Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 31 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل السابع

الفصل السابع

اُصيبت ايسل بـ حالة من التشنجات جعلتها تتلوى على الارض وتصطدم بـ الاشياء من حولها ، تلك الحالة جعلت سيف يصرخ بـ اعلى صوته وحاول بصعوبة السيطرة على حركة ايسل وتذكر كلام طبيب الوحدة الصحية له حين قال "لازم تروح لدكتور عشان تعرف عندها ايه وتاخدله علاج عشان الموضوع ميقلبش بـ تشنجات لان التشنجات دي ممكن تؤدي للموت"
تذكر سيف اهماله تجاه حالة ايسل الصحية وعدم عرضها على طبيب مختص او اعطائها الدواء كل هذا بسبب انانيته ورغبته في ان تظل هكذا بلا ذاكرة
بعد ان سيطر سيف على ايسل ومنع جسدها من ان يصدر تلك الحركات اللاراديه التى جعلتها تصطدم بكل شئ حولها ، عانقها بشدة وانهمرت دموعه من عينيه وهو يقول لها "سامحينى"
بعد فترة ليست قصيرة استعادت ايسل وعيها وعادت الى حالتها الطبيعيه مما جعل سيف يشعر بـ شئ من الراحة والاطمئنان عليها ، عودة ايسل الى حالتها الطبيعيه جعلت سيف يصرف نظره عن فكره عرض ايسل على طبيب

ايسل : هو ايه اللى حصل ؟
سيف : انا روحت اجيب حاجه نشربها جيت لقيتك مغمى عليكى
ايسل : مغمى عليا !! امال عضمى وجسمي واجعني ليه ؟ انا حاسه كأنى واخدة علقة
سيف : اصل لما اغمى عليكى وقعتى على الارض وقعه جامده ، تقريباً هي اللى مسببالك الالم ده
ايسل : وايه بهدل المكان كده ؟
سيف : كنت بحاول افوقك ، من خوفى اتلخبطت وارتبكت والدنيا ادردبت كده
ايسل (وهي تنظر الى جرح سطحى فى مرفقها) : واضح ان الوقعه كانت شديدة بجد
سيف : في الحمام تحت اسعافات اوليه ، هنزل اجيبها
ايسل : اوك

ذهب سيف لـ يحضر حقيبة الاسعافات الاولية ولكنه توقف مكانه  وعاد الى ايسل

ايسل : في ايه ؟
سيف : مش هطمن اسيبك لوحدك تانى ، تعالى معايا
ايسل : حاضر

وذهبا سوياً واحضرا حقيبه الاسعافات الاولية وصعدا مرة اخرى الى سطح اليخت ، فعل سيف اللازم الى ايسل وجلسا سوياً يتسامرا

سيف : مش يدوب تنامى ؟
ايسل : لا انا حابه احضر الشروق
سيف : طيب ندخل باليخت شوية
ايسل : انا حابة اكون قريبة من الانوار دي يا سيف بعد اذنك
سيف : ماشي بس اول ما تشوفي الشروق نتحرك على طول
ايسل : ماشى
سيف (ناظراً الى ساعه يده) : باقى ساعه ونص تقريباً
ايسل : هو ازاي خاطفنى وهربانه معاك
سيف : هحكيلك يا ايسل بس توعدينى انك تصدقيني
ايسل : انا وعدتك الوعد ده قبل كده
سيف : احنا بنحب بعض من سنين طويله ، اتقدمتلك وابوكي رفضنى ، رفضنى عشان والدى مسجون ، حاولنا بكل الطرق بس للاسف كانت كلها محاولات فاشلة قررنا نهرب بس متفقناش على معاد للهرب ، جهزت كل حاجه وعلى اخر لحظه قولتيلي طيب نحاول تانى ، طبعاً اي محاولة مش اكتر من تضييع وقت عشان كده يوم الحادثة قولتلك اننا رايحين مشوار بس كان في نيتى ننفذ اللى اتفقنا عليه
ايسل : واهلى مين ؟ عايشين فين ؟
سيف : مش هقولك اي بيانات عن اهلك ، عشان متحاوليش توصلي ليهم
ايسل : طيب كلمهم ، عرفهم اني معاك وكويسه او عايشه اكيد قلقانين عليا
سيف : مش هقدر اعمل ده في الوقت الحالى
ايسل : ليه ؟
سيف : ايسل ارجوكى متضغطيش عليا ، انا هعملك كل اللى انتِ عيزاه بس في الوقت المناسب
ايسل : واحنا هنفضل عايشين على اليخت ده !! هي دي كانت خطتنا للهرب ؟
سيف : لا طبعاً بس في الوقت الحالى انا مقدرش اتحرك من المياة
ايسل : ليه ؟
سيف : عشان مُطارد ، وعشان احتمال يكون ابوكي مبلغ وساعتها انا هتمسك وهتنفخ وانا معنديش استعداد لـ ده
ايسل : ماهو اكيد في حل لكل ده ؟
سيف : الحل الوحيد اننا نتجوز زي ما كنا متفقين ، لان ساعتها حتي لو كان في بلاغ وانا اتمسكت فـ مش هيحصلي حاجه عشان مفيش حد بيخطف مراته
ايسل : نتجوز !!
سيف : هو ده الحل الوحيد وهو ده اللى كنا مخططين نعمله اساساً وكل ده انا مطلبتهوش منك لاني مقدر اللى انتِ فيه
ايسل : تمام
سيف : تمام ايه ؟
ايسل : ادينى معاك للاخر
سيف : على فكرة يا ايسل ، انا بحبك اه بس صدقيني اي حركة غدر ......
ايسل مقاطعه : متخوفنيش منك ولا تكرهنى فيك ، بتهيألى السلاح اللى فى جنبك طول الوقت كفيل يخليني مغدرش بيك
سيف : السلاح ده مش عشانك ، احنا في قلب المياة لوحدينا وانا مخليه معايا طول الوقت تجنباً لاي خطر محتمل
ايسل : تمام

جلس ايسل وسيف يراقبان السماء والماء واضواء المدينه حتي شرقت الشمس

سيف(وقد نهض) : نتحرك بقى
ايسل(وقد نهضت ووقفت امامه) : ممكن اطلب منك طلب ؟
سيف : لا
ايسل (مقتربه منه بدلال) : عشان خاطرى
سيف : اطلبى
ايسل : عايزه اسوق اليخت
سيف : هو عربيه يا ايسل 
ايسل : انا كنت بعرف اسوق العربيه ؟
سيف : كنتى مجنونة سواقة
ايسل (وقد تعلقت في عنقه): طيب عشان خاطرى خليني اجرب اسوق اليخت

شعر سيف انه يسافر الى عالم اخر عبر عيني ايسل التى دققت النظر اليه وهي تتعلق في عنقه كـ الطفلة المدللة ، لم يستطع ان يقول لها لا ، ربما اذا كانت ايسل طلبت منه ان يُعيدها الى اهلها لـ فعلها
اصطحبها سيف الى مقر قيادة اليخت وجعلها تقوده بـ مساعدته وتحت اشرافه
__**__**__
ذهب براء الفولى لـ زيارة صديقه أيمن مُنذر في مقر عمله ، تفاجئ أيمن بتلك الزيارة

أيمن : خير يا براء ؟
براء : عايزك في حاجة مهمه
أيمن : انا قولت كده ، انت لسه مروحتش صح ؟
براء : لا انت عارف شغلى بالليل ، اول ما النهار طلع جيت عليك
أيمن : حصل حاجه ؟
براء : احنا أصحاب يا أيمن وضهرنا في ضهر بعض دايماً صح ؟
أيمن : أكيد طبعاً
براء : أنت عمرك طلبت مني طلب وانا اتأخرت عنك
أيمن : لا وانت برضه عمرك ما طلبت مني حاجة واتأخرت عنك
براء : وعشان كده انا هتجرأ واطلب منك طلب
أيمن : اؤومر
براء : رولا مبتقولش الحقيقة ، او بتقولها ناقصة او على الاقل تعرف مكان سيف وايسل
أيمن : تمام
براء : هي شكلها مش هتقول الحقيقه
أيمن : مش فاهم ، انت عايزني انا اساعدك في الموضوع ده ازاي ؟
براء : بما انكوا كنتوا بتحبوا بعض فـ اكيد ممكن المشاعر دي تصحي تانى ، ساعتها هي ممكن تحكيلك كل حاجة
أيمن : مش فاهم ؟
براء : مش فاهم ايه ؟
أيمن : مشاعر مين دي اللى تصحى !!
براء : مشاعر رولا ناحيتك
أيمن : انت عايزنى ارجع ارتبط بيها تانى ؟
براء : بالظبط 
أيمن : بس انا مش هينفع اتجوزها ، العلاقة دي محكوم عليها بالفشل عشان كده انا نهيتها
براء : ومين جاب سيرة الجواز !! انت هتقرب منها وتعرف منها الحقيقه او مكان ايسل وتخلع
أيمن : انت اتجننت يا براء !! ازاي عايزني اعمل كده ؟
براء : مش فاهم ايه المانع يعني
أيمن : اخلاقى ومبادئى ورجولتى يمنعونى انى ارتبط بـ بنت لـ غرض تانى غير الجواز
براء : مانت كنت مرتبط بيها قبل كده ومتجوزتهاش
أيمن : بس كان في نيتى اتجوزها ، ولما لقيت الامل مفقود بعدت عنها
براء : مش لازم تصرح بمشاعر ، قرب منها مش اكتر
أيمن : مش هقدر اعمل فيها كده ، انا جرحتها وكسرت قلبها مرة ، مش هقدر اعمل فيها كده تانى
براء : دي اول مره اطلب منك طلب وتقابلنى بالهجوم ده
أيمن : براء ، وحياة سنين العشرة اللى بينا متخليش حاجه زي كده تأثر على صداقتنا ، احنا ياما وقفنا جنب بعض بس مظنش اني عمرى طلبت منك حاجة فوق طاقتك
براء : خلاص فكك
أيمن : انت ليه اصلاً بتفترض انها بتكدب
براء : حسى الامنى
أيمن : مش هقولك كدبه ، بس متحطش امل قوى على رولا
براء : تمام
أيمن : هى اصلاً قالتلك ايه ؟
براء : مقالتش حاجه مفيده
أيمن : يعني هربت ولا اتخطفت ؟
براء : بتقول هربت
أيمن : انت ناوى تعمل ايه ؟
براء : والله ما عارف ، خايف يكونوا هربوا بره مصر بـ اوراق مزيفه او من خلال هجرة غير شرعيه
أيمن : انت دورت عليها في المستشفيات والمشرحة
براء : انا دورت وابوها دور ، وبعمل تحديث اول باول
أيمن : حاجه تحير
براء : اللى يحير فكره الاختفاء اللى ملهاش اثر دي ، مش سايبين وراهم اي خيط
أيمن : مفيش جريمة كامله ، انت مباحث وعارف الكلام ده ، فـ اكيد مع الوقت هتوصل لـ خيط او اثر او غلطه
براء : ادينى بحاول
أيمن : براء ، انت لحد النهارده محكتليش أنت وايسل سيبتوا بعض ليه ؟
براء : هاه !!
أيمن : هاه ايه ؟
براء : مش حابب احكي في الموضوع ده
أيمن : نفس الاجابه بعد السنين دي كلها 
براء : الموضوع ده لحد النهارده لما بفتكره كأنك بتغرز سكينه في قلبى
أيمن بمزاح : سلامة قلبك يا نحنوح يا كتكوت انت
براء : ماشي يا عم الروش

شرد براء قليلاً وتذكر ايسل وتلك الايام التى عاشها معها تذكر تلك القصة الافلاطونية التى عاشوها سوياً وتذكر ايضاً كيف انتهت لـ يشعر ذلك الشعور الذي اخبر به ايمن وهو شعوره بـ أن احداً يضع سكين في قلبه
__**__**__
تقابل بلال الشرقاوى ورولا حسان في النادى بالصدفة
كانت رولا تود مقابلة بلال وبالفعل كانت ستهاتفه لـ ترتب معه موعد ولكن الصدفة جمعتهما قبل ذلك

بلال : فينك كده
رولا : انا كل يوم هنا ، انت اللى مبتجيش
بلال : بس انتِ لا بتسألى ولا بتتصلى
رولا : عادي يعني
بلال : مالك ؟
رولا : لو في ظابط مباحث بيطاردنى ، تقدر تبعده عني
بلال : بيطاردك ليه ؟ عملتي ايه ؟
رولا : انا هحكيلك كل حاجة
بلال : احكى 
رولا : غالباً كده ايسل هربت مع سيف ، واهلها مش عايزين يبلغوا عشان الفضايح ، بس عايزين يوصلولها
بلال : هربت مع سيف !!
رولا : انت عارف عيلة ايسل لا مستشارين لا ظباط ، اول حب في حياة ايسل كان ابن عمها وهو ظابط مباحث وهو اللى بيدور عليها ومستقصدنى بقي فاكرنى عارفه حاجة
بلال : وانتِ فعلاً عارفه حاجة ؟
رولا : صدقنى معرفش اي حاجة ومعرفش اذا كانت فعلاً ايسل هربت مع سيف ولا حصلهم ايه
بلال : طيب هو اكيد لما يتأكد من انك متعرفيش حاجة هيبطل يطاردك
رولا : انا حاسه انه مستقصدنى
بلال : يا بنتى هيستقصدك ليه ؟ هو بيدور على بنت عمه تصرف عادي جداً
رولا : معرفش يا بلال انا حاسه كده
بلال : هو يستقصدك في حالة من اتنين
رولا : ايه هما ؟
بلال : لو هو متأكد بنسبه مليون في المية انك عارفه حاجة ومخبياها
رولا : والحالة التانية ؟
بلال : انه يبقى معجب بيكي وواخد الحوار ده حجة عشان يتكلم معاكى ويقرب منك
رولا : لدرجة انه يهددنى انه ياخدنى القسم ويعذبنى
بلال : لا تلاقيه سادى مش اكتر
رولا : انت بتهرج يا بلال
بلال : على فكره بتكلم جد جداً
رولا : يعنى مفروض اتعامل معاه ازاى
بلال : تعاملى عادي وعلى طبيعتك ، ولو عارفه حاجة قوليهاله لانه كده كده هيعرفها ، انتِ متحسسهوش انك خايفه منه او مخبيه حاجه
رولا : يعني انت متقدرش تساعدنى
بلال : اقدر بس الامر مش مستاهل صدقيني
رولا : ربنا يسامحك يا ايسل ، مجانيش منها الا المشاكل
بلال : بس انتِ ليه بقى مقولتليش ان ايسل هربت مع سيف
رولا : عشان مكنتش اعرف ، ابن عم ايسل هو اللى قالى
بلال : ولما قالك مقولتليش ليه ؟
رولا : كنت هكلمك النهارده واهو اتقابلنا
بلال : وانتِ تتوقعي بقي انها هربت معاه فعلاً
رولا : معرفش
بلال : انتِ عارفه ان كان في مشروع ارتباط بيني وبين ايسل
رولا : لا ، ايسل مقالتليش حاجة زي كده
بلال : انا مش عارف انتِ كنتى صاحبة ايسل ازاي وانتِ متعرفيش عنها حاجة كده
رولا : ماهي اللى مكنتش بتحكيلي حاجة
بلال : هى فعلاً غامضة ومحدش عمره قدر يفهمها او يفهم عايزه ايه
رولا : ربنا يرجعها بالسلامه
بلال : يارب

كان بلال يمتلك نفس شعور براء وهو ان رولا تعرف الكثير والكثير ولكن تحتفظ به لذلك قرر بلال مراقبتها حتي يستطيع ان يعرف طريق ايسل
__**__**__
استيقظ سيف من نومه وذهب الى غرفة ايسل التى كانت غارقه في نوم عميق ، تأمل ملامحها قليلاً ثم حاول افاقتها

سيف : سيلا ، حبيبتى الكسلانه اصحى
ايسل (وهو تحاول ان تستيقظ) : صباح الخير يا حبيبى
سيف باستغراب : حبيبى !! ايسل انتِ صاحيه
ايسل : امممم
سيف : سيلا
ايسل (وهي تفتح عينيها) : ايوه يا سيف في ايه ؟
سيف : انتِ كنتي صاحية ولا لسه صاحية
ايسل : يعني ايه ؟
سيف : لا لا مفيش
ايسل : هي الساعه كام ؟
سيف : احنا داخلين على المغرب
ايسل : طيب سيبنى انام كمان شوية
سيف : قومي ، مش عايزه تشوفي الغروب واحنا قريبين من الشط
ايسل : توء ، الغروب بيبقى احلى واحنا في قلب المياة
سيف : طيب قومي يالا وبطلى كسل
ايسل : اقوم اعمل ايه بس ، ورايا الديوان يعني
سيف (وهو يحملها) : قومي وبطلى لماضة
ايسل : يووه يا سيف بقي عايزه انام

حملها سيف وصعد بها الى سطح اليخت ثم انزلها

ايسل : ايه يا سيف البواخة دي ؟
سيف : وحشتيني وزهقت من القعده لوحدى
ايسل : تقوم تصحيني كده
سيف : عندي ليكي مفاجأة
ايسل : ايه هى ؟
سيف : هنخرج من اليخت شوية
ايسل : انت بتتكلم جد ؟
سيف : ايوه ، هنروح نتغدى في اي مطعم
ايسل : ده بجد ؟
سيف : اه والله ، يالا بقى انزلي غيرى هدومك
ايسل (وهي تعانقه) : انا مبسوطة اوى (ثم قبلت وجنته) ربنا يخليك ليا

وجريت ايسل فرحاً كـ الاطفال كى تبدل ملابسها ، اما سيف فقد فرح بشدة بسبب رد فعل ايسل تجاه تلك المفاجأة
بدل كلاً من سيف وايسل ملابسهما وتحرك سيف باليخت نحو الشاطئ بعدما شاركته ايسل قيادته 
ترك سيف اليخت في المرسى واستقل سيارته وجاورته ايسل التى كانت في كامل اناقتها
ذهبا الى احد القرى السياحية في الساحل الشمالى
تناولا طعام الغداء وقضوا الليله باكملها في تلك القرية السياحية وقد كان ذلك يعد يوماً مثالياً بالنسبه الى ايسل التى كانت سعيدة جداً بتلك الاجواء
كانت ايسل كالطفل الذى يمشي لاول مره في حياته ، فـ من المفترض ان ايسل ترى تلك الاجواء لاول مره في حياتها ، كانت فرحة بالاضواء والاصوات والناس من حولها 
لمس سيف فرحتها تلك ورغب ان يتركها تنطلق ولكنه خشى ذلك بشدة لذلك فضل ان تبقى معه وله فقط

سيف : تشربى (قاصداً الكحول)
ايسل : انا كنت بشرب زمان ؟
سيف : احياناً 
ايسل : لا مش عايزه
سيف : ليه ؟
ايسل : واضح اني كنت بعمل حاجات كتير اوى غلط قبل الحادثة ، والحادثة دي كانت رحمة ربنا بيا اني ابدأ من جديد مش هعمل حاجة غلط تانى
سيف : بحبك
ايسل : هتجيبنى هنا تانى
سيف : هعملك اي حاجة تخليكي مبسوطة
ايسل : انا فعلاً مبسوطة اوى
سيف : يارب دايماً يا حبيبتي
ايسل : عيزاك تخف من الكحوليات دي شوية ممكن
سيف : حاضر
ايسل : سيف
سيف : عيون سيف
ايسل : انا فعلاً مبسوطة اوى
سيف : عايزك على طول كده ، عايز اشوف لمعه عيونك دايماً 

ابتسمت ايسل ونظرت الى عيني سيف ، كانت كلما نظرت ايسل الى عيني سيف يشعر بـ انه فاقد للوعى لذلك كان يفضل الا ينظر الى عينيها
لمح سيف شخصاً ما يتابعه بـ نظراته ، دقق سيف النظر فيه وتيقن انه يعرفه جيداً

سيف (وهو ينهض على عجلة من امره) : قومي يالا
ايسل : في ايه ؟
سيف (وهو يمسكها من يدها) : مش وقته ، امشى معايا

واخذها سيف واستقلا السياره بعدما تأكد ان لا احد يراقبه وعاد بها الى اليخت مره اخرى ، حيث عتمة الليل وظلمة البحر
__**__**__
جلس المستشار محسن الفولى مع زوجته چيهان الخواجة في غرفة المعيشة ، كانا يتجاذبا اطراف الحديث عن ابنتهما ايسل

چيهان : انا مش قادرة اصدق
محسن : بقولك صاحبتها اللى قالتله
چيهان : براء بيتبلى على ايسل
محسن : براء ميعملش كده وانتِ اكتر واحدة عارفه ، ممكن تكون صاحبتها بتتبلى عليها
چيهان : لا برضه ، رولا متعملش كده
محسن : انا واثق في براء اكتر
چيهان : وانا واثقه في بنتي اكتر من الكل ، بنتي متعملش كده
محسن : فوقى بقى يا چيهان ، الشيطان شاطر واحنا مش ملايكة
چيهان : يارب تظهر وتخلصنا من الحيرة دي

فى تلك الاثناء جاء ايساف 

ايساف : ايه ده انتوا لسه صاحيين ؟
چيهان : احنا بنام اصلاً
ايساف : ربنا يرجعها بالسلامه
محسن : يارب
ايساف : انا حبيت اقولكم اني مسافر الصبح 
چيهان : مسافر فين ؟
ايساف : شغلى يا ماما
محسن : عملت ايه في موضوع اختك ؟
ايساف : موصلتش لحاجة
چيهان : هتسيبنا واحنا في الظروف دي
ايساف : هسافر يومين كده اشوف الشغل ايه نظامه واجي تانى
محسن : يومين ولا شهرين ؟
ايساف : لا هما يومين تلاته بالكتير

فى تلك الاثناء رن هاتف المستشار محسن الفولى لـ يجد ان المتصل يهاتفه من رقم خاص ، اجاب محسن الفولى على الهاتف

محسن : الو
المتصل : سيادة القاضى محسن الفولى معايا ؟
محسن : ايوه انا ، انت مين ؟
المتصل : مش مهم تعرف انا مين ، المهم تعرف ان بنتك معانا
محسن (وقد نهض من هول المفاجأة) : بنتي معاكوا فين ؟ انتوا مين ؟
المتصل : هتعرف كل حاجة في الوقت المناسب ، المهم يكون عندك استعداد تنفذ اللى احنا عايزينه في سبيل ان بنتك ترجعلك سليمه
محسن : عايزين ايه ؟
المتصل : مش هقولك دلوقتي ، فكر الاول كده ممكن تضحي عشان بنتك لحد فين
محسن : طيب سمعني صوتها ، عايز اطمن انها كويسه
المتصل : حاضر

سمع محسن صوت ايسل ، كان مرهقاً بعض الشئ ، قالت له "بابا ، بابا الحقنى"

المتصل : اتطمنت كده ؟
محسن : ارجوكوا محدش يأذيها وقولولي عايزين ايه ؟
المتصل : قولتلك فكر وشوف هتضحى لحد فين ، هرجع اكلمك يا سيادة المستشار

لم يستطع ان يتمالك المستشار محسن الفولى نفسه من شدة القلق على ابنته فـ فقد الوعى وعلى اثر ذلك نُقل الى المشفى ..


#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى




الخميس، 28 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل السادس

الفصل السادس

حتي تلك اللحظة لم تعرف ايسل هل هي حقاً تصدق سيف ام اضطرت ان تصدقه لان لا سبيل لديها سوى ان تصدقه
ولكن هناك شئ بداخلها يشعرها بالامان في حضرة سيف ، شئ بداخلها يخبرها انه حقاً يحبها ولم يختطفها كما توقعت ، لذلك قررت ايسل ان تتبع شعورها وتصدقه وان تُنحى عقلها جانباً 
كان سيف نائماً في غرفته نظراً لسهره طوال الليل وبمجرد شعوره بـ بعض من الامان والراحة ذهب في نوم عميق
سأمت ايسل الجلوس بـ مفردها فـ ذهبت اليه في غرفته بعدما ارتدت احدى بدل السباحة المتواجدة في خزانة الملابس

ايسل : سيف ، اصحى يا سيف
سيف (وهو غارقاً في النوم) : في ايه ؟
ايسل : اليخت بيغرق يا سيف

نهض سيف من نومه وهو مضطرب وقلق جداً

سيف : بيغرق ازاي انتِ بتقولي ايه ؟
ايسل : معرفش قوم الحق

قفز سيف من تخته واتبعته ايسل الى اعلى اليخت لـ يجد سيف ان كل شئ مثلما تركه ، تعالت ضحكات ايسل بسبب ما فعلته

سيف : انتِ بتهرجى يا ايسل
ايسل : اكيد بهرج
سيف : دي طريقه تهريج يعني ، خضتيني فعلاً
ايسل : اعمل ايه !! بقالى كتير بصحيك وانت زي الميت مالقتش حل الا كده
سيف : هعديهالك عشان ضحكتي من قلبك
ايسل (وهي تدفعه الى داخل اليخت) : طيب يالا بسرعه انجز
سيف : بسرعه ايه وانجز ايه ؟
ايسل : البس مايوه يالا وتعال ننزل البحر شوية
سيف : جداً

وبالفعل قام سيف بـ تبديل ملابسه وارتدي ملابس السباحة وقفز في البحر خلف ايسل وظلوا يسبحوا ويلهوا سوياً لمده فاقت النصف ساعه ثم صعدوا مره اخرى الى اعلى اليخت

ايسل (وهي تجفف جسدها) : امال ايه معني التاتو اللى على ضهرى ده
سيف : انتِ مش فاكره ؟
ايسل : لا
سيف : دي كلمات بالصينى
ايسل : معناها ايه
سيف : هحكيلك قصته
ايسل : احكيلي
سيف : انتِ كنتِ عاملة تاتو فراشة وبعدين قولتيلي انك عايزه تغيريه بـ اسمى بس خوفتي تكتبيه انجليزي عشان هيتفهم بسهولة فـ كتبتيه بالصينى
ايسل : يعني احنا كنا بنحب بعض ؟
سيف : مكناش ، احنا لحد قبل الحادثة بـ لحظات كنا مقررين حاجات كتيره اوى
ايسل : هربت معاك ولا خطفتني ؟
سيف : الاتنين
ايسل : ازاي الاتنين ؟
سيف : شوفتى انتِ بتجرجرينى ازاي وانا قولتلك مش هقولك حاجة الا لما اتأكد
ايسل : خلاص خلاص ، قولي بقى الحته الغامقة اللى في رجلى دي حرق ولا ايه ؟
سيف : انا كنت سألتك عنها وانتِ قولتيلي انه حرق وانتِ صغيرة 
ايسل : اتحرقت ازاي ؟
سيف : عملتي حاجة غلط وباباكى عاقبك عليها
ايسل : بالحرق ؟
سيف : انا معرفش انتِ اللى حكيتلي
ايسل : بابا كان اب قاسى عليا ؟
سيف : غصب عنه يا حبيبتي ، طبيعه شغله فرضت عليه كده
ايسل : بيشتغل ايه
سيف (وقد نهض من جوارها) : عماله تجرجرى فيا انتِ (قام بـ تشغيل موسيقى كلاسيكية) ترقصى
ايسل : كنت بعرف ارقص ولا ايه ؟
سيف : تعالى اعلمك كل حاجة من اول وجديد
ايسل (وقد نهضت) : موافقه

وعاش سيف وايسل وقت لا ينسى لـ كلاهما ، فقد كان سيف في قمة سعادته ان ايسل بدأت تندمج معه ، اما ايسل فحاولت ان تستمتع بـ حياتها الحالية وبالفعل كانت سعيدة بتلك اللحظات
__**__**__
جلس ايساف في غرفته محاولاً استيعاب ما قالته ساندى ، يسأل نفسه ماذا عرفت عنه من الفتيات الاخريات وماذا تقصد بهذا الكلام
وعلى الرغم من ان ايساف هو مَن قرر ان ينهي علاقته بـ ايسل وهو مَن اخبرها انه لم يعد يحبها ولا يريد الاستمرار الا انه يعيش ذلك الدور المفضل بالنسبه له ، دور الضحية
كل هذا يمكن ان يكون هين اذا كانت الظروف مختلفه ، فـ كيف له ان يشغل باله مثل هذه الامور وشقيقته لم تظهر بعد ولم يعرف احد اي خبر عنها
ذلك الامر الذي كان يسبب الضيق لـ والديه لذلك قرر والده ان يتحدث معه مره اخرى
ذهب اليه في غرفته وطرق الباب وسمح له ايساف بالدخول

محسن : صاحى
ايساف : اه
محسن : ممكن اتكلم معاك شوية
ايساف : اكيد يا بابا
محسن : انا عايزك تساعدنا في اننا نلاقى اختك
ايساف : تانى يا بابا 
محسن : خلينا نفترض انها اختارت الولد ده ودي شكل الحياة اللى اختارتها بس على الاقل نعرف مكانها عشان نطمن عليها
ايساف : طيب وازاي انا هساعد في حاجة زي كده ، مش براء بيدور عليها
محسن : براء بيدور في اطار شغله وسلطاته ، انت كمان هتدور في اطار شغلك وسلطاتك
ايساف : مش فاهم يا بابا
محسن : يعني انت شغلك في السياحة صح
ايساف : صح
محسن : تعرف فنادق كتير وقرى سياحيه وما شابه ، انت بقى عن طريق شغلك ومعارفك تقدر تعرفلنا اذا كانت ايسل او الولد ده نزلوا في اي فندق او قرية سياحية
ايساف : هو تفكير كويس 
محسن : مانا عارف ، محدش هيبقي عارف كل الفنادق والقرى السياحية على مستوى مصر قدك
ايساف : ولو اني شايف ان من حقها تعيش الحياة اللى اختارتها بس حاضر ، انا هدور عليها في كل الاماكن السياحيه 
محسن : انا متعشم خير في الموضوع ده
ايساف : ان شاء الله هتبقى كويسه ومش هيطلع في حاجة
محسن : يارب ان شاء الله

ورغم ان محسن الفولى يعلم انه من المستحيل ان تكون ابنته في احد الفنادق او القرى السياحيه لانها اذا كانت مخطوفة لن يذهب بها الخاطف الى فندق يتطلب بياناتها واذا كانت هاربة فـ هي اذكى من ان تذهب الى فندق تكون فيه مضطرة ان تُعرف نفسها ولكنه استعمل تلك الفكره فقط لـ يضع ابنه في مسئولية البحث عن ايسل
فـ بمجرد ان ترك محسن غرفة ابنه ، بدأ ايساف بـ مراسلة معظم الفنادق والقرى السياحية التى يعرفها
__**__**__
اتفق النقيبين براء الفولى و أيمن مُنذر على ان يتقابلا بعد انتهاء عملهما
 براء وأيمن اصدقاء منذ زمن طويل ، التحقا سوياً بـ كلية الشرطة وتخرجا منها سوياً
لم يفرقهما سوا جهات العمل فقط حيث ان براء يعمل في المباحث  وأيمن يعمل فى شرطه الموانئ ( المطار )
بعدما طلب براء من أيمن ان يضع كلاً من "ايسل ، سيف ، رولا" ضمن اسماء الممنوعين من السفر ، طلب أيمن ان يقابله

أيمن : انا مش فاهم حاجة وعايز افهم 
براء : تفهم ايه ؟
أيمن : مبدأياً انت عارف كويس اوى اني مقدرش احط اي اسماء ضمن قوايم الممنوعين من السفر الا بـ حكم محكمه
براء : وانا مش عايزك تحطهم ضمن القايمه ولا تعمل ده بشكل رسمى
أيمن : امال ؟
براء : عايزك تركز الفترة الجاية بس لو اسم من الاسماء دول عدي عليك عطلهم عن طلوع الطياره وكلمني بس كده
أيمن : ليه ؟ عايز افهم وبعدين مش ايسل الفولى دي بنت عمك والحب القديم
براء : ايسل مختفيه بقالها فتره وشاكين انها هربت مع اللى اسمه سيف ده ، استريحت كده
أيمن : هربت !!
براء : اهلها مش قادرين طبعاً يبلغوا بشكل رسمى فـ بندور عليها بس بدون بلاغ فهمت
أيمن : آه فهمت
براء : هتساعدنى ؟
أيمن : أكيد يعني يا صاحبى بس مين رولا بقى ؟
براء : صاحبتهم هما الاتنين وحاسس انها تعرف حاجة
أيمن : انت متأكد انها اسمها رولا شكرى حسان ؟
براء : آه متأكد
أيمن : تعرف اسمها كامل
براء (وهو يفتش حاوية نقوده) : كان معايا اسمها كامل في ورقه هنا في المحفظه ، ااه اهيه

واعطاه تلك الورقه وقرأ أيمن مُنذر اسمها كاملاً

أيمن : هي
براء : مش فاهم
أيمن : انا عارف رولا دي وارتبطت بيها فتره
براء : مقولتليش يعني
أيمن : لا قولتلك وقولتلك انها صاحبة بنت عمك ، دي اللى كنت هخطبها بس ابوها اتسجن
براء : اااه افتكرت ، اتسجن في قروض وتهرب ضريبى صح ؟
أيمن : اه هو 
براء : انا بدأ يبقي عندي يقين ان ايسل مش هربانه
أيمن : امال ، مخطوفه يعني ؟
براء : الواد اللى اسمه سيف ده ابوه مسجون برضه في قضيه تهرب ضريبي وقروض ، وابو رولا في نفس القضية ، واللى حكم في القضيتين عمى محسن اللى هو ابو ايسل ، وايسل صاحبة رولا وسيف ، انا بدأ يبقي عندي شعور قوى ان الواد والبت دول بينتقموا من عمى او من ايسل
أيمن : من خلال معرفتي بـ رولا فمتوقعش منها انها تعمل كده ، هي مش حقودة للدرجة دي ، حتي بعد ما ابوها اتسجن وتقريباً اتفقرت مكنتش حاقده يعني
براء : اتفقرت ازاي ؟ دي عايشه عيشه كويسه جداً
أيمن : عايشه مع خالتها ، ست غنيه اوى وملهاش زوج ولا اولاد ، خدت رولا وبتصرف عليها زي مانت شايف كده
براء : وفين باقى عيلتها ؟
أيمن : ملهاش اخوات ومامتها متوفيه
براء : وليه متجوزتهاش
أيمن : ابويا رفض بسبب حوار ابوها ده
براء : ما علينا ، بس انا متأكد انها مخبيه حاجة
أيمن : انا مبقولكش انها مش مخبيه ، انا بقولك ان عمر الشر ما يوصل بيها لـ خطف وانتقام
براء : تمام ، المهم انت بس تركز معايا الفترة دي ارجوك
أيمن : متقلقش يا معلم ، انت برضه لو احتجتني في اي حاجة بره المطار برضه عرفنى
براء : تسلم يا معلم ده العشم برضه
__**__**__
منذ ان طلب محسن الفولى من ابنه البحث عن ايسل وايساف لم يتوقف عن هذا
فـ بسبب علاقاته الكثيره في مجال عمله استطاع ان يفعل هذا فقط بالهاتف
كان محسن الفولى يتناول طعام الافطار مع زوجته ، ذلك الطعام الذي يوضع على المائده كل يوم ويبقي كما هو

چيهان : يا محسن كُل عشان الادوية اللى بتاخدها ؟
محسن : انصحي نفسك الاول
چيهان : انا كنت عايزه اقولك على حاجة مهمه
محسن : قولي
چيهان : طبعاً متمناش حاجة زي كده وقلبي بيوجعني لمجرد التصور
محسن : قولي يا چيهان
چيهان : الخطف زاد اوى في مصر ، وبقى في بنات بتتخطف وتتقتل وفي اللى بيتعرضوا لاغتصاب
محسن : قصدك ايه
چيهان : انا خايفه يكون حد خطف ايسل بغرض السرقه او الاغتصاب وبعد الشر قتلها ورمي جثتها في مياة او صحرا واحنا عشان مش مبلغين فمش عارفين نوصلها
محسن : بس انا سألت في المشرحة .....
چيهان مقاطعه : يا حبيبي الكلام ده من اسبوع ، احنا لو مبلغين كل ما تظهر حاجة جديده هيبلغونا
محسن : هاخد رأي براء كده لما اقابله
چيهان : بمناسبه براء بقى ، منين واثق انه فعلاً هيساعدنا
محسن : ليه بتقولي كده ؟
چيهان : نسيت اللى حصل بينه وبين ايسل
محسن : براء اعقل من كده
چيهان : يا خوفى
محسن : متقلقنيش بقى ، انا مش ناقص

في ذلك الوقت جاء ايساف لـ يتناول مع والديه طعام الافطار ويخبرهما بما وصل اليه

ايساف : صباح الخير
والديه : صباح النور
ايساف : برضه مكلتوش
چيهان : عماله اقنع باباك ياكل
ايساف : حضرتك عايزه حد يقنعك
محسن : عملت ايه ؟
ايساف : غالباً اساميهم مش موجوده في اي فندق او قرى سياحيه اعرفها
چيهان : هي لو هربت مش هتروح فندق عشان هي عارفه انهم هيطلبوا بياناتها
ايساف : انا عارف كده بس حبيت اريح بابا
محسن : يعني لو هربت ممكن تكون زورت اوراق بـ بيانات جديده
ايساف : لو عملت كده اتوقع انها هتكون سافرت بره مصر
محسن : انت برضه دور عليها بالشكل في مصر وانا هشوف موضوع بره مصر ده بطريقتى
ايساف : تمام
چيهان : ربنا يرجعك بالسلامه يا ايسل
محسن : يارب
__**__**__
في الصباح توجهت رولا الى مطار القاهرة  لتغادر القاهرة على متن الطائرة المتجهة الى مدينة الاقصر ، فقد فشلت رولا في السفر الى خارج مصر خلال تلك المدة القصيرة لذلك قررت الابتعاد عن القاهرة حتي تستطيع ان تسافر خارج مصر
وصلت الى مطار القاهره وبلغ احدهم النقيب أيمن مُنذر بـ وجود رولا حسان في صالة المسافرين
هاتف أيمن صديقه براء واخبره بـ تواجد رولا في المطار
ترك براء الفولى كل شئ وذهب مُسرعاً الى مطار القاهرة بعدما قال الى أيمن "عطلها بـ أي شكل من الاشكال يا أيمن ، متخلهاش تطلع الطيارة"
ولم يجد أيمن اي طريقه سوي ان يذهب اليها ويتحدث معها رغم خوفه الشديد من الحنين اليها

أيمن : رولا !! اذيك
رولا باستغراب : أيمن (شردت لثوان) الحمد لله انت اخبارك ايه ؟
أيمن : الحمد لله بخير ، انتِ مسافره فين
رولا : الاقصر
أيمن : عادي ولا فى حاجة ؟
رولا : لا عادي
أيمن : طيب يعني تبقى جاية المطار ومتكلمنيش ، انتِ مش عارفه اني بشتغل هنا ؟
رولا : اه عارفه بس الموضوع مش مستاهل
أيمن : خلاص انا هستناكى تكلميني في اللي يستاهل
رولا : ان شاء الله (ثم تذكرت رولا براء) ، هسألك عن حد جايز تعرفه
أيمن : حد مين ؟
رولا : واحد اسمه براء الفولى ، تعرفه ؟
أيمن : لا ، ماله ده ؟
رولا : توقعت انك تعرفه اصله ظابط
أيمن : مانا معرفش كل الظباط
رولا : ما علينا
أيمن : ماله يعني
رولا : لا ده كان متقدملي وبسأل عليه
أيمن : اااه متقدملك ، ربنا يوفقك عموماً لو معاكي اسمه بالكامل هاتيهولي وانا اسألك عليه
رولا : هو عمه يبقي القاضى محسن الفولى
أيمن : انا عارف سيادة المستشار محسن بس معرفش براء ده

فى تلك الاثناء لمحت رولا براء متجهاً نحوها فقررت ان تنهي الحوار مع أيمن وتغادر في الحال

رولا : تمام ، عن اذنك لازم امشي دلوقتي
أيمن : استني بس اخد رقمك
رولا (وهي تمشي بسرعه وعجلة) : مش هينفع دلوقتي

ومشيت رولا بخطوات سريعه جداً جعلت براء يجرى خلفها حتي لحقها وامسك بمرفقها

براء : على فين ؟
رولا : في ايه ؟
براء : بسألك على فين ؟
رولا : مسافرة ، عند حضرتك مانع
براء : طيب تعالى معايا
رولا : مش هروح معاك في حته
براء : هتجي بالذوق ولا حابه تجربى العافيه
رولا : انا معرفش حاجة ، سيبك مني وسيبنى في حالى
براء : انا اديتلك يومين تفكرى وتجي تحكيلي ، رغم ان يومين كتير اوى بس قولت معلش تاخدي وقتك ، انتِ بقى مفكرتيش في اي حاجة الا انك تهربى
رولا : صدقنى انا معرفش اي حاجة ومسافرة عادي ولو خايفة منك او مخبيه حاجة كنت سافرت بالقطر
براء : فكك من التحوير ده ، مش عليا ، انا مباحث يعني مسمعتش في حياتى اكتر من الحوارات والاسطوانات دي ، انتِ مسافرتيش قطر عشان مش متعوده عليه مش اكتر وسافرتي طيران عشان واثقه ان طالما مفيش بلاغ يبقي مفيش منع من السفر 

في تلك اللحظه جاءت رساله نصيه على هاتف براء من أيمن وكان مضمونها "رولا سألتني عليك وانا قولتلها اني معرفكش"

براء : رولا ، انا مش هسيبك الا لما اعرف كل حاجة تعرفيها
رولا : اللى اعرفه مش هيفيدك بحاجة
براء : انتِ عارفه انا بدور على ايسل ليه ؟
رولا : عشان بنت عمك
براء : لا ، عشان نتأكد انها مش هربانه ، لو اتأكدنا من ده ساعتها هنبلغ رسمى وهنمشي في اجراءات رسمى وكلامنا ده مش هيبقي في نادي او مطار ، ده هيبقي في قسم ، وانا مش ظابط طيب وكيوت وبحقق العدل المنشود ، لا انا ظابط مفترى وبعذب واكهرب في القسم عادي وعندي فرج برضه وكل اللى قلبك يحبه
رولا : انت بتهددنى ؟
براء : لا ده مش تهديد ، ده نبذه مختصره عن اللى ممكن يحصل
رولا : انا عندي معاد طيارة
براء : ده سبب ادعي انك تنجزى وتحكى
رولا : اوك انا هحكيلك اللى اعرفه بس والله انا ماعرف اكتر من اللى هحكيه
براء : تمام

جلس براء ورولا على احد المقاعد المتواجدة في صالة المطار

رولا : سيف وايسل بيحبوا بعض ، وسيف اتقدم لـ ايسل مرتين وباباها رفضه عشان شايف ان باباه راجل فاسد وحرامي وانه استحالة يناسبه ، ايسل حاولت مع باباها كتير بس فشلت المحاولات فقرروا يهربوا سوا ويتجوزوا بعيد عنهم
براء : ليه قولتي لـ ايسل انك مش في النادى وانتِ كنتي هناك ؟
رولا : سيف قالى اني لو قابتلها هيتأخروا ، وخاف اقنعها متهربش معاه
براء : يتأخروا على ايه ؟
رولا : معرفش هو قال كده
براء : بس سيف كلمك قبل ما تكلمي ايسل وتتفقوا تتقابلوا وكلمتيه بعد ما كلمتيها واتكلمتوا مرتين بعدها
رولا : مامة ايسل مكنتش عيزاها تخرج في اليوم ده فـ سيف طلب مني اكلمها عشان مامتها توافق تخرجها ومتبوظش عليهم خطة هروبهم
براء : واتكلمتوا تانى بعدها في ايه ؟
رولا : انا مكنتش اعرف انهم هيهربوا ولما عرفت بقيت اكلم سيف اقنعه ان ده مينفعش
براء : وليه مكلمتيش ايسل ، مش هي صاحبتك واقربلك
رولا : عشان كنت متأكده ان سيف عاملها غسيل مخ
براء : طيب استنى

واخرج براء هاتفه النقال واتصل بـ زوجة عمه "چيهان الخواجه"

براء : اذيك يا طنط
چيهان : الحمد لله يا براء ، في جديد
براء : حضرتك فاكره تفاصيل يوم ما ايسل اختفت 
چيهان : الى حد كبير
براء : اليوم ده انتِ كنتي منعاها من الخروج
چيهان : لا مش منعاها بمعني منعاها
براء : امال ؟
چيهان : احنا كان مفروض نخرج على الساعه خمسه كده فقولتلها لو مفيش حاجة مهمه في النادي مش مهم تروحي او تعالى معايا الشغل
براء : لكن مكنش في رفض او منع صريح
چيهان : لا ، انا كنت بقولها كده عشان اليوم ده كان شكلها مرهق ومكسله تخرج فخوفت تروح النادى تكسل تروح معايا المشوار
براء : انا مسألتش حضرتك يا طنط ، هو ايه المشوار ده ؟
چيهان : عندي ديفيله قريب وكنت عيزاها تروح معايا وانا بشترى الخامات
براء : تمام هرجع اكلم حضرتك تانى

واغلق براء الهاتف وتوجه بـ بصره الى رولا

براء : ام ايسل بتقول انها ممنعتهاش
رولا : بس ايسل قالت انها منعتها
براء : يعني انتِ دلوقتي بتقولي ان ايسل مع سيف
رولا : المفروض
براء : متعرفيش كانوا مخططين يروحوا فين ؟
رولا : مرضيوش يقولوا لحد 
براء : ماشى (وقد نهض) عارفه لو كنتِ بتكدبى
رولا : كفايه تهديدات يا حضرة الظابط بعد اذنك
براء : ماشى ، سواء فضلتى في مصر او لا ، ياريت موبايلك ميتقفلش

وتركها براء وغادر المطار وقررت رولا الغاء فكره السفر لشعورها ان هذا كان تصرف غبي منها حول شك براء بها الى يقين
__**__**__
اثناء عتمة الليل تحرك سيف بـ اليخت مقترباً من الشاطئ حتي يستطيع الحصول على اشارة لـ هاتفه
وقف باليخت بمجرد ان لقط هاتفه اشارة
كان سيف يملك هاتفين ، هاتف لم يستخدمه ولم يقم بـ فتحه منذ يوم الحادث ، وهاتف اخر يحمل رقم جديد وهو الذي يستعمله منذ ذلك اليوم
فى الجهة الاخرى كانت ايسل تشعر بـ حركة اليخت في الماء ولكنها قررت الا تصعد للاعلى الا بعد ان يستقر سيف باليخت وتعرف ماذا يفعل
هاتف سيف رولا وصعدت ايسل الى اعلى اليخت دون ان يشعر بها سيف

سيف : انتِ اصلاً غبيه ، ايه خلاكى تقولي انها معايا
رولا : بقولك بيهددنى وبيراقبني كنت عايزني اعمل ايه
سيف : يعني هما بيدوروا من غير بلاغ
رولا : اه 
سيف : ماشي يا رولا ، لو في حاجة ابقى كلميني
رولا : مانا بقالى كتير بكلمك مفيش شبكة
سيف : مبدأياً انسي رقمي القديم مش هفتحه تانى ، وانتِ اشترى خط تانى كلميني منه عشان لو براء مراقب تليفونك
رولا : حاضر بس انت محكتليش اللى حصل من يوم ماختفيتوا
سيف : مكنتش عارف اكلمك ولا احكيلك ، بس باختصار كده ايسل فقدت الذاكرة
رولا : نعم !!
سيف : زي ما بقولك كده يا رولا

جاء صوت ايسل من الخلف 

ايسل : سيف
سيف لـ رولا : هكلمك بعدين (واغلق الهاتف)
ايسل : مين رولا دي ؟
سيف : دي اختي ، كنت بطمن عليها
ايسل : يعني انا ممكن يكونلي اخ عايز يطمن عليا ؟
سيف : صدقيني اخوكى غالباً لحد دلوقتي ميعرفش انك داخله على اسبوع اهو مرجعتيش البيت
ايسل : انت بتتكلم جد ؟
سيف : جد جداً ، اخوكي عمره ماهتم لا بيكي ولا باللى يخصك وعلى كلامك عنه عمره ماهتم بحد غير نفسه
ايسل (وهي تنظر حولها) : ممكن اطلب منك طلب
سيف : اؤومرى
ايسل : خلينا هنا شوية ، الانوار شكلها تحفة 
سيف : بس ....... (وصمت)
ايسل : سيف انا عامله زي البيبي اللى لسه مولود ، بس طول الوقت ده مخرجش من رحم امه ، رحم امي هو وسط البحر وعتمته ، وخروجي منه هو الانوار اللى هناك دي
سيف : انا مش هنزلك من على اليخت
ايسل : على الاقل خلينا قريبين شوية من الانوار دي ، ارجوك انا محتاجة ده
سيف : ماشى

جلس سيف وايسل سوياً ينظران الى انوار المدينه ، كانت ايسل تشعر بـ ضيق شديد لـ رغبتها العارمة في الانطلاق والذهاب الى تلك المدينة ، كان سيف يراقب في صمت عينيها الحالمتين وبمجرد ان رأي الدموع تملئ عينيها رتب على كتفيها ثم قال لها "هروح اجيب حاجة نشربها"
وذهب الى اسفل اليخت حيث تتواجد الثلاجة وعاد لـ يجد ايسل في حالة يرثى لها ، حالة جعلته يفقد اتزانه ويصرخ بأعلى نبره صوت لديه ولحق بصوته دموع عينيه "ايــســل"

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الثلاثاء، 26 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل الخامس

الفصل الخامس

اصابت ايسل هدفها المنشود وهو زجاجة الكحول التى كان يتناول منها سيف
شعر سيف بـ شئ من الخوف نظراً لـ جرأة ايسل في اطلاقها الرصاص حتي لو لم تصيبه
لذلك اقترب منها والتقط منها السلاح النارى وقام بـ تهديدها به واجبرها ان تجلس على احد الارائك المتواجدة على سطح اليخت ومن ثم قام بـ تكبيل يديها ، وبرغم خوف ايسل الشديد الا انها كانت تتظاهر بالقوة وعدم الخوف

سيف بانفعال واضح : لا ده انتِ فعلاً اتغيرتى اوى ، زمان كنتى تخافى تشوفي حد ماسك سلاح ، دلوقتي اتشطرتي وبقيتي كمان بتضربي نار ، انا غلطان اني مديلك امان وسايبك تتحركى براحتك ، انا اللى غلطان
ايسل : انت عايز مني ايه ، سيبنى في حالى
سيف : مش هسيبك ، ان كان عاجبك بقى
ايسل : صدقنى مش ههنيك على يوم واحد في حياتك وانا موجوده فيه
سيف : انا بقى هعرف اتهنى بيكي كويس

زادت ظُلمة الليل وبرودته ، قام سيف بحمل ايسل وقاومته بشدة ولكنه تغلب عليها ، ذهب بها الى غرفة نومها واضعاً اياها في تختها 

سيف : من دلوقتي كل حاجه هتعمليها هتبقى بـ أمر منى ، نامى بقى

ثم خرج من الغرفه واغلق الباب واوصده من الخارج 
صعد سيف مرة اخرى الى سطح اليخت ، شعر بـ شئ من الندم والاسف لما فعله بـ ايسل ولكنه كان مضطراً ان يفعل ذلك خوفاً منها عليها وعليه
شعوره الشديد بالندم جعل الدموع تسقط من عينيه
__**__**__
تقابل بلال الشرقاوى مع احد اصدقائه بناءاً على موعد مسبق متفق عليه بينهما
كان بلال الشرقاوى ابناً لـ السفير السابق رؤوف الشرقاوى ، كان يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً ورغم صغر سنه كان يتمتع بـ صفات رجولية كثيرة ، فـ بجانب قوته البدنية كان شجاع ، مغامر ، مثابر ، يمكن الاعتماد عليه وايضاً كان يعتمد على ذاته قبل ان يعتمد على نفوذ والده او امواله
تقابل هو وصديقه في مقر عمله حيث ان بلال يمتلك شركة للصرافة 

بلال : يعنى ايه قدم استقالته ؟
نادر : زي ما بقولك كده يا بلال ، روحت سألت عليه في شغله قالولي انه مقدم استقالته من فتره
بلال : وسألت عنه في المكان اللى عايش فيه ؟
نادر : اه ، امن العماره بيقول انه سافر
بلال : واهله ؟
نادر : اهله كلهم مسافرين بره مصر
بلال : انت عايز تجنني ، يعني مالوش اصحاب ، مالوش اهل مالوش اي حد نسأله عليه نعرف مكانه فين ؟
نادر : اصحابه قليلين اوى وانت اصلاً واحد منهم
بلال : يعني هيكون راح فين ؟
نادر : ما يمكن سافر لاهله ، او سافر اي حته بره او جوه مصر ، في مليون احتمال
بلال : عندك حق ، احنا عايزين نشوف حد يعرفلنا اذا كان سافر بره مصر ولا لا
نادر : انت مالك مهتم بيه اوى كده ليه ؟
بلال : ايسل مختفيه وهو اختفي في نفس اليوم اللى اختفت فيه
نادر : يمكن سافروا سوا
بلال : انا متأكد انهم سوا بس الفكره هنا سوا فين ؟
نادر : انت عايز تعرف مكانهم يعني ؟
بلال : بالظبط 
نادر : ايه الهدف من انك توصلهم ؟
بلال : لما اوصلهم هتعرف
نادر : انت شكلك ناوى على الشر
بلال : انا اصلاً مدكن لـ سيف ده من زمان
نادر : مانا عارف
بلال : يقع تحت ايدي بس
نادر : وايسل ؟
بلال : ايسل حسابها معايا مختلف 
نادر : ربنا يستر
بلال : هيستر
__**__**__
توجه براء الفولى الى منزل عمه محسن الفولى لـ يخبره بـ بعض التفاصيل التى توصل اليها منذ ان بدأ رحلته في البحث عن ايسل
استقبله المستشار محسن الفولى وزوجته چيهان الخواجة

محسن : خير يا براء ؟
براء : سيف غانم ده ابن رجل الاعمال المسجون سعد غانم ، حضرتك اكيد عارفه
چيهان : محسن ، مش ده اللى انت كنت حكمت عليه في قضية قروض وتهرب ضريبي تقريباً
محسن : اه هو
براء : مش يمكن يكون خطف ايسل انتقاماً من حضرتك عشان سجنت ابوه
محسن : ابوه بقاله فتره طويله في السجن ، مظنش
براء : عموماً يا عمو هو قدم استقالته من شغله قبل ما ايسل تختفى بـ خمس ايام ، وساب شقته قبلها بيومين وامن العمارة بيقول انه سافر ، عنده اخت واخت اصغر منه سافروا مع مامتهم بعد ما ابوهم اتسجن واتحجز على ممتلكاته وفلوسه
چيهان : ده معناه انه كان بيخطط انه يختفى او يسافر مثلاً
براء : ده حقيقي ، خاصة انه سحب مبلغ كبير من حسابه البنكى
محسن : مبلغ كبير ازاي ؟ هو معاه فلوس منين
براء : هو بيشتغل في شركة بترول وكان بيقبض مرتب كويس ووالدته غنيه فمعاه فلوس
محسن : يمكن سافر بره مصر ؟
براء : لا هو ولا ايسل خرجوا بره مصر ولا سافروا على اي طياره داخليه
محسن : يعني انت بتأيد فكرة انه خطفها ؟
براء : تسمحلي يا عمو اتكلم بـ حرية اكتر
محسن : اكيد
براء : هو لو كان خطفها فـ هيبقي عايز حاجه من الاتنين ، اما انك تخرج ابوه من السجن او عايز فلوس ، فدية يعني 
محسن : تمام
براء : لو كان خطفها كان تواصل مع حضرتك او كلف حد يتواصل مع حضرتك ، ايه يخليه يفضل ساكت الفترة دي كلها
چيهان : براء انت عايز تقول ايه ؟
براء : الكل بيقول ان ايسل راحت مع سيف ده مشوار في اكتوبر بـ كامل رغبتها ، سابت عربيتها عند النادي وركبت معاه ، من ساعه ماختفوا هما الاتنين موبايلاتهم مقفوله ، الاتنين مفتحوش ارقامهم ، اتوقع انها هربت معاه
چيهان بانفعال شديد : انت كمان هتقول كده يا براء ، ده انت اكتر واحد تعرف ايسل
براء : طنط انا بتكلم بناءاً على شواهد ، كل الشواهد بتقول انها هربت مش اتخطفت 
محسن : ده السبب اللى خلاني مبلغش واكلفك انت تدور عليها
براء : هي حضرتك برضه شاكك انها هربت معاه مش عشان مشاكل بينكم
محسن : اه ، وضيف على كده ان الولد ده اتقدملها مرتين ورفضته وهي كانت بتثور عليا في كل مره برفضه فيها
چيهان : محسن ، انت بتقول ايه ؟
محسن : بقوله الحقيقه عشان يقدر يساعدنا
براء : طنط ممكن حضرتك متقلقيش ، مفيش اي كلمه هطلعها بره
محسن : خليك معايا انا ، انت تقدر ترجعها
براء : ان شاء الله يا عمو
محسن : طيب انت وصلت لـ ايه تانى ؟
براء : هروح دلوقتي شركة الاتصالات اجيب بيان بـ مكالمات ايسل ومكالمات سيف من اليومين اللى قبل اختفائهم لحد اللحظه دي ، جايز يكون حد فيهم فتح الموبايل وعمل اي مكالمه
محسن : تمام
براء (وقد نهض) : لو في اي جديد هبلغ حضرتك
محسن(وقد نهض هو الاخر): ان شاء الله

واتجها محسن وبراء نحو باب الخروج وقال محسن لـ براء بصوت هامس "لو في جديد بلغني في الموبايل الاول ، بلاش نتكلم بعد كده ادام چيهان" لـ يرد براء قائلاً "حاضر يا عمو ، نبقى نتقابل بعيد عن هنا" وقام بـ فتح باب المنزل لـ يتفاجئ بـ ايساف واقفاً امامه ، تبادل ايساف وبراء نظرات طويله مبهمه للغايه لـ يقطعها براء قائلاً "سلام عليكم" ويغادر ڤيلا محسن الفولى 
دخل ايساف ووالده الى بهو الڤيلا

محسن : شرفت
ايساف : براء كان بيعمل ايه هنا ؟
چيهان : ابوك كلمه عشان يدور على ايسل
ايساف : مالقتش الا براء ؟
محسن : عندك حد اقدر اثق فيه واعتمد عليه
ايساف : بابا ، كل حاجه حوالينا بتقول ان ايسل خلعت مع الواد ده ، سيبوها بقى تعيش حياتها بالشكل اللى اختارته
چيهان : انت بتقول ايه ؟ انت اكيد اتجننت
محسن : خليه يقول اللى عنده ، كمل كمل
ايساف : لا خلاص خلصت
محسن : يعني في رأيك حتي لو هربانه نسيبها ، مندورش عليها ونطمن عليها
ايساف : هي اختارت شكل حياتها
محسن : وافرض مطلعتش هربانه ؟
ايساف : ايسل لو مخطوفه كان ده بان من اول يوم اختفت فيه ، كان حد كلمك يهددك او يساومك لكن ده محصلش ، وحضرتك بنفس اتأكدت انها لا راحت مستشفي ولا قسم ولا مشرحة ، ليه بقى الهوليله دي
چيهان : انت ازاي بتتكلم بالبرود ده ، دي اختك 
ايساف : خلى براء يدور ، ربنا يرجعها بالسلامه

وغادرهم ايساف ذاهباً الى غرفته

چيهان : هو ازاي بقى بارد وعنده كم اللامبالاه دي ؟
محسن : ده اللى انتِ ربتيه عليه يا چيهان
چيهان : أنا ؟
محسن : ايوه انتِ ، ربتيه ميشلش مسئولية حد ولا هم حد الا نفسه ، ربتيه على ان كل حاجه هتعدي ومفيش حاجة مستاهله وعيش حياتك يا حبيبي ، هي دي نتيجة تربيتك
چيهان : ولو ايسل هربت زي ما بتقول ، ده بقى نتيجة تربيه مين
محسن (وهو ينهض من المقعد) : تربيتى

وتركها محسن وذهب الى غرفه مكتبه
__**__**__
لم تستطع ايسل النوم طوال الليل نظراً لـ خوفها الشديد من سيف وبسبب يديها المكبلتين
اما سيف لم ينم بسبب حزنه الشديد على ما فعله بـ ايسل
ولكن من شدة الارهاق غرق في النوم وهو جالساً وبمجرد ان استيقظ شعر بمدى الجريمة التى فعلها في حق ايسل فـ ذهب مسرعاً الى غرفه ايسل والتى كانت تحاول ان تنام
قام سيف بـ فك يديها وتقبليها قائلاً لها بطريقة هيستيرية " أنا آسف ، سامحيني ، معرفش ازاي عملت كده"
نظرت اليه ايسل باستغراب شديد ، استغربت ندمه ودموعه وتوسلاته اليها

ايسل : ابعد عني يا سيف
سيف : سامحيني يا ايسل
ايسل : اسامحك على ايه ؟
سيف : على اللى حصل منى امبارح
ايسل : واللى بيحصل منك من ساعه ما رجلى دبت على اليخت ده مش عايزني اسامحك عليه ؟
سيف : سامحيني على اي حاجة حصلت منى ، سامحيني ، انا مش عارفه ازاي بعمل فيكي كده ، ازاي بعمل في الملاك اللى ربنا بعتهولي كده !!

كانت ايسل تتابع كلمات سيف المبالغ فيها باستغراب واستنكار شديدين

سيف : متبصليش كده ، متستغربيش ، انتِ فعلاً ملاك ، انتِ هديه من ربنا لاي حد دخلتى حياته ، انتِ بس عشان مش فاكره حاجة ، مش فاكره انتِ كنتى ازاي ؟ مش فاكره انا  بحبك ازاي ؟ مش فاكره بعشقك وبعشق ابسط تفاصيلك ازاي ، ايسل انا بحب كل حاجة في شخصيتك وفي شكلك ، حتي الحاجات الوحشة في شخصيتك كنت بحبها ومتقبلها ، ابسط الحاجات اللى في شكلك انا بحبها حتي لو ضوافرك

مازالت ايسل صامته وتنظر اليه وتتابع كلماته ، لم تعرف هل تصدقه ام لا
لم يتمالك سيف نفسه ، اقترب من ايسل وعانقها والتى لم تمانع على الاطلاق عناقه 
شعر سيف بـ ضعفه ، شعر بـ ذل شديد ، لذلك ترك عناق ايسل ونظر اليها بقسوة قائلاً لها "مش هقدر اديلك امان" وتركها وغادر غرفتها
هؤلاء معظم الرجال ، حين يريد ان يصل لـ امرأة تمناها يخبرها انه يعشق تفاصيلها ، يعشق ابسط التفاصيل التى من الممكن ان المرأة شخصياً لا تهتم بها ، فـ يمكن ان يخبرك كم ان لون فستانك جذاب وشعرك اليوم اروع من اي يوم رغم ان هذا اليوم تحديداً لم تهتمي اطلاقاً بـ اختيار لون فستانك ولا شكل شعرك
يمكن ان يخبرك كم ان حاجبيك جذابين ومثيرين ، رغم انك لم تنتبهى يوماً ما اليهما
هذا ما فعله سيف ، بعدما اخبر ايسل بـ مدي حبه لها واستلسمت ايسل لـ عناقه عاد لـ يقسو عليها من جديد لـ ينسى انه منذ دقائق كان يمكنه ان يموت مقابل ان تحنو عليه ايسل
خرجت ايسل من غرفتها وذهبت الى سيف الذى كان متواجد اعلى اليخت

ايسل : انت اللى مش هتقدر تدينى امان
سيف : كنتى هتموتينى
ايسل : مانت بتموتني كل يوم
سيف : حتي لو بموتك زي ما بتقولي فـ ده من حبي ليكي ، انتِ كنتي هتموتيني كرهاً فيا
ايسل : انت اللى وصلتني لـ المرحلة دي
سيف : انتِ اللى وصلتينا احنا الاتنين للمرحلة دي
ايسل : انا عايزه اعرف الحقيقه كامله يا سيف ، من حقى ، ليه متوقع اني لو عرفتها هسيبك ، مش يمكن الحقيقه تخليني اكمل معاك
سيف : انا كل خوفى انك لما تعرفي الحقيقه متصدقيهاش
ايسل : وانا هوعدك ان اي حاجة هتقولها هصدقك

اقترب سيف من ايسل

سيف : اي حاجة هقولها هتصدقيها فعلاً
ايسل : انا بوعدك
سيف : بحبك

صمتت ايسل لـ يقطع سيف هذا الصمت

سيف : مصدقة ؟
ايسل : اقولك حاجة وتصدقنى
سيف : انا عمرى ما كدبتك
ايسل : انا مصدقة انك بتحبنى ، مش عشان انا وعدتك اصدق اي حاجة
سيف : امال ليه ؟
ايسل : برغم كل اللى احنا فيه ده وبرغم اللى احنا عملناه في بعض ، الا انك لما قولتلي دلوقتي بحبك حسيت انها بجد

اتسعت ابتسامه سيف ، لمعت عينيه من شدة الفرح

سيف : والله العظيم بحبك
ايسل : هتقولي الحقيقه ؟
سيف (بنظرة فاحصه) : لما اتأكد انك فعلاً مصدقة اني بحبك مش بتثبتيني عشان تعرفي الحقيقه
ايسل بابتسامه واسعه : وانا موافقه ، عشان لما تتأكد هتجي انت من نفسك تقولى
سيف : ماشي ، نفطر بقى
ايسل : اوك
__**__**__
جلس ايساف في غرفته يراجع بعض الاوراق الخاصه بـعمله
جاءه اتصال من ساندى ورد ايساف بسرعه على غير عادته

ايساف : اذيك يا ساندى ؟
ساندي : كويسه يا ايساف انت عامل ايه ؟
ايساف : مطحون والله ، عامل زي ما يكون واحد بيجرى على عيلته
ساندى : بجد !! لا ربنا يعينك
ايساف : يارب بس ايسل ترجع ، اعصابنا تعبت وحياتنا وقفت
ساندى : ايساف ، انا ممكن اسيبك تستغفلنى بمزاجى ، بس انا مش مغفله
ايساف : قصدك ايه ؟
ساندى : قصدي انك عمال تقولي مشاكل في الشغل ، اختي اختفت ، مشاكل مع اهلى ، بابا مش عارفه ماله وامي مش عارفه مالها ، انا بعدي كل ده بمزاجي لكن كده اوڤر
ايساف : ايه ده اللى اوڤر ؟
ساندى : انت مش خرجت اصحابك ولا انا بتهيألى ؟
ايساف : فين ده ؟
ساندى : متحورش انت معمولك تاج في الصور وشوفتها عند اصحابك ، خرجتوا وسهرتوا وعايش حياتك عادي ولا كأن عندك مشاكل او اختك مختفيه ، المشاكل دي بتظهر بس لما انا اكلمك او اطلب اقابلك
ايساف : انا خرجت افك عن نفسي شوية
ساندى : بتفك اهو يعني ، امال معايا مش فاضى حتي ترد على الموبايل ليه وانت عارف يا ايساف ده اكتر وقت انا محتجالك فيه 
ايساف : انا اسف يا ساندي بس ....(وصمت)
ساندى : بس ايه ؟

صمت ايساف وقطعت ساندى هذا الصمت

ساندى : ايساف انت حاسس انك لسه بتحبنى وعايز تكمل ؟
ايساف : لا
ساندى : لا !!
ايساف : انا محبتش الف وادور عليكى
ساندى : ليه !! انا عملت ايه ؟
ايساف : لا من ناحية عملتي فـ انتِ عملتي كتير
ساندى : وانت معملتش ؟
ايساف : لو عايزه تسمعى كلام كتير يرضيكي ويطلعك ضحية اوك اسمعهولك
ساندى : انا مش ضحية ، انا اللى اخترتك وحبيتك وانا عارفه حقيقتك ورغم كدبتها
ايساف : حقيقه ايه ؟
ساندى : انا عارفه كل واحدة انت صاحبتها قبلى ، كلمتهم وعرفت عنك كلام كتير جداً وبرضه كدبتهم وقولت هما اللى مش فاهمينك بس طلعت انا اللى حمارة ومش فهماك ، كنت فاكره ان صداقتنا هتخلينا نكمل
ايساف : انتِ عارفه كويس اوى هما عملوا ايه 
ساندى : لا يا ايساف ، انا عرفت كويس اوى هما ليه عملوا معاك كده وعموماً انا مش ندمانه انا .......
ايساف مقاطعاً : عايزه حاجة ؟
ساندى : شكراً

واغلقا ايساف وساندى الهاتف ، قام ايساف بـ اشعال سيجارته اما ساندى شرعت في البكاء ولكنها تذكرت ان ايساف لا يستحق تلك الدموع فـ مسحتها سريعاً وتوقفت عن البكاء
__**__**__
بعدما حصل النقيب براء الفولى على كشف الاتصالات الخاص بـ ايسل وسيف توجه الى النادى الذى كانت تذهب اليه ايسل لـ يفاجئ رولا بـ زيارته اليها في النادى

براء : مساء الخير
رولا : مساء النور
براء : كنت فاكرك بتلعبي رياضه الصبح بس ؟
رولا : ساعات الصبح وساعات دلوقتي
براء : الرياضه مهمه برضه ، العقل السليم في الجسم السليم
رولا : في حاجة يا حضرة الضابط !!
براء : اه فيه 
رولا : خير ؟
براء : انتِ ليه مبتقوليش الحقيقه كامله
رولا : حقيقه ايه ؟
براء : حقيقة اللى حصل يوم ما ايسل اختفت
رولا : انا قولت كل اللى اعرفه
براء : اللى هو ايه ؟
رولا : انا وايسل كان مفروض نتقابل جت هي قبلى وقالتلي هستناكي ولما جيت ملقتهاش كلمتها قالت انها راحت مشوار لاكتوبر مع سيف غانم
براء : مكلمتيش سيف ؟
رولا : لا وانا هكلمه ليه !!
براء : تحرياتى بتقول ان في اليوم اللى ايسل اختفت فيه انتِ كنتِ هنا من بدرى ، يعني لما هي جت وانتِ قولتيلها انك لسه موصلتيش كنتى already في النادي ، وتحرياتى برضه بتقول انك كلمتي سيف اكتر من مره يوم اختفاء ايسل ، كلمتيه اكتر من ايسل ، وكل مكالمه اقل مدة تلت دقايق
رولا : اللى حضرتك بتقوله ده ؟
براء : لا انا عندي اكتر من كده
رولا : الكلام ده مش حقيقي
براء : انتِ عيزانى اصدقك انتِ واكدب تحرياتى ؟ انا اصلاً شاكك فيكي من اول لحظه شوفتك فيها
رولا : حتي لو كلمت سيف او جيت النادى بدرى ، عادي مفهاش اي حاجة
براء : بت انتِ مش عايز استعباط ولف ودوران ، اوعي تفتكرى ان مش عشان في بلاغ رسمى مش هعرف اخليكي تتكلمي ، قسماً بالله اخدك القسم احفل عليكي لحد ما يبانلك صاحب ولما يبان هيتحفل عليه معاكى
رولا : ايه ده !! انت ازاي تكلمني كده !!
براء بحزم : رولا ، معاكى يومين ، لاما تجى تحكيلي كل اللى تعرفيه كله لاما اقسم بالله ما هرحمك

وتركها براء الفولى مغادراً النادى ، اما رولا فـ شعرت بـ خوف شديد وقلق بسبب تهديد براء لها
هاتفت احدهم قائلة له "انا عايزه اسافر في خلال ٢٤ ساعه ، احجزلى على اقرب طيارة ، ضروري"
اما براء الفولى فقد اخرج هاتفه النقال وهاتف احد اصدقائه قائلاً له "حطلى الاسماء ده ترقب ، لو سافرت بره مصر تتمنع وتبلغنى ، ضروري ، ايسل محسن الفولى ، سيف سعد غانم ، رولا شكرى حسان"



#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الأحد، 24 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل الرابع

الفصل الرابع 

لم ينم المستشار محسن الفولى ولا زوجته السيدة چيهان الخواجة منذ اول ليلة اختفت فيها ابنتهم
وعلى الرغم من تظاهر محسن الفولى بـ اللامبالاة ومحاولاته المستيمته في ان يبقى متماسكاً الا انه الان حقاً لا يستطيع فقد كان في حيرة شديدة من امره
كان قلقاً ان يحدث مكروه لـ ابنته او تكون قد خُطفت من قبل احد اعدائه او اعداء زوجته وكان خائفاً من ان تكون قد هربت مع ذلك الشاب ، لم يكن يعرف ماذا يجب عليه ان يفعل
اما عن چيهان الخواجة فـ لم تهدأ نبضات قلبها منذ تلك اللحظة التى هاتفت فيها ابنتها لـ تجد هاتفها خارج نطاق الخدمة ، منذ تلك اللحظة لم تستطع ان تتنفس بـ انتظام
كانت تتمدد على تختها في محاولة منها للنوم وكان زوجها مستيقظ بجوارها فقد يأس من محاولات النوم الفاشلة

محسن : چيهان ، صاحية ولا نمتِ ؟
چيهان : صاحية
محسن : هي ايسل عمرها قالتلك انها بتحب الولد ده ؟
چيهان (وهي تلتفت له) : ايسل عمرها ما قالتلي انها بتحبه او بتحب غيره
محسن : يعني عمرها ما حبت ؟
چيهان : عمرها ما قالتلي في فرق
محسن : انتوا مش صحاب وقريبين من بعض
چيهان : وهي دي المساحة الشخصية اللى مكنتش عيزاني اعديها وانا احترمت ده
محسن : انا بكلمك عن بنتك مش عن صاحبتك
چيهان : وانا تعاملت معاها من منطلق اننا اصحاب ، انا لما سألتها اذا كانت بتحب ولا لا قالتلي انها يوم ما تحب هتجي تقولي من غير ماسألها
محسن : احساس قوى بيطاردنى بيقولي انها هربت
چيهان : ليه بتقول كده ؟
محسن : اصلها لو مخطوفه ليه الخاطف مكلمناش لحد دلوقتي
چيهان : يمكن مستني لحد ما اعصابنا تبوظ عشان ننفذ كل اللى يطلبه
محسن : هي لو اتخطفت فـ اللى خطفه لاما عايز منك او مني حاجة
چيهان : انا مستعده اعمل اي حاجة بس بنتي ترجع سليمه
محسن : ايه اللى بتقوليه ده يا چيهان ؟
چيهان : ايه يا محسن !! انت ممكن ترفض تعمل حاجه معينه ؟
محسن : افرض الخاطف ده طلب حاجه ضد اخلاقنا ولا ضد القانون
چيهان : وبعدين ؟
محسن : يعني ايه وبعدين ؟ انا قريب هحكم في قضيه مهمه جداً ، افرضى هما اللى خاطفينها عشان اغير الحكم لصالحهم ، عيزانى اعمل كده ؟
چيهان بانفعال حقيقى : تعمل اي حاجه المهم البنت ترجع
محسن : في حاجات استحاله اعملها
چيهان : انت بتهزر !! قول انك بتهزر
محسن : انتِ يعني شايفه حد كلمنا وطلب حاجة !! انا بفترض
چيهان : اتمنى متنفذش فروضك دي
محسن (وهو ينهض من الفراش) : تصبحى على خير

خرج محسن الفولى الى الشرفة الملحقة بـ غرفته ، جلس على احد المقاعد المتواجدة بها ومن ثم اخرج هاتفه النقال وقام بالبحث عن احد الاسماء واتصل به

محسن : اذيك يا براء
براء : الحمد لله يا عمو ، حضرتك عامل ايه ؟
محسن : بخير ، معلش لو بكلمك في وقت متأخر بس انا عارف ان شغلك كله بالليل
براء : لا يا عمو ولا يهمك ، انا اصلاً في القسم
محسن : تمام ، انا عايزك في موضوع مهم يا براء
براء : خير يا عمو
محسن : مش هينفع في التليفون ، عدي عليا بكره الصبح في المحكمه
براء : حاضر ، على عشرة كويس
محسن : اه كويس
براء : عشرة بالدقيقه هكون عند حضرتك
محسن : هستناك ، تصبح على خير
براء : وحضرتك من اهله

اغلق محسن الهاتف مع براء وظل يراقب السماء ...
__**__**__
لم تنم ايسل طوال الليل ، كانت تفكر فيما سمعته ، كانت تحاول ان تجد اجابات لـ اسئلة كثيرة تدور في مخيلتها
مع مَن كان يتحدث سيف ؟ وما الموضوع الذي يتحدث فيه ؟ وما هو الامر الهام الذي جعله يتحرك باليخت لـ يقترب من المدينه ؟ لمَ شعر بالارتباك حين توقع انها تسمعه ؟ لمَ اغلق الهاتف بمجرد ان سمع صوتاً ؟
لم تجد ايسل اجابة واحدة لـ كل هذه الاسئلة ، كانت في حيرة شديدة جعلتها لا تستطيع النوم واذا اغفلت عينيها صحوت على صوت عقلها وهو يسألها عن اجابات لكل هذه الاسئله
في الصباح .. طرق سيف باب غرفه ايسل قائلاً لها "مش هتخرجى من الاوضه النهارده برضه" لـ تفاجأه ايسل بـ رد غير متوقع وهو خروجها من الغرفه

ايسل : صباح الخير
سيف بابتسامه واسعة : صباح النور
ايسل : عن اذنك اروح الحمام
سيف : طيب خلصى واطلعي فوق ، انا جهزت فطار
ايسل : حاضر

ذهبت ايسل الى دورة المياة ومن ثم الى سطح اليخت
جلست الى طاوله الطعام وبدأت في تناول طعامها

سيف : نمتى كويس ؟
ايسل : اه ، لدرجة اني حسيت ان اليخت بيتحرك ، مش عارفه حلم ولا بجد
سيف : لا بجد ايه ؟ احنا لسه في مكانا اهو
ايسل : كان نفسي يبقي بجد
سيف : عشان ؟
ايسل : مبحبش الاستعباط
سيف : اوك
ايسل : انت بتقول ان ليا اهل صح ؟
سيف : امال مولوده شيطانى
ايسل : مش خايف اهلى يبلغوا ؟ 
سيف : محدش هيعرف يوصل لـ مكانا متقلقيش
ايسل : بس واضح ان اهلى ناس واصله
سيف : عرفتى منين ؟
ايسل : من الساعه الالماظ بتاعتى والسلسه دي (مشيرة الى قلادة ترتديها تحمل اسمها باللغه الانكليزية) السلسله برضه الماظ
سيف : عرفتي منين انهم الماظ ؟
ايسل : من الختم اللى عليهم
سيف : بس مش اهلك اللى جابولك السلسله والساعه
ايسل : امال مين ؟
سيف : انا ، دي كانت هديتي ليكي
ايسل : يعني انت بقى اللى واصل
سيف : عايزه توصلي لـ ايه ؟
ايسل : نفسي اعرف انت اللى عايز توصل لـ ايه ؟
سيف : عايز اوصلك
ايسل : اكتر من كده ؟
سيف : ايسل انتِ في اليومين دول مفتكرتيش اي حاجة ؟
ايسل : بحاول ، وبشوف احلام بس مبفهمش حاجة منها
سيف : انا المهم عندي تفتكريني
ايسل : لا يا سيف مفتكرتكش
سيف : انا معاكى للاخر
ايسل (وهي تغادر طاولة الطعام) : وانا مضمنش اني افضل معاك للاخر
سيف (وهو ينهض خلفها) : طيب ما تجربى
ايسل : اجرب ايه ؟
سيف : تبدأي معايا من جديد
ايسل (وهى تلتفت اليه في انفعال) : مش لما اعرف القديم
سيف : طيب جربى الاول ، لو المحاوله فشلت اعرفك القديم واعالجك
ايسل (وهي تخلع ملابسها لـ تكشف عن بدلة للسباحة) : وانا عايزه اعوم

وقفزت ايسل في مياة البحر ولكن تلك المره ليس للموت وانما لـ المتعة حيث ارادت ايسل ممارسة السباحة
__**__**__
على حسب الموعد المحدد بينهم ذهب النقيب براء الفولى الى المحكمه لـ زياره عمه المستشار محسن الفولى

محسن : معلش يا براء تعبتك
براء : بصراحة يا عمو انا من امبارح وانا قلقان فعلاً ومش على بعضى
محسن : ايسل

بمجرد ان نطق محسن الفولى اسم ابنته ايسل امام براء ، شعر براء ان قلبه يخفق بقوة

براء بتوتر شديد : مالها ؟
محسن : ايسل اختفت من يومين ومنعرفش عنها حاجه
براء : حضرتك بتقول ايه يا عمو ؟
محسن : زي ما بقولك ، خرجت الصبح راحت النادى وكانت المفروض تقابل اصحابها لا قابلتهم ولا رجعت البيت وموبايلها مقفول

شعر براء بـ غصة في قلبه وحلقه

محسن : انا دورت عليها في اماكن كتير وموصلتش لحاجة
براء : وليه يا عمو مكلمتنيش من اول يوم ؟
محسن : بصراحة يا ابنى اتحرجت بعد اللى كان حصل
براء : دي حاجة ودي حاجة بس ما علينا دلوقتي ، حضرتك بلغت
محسن : انا مش قادر ابلغ بس كلفت ناس تتدور عليها
براء : ليه حضرتك مبلغتش ؟
محسن : مانا عشان كده كلمتك
براء : مش فاهم
محسن : فى احتمال تكون ايسل هربت ، لو بلغت وطلعت في الاخر هربانه هتبقى فضيحة مش هنعرف نلمها ، انا عايزك تتدور على ايسل وترجعها من غير اي بلاغات رسمية عشان الموضوع ميتعرفش ، انا كان ممكن اكلف اي حد من معارفي بس محدش هيدور عليها بذمة ولا هيخاف عليها زيك
براء : اكيد يا عمو ، دي بنت عمي يعني انا اكتر حد يخاف عليها بس ممكن تفهمني ليه حضرتك متوقع انها هربت ؟
محسن بارتباك : في الفترة الاخيرة كان في مشاكل كتير بيني وبينها
براء : اااه تمام
محسن : هتقدر تعمل حاجة
براء : اكيد طبعاً يا عمو ، بس انا عايز استجوب الكل ، اخر ناس شافتهم وكلمتهم
محسن : ماهو كده ممكن يتعرف انها مختفيه
براء : لا ممكن استجوبهم عند حضرتك في البيت
محسن : انت عايز تستجوب مين ؟
براء : يعني اصحابها اللى كانت مفروض تقابلها ، هجيب تقرير بـ اخر مكالمات عملتها قبل ما تختفى ونشوف الارقام دي بتاعه مين ونستجوب اصحاب الارقام
محسن : هتقدر تعمل ده بدون اذن نيابة
براء : اكيد طبعاً متقلقش
محسن : تمام 
براء : خير ان شاء الله يا عمى متقلقش
محسن : يارب
براء : حضرتك خلص المحكمه وانا هـ اعدي عليك في البيت على العصر كده
محسن : ماشي هستناك

خرج براء من مقر المحكمه تاركاً عمه محسن الفولى لـ احزانه وعمله
استقل براء سيارته وقبل ان يشرع في القيادة تذكر ايسل ، ابنة عمه ، اول حب يدق باب قلبه ، اكثر انسانه احبها ولم يحب احد مثلما احبها ، تذكر تلك القصة التي جمعتهما يوماً ما ، قصة الحب التى تحاكى بها الجميع لـ ينتهي بها الامر الى نفق مظلم لا احد يعرف اخره ..
__**__**__
انهت ايسل ممارستها لـ السباحة وصعدت مره اخرى الى سطح اليخت وتمددت عليه حيث تعامدت الشمس على جسدها
رغب سيف في ان يلهو معاها في الماء ولكنه فضل ان يراقبها من اعلى
جاء اليها سيف وجلس بالقرب منها

سيف : انتِ سمعتيني امبارح وانا بتكلم في الموبايل
ايسل : ايه ده !! هو ينفع تتكلم في قلب المياة
سيف : انا شوفت خيالك وانتِ بتجرى
ايسل : انا مش شايفه ان في حاجة تخليني اخاف اقولك اني اه سمعتك
سيف : امال مجاوبتيش ليه ؟ ولما انتِ مش خايفه طلعتي تجرى ليه ؟
ايسل : مجاوبتش عشان تعرف انت بتعمل فيا ايه ، جريت عشان خايفه منك ، لو شوفت نفسك اتخضيت ازاي وكمية الشر اللى في عيونك كنت انت نفسك هتجرى من نفسك
سيف : انتِ فعلاً خايفه منى يا ايسل
ايسل : اه ، متوقع اديلك امان بمناسبة ايه
سيف : انا سيف يا ايسل 
ايسل : سيف مين وايسل مين ؟ 

صمت سيف لعدة ثوانى ..

ايسل : طول مانت مش عايز تقولي طول مانا مش هقدر اديلك امان
سيف : مش البيبي لما يتولد بيكون لسه ابيض ، معندوش اي حاجة ، بيخاف من كل الناس الا امه
ايسل : اه
سيف : اعتبريني امك
ايسل : وحياة امك !! 
سيف : نعم !!
ايسل : امال عايزنى اقولك ايه !! عايزني اقولك صح وانا هبدأ معاك وانا اصلاً معرفكش ومعرفش نفسي (وهي تنهض) انت اكيد مختل
سيف : والمختل ده مش هيتنازل عنك ومش هيسيبك ومش هتخرجي بره اليخت ده صدقيني
ايسل : صدقنى انت ، هيجي وقت ومش هخاف منك وساعتها هتندم
سيف (وقد وقف امامها) : قصدك ايه ؟
ايسل : قصدي ان الواحد لما بيتخلص من خوفه وبيكون بايع الدنيا باللى فيها مبيفرقش معاه حاجه ، وانا قربت اوصل للمرحلة دي وساعتها مش هخاف اقتلك واقتل نفسي
سيف بنبره ساخرة : بجد !! ابقى وريني شاطرتك ، انتِ متعرفيش نفسك قد مانا اعرفك ، انتِ طول عمرك بوء يا ايسل
ايسل : شخصيتي اللى قبل الحادثة انا مش فكراها ، بس انا دلوقتي بتكلم بالشخصيه اللى انا مقتنعه بيها

وغادرته ايسل وذهبت الى دوره المياة لـ تأخذ حماماً ومن ثم ذهبت الى غرفتها واوصدت الباب خلفها
اما عن سيف فقد جلس يراقب الامواج وتذكر بعض المواقف المتعلقه بـ شخصية ايسل قبل تعرضها لـ فقدان الذاكرة
__**__**__
هاتفت چيهان الخواجة صديقة ابنتها المقربة "رولا" وطلبت منها ان تأتى لـ زيارتها في المنزل كى تسألها عن بعض الامور الهامه المتعلقة بـ ايسل وبالفعل جاءت لها رولا على وجه السرعه

رولا : مفيش جديد عن ايسل
چيهان : لا
رولا : ربنا يرجعها بالسلامه
چيهان : يارب
رولا : خير يا طنط حضرتك كنتي عايزاني في ايه ؟
چيهان : هى ايسل كانت مرتبطه عاطفياً بـ الشاب اللى اسمه سيف غانم ده ؟
رولا : سيف !! اه ، لا معرفش
چيهان : لا ولا اه ولا متعرفيش
رولا : معرفش
چيهان : امال ليه قولتي اه في الاول

صمتت رولا 

چيهان : رولا قولي اللى تعرفيه
رولا : بصراحة يا طنط ، ايسل وسيف كان شكلهم مرتبطين بس لما سألتها قالت انهم اصحاب عادي جداً ولما سألت سيف قال انهم مرتبطين وبيحبوا بعض اوى ، وانا بصراحة معرفش مين فيهم اللى بيقول الحقيقة
چيهان : هي عمرها ما حكيتلك على اي حاجه من النوع ده ، انها مرتبطه او بتحب
رولا : هي محكتليش الا عن موضوع براء وده كان من زمان اوى
چيهان : يعني مفيش حد تانى حكيتلك عنه غير براء
رولا : لا ، بس هي كانت مهتمه بـ بلال صاحبنا اوى بس برضه لما سألتها قالت ان مفيش حاجة بينهم
چيهان : تمام
رولا : هو في ايه يا طنط
چيهان : شاكين انها هربت مع سيف
رولا : استحاله ايسل تعمل كده
چيهان : ده اللى بقوله لـ عمك محسن ومش مقتنع

فى تلك الاثناء كان قد جاء براء الى ڤيلا محسن الفولى على حسب الموعد المتفق عليه مع عمه لـ يفتح له احد الخادمين ويستقبله فيما بعد محسن الفولى
اخبرت احدى الخادمات السيدة چيهان الخواجة او محسن الفولى يريدها في غرفة مكتبه وبالفعل تركت رولا وذهبت له
طرقت باب المكتب وتفاجأت بشدة حين رأت براء

چيهان : براء !!
براء : اخبار حضرتك ايه يا طنط

جلست چيهان على مقعد مقابل الى مقعد براء ومازال الاستغراب يسيطر عليها

چيهان : بخير الحمد لله وانت
براء : الحمد لله
محسن : انا كلمت براء وكلفته انه يدور على ايسل ، مفيش حد هيخاف عليها وعلي سمعتنا قده
چيهان بارتباك : اه اه اكيد
محسن : هو عايزك تحكيله ايه اللى حصل مع ايسل قبل ما تختفى
چيهان : مفيش حاجة معينه تتحكي ، هي كانت عاديه وطبيعيه جداً قبل ما تختفى
براء : طيب يا طنط يوم ماختفت
چيهان : قالتلي هتروح النادى تقابل صحابها وهنتقابل العصر عشان كنا رايحين مشوار سوا
براء : صحابها مين ؟
چيهان : رولا صاحبتها هنا ، اخر حد ايسل كلمته
براء : انا عايز اشوفها

وبالفعل جاءت رولا الى غرفة مكتب المستشار محسن الفولى وقصت كل ما حدث مع ايسل قبل اختفائها واطلع براء على احد المحادثات الكتابيه بين ايسل ورولا قبل اختفائها

براء : هي على الواتس قالتلك تتقابلوا في البيت عندها وانتِ طلبتى منها تجيلك النادى
رولا : ايوه لاني لازم اروح النادي الصبح عشان العب رياضه وهي عارفه كده
براء : يعني انتوا دايماً بتتقابلوا في النادى
رولا : ايوه
براء : ليه المره دي طلبت تقابلك في البيت
رولا : قالتلي عندها مشوار لـ اكتوبر ومكسله تنزل النادى
براء : قالتلك فين ؟ الشات مفهوش الكلام ده
رولا : قالته على الموبايل
براء : اه تمام ، انتِ تعرفى سيف غانم ده كويس
رولا : اه ده صاحبنا
براء : كويس اوى ، اكتبيلى هنا (وهو يعطيها ورقه فارغه وقلم) كل اللى تعرفيه عنه ، اسمه بالكامل بيدرس او بيشتغل ايه ، كل ارقامه اللى تعرفيه ، عنواينه ، اي حاجه
رولا : حاضر
براء : واسف لو بتقل عليكي ، بس ياريت رقمك كمان عشا لو احتجتك اعرف اوصلك
رولا : مفيش اسف ولا حاجة ، المهم ايسل ترجع
براء : ان شاء الله

انهى براء استجوابه مع عائلة محسن الفولى ومع رولا وتركهم وغادر الڤيلا بعد ان القى نظرة على صوره ايسل تلك الموضوعة على مكتب والدها وبعده بـ دقائق قليله غادرت رولا ايضاً
__**__**__
فى عتمة الليل كانت ايسل تتكوم داخل غرفتها ، شعرت بـ حركة سيف اعلى اليخت
ظلت تفكر كثيراً فيما يجب ان تفعله
سأمت من كونها تحت رحمته ، من كونها لا تريد البقاء معه ولا تعرف ملجأ غيره ، من كونه مازال متمسك بـ رفضه في اخبارها اي شئ
اخرجت السلاح النارى الخاص بـ سيف وتأكدت ان به طلقات نارية
خرجت من غرفتها وتسللت الى اعلى اليخت لـ تجد سيف يجلس على اريكة وينظر الى ظلمة البحر والسماء ويحتسى الكحول 
اقتربت ايسل منه فى هدوء ووضعت السلاح النارى على مؤخرة رأسه وقالت له "حرك اليخت دلوقتي حالاً والا هضرب عليك رصاص"
التفت اليها سيف فـ ابتعدت ايسل قليلاً حتي لا يلتقط سيف السلاح النارى منها وقالت له بانفعال واضح "سمعت قولت ايه" لـ يومأ سيف بـ رأسه

ايسل : طيب اتحرك يالا
سيف : عيزانى اروح فين ؟
ايسل : زي ما عملت امبارح ، قرب من الشط ومن اقرب بلد لينا
سيف : لا ، مش هتحرك وارمي اللعبه اللى في ايدك دي
ايسل : انا مبهرجش
سيف : وانا مبهرجش

زاد انفعال ايسل بسبب هدوء سيف المبالغ فيه ، انفعالها جعلها تضغط على الزناد لـ تخرج اول طلق نارى من السلاح ...


#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الخميس، 21 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل الثالث

الفصل الثالث

على الرغم من قدرة ايسل على السباحة الا انها تركت نفسها للغرق كى تنهي حياتها بالفعل ولكن قفز سيف خلفها وانقذها
وعلى الرغم من خوف ايسل الشديد من سيف الا انها لم تحرك ساكناً حين احتضنها بعد ان انقذها وغطأها بـ حرام بسبب شعورها الشديد بالبرد
لا تعرف ايسل لما شعرت بالامان بين احضان سيف رغم انها مازالت تخاف منه 
كيف في لحظه اصبح عناقه لها مصدر أمان و راحة فى حين انها منذ لحظات قليله كانت تخاف منه ، كانت تموت رعباً من نظرات عينيه فقط ، كانت حقاً تعيش في خوف ورعب الا انها شعرت بـ امان غريب لمس قلبها حين عانقها 

سيف : ايسل ، حبيبتي أنتِ كويسه ؟
ايسل بصوت مرتعش : اه كويسه
سيف : ليه عملتي كده ؟
ايسل بنفس نبرة الصوت : مش انت قولتلي ارمى نفسك في البحر
سيف (وهو يحتنضها) : انتِ مجنونة ، خضتيني عليكي
ايسل (وهي تبعده) : ابعد عنى

وتركته ايسل وذهبت الى غرفتها واوصدت الباب خلفها باحكام وقامت بـ تغيير ملابسها المبتله وكعادتها منذ ان هبطت على هذا اليخت وهي تتكوم داخل نفسها والخوف يتملك منها
__**__**__
مازال المستشار محسن الفولى داخل مكتبه ، يفكر ويفكر ويفكر في محاولات فاشلة منه للوصل الى حل يعيد ابنته مره اخرى الى احضانه ولكن مازالت فكره هروبها تجعله يتردد في اخذ اي اجراء رسمي تجاه اختفائها
كان يدخن سيجاره الذي لا يلجأ اليه كثيراً ويحاول ان يعود بذاكرته الى احداث من الماضى كى يستطيع تقييم الموقف بطريقه عقلانيه ، منطقيه وصحيحه
تذكر حين جاء اليه المدعو سيف غانم لـ يطلب منه ابنته للزواج ، تذكر حين اخبر ابنته بـ عرض سيف غانم ورد فعلها حينها
**
كانت ايسل تجلس في غرفة المعيشه تشاهد التلفاز ، جاء اليها والدها وجلس بجوارها ، كتمت ايسل صوت التلفاز حين طلب منها والدها ذلك

ايسل : خير يا بابا
محسن : اخبارك ايه ؟
ايسل : كويسه
محسن : اخبار الجاليرى بتاعك ايه ؟
ايسل : شغال كويس اوى يا بابا وبقى في orders كتير يدوب باخد rest يوم في الاسبوع بالعافيه
محسن : كويس اوى يا حبيبتي ، انا مبسوط انك بتنجحى في المجال اللى انتى بتحبيه 
ايسل : الحمد لله

ساد الصمت لمدة ثوان قليله قطعتها ايسل

ايسل : بابا انا حاسه ان حضرتك عايز تقولى حاجة ومتردد
محسن : لا كنت عايز اسألك على واحد لو تعرفيه
ايسل : واحد مين ؟
محسن : اسمه سيف سعد غانم ، تعرفيه ؟
ايسل : اه  اعرفه طبعاً
محسن : تعرفي عنه ايه وتعرفيه منين ؟
ايسل : اعرفه من النادى من كذا سنه ، عنده ٢٧ سنه خريج الـ AUC وابن رجل الاعمال سعد غانم ، اظن حضرتك تعرفه 
محسن : كل ده تعرفيه عنه ؟
ايسل : اعرف اكتر من كده كمان ، بس ليه حضرتك بتسأل عنه اصلاً
محسن : عشان اتقدملك
ايسل : نعم !!
محسن : زي ما بقولك ، جه طلب ايدك مني ، انتِ متعرفيش ؟
ايسل بضحكة ساخرة : المجنون
محسن : انا رفضته
ايسل : رفضته !! ليه يا بابا ؟
محسن : مش عارفه ليه ؟
ايسل : اللى اعرفه ان حضرتك مفروض ترجعلى قبل ما تقبل او ترفض ، ده قرارى انا
محسن : في حاجات مفهاش اختيارات 
ايسل : ايه اللى حضرتك بتقوله ده يا بابا ، حضرتك مربتنيش على كده
محسن وقد ارتفعت نبرة صوته : لو فعلاً تربيتى نفعت مكنش الولد ده تجرأ وجه يطلبك للجواز
ايسل : انا مش قضيتى سيف او غيره ، انا بتكلم على مبدأ انك توافق وترفض من غير ما ترجعلى وكأن انا ماليش رأى
محسن : وانا قولتلك ، في حاجات مفهاش اختيارات

فى تلك الاثناء كانت قد عادت چيهان الخواجة من عملها وجاءت الى غرفه المعيشه بسبب ارتفاع صوت زوجها وابنتها

ايسل : انا معترضه على اللى حضرتك بتقوله ده واستحاله اقبل بيه
چيهان : فى ايه ؟ اصواتكم عاليه ليه ؟
محسن : اسألى بنتك
ايسل وقد نهضت من الاريكة : ولا تسألنى ولا تسألك ، عن اذنكم (و غادرت غرفة المعيشة متجهة الى غرفتها)

چيهان وهي تجلس بجوار زوجها : فى ايه يا محسن ؟
محسن : فى واحد متقدم لبنتك ، عامله الهوليله دي كلها عشان رفضته
چيهان : وأنت رفضته ليه ؟ ومين ده اصلاً ؟
محسن : ابن سعد غانم رجل الاعمال 
چيهان : ااااه ، وهي بتحبه ؟
محسن : شكلها كده 
چيهان : الامور متتاخدش كده يا محسن ، بالراحة شوية
محسن : بالراحة ايه بس ، البنت لسه صغيره ، هي فين والجواز فين 
چيهان : ايسل مبقتش صغيره يا محسن ، دي ٢٣ سنه 
محسن : مش هجوزها في السن ده ، انا حر
چيهان : طيب اهدي بس
**
بمجرد ان تذكر محسن الفولى هذا الموقف تيقن ان ابنته هربت بالفعل مع هذا الشاب حيث حدث نفسه قائلاً "الثوره اللى عملتها اليوم ده مبيدلش الا انها متمسكه بيه ، طالما وصلها للمرحلة اللى تخليها تبجح وتعلى صوتها عليا يبقي يقدر يخليها تهرب"

طرقت السيدة چيهان الخواجة باب المكتب على زوجها لـ يأذن لها بالدخول

چيهان : محسن أنت كويس ؟
محسن : اه
چيهان وهى تدخل الغرفه : ممكن اتكلم معاك شوية
محسن : تعالى

جلست چيهان على احد المقاعد المقابله لـ مقعد زوجها

چيهان : وصلت لايه ؟
محسن : انا مش هقدر ابلغ رسمي يا چيهان
چيهان : ليه يا محسن ؟
محسن : عشان بنتك هربت معاه
چيهان : ايسل متعملش كده ، انا واثقه
محسن : مش فاكرة لما الواد ده اتقدملها ، فاكرة زعيقها وصوتها العالى وقلة ادبها
چيهان : هي كانت متضايقه عشان انت متدتهاش الفرصه تختار ، حست انك بتفرض رأيك عليها 
محسن : بتهيألى يا چيهان انا عندي الخبره الكافية اللى تخليني افرق بين الشخص اللى بيدافع عن مبدأ والشخص اللى بيدافع عن شخص
چيهان : طيب فاكر يوم الخناقة دي
محسن : فاكر جداً
چيهان : انا يومها سيبتك وروحت اتكلم معاها
محسن : وبعدين

عادت چيهان بـ ذاكرتها وقصت لزوجها ما حدث ذلك اليوم بالتفصيل
**

ذهبت چيهان الخواجة الى ابنتها فى غرفتها لـ مناقشتها فيما حدث ، همت بـ طرق الباب ولكن صوت ايسل وهى تتكلم بصوت عالى في الهاتف اوقفها ، ورغبتها في الاطمئنان على ابنتها جعلها تقف خلف الباب لـ تسمع تلك المكالمه لانها فطنت ان ايسل تهاتف سيف 

ايسل : انا قولتلك تعمل كده ؟
سيف : ......
ايسل : انت مجنون !! 
سيف : ......
ايسل : سيف ، انا مش هعمل حاجه ومتستناش مني حاجة ، انت خربتها اقعد بقي على تلها لوحدك
سيف : ......
ايسل : سيف متستفذنيش بزياده بقي ، فكك دلوقتي 
سيف : ......
ايسل : زي ماتحب ، باي

واغلقت ايسل الهاتف مع سيف وهي في قمة غضبها لذلك فضلت والدتها ان تتحدث معها في وقت لاحق
**

محسن : اللى انتِ بتحكيه ده مينفيش انها هربت معاه
چيهان : انت مصمم انها هربت ليه ؟ انت مش عارف تربيتنا يعني ؟
محسن : اسم الله على التربيه ، انتِ يعني مش شايفه اخرة تربية ايساف ايه
چيهان : ايساف حاجه وايسل حاجه تانية
محسن : انا مبقتش واثق في حاجة ولا حد
چيهان : يعني هنسكت ، هنسيب البنت ، المفروض ان حتي لو هربت ترجعها
محسن : ارجعها اه ، ابلغ لا
چيهان : ليه ؟
محسن بنبرة غاضبه : عشان الفضيحة
چيهان : يعنى هتعمل ايه ؟ هترجعها ازاي 
محسن : هتصرف ، هدور عليها من غير بلاغ رسمى
چيهان : وده هيرجعها ؟
محسن : متخافيش ، هرجعها
چيهان : يارب

حتي تلك اللحظة لم يتغير يقين المستشار محسن الفولى بأن ابنته قد هربت مع ذلك الشاب ، اما السيدة چيهان الخواجة لم تصدق او تقتنع ولو بنسبه ضئيلة ان ابنتها يمكن ان تقوم بـ ذلك التصرف
__**__**__
طرق سيف باب الغرفة التى تقطن بها ايسل ولكنها لم تفتح

سيف : ايسل ، ردى عليا عرفيني انك بخير ، قولى انك كويسه بس وانا هسيبك براحتك

لم ترد ايسل عليه ، كانت تفكر فيما حدث منذ قليل حين عانقها سيف ، استغربت شعورها بـ الامان معه وخوفها منه في نفس الوقت

يأس سيف من كثرة طرق الباب وعدم رد ايسل ، جلس امام باب الغرفه ، ملأت الدموع عينيه وبـ معجزة استطاع سيف ان يتحكم في الا تسقط دموعه

سيف : ايسل انا بحبك ، بحبك فوق ما تتصورى ، انا سيبت الدنيا كلها ورايا وجيتلك انتِ ، بعت كل حاجه واشتريتك ، انا عارف اني انانى اوى بس انا مخططتش انك تفقدى الذاكرة بس مش هكدب عليكى انا فرحت ، بس كان نفسى تنسى كل حاجه وتفتكريني انا بس وانا اصلاً كده كده مش فاكر اي حاجه في الدنيا غيرك
ايسل (من داخل الغرفة) : اللى يحب حد ميأذهوش ، ميسبهوش يعيش في خوف او رعب كده ، ميقولوش ارمى نفسك في البحر ، انت لو بتحبنى زي ما بتقول كنت ع عرفتني الحقيقه ، كنت حتي الفتلى قصة تحكيهالى تطمني بيها ناحيتك ، استحالة اصدق انك بتحبنى وانت بتأذينى كده
سيف (من امام باب الغرفه) : انا عمرى مأذيتك ، والله العظيم انا بحبك 
ايسل : حبك انانى وكله تملك ، ده مش حب ، انت مش عايز تفكرنى بأى حاجة ، مش عايز تعرفنى انا مين ولا تفكرني بيك حتي ، انت سايب المرض ينهش فيا ومفكرتش حتي تجيبلى الدوا اللى يساعدنى انى افتكر ، كل ده انانية منك عشان مفتكرش وافضل تحت رحمتك وانانيتك
سيف : وانتِ عايزه ايه من الدنيا غير واحد بيحبك الحب ده كله
ايسل : انت مش مدينى الحق حتي في انى اختار
سيف : صدقينى لو كنتِ فاكرانى كنت اديتلك الحق ده
ايسل : صدقنى أنت ، انا مش هفضل تحت رحمتك كتير ، هيجي يوم وهرمى نفسى في المياة فعلاً وهموت نفسي ، المرة دي رميت نفسى وانت موجود ، المرة الجايه هخليك نايم وهعملها
سيف : مش هتكسبى حاجة
ايسل : وانا كده كسبانه ايه ، كده ميته وكده ميته
سيف : ميته ازاي وفي حد بيحبك الحب ده كله ، ميته ازاي وانا مستعد اديلك عمرى
ايسل : مش عايزه عمرك ولا حبك ، أنت عارف انا عايزه ايه
سيف : حبينى من اول وجديد يا ايسل ، ادى نفسك فرصه تحبينى

اغلقت ايسل آذانها بـ وسادة ، وحاولت ان تنام رغم الصراع النفسى الذى تعيشه

سيف : ايسل ردى عليا ، هـ تدى نفسك وتدينى الفرصة دي

التزمت ايسل الصمت وحاولت ان تنام بالفعل

سيف : انا بحبك اوى بجد
ايسل : قوم نام يا سيف
سيف (وقد نهض من على الارض) : تصبحى على خير -بصوت منخفض جداً- يا احلى حاجة في حياتى

ذهب سيف الى اعلى اليخت وجلس يتابع امواج البحر وترك العنان لـ تلك الدمعات التى حبسها حيث ارهقته جداً
اخرج هاتفه النقال من جيبه وفتح معرض الصور وظل يشاهد صور جمعته بـ ايسل على مدار خمس سنوات ، منذ ان كانت طالبه في اول سنه لها بـ الجامعه
تذكر حين رآها اول مره ، كانت تتمتع بـ براءة غير عادية ، كان سيف يعشق ابسط تفاصيلها
يعشق شعرها الطويل البنى وعينيها البنيتين ، كان حين يراها لا يرى احداً غيرها ، مهما كان هناك جموع فـ هو لا يرى ولا يسمع غيرها
تذكر سيف تفاصيل اول لقاء جمعه بـ ايسل 
**
دخلت ايسل الى النادى مع صديقة طفولتها رولا ، كانت رولا تمتلك اصدقاء كثيرين
جلست ايسل مع اصدقاء رولا وكان من ضمنهم سيف ، كان الجميع يتحدث ويتبادلوا الاحاديث المختلفه وتعالت ضحكاتهم الا سيف ، فـ قد كان يراقب ايسل
انتهز سيف الفرصه وجلس بالقرب من ايسل

سيف : سيف غانم
ايسل : هاي سيف ، ايسل الفولى
سيف : انتِ اول مره تجى النادى
ايسل : اول مره ايه ؟ انا member هنا من وانا بيبي 
سيف : امال مشوفتكيش ليه وليه مالكيش اصحاب الا رولا
ايسل : عشان بقالى فتره بره مصر 
سيف : ليه ؟
ايسل : كنت مع مامتى
سيف : ومالكيش اصحاب الا رولا ؟
ايسل : لا لا في كتير يعني بلال ومنتصر وايمى ومنه (وهي تشير اليهم) اصحابى من زمان زي رولا
سيف : ااه عشان كده مندمجة معاهم اوى
ايسل : اه ، بس ممكن سؤال
سيف : اكيد 
ايسل : شكلك اكبر مننا ، ازاي انت صاحب رولا
سيف : لو ركزتي هتلاقى الجروب فيه من سن ١٨ لحد ٢٨ 
ايسل : تمام (وقد نهضت) فرصه سعيدة يا سيف
سيف : ايه هتمشى ؟
ايسل : اه
سيف : طيب ينفع اخد رقمك
ايسل بابتسامه ساحرة : خدها من رولا
**
افاق سيف من ذكرياته على ابتسامه يملؤوها المرار ونظر الى صوره تجمعه بـ ايسل في نفس الفترة التى تعرف عليها فيها ثم اغلق الهاتف وتنهد ونظر الى السماء واطبق جفنيه على دموع عينيه وردد قائلاً "يارب"
__**__**__
استيقظ ايساف الفولى على صوت هاتفه النقال ، كان الصوت مزعج للغايه بالنسبة له ، فـ مهما حاول ايساف كتم الصوت يعيد المتصل الاتصال مره اخرى 
من كثرة الاتصال تيقن ايساف ان المتصل ساندى

ايساف : ايوة
ساندى : صباح الخير يا حبيبى
ايساف : صباح النور يا ساندى
ساندى : اخبارك ايه النهارده
ايساف : عادي ، النهارده زي امبارح
ساندى : مالك يا حبيبي بتتكلم كده ليه ؟
ايساف : نايم يا ساندى يا حبيبتى 
ساندى : فيه اخبار عن ايسل
ايساف : لا لسه 
ساندى : عشان كده موودك قافش
ايساف : مش عارف والله يا ساندى اذا كنت قافش عشان ايسل ولا عشان انتِ مصحيانى من النوم
ساندى : خلاص يا حبيبي كمل نوم واما تصحي كلمنى
ايساف : طيب سلام
ساندى : سلام يا حبيبي
__**__
اغلقت ساندى الهاتف مع ايساف وظلت تتصفح هاتفها النقال ، فى تلك الاثناء استيقظت نانسى صديقة ساندى المقربة والتى سافرت معها الى "العين السخنه"

نانسى : صباح الخير
ساندى : صباح النور
نانسى : ايه مصحيكي بدرى كده ؟
ساندى : انا مبنامش اصلاً
نانسى : ليه يا بنتي ، مالك ؟ ايساف برضه
ساندى : يعنى 
نانسى : ايه بقى العذر المرة دي
ساندى : قصدك ايه ؟
نانسى : قصدى ان كل مره ايساف بيتغير عليكي فيها او بيعاملك المعامله الزباله دي بتطلعيله اعذار ، مره تقولي مضغوط في شغله رغم ان شغله كله سياحة وسفر وهلس يعني ، ومره تقولي اصل امه تعبانه اصل ابوه مش عارف ماله وتجبيله اعذار وحجج من تحت الارض ، فـ بسألك ايه العذر المره دي
ساندى : المرة دي عذر حقيقي وقوى ، ومش شغله ولا مامته ولا باباه
نانسى : مش فاضل غير اخته
ساندى : انتِ تعرفى حاجه
نانسى : حاجة ايه ؟ هي مالها ؟
ساندى : اخته اختفت ، خرجت ومرجعتش وميعرفوش عنها حاجه
نانسى : نعم !! انتِ بتقولى ايه ؟ ده بجد
ساندى : اه والله بجد
نانسى : يمكن مسافره وبيشتغلك
ساندى : الحاجات دي مفهاش هزار ولا اشتغالات
نانسى : طيب دي اتخطفت ولا هربت ولا ايه حكايتها
ساندى : لسه ميعرفوش اي حاجه
نانسى : حوار الخطف ده كتر اوى ومفيش عليه اي سيطرة
ساندى : ربنا يستر وترجع في اسرع وقت
نانسى : يارب

صمتا الاثنين لدقائق قليله ، كانت كل منهن تتصفح هاتفها النقال

نانسى : ساندى بقولك مش ده اكونت اخت ايساف (وقد اعطتها هاتفها النقال)
ساندى : اه هي ، ايسل الفولى
نانسى : انا عرفاها
ساندى : منين ؟
نانسى : من النادى ، مش هي صاحبة بلال الشرقاوى
ساندى : بلال الشرقاوى مين ؟ وصاحبته ازاي ؟
نانسى : يا بنتى بلال الشرقاوى ، اللى كان معانا في الثانوى 
ساندى : ابن السفير ؟
نانسى : ايوه 
ساندى : هما اصحاب ازاي ؟
نانسى : يعني couples 
ساندى : بتهرجي 
نانسى : لا بجد ، انا عارفه الكلام ده من النادى
ساندى : بس ايساف بيقول انها single
نانسى : يعني هي هتروح تقول لاخوها انها مرتبطه
ساندى : بس هما اصحاب اوى ومبيخبوش حاجة عن بعض
نانسى : معرفش جايز ، ما علينا المهم انتِ لازم تاخدي موقف مع ايساف
ساندى : لما اخته تظهر بس
نانسى : طيب نامى 

شردت ساندى قليلاً وتذكرت مدى اهمال ايساف لها في الفترة الاخيرة وبرودة مشاعره  وفتور العلاقة بينهم ومحاولاتها المستميته للحفاظ على علاقتهما كما كانت في السابق وفي النهايه استسلمت للنوم كـ استسلامها لـ جفاءه واهماله
__**__**__
منذ اختفاء ايسل ولم تتوقف رولا بالاتصال بها رغم ان هاتفها خارج نطاق الخدمة وايضاً تحاول مراسلتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن دون جدوى
هاتفها بلال مساء ذلك اليوم وطلب مقابلتها وبالفعل ذهبت رولا في الموعد المحدد بينهما

بلال : كل ده يا رولا
رولا (وهي تجلس) : الطريق زحمه
بلال : مالك ؟
رولا : مفيش مصدعه شوية
بلال : فى اخبار عن ايسل
رولا : لا
بلال : انا حاسس انك تعرفى حاجة
رولا : حاجة بخصوص ايه ؟
بلال : بخصوص اختفاء ايسل
رولا : معرفش طبعاً ولو اعرف مش هسكت
بلال : ايه اللى بين ايسل وسيف
رولا : سيف مين ؟
بلال : سيف غانم يا رولا ومتستعبطيش
رولا : اصحاب عادي زي اي حد من اصحابها
بلال : ليه سيف اختفى في نفس اليوم اللى ايسل اختفت فيه ، محدش عارف يوصله من يومها ومبيروحش لا شغله ولا بيته
رولا : وانا هعرف منين
بلال : انتِ اقرب حد لـ ايسل وعارفه عنها كل حاجة
رولا : بلال انا لو عارفه حاجة كنت قولتها لـ اهلها ، صدقنى معرفش حاجة
بلال : طيب انتِ عارفه ان سيف اتقدم لـ ايسل ؟
رولا : سمعت حاجة زي كده بس ايسل مقالتليش حاجة
بلال بنظرة فاحصه : ماشى يا رولا براحتك
رولا : متبصليش ولا تكلمني كده ، انا فعلاً معرفش حاجة ولو اعرف مش هخاف منك وهقولك اللى اعرفه
بلال : ماشي يا رولا ، تحبى اوصلك
رولا : لا معايا عربيتى
بلال : اوك خدي بالك من نفسك
رولا : اوك انت كمان ، باى
بلال : سلام

تابع بلال رولا بـ نظراته حتي اختفت من امامه ثم اخرج هاتفه النقال وهاتف احدهم قائلاً له " زي مانت ، متتحركش الا لما توصله "
استقلت رولا سيارتها واخرجت هاتفها النقال وارسلت رسالة الى ايسل كان محتواها " ايسل انتِ فين ، بلال بيسأل عنك وعن سيف "
__**__**__
جاء الليل بطئ كعادته منذ ان دبت قدم ايسل هذا اليخت ، خرجت فقط مره واحدة للذهاب الى دورة المياة واخذت احد الاطعمه المعلبه مع عصير مُعلب من الثلاجة وتناولتهم في غرفتها
ذهبت ايسل في النوم واستيقظت على حركة اليخت في المياة ، شعرت وان اليخت يتحرك بها ولكن توقعت انه حلم بسبب انها كانت غارقه في النوم ولكنها شعرت بقوة ان اليخت حقاً يتحرك بها ، اسيقظت من نومها وقفزت من تختها ونظرت من نافذة الغرفة التى تقطن بها لـ تجد حقاً ان اليخت يتحرك في الماء و يقترب من المدينة
شعرت بسعادة غامرة فـ ظنت ان سيف سوف يحقق لها رغبتها ويعيدها الى عائلتها لذلك ظلت تراقب من النافذة الى ان استقر اليخت ولكنه لم يستقر على الشاطئ ، لانهم مازالوا في ماء البحر ورغم قربها من المدينة لا تستطيع الوصول اليها
خرجت ايسل من غرفتها وتسللت في هدوء الى اعلى اليخت ، مشيت بـ خطوات بطيئة حتي لا يشعر بها سيف ذلك بعد ان وضعت السلاح النارى الخاص بـ سيف بين طيات ملابسها
اقتربت من سيف ووجدته يتحدث في الهاتف فـ فطنت انه كان يقترب من المدينه حتي يحصل على اشارة لـ هاتفه النقال لـ يستطيع اجراء مكالمه هاتفيه
وقفت خلفه لـ تسمع ما يدور في تلك المكالمه

سيف : ايه الاخبار عندك ؟
الطرف الاخر : ......
سيف : يعني مبلغش 
الطرف الاخر : ......
سيف : مكنش عندي شبكة ، انا هبقى اكلمك لما اعرف اقرب من برج الاشارة
الطرف الاخر : ......
سيف : يعني اعمل ايه ؟ اللى حصل ده خارج عن ارادتى
الطرف الاخر : .......
سيف : متقلقش ، انا بكلمك من الخط التانى
الطرف الاخر : ......
سيف : مش هتنازل عنها مهما حصل
الطرف الاخر : .......
سيف : مش وقته ، انت لو في حاجة مهمه ابعت رساله وانا اول مالقط شبكة هشوفها اكيد

سقط السلاح النارى من بين طيات ملابس ايسل لـ يحدث صوت يلفت انتباه سيف ويجعله يغلق الهاتف سريعاً نفس السبب الذي جعل ايسل تأخذ السلاح وتذهب الى غرفتها بسرعه شديده حتي لا يراها سيف .....

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


الثلاثاء، 19 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل الثانى

الفصل الثانى

من شدة خوفها وارتباكها لم تستطع ايسل الحفاظ على ثباتها الانفعالى رغم انها لا تفعل شئ يجعلها تخاف الى هذا الحد ولكن من الواضح ان خوفها الاساسي من سيف شخصياً ، تخاف منه بشدة ولكنها لا تعرف اين تهرب منه
اقترب سيف من ايسل لـ يجدها تمسك بـ هاتفه النقال وتحاول فك رقمه السرى
جلس سيف بجوارها ورتب على كتفيها لـ يطمأنها

سيف : هو انتِ فاكرة الموبايل ؟
ايسل : اه ، عارفه ان ده موبايل واللى احنا عليه ده يخت وان دي سما وده بحر
سيف : يعني انت بس ناسيه احداث حياتك
ايسل : انت اللى تقولي
سيف : كنتِ عايزه تفتحى الموبايل ليه ؟
ايسل : مش عارفه ، بس قولت اقلب فيه جايز اعرف انت مين او انا مين
سيف : او تكلمي حد تقوليله انتِ فين ؟
ايسل : انا مش فاكره حد عشان اكلمه ومش عارفه انا فين ولا انا مين
سيف : ولو فاكرة ، المكان هنا مفهوش signal 
ايسل : انا مين يا سيف ؟
سيف : ايسل
ايسل : ايسل مين ؟ بنت مين ، قصتها ايه ؟ 

صمت سيف ووضع وجهه بين كفيه وتنهد ثم نظر اليها نظرة طويلة

سيف : مش عارف اقولك ايه ؟
ايسل : يعنى ايه ؟ عندي اهل ولا لا
سيف : عندك طبعاً
ايسل : طيب وديني ليهم 
سيف : لا يا ايسل (وقد نهض) 
ايسل : لا ليه ؟
سيف : انا داخل اكمل نوم وانتِ كمان ادخلي نامى

ودلف سيف الى الغرفه التى يقطن بها وقررت ايسل الاستسلام الى النوم فـ ليس بيدها شئ اخر
دلفت الى الغرفه التى اخبرها بها سيف قبل ذلك ، حاولت ان تبحث فيها عن شئ يفيدها او ينعش ذاكرتها ولكن بلا جدوى ولكنها وجدت ان خزانه الملابس تحوى ملابس نسائية كثيره استغربت بشدة ، سمعت طرقات الباب واذنت الى سيف بالدخول

سيف : سوري بس حبيت اقولك حاجه ؟
ايسل : حاجة ايه ؟
سيف : الهدوم دي كلها بتاعتك
ايسل : بتاعتى !! ازاي
سيف : لو بصيتي عليها كويس هتلاقيها كلها جديده ، بـ التيكت بتاعها
ايسل : ده معناه ان حد فينا اشتراهم
سيف : المهم انهم بتوعك ، تصبحى على خير

وخرج سيف من الغرفة غالقاً خلفه الباب ، اما ايسل فـ رفضت ان ترتدي تلك الملابس وتكومت داخل تختها وحاولت ان تنام رغم الخوف الذي يسيطر عليها
__**__**__
لم يذق احداً من عائلة المستشار محسن الفولى النوم من شدة القلق والخوف
منذ خروج ايسل من المنزل لم يحدث اي جديد ولم تظهر اخبار جديدة من الجهات التى كلفها المستشار محسن الفولى للبحث عن ابنته
وعلى الرغم من القلق الذي يسيطر على محسن الفولى الا انه تظاهر بالنوم اما چيهان الخواجة فكانت طوال وقتها في شرفة غرفتها على امل ظهور ابنتها
كان ايساف في غرفته يدخن السجائر ويشاهد احد الافلام الاجنبية على الكمبيوتر الخاص به
رن هاتفه النقال وكان المتصل ساندى ، اراد الا يجيب ايساف ولكنه كان مضطراً للرد

ساندى : لسه صاحى ؟
ايساف : اه
ساندى : مش قولت انك هتكلمني ، مكلمتنيش تانى ليه
ايساف : معلش يا ساندى في شوية قلق في البيت
ساندى : خير
ايساف : ايسل اختي خرجت من الصبح ولسه مرجعتش ومنعرفش عنها حاجه
ساندى : يمكن سافرت مع اصحابها ولا حاجه 
ايساف : لا ايسل مبتعملش الحركات دي وهي على تواصل دايم مع ماما وبتعرفها كل تحركاتها ، بيني وبينك حاسس ان الموضوع فيه حاجه خطيره
ساندى : لا يا حبيبي خير ان شاء الله مش هيكون في حاجه خطيره
ايساف : يارب ان شاء الله ، بقولك هقفل دلوقتي عشان كنت قاعد مع ماما لانها منهاره
ساندى : ماشي يا حبيبي ابقي طمني عليك وطمني لو في جديد
ايساف : حاضر يا حبيبتي

واغلق ايساف الهاتف مع ساندي وتابع مشاهده الفيلم ثم قال لنفسه "كويس اني قولتلها عشان تبطل كلام وعتاب ونكد"

طرقت چيهان الخواجة باب غرفة ابنها ايساف وسمح لها ابنها بالدخول

ايساف : انتِ لسه منمتيش ولا نمتي وقلقتي ؟
چيهان (وهي تجلس على طرف التخت) : انام ازاي ؟ 
ايساف : ماما متقلقيش اوى كده ، صدقيني هيطلع مفيش حاجه تقلق
چيهان : اختك اول مره تبات بره البيت وانا مكونش عارفه مكانها ، سافرت ولفت الدنيا وياما باتت بره البيت بس دايماً بتقولى
ايساف : ان شاء الله يطلع مفيش حاجة
چيهان : عارف ، كله كوم وبرود ابوك ده كوم تانى
ايساف : بابا لو عمل زي ما حضرتك بتعملي مش هيعرف يفكر ولا يتصرف صح ، لازم يكون هادى وبارد كده عشان افكاره متتشوش وتتلخبط
چيهان : يعني انت شايفه اتحرك ولا اتصرف
ايساف : انا واثق انه اكيد عمل حاجه بس انتِ عارفه بابا بيتحرك في صمت
چيهان : ربنا يجيب العواقب سليمه يارب
ايساف (وهو يرتب على كتف والدته) : يارب
__**__**__
في صباح اليوم التالى تجمع مجموعه من اصدقاء وصديقات ايسل في النادى 
حاولت صديقتها المقربه " رولا " الاتصال بها كثيراً ولكن مازال هاتفها خارج نطاق الخدمة

بلال : رولا
رولا : ايوه يا بلال
بلال : عايزك دقيقه
رولا : اوك

نهضت رولا من مقعدها وذهبت لـ تتمشى مع بلال

بلال : متعرفيش حاجة عن ايسل
رولا : انت كمان ؟
بلال : قصدك ايه ؟
رولا : قصدي انت كمان متعرفش عنها حاجة
بلال : مش فاهم برضه
رولا : ايسل كانت مفروض تقابلنا امبارح ، جت فعلاً النادي وكلمتنا وقالت انها رايحة مشوار وجايه
بلال : وبعدين ؟
رولا : ولا قبلين ، مرجعتش تانى النادى ومامتها كلمتنى تسألنى عليها لانها مرجعتش البيت
بلال : بس عربيتها ادام النادى
رولا : ماهي سابت العربيه ادام النادى
بلال : انتِ مش بتقولي انها راحت مشوار ؟ راحت ازاي !!
رولا بارتباك : مـ مـ معرفش ، جايز بـ تاكسى او مع حد تعرفه
بلال : رولا انتِ تعرفى حاجه ؟
رولا : هكون عارفه ايه يعني يا بلال ، ادينا مستنين تظهر او نعرف حاجة عنها
بلال : ربنا يستر ، اه صحيح مشوفتيش سيف ، بكلمه تليفونه لاما مقفول لاما مبيردش
رولا : سيف غانم !!
بلال : اه

شردت رولا قليلاً لـ يمسكها بلال من مرفقيها 

بلال : روحتى فين ؟
رولا : لا مفيش ، هو انت مشوفتش سيف غانم من امتى ؟
بلال : مش فاكر اسبوع مثلاً
رولا : كلمك امبارح ؟
بلال : لا ، انا كلمته بس زي ما قولتلك
رولا : اوك ، لازم امشي دلوقتي
بلال : رايحة فين ؟
رولا : مفيش عندي مشوار مهم

وتركته رولا وهى على عجلة من امرها ، قامت بـ تغيير ملابسها الرياضيه واستقلت سيارتها وغادرت النادى قاصدة منزل القاضى محسن الفولى
__**__**__
كان سيف جالساً على تخت مقابل الى التخت الذى تنام عليه ايسل لـ يراقبها اثناء نومها ، حين فتحت ايسل عينيها ووجدته ينظر اليها ، اضطربت بشدة ونهضت بسرعه شديدة وغطت جسدها بـ ملاءة رغم ان جسدها كان مغطي بالكامل بـ الملابس

ايسل : انت هنا من امتى ؟
سيف : مكملتش خمس دقايق
ايسل : ودخلت عليا الاوضة ليه ؟
سيف : انا اسف ، بصراحة توقعت انك تكونى قفلاها بالمفتاح
ايسل : هي الساعه كام ؟
سيف : داخله على ١١ (وقد نهض واتجه ناحية الباب) يالا عشان تفطرى
خاطبت ايسل نفسها قائلة "يا ترى ايه حكايتك وعايز منى ايه"
__**__
ذهبت ايسل الى دورة المياة ومن ثم ذهبت الى سطح اليخت لـ تجد ان سيف قد قام بـ تجهيز طعام الافطار لهما ووضعه على الطاولة المتواجدة على ظهر اليخت

سيف : صباح الخير
ايسل (وهي تجلس) : صباح النور
سيف : عملتلك الاكل اللى بتحبيه
ايسل بنبرة استهزاء : كويس انك عارف ايه الاكل اللى بحبه ، انا عن نفسى معرفش ايه الاكل اللى بحبه
سيف : كفاية انا عارف
ايسل : انت جبت الاكل ده منين ؟
سيف : اليخت مجهز بكل حاجه 
ايسل : انت عامل حسابك بقى ؟
سيف (وهو يتناول الطعام) : حسابى على ايه ؟
ايسل : على انك تعيش على اليخت ده 

ترك سيف شوكة الطعام وامعن النظر الى عيني ايسل وابتسم لها

سيف : قصدك على اننا نعيش على اليخت ده ، سوا ، فاهمه الفرق يا ايسل
ايسل : انا بقول آكل احسن
سيف : احسن برضه

وقد بدأت ايسل في تناول طعام الافطار ثم تركت الطعام وشردت قليلاً

سيف : مبتاكليش ليه ؟
ايسل : بفكر لو ليا اهل ، يا ترى دلوقتي عاملين ازاي ؟
سيف : انتِ فاقدة الذاكرة يا ايسل ، يعني متعرفيش اذا كان ليكي اهل ولا لا ، فكك
ايسل : افكنى !!
سيف : كُلى ، لسه الايام جاية كتير هـ تتخيلي براحتك
ايسل : وهتجاوبنى على اسألتى ؟
سيف : هجاوبك في الوقت المناسب
ايسل : وامتى الوقت المناسب 
سيف : كُلى يا ايسل

كانت ايسل تشعر بالخوف الشديد ، كانت تشعر بـ لسعة هواء باردة طوال الوقت تلمس جسدها
لم ترفض النوم او تناول الطعام لـ تأكدها ان هذا لن يغير من الوضع شئ
تعلم ان امامها طريقين فقط ، اما ان تستلم لـ الامر الواقع او تلقى بـ نفسها في البحر لذلك قررت ان تستلم لـ حين ظهور امل اخر
__**__**__
وصلت رولا الى منزل المستشار محسن الفولى وطلبت مقابلة السيدة چيهان الخواجة

چيهان : رولا ، شوفتي ايسل
رولا : هي لسه مظهرتش ؟
چيهان : ولا ظهرت ولا اتصلت
رولا : طنط انا عايزه احكي لحضرتك على حاجة مهمه
چيهان : حاجة ايه ؟
رولا : احنا امبارح اتفقنا نتقابل وفعلاً ايسل جت عند النادى ودخلت قعدت شوية كنت انا لسه مجتش كلمتني قالتلي انها وصلت ولما روحت النادى ملقتهاش بس لقيت عربيتها
چيهان : ده اللى انتي قولتهولي امبارح
رولا : مانا مكملتش
چيهان : كملى

عادت رولا بـ ذاكرتها وقصت الى چيهان الخواجة ما حدث في ذلك اليوم بالتفصيل

بمجرد ان وصلت رولا الى النادى ولم تجد ايسل في انتظارها كما اخبرتها هاتفتها

رولا : انتِ فين يا ايسل ؟
ايسل : رايحة مشوار لحد اكتوبر وراجعه
رولا : رايحه ازاي ؟ انا شوفت عربيتك عند النادى
ايسل : ايوه مانا مش رايحة بـ عربيتي ، انا رايحة مع سيف
رولا : سيف غانم ؟
ايسل : هو فيه غيره
رولا : مشوار ايه ده يا ايسل ، وليه مش بعربيتك ؟
ايسل : رولا لما اجي هعرفك كل حاجه ، انا مش هتأخر
رولا : اوك يا ايسل ، خدي بالك من نفسك

رولا مخاطبة چيهان : وده كان اخر كلام بيني وبين ايسل ، النهارده روحت النادى وبلال صاحبنا قالى برضه ان سيف مختفي من امبارح وموبايله مقفول
چيهان : مين سيف غانم ده ؟ ابن مين ؟
رولا : سيف ده صاحبنا برضه من الجروب يعني ، ابن رجل الاعمال سعد غانم
چيهان : ايوه عرفاه ، طيب يا رولا انا لازم احكي لـ عمك محسن الكلام ده
رولا : اوك يا طنط انا همشي ولو في اي حاجه كلميني
چيهان : اًوك يا حبيبتى
__**__**__
في الجهة الاخرى كان يجلس المستشار محسن الفولى مع ابنه ايساف ، كانا يتحدثا عن ايسل واختفائها المفاجئ

ايساف : مش ممكن تكون هربت ؟
محسن باستغراب شديد : هربت !!
ايساف : هي مش كانت بتحب واحد تقريباً
محسن : مش الحب اللى يخليها تهرب يعني
ايساف : ايوه يا بابا بس لما اتقدملها حضرتك رفضته
محسن : لا لا ، ايسل متعملش كده

فى تلك الاثناء دخلت چيهان الخواجة تهرول الى حيث يتواجد زوجها وابنها وقصت لهما ما قالته رولا الصديقة المقربه الى ايسل

محسن : مين سيف غانم ده ؟
چيهان : ابن سعد غانم
محسن : مش ده الواد اللى اتقدملها !!
چيهان : ايوه هو ده ، رولا بتقول انه صاحبهم من الجروب بتاعهم
محسن : يعني ايه !! خطفها ؟
ايساف : او هربت معاه
محسن بنبرة غاضبة جداً : متقولش هربت
چيهان : ايه اللى بتقوله ده يا ايساف !!
ايساف : انا بقول احتمال وارد جداً ، واحد صاحبها واتقدم واترفض ، جايز تكون هربت معاه مش لازم عشان تتجوزه من ورانا او غصب عننا ، ممكن لمجرد الضغط
محسن : او ممكن خطفها
ايساف : بابا ، صاحبتها بتقول انها راحت معاه اكتوبر بمزاجها 
چيهان : انا بنتى استحالة تعمل كده
ايساف : الشيطان ممكن يقنع الواحد يعمل اي حاجة خاصة لو في حد بيزن على دماغه ، يعني لو الواد ده زن عليها واقنعها والشيطان ميتوصاش ممكن تعمل اكتر من كده
چيهان : محسن ، انت هتسكت على الكلام ده
محسن وقد بدت اثار الصدمة عليه : لو كلام ايساف صح مش هينفع نبلغ
چيهان : يعني ايه مش هينفع نبلغ !!
محسن : لو بلغنا فضيحتنا هتبقي بجلاجل ، عايزه الناس تقول ايه ؟ بنت محسن الفولى وچيهان الخواجة وحفيدة الوزير فؤاد الخواجة هربت مع واد ولا يسوى
چيهان : يعني انت عايزنا نسكت ، نسيب البنت تروح مننا
ايساف : انا من رأيي نستني شوية
چيهان : نستنى ايه ؟
محسن : نستني لما نتأكد انها مخطوفة مش هربانه
چيهان : انت منين جالك انها هربت او اتخطفت مع الولد ده ، ما يمكن راحت معاه مشوار فعلاً وبعدها حد تانى خطفها او بعد الشر عملت حادثة
محسن : بنتك مش موجوده في ولا مستشفي في القاهرة ، ولا راحت ولا قسم ولا عدت على اي كماين ولا سافرت بره مصر ، عايزه الادهي من ده كله ، انها حتي مش موجوده في المشرحة
چيهان : مشرحة !!
ايساف : بابا قصده يقولك انه دور عليها في كل حته حتى المشرحة
محسن : سيبوني لوحدي شوية
چيهان : طيب قولى هتعمل ايه
محسن : اخرجوا وسيبوني لوحدي شوية بعد اذنكوا
ايساف وهو يحتضن والدته : تعال معايا يا ماما

وخرج ايساف وچيهان من غرفة المكتب الخاصة بـ محسن الفولى

چيهان : ايساف ، هي ممكن ايسل تكون هربت فعلاً ؟
ايساف : ماما احنا لازم نتوقع كل الاحتمالات ، وده اقرب احتمال
چيهان : يارب سترك
ايساف : خير ان شاء الله
__**__**__
جاء الليل ببطء شديد ، لم تتكلم ايسل مع سيف طوال اليوم ولم تتناول سوى طعام الافطار ، كانت تجلس على سطح اليخت او في مقدمته تراقب الامواج وحاولت كثيراً ان تتذكر اي شئ ولكن بلا جدوى لذلك فضلت الصمت

سيف : مش هتنامى ؟
ايسل : لو عايز تنام انت ادخل نام
سيف : مالك النهارده ؟
ايسل : محسسنى اني عايشه معاك بقالى عشر سنين واتغيرت النهارده
سيف : مش قصدي ، بس انا طول اليوم بكلمك ومبترديش
ايسل : انت قولت انك مش هتجاوبنى على اسألتى الا في الوقت المناسب ، وانا مش هرد عليك خالص ولا هتكلم معاك الا لما يجي الوقت المناسب اللى هتجاوبني فيه
سيف : انتِ بتعملى كده ليه ؟
ايسل : انا اللى بعمل كده ليه !! انت اكيد مش طبيعي
سيف : انتِ عايزه تقنعيني اني لو حكيتلك اي حاجه هتصدقيها !! انتِ فاقده الذاكرة وخايفه مني يعني انا واثق بـ نسبة ١٠٠٪ انك مش مصدقة انك اسمك ايسل وان اسمي سيف
ايسل : احكى انت وعرفني الحقيقه ولو الحقيقه مقنعه اكيد هصدق
سيف : عايزه تعرفى ايه ؟
ايسل : انا مين ؟ مين اهلى ، ايه قصتي وحكايتي وليه انا معاك دلوقتي

شرد سيف قليلاً ، كان يتشاور مع نفسه ، هل يحكي الى ايسل ام لا ، هل يخبرها الحقيقه بالفعل ام يزورها

ايسل : سيف
سيف : انا مش هحكيلك حاجه يا ايسل ، اعتبرى اني اهلك واصحابك ، ماضيكي وحاضرك ومستقبلك ، ومفيش مفر يا ايسل ، عاجبك على كده اهلاً وسهلاً مش عاجبك ارمى نفسك في المياة

وادار سيف ظهره اليها حتي يغادر المكان ولكن اوقفه صوت ايسل 

ايسل : يعني لاما اكمل معاك حياتي وانا معرفكش ومعرفش نفسي لاما ارمى نفسى في البحر
سيف (دون ان يلتفت لها) : مفيش خيار تالت اظن
ايسل : طالما كده ميته وكده ميته

وقفزت ايسل من اليخت الى البحر ، لم يراها سيف وهي تقفز هو فقط سمع صوت ارتطامها بالماء ، نظر من اليخت وناداها بـ اسمها ولكن بسبب ظلمة البحر لم يستطع ان يراها ولكن من الواضح ان لم يعد لها اثر ...

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى