فلوريت : الشرطة حرزت الكاميرات اللى الحرق مطلهاش وهيودوها المعمل الجنائى عشان يفرغوها
تيم : خير ، بس ازاي الشرطة مشافتش الكاميرات دى
فلوريت : عشانها كاميرات مخفيه ، محدش يعرف مكانها الا اصحاب البيت
تيم : اه عارفها
فلوريت : وحشتنى اوى يا تيم ، حاسه اني محتجالك
تيم : انتِ كمان وحشتيني اوى يا قلبى ، انا كنت عايز اجيلك بس انتِ اللى رافضه مش عارف ليه ؟
فلوريت : يا حبيبى مرمطة عليك وكده كده انا جاية بكره القاهره
تيم : حاجات ايه ؟ ما تستني لحد ما التحقيق يخلص
فلوريت : خايفه يكون اللى حرق البيت في ايطاليا قاصد يبعدني عن بيت بابا فى مصر ، حاسه الموضوع خطير ووراه لعب على كبير
تيم : طيب وانتِ هتنزلى تعملى ايه ؟
فلوريت : هركب كاميرات واعين حراسه على البيت
تيم : طيب يا روحى مانا ممكن اعمل ده ومش لازم انتِ تنزلى مخصوص عشان كده
فلوريت : فى ورق مهم في الخزنه لازم اطلعه منها 
تيم : ورق ايه ؟
فلوريت : مش هينفع اقولك في الموبايل 
تيم : طيب اديني رقم الخزنه وانا اجيبلك كل اللى فيها واعينهولك
فلوريت : الخزنه للاسف ببصمه الايد وبعدين ليه حاسه انك مش عايزنى اجى
تيم : لا طبعاً ، مش عايزك بس تتمرمطي بين مصر وايطاليا او تسيبى مامتك لوحدها في الظروف دى
فلوريت : ماما متعودة على كده من ايام بابا الله يرحمه ، ياما شغله جابلنا مشاكل ووجع دماغ
تيم : طيارتك امتى ؟
فلوريت : هوصل ١٢ بالليل
تيم : ماشي يا روحى هستناكى فى المطار
فلوريت : تيم
تيم : قلب تيم
فلوريت : انا بعشقك
تيم : وانا بموت فيكى ، عارفه يا فلورا ، بيجيلى احساس اننا اتقابلنا قبل كده ، قبل ماشوفك فى الجروب
فلوريت : حسيت بيا قبل ما تشوفني
تيم : لا بحس كمان اننا اتكلمنا سوا
فلوريت : هتصدقني لو قولتلك انى جالى نفس الاحساس ده
تيم : متنسيش اننا اعضاء فى نفس النادى من واحنا اطفال صغيرين ، يعني وارد نكون فعلاً خبطنا في بعض
فلوريت : انا بحبك اوى
تيم : وانا بعشقك

حالة من خفقان القلب تصيب تيم كلما تحدث مع فلوريت او رآها وكأنها المره الاولى التى يراها او يحدثها ، حالة من العشق تسيطر عليه ، يتمنى ان يحتضن الكون من شدة الاحساس الذى اصابه
وعلى الرغم من ان فلوريت تتسم بالرزانه والعقل في حبها الا ان حالتها تتبدل بـ مجرد ان ترى تيم او يلمس يديها او يعانقها ، تشعر وانها تريد ان تصرخ بـ اسم تيم لـ تعلن للعالم بأكمله انها تعشقه
__**__**__
ذهب جميل أيوب فى زياره مفاجأة غير متوقعه الى سيرين ، رأى السيارة الجديدة فى الكراج الخاص بـ ڤيلتها
طرق باب الڤيلا لـ تفتح له العامله والتى طلبت منه الانتظار حتي تستدعى سيرين ، جاءت سيرين ، عانقت جميل أيوب وباركت فوزه بالمناقصة ثم دلفا الى الداخل

جميل : بس انا مخدتش المناقصة
سيرين : انت بتقول ايه ؟
جميل : رسيت على سليم الالفى
سيرين : ابن اللذينا ، بس ازاى انت قولت ان عرضه ضعيف جداً
جميل : منين العربية اللى بره دى
سيرين : ايه رأيك فيها ؟
جميل : مين اشترهالك
سيرين : انا ؟
جميل : وانتِ معاكى فوق مليون منين
سيرين : وانت كنت عارف حسابى في البنك كام !! عارف انا ورثت قد ايه من جوزي
جميل : انتِ عارفه يعني ايه تشترى عربية بـ اكتر من مليون جنيه !! يعنى ثروتك فوق التلاته مليون
سيرين : وانت ايه اللى يضايقك لو ثروتي فوق العشرة مليون حتي
جميل : بس من يوم ما عرفتك وانا معرفش ان عندك مبالغ ضخمه كده
سيرين : معلش دي غلطتى ، كان المفروض اعملك كشف حساب بـ حسابى في البنك
جميل : انتِ بعتيني لـ سليم الالفى يا سيرين صح ؟
سيرين بانفعال شديد : انا ابيعك !! انا بعت نفسى يا باشا لـ موظف عند سليم ولا يسوى عشان اعرف اجبلك الملف ، بعد مابيع نفسي وجسمي بـ رخص التراب عشانك تتهمني اني ببيعك

شعر جميل بالخجل من نفسه بسبب الاتهام الذى وجهه الى سيرين

جميل : انا آسف ، بس فعلاً القلم اللى ادهولى سليم كان جامد
سيرين : يا حبيبي ده رزق ومحدش بياخد رزق حد
جميل : لما نشوف بكرة في المؤتمر ولا الحفلة اللى عاملينها دي اسباب قبولهم عرضه
سيرين بارتباك : هما بيقولوا العروض في الحفلة ؟
جميل : المفروض ، شركة كبيره زي مصر للطيران المفروض تعلن عن العرض اللى رسيت عليه المناقصة
سيرين : وانت هتروح الحفلة دى ؟
جميل : لا طبعاً ، بس هزرع رجالتى هناك
سيرين (وهي تحتضنه) : متضايقش نفسك يا حبيبي ، ان شاء الله تجيلك مناقصه احسن منها مليون مره
جميل (وهو يشعل سيجاره) : مش ههدى ولا هستريح الا لما اخلص على سليم
__**__**__
فى احدى البنايات الفاخرة كان تيم يمتلك شقة فيها ، كان يقيم فيها سهراته ونزواته قبل ان يلتقي بـ فلوريت والتى منذ لقائها لم تدب قدميه تلك الشقة مع فتاة او عاهرة فقد اعلن التوبه فور اعلان حبه الى فلوريت 
هاتف احد الجيران تيم واخبره ان شخصاً ما حاول فتح باب الشقة غالباً لـ يقوم بـ سرقتها ولكنه هرب قبل مجئ الشرطة لذلك قرر تيم الذهاب حتي يرى هل تم سرقة شئ ام لا
ذهب تيم ولم يجد اى اثار لـ محاوله فتح باب الشقة ، دلف الى الداخل لـ يجد كل شئ مثلما تركه ، هاتف ذلك الرقم الذى اخبره بـ تلك الحادثة لـ يجده خارج نطاق الخدمه
شك تيم في الامر وشعر ان هناك فخ يُدبر له
جلس لـ يسترخى واذ به يسمع طرقات الباب ، شعر بالقلق لذلك نظر من الباب قبل ان يفتح لـ يجد فتاة لم يستطيع تحديد ملامحها جيداً ولكنه جهز سلاحه استعداداً لأى خطر متوقع وفتح الباب لـ يجدها "جود"

تيم : جودى !!
جود : توء توء ، جود
تيم : عايزه ايه ؟
جود : هو انت ساكن هنا ؟
تيم :  انتِ كنتِ متوقعه تضربى الجرس تلاقى حد غيرى يعنى
جود : هى فلوريت عايشه معاك هنا
تيم : انتِ عايزه ايه ؟
جود : عيزاك
تيم : والله !!
جود : ايه المشكله ؟ معملتهاش قبل كده
تيم : لا بصى واضح اوى انك متابعه وعارفه حاجات كتير
جود : انا اعرفك من زمان على فكره
تيم : سورى يعنى ، بس مين ميعرفش تيم الالفى
جود : مختلفناش ، بس انا اعرف انت مقضيها ازاي
تيم : تيم الالفى مبيحبش الرخص ، وانتِ رخيصة اوى
جود : ههههه ، انت فاهم غلط ، انا جايه افهمك حاجات انت مش فاهمها
تيم : قصدك ايه ؟
جود : قصة نديم وفلورا ، اللى انا واثقه انك متعرفش عنها حاجه
تيم : انا مش عايز اعرف اى حاجه عن ماضي فلورا ، ميهمنيش
جود : لو الماضي ميهمكش الاكيد ان الحاضر يهمك ، فلورا سافرت ايطاليا فجأة ونديم موجود في ايطاليا ، سافر في نفس اليوم اللى سافرت فيه فلورا ، فلورا مفروض تجى النهارده وكذلك نديم

شعر تيم بالغيرة تتسلل الى قلبه ، خاف ان تتحول غيرته الى شكوك وظنون ربما تؤدى بـ علاقته مع فلوريت الى الهلاك او الى ظلم فلوريت ، قرر ان يسمع كل ما ستقوله له جود ولكن دون ان يصدقها وان يفكر في كلامها بـ عقله قبل اصدار اى قرار ، سمح لها بالدخول وبمجرد ان دخلت خلعت سترة كانت ترتديها فوق ملابسها لـ تكشف عن فستان قصير شفاف يظهر كثير من جسدها ومفاتنها ، كان اشبه بـ قميص النوم مما اثار تيم ولكنه تحكم في انفعالاته وردود افعاله

جود : عندك حاجه نشربها
تيم : عندك انتِ حاجه تلبسيها
جود : ليه ، لبسي مش عاجبك ؟
تيم : مكشوف بزياده
جود : هو انا في مسجد
تيم : بس مش في بيت دعاره
جود : طالما قولت كده ابقى عجبتك
تيم : واضح انك جايه فعلاً تعرضي نفسك ، هتقولي اللى عندك ولا تمشى
جود : انا مستغرباك ، انا عجباك وانت عاجبني ، حاطط حاجز ليه ؟
تيم : انا مستغرب بجاحتك ، جرأتك ومش عايز اقول الفاظ اكتر من كده عشان ماقلش ادبى
جود : انا بحب اجيب من الاخر ، يعني امثل عليك دور القديسه واقعد اشاغل فيك وتجي تتحايل عليا وانا امثل اكتر واصدك وفي الاخر استسلم ، انا بختصر الطريق لان كل الطرق تؤدى الى نفس النتيجه
تيم : مش هنولك اللى فى بالك ، انسى

اقتربت جود من تيم في دلال وعانقته وطبعت قبلة على عنقه لـ تترك بصمة احمر الشفاة الخاص بها على عنقه لـ يبتسم تيم في سخرية ويبعدها عنه قائلاً لها "انسى برضه والله لو وقفتى على شعر راسك مش هخون فلورا" ، قبل ان تعلق جود على كلماته دق جرس المنزل ، ينظر تيم من "العين السحرية" كى يرى الطارق  ، ارتبك بشدة ونظر الى ساعته لـ يجد انه تأخر على موعد وصول طائرة فلوريت ، نظر الى جود وقال لها .. " دى فلوريت "

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى



الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الرابع

الفصل الرابع

فى احدى الڤلل الصغيرة المتواجدة فى احدى مدن القاهرة الجديدة 
جلست سيدة في العقد الرابع من عمرها ، ممشوقة القوام ، شقراء ، تتميز بـ خفة الظل وملامح تظهرها اصغر سناً من سنها الحقيقى 
كانت تتمدد على احد الارائك المتواجده فى غرفة المعيشة وتمسك بـ هاتفها المحمول تبحث عن اسم مسجل عليه ، وقفت عليه ثم ترددت فى الاتصال ، اعتدلت في جلستها ثم امسكت بـ ملف ورقى يحتوى على مجموعة اوراق وعقود ، فحصته جيداً ، ثم تمددت على الاريكة واتصلت بـ الشخص صاحب الرقم

سيرين : أنا زعلانه منك اوى
جميل : ليه بس يا ست الستات
سيرين : بقالك قد ايه مزورتنيش ولا كلمتني
جميل : كتير بس غصب عنى والله
سيرين : ايه يعنى اللى ياخدك من سيرين
جميل : الشغل وقرفه
سيرين : هحاول اسامحك
جميل : انا عارف انك متكلمنيش بدلع كده الا اذا كان فى حاجه
سيرين : اكيد فى حاجه وحاجه مهمه اوى
جميل : خير
سيرين : اللى عندي مينفعش اطلاقاً يتقال فى الموبايل
جميل : يبقى اجيلك
سيرين : هستناك فى ڤيلتى ، انا مورايش حاجه النهارده 
جميل : خلاص هخلص اللى عندى واجيلك
سيرين : بس اعمل حسابك بقى فى هدية غاليه اوى ، قد قيمة اللى هتعرفه مني
جميل : مش لما اعرفه
سيرين : اعمل حسابك ، وتعال شوف اللى عندي وقدره ، لقيته يستاهل اديني اللى جبته ، لقيته ميستاهلش خد هديتك وامشى ومتبقاش خسرت حاجه
جميل : غلبتيني ، هخلص واجيلك
سيرين : مستنياك يا روحى

اغلقت سيرين الهاتف وضحكت ضحكة مفعمه بالحيوية والانوثة ونظرت الى سوار الماظ يزين يديها ورددت قائلة " وحشتنى هدياك يا جميل يا ايوب " ، ثم تناولت الجهاز اللوحى الخاص بها وفتحت محرك البحث جوجل وشاهدت صور مختلفه لـ سيارة من ماركة BMW الفئة السابعه ثم رددت قائلة " يارب تبقى من نصيبى "
__**__**__
فى احد المطاعم التى تطل على النيل تقابل تيم وفلوريت وكارولين لـ تناول الغداء معاً
كانت كارولين ترفض الذهاب معهم بشدة ولكنها لم تستطع مقاومة اصرار تيم

فلوريت : بس انت محكتليش عن مامتك الا قليل اوى
كارولين : هي ليه مش جه معانا
فلوريت : مامته متوفيه يا مامى
كارولين : scusa (آسفة)
تيم : ربنا يرحمها ، مامتى كانت سوريه من ام تركيه ، كانت عايشه فى تركيا وابويا اتعرف عليها هناك واتجوزوا بعد قصة حب رائعه وخلفونى بعد خمس سنين من حرمانهم ولـ حكمة لا يعلمها الا الله ، امى بعد ولادتي جالها كانسر في الرحم فـ شالته واكتفوا بيا ومن سبع سنين جالها سرطان ثدى وتوفيت بيه من تلت سنين
كارولين : Dio mio (يا الله) ، مامة بتاعك تعب كتير في حياته
تيم : السرطان مسبهاش طول حياتها ، انتصرت عليه الاول بس في الاخر القدر قال كلمته
فلوريت بتأثر واضح وشديد : الله يرحمها 

كان الثلاثة يعيشوا لحظات تأثر شديده ، كانت الدموع واقفه على جفونهم تنتظر امر الخروج ولكن قطع ذلك صوت جاء اليهم لـ يقول "فلورا ، وحشتيني" ، نظرت فلوريت لتجدها احدى صديقاتها القدامى والتى تدعى "جود"

فلوريت باستغراب شديد : جود !!
جود : وحشتيني يا بنتي ، مختفيه فين كده

على الرغم من الاستغراب الشديد والواضح بقوة على فلوريت لـ رؤيتها جود بعد فتره لا بأس بها من انقطاع الاتصال واللقاءات بها الا انها صافحتها وحاولت ان تصتنع الاشتياق لها

فلوريت : اخبارك ايه انتِ
جود : كويسه الحمد لله 
فلوريت : اتجوزتى انتِ وطارق
جود : لا لسه
فلوريت : مزهقتوش من طول الارتباط
جود : زهقت والله بس الظروف بقي
فلوريت : ربنا يسعدكوا
جود (وهي تشير باصبعها الى كارولين) : دي مامتك صح
فلوريت : صح
جود : هاى طنط ، انا جود فكرانى
كارولين : اه فكراك ، انت أمل ايه
جود : الحمد لله كويسه (وجهت بصرها الى تيم) ومين ده ، اخوكي ولا ايه ؟
فلوريت : تيم الالفى ، خطيبى
جود : خطيبك !! ونديم
فلوريت : تيم بمليون من عينة نديم
جود : سورى مقصدش حاجه ، فرصه سعيده يا تيم
تيم بابتسامه بارده مصطنعه : انا اسعد
جود : انا همشي بقي وابقي خليني اشوفك او حتي اسمع صوتك

تبادلا فلوريت وجود ارقام الهواتف ومن الواضح ان فلوريت كانت تشعر بالضيق الشديد

فلوريت : انا اسفه يا حبيبي ، انا قطعت علاقتي بكل اصحابي ومحدش يعرف ......
تيم مقاطعاً : انا متفهم تماماً انك كنتى مرتبطه بـ نديم ست سنين وفي ناس كتير هتخبط فينا فاكرينكوا متجوزين دلوقتي فانا مش زعلان يا قلبى ومتفهم ده
كارولين : انت راجل دماغ بتاعه كبير ومتفتح
تيم : متشكر يا طنط
كارولين : andrò in bagno (سأذهب الى المرحاض)

ذهبت كارولين الى المرحاض لـ شعورها ان تيم وفلوريت يحتاجون مساحه من الحرية كى يتحدثوا سوياً بـ شفافيه ووضوح اكثر

تيم : هي البتاعه دي صاحبتك
فلوريت : مش صاحبتى ، تقدر تقول معرفه
تيم : انا مش مستريحلها
فلوريت : ليه ؟
تيم : نظراتها مريبه ، تحسيها شمال
فلوريت : لا مش شمال هي بس هبله شوية
تيم : انتِ فعلاً هتقابليها تانى ؟
فلوريت : بظروفها
تيم : ياريت متتصاحبوش اوى ، انا مش مستريحلها ، نظراتها واسلوبها مش عجبنى
فلوريت (وهي تحتضن يد تيم) : انا بحبك اوى
تيم : وانا بموت فيكى ، بعشقك اصلاً
فلوريت : ربنا يخليلى حبك
تيم : ويخليكي ليا يا روح قلبى
__**__**__
انهي تيم تناول الغداء مع فلوريت وكارولين وذهب الى مقر الشركة حيث يتواجد والده
قبل ان يذهب الى مكتبه مر على مكتب والده لـ يجد ان هناك اجتماع طارئ مع اللجنة الممثلة للشركة والمسئولة عن مناقصة شركة مصر للطيران
لاحظ تيم ان والده فى قمة غضبه ، كعادته يدخن السيجار ويحتسى القهوة بـ شراهة
انتهى الاجتماع وخرج اعضاء اللجنة من غرفة الاجتماعات 

سليم : أهلاً يا شملول ، شرفت
تيم : ايه اخبار المناقصة
سليم : كويسه يا حبيبي ، بتسلم عليك وبتبوسك من هنا ومن هنا
تيم : ايه يا بابا حضرتك بتهزر ؟
سليم : بهزر !! انا اللى بهزر ولا انت اللى بتستعبط ، شركتنا داخله مناقصة من اهم مناقصة في تاريخنا ، الخساره هتعتبر قاتلة ومهلكة لـ مجموعه شركات الالفى بـ اكلمها ، انت يا ابنى مبتحسش ؟ تفتكر روز لو كانت عايشه كانت هتفرح بيك
تيم : بابا حضرتك كل ما تشوف وشي تهزأنى وتدينى محاضرة ، مش فاهم ليه بتعمل كده ده بدل ما تحببنى في الشغل
سليم : تيم ، اسمعنى كويس احنا طول عمرنا اصحاب ، وانا عملت كل حاجه عشان تحب الشغل وتنتظم فيه وتفهمه وتتفوق فيه كمان بس انت معندكش ادنى قابليه وانا غُلبت بصراحة
تيم : يا بابا انا بحـ.......
سليم مقاطعاً : اسمعنى للاخر ، معاك شهرين تكون انت وفلورا بتاعتك دى حددتوا معاك لجوازكوا ، اتجوز واستقر وساعتها هتلتزم في الشغل وتفهمه غصب عنك
تيم : جوازي من فلوريت مالوش علاقة بالشغل
سليم : انا بحاول اشيل كل الضغوط من حواليك واخليك تستقر من كل النواحي عشان الشغل
تيم : حاضر
سليم : وقسماً عظماً ، ورحمة امك اللى مش هيجينى اعز منها لو متظبطتش لاكون موزع ثروتي كلها على القرايب والايتام والغلابه ومش هخليك تطول مليم واحد
تيم : تمام ، ممكن ملف المناقصه
سليم : ليه ؟
تيم : حابب ادرسه

اخذ تيم الملف الخاص بالمناقصة وقام بـ قراءته ودراسته جيداً ودون كل ملاحظاته وعاد الى والده

تيم : بوب ، العرض ده سئ جداً 
سليم : ليه ؟
تيم : لان وارد بنسبه ٩٨٪ ان لم يكن اكتر ان الشركات المنافسة تقدم عروض افضل منه وانا لو بمثل شركة مصر للطيران هخلى العرض ده اخر عرض ممكن افكر فيه
سليم : بس هو في مميزات كتير تخليهم يتشدوا للعرض
تيم : وفى ثغرات اكتر ، باب التقديم هيتقفل امتى
سليم : بكرة الصبح
تيم : بابا لازم تتصرف وتغير العرض ده
سليم : سيبلى انا الطلعه دى
تيم : يعنى ايه ؟
سليم : يعنى المناقصه دى مسئوليتى ، خليك انت للمرة الجايه
تيم : زي ما تحب بس العرض ده ضعيف خاصه ان المناقصه فيها جبابرة السوق
سليم : الحوت مبيخسرش
تيم : ربنا يستر
__**__**__
انهى جميل ايوب جميع اعماله وذهب الى الصائغ الذي يتعامل معه فى شراء الذهب والمجوهرات وقام بشراء ساعة من الذهب الخالص مرصعه بالالماس فى نيته اهدائها الى سيرين اذا كان لديها شئ هام تقدمه لها
استقل جميل أيوب سيارته الخاصه بدون سائقه الخاص او مجموعه الحراس الذين يحرسونه
طرق باب منزل سيرين لـ تفتح له سيرين وهي في كامل زينتها وانوثتها ، انبهر جميل أيوب بـ جمالها الذى لا يمل منه ، فـ سيرين وجمالها من المفضلات لدى جميل أيوب
قابلته سيرين بـ ابتسامتها المعهودة وعناقها الدافئ له

جميل : لا انا بالجمال ده اديلك ثروتى من غير اى حاجه
سيرين : توء توء ، جمالى ده ملكك ومالوش تمن ، لكن اللى عندي ممكن يكون اغلى مني عندك
جميل : يعني اللى عندك اغلى منك ؟
سيرين : بالنسبالك ، انا عارفه ان مفيش حاجه عندك اهم من شغلك وصفقاتك
جميل : بقيتي قريانى اكتر من نفسي يا سيرين
سيرين : ودي حاجه حلوة ولا وحشه
جميل : حلوة اوقات ووحشه اوقات
سيرين : بالنسبالى حلوة على طول
جميل : هاتى اللى عندك
سيرين : على طول كده ، مش نقعد مع بعض شويه ولا ايه ، بقيتي عملي زياده عن اللزوم يا باشا
جميل : بصراحه انتِ مشوقانى لـ اللى تعرفيه
سيرين : هقولك نبذة مختصره ، وفي اخر سهرتنا هقولك التفاصيل ، اتفقنا ؟
جميل : اتفقنا
سيرين : باختصار معايا ورق مهم هيفيدك في مناقصة مصر للطيران
جميل بـ لهفه واضحه : انتِ بتتكلمي جد ؟
سيرين : انا عمرى هزرت في الشغل 
جميل : طيب ايه الورق ده ؟
سيرين (وهي تقبله) : في اخر السهرة

دعت سيرين جميل ايوب الى الفراش والذى لم يتردد لحظه ، ليس لـ جمال سيرين او اعجابها به وانما فقط لـ ينهي تلك السهره ويحصل على كل ما تعرفه سيرين
كان يشتاق الى الورق الهام الذي تمتلكه سيرين اكثر من اشتياقه الي سيرين نفسها فـ حقاً عمله وصفقاته اغلى واهم من اى شخص واى امر اخر
انهى جميل وسيرين سهرتهما وجلسا لـ يحتسيا كأساً من النبيذ ، كان أيوب يشرب بشراهه كى يطفأ اشتياقه وفضوله 

جميل : ما تخلصي يا سيرين ، بقالنا تلت ساعات وانتِ بتلاوعيني 
سيرين (وهي تعطيه الملف الورقى) : الملف ده فيه عرض مقدمه منافس مهم ليك في المناقصه بتاعه مصر للطيران

تناول جميل أيوب الملف الورقى من سيرين وفحصه بعناية هامة ، ثم قرأ اسم الشركة التى قدمت العرض لـ يجده يحمل اسم " مجموعة الالفى " ، انتفض جميل أيوب واتسعت حدقة عينيه ، لم يكن يصدق ما يقرأه ، لم يستوعب ما بين يديه ، ترك الكأس من بين يديه واعتدل في جلسته

جميل : مجموعه الالفى مقصود بيها شركة سليم الالفى
سيرين : ايوة 
جميل : يعني العرض ده اللى هيقدمه سليم الالفى
سيرين : ايوة يا روحي
جميل : انتِ بتتكلمي جد ؟
سيرين : من امتى وانا بهزر في الحاجات دي ؟

شعر جميل بالريب تجاه سيرين على الرغم من ثقته بها ووقوفها بجواره دائماً خاصة في اعماله وصفقاته ومشاريعه

جميل : جبتيه ازاي ؟
سيرين : سليم كلمني عشان العب عليك فقررت العب عليه
جميل : ازاي
سيرين : طلب منى اكلمك وفي قعده صفا اعرف منك ايه العرض بتاعك واقولهوله بس انا اصلاً اعرف واحد من اللجنه اللى عامله العرض اصلاً وقدرت اسلكه منه
جميل بنظرة فاحصه : يعنى سليم حاول يشتريكي
سيرين : sure ، بس انا يا جميل استحاله ابيعك ولا بـ كنوز الدنيا كلها
جميل : ايه العرض اللى قدمهولك
سيرين : انت عارف سليم الالفى ، عمره ما يقول لحد ناوى على ايه ، كل اللى قاله انه هيعشنى فى عز ، وانا في خيرك عايشه في عز مش محتاجه عزه ولما لقيت فرصه اني اساعدك واضره استغلتها صح
جميل : وانتِ عايزه تضريه ليه ؟
سيرين : عشان وعد الجواز اللى وعدني بيه وفي الاخر طلع بينتقم منك
جميل (وهي يعانقها) : ربنا يخليكي ليا يا سيرين
سيرين : ويخليك ليا يا روحي

اخرج جميل الساعه من جيبه والتى كانت داخل علبة مغلفه ، فتحها واخرجها من علبتها وزين بها يد سيرين والتى قبلت الهدية على مضض

سيرين : كان نفسى في عربية
جميل : الصفقة الجايه
سيرين : ماشي يا باشا

شعر جميل بـ سعاده غامره فـ هو بين يديه الان كنز ، هو الان يعرف العرض الذى سـ يقدمه سليم الالفى لـ يقوم هو بـ تقديم عرض اقوى واقل تكلفه لـ شركة مصر للطيران
هاتف جميل أيوب مدير اعماله لـ يبلغه ان يقوموا بـ تغيير العرض الذى سـ يقدم في صباح اليوم التالى الى اللجنه الممثلة لـ شركة مصر للطيران لـ يكون بذلك حارب سليم الالفى بـ نفس السلاح الذى ود سليم محاربة جميل به واستطاع ان يوجه له ضربة قاضيه ربما الضربة الاقوى والخسارة الاكبر في تاريخ سليم الالفى

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الثالث)

الفصل الثالث

عاد سليم الى المنزل لـ يجد تيم مازال به ولم يذهب لـ مقابلة فلوريت وكان يبدو عليه التوتر او القلق نوعاً ما

سليم : مروحتش يعني للجماعه اصحابك
تيم : انا كنت رايح اقابل فلوريت
سليم : اياً كان يعنى مروحتش ليه
تيم : مانا بتصل عليها مبتردش معرفش في ايه 
سليم : اممم ، انت مش عارف بيتها !! روحلها البيت اطمن عليها
تيم : شويه كده لو مردتش هروحلها
سليم : احنا داخلين مناقصه جديدة
تيم : وعايز تعملي اختبار زي المناقصه الفاتت
سليم : على فكره انا مش محتاج رأيك ولا خبرتك ولا اى حاجه منك ، سليم الالفى ميدخلش اي حاجه ويطلع منها خسران
تيم : طيب بتقولي ليه
سليم : عشان تفهم الشغل ماشي ازاي
تيم : تمام ، واثق من المناقصه دي
سليم (وهو يشعل سيجاره) : واثق بنسبه مليون في المية ، تقريباً مفيش اى منافسين
تيم : نهائى !!
سليم : لا قصدي من جبابره السوق
تيم : تمام ، ان شاء الله هبدأ انتظم في الشغل
سليم : لما نشوف
تيم : هروح اشوف فـلـ..........

قاطع تيم صوت رنين هاتف سليم الالفى وكان المتصل " سراج عمارة " مدير مكتب سليم الالفى ، عندما رأي سليم اسمه يضئ الشاشه اشار الى تيم كى يصمت ويبقى

سراج : سليم باشا
سليم : ايوة يا سراج
سراج : عندى اخبار مش تمام
سليم : خير
سراج : جميل أيوب
سليم : ماله !! مات وريحنا
سراج : لا ، داخل المناقصه قصاد حضرتك
سليم : نعم !! انت بتقول ايه ؟
سراج : للاسف ده اللى عرفته من شويه وقولت لازم ابلغ حضرتك
سليم : كلم المحامي والسكرتيره والمدير المالى وتيجوا حالاً على البيت ، لو المناقصه رسيت على جميل أيوب ودينى ما هرحمكوا
سراج : متقلقش يا باشا ان شاء الله هترسى على سيادتك
سليم : وجود جميل خطر ، لازم ينسحب
سراج : نص ساعه ونكون كلنا عند حضرتك فى القصر
سليم : بسرعه

اغلقا سليم الهاتف وهو سئ المزاج كان زفيره اسخن من دخان سيجاره ، اذا اردت الحفاظ على حياتك فـ ابقى بعيداً عن سليم الالفى فى تلك الاوقات 

تيم : خير يا بابا في ايه ؟
سليم : جميل أيوب داخل المناقصه
تيم : طيب وفيها ايه ؟ اكيد هترسي على حضرتك
سليم (وهو يخرج دخان سيجاره بغضب) : مبحبش الاحتمالات
تيم : يعنى ايه ؟
سليم : جميل أيوب من جبابرة السوق ، دخوله المناقصه بيقول ان في احتمال انه يكسب
تيم : احتمال قد ايه يعني ؟
سليم : حتى لو واحد في المية قولتلك مبحبش الاحتمالات
تيم : لو في احتمال انها ترسي عليه خلاص انسحب انت
سليم : يعنى هو ده اللى ممكن تعمله لو مسكت الشغل مكانى
تيم : بتهيألى انسحب بكرامتي بدل ما المنافس اللى قصادى يبهدلنى
سليم : انت عارف مين الشركة اللى عامله المناقصه
تيم : لا ، مين ؟
سليم : مصر للطيران يعنى اهم شركة طيران فى مصر
تيم : وهي مصر للطيران عامله مناقصه على ايه !! 
سليم : انت عارف ايه مجالات شغلنا ؟
تيم : اه
سليم : بتهيألى لو انت مركز هتعرف ان المجال الوحيد اللى يناسب مصر للطيران هو توريد مواد غذائية
تيم : طيب وحضرتك استقرت على ايه ؟ يعني هتعمل ايه
سليم : هعمل اجتماع صغير كده مع المدير المالى ومدير مكتبي والسكرتيرة وبكره اعمل اجتماع مع مدراء الاقسام واللجنه المسئولة عن المناقصة ، هسمع اقتراحاتهم وبعد كده هقرر اعمل ايه 
تيم  (وهو ينهض من مقعده) : يالا ربنا يستر
سليم : ممكن تحضر الاجتماعات دي معايا
تيم : طيب ممكن اروح اطمن على فلورا واجي 

بدون ان يتكلم اشار سليم الى تيم بالانصراف وهو في حالة استياء شديد من ولده ، الذى بعدما عرف ان اهم مناقصة في تاريخ عملهما في المواد الغذائية ربما يخسروها الا انه قرر ان يضرب بكل هذا عرض الحائط ويذهب لـ يطمأن على فلوريت
__**__**__
كانت فلوريت تقوم بـ تنظيف المكان بعدما تحطم قدح النسكافيه وانسكب ما بداخله
منذ وفاة أيمن الدهبى والد فلوريت وهي لا تشعر بالامان واقل المفاجأت واقل المواقف ارتباكاً تسبب لها خوف شديد فلا تستطيع التحكم بما بين يديها ولا فى ردود افعالها
بمجرد رؤيتها لـ والدتها امام باب المنزل ولعدم توقعها مجيأ والدتها شعرت بالخوف والارتباك مما جعل قدح النسكافيه يسقط من بين يديها ولكن لم تستغرب كارولين فـ هي تعرف ان ابنتها فقدت الامان مع فقدان والدها

كارولين : بس انت ليه خاف عشان شافنى
فلوريت : احنا مش كنا لسه بنتكلم ، مقولتيش انك جاية ، اتخضيت لما شوفتك
كارولين : انا كنت أيز أأعمل مفاجئ
فلوريت : احلى مفاجأة وهتبقي احلى لو كنتي جايه تعيشي معايا
كارولين : لا فلورا انا جاى اخدك تأيش مأيا في italia
فلوريت : مامى انا مش هسيب البيت ده ، مش هنقعد كل شوية نتكلم في الموضوع ده
كارولين : بس انا حق بتاعي أأيش مع بنتى
فلوريت : وبنتك من حقها تختار المكان اللى مستريحه فيه ، انت ربتوني على حرية الاختيار
كارولين : بس انا مش قادر أأيش وانت بأيد انا بيكون قلقان طول وقت أليك فلورا
فلوريت : تعالى يا مامى عيشي معايا هنا ارجوكي
كارولين : مش قادر اكون هنا من غير ايمن
فلوريت : خلاص ادينى وقت وانا هحاول اجي يا مامى
كارولين : لازم تجي ، انت مش هتتجوز وتسيب بيت ده
فلوريت : بس هرجعله تانى
كارولين : ازاي
فلوريت : هقنع تيم نعيش هنا
كارولين : وبابا بتاع تيم هيوافق
فلوريت : دي بقى حياتنا ونقررها بالشكل اللى يريحنا
كارولين : بس سليم الفى مش هيسيب ابنه وهيد يبأد أنه nessun modo يا فلورا nessun modo (بمعنى غير ممكن)
فلوريت : لما نبقى نقرر الجواز بقى
كارولين : لسه مش قرر انتوا ؟
فلوريت : لسه ، المهم هتقعدي معايا قد ايه
كارولين : لسه مش قرر انا هيرجع امتي
فلوريت : اخبار العيلة القذرة اللى في ايطاليا ايه ؟
كارولين : nessun nuovo (بمعنى لا جديد) ، أمك سأيد هو اكتر واهد sporco (قذر) فيهم
فلوريت : لا كلهم بس هما لسه مخدوش فرصتهم
كارولين : بس مش هد يأدر يأملى هاجه مش تقلقي فلورا
فلوريت : غصب عنى بقلق انا ساعات بحس انك بنتى مش امى

قطع حديثهما صوت رنين جرس الباب لـ تفتح فلوريت وتجد تيم هو الطارق

تيم : لما انتِ كويسه ، مبترديش ليه !!
فلوريت : مامى جت من ايطاليا واتلخمت معاها ونسيت الموبايل في اوضتي
تيم : يا فلوريت انا بقلق عليكي بطلى الحركات دى
فلوريت : سوري يا حبيبي
تيم : امك المزة الايطاليه هنا
فلوريت : اكيد مش هتبقى امز من امك السوريه
تيم : اووووبا ، احنا بنعرف نقاوح ونرد اهو
فلوريت : امال فاكر القطة اكلت لسانى ، ادخل ادخل عشان تسلم على مامى

دلف تيم الى الداخل وصافح كارولين وجلس معها وتعرفت كارولين الى تيم وتناولوا اطراف الحديث في مواضيع مختلفة ، ثم تركتهما كارولين وذهبت الى غرفتها لـ تأخذ قسط من الراحه
شعرت كارولين وانها تشتم رائحة أيمن الدهبى زوجها وحبيبها في غرفته
فتحت خزانة الملابس لـ تجد ملابسه بداخلها واخر ملابس ارتداها معلقة ، احتنضتها وتمددت على الفراش ، على نفس المكان الذى كان ينام عليه ثم بكت بحرقة شديده ، شعرت وان ايمن الدهبى يرتب على كتفيها ويكفف دموعها كعادته عندما يجدها حزينة او تبكى
ان ما يرحل من المتوفي هو فقط جسده ، ولكن تظل روحه حولنا ، ابتسامته لا تفارق اعيننا وكلامه لا يفارق مسامعنا ، نشعر بـ لمسه يده ، بـ احتضانه لنا ، نشتم رائحته ، نشعر بـ دعمه لنا
الموت ، الحقيقة الوحيدة في حياتنا ، يخطف اغلى البشر على قلوبنا ، تذهب ارواحهم لـ الرحمن الرحيم ويوارى التراب اجسادهم ولكن من رحمة الله بـ عباده خلق لهم الاحلام كى يزورهم فيها الاموات ، وخلق الذكريات وخلق تلك الذاكره التى تحفظ لنا الذكريات 
الموت ، عندما تصبح الملابس والصور والادوات الشخصية لـ المتوفى كنز ثمين لا يمكن العبث به
__**__**__
فى منزل نديم تمددت فتاة على تخته شبه عارية ، تغطي الملاءه اجزاء من جسدها وجلس نديم على احد المقاعد يدخن السجائر

جود : تفتكر فلوريت ممكن تعمل ايه لو عرفت اللى بينا
نديم : بتهيألى انا وانتِ مبقناش نفرق مع فلوريت في حاجه
جود : للدرجه دى
نديم : اصلاً اللى بينا محدش هيقدر يفهمه
جود بضحكة عالية : اذا كنت انا مش فهماه
نديم : ممكن اسألك سؤال ومتفهميهوش غلط
جود : اسأل
نديم : ليه بتعملي كده ؟ حاسك بتعملى كده انتقام من طارق
جود : يعنى انت بتعمل كده انتقام من فلوريت !!
نديم : لا انا وسخ وضعيف عارف نفسي يعني لكن مظنش انك كده
جود : مشكلتي الازليه مع طارق انه لا هو معايا ولا سايبنى ابقي مع حد غيره ، يعني يسيبني فترة طويلة واوقات كتير معرفش عنه حاجه بالايام بس لو حد قرب مني يظهر ويعملي حبيب من حبي له كنت مستسلمه بس لما اتحررت من قيوده قررت احرقه في كل مره يشوفني فيها
نديم : حاسبي يا جود لاتكوني بتحرقي بنفسك

ابتسمت جود ابتسامه يملؤها مرار شديد ووجع اشد
جود كانت تعيش في منطقة وسطي اثناء وجود طارق في حياتها ، هي تسمي حبيبته ولكنه ليس معها ، هى تسمى اميرته "كما كان يخبرها دائما
" ولكنها اميرة مغللة بالقيود ، هو مصدر آمان بالنسبه لها ولكنه لا يحميها
طارق لا يريد سوى امتلاك جود ان تصبح له حتى وان كان ليس معها ولا يكن لها مشاعر حب حقيقيه مثلها ، حبه لها ليس اكثر من حب امتلاك

نديم : هيه ، روحتي فين ؟
جود : هو فلوريت ده اسم ايطالى
نديم : ولا يقرب لـ ايطاليا لا من قريب ولا بعيد
جود : امال جنسيته ايه و معناه ايه ؟
نديم : اسم زهرة بالفرنسيه من مميزاتها انها لا تكبر ابداً
جود : واو ، اسم غريب بس حلو ومعناه كمان حلو
نديم : المهم فكرتى في اللى قولتلك عليه
جود : اديني يومين يا نديم لسه مقررتش
نديم : معدش فيه وقت يا جود ، جود انا محتاجك
جود (وهي تنهض من التخت بعد ان لفت جسدها بالملاءة) : وانا بقولك يومين ، الدنيا مش هتخرب يعنى !!
نديم : ممكن تخرب في ساعه على فكره
جود : يوووه يا نديم
نديم : ماشي يا جود ، بس يومين بس !!
جود : ماشي
نديم : لما نشوف
__**__**__
جلس تيم وفلوريت في حديقة المنزل يتحدثا سوياً بعدما ذهبت كارولين لـ اخذ قسط من الراحة

تيم : هي مامتك جت فجأة كده
فلوريت : اه عملاها مفاجأة
تيم : مش كنتى قولتيلي انها مش عايزه ترجع تعيش هنا
فلوريت : ماهى جاية تاخدني معاها ايطاليا 
تيم بـ نبره قلقة : نعم !! وهتسافرى معاها ؟
فلوريت : لا
تيم : خضتينى
فلوريت : بتحبنى يا تيم
تيم : ده سؤال يا فلورا ، ده انا بعشقك
فلوريت (تحتضن يديه) : وانا بحبك اوى ، بحبك لدرجه اني بندم على كل لحظة عيشتها من غيرك ، بندم على اى حد دخل حياتى قبلك
تيم : وليه تفتكرى حياتك قبلى ، خلى حياتك تبدأ من لحظة ما عرفتيني
فلوريت : بحبك
تيم : تانى كده
فلوريت (بطريقة متقطعه) : بـ حـ بـ ـك
تيم : وانا بموت فيكي
فلوريت : عايزه اطلب منك طلب
تيم : انتِ توؤمرى
فلوريت : عيزاك تنتظم في شغلك ، تقرب من باباك اكتر وتفهم منه الشغل وتحسسه انك قد المسئولية وكمان تقف جنبه وتكون سنده
تيم : بحاول والله بس ليه بتقولى كده
فلوريت : عشان متحسش احساسي ، لما بابا توفي ندمت على كل لحظة طلب مني اكون جنبه في الشغل وانا استهترت
تيم : حاضر يا حبيبتي ، هعملك كل اللى يريحك ، اهم حاجه مشوفش نظرة الزعل دي
فلوريت : عارف انا حبيتك ليه ؟
تيم : ليه ؟
فلوريت : عشان معاك لقيت الامان اللى كنت بلاقيه مع بابا واللى فقدته بـ وفاة بابا بس معاك رجع تانى
تيم : الله !! اوعدك اني عمرى ما هخيب ظنك وهفضل آمان ليكي لاخر عمرى
فلوريت : بعشقك
تيم : بموت فيكي
__**__**__
منذ سماع سليم الالفى لـ خبر تقدم جميل أيوب كـ منافس له في مناقصه شركة مصر للطيران وهو لم يغمض جفنه ، لم يسترح عقله ، لم يتوقف دخان سجائره ، لم يترك فكره للاطاحة بـ جميل أيوب الا ودرسها من جميع الجوانب
في الصباح الباكر توجه سليم بك الالفى الى مقر احدي شركاته وتحديداً شركة المواد الغذائية لـ يعقد اجتماع عاجل مع رؤساء الاقسام والمصانع ، استمع الى اقتراحاتهم كى يفوزوا بـ المناقصة بدون ادنى احتمال لـ فوز جميل أيوب بها
دون سليم الالفى جميع الاقتراحات التى ادلى بها فريق العمل الخاص به وانهي الاجتماع وجلس مع مدير مكتبه سراج عمارة

سراج : انا ملاحظ يا باشا ان جميل ايوب ده المنافس الوحيد الباقى قصاد سعادتك
سليم : هعمل فيه ايه يعنى ؟ 
سراج : مانا قولتلك يا باشا ، فرامل العربية تتفك ، العربية تتقلب بعد كام ساعه نقرأ الفاتحة على روحه
سليم : يا سراج يا عمارة قولتلك مليون مره السكه دي مش سكتي ، مش انا اللى اموت انسان وادمر عيله عشان لعبه السوق
سراج : تفتكر جميل ايوب مفكرش التفكير ده
سليم : قولتلك يا سراج ، انا ممكن اعمل اى حاجه ، اى حاجه مهما كانت الا انى الوث ايدى بـ دم حد
سراج : طيب نرشي موظفينه

نهض سليم من مقعده وتوجه الى دورة مياة متواجدة في مكتبه وهو يردد "أنت عبيط يا سراج ولا بتستعبط" ، وقام بـ غسل وجهه بالماء البارد حتي يستفيق نظراً لـ عدم نومه ثم خرج الى المكتب مره اخرى وجلس على مقعده وطلب من السكرتيره ان تأتى له بـ قدحٍ من قهوة الاسبريسو على ان تكون ضعف الكميه "double" ثم اشعل سيجاره مرة اخرى

سليم : انت عايز ترشي لجنه بحالها ؟
سراج : مش صعبه
سليم : اللجنة بتاعتنا مكونه من عشر اعضاء او مدراء بمعنى اصح ، منهم تلاته انا بثق فيهم ثقة عمياء ، بما فيهم حضرتك (فى تلك اللحظة دخلت السكرتيره وخلفها عامل يحمل القهوة) وشرويت (ثم اشار اليها)

وضع العامل القهوة امام سليم بك ثم انصرف اما شرويت سكرتيرة سليم الالفى الخاصة ظلت بمكانها

سليم : نعم !!
شرويت : حضرتك قولت اسمى ؟
سليم : لا انا بقول لـ سراج عن الناس اللى بثق فيهم
شرويت : ده شرف ليا يا افندم (ثم همت بالانصراف ولكن استوقفها صوت سليم الالفى)
سليم : بقولك يا شرويت ، تاخدى كام وتبعينى
شرويت : مش فاهمه حضرتك ؟
سليم : يعنى لو اتعرض عليكي رشوة كبيرة مقابل انك تغيري بند في عقد مثلاً تاخدي كام
شرويت : ولا فلوس الدنيا كلها ، لو مش عشان حضرتك زي بابا وبتعاملني زي بنتك ومش هلاقى ده بره فـ sure مش هسيب اكبر رجل اعمال في مصر واروح لحد تانى ده ان بعد ما بعت حضرتك يعني خلاني اشتغل معاه
سليم: براڤو شرويت ، اتفضلى انتِ ولو جت الضيفه اللى قولتلك عليها دخليها على طول
شرويت : تحت امرك ، عن اذن حضرتك
سليم موجهاً كلامه الى سراج : شوفت بقى شرويت قالت ايه ؟ انت كمان هتقول زيها ، ما بالك بقي لو هترشي عشر اشخاص ، صعب ومش مضمونه
سراج : تمام هستأذن حضرتك اروح اخلص شوية اوراق في مكتبي
سليم : اتفضل

ظل سليم يفكر ويفكر ويدخن السيجار ويحتسى القهوة ، لم يعرف السبب وراء تقدم جميل أيوب لـ تلك المناقصة فـ لو كان يعلم بـ تقدمه لـ كان تقدم سليم بعرضه قبل غلق باب التقديم بيوم فقط حتي لا يقدم جميل عرض اقوى
طُرق باب المكتب الخاص بـ سليم لـ تدخل احدى الشخصيات او بالتحديد الشخصيه التى كان ينتظرها سليم الالفى والذي اخبر موظفون الاستقبال والسكرتيره ان يفتحوا لها كل الابواب حتي تصل الى مكتبه بدون استئذان منه ، دخلت واغلقت الباب خلفها وهي تقول "مش مصدقة ان سليم باشا الالفى بنفسه طالبني وعايز يقابلنى" وقف سليم وابتسم لها ابتسامه واسعه وهو يصافحها ويقول لها "مش هتصدقى أكتر لو عرفتى ان سليم الالفى محتاجك اوى"

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الثانى)

الفصل الثانى

لم يستطع تيم تحمل ما سمعه من فلوريت فاغلق الهاتف دون ان يسمع منها كلمة واحده وتوجه فوراً الى منزلها لانه يرى ان مثل هذا الامر لا يجوز مناقشته فى الهاتف
كان يشعر تيم بالغضب ، كادت الغيره ان تمزق قلبه الى الف قطعه ، كان يتخيل وجه نديم امامه رغم انه لا يعرف ملامحه ، لم يعرف كيف قاد تيم سيارته ، لم يتذكر الطرق التي مر عليها فـ هو كان يرى نديم وفلوريت امامه ، كان يتخيل كيف كانت علاقتهم طوال الست سنوات التى ارتبطا فيهما 
كان يسأل نفسه ، كيف كانت علاقتهما ؟ ما حدودها ؟ ما التطورات التى حدثت في علاقتهما ؟ 
لأول مرة يشعر تيم بالندم لرفضه معرفة اي تفاصيل عن تلك العلاقة فقد اخبر فلوريت ان الماضى لا يخصه وهو له حاضرها ومستقبلها فقط ولكنه اليوم يشعر بالندم
يتردد ذلك الصوت في اذنيه " انا لسه بحب نديم " لـ يردد هو قائلاً " ازاي لسه بتحبه !! طب وانا ؟ "
وصل تيم الى منزل فلوريت التى كانت تعيش حالة من الاستغراب بسبب التصرف الذى سلكه تيم ، فـ توقعت ان يسمعها او يناقشها فيما قالته ولكنها خرجت من هذه الحالة بمجرد ان سمعت طرقات باب المنزل وفتحت لتجد تيم امامها
دلف تيم الى الداخل وجد صوره  اُلقيت على الارض ليتحطم الزجاج الذى يغلفها ، كانت تلك الصوره تجمع بين نديم وفلوريت ، نظر تيم نظرة طويلة الى تلك الصوره ثم وجه بصره الى عيني فلوريت الدامعتين

تيم : واضح ان الموضوع كبير
فلوريت : انت اللى كبرته 
تيم : انتِ عينك وارمه من كتر العياط
فلوريت : ممكن افهم انت فهمت ايه ؟
تيم : انا جاى عشان افهم يا فلورا ، ولما قفلت كان عشان متأكد ان الكلام مينفعش في الموبايل
فلوريت : كلام ايه !! الموضوع مش مستاهل كل ده ، ليه محسسنى اني قولتلك اني كنت نايمه مع نديم
تيم بنبرة حازمة : احترمي نفسك
فلوريت : احترم نفسى !!
تيم : ايوة تحترمي نفسك ومتقوليش كلمه زي دي تانى ، فاهمه
فلوريت محاولة السيطرة على غضبها : فاهمه ، ممكن بقى تقعد عشان افهمك قصدى
تيم (جالساً ومشيراً اليها) : اتفضلي فهميني
فلوريت : مبدأياً انا بحبك
تيم : اللى بعده
فلوريت : تيم بلاش الاستهتار ده بكلامي
تيم : متستفزنيش ، انتِ مش اقل من ساعه قايله انك لسه بتحبي نديم ، دوقتي بقيتي تحبيني
فلوريت : انا عشت مع نديم ست سنين ، كان اول حب في حياتى ، سابنى فى اكتر وقت كنت ضعيفه فيه ومحتجاه ، انا مبحبهوش زي ما بحبك ، غصب عني بحنله ، بحن لايام كانت حياتى فيها احسن من كده ، بابا كان معايا وماما كانت جنبي وانا ونديم بنحب بعض ، نديم مرتبط بالايام الحلوة اللى استحاله ترجع تانى ، لما بفتكر الايام دي بفتكره ، بحن مش اكتر
تيم : يعنى انتِ عايزه ايه ؟
فلوريت : عيزاك تفهمنى ، عيزاك تعرف اني لما فكرت في نديم كلمتك على طول ، يا تيم انا كان ممكن مقولكش حاجه زي كده خالص ، لكن مفيش فكر بيجى على بالى او احساس بحس بيه الا لما اقولهولك ، انا عيزاك تحاصرني ، تحاصر عقلي ومشاعرى متدنيش فرصه افتكر الايام دي نهائي ، يا تيم انا بحبك انت وعيزاك انت ، مش عايزه ادي نفسي فرصه افكر في نديم او افتح باب لكلام معاه
تيم : حل اللى انتِ بتقوليه ده اننا نتجوز ، كده مش هسيبك لحظة واحده ، بس بغض النظر عن ده دلوقتي فـ انا هنسى اللى قولتيه ، وهحاول اعمل اللى عليا كاملاً ، هحاوطك وهملالك يومك وذكرياتك ومش هديلك فرصه تفتكرى ، بس ساعدينى ، شيلي صوره كلها من حواليكي 
فلوريت (فى محاولة منها لاحتضان تيم) : والله بحبك
تيم (باعداً اياها) : تمام
فلوريت  : انت ليه بتعمل كده ، المفروض تحترم صراحتى اكتر من كده
تيم : وانا قولتلك حاجه !! زعقت ولا اتنرفزت ولا اى حاجه
فلوريت : انت مشوفتش انت بعدتني ازاى !!
تيم : مش موضوعنا دلوقتي يا فلورا
فلوريت بدموعها الساخنه : تيم انا مبقاش ليا حد غيرك ، انت الحبيب والاخ والصاحب والاب ، انا كل الناس راحت من حياتى ، كلهم مشيوا ، انت اللى باقيلي ، انا ماليش حد غيرك في الدنيا ، لو انت كمان مشيت (صمتت فلوريت لثوانى قليلة ثم استطردت قائلة) لو انت كمان مشيت ساعتها هعرف انك بتذلنى وبتكسرني و مظنش اني ممكن اعرف اعيش بعد كده

تأثر تيم بشدة مما قالته فلوريت شعر بـ وجعها والامها ، شعر بخوفها من ان تُذل بل شعر وانها بالفعل مذلوله بعد وفاة والدها وترك نديم لها في اشد احتياجها له ، ترقرقت الدموع في عينيه واقترب منها ومسح لها دمعاتها بـ حنية انامله

تيم : انتِ متخيله انى ممكن اذلك او اكسرك !! انا يا فلورا !! ده انا بخاف نسمه الهوا اللى بتعدي على خدك تضايقك ، انا مبحبكيش زي مانتِ متخيله ، انا بعشق الارض اللى بتمشي عليها والهوا اللى بتتنفسيه (وضع رأسها على صدره وحاوطها بحنان بالغ) اوعي في يوم من الايام تفتكرى اني ممكن اعمل كده ، انا هعوضك عن كل لحظه عشتيها ضايقتك او جرحتك
فلوريت : والله بحبك اوى
تيم : متعيطيش تانى يا فلورا ، دموعك بتدبح رجولتي وبتوجع قلبى

مسحت فلوريت دموعها ونظرت الى عيني تيم التى كانت تشع حباً وخوفاً عليها وعشقاً لها ، ابتسمت فلوريت ابتسامه صادقه اعربت عن راحه نفسيه داخليه لم تشعر بها منذ فتره طويله ثم وضعت رأسها على كتف تيم وحاوطها تيم بـ حب وغرقت في نوم عميق وظل تيم يتأمل ملامحها 
__**__**__
فى صباح اليوم التالى توجه سليم بـك الألفى الى مقر شركته وسط اسطول السيارات التى تحميه 
حين يمر موكب سليم الالفى تظن وان رئيس الجمهوريه يمر الان
عقد سليم الالفى اجتماعاً مع مدراء الاقسام لمناقشه بعض الامور الهامة عن العمل 
كان الغضب يسيطر على سليم الالفى لعدم حضور ابنه تيم الاجتماع  رغم اتفاقه مع والده على دراسه الصفقه وذهابه في الصباح الباكر الى مقر الشركه وحضور الاجتماع ولكنه لم يبيت في المنزل من الاساس
هاتف سليم السكرتيره الخاصة بـ ابنه تيم وطالبها ان يذهب اليه تيم فى مكتبه بمجرد وصوله وبالفعل نفذت السكرتيره اوامر سليم بك ، فـ بمجرد وصول تيم ذهب الى مكتب والده

سليم : انا مش عارف اعمل معاك ايه ؟
تيم (اثناء جلوسه) : طيب قول صباح الخير
سليم : صباحك زفت
تيم : ليه ؟
سليم : انت محضرتش الاجتماع ليه ؟ وكنت بايت فين اصلاً
تيم : كنت بايت عند فلورا
سليم : اهاا صباحيه مباركة
تيم : متخليش دماغك تروح لبعيد
سليم : لا بعيد ولا قريت ما هى دي النهاية الوسخه لأى علاقة بتدخلها ، انا بس مستغرب انك امبارح كنت ناوى تتجوزها والنهارده بايت في حضنها
تيم : تصدق يا بوب ان دي اول مره ابات في بيت واحده وكل واحد فينا في اوضة
سليم : اتربيت يعني ، ما علينا المهم عملت ايه ؟
تيم : وربنا ما عملت حاجه ، بقولك كل واحد نايم في اوضه
سليم : مش قصدى على كده يا قذر
تيم : احم ، امال قصدك على ايه ؟
سليم بنبرة حازمة : قصدى على ملف المناقصة ، درسته ولا لا
تيم : درسته طبعاً ، انا شايف يا بوب ان المناقصه دي استحالة ترسي عليك ، ده risk خطير مش صح انك تاخده
سليم باستحقار : risk خطير مش صح اننا ناخده !! اممم تصدق عندك حق
تيم : عشان اقولك اني قد المسئولية
سليم غاضباً : مسئولية ايه يا حقير ، انت ياد مش ناوى تكبر بقي ، انا غلبت معاك
تيم : في ايه يا بابا مالك ، انت مش طلبت رأيي ، انا قولته
سليم : المناقصة رسيت علينا 
تيم : ايه !!
سليم : عرفت بقى انك حمار ولا يعتمد عليك
تيم : انت يعني يا بابا كنت بتختبرني
سليم : اختبرك ايه !! انت اهبل ، الملف ده بقاله قد ايه معاك !! مش فوق الاسبوعين ، لسه فاكر تقول رأيك دلوقتي !! اقسملك انك ممكن متكونش فتحت الملف اساساً
تيم : بابا انا مش حابب مجالك ده ، مش عايز اشتغل فيه
سليم : اخرج بره
تيم : ممكن نتناقش
سليم : بقولك اخرج بره 

اتجه تيم ناحيه باب الخروج لـ يوقفه صوت والده وهو يقول له " خد بالك ، المال اللى مستهتر بيه ده مالك ، لو انا مُت وانت محافظتش عليه محدش هيجي يحافظلك عليه ، فكر في الكلمتين دول "
__**__**__
منذ فتره طويلة لم تتقابل فلوريت مع اصدقائها القدامى خاصة الاصدقاء المشتركين بينها وبين نديم ، هناك مَن فطن انها لا تريد شئ او صديق يربطها بـ نديم فـ تقبل الامر وهناك مَن لم يهتم بـ ابتعادها وهناك مَن استغرب ، من بين الاصدقاء الذين استغربوا كانت صديقتها المقربه ماهيتاب والمقربه ايضاً الى نديم
قررت ماهيتاب زياره فلوريت فى منزلها لانها اذا هاتفتها كى ترتب معها موعد يتقابلا فيه تعتذر عنه فلوريت

ماهيتاب : كنت فاكره انى غالية عندك يا فلورا
فلوريت : انتِ عارفه انا بحبك قد ايه بس يا ماهى كان لازم ابعد عن اى حاجه و اى حد بيربطني بـ نديم
ماهيتاب : حتى انا
فلوريت : بصراحة ؟
ماهيتاب : اكيد
فلوريت : اولهم انتِ
ماهيتاب باستغراب : اولهم انا !! ليه ؟
فلوريت : عشان انتِ فى الاساس صاحبة نديم وهو عرفني عليكِ فيما بعد
ماهيتاب : نديم لسه بيـحـ.....
فلوريت مقاطعه : ماهي انا مش عايزه اسمع اى حاجه عن نديم
ماهيتاب : بس انا عايزه اتكلم ، عايزه اقول اللى يرضي ضميرى
فلوريت : وانا مش عايزه اسمع
ماهيتاب : لا لازم تسمعي ، حقه عليكي انك تسمعي ، يا ستي مش لازم تسمعه منه ، على الاقل اسمعي عنه
فلوريت بزفرة ضيق : اخلصي يا ماهى قولي اللى عندك
ماهيتاب : انتِ عارفه كويس اوى نديم حبك ازاي وعمل عشانك ايه ، اياً نعم غلط كتير وانتِ سامحتيه في كل مرة بس تفتكرى نديم بكل اللى عمله عشانك وليكِ مكنش يستحق فرصه اخيره حتى
فلوريت : وانتِ اكتر واحده عارفه انا اديت نديم كام فرصه وكام واحده منهم كانت الاخيره ، انا تعبت ، تعبت من الحيرة والغيره والقرف 
ماهيتاب : وتيم الالفى اللى حواليه بنات من جنسيات مختلفه واكيد عمل اكتر من علاقة مش حاسه بالحيره والغيره والقرف معاه
فلوريت : لا 
ماهيتاب : لا ايه ؟
فلوريت : مش حاسه لا بالغيره ولا بالحيره ولا القرف ، لا تيم عمل اللى نديم مقدرش عمره كله يعمله
ماهيتاب : عمل ايه ؟
فلوريت : اكتفى بيا ، شاف فيا العالم كله ، تيم كان بايت عندي امبارح يا ماهي ومفكرش في اى حاجه غلط يعملها معايا ومكنتش خايفه ونديم لو كنا قعدنا خمس دقايق مع بعض بيحاول يعمل اى حاجه
ماهيتاب : نديم مش شيطان 
فلوريت : ومش ملاك ، بس حبني بطريقته والحب مالوش الا طريقة واحده وهي اني اشوف حبيبي فرحان ومطمن وده اللى وصلني ليه تيم
ماهيتاب : انتِ فعلاً نسيتي نديم بالسهولة دي !! فعلاً حبيتي تيم بالسرعه دي
فلوريت : اسهل واسرع مما تتصورى

استاءت ماهيتاب بشدة من كلمات فلوريت ، فـ نديم الصديق الاقرب والاوفى الى ماهيتاب ومنذ انفصال نديم وفلوريت وهي تسعي للاصلاح بينهما كى يعودان الى سابق عهدهما
انهت ماهيتاب زيارتها الى فلوريت وغادرت منزلها واستقلت سيارة كانت تنتظرها على جانب الطريق

نديم : اخبارها ايه ؟
ماهيتاب : كويسه ومبسوطه وعايشه احسن ايام حياتها
نديم : انتِ بتستفزيني
ماهيتاب : بقولك الحقيقه ، فلورا مسحت كل حاجه فاتت بمهاره
نديم : اكيد ممسحتنيش
ماهيتاب : دي كان ناقص تقول شعر في تيم
نديم : قولتيلها حاجه عن تيم
ماهيتاب : حاجه زي ايه ؟
نديم : حاجة زي ايه !! امال انا بحفظك في ايه من الصبح
ماهيتاب : انا شوفت ميتها كده وشكلها عارفه ماضيه كله
نديم بنظرة ثاقبه : اكيد مش كله
ماهيتاب : عموماً محبتش اقولها عنه حاجه دلوقتي عشان متكشفنيش وتوافق تقابلني تانى
نديم : لما نشوف اخرتها ايه
__**__**__
منذ وصول تيم الى مقر الشركة وجلوسه على مقعده فى مكتبه الخاص وهو فى حالة ملل تام ، كان يبحث عن اى شئ يجعله لا يعمل ولا يشعر بالملل ايضاً ولانه لا يستطيع مغادرة الشركة فى الوقت الحالى حتي لا تقوم الحرب بينه وبين والده هاتف صديقه المقرب وطلب منه زيارته في الشركة

بشير : يعني انت مش كمان قاعد وبتشتغل وعامل فيها رجل اعمال لا بتعمل مقابلات في مكتبك ، ده من ان شاء الله مش فاضى
تيم : وحياتك عشان فاضي بس لو مشيت دلوقتي ابويا هينفخني
بشير : انت يا ابني عبيط ولا اهبل ولا الاتنين ، حد يبقي عنده كل ده ومش عايز يشتغل
تيم : الشغل ده مش سكتي نفسي اشتغل حاجه تانيه
بشير : عنتيل صح
تيم : يا عم بتكلم جد
بشير : مانا مشوفتكش بتفهم في حاجه غير كده
تيم : عارف يا بيشو انا ندمان جداً على كل اللى انا عملته ده
بشير : اشمعنى
تيم : كان نفسي اكون نضيف ، كان نفسي فلورا تكون اول بنت في حياتي ، كان نفسى استحق عفتها وبراءتها
بشير : انت بتحبها للدرجه دي
تيم : تانى !!
بشير : مش قصدي ، قصدى هو في حب ممكن يغير البنى ادم كده ، انت يا ابني جيت من اقصي الشمال لـ اقصى اليمين
تيم : انا حبيت فلوريت لدرجة اني مش بس بندم ، انا حاسس اني لاول مره بعرف بنت او بلمس ايد بنت ، انا وصلت لمرحلة اني مجرد ماشوف عيونها فرحانه او مطمنه اكون مستريح ومبسوط ، اقولك حاجه وتصدقني
بشير : هحاول
تيم : انا كنت بايت امبارح عند فلورا في بيتها
بشير : اوباااا
تيم : سيبنى اكمل
بشير : كمل
تيم : وكان كل واحد نايم بعيد عن التانى ، بس انا كنت حاسس اني حاضنها ومطمن بيها وهي كمان مطمنه بيا اوى
بشير : بص بغض النظر عن القلوب اللى طالعه من عيونك وانك فجأة بقيت عبد الحليم حافظ واني لسه مش مستوعب اللى انت وصلتله بس عندي سؤال قاتلني
تيم : اسأل يا ثقيل
بشير : انت ليه من الاساس كنت بايت عندها ، يعني لما كل واحد نايم في حته بعيد عن التانى وحاسين انكوا حاضنين بعض وبايسين بعض ليه مش كل واحد نام في بيته وكنتوا هتحسوا نفس الاحاسيس 
تيم : تصدق بالله انك بارد وانا غلطان اني بتكلم معاك
بشير : جاوبني على السؤال ده بس
تيم : عشان فلورا كان عندها قناعه ان اى واحد لو جاتله الفرصه هيعمل اللى هو عاوزه انا حبيت اثبتلها العكس كان في مشكله بينا امبارح وروحتلها البيت ولما اتصالحنا نامت على كتفي فقررت اثبتلها ان الفرصه كانت ادامي وانا اللى مرضتش
بشير : تصدق انت فوقت كل التوقعات

قاطع حديثهما اتصال فلوريت بـ تيم وكـ عادة تيم منذ ان عرف فلوريت وهو يقوم بالرد عليها سريعاً

تيم : وحشتينى
فلوريت : وانت كمان وحشتني اوى 
تيم : عامله ايه يا قلبي
فلوريت : تمام يا روحي الحمد لله وانت ؟
تيم : الحمد لله 
فلوريت : انت نزلت امتي ؟
تيم : على الساعه تسعه ونص كده بس محبتش ازعجك
فلوريت : من غير فطار
تيم : بحبك
فلوريت : وانا كمان بحبك اوى
تيم : يالا قومي اجهزى
فلوريت : ليه ؟
تيم : هاخدك مشوار
فلوريت : فين ؟
تيم : لما اجيلك هعرفك
فلوريت : اوك يا حبيبي
تيم : ساعه ونص وهكون عندك
فلوريت : مستنياك

اغلق تيم الهاتف وهو سعيد للغايه نظر الى بشير الذى سمع الحوار بأكمله وكان يراقبه كـ فتاة مراهقه تشاهد فيلم رومانسي يدغدغ قلبها

تيم : بـ تبصلي كده ليه ؟
بشير : كنت مستنيك بعد المكالمه الحارة دي تبوس الموبايل وتحضنه
تيم : ده انت قديم فحت
بشير : توء ، انت اللى جديد في الحب اللى بجد
تيم : طيب اخلع بقي عشان شويه وهطير انا كمان
بشير ( وهو ينهض من المقعد ) : ماشي يا برنس بس قعده الراجل بـ مية ست
تيم : بس لو جت الست يغور الراجل ، غور بقى

غادر بشير مكتب تيم وهو في حالة ذهول من الحالة التى وصل اليها تيم ، اما تيم فاستعد للمغادرة ولكن قبل ذلك ذهب الى مكتب والده

تيم : انا همشي يا بوب
سليم : تمشي تروح فين ؟
تيم : هقابل جماعه اصحابي
سليم : فلوريت !!
تيم : اه عندها مشكله كده ورايحلها
سليم : انت مش كنت بايت عندها امبارح !! مشكله ايه اللى لحقت تحصل في الكام ساعه دول
تيم : انا جيت الشركه اهو زي مانت عايز وقعدت كتير سبني اخلع النهارده بدرى انا كمان لسه هروح البيت اغير هدومي
سليم : ماشي

خرج تيم من شركه والده ، اخرج سليم هاتفه النقال وهاتف شخصاً ما قائلاً له " خليكوا وراه اوعوا يغفل عن عينكوا لحظة واحده " واغلق الهاتف وهاتف شخصاً اخراً قال له " اجهزوا "
__**__**__
كانت فلوريت في غرفتها تستبدل ملابسها استعداداً للتنزه مع تيم الذى اخبرها ان تنتظره كي يمر عليها فى منزلها
اعدت كوباً من مشروب النسكافية وبدأت تحتسيه اثناء تبديلها لـ ملابسها
دق جرس المنزل ، لم تكن فلوريت استعدت تماماً للخروج مع تيم لذا اخذت قدح النسكافيه وتوجهت الى باب المنزل وهي تقول " دايماً مستعجل يا تيم انا لسه مخلصتش " ثم فتحت الباب وبمجرد ان رأت الطارق سقط الكوب من يديها ليتحطم على الارض من شدة ارتباكها وخوفها ..

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى