Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 28 مايو 2015

مَن أكون (الفصل السادس عشر)

الفصل السادس عشر

حالة من التوتر والقلق تسيطر على آل الراوى ، يسرا مازالت ترقد في العنايه المركزه بسبب ارتفاع هرمون الادرينالين لديها نتيجه للخوف الشديد والذي بدوره اثر على معظم وظائف اعضاء جسدها
باقى افراد عائلتها في حاله ترقب شديد
قاسم الراوى مازال يبحث بين اوراق ماضيه ، بين ذاكرته وذكرياته عن هذا الاسم الذى سمعه في استقبال المشفى "نور حمدان" يسأل نفسه مراراً وتكراراً مَن يكون هذا الرجل ؟ اين سمعت اسمه ؟ ما الموقف الذى جمعنى به ؟ ما علاقته بـ ابنته ؟ هل له علاقه بما حدث لـ يسرا ؟ 
اسئله كثيره تدور في عقل قاسم الراوى ، اسئله وغموض كادا ان يهتكا عقله
قام بـ مهاتفه ذاك الرقم الذى حصل عليه من الاستقبال لـ يجده خارج نطاق الخدمه لذلك لم يكن لديه طريق اخر سوى انتظار افاقه يسرا حتي يستطيع ان يتحدث معها ويفهم ما حدث 
بعد مرور اكثر من ثمانى واربعين ساعه اخبرهما الطبيب ان يسرا قد افاقت ولكنها تمر بـ اذمه نفسيه شديده ، طلب قاسم من الطبيب ان يرى ابنته حتي يطمأن قلبه عليها اكثر وعلى ذلك النحو وافق الطبيب بشرط الا تطيل الزياره عن خمسه عشر دقيقه والا يتسبب لها فى اى انفعال
حاول قاسم مراراً وتكراراً على ان يحصل على معلومه واحده من يسرا عما حدث لها ولكنها لم تخبره بـ شئ وفي النهاية اخبرته ان شابين حاولا الاعتداء عليها وبمجرد ان هربت منهما فقدت الوعي ووجدها المدعو نور حمدان
لم يقتنع والدها كثيراً بـ تلك القصه ، فكيف لـ فتاة مهما كانت قوتها ان تهرب من شابين ؟ كيف لـ شابين لم يقدرا على فتاة ؟ كيف انها تعرضت لـ محاوله اغتصاب ونجت منها بدون ان تتمزق ملابسها او يحدث لها اي اصابه جسديه او حتى يقوما بـ سرقه اياً من محتوياتها ، خاصه ان يسرا كانت ترتدي مقتنيات باهظه الثمن وحقيبها تحوى هاتف ولوحه لمسية من احدث الاصدرات واغلاها
اوهم قاسم انه صدق ابنته ولكنه لم يقتنع ولو بنسبه ضئيله بتلك القصه وقرر ان يبحث عن الحقيقه
__**__**__
نُقل عمر الى المشفى اثر اصابته بـ طلقه اخترقت جسده من هذا الملثم الذى قام بـ تقييده ، اُصيب عمر فى كتفه اصابه بالغه جعلته عاجزاً عن الحركه تماماً وقد نزف الكثير من الدماء
بعد اطلاق الرصاص على عمر هرب المُلثمين وقامت كاميليا بـ تحرير عمر ومى ، تم عمل الاسعافات الاوليه الى عمر من خلال والدته كاميليا اما مى قامت بالاتصال بالاسعاف
وصل عمر الى المشفى ومن ثم تم نقله الى العمليات لانتشال الرصاصه من جسده وتنظيف الجرح
افاق عمر من التخدير وطلب رؤيه والدته ، دخلت كاميليا الغرفه وبمجرد دخولها جاءها اتصال هاتفى ، كان اتصال خاص لذلك لم يظهر رقم المتصل ، قال لها جمله واحده واغلق الهاتف "اظن دي قرصه ودن كفايه ، مرضتش اقتلهولك ، بس لو لعبتي معايا هخلص عليكوا كلكم ، طبعاً مش هوصيكي هتقولي في التحقيقات انك متعرفيش حاجه"

عمر : مين اللي بيكلمك ؟
كاميليا : ده private number
عمر : بيقول ايه ؟
كاميليا : بيقول نقول في التحقيقات اننا منعرفش حاجه
عمر : وهو احنا نعرف حاجه ؟
كاميليا : قصدك ايه ؟
عمر : مخبيه عليا ايه يا ماما ؟
كاميليا بارتباك : وانا هخبي عليك ايه ؟
عمر : انا مش عايز لف ودوران ، في حاجه غلط ، في حد باعت الناس دي ليكي مخصوص ، في حد كان عايز ينتقم منك ، او عايز يخوفك ، او عايز يعرفك هو ممكن يعمل ايه ، في حد محروق منك اوى ، في حد قاصد يقولك ان قرصه الودن كانت الطلقه اللي انا خدتها ما بالك الانتقام هيبقي ازاي ، انا لازم افهم ، محتاج اني افهم ، انتِ اكيد عارفه حاجه
كاميليا : اهدي بس يا عمر
عمر : انا هادي جداً بس لازم افهم
كاميليا : صدقني مفيش حاجه تتحكى ، انا معرفش مين ده ، ومعرفش عايز ايه ، حتي صوت اللي كلمني مقدرتش اخمن يبقي صوت مين
عمر : بس على الاقل عندك شكوك في حد

قبل ان تجيب كاميليا على سؤال ابنها عمر طرق الطبيب الباب لـ يطمأن على عمر ويخبره ان ضابط الشرطه يريد الدخول كى يقوم بالتحقيق في الواقعه
دلف الضابط الى الغرفه مع مساعديه وبدأ في استجواب عمر وكاميليا ومى
ولان عمر خاف ان تؤذي والدته جراء التحقيقات قال انه لا يعرف شئ واكدتا كاميليا ومى كلامه
قال عمر انه عاد من الخارج ليجد اثنين ملثمين يحاولان سرقه المنزل والاعتداء على خالته مى ولكنه حاول منعهما فقاما بضربه على رأسه ثم اطلقا النار بطريقه عشوائيه ادت الى اصابته ولكنه لا يعرف مَن يكونا وماذا يريدان ولكنه يظن بنسبه كبيره انهما لصان جاء لـ سرقه المنزل 
سجل الضابط اقوالهم وقاموا بالتوقيع على تلك الاقوال ثم غادر الضابط 
نظر عمر الى والدته وقال لها "بس ده مش معناه اني مش هعرف اللي بيحصل يا ماما"
حاول عمر الاسترخاء بعد التحقيق وبعد حديثه الغير مثمر مع والدته ، تذكر يسرا التى اختفت ولا احد يعلم عنها شئ ، انتفض جسده من الخوف ، شعر بـ ألم جرح جسده من شده توتره وخوفه عليها
طلب من والدته ان تحضر له هاتفه وبالفعل احضرته له وقام بالاتصال بـ جده يسرا والتي اجابت على الفور

عمر : السلام عليكم
زينب : وعليكم السلام
عمر : انا اخو ياسمين صديقه يسرا ، كنت حابب اطمن عليها ، يا ترى ظهرت ولا لا ؟
زينب : اه ظهرت
عمر : هي بخير ؟
زينب : هى في العنايه المركزه ، المستشفي كلمتنا وقالتلنا ان في حد نقلها المستشفي وكانت في حاله اغماء كامله وان قلبها كان هيقف لولا ستر ربنا
عمر بـ لهفه وخوف : ده من ايه ده ؟
زينب : لسه منعرفش اي حاجه 
عمر : هي غايبه عن الوعي يعني ؟
زينب : فاقت بس مش قادره تتكلم
عمر : ممكن اعرف اسم المستشفى
زينب : في المعادي العسكرى
عمر : متشكر جداً
زينب : العفو

طلب عمر من الطبيب ان يسمح له بـ مغادره المشفي ولكنه رفض واخبره انه لن يسمح له بـ مغادرتها قبل خمس ايام على الاقل
كان عمر يود ان يزور يسرا ويطمأن عليها ، كان الخوف والقلق يتملكانه ، كاد الخوف ان يقضي عليه مثلما قضي على يسرا
لذلك قرر عمر ان يهرب من المشفى ويذهب الى يسرا كي يطمأن عليها ، كى يستريح قلبه وعقله حتى وان كان هذا الهروب سينهي حياته
كيف احب عمر يسرا الى هذه الدرجه ؟ كيف وصل به الحال ان يذرف الدموع خوفاً عليها ؟ ما هذا الحب الذى يجعله يتخلى عن كل شئ مقابل ان يطمأن عليها او يراها بخير ؟ كيف له ان يعود اليها مره ثانيه بعد كل ما بدر منها ؟ كيف له ان يختار عذابه بنفسه ؟
اعشقاً هذا ام وجع ؟ لا انه  العشق الموجع ، العشق القاتل 
نعم هو كذلك ، فـ عمر يعشق يسرا الى حد الوجع ، فالقرب منها موجع والبعد عنها ايضاً موجع
ما اقسى هذا الشعور الذى يجعلك لا تشعر بالراحه فى اى وضع فاذا اقتربت ستتألم ، سيأنبك ضميرك كل ليله على هذا العقل الذى رفض القرب فـ اغتصبته ، سيألمك على تلك الكرامه التى صرخت و ثارت عليك حتى لا تقترت فـ وأدتها ، سيذكرك ضميرك بـ كبريائك الذى رفض القرب ، ذلك الذى صفعك على وجهك حتى يمنعك فـ قمت بحبسه عنوه
كل هذا حتى تقترب ، حتى تبقي بجوار مَن احببت ، حتى تشعر بالوجع في كل لحظه 
اما اذا ابتعدت ، فـ ستتألم ايضاً ، لا بل ستقتلك الاشواق ، سيقضى عليك الحنين ، سينزف قلبك دماً ودمعاً ، كل ليله تجد قلبك يستيقظ والناس نياماً لـ يخبرك انه يتألم بشده ، ويشتاق بشده ، ويبكى بشده ، يهددك بالتوقف عن النبض ان لم تفعل له ما يريد لـ تجد نفسك مثل النائم مغنطيسياً الذى ينفذ ما يُملي عليه بدون تفكير ، ستخضع لرغبة قلبك ، ستخضع الى وجعك
وجع في البعد ووجع في القرب ، منطقتان مختلفان ، منقطتان مؤلماتان ، منقطتان ليس بينهما منطقه وسطى ، عليك ان تختار بين الوجع والوجع
__**__**__
استطاع قاسم الراوى ان يتذكر مَن يكون نور حمدان ، تذكر انه مخرج معروف ، استطاع ايضاً ان يحصل على عنوانه ، ذهب الراوي الى زياره حمدان في منزله ، لم يكن يعرف حمدان مَن يكون هذا الرجل ولكنه اخبر الحرس المتواجد امام باب الڤيلا ان يسمحا له بالدخول على ان يبقا على استعداد لـ اي خطر من هذا الرجل

نور : اهلاً وسهلاً ، اتفضل
قاسم : متشكر
نور : انا طبعاً بعتذر جداً بس انا فعلاً معرفش حضرتك
قاسم : قاسم الراوى ، والد يسرا الراوى ، اللى انت نقلتها المستشفي
نور بارتباك : اه اه ، اهلاً بحضرتك
قاسم : ايه الحكايه بقى ؟
نور : حكايه ايه ؟
قاسم : حكاية يسرا ، ايه اللي حصلها 
نور : بص يا استاذ قاسم انا مش هلف وادور على حضرتك لاني مش عيل بس اتمنى الكلام ده يفضل بينا
قاسم : تمام

اخبر نور حمدان قاسم الراوى بكل ما حدث منذ ان رأي يسرا في المؤتمر السياسي حتي نقلها لـ المشفى

قاسم : وليه المنتج ده يضغط عليك بـ بنتى
تصبب نور عرقاً : هو عارف ان يسرا بالنسبه ليا اكتر من مجرد واحده شوفتها وعايز اخرجلها فيلم ، انا بعتبرها بنتى ، بعزها جداً بدليل اني بعدتها بكل طاقتي عن سكة التمثيل
قاسم : انت والدك يبقي عماد حمدان ؟
نور : الله يرحمه ، حضرتك تعرفه ؟
قاسم : كان مخرج مشهور زمان بس مكنتش اعرف انك ابنه
نور : لا ابنه الوحيد ، ورثت عنه حبه للاخراج
قاسم : تمام ، تشرفت بـ معرفتك
نور : الشرف ليا

تركه قاسم وهو في حيرة من امره ، هو يشعر ان ثمة شئ غريب في تلك العلاقه بين نور حمدان وابنته ، يشعر وان نور يسعي لـ تدمير يسرا ، قرر قاسم ان يسعى لـ يحمى ابنته وان يعرف ما السر وراء آل حمدان ، المتوفي منهم والحى
__**__**__
جلس هاشم غُنيم في جناحه الخاص في قصره لـ يتبادل اطراف الحديث مع زوجته

هاشم : اغبيا ، مقولتهومش اصلاً يسيحوا نقطه دم واحده
أمينه : حد حصله حاجه ؟
هاشم : الواد خد طلقه في كتفه
أمينة : طيب وهو عامل ايه ؟
هاشم : اظنه كويس
أمينة : انت ليه يا هاشم عملت كده ؟
هاشم : كان لازم اضغط على اعصاب كاميليا ، كان لازم اعرفها انها مش قدى وان الاحسن لها تحاجى على ولادها وتسكت
أمينه : انت متأكد يا هاشم انها مظهرتش بالصدفه ، يعني جايز يكون اللقاء اللي حصل بينكم ده بالصدفه وهي متعرفش انك هناك
هاشم : اكيد وارد طبعاً بس خلينا نفترض بقى انها قاصده يبقي نقرصلها ودانها بدرى بدرى كده
أمينة : انت مفكرتش تحلها ودى معاها ؟
هاشم : اي حلول مش في صالحى
أمينة : ربنا يستر

دخلت زينه المنهاره تماماً الى جناح والدها دون ان تطرق الباب او يسمحا لها بالدخول ، كانت غاضبه وثائره للغايه بعدما عرفت من مى ما حدث الى عمر وشكها الاول والاخير كان في والدها

زينه : انت ازاي جالك قلب تعمل كده ؟
هاشم : اعمل ايه ؟
زينة : انا عرفت كل حاجه ماتلفش وتدور عليا ، انت ازاي مجرم بالطريقه البشعه دي
أمينه : في ايه يا زينة ؟ داخله بزعابيبك ليه ؟
زينة : انتِ طبعاً عارفه كل حاجه وموفقاه كعادتك القذره
هاشم : احترمي نفسك واتكلمي كويس
زينة : لما تبقوا محترمين هبقى احترمكوا ، لكن انتوا اتنين مجرمين اصلاً

اخرج هاشم سلاحه النارى ووجهه ناحيه زينه التى خافت بشده اما أمينه فصرخت وحاولت منعه من اطلاق النار

أمينة : بس يا هاشم انت هتعمل ايه ؟
هاشم بانفعال وعصبيه شديدين : صدقيني لما اقولك اني ممكن اقتلك وادفنك وانتِ واقفه وصدقيني مفيش مخلوق هيعرفلك طريق ، احترمى نفسك وخليكي في حالك ، اللي مالكيش فيه متتدخليش فيه والا برصاصه واحده اخلص منك ومن وجع الصداع اللي انتِ عملاه ده
زينة وقد تساقطت الدموع من عينيها : هو انت الفُجر والجبروت وصل بيك للدرجه دي ؟ هو انت بقيت مجرم فعلاً !! بتهددني !! بتهدد بنتك ؟ حته منك ؟ عايز تقتلني !! ياريت تقتلني عشان كل ماشوفك بعرف قد ايه ابويا حقير

صفعها هاشم على وجهها اشفاءاً لـ غليله وضيقه منها ، فـ بدلاً من ان يطلق عليها النار قام بصفعها ، خرجت زينه من الجناح وهي تجرى وتبكى بشده

أمينة وهي تأخذ السلاح من يد زوجها : متبقاش تهدد تاني بالسلاح بدل ما تطلع منك طلقه غلط تموت حد فينا
هاشم : انا شايل الخزنه من السلاح متقلقيش ده مجرد تهديد عشان تخاف
أمينه : تفتكر زينه بتعرف كل ده منين ؟
هاشم : مش عارف بس لازم اعرف

واخرج هاشم هاتفه النقال لـ يهاتف رئيس الحرس الخاص به ويطلب منه تعيين مراقبه وحراسه على زينه بدون علمها

هاشم محدثاً نفسه : لما نشوف اخرتها ايه معاكي يا زينه يا بنتي
__**__**__
رغم ان الندم كان يقتل فهد كل يوم الا انه لم يستطع التوقف عن تعاطي المخدرات ولكنه خفض الجرعه التي يتعاطاها ، كان قد بدأ علاج الاعصاب 
جلس مع نفسه لـ يقرر هل سيذهب حقاً الى طبيب نفسى ، هل سيوافق على حجزه في المصحه كى يتعالج ، استرجع فهد شريط ذكرياته ، تذكر سنوات حياته ، تذكر اوقات افراحه واحزانه ، تذكر والدته ، تذكر زهرة ، تذكر شبابه الذى افناه بين المخدرات وبين لعن الماضى والظروف والناس
دخلت والدته ناديه المنصورى غرفه ابنها فهد لـ تجده يجلس وحيداً ، حزيناً ، شارد الذهن ، دخلت لـ تجد ابنها الرجل يبكى بحرقه
اوصدت الباب خلفها وجرت نحوه لـ تحضتنه وتحاوطه بـ حنانها المعهود

نادية : فهد ، مالك يا حبيبى ، بتعيط ليه ؟
فهد مجففاً دمعاته : مفيش حاجه يا ماما
نادية : كل العياط والحرقه دي وتقولي مفيش حاجه
فهد : مخنوق شويه
ناديه : انت شكلك مش طبيعي بقالك كام يوم ، لونك مخطوف كده وبترجع كتير ، مالك يا ابني طمنى عليك

صمت فهد ، كان في حيره من امره ، هل يخبر والدته بـ مرضه ام لا ؟ 
كانت ناديه تحاول مع فهد كى تعرف ما به ، فـ منذ ان بدأ فهد علاج الاعصاب وهو مرهق بشدة نظراً للاعراض الجانبيه القويه للدواء ، في النهايه قرر فهد ان يخبر والدته فهى ملجأه الوحيد

فهد : من فتره كده يا ماما بدأت تظهر عليا اعراض غريبه
نادية : اعراض زي ايه ؟
فهد : مبعرفش امسك اي حاجه ، اى حاجه امسكها تقع من ايدي ، بقيت بعمل حمام على نفسى

صُدمت نادية صدمه شديده لما قاله ابنها خاصه الجزء الاخير من كلامه

نادية : ده بسبب المخدرات ؟
فهد : انا روحت لـ دكتور مخ واعصاب
نادية بترقب وخوف شديد : وقالك ايه ؟
فهد : قالى ان مركز المخ المسئول عن التحكم فيه ضمور
نادية : ضمور !! 
فهد : واداني علاج للاعصاب

نزلت الدموع من عيني ناديه بدون ان تشعر ، نزلت الدموع حزناً على ولدها ، نزلت الدموع ندماً ، كانت ناديه تشعر بالندم لانها لم تجبر ولدها على العلاج من الادمان

نادية : ليه وصلت نفسك للمرحله دى يا فهد ، ليه يا ابنى ؟
فهد : انا بحكيلك يا ماما عشان تساعديني مش تأنبينى ، العتاب والكلام في اللي فات مش هيفيد دلوقتي ، انا محتاج مساعدتك
نادية : محتاج مساعدتي فى ايه ؟
فهد : تودوني مصحه بالعافيه ، اتعالج من الادمان بالعافيه ، لو وصلت اني اتربط في السرير اعملوا كده ، انا مش قادر ابطل تعاطي وفي نفس الوقت خايف (بدموعه الساخنه) خايف يا ماما يوصل بيا الحال انى اعيش في السرير راقد تأكلوني وتشربوني وتغيرولى البامبرز زي الاطفال

بكت ناديه بحرقه لـ بكاء ابنها وتأثراً بـ مخاوفه ، احتنضته حتي يهدأ ، اخبرته انها سوف تساعده وستبقي بجواره حتي يشفي من الادمان والضمور ، شعر فهد براحه شديده في حضن والدته ، شعر وانه عاد طفل مره اخرى فـ ذهب في نومٍ عميق وهو بين احضان والدته
__**__**__
فشلت خطة عمر في الهروب من المشفى لـ زياره يسرا ولكن الطبيب اخبره انه سوف يسمح له بمغادرة المشفى ولكن بشرطين ، ان يعود ثانيه والا يتعرض لاي انفعال وان تنقله سياره خاصه من المشفي الى المكان الذى يود زيارته ووعده عمر بتنفيذ كافه التعليمات
استقلا عمر سيارته التى قادها به صديقه مصطفى ، وصلا الى المشفى ، سأل عن اسم يسرا قاسم الراوى في الاستقبال لـ يخبروه انها غادرت العنايه المركزه وانها متواجده الان في جناح خاص بها
اخذ عمر من موظف الاستقبال رقم الجناح ووصل اليه ، طرق الباب لم يجيبه احد ، دخل لـ يجد استقبال الجناح خالياً ، دلف الى غرفه يسرا لـ يجدها نائمه على تختها ، اغلق باب الجناح من الداخل ، اقترب منها والالم يعتصر جسده ، جلس بالقرب منها ، امسك يديها ولمس شعرها ووجنتيها ، استيقظت يسرا ، لم تصدق ان عمر موجود فعلاً معها ، كانت متأكده انها مازالت نائمه وتحلم
رغم افعال يسرا الغير متزنه ، رغم طيشها ورغبتها في تنفيذ جميع رغباتها حتي لو غضب اقرب الناس اليها الا انها تعشق عمر حد الجنون ، تراه الامان ، تستمد منه قوتها ، تستمد من رجولته جبروتها ، منذ ان عرفته لم تنكسر ولم تنحني الا حين تركها ، الا حين قررت ان تتصرف بعقلها هى فقط ، بدون مشوره عمر
يسرا ما هى الا فتاة تريد كل شئ ، حبيبها واحلامها وطموحها ، كثيراً منا يشعر في اوقات انه يريد كل شئ ، بل يريد الشئ ونقيضه ، يريد الزواج والحريه معاً ، يريد مَن يشاركه حياته والاستقلال معاً ، يريد مَن يشور عليه وينصحه وحيرة التفكير معاً
ولكن يسرا تلك هى شخصيتها التى ربما تتغير مع الوقت ولكن رغم انانيتها ، رغم طيشها ، رغم افعالها الغير متزنه فـ لا احد ينكر عليها حبها الى عمر
اعتدلت يسرا في جلستها حتى تتأكد انها لا تحلم

يسرا : عمر ، انت هنا بجد صح ؟
عمر : طمنيني عليكي يا يسرا
يسرا : يارتني سمعت كلامك يا عمر ، انا كنت هموت 
عمر : فهميني ايه اللي حصل ؟
يسرا : بعد مانت سبتني نور حمدان قالى انه مش هيخليني امثل معرفش ليه بعدها المنتج صاحبه وشريكه قالى انه عايزني لبطوله فيلم ، روحتله ڤيلته ربطني في الكرسي وحط شريطه على بوؤي وكان هيغتصبني ويقتلني
عمر : ليه كل ده ؟
يسرا : كان عايز يضغط على نور حمدان عشان يرجع يشتغل معاه تانى
عمر : ويضغط عليه بيكي انتِ ليه ؟ انتِ من باقيه اهله يعني ؟
يسرا : عشان نور بيحبني
عمر محاولاً التحكم في نفسه : وبعدين حصل ايه ؟
يسرا : نور جه ومضاله على كل الاوراق اللي تضمنله انه هيشتغل معاه وخدني وخرجنا من عنده واغمي عليا ، كنت خايفه اوى يا عمر ، اول مره اعرف يعني ايه حد يموت من الخوف ، لو حد قالي ان في حد دخل العنايه المركزه عشان كان خايف مش هصدق
عمر : الحمد لله انها جت على قد كده
يسرا : يارتني سمعت كلامك
عمر : مش مشكله يا يسرا دلوقتي ، المهم انتِ بلغتي
يسرا : ابلغ ايه بس يا عمر اخاف طبعاً ، بس بابا بلغ وانا مقولتش الحقيقه
عمر بانفعال شديد : ليه !! مقولتيش الحقيقه ليه ؟
يسرا : عشان خايفه ، خايفه من رمزى علام وخايفه على نور حمدان هو برضه انقذني
عمر : قولتى ايه ؟
يسرا : قولت ان في واحد خطفني وكان هيغتصبني وانه مقدرش ولما اغمي عليا رماني على الطريق ونور حمدان ده كان معدي بالصدفه ونقلني المستشفى
عمر : كان لازم تقولي الحقيقه
يسرا : في سر بين رمزى ونور انا معرفهرش
عمر : لو كنتِ بلغتى كان كل الاسرار هتتكشف
يسرا : اهو اللى حصل بقى

نهض عمر من المقعد وجلس مقابل يسرا على التخت 

عمر : المهم انك بخير ، سلامتك اهم حاجه
يسرا : سامحني يا عمر ، انا عمرى ما هطنش كلامك وتحذيراتك وخوفك عليا تانى

وارتمت يسرا في حضن عمر لـ تختصر المسافات والكلمات ، ارتمت بين احضانه لـ تنهي تعب التفكير ، لـ تخبر عمر انهما الان مثل السابق وربما اقوى ، ان لا فراق بينهما
لم يستطع عمر مقاومه حضن يسرا له ، لم يستطع ان يمنعها او يصدها او يبعدها عن حضنه ، لم يشعر بنفسه ، قام بمحاوطتها بذراعه السليم ، ضمها اليه بشده ، تنهد تنهيده تنمو عن ارتياح شديد بعد وجع والم وحزن
كيف لـ هذا الفعل البسيط ، السهل ، الغير متعب او مكلف .. الحضن ، كيف له ان يفعل بـ الانسان كل هذا ؟
كيف تشعر وانك اقوى انسان فقط من خلال الاحتضان ؟
كيف تشعر وانك تملك العالم بأكمله لانك في حضن انسان احببته ؟
كيف لك ان تشعر وانك آمن لـ مجرد ان احضتنك انسان تحبه ؟
كيف تشعر بـ هذا السلام النفسى لانك اُحتضنت ؟
كيف لـ هذا الفعل البسيط ان يجعل الانسان يشعر بالسلام والامان والسعاده ، بل يجعله ينسي العالم  لان العالم بأكمله ، بـ بلاده وناسه تجمعوا في هذا الحضن حقاً فعلاً بسيط ولكن تأثيره سحرى
احتضنت يسرا عمر بقوه اكبر لـ يتألم عمر نظراً لذلك الجرح في كتفه

يسرا : ايه ده ، انا لسه واخده بالى ، انت مال كتفك ؟
عمر ؛ خناقه كده بسيطه خدت فيها طلقه
يسرا : بسيطه وطلقه !! امال لو مكنتش بسيطه كانت هيحصل ايه
عمر : ربنا اراد اني ادخل المستشفي يوم مانتِ تدخليها ، ربنا اراد اني احس بخوفك ، ربنا وحد مشاعرنا يا يسرا
يسرا بابتسامه صادقه : انا بحبك اوى يا عمر
عمر مقبلاً جبينها : وانا بحبك اكتر

تركها عمر قبل ان يعود احد من عائلتها فـ لحسن حظ عمر كان قاسم في الاسكندريه وجدتها ذهبت الى المنزل لـ تجلب لـ يسرا بعض الملابس
خرج عمر من المشفى واخرج هاتفه النقال وقام بـ مهاتفة احداً من اصدقائه وقال له جمله واحده ثم اغلق الهاتف "استعد بقى ، لازم الفار يدخل المصيده"


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى




السبت، 16 مايو 2015

مَن أكون (الفصل الخامس عشر)

الفصل الخامس عشر

مر الساعات ولم تعود يسرا للمنزل ، هى عادة لا تبقى خارج المنزل حتي هذه الساعه المتأخره من الليل وان حدث هذا تقوم بـ مهاتفة جدتها حتى لا تقلق عليها ولكنها تأخرت ولم تتصل بل انها لا تجيب على الهاتف 
ظلت زينب المنصوري تحاول الاتصال بـ حفيدتها ولكن دون جدوى ، لا احد يجيب بل وان الهاتف بعد فتره اُغلق تماماً
دب الخوف والقلق في قلب الجدة ، كيفما قذف الله في قلبها عشقاً لـ حفيدتها قذف ايضاً في تلك اللحظات الصعبه خوفاً ورعباً وقلقاً عليها
حقاً ، فى قلوب الجدود لا يوجد اغلى من الابن سوى ابنه ، اذا حدث مكروه لـ الحفيد ربما يحزن الجد والجده اكثر من الاب والام
فـ الحزن على الحفيد الذي احبوه والاب او الام الذين احبوهما من قبله ، وجع تام من جميع الجوانب
لم يتوقف لسان زينب المنصورى عن الدعاء لـ ربها ومناجاته وتوسلاتها له حتى لا يحدث مكروه لـ يسرا ، ولكن مرت الثواني بـ بطء كاد يقتلها ، نعم لقد طفح الكيل من كثرة الانتظار والخوف ، ولكن مَن سـ تخبره حتى يساندها تلك المعاناه ، فـ زوجها على الرغم من انه متماسك رغم كبر سنه الا ان هذا لا ينكر عليه اصابته بـ امراضاً مزمنه ، لذلك تراجعت زينب عن اخبار زوجها ، اذن الحل هو ابنها ، هاتفته وهى مرتبكه وقلقه جداً ، اجاب قاسم على الهاتف بسرعه فائقه كما اعتاد

قاسم : الو ، اذيك يا امى
زينب : الحمد لله يا ابنى ، مراتك جنبك
قاسم : اه تاخدى تكلمـ......
زينب مقاطعه : قوم من جنبها يا قاسم 
قاسم : فى ايه يا ماما ؟
زينب : يسرا بنتك خرجت من الصبح ومرجعتش لحد دلوقتي ، موبايلها مقفول ومكلمتنيش من الساعه اتنين الضهر ومقالتش انها هتتأخر كده
قاسم : يمكن خرجت مع صحابها وموبايلها فصل شحن
زينب : ياما عملت كده وكانت بتكلمني من موبايل اي حد من اصحابها تطمنى ، انا قلبى مش مطمن يا قاسم
قاسم : طيب انا هغير واجيلك
زينب : متعرفش نادية حاجه كفايه اللي هى فيه
قاسم : حاضر

على الرغم من ان قاسم كان هادئاً جداً الا انه من الداخل كان هشاً الى ابعد ، انهارت اعصابه ونزف قلبه خوفاً على ابنته
يسرا ، ابنته الكبرى ، ابنته وابنة حبيبته الاولى ، صديقته ، حبيبته ، لم يسمح قاسم لـ خياله او شيطانه ان يتحكم به 
بدل ملابسه على الفور واخبر زوجته بأن والده أسعد الرواى مريض ويجب ان يذهب الي القاهرة الان
لم يعرف قاسم كيف قاد سيارته ، لا يتذكر ملامح الطرق التى مره عليها من شدة قلقه على فلذة كبده
وصل الى القاهره وتحديداً الى منزل والده لـ يجد والدته تبكى وتطضرع الى الله وتتسول اليه كى تعود يسرا سالمه

قاسم : ايه اللى حصل ؟ ويسرا راحت فين ؟
زينب : يسرا خرجت الصبح راحت شغلها زي كل يوم المفروض انها بتخلص ٣ وساعات ٤ ، بس لما بتتأخر بيكون اخرها ١٠ ولو اتأخرت عن كده بتكلمنى تعرفني انها هتتأخر ، النهارده مكلمتنيش ومقالتليش قبل ما تنزل انها هتروح في حته بعد الشغل او حتي هتتأخر
قاسم : يعنى تفتكرى تكون راحت فين ؟
زينب : يا ابنى هو انا لو كنت اعرف كنت جبتك على ملى وشك من اسكندريه لحد هنا
قاسم : ان شاء الله خير ، هي اكيد كويسه
زينب : طيب انت هتعمل ايه ؟ هتبلغ ولا ايه
قاسم : باقى ساعات قليله والنهار يطلع هروح شغلها اسأل عنها وهسأل عنها صحابها واشوف ممكن تكون راحت فين 
زينب بدموعها الساخنه : انت عايز تستني للصبح
قاسم : منقدرش نبلغ قبل ٤٨ ساعه ومنقدرش برضه نتصرف قبل الصبح
زينب : جيب العواقب سليمه يارب
قاسم بتنهيده موجوعه : يارب
__**__**__
مر اربع ساعات منذ اتصال رمزى الى نور ولكن لم يحضر نور الى ڤيلا رمزى ، ربما لانه لا يفهم المغزى من وراء جملته التى قالها في الهاتف او ربما لانه يعرف ان علام لا يقول كلاماً صادقاً او انه ليس جرئ بالقدر الكافى
ولكن هاتفه علام مره اخرى فى محاوله اخيره منه لـ النيل من حمدان

رمزى : مجتش يعنى ؟
نور : عندى تصوير
رمزى : واضح انك مش باقى على عمرها بقى
نور : انا معنديش حاجه ابقى عليها وبعدين انا اصلاً مش فاهم قصدك ايه ؟
رمزى : حبيبة القلب يا نور ، يسرا
نور : مالها ؟
رمزى : عندى
نور بتوتر شديد : عندك !! عندك بتعمل ايه ؟
رمزى : خطفتها وصدقني لو في خلال ساعه واحده من دلوقتي مكنتش عندى في ڤيلتي لاقتلها واتاويها قبل النهار ما يطلع عليها ومحدش هيقدر يعرف اي حاجه ، لو باقى عليها تكون عندى في الحال
نور بتوسل : متأذيهاش يا رمزى ، ارجوك ، هي ملهاش دخل فى اللي بينا ، ارجوك متأذيهاش
رمزى : مستنيك
 
وجه رمزى بصره الى يسرا لـ يجدها مرهقه ومتعبه بشده بسبب عقد يديها خلف ظهرها وجلوسها على المقعد فى ذلك الوضع منذ ما يقرب من خمس ساعات متواصله
كان الظمأ والخوف والارهاق واليأس يسيطر سيطرة تامة على يسرا التى لم تطلب حتي من علام ان يعطيها كوباً من الماء يروى ظمأها ، كان جسدها ووجها منهكين جداً ، دموعها التى كانت كـ الشلال تغرق وجهها ونزلت على بنطالها الذى كانت ترتديه
كانت كلمات عمر لا تفارق اذنيها ، تذكرت كلماته حين عرف انها تريد ان تدخل مجال التمثيل حين قال لها "انا خايف عليكي يا يسرا مش خايف منك ، خايف يجى عليكي اليوم اللى تتمني فيه انك متدخليش الوسط ده ، دي دايره مش معروف اولها من اخرها ، مش معروف خيرها من شر ، مش معروف مين كويس ومين وحش ، مين هيأذيكى ومين هيحميكي ، فكرى يا يسرا قبل ما تدخلي النار بـ رجلك"

رمزى : واضح انى ظلمته ، طلع مبيحبكيش ولا باقى على عمرك زي ما كنت متوقع ، عموماً دى اخره محاوله هديهاله جايز ظنى يطلع صح

نظرت يسرا بـ عينيها المتورمتين ، المنتفختين ، المرهقتين ، الدامعتين الى علام ، اقترب منها علام وشم الرائحه التى تفوح من ملابسها وشعرها

رمزى : ولو اني نفسى ميجيش ، اى نعم هتموتى بس هفوز بيكي ساعه قبل موتك

حاولت يسرا الابتعاد عن انف رمزى الذى كان يشتمها كـ كلب يشتم عظمه او قطعه من اللحم
ولكن اقترب منها رمزى مره اخرى ومرر اصابعه على شعرها وعنقها 

رمزى : ولو انك مكنتيش عجبانى اول ما شوفتك بس معرفش ليه احلويتى فى عينى

وقام رمزى بـ تقبيل عنقها فـ حاولت يسرا التملص منه وقامت بالصراخ على الرغم من الشريط اللاصق الذى يوجد على فمها ، ابتعد رمزى عنها وجلس على المقعد المقابل لها وضحكاته الشامته ، الشريره تتعالى

رمزى : متخافيش يا حلوة ، لسه ادامى (ونظر الى ساعته) حوالى ساعه الا تلت ، جايز نور يجي ويخلصك من اللي ممكن اعمله فيكي

عندما اغلق رمزى الهاتف مع نور قام على الفور  بـ مهاتفه يسرا لـ يجد هاتفها خارج نطاق الخدمه مما اثار الزعر لديه اكثر
غسل رأسه بالماء البارد حتي يفيق لانه كان مخموراً بعض الشئ وارتدى ملابسه سريعاً ثم استقل سيارته وقاد بأقصى سرعه لديه قاصداً ڤيلا رمزى علام
دخل مكتب علام الملحق بـ الڤيلا لـ يجد يسرا في حالة يرثى لها لـ شده خوفها وارهاقها

رمزى متهكماً : لا مكنتش اعرف انها غاليه عليك كده

لم يهتم نور لـ كلام رمزى بل جرى نحو يسرا كى يحل لها عقدة يديها ولكن وجه رمزى السلاح نحوه

رمزى : اهدى واقعد خلينا نتفاهم
نور بصوتٍ عال : سيبها تروح هى ملهاش ذنب
رمزى : هى أس المشاكل (قذف له جريده) خد شوف السنيوره كاتبه عنك ايه

لم يهتم نور بـ تلك الجريده او بما تحويه او بما كتبته يسرا عنه ، هو الان مشغول بـ امر يسرا كثيراً

نور : فكها وسيبها تروح وانا هعملك كل اللى انت عاوزه
رمزى : هتكمل شغل 
نور : ماشي موافق

اخرج رمزى ورقتين من بين مجموعه اوراق على مكتبه واعطاهما الى نور

نور : ايه ده ؟
رمزى : اقراهم وانت تعرف
نور : انت اتجننت ، عايزني امضيلك على عقد احتكار وشيك على بياض
رمزى : بالظبط ، عشان اضمن انك فعلاً هتكمل شغل معايا
نور : تبقى اتجننت فعلاً
رمزى : انت اللى اتجننت ، صدقني انا ممكن اغتصبها قدامك وبعدين اخلص عليها واخلص عليك ، انا معنديش اى استعداد اخسر شغلي ومكانتي اللى وصلت ليها وانت فاهم قصدى كويس اوى
نور : اعقل يا رمزى ، يسرا عندها اهل واكيد دلوقتي بيدوروا عليها وممكن يكونوا بلغوا
رمزى : ولا الجن نفسه يعرف انها عندى
نور : انت كده بتلوى دراعى
رمزى : تحب الويهولك اكتر

وازاح علام نور بعيداً عن يسرا فـ جلس على المقعد المقابل لـ يسرا ، اما رمزى فـ جذب يسرا من المعقد لـ يلقيها على اريكة متواجده في جانب الحجرة وبدأ رمزى في محاوله اغتصابها امام حمدان ، مما جعل حمدان يفقد اعصابه وتهجم بالضرب على علام ولكن دخل الحرس الخاص بـ علام وامسك نور باحكام فـ لم يستطع الحركه اما رمزى ترك يسرا نظراً لـ نزول دم من انفه قام بـ مسحه ثم وجه بصره وكلامه الى حمدان

رمزى : انت بتضربني يا نور عشان البت دى !! للدرجه دي فارقه معاك ، فوق دي عملالك غسيل مخ هى واللى وراها وشرفى لـ اكون منتقم منك انت وهى
نور : سيبها يا رمزى ، ملهاش اى علاقه في اللى بينا صدقني ، خرجها من حسابتنا ، خليها بيني وبينك

لم يعير علام كلام حمدان اى اهتمام ولكنه اخبر الحرس الا يفلت منهما نور لاي سبب وحاول علام مره اخرى اغتصاب يسرا التى كادت ان تموت خوفاً ، تصبب العرق من جسد نور ، برزت عروقه من وجهه وعنقه ، حاول تخليص نفسه من الحرس الممسك به ولكن دون جدوى لذلك صرخ صرخه مدويه اهتز لها كل مَن في الحجره وربما مَن هم خارجها ، صرخ قائلاً "سيبها يا رمزى وانا موافق على كل شروطك وهمضيلك على اللى انت عاوزه" ، تركها علام وهو يبتسم ابتسامه الفائز بالمعركه
وبالفعل قام حمدان بالامضاء على عقد الاحتكار والشيك واخذ يسرا وغادر الڤيلا
لم تستطع يسرا ان تمشي من شده التعب والخوف ، كان جسدها يرتعش بشدة ، لذلك قام نور بمساعدتها حتى تصل الى سيارتها ولكن اغشى عليها في الحال ، فـ قام حمدان بـ حملها ووضعها في سيارته واخذها الى المشفى
__**__**__
كان تسرب البول من مثانه فهد وعدم تحكمه بـ امساك الاشياء يسبب له القلق لذلك قرر ان يذهب الى احد اطباء المخ والاعصاب وطلب منه الطبيب بعض الاشاعات والتحاليل واليوم اخذها فهد وعاد اليه مره اخرى ، كل هذا بدون علم احد من عائلته

الطبيب : انت بتشرب مخدرات يا فهد صح ؟
فهد : يعنى
الطبيب : لا مش يعنى ، انت بتشرب بنسبه كبيره جداً
فهد : هو ايه علاقة ده بـ ده ؟
الطبيب : انت مفكرتش تتعالج ؟
فهد : انا دخلت مصحه اكتر من مره وكنت بهرب منها
الطبيب : بتهيألى اللى حصل ده هيخليك متهربش تانى
فهد : مش فاهم يا دكتور ، هو ايه اللى حصل ، انا عندى ايه ؟
الطبيب : تعاطيك للمخدرات اثر على اعصابك بـ شكل غير طبيعي ، مركز المخ المسئول عن التحكم والسيطره بدأ يحصله  ضمور بسبب المخدرات ، الضمور ده خلاك مش عارف تتحكم فى اى شئ حتى دخولك الحمام
فهد مذهولاً : ايه !! ضمور !!
الطبيب : انا هطمنك واقولك ان في علاج اي نعم العلاج بطئ شويه بس على الاقل فيه ولكن لو فضلت تتعاطى المخدرات دى صدقني الموضوع هيبقي اصعب واصعب
فهد : اصعب من كده ؟
الطبيب : ايوة اصعب من كده ، الاصعب ان ممكن الضمور ده يبقي ضمور كامل وكلى يعني مش هتقدر تتحكم في حركتك ، يعنى ممكن تصاب بالشلل الحركى او الشلل الدماغي ، يعني ممكن من غير الضمور ده يحصلك سكته قلبيه او سكته دماغيه بسبب جرعه زايده ، يعني ممكن ......
فهد مقاطعاً : انا مش قادر ابطل ، انا اضعف من انى ابطل
الطبيب : لو مبطلتهاش بمزاجك هتبطلها غصب عنك ، وغصب عنك ده مش معناه انك هتتعالج عافيه
فهد مترقباً : امال معناه ايه ؟
الطبيب : معناه انك هتوصل لـ مرحله ان الجرعه مهما كانت قويه مش هتأثر فيك ، مش هتوصلك للنشوى اللى انت بتتعاطي عشانها ، مش هتنسيك همومك ، ساعتها هتطلب بنفسك ويمكن تتوسل لـ اللى حواليك انهم يعالجوك بس ممكن يكون فات الاوان ، ممكن تكون انت ساعتها فى عداد الموتى

لم يعرف فهد ماذا يقول لـ الطبيب ، فـ هو لم يتوقع اطلاقاً ان ينحدر به الحال الى هذه المرحله ، لم يتوقع انه فى يوماً من الايام سـ يصبح غير قادراً على التحكم بـ ابسط الاشياء .. التحكم فى مثانته ، فـ فهد الان كـ طفل عمره عام واحد فقط 
شعر الطبيب بـ ضعف فهد ، شعر بـ انهياره الداخلى ، شعر ايضاً بـ ندمه الشديد ، رأي الدموع المحبوسه في عينيه ، قام الطبيب من مقعده وجلس على مقعد مقابل لـ مقعد فهد

الطبيب : انا هعاملك كـ ابن ، هقف جنبك وهساعدك ، بس ارجوك ، اتوسل اليك انت كمان ساعدنى وساعد نفسك
فهد : ازاي ؟
الطبيب : بـ انك تعمل اللي اقولك عليه ، تنتظم على علاج الاعصاب وعلى متابعه الطبيب النفسى وانك تروح مركز لـ علاج الادمان
فهد باستغراب : طبيب نفسى ؟
الطبيب : ايوه ، انت لازم تروح لـ دكتور نفسى يحللك كل عقدك النفسيه ، يدور في اللاوعى بتاعك ، والمصحه عشان تتخلص من المخدرات اللى فى دمك ، وانا مش عايز منك اى مقابل ، انا متكلف بـ كل مصاريفك بتاعه الكشف او الادويه
زاد استغراب فهد وتسائل : وايه المقابل ؟
الطبيب : انك تلحق نفسك وتتعالج
فهد : وانت ليه عايز تساعدنى كده ؟ انت متعرفنيش
الطبيب بصوتٍ متحشرج ومخنوق : عشان متبقاش زي ابنى ، ابنى اللى لما جيت اساعده كان الوقت اتأخر اوى ، كان وصل لـ مراحل منتهيه ومات
تملكت الصدمه من فهد : مات !! 
الطبيب متأثراً : من الادمان ، من المخدرات ، المخدرات اللى كل يوم قتلت فيه عضو من اعضاء جسمه ، وصل بيه الحال ان اجهزه جسمه كلها اصيبت بـ نزيف داخلى بسبب جرعه هيروين زايده
فهد : هيروين !!
الطبيب : موافق انك تتعالج
فهد : نفسى اقدر
الطبيب : حاول على الاقل

وعد فهد الطبيب ان يحاول وان يلتزم بـ جميع التعليمات التى املاها عليه الطبيب ، ترك العياده وبدأ فى نزول الدرج ولكنه لم يستطع بسبب انهياره النفسى ، جلس على الدرج وانهار في البكاء ندماً على ما اوصل نفسه اليه
تذكر محاولات ابيه فى ان يُعالج ، تذكر قهر والدته عليه ، تذكر وجع زهرة ، تذكر شبابه الذى افناه فى المخدرات ، تذكر انه الان شاب في الواحد والعشرين من عمره اصيب بـ ضمور في المخ ، تذكر انه رجل بالغ راشد لا يستطيع ان يتحكم بـ اى شئ ، بكى فهد ندماً ، كاد الندم ان يقتله اسرع من المخدرات
__**__**__
كان عمر في منزل جين ، كعادته ان اراد ان يهرب من مشاكله وآلامه يهرب لدى جين ، يختبأ من عالمه في عالمها ، كان بـ مجرد جلوسه معها ينسي كل شئ واى شخص ، الا يسرا ولكنه بدأ فى نسيانها شيئاً فـ شيئاً فقط عندما يكون مع جين
كالعاده كان يتمدد عمر ورأسه على قدم جين وتمرر هي اصابعها بين خصلات شعره

جين : مالك ؟
عمر : مالى ازاي ؟
جين : حساك مضايق
عمر : تصدقي عمرى ما كنت مضايق وانا معاكى
جين : بس بتسرح كتير ، بتفكر اكتر 
عمر (وقد نظر اليها) : لو انتِ شايفه كده تبقى غلطانه ، انا معاكى بنسي الدنيا ، بهرب منها اساساً عندك ، بنسي الحزن والضيق والقرف كله
جين : وبتنسي يسرا ؟
عمر مازحاً : يسرا مين ؟
جين : بطل استعباط
عمر بابتسامته الساحره التى تطلق العنان الى "غمازاته" : انجليزيه وبتقول استعباط ، الانجليز اتغيروا خالص (وقد اعتدل في جلسته)
جين : بتكلم بجد 
عمر : الفكره مش انى نسيتها ، الفكره فى انك مش سيبانى انساها
جين : مش فاهمه !!
عمر : يعني من يوم ما عرفتك وحكيتلك موضوع يسرا وانتِ مبيعديش يوم من غير ما تجيبي سيرتها ، مش مدياني فرصه مفكرش فيها حتي وانا معاكى بصراحه انتِ ورثتي اسوأ شئ في المصريين
جين : ايه هو بقى ؟
عمر : اللت والعجن الكتير في المواضيع اللى شغلاهم
جين باستغراب : لت وعجن !!
عمر مازحاً : ههههه ، اهو لو كنتى فهمتي دى كنت اتأكدت انك مش انجليزيه

ونهض عمر من جوار جين وقام بـ تشغيل موسيقي هادئه ونظر الى جين بـ حنانٍ بالغ وقال لها "ترقصى" ، مالت جين بـ رأسها دلاله منها على الايجاب ونهضت هي الاخرى لـ ترقص مع عمر او لـ تختبأ في حضنه
تمايلا وتراقصا سوياً ، شعرا وان قدمهما ليست على الارض بل في السماء ، شعرا وان الدنيا تغني وترقص من حولهما ، لاول مره حقاً يرى عمر جين بـ ملامحها الانجليزيه الساحره ، بـ جسدها الممشوق ، بـ نظراتها الفاتنه ، بـ شخصيتها المختلفه ،  هو الان يراها لا يرى فيها يسرا كـ السابق ، نعم هو الان يرى عيني جين الزرقاوتين وكأنه يراهما لأول مره ، يرى خصلات شعرها الشقراء كأنها المره الاولى التى يراها فيها ، رأي ابتسامتها ، شعر همساتها ، لمساتها ، انفاسها ، كل هذا كأنها اول مره يرى فيها جين
كانت جين سعيده جداً بـ نظرات عمر لها ، كانت نظرات صادقه ، كانت تشعر لاول مره انها تمتلك عمر ، هى الان تشعر وان عمر ملكاً وحقاً لها وحدها ، لانها الان بين يديه ، تختبأ فى حضنه ، يراها ويشعر بها ، هو الان لها وحدها
ولكن لان الراحه لم تخلق في الدنيا رغم ان الناس يسعوا عمراً بأكمله بحثاً عن الراحه رغم انها خُلقت فقط في الجنه
ولان لا يوجد سعاده دائمه مهما كانت قوتها وحقيقتها 
ولان يسرا اقسمت الى عمر في السابق انها سوف تبقى دائماً وابداً بينه وبين اى فتاه اخرى يعرفها ، فـ ان لم تكن موجوده بـ جسدها سـ تكون موجوده في عقله وقلبه وخيالاته وذكرياته ، وان لم تكن كذلك سـ تكون هي حاضره بـ روحها حوله
جاء اتصال هاتفى الى عمر ، جعله يخرج من تلك الاجواء التى وصل اليها بصعوبه شديده مع جين لانه لاول مره يتخلص من تمكن يسرا منه
كان المتصل مسجلاً على هاتف عمر بـ الانجليزيه بـ اسم معناه "جدة يسرا" ، استغرب عمر بـ شده فـ يسرا منذ ان عرفت عمر لا تهاتفه من هاتف احداً ، هى فقط كانت تهاتف جدتها من هاتف عمر كى تطمأنها اذا تأخرت معه ولذلك سجله عمر على هاتفه
شك عمر ان يسرا تتصل به من هاتف جدتها كى يرد عليها ولكنه قرر ان يرد ، رد عمر وهو مرتبك بعض الشئ 

عمر : الو
زينب : سلام عليكم
عمر : وعليكم السلام
زينب : لو سمحت ، مش ده موبايل ياسمين صاحبه يسرا الراوى
عمر : اه هو
زينب : طيب ممكن اكلمها ؟
عمر مرتبكاً : هى نايمه ، انا اخوها ، في حاجه ابلغهالها
زينب : ممكن بس تسألها ضروري اخر مره شافت فيها يسرا او كلمتها امتى ؟
عمر : هو في حاجه ولا ايه ؟
زينب : اه يا ابنى ، يسرا مختفيه من امبارح الصبح ، منعرفش عنها حاجه لا رجعت ولا اتصلت ، ياريت تسأل اختك عنها
عمر محاولاً السيطرة على نفسه : لا هى اختى مشفتهاش لانها بقالها فتره بره القاهره ولسه راجعه النهارده الصبح
زينب : طيب يا ابنى متشكره
عمر : طيب لو سمحتى ، انتوا مبلغتوش
زينب : احنا كنا مستنين يمكن ترجع بس باباها نزل يبلغ
عمر : ياريت لما ترجع بالسلامه تطمنونا عليها
زينب : ان شاء الله

اغلقا الهاتف سوياً ، انهار عمر تماماً ، تحكم الشيطان بـ خيالاته ، جلس على اقرب مقعد وظل يكرر هامساً "يعنى ايه !! يسرا ضاعت ؟ خلاص كده راحت منى"
افاق عمر سريعاً من صدمته واخذ مفاتيح سيارته وحاويه نقوده واعتذر الى جين وغادر منزلها سريعاً قاصداً منزل نور حمدان ولكنه لم يجده ولم يجيبه احداً من الحرس المتواجد خارج الڤيلا اجابه واضحه
ترك عمر ڤيلا حمدان واتجه الى احد اقسام الشرطه حيث ان ضابط المباحث صديق شخصي الى عمر والذى اخذ منه جميع بيانات يسرا ومواصفاتها ووعده انه سيبذل قصارى جهده في ايجادها
صف عمر سيارته على جانب الطريق لانه لم يعد قادراً على التحكم في القياده
لم يعرف لماذا بكى ؟ هل لانه يشعر انه السبب فيما حدث الى يسرا ؟ ام لانه تركها وهو يعلم احتياجها له ؟ ام لانه لا يتوقع ان يحدث مكروهاً لـ يسرا ؟ لا يتخيل انه فى يومٍ من الايام سـ يستيقظ لـ يجد يسرا ليست موجوده 
نعم هو ليس معها الان ولكنه يراقبها من بعيد ، يتابع كل اخبارها ، يتتبعها كثيراً ، يعلم انه في يومٍ ما سيكون معها مره اخرى ، فـ مهما حدث بينهما لا توجد حياه بدونها ، هو فقط كان ينتظر ان تعود يسرا الى صوابها ، ان تتأكد ان ما قاله لها هو الصواب وان افعالها هى الخاطئه ، طال انفصالهما ولكنه كان على يقين انهما سـ يعودان قريباً حتى وان طال الانفصال
كان العالم يضيق بشدة حول عمر ، كانت الروئيه بالنسبه له ضباب ، شعر فجأه ان العالم فارغ من حوله
انهك الانفصال الاصغر عمر ولكن الانفصال الاكبر سـ يقضى عليه 
الانفصال الاصغر كان باختياره
اما الانفصال الاكبر فُرض عليه
الانفصال الاصغر كان مستعداً له لانه يعلم ان يسرا بخير
اما الانفصال الاكبر غير مستعد له على الاطلاق لانه خطف يسرا على غفله
وجع والم وقهر وحسره وبكاء تملك من عمر
__**__**__
بـ مجرد ان نُقلت يسرا الى المشفى بـ واسطه نور حمدان قام الطبيب المختص بـ فحصها وعلى اثر هذا الفحص حُجزت يسرا في العنايه الفائقه لانها اصيبت بـ انهيار عصبى وهبوط حاد في الدوره الدمويه ادى الى اصابتها بـ اغماء تام ، ايضاً هناك سبباً نفسياً جعل يسرا تغيب عن الوعى وكان ذلك السبب هو الخوف الشديد الذى جعلها تهرب من العالم ، كذلك الخوف كان عائقاً لـ تدفق الدم من قلبها الى باقى اعضاء جسدها جيداً
كان حمدان قلق عليها جداً ، كان يشعر وانه السبب فيما حدث لها ، كان يود ان يقتل رمزى علام الذى اقحمها عنوة فيما بينهما 
لم يكن يعرف حمدان انه عاشقاً لـ يسرا الى هذا الحد ، فـ ربما لو كانت فتاه غيرها لـ كان سمح الى رمزى ان يغتصبها بل وربما كان ساعده على ذلك ولكنه لم يتحمل مجرد اقتراب علام لها ، لم يتحمل ان يرى ضعفها ، ذلها ، خوفها ودموعها ، كان قلبه متشرطاً من شده المه عندما رآها
تذكر حمدان عائله يسرا التى بالتأكيد قلقه جداً على يسرا الان ، لم يعرف ماذا يفعل ولكن جائته فكره وهي ان يعطى رقم هاتف احداً من عائلتها الى استقبال المشفى كى يتصلا بهما ، قام حمدان بـ تفتيش حقيبه يد يسرا لـ يجد الهاتف فيها ولكنه مغلقاً نظراً لـ ضعف البطاريه ، وجد ايضاً داخل الحقيبه شاحن الهاتف قام بتوصيله ثم فتحه لـ يجده مغلقاً بـ بصمه اليد ، ذهب الى الطبيب وطلب منه ان يقوم بـ وضع اصبع يسرا على الهاتف كى يُفتح حتي يحصل على رقم احداً من عائلتها وبالفعل قام الطبيب بذلك حتي فتح قفل الهاتف ، اخرج حمدان رقم والد يسرا واعطاه الى الاستقبال والذى بدوره هاتفه واخبره ان ابنته ترقد في المشفى

لم يعرف كيف وصل قاسم الراوى ووالدته الى المشفى ، لم يكن يستوعب ان ابنته ترقد في العنايه الفائقه ، شعر بـ انه المُذنب 
وصلا الى المشفى وقابلا الطبيب المسئول عن يسرا

قاسم : يسرا بنتي مالها يا دكتور
الطبيب : هى عندها انهيار عصبي حاد خدتله حقنه مهدأه وعندها هبوط حاد في الدوره الدمويه
قاسم : وده من ايه ؟ كل ده حصلها من ايه ؟
الطبيب : مفيش سبب معروف حتى اغمائها اسبابه نفسيه اكتر من انها عضويه ، حتي الاستاذ اللى جابها مفدناش بـ اى حاجه
قاسم : استاذ مين ؟
الطبيب : مش عارف والله ، حضرتك ممكن تلاقى بياناته فى الاستقبال
قاسم : تمام ، طيب هي كويسه ؟
الطبيب : متقلقش هي بخير 
قاسم : طيب هي في العنايه المركزه ليه ؟
الطبيب : لانها في حاله اغماء تام ، لازم اعضائها تفضل متصله بالاجهزه لانها لما جت كان تقريباً النبض هيقف بس اطمن هي بقت كويسه
قاسم : متشكر

ذهب قاسم الى استقبال المشفي لـ يقوم بـ دفع الحساب ويسأل عن ذلك الشخص الذى اتى بـ ابنته الى هنا

موظف الاستقبال : الحساب مدفوع يا افندم
قاسم باستغراب : مدفوع !! مين دفعه ؟
موظف الاستقبال : الاستاذ اللى جاب الانسه للمستشفى هنا
قاسم : استاذ مين ؟
موظف الاستقبال وهو ينظر الى شاشه الحاسوب : اسمه نور حمدان
قاسم متسائلاً في همس : مين نور حمدان ده !! (موجهاً كلامه الى موظف الاستقبال) مفيش اي بيانات تانيه عنه ؟
موظف الاستقبال : اه ، الرقم القومى ورقم موبايله
قاسم : طيب لو سمحت اكتبهملى
موظف الاستقبال : حاضر يا افندم
قاسم محدثاً ذاته : نور حمدان !! الاسم ده مش غريب عليا ، انا حاسس اني سمعته قبل كده !!
__**__**__
كانت كاميليا توفيق خارج المنزل بعدما اخبرت ابنها انها ستبقى اليوم مع اخيها وعائلته ، عادت ليلاً ودخلت الى شقتها لـ تجدها مظلمه ، اضاءت الانوار لـ تجد عمر ومى جالسين على مقعدين مجاورين وملثمين يقفا خلفهما  يصوبان الاسلحه الناريه على رأسهما بعدما قاما بـ ربطهما في المقاعد التى يجلسان عليها
صرخت كاميليا ولكن اشار لها احد الملثمين الا تحدث صوتاً وقال لها " صوتك لو على هـ نخلص عليهم" ، صمتت كاميليا وانهمرت الدموع من عينيها واشار لها احدهما ان تجلس

كاميليا بصوتٍ مرتعش : انتوا مين وعايزين من ولادى ايه ؟
احدهما : احنا مش عايزين من ولادك حاجه ، عايزين منك انتِ
كاميليا : لو عايزين فلوس او دهب  اجيبلكم كل اللى املكه بس سيبونا من غير ما تأذونا
الملثم : متخافيش ، احنا مش هنأذيكى ، احنا هنأذيهم هما 
كاميليا : ليه ، هما عملوا ايه ، خدوا كل اللي نملكه بس سيبونا واحنا مش هنبلغ عنكم صدقوني وسيبوا ولادى او خدونى انا مكانهم ، دول لسه صغيرين
الملثم : واضح انك مش قاريه الموقف صح 
كاميليا : موقف ايه ؟
الملثم : احنا مبوعتينلك من حد غالى عليكى ، باعتنا نخيرك بين ده (واشار الى عمر) او دى (واشار الى مى)
كاميليا : يعنى ايه ؟
الملثم : يعنى نقتل واحد منهم وده اللى انتِ هتختاريه
كاميليا : اختار بينهم ازاي ؟ مقدرش استغنى عن حد فيهم ، اقتلونى انا وسيبوهم يعيشوا ، مالحقوش يفرحوا بـ شبابهم
الملثم : انا عليا تنفيذ الاوامر ، هتختارى مين ؟
كاميليا بـ بكاءٍ شديد "مش هعرف اختار ، مش هقدر" 

حقاً ، كيف لـ انسان ان يختار بين ان تُسلب روحه او ينتزع قلبه من جسده ، اختيار صعب جداً بين عذابين ، كلاً منهما مؤلم
نعم ، كاميليا لا تستطيع الاختيار بين ابنها ، فلذه كبدها وبين اقرب فتاه لـ قلبها والتى كانت تلقبها دائماً بـ "إبنة قلبى" 
صوب الملثمين اسلحتهما نحو رأسي عمر ومى
كانت مى تبكى بحرقه شديده ، كانت خائفه بشده ، خائفه على نفسها وعلى عمر وعلى كاميليا ، كانت خائفه ايضاً ان تختار كاميليا الا يقتل عمر وكانت تخشى ايضاً ان يُقتل عمر
اما عمر لم يكف عن المقاومه منذ تلك اللحظه التى عاد فيها الى المنزل لـ يجد هذان الملثمان يحاولان  تقييد مى ، من شده قوة عمر قام احدهما بـ ضربه على رأسه بـ مؤخره السلاح لـ ينزف عمر ويغشي عليه
نظرت كاميليا الى عيني عمر ومى ، لا تعرف مَن تختار ، بـ مَن سوف تضحى ، كانت عيني عمر تقول لها "ضحى بى" اما عينى مى تتوسل اليها "الا تضحى بها والا تضحي بـ عمر" ، نظرت بـ عينيها الدامعه ، المنهارة ، المشتته اليهما ، تنهدت بألم كاد ان يشق صدرها ، شعرت وان الدم تجمد في عروقها ، شعرت وان قلبها توقف ، اغمضت عينيها وتخيلت حياتها بدون عمر ، قال عقلها لها "حياة بدون عمر !! وهل هناك حياة بدونه ؟ هل ينبض قلبك فى غيابه !!" وتخيلت ايضاً حياتها بدون مى ، خاطبها عقلها قائلاً "مى !! ابنه قلبك ، اختك وصديقتك وكاتمه اسرارك ، هل هناك حياة بدونها !!"
قطع خيالاتها صوت احد الملثمين قائلاً "واضح ان الاختيار صعب اوى عليكى ، هريحك واختار انا" ، ثم قام بالضغط على الزناد لـ تخرج رصاصة من سلاحه وتصرخ كاميليا بكل قوتها ....

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى