Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 25 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل التاسع)

الفصل التاسع

تجمعت عائلة قاسم الراوى بعد تناول وجبه الغداء فى شرفة المنزل التى تطل على البحر الابيض المتوسط لـ يحتسوا الشاى سوياً ويستمتعوا بالهواء الطلق والمشهد الساحر
دلف فهد الى غرفته تاركاً عائلته متجمعه ، جلس على تخته ونظر الى الاعلى ، تذكر ذلك اليوم المشئوم الذى فُصل فيه من الكلية الفنية العسكرية ، تذكر ذلك الموقف الذى تعرض فيه الى ظلم بين 
تذكر زميله الذى كان يتعاطى المخدرات اثناء تواجده فى الكلية ، زميله الذى لم يستطع فهد ان يخبر احداً بأمره بسبب امانته ان هذا سراً بينه وبين زميل الدراسة ولكنه لم يك يعلم ان زميله طعنه فى ظهره حيث كان يخبأ المخدرات تحت خزانة فهد الخاصة به فى مقر اقامته فى الكلية
لم يكن يعرف ان التفتيش سوف يصل اسفل الخزانات الخاصة بالطلاب ولكنه احتياطاً وضعه تحت خزانة احداً غيره وحدث ما لم يتوقع حدوثه ، تم تفتيش مقرات الطلاب بأكملها بما فيها اسفل الخزانات والاسره ووجدوا المخدرات اسفل خزانة فهد ، انكر فهد انه يمتلكها او انه يتعاطى المخدرات من الاساس ولكن لم تنجح محاولاته فى الانكار او الدفاع عن نفسه ، تحول للتحقيق ومن ثم فُصل من الكلية ولم تنجح محاولاته فى استعادة حقه المسلوب منه ، لم تنجح تلك القضايا التى رفعها ، لم يُعترف بـ تحليل الدم الذى اثبت ان دم  فهد خال تماماً من المخدرات ، اصاب فهد الاكتئاب واليأس ، اتهمه والده فترة طويلة انه مدمن للمخدرات ولم يكن يوماً كذلك ، لم تتوقف نظرات وكلمات اللوم والعتاب والتوبيخ الا بعد تحليل الدم 
تعرض فهد لـ ظلم من جميع الاطراف ادى الى ضعفه وشعوره باليأس والاحباط وبسبب كل هذا ادمن فهد المخدرات 
بدأ فهد بـ تدخين السجائر اولاً ثم دخن السجائر المحشوة بـ نبات الحشيش وتحول تدخين الحشيش الى شمه ووصل فهد الى اصعب المراحل واخطرها حين بدأ فى تعاطى مخدر الهيروين عن طريق الانف
تذكر فهد كل ما اوجعه فى حياته ، دمعت عينيه الخضراوتين الذابلتين ، بسط يده فى جيبه واخرج جرامين هيروين كان قد احتكما عليهما مؤخراً ، اعد عدته لـ تعاطى جرام منهما وبالفعل تعطاه ، لم يشعر فهد بتلك النشوى التى مُفترض ان يشعر بها بعد تعاطيه للمخدر لذلك اخذ الجرام الثانى وبدأ يشعر بتلك النشوى التى تنسيه عالمه بما فيه
لم يشعر فهد بتلك الطرقات التى كانت تدق على الباب وبسبب عدم شعوره دخل الطارق وكانت نادية والدة فهد والتى عرفت ان ولدها تعاطى مخدر منذ دقائق قليله جداً ، دلفت الى الغرفه واحكمت اغلاق الباب 

نادية : فهد ، انت رجعت تانى يا فهد ، يالهوى لو ابوك عرف
فهد : ماما ، فكك
- فكك !! (قالتها نادية باستغراب)
فهد : اه ، انا دلوقتى مبسوط سبينى فى حالى بقى انتِ وجوزك
نادية : وانا اللى كنت فاكرة انك اتغيرت وهتكمل علاجك
فهد : طيب
نادية : ربنا يهديك يا ابنى

خرجت نادية من غرفة فهد وفتحت الباب لـ تجد قاسم واقفاً خلفه ، ارتبكت كثيراً ، كانت لا تريد ان يعرف قاسم ان فهد عاد للتعاطى مرة اخرى ولكن لـ سوء الحظ كان قاسم سمع ما دار بين فهد ونادية

نادية : قاسم !!
قاسم : فهد بيعمل ايه ؟
- مـ مـ مـفيش ، ده ده هينام شوية (قالتها نادية متلعثمه)
قاسم : شرب حشيش تانى !! صح
نادية : لا
قاسم : عدينى
نادية : سيبه ينام يا قاسم
قاسم : وسعى يا نادية

ازاحها قاسم ودخل الى غرفه فهد واوصد الباب خلفه

قاسم : انت كنت بتعمل ايه ؟
- مكنتش بعمل حاجة (قالها فهد بـ لامبالاه واستهترار)
قاسم : كلمنى زى ما بكلمك ، شربت حشيش تانى !!
فهد : لا ، بودرة
قاسم : لو عايز تموت وتستريح وتريح قولى وانا اموتك (وصفعه قاسم على وجهه)
نادية متوسله : لا يا قاسم متضربوش عشان خاطرى ، ابوس ايدك متضربوش افتح الباب 

كانت توسلات نادية قادمه من خارج الغرفه وناول قاسم فهد الصفعه الثانية وفهد لم يحرك ساكناً لانه لم يكن يشعر بتلك الصفعات من شدة استرخاء جسده نتيجه لـ تعاطى المخدر ولكنه لم يظل تحت قسوة والده كثيراً ، ترك الغرفة بل ترك المنزل بأكمله مغادراً اياه
جلس قاسم على مقعد متواجد بالغرفه ، كان حزيناً بشدة لما يفعله ولده وما فعله هو بـ ولده ، دخلت نادية عليه الغرفه والدموع تتساقط من عينيها

نادية : ليه ضربته !! معدش ينفع فهد يتضرب يا قاسم
قاسم : انا عمرى ما مديت ايدى على حد من اخواته
نادية : واشمعنى فهد !! اشمعنى فهد اللى جاى عليه فى كل حاجة
قاسم : فهد الوحيد اللى بيخرجنى عن شعورى
نادية : حرام عليك بقى ، ضيعت الولد
**__**__**
فى احدى المناطق الجديدة بـ مصر الجديدة جلس رجل يُدعى هاشم غُنيم فى حديقة ڤيلا فخمة تتكون من ثلاث طوابق تتوسط حديقه واسعه بها مسبح
هاشم غُنيم من عائلة لم تكن بأكملها ثريه ، كان ابناً لـ رجلاً يُدعى فوزى غُنيم ، لم يكن ثرياً ولكنه انجب سبعاً من الابناء من بينهما هاشم ، انفق كل ما يملك فقط فى تعليم ابنائه ، كان اربعاً من الاخوه اثرياء نظراً لتوفقهم العلمى وذكائهما وزواجهما من سيدات ذات عائلات ثرية وكان ثلاثة من الاخوة فى مستوى مادى عادى او اقل قليلاً وكان من بينهما هاشم غُنيم
هاشم غُنيم ، يقترب الى منتصف الستين من العمر ، كان ذو ملامح حادة ، قوية ، عابسه ، اغتنى هاشم غُنيم منذ حوال ربع قرن ولم يعرف احداً سر ثرائه الفاحش حتى الان
كان له ثلاث من البنات ، زينة الابنة الكبرى ذات الخمسة وعشرون عاماً ، هدير الابنة الوسطى ذات الثلاثة وعشرون عاماً وهديل الابنة الصغرى ذات العشرون عاماً
نادى هاشم غُنيم ابنته الكبرى زينة بـ اسمها والتى كانت متجهة خارج الڤيلا ، جاءت اليه وجلست على مقعد مقابل للاريكه التى يجلس عليها

هاشم : رايحه فين ؟
زينة : خارجة مع اصحابى
هاشم : مقولتيش يعنى ؟
زينة : متعودتش ان حضرتك تسأل وانا متعودتش اقولك قبل مانزل

لم يهتم هاشم كثيراً بـ كلام ابنته لانه تعود منها على تلك الكلمات ، اخرج ظرفاً من جيبه يحوى مبلغاً من المال ووضعه على المنضدة التى تفصل بين الاريكه التى يجلس عليها وبين المقعد الذى تجلس عليه زينة وكانا يجلسان امام المسبح ، نظر الى الظرف ثم الى ابنته اشارة منه الى ان تخذه ، نظرت زينة بـ طرف عينيها ثم وجهت بصرها الى والدها

زينة : ايه ده ؟
هاشم : ظرف وفيه فلوس
زينة : ايوة ليه ؟
هاشم : وديه ملجأ الاطفال اللى انا متعود اوديلهم كل شهر
زينة بنبره استخفاف وابتسامة استحقار : ملجأ الاطفال !! طيب
هاشم : مالك ؟
زينة : مماليش
هاشم : اتكلمى يا زينة 
زينة : انت متخيل ان كده ربنا هيسامحك
هاشم : وانتِ متخيله ان ربنا غضبان عليا
زينة وقد نهضت من مقعدها : لأنى مش ناسية انك ابويا فـ مش هعرف اقولك انا متخيله ، بس ياريت يا بابا تبص للدنيا من حواليك ، تبص ليا ولاخواتى البنات تشوف حصلنا ايه ، جايز تعرف ربنا غضبان عليك ولا لا وعموماً (تناولت الظرف من على المنضدة) انا هودى الفلوس لـ الملجأ لان مهما كان ده خير انت بتعمله محبش انك تمنعه
 هاشم : كل ده ومش ناسيه انى ابوكى !! امال لو ناسيه ؟
زينة : عن اذنك يا بابا

وتركته زينة وذهبت الى چراچ السيارات المتواجد داخل سور الڤيلا ، تناول هاشم سيجارة من العلبة الموضوعه على المنضدة ودخنها رغم تحذيرات الاطباء له بـ عدم التدخين ولكنه كـ عادته لم تهتز له شعره جراء كلمات ابنته التى تبدو قاسيه نوعاً ما
**__**__**
جلست مى مع كاميليا فى شرفة منزل كاميليا ، كان اغلب حديثهما يدور حول عمر وحول حب مى لـ عمر ، كانت كاميليا تريد ان تنهى ذلك الحب الذى تملك قلب مى ولكنها لا تعرف الطريقة ولكنها قررت ان تحدثها عن حب عمر لـ يسرا وتمسكه بها ربما ذلك يجعلها تفقد الامل قليلاً 

مى : هو انتِ شوفتى يسرا قبل كده ؟
كاميليا : مرة واحدة 
مى : بس !!
كاميليا : اه
مى : غريبه يكونوا مرتبطين ببعض الارتباط ده كله وعمرها ما حضرت اى مناسبه خاصة بالعيله
كاميليا : عمر بيخاف على يسرا وسمعتها جداً ، يخاف تحضر اى مناسبه خاصه بالعيله الناس تستغرب وتسأل لان لسه مفيش ارتباط رسمى
مى : هما ليه متخطبوش لحد دلوقتى ؟
كاميليا : عمر عايز يسرا تعيش سنها من غير مسئوليات جواز
مى : انا بقول خطوبة
كاميليا : مش عارفه والله يا مى ايه وجهة نظر عمر فى تأجيل الخطوة دى
- يارب يسيبوا بعض (قالتها مى بصوت هامس)

رن هاتف مى وكان المتصل صديقتها زينة ، تعتبر زينة الصديقة الوحيدة الى مى ، تعرفا منذ حوالى عامين ، صدفه غريبه جداً جمعتهما ، لا احد يعلم هل هى صدفه خلقها القدر ام انها صدفة مُختلقه من واحدة منهما ولكنهما فى النهايه اصبحتان صديقتين مقربتين
دائماً كانت زينة تزور مى فى منزلها ولكنها لم تكن تستقبل مى فى ڤيلتها ربما لان زينة لا تحب البقاء فى منزلها كثيراً
اخبرت مى اختها كاميليا انها ستغادر منزلها لان صديقتها تنتظرها بالاسفل وبالفعل ذهبت مى الى شقتها ووجدت زينه تنتظرها امام الباب ، تصافحا بحفاوة شديدة وقاما بعمل قدحين من النسكافيه ووقفا سوياً فى احد الشُراف

زينة : هو انتِ ليه سيبتى بيت اختك كاميليا ، بتهيألى مكنش ليها لازمه تشتروا شقة تانيه كان ممكن تعيشوا سوا
مى : لما كاميليا اختى اتجوزت وبابا اتجوز ماما اخد شقة فى نفس العمارة اللى فيها كاميليا عشان يبقى قريب منها ، من حبه فيها وبابا اتوفى وروحت عشت مع كاميليا وماما سابتلى الشقة دى بعد ماتجوزت
زينة : مامتك لسه عايشه ؟
مى : هاه !! لا ماتت
زينة (بعدما اخذت رشفه من النسكافيه) : طيب برضه ليه مفضلتيش عايشه مع اختك
مى : معرفش بس مع الوقت حبيت استقل
زينة : واخبار عمر ايه ؟
- عمر ابن كاميليا !! (قالتها مى بنبره استغراب)
زينة : هو فيه غيره ؟
مى : اشمعنى بتسألى عنه ؟
زينة : هو انا ليه بحس انك بتغيرى عليه كأنه جوزك ، وعموماً انا بسأل عادى يعنى ، انتِ مبتبطليش كلام عنه بس النهاردة مجبتيش سيرته
مى : بغير !! كأنه جوزى !! لا طبعاً ايه اللى بتقوليه ده
زينة : ما تعرفينى عليه يا مى
مى : انتِ معجبه بيه ولا ايه ؟
زينة : هو على كلامك يعجب اى واحدة يعنى عجبنى بنسبه ٢٠٪ بس حابه اتعرف عليه يعنى
مى : مش هتقوليلى ايه الخلاف اللى بينك وبين باباكى

تركت زينة قدح النسكافيه على منضدة متواجده فى الشُرفه  ثم جلست على مقعد موازى للمنضدة وتنهدت تنهيدة شقت صدرها من شدة الالم الذى تشعر به ، لاحظت مى تغيرها فـ جلست امامها وتركت كوبها

مى : فى ايه ؟
زينة : اللى انا حساه صعب اوى يا مى
مى : فهميني طيب
زينة : انا واحدة من البنات اللى بتعشق ابوها ، واحدة من اللى شافوا ان ابوها ربنا مخلقش ولا هيخلق زيه ، كان مثلى الاعلى ، كان هرم عالى شامخ مفيش قوة تهزه (تنهدت واكملت) بس كل ده فى لحظة واحده انهار
مى : ليه انهار ؟
زينة : عشان قررت ابقى ورا الكواليس ، قررت اقرب اكتر واكتر واشوف الصورة واضحه وكامله ، شوفت اللى مينفعش اشوفه
مى : زينة ، انا مش فاهمه اى حاجة
زينة : ممكن نغير الموضوع
مى : بس انا عيزاكى تتكلمى ، عيزاكى تخرجى اللى جواكى
زينة : لو ينفع اخرجه كنت خرجته من زمان
مى : زى ما تحبى يا زينة مش هضغط عليكى
زينة : هو عمر مرتبط ؟
مى : اه ياختى ، مرتبط بواحده اسمها يسرا ، بت ثقيله ورخمه
زينة : انتِ تعرفيها ؟
مى : ولا عمرى شوفتها
ضحكت زينة ضحكه عالية : هههههه امال بتقولى ثقيله ورخمه ليه ؟
مى : لانه بيكون مبسوط يوم ومتنكد عشره
زينة : ربنا يصلحله الاحوال يارب


اكملا زينة زمى جلستهما وبعد فترة ليست بالقصيره غادرت زينة منزل مى واستقلت سيارتها المصفوفه بجانب الطريق وظلت فيها فترة قليله من الزمن حتى رأت عمر يدخل الى باب البنايه المقيم بها ، رأته ونظرت اليه بشغف وحب شديدين 
كانت زينة عاشقه لـ عمر ، تعشق حديث مى عنه ، تعشق ان تراه حتى ان كان هو لا يراها او ربما لا يعرفها وان عرفها لن يتذكرها ، ولكنها عاشقه لكل تفصيله فيه 
**__**__**
عاد فهد الى المنزل الساعه العاشرة مساءاً ، كان يتأرنح قليلاً ، كان غير متزن وكلامه مبهم 
كانت زهرة تنتظره فى شرفة منزلها ورأته وهو يدخل الى البناية فـ خرجت من منزلها وصعدت الى المصعد الكهربائى ونزلت الى اسفل البناية لـ علمها بأن فهد ينتظر المصعد الكهربائى ، فتح فهد باب المصعد لـ يجد زهرة امامه

فهد : زهرة ؟
زهرة : كنت فين ؟
فهد : خير يا زهرة على المسا
زهرة : خير انت !! انت مش الضهر قولتلى هتغدى واكلمك عشان ننزل ونقعد فى مكان هادى ونذاكر سوا
فهد : جانى مشوار مفاجئ
زهرة : مشوار ايه ؟
فهد : يوووووه ، مبحبش الاسئلة الكتيره
زهرة : طيب انت شربت حاجة النهاردة
فهد : اه ، عايزة حاجة تانيه
زهرة : لا شكراً
فهد : العفو ، اتفضلى بقى اطلعى
زهرة : لا انا خارجه
فهد : خارجة فين الساعة دى ؟
زهرة : مالكش دعوة 

وتركته زهرة وخرجت خارج البناية وفهد خلفها محاولاً ايقافها عن السير

فهد ممسكاً بها من ذراعيها : استنى يا بت انتِ
زهرة وهى تخلص ذراعيها : متقوليش بت
فهد : فى ايه ؟
زهرة : فى ايه انت ، انت مش قولت انك هتنتظم فى الكلية وهتحاول تبطل
فهد : انا اسف
زهرة : واسفك ده هيصلح كل اللى اتكسر ، هيطمنى عليك يا فهد
فهد : يا زهرة انا تعبان
زهرة : وانا تعبانه اكتر منك ، تعبانه منك وتعبانه عشانك ، انت ليه بتعمل فيا كد ؟ مش صعبانه عليك ؟ مش صعبان عليك مامتك ؟ 
فهد : انتوا اكتر اتنين واجعين قلبى
زهرة : لا ما هو واضح
فهد : حسى بيا بقى
زهرة : حس انت يا فهد ، حس بأى حاجة او اى حد حواليك ، اقولك حاجة ومتزعلش ، انت بقيت جماد بيتحرك ، ملامح وشك جامده مفهاش اى مشاعر ولا تعابير ، لمسة ايدك اللى كانت بتخلينى اطلع لـ سابع سما مبقتش بحسها ، انت بقيت تلاجه
فهد : سبينى يا زهرة
زهرة : انت فاكر انى مبسوطه انى مش قادرة اسيبك !! فاكرة انى فرحانه انى مش عارفه ابعد عنك !! انا موجوعه يا فهد ، اقل وعد وعدتنى بيه محققتهوش
فهد : انا يا زهرة !! انا عمرى خلفت بوعدى ليكى ؟
زهرة : وعدتنى انك هتخلينى مبسوطه ومتطمنه ، وانا لا مبسوطه ولا متطمنه ، انا دايماً خايفه ، واكتر حاجة ممكن تموت الواحدة بالبطئ احساسها بعدم الامان مع الراجل اللى حبيته واخترته

غادرت زهرة الشارع ودخلت الى البنايه وعادت الى منزلها اما فهد فـ جلس على احد الارصفه المتواجدة فى الشارع وتساقطت الدموع من عينيه واخرج علبه تحوى السجائر الخاصه به وسحب منها واحده وشرع فى تدخينها
**__**__**
تقابلا نور ويسرا فى ڤيلا نور حمدان ،  لم يتقابل يسرا ونور ولم يتكلما منذ ذلك العرض الذى عرضه عليها نور وهو عرض الزواج ولكن اليوم هاتف نور يسرا وطلب مقابلتها وحددا الزمان والمكان
جلس على مقعدين متقابلين يفصل بينهما منضدة ، كانا يجلسان فى حديقه ذات رائحه ذكيه ومشاهد بديعه

نور : انا بحب اقعد هنا جداً ، بحس باسترخاء
يسرا : الجنانين عموماً بتدى احساس بالاسترخاء
نور : عندك حق
يسرا : ليه طلبت تقابلنى النهارده ؟
نور : ايه ده !! انتٍ كنتى ناوية متقابلنيش تانى
يسرا : لا مش قصدى بس ........... (وصمتت)
نور : انا مطلبتش اقابلك عشان اكلمك فى العرض الاخير ، انا طلبت اكلمك عشان نتفق على العرض الاول
يسرا : مش فاهمه
نور : العرض الاخير اللى هو الجواز اما العرض الاول اللى هو التمثيل
يسرا : انا قررت امثل
نور : واهلك ؟
يسرا : همثل من وراهم
نور : ده اللى هو ازاى ؟ ده فيلم يعنى هيبقي فيه برومو هينزل على التلفزيون ، يعنى هيبقى فيه افيش متعلق على كل السينمات وفى اماكن تانيه عليه صورتك
يسرا : انا فاهمه كل ده ، بس انا قصدى مش هقولهم انى همثل الا لما امثل فعلاً ، يعنى يعرفوا بعد ما امثل ، بعد ما اثبتلهم انى موهوبه وان المجال ده كويس وانى هعمل ادوار كويسه
نور : امممممممم
يسرا : ايه ؟
نور : مش مقتنع
يسرا : ليه ؟
نور : خلينا نفترض ان والدك عرف انك بتمثلى قبل ما تكملى الفيلم للاخر ، تفتكرى ايه الاحداث اللى هتحصل ؟
يسرا : هو اكيد مش هيعدى الموضوع بسهوله
نور : هتقدرى تكملى الفيلم بعد ما يعرف 
يسرا : مظنش عشان كده بقول يعرف بعد ما امـ..............
نور مقاطعاً : العقد اللى هتمضيه هيبقى فيه شرط جزائي كبير جداً ، يعنى لو سيبتى الفيلم قبل ما يخلص هتدفعى فلوس كتير ولو فكرتى متدفعيش رمزى علام هيلعبك على الشناكل
يسرا : انت ليه كل ما اقرر واطمن تخوفنى ؟
نور : انا بحاول اوضحلك الصورة كامله ، عشان انتِ غاليه عليا ويهمنى امرك مش عايزك تقعى فى مشاكل ولا تتورطى
يسرا : كأنك بتقولى اتجوزيني عشان متوقعيش فى المشاكل
نور : انا مقولتش كده ، ومفتحتش موضوع الجواز اصلاً
يسرا : انا قولت كأنك
نور بابتسامته البارده : انتِ بس بتفسرى الكلام على مزاجك

قام نور من مقعده لـيتمشى فى الحديقة المتواجده فى ڤيلته وقامت يسرا خلفه لتتمشى معه

يسرا : انت ليه طلبتنى للجواز ؟

رغم سماع نور لـ السؤال الذى طرحته يسرا الا انه تجاهلها وتجول فى الحديقه ثم وقف فجأة ونظر الى يسرا

نور : بِـ رغم فرق السن ، المشاكل اللى ممكن تواجهنا لو وافقتى تتجوزينى ، انى شوفتك صدفة ، انك فى نظر ناس كتير بنت عادية الا انى حبيتك وحابب اتجوزك (صمت لـ ثوان واستطرد حديثه) الا ان لو مش عايزة فـ عادى كأنى مطلبتش اتجوزك (واكمل حديثه بابتسامته الباردة التى لا تفارقه)
يسرا بارتباك : هنمضى العقد امتى ؟
نور : فى ڤيلا رمزى علام ، هحددلك معاد معاه واكلمك
يسرا : تمام

خرجت يسرا من ڤيلا نور حمدان بعدما اتفقت معه على انها سوف تقوم بـ اداء الدور بدون علم عائلتها واتفقا ايضاً على تعديل بعض المشاهد الجريئه 
همت يسرا لـ تركب سيارتها ، فتحت باب السياره ووجدت يد قويه تغلقه ، نظرت لـ تجده عمر ، كان وجهه عابساً ، كانت ملامحه لا تحمل اى تعابير سوى الغضب والحقد

يسرا : عمر !!
عمر : كنتِ بتعملى ايه فى الڤيلا دى ؟
يسرا : انـ انـا كـنـ كنت .........
عمر مقاطعاً : هى وصلت انى اجيبك من شقق و ڤلل
يسرا : لا يا عمر متفهمش غلط
عمر : مفهمش غلط ازاى ؟ خارجة بالليل من ڤيلا فى مكان مفهوش صريخ ابن يومين
يسرا : ثوانى بس يا حبيبى افهمك
عمر : اخلصى
يسرا : دى (تنهدت تنهيدة قوية) دى ڤيلا نور حمدان المخرج
عمر محاولاً السيطره على غضبه : كنتِ عنده بتعملى ايه ؟
يسرا : بتفق معاه على الفيلم اللى هعمله
عمر : انتِ مش كنتِ صرفتى نظر عن الموضوع ده ، جاية تتفقى على ايه بقى ؟
يسرا : انا قولتلك كده بس لحد ما اقرأ الدور ، الدور كويس والله يا عمر ومفهوش حاجة ، قولت امثله وانت لما تشوف قد ايه هو هادف ومحترم هتقتنع 
عمر : ده اخر ما بينا يا يسرا
يسرا وترقرت الدموع فى عينيها : يعنى ايه يا عمر ؟
عمر : قولتلك يوم ما تمثلى يبقى كل واحد فينا يروح لحاله ، انتِ بقى استغفلتينى وقررتى مع نفسك وكمان بتتفقى ، خلصت يا يسرا
يسرا : هتسيبنى ؟
عمر : وبلا رجعة

وتركها عمر وركب سيارته مغادراً تلك المنطقه ووقفت يسرا تراقبه بنظراتها ودموعها الساخنه

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

الأربعاء، 11 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل الثامن)

الفصل الثامن

تراجعت يسرا عن تلك الفكرة الشيطانيه التى قالها لها نور حمدان بشأن خيانة عمر لها ورفضت تماماً أن تكون تلك الفتاة الخائنة بجسدها وقالت لنفسها "حتى لو عمر خانى ده مش مبرر انى اخونه"
ولكنها لم تتراجع مطلقاً عن تأدية ذلك الدور الذى عُرض عليها من قبل نور حمدان وقررت ان تتعاقد معه على هذا الفيلم وفيلمين اخرين وبما ان والدها ووالدتها موجودون فى القاهرة فقررت عرض الامر عليهم بطريق غير مباشر
كانا والديها ذهبا الى غرفة تجمعهما فى منزل أسعد الرواى وعندما قررا ان يخلدا الى النوم ذهبت يسرا اليهما فى غرفتهما لتتحدث معهما بعيداً عن جدها وجدتها ، طرقت الباب وسمحا لها بالدخول

يسرا : نمتوا ولا لسه ؟
نادية : لا يا حبيبتى لسه صاحيين ، تعالى

دخلت يسرا الى غرفة وتمددت بينهما على التخت الذى يجمع بين قاسم وزوجته نادية

قاسم : أنتِ مش كبرتى وطولتى على الحركة دى
يسرا : مهما كبرت فمش هكبر عليكوا اطلاقاً
نادية (وقد احتنضت يسرا) : وحشتينى اوى يا يااس
يسرا : وأنتِ كمان يا ماما ، كلكوا وحشتونى
نادية : مش ناوية بقى ترجعى تعيشى معانا
يسرا : انا شغلى وحياتى ومستقبلى هنا
نادية : بس أهلك مش هنا ؟
يسرا : وأهلى يكرهوا ان بنتهم تشتغل وتنجح وتثبت نفسها
- ربنا يكرمك ويوفقك (قالها قاسم ونادية سوياً)
يسرا : يارب ، المهم انا عايزة رأيكوا فى حاجة مهمه جداً
قاسم : حاجة بخصوص شغلك اكيد ؟
نادية : يارب يكون جايلك عريس
يسرا : يا جماعه اهدوا بقى ، لا كده ولا كده
قاسم : امال ؟
يسرا : لو فى مخرج محترم وعنده فكرة فيلم حلوة اوى بس عايز وجه جديد توافقوا انى اعمل الدور ده
نادية (وقد انتابها الاستغراب) : دور !! انتِ قصدك تمثلى ؟
قاسم : آكيد يسرا متقصدش كده
يسرا : بقولكم مخرج وفيلم ودور ، اكيد قصدى على التمثيل
قاسم : لا انتِ متقصديش كده
يسرا : لا يا بابا انا ........
قاسم مقاطعاً : متقصديش كده يبقى متقصديش كده
نادية : اديها فرصه يا قاسم تفهمنا 
قاسم : الاحسن لها انى مفهمش
يسرا : ليه يا بابا ؟
قاسم (وقد ترك التخت ونظر من نافذه مفتوحه) : يسرا ، مش هتمثلى لا دور محترم ولا غيره ، تمثيل مفيش ، وياريت متفتحيش الموضوع ده ولا حتى على سبيل الهزار

وتركهما قاسم وغادر الغرفة 

يسرا : فى ايه يا ماما ، ماله بابا ؟
نادية : انتِ يعنى متوقعه ايه يكون رد فعله !! 
يسرا : مش للدرجة دى ،انا اول مرة اشوفه كده ، ده وشه قلب ولا كأنى بقوله هشتغل رقاصه
نادية : انا واثقه انك لما فكرتى تعرضى الموضوع عليه كنتى عارفة رد فعله وعارفه ان باباكى وجدك هيقفوا ضدك
يسرا : بس انا كان نفسى امثل
نادية : وهما عمرهم ما هيوافقوا
يسرا : ليه طيب ؟
نادية : هى دى العيلة وهى دى تقاليدها ، انتِ كمان تحمدى ربنا انهم سايبينك تشتغلى الشغلانه دى وانك مش محجبه لحد دلوقتى
يسرا : انا مش فاهمه ايه العيلة الرخمه دى ، ما يسيبوا كل واحد بمزاجه
نادية : ده فى النهايه حب وخوف ، وهتلاقى ان ورا رخامتهم دى مصلحتك

بعد هذا الحوار والجدال مع والدى يسرا ، وبعد رفض والدها بدون نقاش لم تتغير يسرا بل قررت ان تخوض التجربة بدون علم احداً وقررت ان تخوضها فقط لـ تُثبت لهما ان هذا المجال ليس به شبهه وانها ممثلة موهوبه ارادوا دفنها حية
**__**__**
لم يتقابل عمر منذ مدة طويلة مع صديق عمره ورفيقه "مصطفى" والذى جمعته صداقة مع عمر منذ الطفولة استمرت حتى الان ، حب عمر لـ يسرا جعله يكتفى بها حتى صديقه الوحيد لم يكن يقابله او يحادثه باستمرار
فما اقوى هذا الحب الذى يجعلك تترك العالم لأجل مَن تحب ، يجعلك تكتفى فقط به ولكن سيأتى عليك ذلك اليوم الذى تلعن فيه هذا العشق ، ذلك اليوم الذى يختفى فيه مَن تحب لـ تكتشف انك وحيد بدونه والعالم فارغ بدونه ولا أحداً يغنيك عنه
بسبب عدم استقرار علاقة عمر ويسرا وبسبب عدم اطمئنان عمر على مستقبله العاطفى مع يسرا قرر ان يملأ الكون من حوله حتى لا يشعر بفراغه عند اختفاء يسرا ، قرر ان يعاود التواصل مع اصدقائه القدامى خاصةٍ مع مصطفى لذلك قابله اليوم وتناول معه وجبة الافطار

مصطفى : مش عارف اتبسط انى شوفتك ولا ازعل 
عمر : طيب تتبسط وعارف السبب ، تزعل ليه بقى ؟
مصطفى : ان ده حالك
عمر : قصدك ايه ؟
مصطفى : شكلك مهموم وقرفان جداً
عمر : والله من ناحية مهموم وقرفان فانا فعلاً مهموم وقرفان ويمكن اكتر مما تتصور
مصطفى : ليه يا ابنى !! انت ناقصك ايه بس ؟ ده كفاية عليك يسرا
عمر : اهيه يسرا دى اكتر واحدة شيلتنى الهم
مصطفى : ليه بس ؟
عمر : البنات بقى وطيشهم وهبلهم
مصطفى : اه صحيح ، نيللى قالتلى انك كلمتها ورجعتوا تتقابلوا وتتكلموا تانى
عمر : على خفيف يعنى مش زى زمان
مصطفى : وليه !!
عمر : كنت عايز منها خدمة ، قولى انت اللى ليه لسه بتكلمها ، انتوا مش كنتوا فسختوا الخطوبة ولا انا بيتهيألى ؟
مصطفى : لا يا عمنا مش بيتهيألك كل الحكاية اننا فسخنا الخطوبة بس لسه اصحاب
عمر : ده اللى هو ازاى يعنى ؟ 
مصطفى : مش عارف
عمر : انا مستغربك جداً يا مصطفى
مصطفى : ليه ؟
عمر : أنت محبتش نيللى وخطبتها خطوبة والسلام ولما حسيت انك مش قادر تسعدها سيبتها الا انك برضه مش قادر تخرجها من حياتك سايبها كـ صديقه ، مستغرب ازاى حابب وجودها فى حياتك بس مش عايزها زوجه او حبيبة
مصطفى : عشان احساسى بيها من يوم ما عرفتها ، من ايام الجامعه مش اكتر من احساس الصداقة ده ، ما علينا خالتك اتجوزت ولا لسه
عمر : لا لسه
مصطفى : اهيه خالتك دى اغرب منى
عمر : ليه ؟
مصطفى : انت بتأكدلى ان مفيش حد فى حياتها بس وصلت التلاتين ولسه متجوزتش ومبتوافقش على العرسان اللى بيجولها
عمر : عادى يعنى لسه النصيب مجاش ، لسه مالقتش اللى تستريحله كده يعنى
مصطفى : اكتر انسانه اتعلقت بيها وتمنيت اتجوزها
عمر : طيب اهدى شوية انت بتتكلم عن خالتى
مصطفى : مقصدش حاجة وحشة

انفطر قلب عمر بسبب غيرته على مى ، رغم اكتشافه انها ليست خالته ، رغم اعترافها له بحبها ، رغم ان هناك حاجز بُنى بينهما ، رغم كل هذا مازال يحبها ويخاف عليها وينفطر قلبه خوفاً وغيرة عليها ، فـ هو حقاً تمنى ان تتزوج مى من مصطفى نظراً لـ انه سوف يكون مطمئناً عليها بسبب ثقته فى مصطفى وفى امانته وحبه لـ مى الا انها رفضت وتحججت بأن مصطفى يصغرها بـ ثلاث سنوات ولكن قرر عمر ان يعرض عليها الامر مرة اخرى ربما تقبل وربما يتخلص من تأنيب الضمير تجاهها او ربما تنساه ويتعلق قلبها بـ مصطفى
**__**__**
جلس فهد فى شرفة من الشراف المتواجده فى منزل جده أسعد الرواى ، كان يحتضن تلك العلبه التى اعطتها له والدته والتى كانت قد ارسلت له من قبل حبيبته زهرة ، كانت تلك العلبة تحتوى على اسورة وخاتم ودبلة وقلادة مصممة من الكريستال كان فهد اعطاهما الى زهرة واخبرها ان تلك هدية خطبتهما او ما يسمى باللغة الدراجة "الشبكة" ولكنها كانت مؤقته لحين تخرج فهد واستطاعته ان يهديها هدية خطبة من الذهب تليق بها
اعطى فهد تلك المجموعه الى زهرة عندما كانت فى حفل خطبة احد اقاربها وجاءت تحكى الى فهد ما رأته من العريس من رومانسيه وحب تجاه العروس وكانت قد انبهرت زهرة بـ طريقة تقديم العريس هديته الذهبية الى العروس وهنا جاءت الى فهد تلك الفكرة وقدم لـ زهرة الهدية بطريقة اكثر رومانسيه وجنون وعشق من تلك التى قدمها العريس مما ادى الى انبهار زهرة اكثر واكثر 
جلس فهد حزيناً ، شارداً ، يشعر بالضيق بسبب ما سببه لـ زهرة من الم ووجع ، جاء عليه اخيه مهند وجلس امامه على احد المقاعد

مهند : على فكرة زهرة متستحقش ده
فهد : وانا مستحقش كل اللى انا فيه
مهند : بس اللى وصلتله فى الاخر ده اختيارك
فهد : بطل تحكم على الناس من غير ما تعرف هما ليه عملوا كده
مهند : مشكلتك انك فاكر ان محدش حاسس بيك
فهد : لا عارف طبعاً انكم حاسين بيا مقدرش انكر ده عليكم
مهند : امال ايه بقى ؟
فهد (وقد قام من على المقعد ووقف بجوار سور الشرفة) : مشكلتى الحقيقية انى مش فارق معايا انتوا حاسين بيا ولا لا ، مش فارق معايا اى حاجة وللاسف انا مبقتش مستريح الا وانا كده
مهند (نهض هو الاخر ووقف بجوار اخيه) : والله هقولك اعمل اللى يريحك بس لو ده مفهوش ضرر عليك

جاءت عليهما من الخلف والدتهما نادية المنصورى والتى كانت سعيدة جداً بتلك الصداقة التى جمعت بين فهد و مهند مؤخراً حيث كانا هما الاثنين فى شجار دائم

نادية : ايه يا حبايب قلبى بتعملوا ايه ؟
مهند : مفيش يا ماما بنرغى شوية
نادية : ايه ده يا مهند انت لسه ملبستش 
فهد : انتوا ماشيين امتى ؟
نادية : هنفطر ونمشى على طول يا حبيبى
مهند : مش فاهم يعنى ليه نمشى بدرى ما نمشى اخر النهار احنا كده كده معندناش حاجة النهاردة
نادية : اختك عندها درس المغرب
فهد : ماما ، انتوا برضه هتسيبوا يسرا هنا
نادية : ايه المشكلة ؟
فهد : مش قصدى مشكلة بس قعدتها لوحدها كده ملهاش لازمه
نادية : انت شوفت حاجة على اختك يا فهد ؟
فهد : لا طبعاً انا مقصدش كده بس انتوا يعنى شايفين انه امان انها تعيش لوحدها
مهند : ماهى مع جدك وجدتك
نادية : متقلقش عليها يا حبيبى واديك معاها اهو
فهد : لا ماهو انا همشى
- تمشى تروح فين ؟ ( قالها مهند ونادية سوياً بنفس الاستغراب والارتباك )
فهد : هرجع معاكوا اسكندرية
- بجد يا فهد !! بجد يا حبيبى ( قالتها نادية بفرحة كـ فرحة الاطفال )
فهد : اه يا ماما
نادية : طيب هروح افرح باباك

وتركتهما نادية وخرجت وهى تكاد ان يغشى عليها من شدة الفرحة فـ لاول مرة يطلب فهد بنفسه وبـ رغبته وارادته ان يعود للاسكندرية ، فـ دائماً يطلب ان يبقى فى القاهرة واذا عاد يعود غصباً ، ما اسعد نادية ان تلك الرغبه تعنى ان فهد بدأ يتحسن للافضل

مهند : انت شوفت ايه على يسرا ؟
فهد : والله يااد ماشوفت حاجة انا بس خايف عليها من قعدتها لوحدها
مهند : هترجع اسكندرية بس ولا هترجع المصحه كمان ؟
فهد : مش عارف لسه بس انا مش عايز ادخل المصحه
مهند : المهم انك راجع معانا ، دى لوحدها عيد
فهد : ربنا يخلينا لبعض يا مهند 
**__**__**
عاد عمر الى المنزل بعدما انهى عمله ، مر على شقة خالته مى والتى كانت تقف فى الشرفة حتى ترى عمر اثناء عودته ، طرق عمر الباب وكأنما كان يطرق على قلب مى من شدة فرحتها وارتباكها بأن عمر جاء اليها ، فتحت له ودخل عمر وجلس فى الاستقبال ، وكعادة مى منذ ان عرف عمر انها ليست خالته تترك الباب مفتوحاً قليلاً

عمر : عامله ايه ؟
مى : كويسة الحمد لله وانت ؟
عمر : انا بخير
مى : شكلك متغير بقالك فترة ، ميقولش انك بخير خالص
عمر : شوية مشاكل فى الشغل على مشاكل مع يسرا 
مى : على مشاكل مع نيللى
عمر : صدقينى يا خالـ... ، يا مى ، نيللى دى مفيش بينى وبينها حاجة
مى : انا بس خايفه عليك تتورط فى اكتر من علاقة
عمر : متخفيش عليا ، انا جايلك فى موضوع تانى
مى : خير ؟
عمر : مصطفى ، مصطفى الشهاوى صاحبى فكراه
مى : اه فكراه ، ماله ؟
عمر : كنت معاه النهارده وكلمنى النهاردة فى موضوع انه يخطـ........
تقاطعه مى : انا رفضت الموضوع ده قبل كده ، ومظنش ان رأيى هيتغير فيه
عمر : ليه بس ؟
مى : عشان سبب الرفض لسه موجود
عمر : اللى هو ايه ؟
مى : اللى هو انى اكبر منه وانا مش هتجوز راجل اصغر منى

نظر عمر بدهشة واستغراب الى مى لان مى تمنت ان يتزوجها عمر رغم انها تكبره بأربع سنوات ولاحظت مى تلك الدهشة فقامت بتعديل كلامها سريعاً

مى : الا اذا كنت طبعاً بحبه وهو بيحبنى ممكن اتغاضى عن فرق السن ده
عمر : طيب ادى نفسك فرصه تعرفيه جايز مع الوقت تحبيه وتتغاضى عن السن
مى (وقد نهضت من مقعدها) : يالا عشان كاميليا مستنيانا على الغدا ، اسبقنى وانا جاية وراك

فطن عمر ان مى ترغب ان تنهى ذلك الحديث معه ، شعر عمر انه جرحها لذلك غادر سريعاً ، اما مى فـ بكت بحرقة شديدة نظراً لعدم احساس عمر بها فهى لا تريده ان يحبها بقدر ما تريده ان يشعر بها والا يؤذى مشاعرها ، انهت بكائها سريعاً وذهبت لتتناول مع كاميليا وعمر طعام الغداء ، ذهبت لتجد كاميليا فقط وعندما سألت عن عمر اخبرتها كاميليا انه تناول طعامه بالخارج
**
تمدد عمر على تخته وقام بفتح نافذه محادثة الكترونيه عبر احد مواقع التواصل الاجتماعى مع "يحيى بثيونى" وكان يحدثه من خلال الحساب المزيف الذى يحمل اسم "حسام خليفة"

حسام (عمر) : طيب انت متمسك بيها ليه ؟ مش هى عملتلك بلوك من كل حاجة
يحيى : تراهنى انها بنفسها هترجع تكلمنى
حسام (عمر) : لا بقى اسمحلى ، دى لو عملت كده تبقى ******
يحيى : مش متأكد اذا كانت كده ولا لا
حسام (عمر) : غريبة دى مانت قولت انها محترمه
يحيى : لا مبقتش متأكد اوى
حسام (عمر) : ليه حصل منها ايه ؟
يحيى : مش حصل حاجة بقدر مانا حاسس انها شمال
حسام (عمر) : وانت بتحاول معاها عشان كده صح ؟
يحيى : كده اللى هو ايه ؟
حسام (عمر) : يعنى بنت شمال وعايشه فى القاهرة من غير اهلها ، كنتوا مرتبطين يعنى فى مشاعر ، كل دى اسباب ممكن تؤدى الى علاقة اكبر
يحيى : مش هقولك انى مش نفسى لا نفسى ونفسى اوى كمان لكن انا مبخططش عشان يحصل لكن لو حصل انا هبقى مبسوط
حسام (عمر) : تفتكر هى ممكن يجى منها ؟
يحيى : وميجيش منها ليه !! هى يعنى الخضرة الشريفة

انهى عمر المحادثة مع يحيى بحجة ان الاتصال بالانترنت قُطع ونهض من تخته وفتح الشرفة واستنشق هواء جاء من الخارج ثم قال بصوت شبه مسموع "الله يسامحك يا يسرا تعبتينى وشوهتى سمعتك" ، سمع جرس هاتفه النقال وهو يرن ، عرف انها يسرا من تلك الاغنيه التى خصصها لها ، ذهب واتى بالهاتف وحدثها واتفقا على ان يتقابلا ليلاً
**__**__**
جلس أسرة قاسم أسعد الراوى ماعدا نادين امام التلفاز ، كان امامهما بعض انواع المُسليات ، كان قاسم ممسكاً بجهاز التحكم عن بعد الخاص بـ التلفاز (الريموت كنترول) وظهر فى الشاشه حفل تخرج احدى دفعات الكلية الفنية العسكرية ، كانت تلك الدفعة التى كان من المفترض ان يتخرج معها فهد ، رأى فهد زميله الذى تسبب فى فصله من الكلية ، تخرج ومن الغد سوف يصبح ضابطاً مهندساً بـ جيش من اهم جيوش المنطقة العربيه ، ضابطاً مهندساً له مهنته ومعاشه الخاص به ، وماذا عن فهد ؟ ماذا عن ذلك الطالب المجتهد الذى بذل قصارى جهده فى دراسته وكليته ؟ ماذا عن ذلك الشاب الملتزم دينياً واخلاقياً واجتماعياً ؟ ما مصيره الآن !! ماهو سوى مجرد شاب طائش ، مدمن ، فاشل دراسياً ، لم يرى المسجد منذ مده طويلة بعد ان كان يصلى جميع فروضه به
عندما رأى فهد تخرج دفعته شعر بـ مدى الوضاعه التى وصل اليها ، شعر بالظلم الذى تعرض له ، شعر بغصه فى قلبه وقهره جعلت الاكسجين لا يصل الى رئتيه لذلك تركهما وذهب الى الغرفه التى تجمعه بـ أخيه مهند

نادية : كان لازم يعنى يا قاسم تجيب حفلة التخرج دى
قاسم : والله يا نادية ما خدت بالى ، انا بقلب بالصدفة وهو قالى سيب
مهند : انا مش فاهم ازاى واحد مدمن مخدرات بقى ضابط !! ازاى يعنى مش فاهم
قاسم : لانه كان شاب زى اى شاب ، كان عايز يعيش حياته ، يعرف بنات يشرب سجاير ومخدرات ، لكن ساعة الجد ميقدرش يعترف انه بيعمل كده
نادية : ايوة يا قاسم بس ده اتخرج وبقى ظابط اهو
قاسم : وارد جداً يكون بطل مخدرات ، مش شرط يكون لسه بيتعاطى يعنى
مهند : بلد وسخه ماشية بالمحسوبية والكوسه
قاسم : مش شرط ، يعنى شايف الدفعة فيها كام طالب متخرج اكيد مش كلهم من النوعيه دى
نادية : بس فهد اتظلم اوى فى الكلية دى
قاسم : ده قانون وكان بـ يُطبق عليه زيه زى اى حد
مهند : ومتطبقش على النطع ده ليه ؟
قاسم : عشان مكتوبله انه ميتمسكش ولا يتشك فيه ، مكتوبله انه ياخد فرصته فى المجال ده كامله
نادية : بس ده اكبر ظلم ، واحد زى ده ياخد فرصته كامله وفهد يا حبيب قلب امه يوصل بيه الحال للمرحله دى
قاسم : اللهم لا اعتراض على قضاء الله ، ربنا مبيسبش حق حد ، لو كان الولد ده لسه فاسد عمره ما هيكمل فى الشغلانه دى الجيش مبيعرفش الهزار ولو بقى كويس فـ ربنا يصلح حاله كمان وكمان ويقدر يعمل حاجة للبلد دى
نادية باستغراب : بتدعيله !!
قاسم : بدعى للبلد ، ربنا يصلح حال كل واحد مصرى عشان حال البلد يتصلح
**
لأول مرة منذ فترة طويلة يقرر فهد الا يستسلم لما به من ضيق وحزن ، دخل الى الغرفه لـ يجد العلبة على تخته ، تذكر زهرة ، ابتسم ابتسامه يملؤوها امل رغم ما به من حزن ومرار ، اخذ العلبه وترك المنزل وصعد للطابق الذى تقيم فيه زهرة ، طرق الباب وفتحت له زهرة 
تفاجأت بشدة ، فرحت ،  ارتبكت ، استغربت وفى النهاية بكت ، اخبرت فهد ان ينتظرها فى اخر طابق فى البناية كما اعتادوا حتى لا يراهما احداً
سبقها فهد الى الطابق الاخير ، انتظرها ولم تتأخر كثيراً

زهرة  : فهد انت جيت بجد انت هنا !!
فهد : جايلك مخصوص
زهرة : بجد !!
فهد : جاى ارجعلك دى (واخرج العلبه) مش قولتى انك عمرك ما هتقلعيها وانك هتقلعيها بس يوم ما البسك الشبكه الحقيقية
زهرة بدموعها الحارة : وانت قولت انك عمرك ما هتسبنى وان مفيش حاجة هتبعدك عنى الا الموت ، انت سيبتنى يبقى لازم ارجعلك شبكتك
فهد (وامسك يد زهرة لـ يضع بها الدبلة والخاتم) : متقلعيهاش تانى مهما حصل ، بتشائم لما تعملى كده
زهرة : مش هتسيبنى يا فهد 
فهد : مش قادر اسيبك يا زهرة ، انا بعشقك
زهرة والدموع تنهمر من عينيها : وانا والله بحبك اوى ، بحبك زى مانت وفى اى وضع انت فيه ومش عايزة غيرك من الدنيا
فهد (وهو يكفف دموعها) : طيب كفاية عياط بقى عايز اشوفك عيونك الحلوة دى
زهرة : اوعدنى انك مش هتسيبنى
فهد : اوعدك انى مش هسيبك واوعدك كمان انى هدخل امتحانات السنه دى
زهرة : انت بتتكلم جد !!
فهد : جداً ، وهبقى المهندس اللى انتِ فى يوم من الايام كنتى بتتمنيه
زهرة : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابداً

ظل فهد وزهرة اعلى البناية ما يقارب الثلاث ساعات ، كان الحب يشتاق اليهما بشدة ، كان كلامهما يفتقد كليهما ، كان ما بينهما متشوقاً اليهما والى كلامهما والى نظراتهما الحنونه ، كان ما بينهما مثل الزهرة التى تشعر بالظمأ وجاء الماء النقى لـ يرويها ويمحو ذبولها
**__**__**
تقابلا عمر ويسرا حسب الموعد المسبق بينهما ، كـ عادة عمر منذ ان دق قلبه لـ يسرا وهو يشتاق اليها بجنون ، يشتاق لـ عينيها ، لـ ملامحها ، لـ لمسة يديها ، لـ كلامها ولـ مُشاكستها ، كان ينظر اليها بحنين وشوق حاول مراراً وتكراراً السيطرة عليه ولكنه لم يستطع فـ ابتسم ابتسامه واسعه

يسرا : ايه ؟
عمر : للاسف وحشتينى
يسرا : وليه للاسف
عمر : مش عارف
يسرا : بتخونى يا عمر !!
عمر : وانتِ مخونتنيش
يسرا : خيانه عن خيانه تفرق وانا كان فى ايدى اعمل زيك بس مقدرش اعمل فيك او فى نفسى كده
عمر : لا تقدرى بس الفرصة مجتلكيش بس
يسرا : قصدك ايه يا عمر

تنهد عمر تنهيدة طويلة خرجت بمشقة من صدره ، شعر بوخزة وهو يتنفس من شدة حزنه وضيقه

عمر : انا مخونتكيش ، لا عمرى حبيت غيرك ولا عمرى لمست بنت اصلاً
يسرا : انت بتتكلم جد ؟
عمر : اه للاسف
يسرا : ليه بقى للاسف !!
عمر : كان نفسى ابقى من الناس اللى تقدر تخون
يسرا : امال ايه نيللى دى بقى !! ده انت كلمتها ادامى
عمر : نيللى زميلة من ايام الجامعه ، كانت مخطوبة لصاحبى وفركوا ، بحبها جداً وبتحبنى اكتر بس زى الاخوات ، قولتلها انى عايز اعمل فيكي المقلب ده وهى وافقت تساعدنى
يسرا : انت بتتكلم جد !!
عمر : اه بتكلم جد ، منكرش انى حاولت اقرب من نيللى عشان احبها وانساكى بس معرفتش مكنتش شايف غيرك
يسرا : انا بحبك اوى
عمر : وانا يا يسرا بحبك ، بس بحب اكتر انك تاخدى بالك على نفسك وعلى سمعتك ، ياريت
يسرا : حاضر
عمر : اتمنى حاضرك المرة دى يحضر
يسرا : والله بحبك
عمر : اتمنى برضه تبقى بتحبيني بجد
**__**__**
جلس نور حمدان امام يسرا فى احد النوادى الاجتماعيه حيث طلب نور من يسرا ان تأتى اليه فى النادى الاجتماعى لـ تتناول طعام العشاء معه ، جلست يسرا على مقعد امام مقعد نور حمدان وكانا يفصل بينهما منضدة وضع عليها اصناف مختلفه من الاطعمه 
بدأ يتناولا الطعام ولكن كانت يسرا شاردة بعض الشئ ولاحظ نور هذا الشرود وترك الطعام ليسألها عن ما بها 

نور : مالك يا قمر ، سرحانه فى ايه كده ؟
يسرا : مفيش حاجة
نور : مفيش حاجة ازاى يعنى ، انا بقيت بفهمك من نظرة عينك
يسرا : بابا مش موافق انى امثل
نور : ليه ؟
يسرا : معرفش ، بس مش موافق خالص ولو وافق جدو اكيد هيرفض
نور : ايه كل ده ؟
يسرا : يعنى ايه ؟
نور : يعنى انتِ ازاى سايبه كل دول يتحكموا فى حياتك ، انا كنت فاكر ان شخصيتك اقوى من كده ، كنت فاكر انك بتقدرى تفرضى رأيك على اى حد مهما كانت سلطته عليكى
يسرا : انا فعلاً عملت كده 
نور : ازاى !!
يسرا : يعنى انا اخترت اعيش فى القاهرة رغم ان اهلى فى اسكندرية ، اخترت مجال دراستى الاعلام رغم رفضهم واخترت برضه مجال شغلى رغم اعتراضهم لحد النهارده
نور : طيب واشمعنى فى مجال التمثيل زعلانه انهم مش موافقين
يسرا : لان ده المجال الوحيد اللى الكل وقف قصادى فيه ، الكل بلا استثناء

نظر نور نظرة طويلة الى يسرا ، كان يتفحصها ويتأمل ملامحها بقوة اربكتها ، بعدما انهت يسرا حديثها ظل ينظر اليها نور وبعد ذلك ابتسم

نور : تتجوزينى يا يسرا !!

صُدمت يسرا مما قاله نور ولم تستطع ان تقول شيئاً له ، لم تستطع ان تقل ما ينمو عن استغرابها وصدمتها مما قاله نور

نور : جوازك منى هيحللك مشكلتك مع اهلك لان ساعتها هيبقي القرار فى ايد جوزك اللى هو انا وانا معنديش مانع انك تمثلى

مازالت الصدمه تتمكن من يسرا التى لم تتفوه بـ كلمة واحدة حتى الان

نور : فكرى كويس ، وانا مبقولكيش كده عشان مش عايز اخسرك كـ ممثلة ، انا بقولك كده عشان عايز اتجوزك فعلاً

اكمل نور طعام العشاء الخاص به ومازالت يسرا تنظر اليه بـ استغراب ، مازالت مصدومه ، مازالت غير مستوعبه لما قاله نور شعرت وكأن هذا حلم لم ولن يحدث على ارض الواقع ، طلبت من نور ان تغادر النادى الاجتماعى ولم يمانع نور وتركها تغادر ، ركبت يسرا سيارتها وظلت بها لا تتحرك لمدة فاقت العشرون دقيقه بسبب عدم استيعابها للموقف فـ كيف لـ نور حمدان ان يطلب منها الزواج ، كيف وهناك فارقاً فى كل شئ ؟ هل هو يراها ممثله او انه اوهمها بأن داخلها ممثله كى يقترب منها ويعرض عليها الزواج ؟ اسئلة كثيرة وظنون أكثر صارعت عقل يسرا ورغم تلك الاسئلة والظنون الا انها مازالت غير قادرة على الاستيعاب



#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

الخميس، 5 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل السابع)

الفصل السابع

ندم نور حمدان على هذا العرض الذى قدمه الى يسرا فـ شعر انه تعجل هذه الخطوة بسبب رفض يسرا وخوفها وارتباكها من هذا العرض على وجه الخصوص ومن نور حمدان على وجه العموم ، لذلك قرر نور حمدان عرض دوراً اخراً على يسرا ، دوراً اقل جرأة واكثر فائدة ولكنه عرض الامر اولاً على صاحب المال ، المنتج رمزى علام حيث ان رمزى علام لا يغامر بالاموال الكثيرة ولا بـ الادوار الهامه مع فتاة مبتدأة كـ يسرا ولكن اصر نور على اقناعه ، ذهب نور حمدان ڤيلا رمزى علام والتى تتسم بالفخامة والاتساع ، جلسا سوياً فى بهو الڤيلا ، كان رمزى جالساً على احد المقاعد الهزازه يُدخن السيجار وجلس امامه نور حمدان الذى كان يدخن هو الاخر ويحتسى فنجاناً من القهوة

يخرج رمزى كلماته مع دخان سيجارته : انت بتحبها يا نور ؟
نور : بحبها ؟
رمزى : ايوة ، شكلك بتحبها
نور : مش فاهم وايه المشكله لما احبها
رمزى : معنديش اى مشكله من حبك ليها بس مشكلتى ان حبك ده يضر شغلنا ، بتحبها اتجوزها لكن متخلنيش اصرف عليها وانتجلها فيلم وانت بنفسك عارف انها مش موهوبه بالقدر الكافى اللى يخلينى اسند ليها بطولة فيلم مهم زى اللى انت جايبه ليا ده
نور : ما الفيلم اللى انا عارضه عليها ده يعتبر فيلم مهم
رمزى : مينفعش يا نور اللى بنعمله على الناس نعمله على بعض ، انت عارف اوى ان الدور اللى انت عارضه على يسرا ده لا هادف ولا نيله وانه كله اسفاف وده الغرض منه انا مش هنكر بس هى دى اقصى حاجة ممكن اضحى بيها مع واحدة مبتدأة ومش موهوبه زى يسرا
نور : بس البنت دى لو ركزنا معاها هتنفعنا جداً وهنجيب من وراها دهب
رمزى : وانا ايه يخلينى اتحايل على واحده ، هو فى اكتر من البنات !! 
نور : بس دى فيها ميزتين مهمين ، الاولى انها جميلة والتانيه انها بنت ناس
رمزى : خير يا نور !! ده احنا اللى بنجيب بنات من الشارع ونخليهم حلوين وبنات ناس وعائلات مهمه كمان 
نور : يعنى انت مش موافق ؟
رمزى : يا نور احنا اصحاب قبل اى حاجة وانا بقولك لو بتحبها اتجوزها ومش لازم يعنى ننتجلها فيلم او غيره
نور : بس انا مش هعرف اكسبها من غير ما تبقى ممثلة
رمزى : انت مش بتقول انها قالتلك انها هتفكر مرة تانيه
نور : مش بالظبط بس فيما معناه
رمزى : طيب لو رفضت هفكر مرة تانيه فى الموضوع ، وده عشان خاطرك وعشان خاطر العشره والصحوبيه والشغل اللى بينا
نور : ده العشم برضه
**__**__**
جلس عمر فى شُرفة غرفته يفكر فيما فعله ، يفكر فى حياته بأكملها ، يفكر فى يسرا وفى مى ، يفكر فى مستقبله ، سمع الباب يُطرق وامر للطارق بالدخول ، كانت مى التى لم تدخل بيت كاميليا منذ ذلك الخلاف الذى نشب بينهما ، عندما رأى عمر مى تدخل اعتدل فى جلسته حيث كان يجلس على مقعد ورافعاً قدميه على سور الشُرفة

عمر : تعالى يا مى
مى : عطلتك عن حاجة
عمر : اه بصراحه ، عطلتينى عن الفراغ اللى انا قاعد فيه
مى (جلست على مقعد بجوار مقعد عمر) :  ضحكتنى
عمر : مش باين على وشك انك ضحكتى
مى : انت مالك ؟
عمر : بمعنى !! قصدك ماليش دعوة يعنى ولا قصدك حاجة تانيه
مى : لا قصدى فيك ايه ؟ شكلك مش طبيعى
عمر : مفيش حاجة ، طمنينى عليكى انتِ
مى : مش عارفه انا كويسه ولا لا
عمر : ليه بتقولى كده ؟
مى : انا مش عارفه راسى من رجلى ، مش عارفة عايزة ايه !! مش عارفه انا مين
عمر : انتِ مى ، مى اللى اتربيت معاها وعشت عمرى كله معاها ، مى صاحبتى واقرب انسانه ليا
مى : بس !!
عمر : هتصدقينى لو قولتلك ان كان نفسى يبقى اكتر من كده
مى : يعنى ايه ؟

نهض عمر من على المقعد واقترب من سور الشُرفة وصمت لعدة ثوانٍ

عمر : متضغطيش عليا يا مى 
مى (وقفت خلفه) : انا عارفه انت بتحب يسرا قد ايه بس ممكن اسألك سؤال ؟
عمر : اسألى
مى : مين نيللى ؟
عمر : عرفتى الاسم ده منين ؟
مى : عمرى ما شوفت اسم بنت على موبايلك الا يسرا ، النهارده شوفت اسم نيللى
عمر : واحدة زميلتى فى الشغل
مى : تمام ، عايز حاجة هطلع اقعد مع كاميليا
عمر : لا سلامتك

خرجت مى وتركت عمر وحده فى الغرفه ، نظر لها عمر نظرة طويله اثناء خروجها ثم وجه نظره بعيداً عنها حيث انه لا يريد ان يراها كـ انثى فقط يريد ان يحافظ على نظرته لها كـ اخت وصديقة
خرجت مى من غرفه عمر وذهبت الى كاميليا التى كانت متواجده فى المطبخ ، جلست مى على احد مقاعد الحانة وكانت شاردة

كاميليا : اعملك حاجة تشربيها ؟
مى : ماليش نفس
كاميليا : مالك ؟
مى : هو فى العادى عمر بيكلم بنات معاه فى الشغل
كاميليا : ليه بتقولى كده ؟
مى : شوفت موبايله بيرن برقم واحده اسمها نيللى
كاميليا : طيب وايه المشكلة ؟
مى : كاميليا ارجوكى سبينى امشى
كاميليا : تمشى تروحى فين ؟
مى : اى حته بعيد عن هنا ، بعيد عن عمر
كاميليا : ليه بس ؟ مش احنا اتفقنا انك هتقربى منه ؟
مى : رجعت فى كلامى ، مبقتش عيزاه يحبنى
كاميليا : ليه ؟
مى : عشان هو عمره ما هيحبنى ، مش هيقدر يشوفنى كـ حبيبة
كاميليا (وكانت قد اقتربت من الحانه) : انا مش عارفة اقولك ايه ، بصى انا فى الحالتين معنديش ادنى مشكله واتمنى ان ربنا يعملك الخير
مى : يارب
**__**__**
لم يهدأ نبض قلب يسرا ولم تجف دمعات عينيها منذ ان عرفت ان عمر خانها  ، لم تتصور كيف انه يجرحها بهذه السهوله ؟ كيف يستطيع ان يري فتاة غيرها ؟ كيف بعد ان اخبرها ان كل اناث العالم بعدها اشاعة ؟ كيف استطاع ان يلامس جسده جسد فتاة غيرها ؟ كيف وكيف وكيف ، اسئلة كثيرة هتكت عقل يسرا ، حتى الان لم تستطع ان تصدق ما قاله عمر ، توقعت ان ما قاله مجرد مزحه او اختبار لـ يسرا ولكنه اقسم لها انه فعلها بل وحدثته فتاته امامها ، انهارت يسرا تماماً وتركته وغادرت ، استوقفها عقلها سائلاً "مانتِ برضه خونتى عمر وهو سامحك زعلانه منه ليه بقى؟" ولكن لم تهدأ حُرقة يسرا بسبب ما فعله عمر لانها لم يصل بها الحال الى هذه المرحله ، كانت كلما شعرت بالحقد تجاه عمر كذبت ما قاله له ، اتصلت به وتمنت ان يخبرها ان ما قاله ليس حقيقى

عمر : ايوة يا يسرا 
يسرا : انت عملت كده فعلاً يا عمر
عمر : انا كنت صريح معاكى ، انا لو مقولتلكيش كان استحاله تعرفى
يسرا : ليه عملت كده !! 
عمر : مش هينفع اجاوب
يسرا : ليه ؟
عمر : يسرا ، انتِ زعلانه ليه ؟ مااللى حصل حصل خلاص
يسرا : بس انت عايز تتجوزها 
عمر : يعنى مضايقك انى عملت كده معاها ولا انى هتجوزها
يسرا : الاتنين
عمر : بس انا بحبك انتِ
يسرا : ازاى بقى بتحبنى وعملت كده
عمر : عايز اشوفك بكره
يسرا : ليه ؟
عمر : وحشتينى
يسرا : يا سلام !!
عمر : اه وكمان عايز اعرفك على نيللى
يسرا : نيللى مين ؟
عمر : البنت اللى قولتلك عليها

بدون ان تجيب يسرا على عمر اغلقت الهاتف وهى فى قمة غضبها ، كانت غاضبه ، تمنت ان يكون عمر امامها الان حتى تقتله وكانت على ثقة انها حتى ان قتلته وقتلت فتاته لن تهدأ
**__**__**
برغم الحزن الشديد الذى يسيطر على فهد بعد مقابلته مع زهرة ومع والده الا انه سعيداً جداً بـ رؤيته لـ زهرة ، كان يشتاق اليها بشدة ، كان يشتاق الى ملامح وجهها ، الى كلامها ، الى خوفها وحبها ، كان فى المجمل يموت شوقاً لـ زهرة
تلك الفتاة التى اسرت قلبه منذ ان كانت فى الثالثة عشر من عمرها ، كانت فى نظر الجميع طفلة ، صغيره الجسد والملامح ولكنه لم يرى فيها سوى انها فتاة ، ناضجه احبها واغرم بها سراً لمدة ثلاثة سنوات ، لم يخبر احداً عنها ، لم يقل لـ احداً انه يحبها ، لم يخبرها هى عن مدى عشقه لها
كانت جارته ، تسكن معه فى نفس الشارع ونفس البناية ، كان يتابعها ويتابع اخبارها دوماً ، كان يختلق الفرص دائماً لـ يتحدث معها ، لـ يرى عينيها وابتسامتها عن قرب 
ما اجمل ذلك الحب الذى يبقى سراً فى قلب صاحبه ، ما اصعب هذا الوفاء الذى يجعلك تحب شخصاً وتخلص له لسنواتٍ وهو ليس معك وربما مستقبلاً لا يكون لك
حين اغرم فهد بـ زهرة كان فى السابعه عشر من عمره ، اجتهد كثيراً فى المرحلة الثانية من الثانوية العامة حتى يلتحق بـ كلية الهندسة التى كانت حلمه وجمع القدر بين حلمه وحلم زهرة والتى عرف من خلال احد الاحاديث التى جمعتهما انها تحب المهندسين
التحق فهد بـ الكلية الفنية العسكرية ورغم رفضه وكرهه لها الا انه فرح بشدة عندما ارتدى البدلة العسكرية للطلاب ، شعر بـ فخرٍ شديدٍ ، لذلك قرر فهد ان يخبر زهرة بـ حبه لها فى اول اجازة
كان مقر كلية فهد فى القاهرة ، كان يقيم بالكلية طوال الاسبوع ويأخذ اجازته يوم الخميس ثم يعود الى مقر الكلية يوم الجمعه
قبل ان يذهب فهد الى منزله لـ يرى والدته ووالده واخوته ذهب الى الطابق الذى تقيم فيه زهرة كى يراها ، ظل ينتظر خروجها من المنزل او عودتها اليه لمدة فاقت الثلاثون دقيقة ولكنه لم يكل ولم يمل من انتظارها حتى رآها تخرج من منزلها ، كانت فى قمة جمالها واناقتها ، كانت زهرة ذات الرابعه عشر من عمرها فى قمة انوثتها وجمالها مما ادى الى استغراب فهد لانه لم يكن يعلم ان زهرة تجملت وتأنقت لانها ستراه

فهد : اذيك يا زهرة
زهرة : الحمد لله يا فهد ، انت عامل ايه ؟
فهد : كويس ، انتِ رايحه فى حته ؟
زهرة : لا ، انا كنت رايحه لـ نادين
فهد : نادين اختى ؟
زهرة : اه امممم ايوة
فهد بابتسامه سحرت قلب زهرة : ليه ؟
زهرة بحمرة خجل : هو ايه اللى ليه ؟ عادى يعنى

نظر فهد نظرة طويلة الى عينى زهرة البنيتين ادت الى ارتباكها وخجلها ، كانت نظرة يملؤها الاشتياق والحب والهيام ، كانت عينيه الخضرواتين تشع حباً وشوقاً وعندما لاحظ فهد ارتباك زهرة توقف عن النظر اليها وانحنى لـ يأتى بـ كيس هدايا وضعه ارضاً وهو ينتظر زهرة ، اعطاهه لها ، خجلت واستغربت زهرة

زهرة : ايه ده ؟
فهد : اصلك هتكملى ١٥ سنة وانا فى الكلية ، فـ حبيت مأخرش هديتك واكون اول واحد يقولك كل سنة وانتِ احسن واحده فى الدنيا
زهرة : متشكرة اوى يا فهد 

ونظرت زهرة داخل الكيس لـ تجد به قلادة كُتب عليها اسمها باللغة الانجليزية اُطليت بـ ماء الذهب ، انبهرت بها زهرة واُعجب بها كثيراً ولكنها شعرت ان ثمنها باهظ على فهد خاصة وانها مازال طالباً

زهرة : دى دهب ؟
فهد : بصراحه لا ، هى مطليه بـ مياة الدهب بس
زهرة : يعنى ايه ؟
فهد : عجبتك ولا لا
زهرة : عجبتنى طبعاً
فهد : سمعت انك نفسك تتجوزى مهندس ، مينفعش يبقي ضابط مهندس ؟
زهرة وقد احمرت وجنتيها خجلاً : انا عايزة اتجوز راجل يا فهد ، مش مهم مهندس ولا ظابط ولا اى حاجة تانيه ، انا عايزة اتجوز واحد يحبنى ويخاف عليا ويهتم بيا ويحتوينى ، عايزة اتجوز اللى مخفش من اى حاجة وانا معاه ، اللى يحمينى من اى حاجة ومن اى حد ، يكون زى الاسد كده
فهد : أسد !! طيب ميمشيش معاكى فهد ؟

ازداد خجل زهرة وازدادت حمرة وجنتيها من شدة خجلها بل وتصببت عرقاً ولكنها تظاهرت بأن ما قاله فهد مجرد مزحه لا يقصد بها ما فهمته

زهرة : أنت بتألش عليا ؟
فهد وهو ينظر اليها مباشرة : ميمشيش معاكى فهد ؟ جاوبى

تبتسم زهرة وتوجه بصرها الى الاسفل 

فهد : الفهد شبه الاسد شوية ، بس عيونه خضره

لم تنظر زهرة الى فهد ولكنها لم تستطع ان تسيطر على فرحتها وابتسامتها الصادقة النابعه من اعماق قلبها ، صمتا قليلاً بسبب خجل زهرة وبسبب رغبه فهد للنظر اليها خاصة وان خجلها زادها جمالاً ،  ناداها فهد بأسمها فى جدية قائلاً "زهرة" ، نظرت  اليه بارتباك بسبب جديته المفاجأة ولم ترد ولكن تعابير وجهها ردت عنها

فهد بتنهيدة خارجة من اعماقه : انا بحبك يا زهرة ، بحبك اوى ، بحبك من زمان ومبقتش قادر اخبى

رغم ان زهرة تمنت كثيراً ان تسمع تلك الكلمات من فهد الا انها صُدمت ، لم تكن تعرف لماذا صُدمت هكذا ؟ هل لانها لم تتوقع ان يقولها بهذه السهوله ام لانها لم تكن تتوقع ان قلبها ومشاعرها سوف تصيبهما تلك اللعنه التى تصيب مَن يحب ام لانها لم تكن تتوقع ان قلبها سيدق تلك الدقات بتلك القوة حتى انها شعرت وان جميع سكان البناية يسمعون دقات قلبها ، ولكنها فى النهاية ارتبكت بشده وتركته ودخلت الى منزلها لمدة ثلاث دقائق ، كان فهد ينتظرها بالخارج وهو يضحك مما رآه على زهرة ومن فرط سعادته بأن زهرة تحبه حتى وان لم تقولها فـ هو رآها فى عينيها وصوتها
بعد ثلاثة دقائق خرجت زهرة مرة اخرى وقالت له "انا كمان بحبك من زمان" واغلقت الباب مرة اخرى من شدة خجلها ، اخذ فهد متعلقاته وذهب الى منزله وهو لا يستطيع ان يقف على قدميه من شدة الفرحة

تذكر فهد كل هذا وهو ينظر من نافذه الغرفه التى يقيم بها فى بيت جده ، ابتسم وبكى فى اللحظه ذاتها ، ابتسم لانه تذكر اجمل ما بينه وبين حبيبة عمره وبكى لانها سوف تضيع منه ، بكى لانه لم يستطع ان يكن لها الرجل الذى تمنته او كما قالت "الاسد" ، بكى لانه لم يعد قادراً على الاحتفاظ لها والحفاظ عليها ، بكى لانه ايقن انه كان بين يديه انسانه لن تعوض ، زهرة وهى حقاً زهرة
**__**__**
جلست نادية فى غرفة ولديها فهد ومهند ، جلست على تخت مهند وكانت تنظر الى تخت فهد الفارغ ، بكت بحرقة شديدة ، بكت شوقاً وقلقاً وحزناً ، شوقاً لـ ولدها ، قلقاً عليه وعلى صحته وحزناً على ما وصل له ، حزناً على مستقبله الذى يُهدم وعلى صحته التى فى طريقها للدمار 
بحث زوجها عليها فى انحاء المنزل ولم يجدها وفطن انها فى غرفة فهد لان هذا الموقف تكرر كثيراً ، دخل قاسم وجلس بجوارها ، مسح دموعها وحاوطها بحنانه

قاسم : انا آسف
نادية : على ايه ؟
قاسم : انا اللى وصلت فهد لـ اللى هو فيه
نادية : انا بس مستغربه ازاى هو سايب نفسه يتدمر ، ازاى هاين عليه صحته كده
قاسم : انا اتكلمت معاه وواثق انه .....
تقاطعه نادية بدموعها الحارة : انت عارف انت قولتلى كام مرة انك اتكلمت معاه وواثق ان كلامك هيفوقه
قاسم : خلاص يا نادية ، اتكلمى انتِ معاه
نادية : ياريته يسمعنى
قاسم : حاولى

قطعت كلامهما ابنتهما نادين التى طرقت الباب ودخلت عليهما

قاسم : خير يا نادين ؟
نادين : زهرة بره 
نادية باستغراب : زهرة !! زهرة بنت طنطك عفاف
نادين : ايوة يا ماما ، زهرة اللى بيحبها فهد
قاسم : عايزة ايه ؟
نادين : بتقول عايزة ماما 
نادية : هروح اشوفها

خرجت نادية لـ تجد زهرة تنتظرها بالخارج ، كانت زهرة شاحبه الوجه ، شاردة الذهن ، حزينه ومكتأبة ، القت نادية عليها التحيه وردتها زهرة

نادية : عامله ايه يا حبيبتى
زهرة : مش كويسه خالص يا طنط
نادية : اطمنى يا زهرة فهد كويس يا حبيبتى
زهرة : انا روحت لـ فهد
نادية باستغراب شديد : روحتيله فين ؟
زهرة : القاهرة 
نادية : انتِ مجنونه يا بنتى !! ازاى ، ازاى تروحى لوحدك ، كان فين عقلك
زهرة : يا طنط مش دى المشكلة ، لازم تقوفوا لـ فهد ، لازم تجبروه يبطل
نادية : مانتِ عارفه يا زهرة انه كل ما يدخل المصحه يهرب منها
زهرة : ماهو بصراحه انتوا محسسنى انه محجوز فى نادى مش مصحه ، يا طنط لازم يتحبس ويتعالج غصب عنه ، فهد بيموت بالبطئ
نادية : انتِ جاية عشان كده
زهرة : ارجوكى يا طنط الحقوه ، متسبيهوش براحته ولا بمزاجه زى ماهو عايز
نادية : متقلقيش يا زهرة ، انا رايحه القاهره اخر الاسبوع ومش هاجى من غيره
زهرة : طيب يا طنط ممكن تديله العلبه دى
نادية (وقد اخذتها منها) : ايه دى ؟
زهرة : معلش يا طنط هتعبك ، اديهاله وقوليله زهرة بعتالك دى
نادية : حاضر يا حبيبتى 
**__**__**
لم يكن يتخيل عمر يوماً ان تكون فى حياته فتاة اخرى غير يسرا ، لم يكن يتوقع ان يحل محلها يوماً فتاة غيرها ، لم يصدق حتى الان كيف دخلت تلك الفتاة حياته وكيف سمح لها ان تبقى فى حياته 
لم يجئ يوماً على باله انه سيتزين ويتأنق ويخرج لـ يقابل فتاة غير يسرا ولكنه بالفعل فعل ذلك ، فاليوم يجتمع عمر مع نيللى فى نفس المكان الذى يجمعه بـ حبيبة عمره ، يسرا

نيللى : مش فاهمه قصدك يا عمر ؟ ليه عملت كده ؟
عمر : مش مقتنع بـ نسبة كبيرة بـ اللى عملته بس هو كان لازم يحصل
نيللى : انا مش فهماك يا عمر
عمر : عايزة تفهمى ايه ؟
نيللى : انت عايز ايه !! عايز مين ؟ بتحب مين ؟
عمر : شاكة فى حبى ليكى
نيللى بضحكه سخرية : هاهاها ، ده سؤال برضه يا جدع
 
صمت عمر ونظرت له نيللى نظرة طويلة فـ لاحظت شروده وحزنه

نيللى : مش يدوب نروح ؟
عمر : خلينا مع بعض شوية
نيللى : بس انا اتأخرت
عمر : احنا ملحقناش نقعد يا نيللى
نيللى : هنقعد كتير الايام الجاية ولا انت يعني مش هتقابلنى تانى
عمر : لا طبعاً هنتقابل 
نيللى : خلاص همشى دلوقتى ونبقى نتقابل تانى
عمر : طيب ممكن نوصلك
نيللى : اوكى

ركبت نيللى السيارة بجوار عمر ، كان عمر حزيناً جداً ليس لانه خان يسرا ولكن لانه لا يستطيع ان يرى امرأه غير يسرا ، حزيناً لان صورة يسرا لم تترك خياله لـ لحظه واحده ، لم تجعله يرى نيللى او غيرها
فما أصعب ذلك الحب الذى تحاول ان تتخلص منه ولا تستطيع فـ يجب هو ان يتخلص منك ، ما اصعب ذلك الحب اللعين الذى لا تستطيع ان تخرجه من داخلك بل يجب ان يخرج هو بارادته ، لقد اصابت تلك اللعنه قلب عمر الذى لم يدق لـ احداً غير يسرا
**__**__**
رغم ان خيانة عمر لـ يسرا اوجعتها وكسرتها وهدمت احلامها الا انها لم تظل هكذا كثيراً بل خرجت من هذه الحالة الحزينه سريعاً وقررت ان تعود الى نور حمدان لـ تخبره بموافقتها على عرضه ولكن تلك المرة ليس حباً فى التمثيل والشهرة بل انتقاماً من خيانة عمر لها
ذهبت الى ڤيلا نور حمدان بدون موعد مسبق ولـحسن حظها كان موجوداً بـ ڤيلته ، استقبلها استقبالاً حافلاً كـ عادته  ولكنه لاحظ تغيرها وذبول وجهها وابتسامتها وفرحتها

نور : مالك يا يسرا ؟
يسرا : مفيش حاجة
نور : ازاى مفيش حاجة !! واضح ان فى حاجة وحاجة مش سهله كمان
يسرا : مفيش ، انا جاية لحضرتك بخصوص الدور اللى .....
يقاطعها نور : دور ايه بس وانتِ زعلانه ومكشره كده !! (ونهض من مقعده وجلس بجوارها وكان قريباً جداً منها كاد ان يلتصق بها) ، انا مش عايزك تعتبرينى صديق مقرب منك
يسرا : بس انت كده قربت اوى
نور : يعنى ايه
يسرا : مفيش (وابتعدت عنه قليلاً)
نور : طيب قوليلى بقى فى ايه ؟
يسرا : اصل انا بحب واحد ومرتبطه بيه
نور : اممم وبعدين ، فين المشكلة ؟ سيبتوا بعض
يسرا : خانى (وترقرقت عينيها) خانى مع واحدة تانيه وعايز يتجوزها عشان مينفعش يسيبها كده
نور : امممم ، حصل خير
يسرا : حصل خير !! بسهوله كده !!
نور : لا مش بسهوله ، كلنا بيجى علينا لحظات ضعف وممكن نغلط بس مبنكونش قاصدين نغلط او نخون 
يسرا : بس هو وجعنى اوى
نور : خلاص اوجعيه انتِ كمان
يسرا : ازاى !!
نور : خونيه زى ما خانك
يسرا باستغراب : اخونه !!
نور : اهاا خليه يحس نفس احساسك
يسرا : بس انا مقدرش اعمل كده
نور : وليه هو قدر يعمل كده ؟
يسرا : هو راجل يقدر .......
نور مقاطعاً : وهو يعنى عمل كده مع واحد !! ماهو عمل كده مع واحدة وبما انه عايز يتجوزها يبقى اكيد كانت فاكره انها متقدرش تعمل كده ، زيك
يسرا هامسة : اخونه !!
نور : ما علينا ، فكرتى تانى ؟
يسرا : هاه !! اه ، بس بشرط ان المشاهد والالفاظ تخف شوية 
نور : تمام ، سبينى ارجع لـ المؤلف

شردت يسرا بخيالها ، فكرت فيما قاله نور لها ، فكرت فى ان تخون عمر كما خانها ، فكرت فى ان تسقيه من نفس الكأس الذى سقاها منه ، فكرت فى كرامتها وكيف تنتقم لها
**__**__**
استعد أسعد الرواى وزوجته زينب المنصورى لاستقبال ابنهما وزوجته وابنائهما ، كان المنزل على أهب استعداد لـ قدومهما ، استيقظت يسرا من نومها لـ تجد عائلتها بالخارج ، القت عليهما التحيه واستقبلتهما 
كان فهد فى غرفته يسمع اصواتهما بالخارج ولكنه تظاهر بالنوم لفترة طويلة ، فـ برغم انه يشتاق اليهما بشدة الا انه لم يكن يريدهما ان يروه فى هذه الحاله النفسية السيئه ولم يكن يريد ان يرى نظرات الحزن والحسره فى عيون والدته ولكن فطنت نادية المنصورى والدته بـ تلك الفعله لذلك دخلت عليه الغرفه ، وجدته يتمدد على سريره فـجلست على احد طرفى السرير

نادية : فهد ، انا عارفه انك صاحى ، موحشتكش يعنى ، طيب انت وحشتنى يا حبيبى ، قوم عايزة اشوفك
فهد (وقد اعتدل فى جلسته) : انا كمان عايز اشوفك ووحشتينى

واحتضن فهد والدته ، فـ بكت ، وما ان شعر فهد انه فى حضن والدته فانهار من البكاء 
بسبب بكاء فهد لم تستطع والدته ان تعاتبه او تلومه ولكنها احتضنته اكثر وهدأت من روعه وبكاءه وهدأت هى الاخرى

نادية : زهرة بتسلم عليك
فهد : اقنعيها تبعد عنى يا ماما
نادية : بس هى بتحبك ، دى فتحت على ايديك
فهد : ابعديها عنى يا ماما ، مش عايز اضيع مستقلبها
نادية : طيب اهدى ممكن
فهد : انا هادى اهو بس عشان خاطرى اقنعيها تبعد
نادية (وقد اخرجت العلبه من حقيبه يدها) : زهرة بعتالك دى
فهد : بعتهالى !! هى اديتهالك بنفسها
نادية : ايوة

تناول فهد العلبه من والدته ونظر اليها ، تركته ناديه وخرجت وبدون ان يفتحها فهد احتضنها وبكى وردد قائلاً "وجعتى قلبى يا زهرة"



#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى


الأحد، 1 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل السادس)

الفصل السادس


انتفض جسد يسرا اثناء قرائتها لـ الدور الذى عرضه عليها نور حمدان ، تفاجأت كثيراً بالالفاظ الخارجة التى قرأتها ، ذُهلت لـ تلك المشاهد الاباحية وما ذهلها اكثر ان بطلة هذا الفيلم مجرد عاهرة تمارس العُهر فقط للمتعه لا من اجل مالاً ولا لأن ظروفها السيئه دفعتها لذلك

شعرت يسرا بالاحتقار من ذاتها ليس بسبب هذا الدور الذى عُرض عليها ولكن بسبب خيانتها لـ عمر التى رأتها تتجسد فى تلك البطلة والتى بدأت حياتها بتكرار العلاقات العاطفية ومن ثم تورطها فى علاقتين عاطفيتين فى آنٍ واحد ثم تطورت تلك العلاقات الى علاقات جنسيه ومن ثم اصبحت عاهرة

شعرت يسرا وانها تسير على نفس النهج لذلك دب الخوف فى قلبها واحتقرت نفسها كثيراً

قبل ان تنتهى من قراءة الملف الورقى جائها اتصال هاتفى من يحيى ، قررت يسرا ان ترد عليه فقط لتنهى معه تلك الصداقة الغير مبرره ، ورغم انها اخذت ذلك القرار مراراً وتكراراً ولكنها لم تنفذه الا انها عزمت تلك المره على تنفيذه


يسرا : ايوة

يحيى : ايوة !! مالك

يسرا : يحيى لو سمحت متكلمنيش تانى

يحيى : فى ايه يا يسرا هو انا كل ماكلمك تجرحيني كده

يسرا : اجرحك !!

يحيى : وبعدين لو مش عايزانى اكلمك فعلاً مترديش عليا لما اكلمك

يسرا : عندك حق ، انا بقى مش هرد عليك فعلاً

يحيى : لما نشوف

يسرا : سلام (واغلقت الهاتف) وهحط رقمك فى الـ block list كمان وهعملك block على الواتس اب والفيس (كانت تحدث نفسها)


قامت يسرا بـ حظر رقم يحيى وحظرت حساباته من على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفه ، شعرت يسرا بالراحه الشديدة عندما قامت بتلك الفعله وبالفعل عزمت على ان تكون تلك هى المرة الاخيره التى تتكلم فيها مع يحيى وبسبب فرحتها الشديدة بنفسها اتصلت بـ عمر


يسرا : روحت ولا لسه يا حبيبى ؟

عمر : فى الطريق اهو ، انتِ فين ؟

يسرا : فى البيت ، فهد اخويا خد عربيتى ونزل يقابل زهرة

عمر : زهرة مين ؟

يسرا : البنت اللى مرتبط بيها

عمر : هو فهد اخوكى فاضى مش وراه حاجة

يسرا : يعنى ايه ؟

عمر : اصل المفروض ده وقت دراسه وهو فى جامعه فاروس اللى فى اسكندريه تقريباً ، بيعمل ايه كل ده فى القاهرة ؟

يسرا : كان عنده مشكله وجاى هنا يريح اعصابه شوية

عمر : ربنا معاه ، انتِ ايه اخبارك ؟

يسرا : انا تمام يا قلبى وانت

عمر : كويس

يسرا : حاسه ان فيك حاجة مش طبيعيه

عمر : لا انا تمام ، لا تقلقى

يسرا : انا بحبك اوى يا عمر ، بجد بحبك فوق ما تتصور

عمر : تمام

يسرا : هو ايه اللى تمام ؟

عمر : انا كمان بحبك

يسرا : عمر ، انت لسه زعلان منى ؟

عمر : لا يا يسرا ، انا بس زعلان من نفسى

يسرا : ليه ؟ 

عمر : مش وقته

يسرا : انت مروح دلوقتى ؟

عمر : اه هعدى على خالتى وبعدين هتغدى وانام

يسرا : كلمنى قبل ما تنام

عمر : اوكى


واغلقا الهاتف وظلت يسرا تفكر فى تغير حال عمر وارتابت كثيراً لـ كلماته لها ولكنها توصلت فى النهاية ان كل هذا بسبب كلامها مع يحيى

**__**__**

فى احد المقاهى جلس فهد وزهرة وكان يفصل بينهما منضدة وضع عليها قدحاً من القهوة لـ فهد وكأساً من عصير الفراولة لـ زهرة 

كان الغضب يسيطر سيطرة تامه على فهد الذى لم يستوعب حتى الان كيف سافرت زهرة كل هذه المسافة بمفردها وكيف استطاعت ان تصل حتى منزل جده اما زهرة فـ كانت فى حالة انهيار تام بسبب روؤيتها لـ فهد فى هذا الوضع حيث كان يظهر على فهد علامات الاكتئاب وايضاً الاثار السلبيه لـ انسحاب المخدر من دمه


زهرة : انا مش فاهمه ، انت مضايق عشان انا هموت واشوفك !! عشان هموت واطمن عليك

فهد : وانتِ عشان تطمنى عليا تعرضى نفسك للخطر

زهرة : اه ، ومعرضش نفسى للخطر وبس ، لا انا مستعدة اموت عشان بس اعرف انك كويس

فهد : زهرة ، انتِ عارفه انى مبحبش كده ومبحبش انك تحبيني حب مجنون يضيعك

زهرة : انت عايز ايه يا فهد ؟


ينظر فهد الى قدح القهوة الذى امامه ويحركه باصبعه دلالة منه على التوتر والتردد ، بعد ثوانٍ قليلة يرفع عينيه الى زهرة


فهد : زهرة ، انتِ لازم تبعدى عنى ، لازم نسيب بعض

زهرة : نسيب بعض !! ليه ؟ 

فهد : عشان انا بحبك

زهرة : عشان بتحبنى تسبنى !!

فهد : ايوة ، انا ضعيف يا زهرة ، مش قادر ابطل المخدرات كل ما احاول بتنكس تانى ومستقبلى فى الكلية خلاص راح بعد فصلى منها ومش عارف اسلك فى الكلية اللى انا فيها دلوقتى

زهرة : بس انت مبتحبنيش يا فهد لانك لو بتحبنى كنت بطلت عشانى

فهد : سيبك من الافلام العربى دى وان واحد يبطل سجاير او مخدرات عشان واحدة ، الموضوع مش سهل زى مانتِ متخيله

زهرة : مش سهل ليه ؟ محتاج ايه اكتر من اللى عندك

فهد : مش محتاج اى حاجة الا المخدر


يخيم الصمت على زهرة وفهد ، حيث ان زهرة كانت تحاول استيعاب صدمتها وتحاول الا تفلتا دموعها من عينيها اما فهد فكان ينتظر ان تتكلم زهرة وتخبره انها سوف تنفصل عنه للابد ، بعد ثوانٍ قليلة استعادت زهرة صوتها وادراكها


زهرة : بص يا فهد ، انا مش هتحايل عليك ومش هقف جنبك اكتر من كده لان انا تعبت ، متعبتش من ضعفك ولا من انك بتاخد مخدرات ولا اى حاجة من دى ، انا تعبت من عدم تقديرك ليا

فهد : طيب اركنى كل ده على جنب وخلينا نفكر بمنطقية ، انا دلوقتى عندى ٢١ سنه ، مفصول من الكلية الفنيه العسكرية ، مخلصتش الكلية اللى انا فيها ، مدمن وكل شوية بتحجز فى مصحه ، وانتِ بتحبيني وانا بحبك وموافقه على كل ده ، هاتيلي بقي الاهل اللى يوافقوا على واحد زيي

زهرة : انت ليه مصمم تقلل من نفسك ، وحتى لو انت سئ اوى كده ومفيش حد هيوافق عليك ليه مبتحاولش تصلح من نفسك وتبقي احسن من كده

فهد : انا حابب نفسى كده

زهرة : هيجي عليك وقت وهتندم ، لما تلاقى العمر جرى بيك ومعملتش اى حاجة غير انك بقيت مدمن ، لما تخسر كل حاجة والعمر يتقدم بيك وتلاقى مفيش حد جنبك ومعندكش اى حاجة حتى تمن المخدر مش هتعرف تلاقيه 


يشير فهد الى النادل كى يأتى له بـ حساب المشروبات دون ان يعير كلام زهرة اى اهتمام ، اخرج النقود من جيبه واعطاها للنادل وقال لـ زهرة دون ان ينظر اليها (يالا عشان اوصلك المحطه)

**__**__**

وصل عمر الى البناية التى يقيم بها وقرر ان يذهب اولاً الى مى حتى يهون عليها ما تمر به ، وصل عمر الى شقتها وهم بطرق الباب ولكنه سمع صوت كاميليا تتحدث الى مى فـ قرر ان يقف خلف الباب ويسمع ماذا تقولان 


كاميليا : انا مش هسمحلك يا مى

مى : انتِ عايزة منى ايه يا كاميليا ، لا عيزانى ابعد ولا عيزانى اقرب

كاميليا : قربى ، بس بلاش موضوع الحب والجواز ده

مى : وفيها ايه لما احب عمر واتجوزه ، عمر خلاص عرف الحقيقة

كاميليا : ليه مصرة انى اجرحك كل شوية وافكرك ان عمر بيحب يسرا وناوى يتجوزها

مى : ماهو مخدش الفرصه انه يحبنى

كاميليا : انا مش عارفه اقولك ايه ، عمر بيحب يسرا ومش اى حب ومظنش انه ممكن يحب غيرها

مى : يبقي سبينى ابعد ، ابعد للابد

كاميليا : مش قادرة ، انا امك يا مى ، ربيتك وكبرتك وكنتى ومازلتِ اقرب انسانه ليا ، مقدرش اسيبك تبعدى

مى : لما واحدة تربى مع ابنها واحده المفروض تسعى انهم تجوزوهم لانها واثقه انها ربت تربيه كويسه تنفع لابنها لكن انتِ غريبه مصممه تبعدينا عن بعض 

كاميليا : وعشان انا ربيتك وربيت ابنى فانا اكتر واحدة عرفاكوا وعارفه ان انتوا الاتنين متنفعوش لبعض ، انا بدور على سعادتكوا

مى : يبقى سبينى ابعد ، سبينى انسى عمر

كاميليا : لا ، لازم تعيشى معانا ، زى مانتِ قولتى مش قادرة تعتبرى عمر ابن اختك لانك مش اختى ممكن تعتبريه اخوكى

- اخويا (قالتها مى متهكمه)

كاميليا : زى اخوكى ، اقولك تعالى نسافر سوا انا وانتِ اى حته اهو تغيرى جو

مى : تمام

كاميليا : انا بحبك اوى يا مى ولازم تبقى عارفه ده 

مى : بس مش اكتر من عمر

كاميليا : عمر ابنى

مى : وفرحة عمرك ونور عينك ، مش دايماً بتقولى عليه كده ؟

كاميليا : دى حقيقة 

مى بصوت مخنوق وعيني دامعه : اهو عمر بالنسبه ليا اكتر من كده


اختنقت كاميليا بسبب حزن مى ودموعها وعشقها لـ عمر ، لا تدرى هل تترك مى تتقرب من عمر لـ يحبها ام تبعد عنه مى للابد ، ولان كاميليا تثق من ان عمر لم ولن يعشق سوى يسرا فقررت الا تسمح لـ مى بالبعد عن عمر


كاميليا : وانا مش هبعدكم عن بعض ، واتمنى تخلى عمر يحبك

مى : بجد يا كاميليا ؟

كاميليا : بجد يا مى

عمر مردداً لنفسه : ايه اللى هببتيه ده يا ماما

**__**__**

لم يستطع قاسم الراوى الصبر كثيراً حتى يرى ابنه فهد ويتحدث اليه لذلك اوهم زوجته فى الصباح انه ذاهباً الى عمله ولكنه استقل سيارته وذهب الى القاهرة قاصداً منزل ابيه وامه

طُرق باب المنزل وقامت بفتحه الخادمة ، كان فهد يجلس مع جدته فى الصالون المُقابل لـ باب الشقة وكان جده جالساً يتابع الاخبار فى التلفاز الموضوع جانب الصالون

دخل قاسم الراوى ووقف بقامته الطويلة امام ابنه ووالديه

يتميز قاسم الرواى بـ وسامته رغم وصوله التاسع والاربعين من عمره ، كان يمتلك بشرة خمرية اللون وعيوناً عسلي لامعه

انتفض جسد فهد وشحب وجهه عندما رأى والده ووقف وعندما احست جدته ذلك الخوف وقفت هى الاخرى واحتوت حفيدها بـ حنانها ويديها

وعلى غير العادة تعامل قاسم بكل هدوء مع ابنه ولا يعلم هل هذا بسبب وجود والديه ام بسبب كثره قسوته على ولده

القى قاسم التحيه بعد فترة من الصمت دامت لنصف دقيقه تبادل خلالها قاسم وولده النظرات ، اقترب قاسم من والديه وصافحهما بحراره وشوق ثم طلب من ابنه ان يتحدث معه بالداخل وبدون وجود احداً معهما وبالفعل دخلا شُرفة احدى الغرف


قاسم : انا عارف انك محتاج تريح اعصابك ، عارف انك مش مستحمل اى نقاش بس انا كذلك مش مستحمل اشوفك كده ، اشوفك بتضيع وبتضيع نفسك ومستقبلك

فهد : مستقبل !! انهى مستقبل ده ؟ هل قصد حضرتك على الكلية اللى اتفصلت منها ؟ ولا على العمر اللى ضاع فى المصحه

قاسم : احنا يا فهد اول مرة نقعد ونتكلم بهدوء فـ ياريت بلاش العصبيه دى

فهد : انا مش هرجع المصحه ، ده اللى عندى

قاسم : ليه !! ليه مش عايز ترجع المصحه !! ليه مش عايز تتعالج


استغرب فهد هدوء والده الغير طبيعى فهو اعتاد من والده على العصبيه وافتعال المشاكل والقسوه ولذلك اضطر فهد ان يسيطر على اعصابه وان يتناقش مع والده بهدوء


فهد : بما انى اول مره اشوف حضرتك بالهدوء ده ممكن بقى حضرتك تقولى ليه صممت ادخل كليه عسكرية رغم ان حضرتك كنت عارف انى مش عايزها وسيبت يسرا ومهند يدرسوا المجال اللى حابينه

قاسم : مبدأياً متحطش نفسك فى مقارنه مع يسرا ، يسرا ليها وضعها وظروفها الخاصة ، انا بعترف انى غلطت فى حقك يا فهد بس كل الحكايه انى كان نفسى اشوفك ضابط مش اكتر 

فهد : بس انا مكنتش عايز ابقى ضابط

قاسم : وانا قولت انى بعترف انى غلطت ، بس هل الصح اننا نفضل نفكر فى المشكلة ومنفكرش فى الحل

فهد : وتفتكر ايه الحل ؟ ضاع من عمرى سنتين فى الكلية وبعدها انفصلت ظلم وسنه ونص فى المصحه

قاسم : وبعدها هربت ، انت عارف انت هربت كام مرة فى سنه ونص !! عارف انك مكنتش محتاج اكتر من ست شهور كاملين على بعض وتتعالج

يتنهد فهد تنهيدة شقت صدره : بس انا مش عايز اتعالج


يحاول قاسم ان يحتفظ بهذا الهدوء رغم انه بدأ يخرج عن شعوره بسبب البرود الذى يتملك فهد


قاسم : ليه !!

فهد : فى واقع سئ جداً محاصرنى ، مش عارف اعيش فيه ومينفعش مش اعيش فيه ، المخدرات بتخلينى اعيش فى دنيا تانيه خالص ، بتخليني ناسى الدنيا بقرفها

قاسم : وهتفضل هربان من الدنيا لحد امتى ؟ هتفضل موهوم لحد امتى ؟

فهد : لحد ماكون مش مدمن 

قاسم : يعني ايه ؟


يقف فهد وينظر الى الشارع من خلال الشرفة ، يختنق صوته بشده وتلمع عينيه بسبب تلك الدموع التى منعها من النزول


فهد : انا فى نظركوا ، فى نظركوا كلكوا حضرتك وماما واخواتى وكل الناس ، فى نظر المجتمع كله (ويصمت خمس ثوانى ثم يتنهد ويكمل) مُدمن


يقف قاسم خلفه ويضع يديه فى جيب بنطاله ويسأل فى استغراب : يعنى ايه ؟

يلتفت فهد لوالده : يعني مهما اتعالجت وبقيت طبيعي هتفضلوا تعايرونى بآنى مدمن ، فى اى خناقه هلاقى اللى يقولى يالا يا مدمن ، يعني حتى بعد ماتعالج واتقدم لـ زهره هترفض عشان انا مدمن ، هو ده المجتمع ، لو واحد سرق لاول ولاخر مرة فى حياته وتاب برضه هيفضل حرامى ، لو واحدة عملت حاجة غلط مرة واحدة وتابت تفضل فى نظرهم وحشه ومش مظبوطه ، وانا برضه هفضل مدمن

بدأ قاسم يتخلى عن هدوئه وبدأ يتحدث بعصبيه : انت اللى عايز تفضل مدمن وبتدورلك على حجه ، يا ابنى هتموت ، هتموت من اللى بتعمله فى نفسك ، العمر هيعدى بيك وهتلاقى نفسك معملتش اى حاجة غير انك دمرت صحتك ودمرتنا معاك 


يخيم الصمت عليهما ، يجلس قاسم على المقعد الموجود فى الشُرفة محاولاً ان يهدأ مرة اخرى اما فهد كان يحاول ان يعود لسابق عهده وهو التأثر بتلك الكلمات حيث ان فى الاونه الاخيره اصبح فهد عديم الاحساس ، يقف قاسم مرة اخرى امام فهد


قاسم : انا مش هقول اكتر من اللى بقالى اكتر من تلت سنين بقوله ، انا هسيبك هنا تريح اعصابك ، مش هرجعك المصحه غصب عنك بس هقولك لاخر مرة فكر فى نفسك ، فكر فى زهره ، ذنبها ايه البنت دى ، فكر فى امك اللى هتموت من حسرتها عليك ، فكر فى اى حاجه غير انك تروح مننا يا فهد


قالها قاسم بنبره حزينه وصوتاً مجروحاً وتركه وخرج من الغرفه واخبر والديه انه يجب ان يعود للاسكندريه اليوم 

**__**__**

ذهبت يسرا لـ مقابلة نور حمدان بحسب اتفاق مسبق بينهما ، كانت يسرا خائفة ، قلقة ، مرتبكه ومتوترة ، كانت احاسيسها غير طبيعيه وغير محدده ، كانت تخشى ان ترفض ذلك الدور الذى عُرض عليها فـ تضيع منها فرصه التمثيل والبطوله المطلقة مع مخرج ومنتج من اهم صناع السينما فى الوطن العربى ولكنها ايضاً لا تستطيع ان تقبل بـ دوراً مثل هذا ، حيث ان يسرا قررت ان تخوض تجربة التمثيل بدون علم والدها ووالدتها وعمر فقط لـ تثبت لهما انها موهوبة وانها ستؤدى دوراً مميزاً يتسم بالرقى والاحترام

جلسا نور حمدان ويسرا فى حديقة الڤيلا 


نور : انتِ فعلاً لحقتى تقرأى الورق ؟

يسرا : اهاا انا سهرت عليه لحد ما خصلته

نور : وايه رأيك ؟

يسرا : هو انا معروض عليا انهى دور

نور : انا عايزك بطله يا يسرا لانك تستحقى ده

يسرا : قصد حضرتك دور بوسى ؟

نور : بالظبط

يسرا : بس ده دور جرئ جداً ، لبس الشخصيه والفاظها والمشاهد الخارجه للشخصيه كتيرة

نور : ده فن يا يسرا ، المفروض تبقى عارفه كده

يسرا : هو الفن انى اطلع فى دور عاهره بتعمل كده هواية !! حتى مفيش نص فى الورق قال ان ظروفها السيئه دفعتها للانحراف

نور : انتِ متأكده انك كملتى الورق للاخر

يسرا : كملته

نور : يعنى المفروض تكونى فهمتى الرساله اللى عايزين نوصلها من الفيلم ده والرساله دى كان فى اللى حصل لـ بوسى فى الاخر وده كان بسبب تصرفاتها الغلط وانحرافها و ******


صُعقت يسرا لما قاله نور ، فقد قال لفظاً خارجاً قبيحاً بكل سهوله ويسر وكأنه يقول صباح الخير ، بلل العرق جبهة يسرا واحمر وجهها خجلاً 


نور : متتخضيش كده ، انا بس بحاول اعودك على الدور

يسرا : انا بعتذر لحضرتك ، مش هقدر اقبل الدور 


صمت نور حمدان لـ ثوانٍ معدوده ونظر نظرة طويلة الى يسرا زادت من ارتباكها ثم ابتسم ابتسامته الباردة واكمل حديثه


نور : عشان انتِ فرصه مش عايز اضيعها من ايدى وعشان دى فرصه مش عايز اضيعها من ايدك فانا هديلك اختيار افضل

يسرا : يعنى ايه ؟

نور : يعنى هنعمل جلسة عمل انا وانتِ والمؤلف والمنتج ونحاول نخفف من المشاهد والالفاظ اللى انتِ رفضاها

يسرا : بس انا رافضه من الاساس اعمل دور بوسى

نور : دور بوسى مجرد شخصيه بتلعبيها ملهاش علاقة بيكى كـ انسانه بجانب ان الدور فيه رساله مهمه وواضحه


اوشكت يسرا على الرد ولكن اوقفها نور بـ رده "قبل ما تاخدى قرار فكرى كويس وعلى اقل من مهلك وانا مستنيكى" ، ابتسمت يسرا ابتسامه باهته ظهر فيها قلقها وخوفها ، استأذنت من نور حمدان وتركت ڤيلته واستقلت سيارتها ، تابعها نور بـ نظراته حتى اختفت من امام عينيه ثم ردد بـ صوت شبه مسموع "لما اشوف اخرتها معاكى ايه يا يسرا"

**__**__**

عاد قاسم الرواى الى الاسكندرية واثارت عودته المبكرة القلق لدى زوجته فعادةٍ لا يعود قاسم من عمله فى ذلك الوقت لذلك جرت نحوه بمجرد دخوله الى البناية


نادية : قاسم ، انت كويس ؟

قاسم : ايوة يا حبيبتى متقلقيش

نادية : امال جيت بدرى كده ليه ؟

قاسم : انا مروحتش الشغل النهارده

نادية : مروحتش الشغل !! امال كنت فين ؟

قاسم : روحت لـ فهد

نادية : بجد !! روحتله القاهرة

قاسم : ايوة


ودخل قاسم الى غرفة نومه ليبدل ملابسه ومن خلفه زوجته


نادية : فى ايه يا قاسم ؟ فهد كويس ولا لا

قاسم : لا مش كويس

نادية : يعنى ايه ؟

قاسم : شكله متغير ، المخدرات دمرته

نادية (وقد انهمرت الدموع من عينيها) : دمرته ازاى ؟

قاسم : اول مرة احس انى ظلمت فهد وانى السبب فى اللى هو فيه ، اول مرة قلبى يتوجع كده عليه

نادية : فهد لازم يتعالج يا قاسم ، غصب عنه او بمزاجه

قاسم : ازاى يعنى غصب عنه ؟

نادية : يجى هنا ويتحبس فى البيت ويتمنع عنه الهباب اللى بياخده ده والدكتور يتابع معاه من البيت

قاسم : اللى بتقوليه ده صعب ، فهد مينفعش يتغصب عليه

نادية : مانت غصبت عليه فى كل حاجة ، جيت عند الحاجة اللى فيها مصلحته وقررت متغصبهوش

قاسم : انا واثق ان قريب اوى هو اللى هيطلب يتعالج

نادية : طيب انا عايزة اشوفه

قاسم : هنروح كلنا اخر الاسبوع بإذن الله

نادية : ان شاء الله


بدل قاسم ملابسه وخرج من غرفته واتجه ناحية غرفة مهند المشتركه مع فهد وقبل ان يطرق الباب سمع صوت مهند وهو يتحدث فى الهاتف الى احدى الفتيات اللاتى يهاتفهن ، كاد قاسم ان يترك مهند لاستكمال تلك المحادثة الدافئة ولكنه خرج عن شعوره وقرر ان يدخل لابنه ، طرق قاسم الباب فاغلق مهند الهاتف سريعاً ، دخل قاسم الغرفه وجلس على سرير فهد الذى يرقد بجوار سرير مهند وكان مهند جالساً على سريره


قاسم : كنت بتكلم التليفون ؟

مهند : اه بس مش حاجة مهمه يعنى

قاسم : تمام

مهند : حضرتك جيت بدرى يعنى ؟

قاسم : اهاا ، كنت عند فهد

مهند : بجد !! طيب واخباره ايه

قاسم : بخير 


صمت قاسم قليلاً ونظر للاسفل ثم رفع رآسه ونظر الى عينى مهند مباشرةٍ 


قاسم : عارف يا مهند ، برغم ان فهد مدمن ومفصول من كلية عسكرية ومش عايز يكمل كليته الا انه فى نظرى افضل منك ، رغم انك مثقف ومجتهد وملتزم

مهند : حاجة تسعدنى ان اخويا يبقي احسن منى طبعاً بس اتمنى توضح وجهة نظر حضرتك اكتر

قاسم : فهد مبيضرش الا نفسه بغض النظر عن ان قلوبنا موجوعه عليه بس فى النهايه هو الخسران لكن انت بتضر ناس كتير

مهند : يعنى ايه يا بابا ؟

قاسم : يعني لما تعرف بنت قلبها زى الورده اللى لسه بتفتح وتعلقها بيك وتعيشها قصة حب افلاطونيه وفى الاخر تجرحها وتسيبها لاما معقده لاما مقرره تتنقم من كل الشباب وتبدأ تعمل زيك يبقي انت كده بتضرها وانت السبب فى اللى هتوصله

مهند : ايوة بس هما ..........

قاسم مقاطعاً : اسمعنى يا مهند ، انت عندك اخوات بنات ، هيبقى عندك زوجه وبنات ، انت عارف ومتأكد انك محبتش ولا واحده من اللى عرفتها انت بس عاجبك الموضوع بيسليك ، فـ اهدى بقى بدل ما تقع على جذور رقبتك

مهند : اقع !!

قاسم : ايوة تقع ، لاما بقى تتجوز واحدة كانت بتعمل اكتر من اللى انت بتعمله لاما تخلف بنت (ويقف ويتجه ناحية الباب) وتطلع عينك زى مانت مطلع عنينا كده (وخرج)


لم تهتز شعرة لـ مهند من كلام والده ، فهو متأكد من انه لم يظلم اى فتاة عرفها من قبل ، فـ بمجرد ان تتغير مشاعره ناحيتها يعترف لها بذلك ، فآى فتاة يقابلها او يحدثها فى الهاتف حقاً يشعر انه يحبها ولكنه قلق من فكرة زواجه من فتاة فعلت اكثر مما هو فعل لذلك اعاد التفكير فى كلام والده

**__**__**

فى مساء اليوم التالى جلس عمر ويسرا لتناول وجبه الغداء سوياً ، كان عمر على غير عادته صامتاً اغلب الوقت لم يكن ينظر الى يسرا اما يسرا لم تتوقف عن الكلام وعن سرد يومياتها حيث انها لم تقابل عمر منذ ايام ولكن صمت عمر لفت انتباهها لذلك توقفت عن الكلام لتسأله عن ما به


يسرا : مالك يا عمر ؟

عمر : انا قررت اخطب

يسرا : تخطب !!

عمر : اهاا

يسرا : مش فاهمه ، تخطب حد غيرى يعنى ؟

عمر : اه 

يسرا : نعم !! طب وانا

عمر : انتِ ايه ؟

يسرا : لما انت هتخطب واحده غيري انا وضعى ايه بقى ؟

عمر : زى مانتِ

يسرا : يعنى ايه ؟

عمر : يعنى هتفضلى حبيبتى وهنفضل زى ماحنا كده بنتكلم ونتقابل ونحب فى بعض

يسرا : بس !!

عمر : ماهو ده اللى انتِ عيزاه ، عايزة حب وتنطيط مش خطوبة وجواز

يسرا : بس مش لدرجه انك تصاحبنى وانت خاطب

عمر : لا انا لسه مخطبتش بس انا لازم اخطبها

يسرا : ليه لازم ؟

عمر : غلطت معاها

يسرا : نعم !!

عمر : وانا مقدرش اتخلى عنها ، اللى مرضهوش على امى وعليكى مرضهوش على بنات الناس

يسرا : خونتنى يا عمر !!

عمر : غصب عنى يا يسرا ، انا بنى ادم بيضعف ويغلط

يسرا : مش للدرجة دى (وقد تساقطت الدموع من عينيها) بتخونى وتوصل بيك المرحله انك تعمل كده مع واحده وعايز تتجوزها وتقولى غصب عنى ، انت خاين يا عمر


نظر عمر نظرة طويلة الى يسرا ولم يقل لها اى كلمه مما اثار غضب يسرا وجعلها لا تتوقف عن البكاء وتوجيه السباب والشتائم الى عمر وظل عمر على هدوئه وثباته


#تابعونا

#مَن_أكون

#آلاء_الشريفى