Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

السبت، 11 يوليو 2015

مَن أكون (الفصل السادس والعشرين)

 الفصل السادس والعشرين

وبعد طول انتظار من جميع الاطراف سواء الجهة المختصه بالتحقيق او عائله عمر او عائلة زينة ،  وصل تقرير الطبيب الشرعى حول الجثة الى النيابة ، تبين في التقرير سبب ووقت الوفاة 
كُتب فى تقرير الطب الشرعى  ان القتيله مصابة بـ جروح وكدمات فى الوجه وفي اجزاء متفرقه من الجسد نتيجه لـ ضربٍ مبرح 
وكانت الوفاة نتيجه لـ طلق نارى فى صيوان الأذن اليمني دخولًا وخروجًا، ثم اخترق يمين الرأس محدثًا كسور بعظام الجمجمة، وتهتك بالمخ ونزيف دماغي ادى الى الوفاة فى الحال وأُضيف فى تقرير  الطب الشرعي أن مسافة إطلاق النيران حوالي 15 سنتيمترا وان الوفاة حدثت منذ تسعة ايام ، ذهب ضابط المباحث المختص بالتحقيق في تلك القضيه الى مقر النيابة بعدما جاءه التقرير ، حيث كانت هناك علاقه صداقه تربط بين وكيل النيابه وضابط الشرطة المختصان بالتحقيق

وكيل النيابة : شوفت تقرير الطبيب الشرعى
الضابط : اه شوفته
وكيل النيابة : ايه رأيك فيه ؟
الضابط : ماهو انا جاى بخصوصه
وكيل النيابه : قولى اللى عندك حابب اسمع وجهة نظرك
الضابط : تقرير الطبيب الشرعى بيقول ان الوفاه حصلت من تسع ايام واحنا جالنا بلاغ من تمن ايام عن اختفاء زينة ، وقبضنا على عمر من تلت ايام صح
وكيل النيابه : صح
الضابط : التحريات قالت ان زينة كانت عند عمر في البيت قبل ما يجيلنا بلاغ اختفائها بيوم والتقرير بيقول انها ماتت فى نفس اليوم اللى كانت عند عمر فيه ، خلينا نفترض ان هو القاتل يعني ، هنقول مثلاً كان بيبتزها وبيهدها وراحت بيته عشان تراضيه او تهديه او تشوفوا عايز ايه خرجت من عنده بعدها بساعه راح وراها ما كان ماهى موجوده وقتلها ، المكان اللى لقينا فيه الجثه كان ارض صحراويه على طريق مصر/اسماعليه الصحراوى يعني عشان يقتلها لازم يقنعها انها تروح معاه مشوار العاشر من رمضان مثلاً او اسماعليه او حتى يقتلها في اى مكان وياخد الجثه يتخلص منها في الصحرا في حين ان الشهود سواء اهل عمر او جيرانه او حتي حارس العماره قالوا انه مخرجش اصلاً اليوم ده ولا اللى بعده
وكيل النيابة : مظبوط وفي حاجه كمان 
الضابط : ايه هى ؟
وكيل النيابة : لو بصينا لـ تقرير شركة الاتصالات بخصوص الرسايل اللى المتهم بعتها لـ القتيله مع التحريات والتحقيقات هتلاقى ان الرسايل اتبعت فى نفس التوقيت اللى كانت فيه القتيله فى بيت المتهم يبقى ازاى هتكون عنده في البيت وباعتلها رسايل تهديد
الضابط : عند حضرتك حق
وكيل النيابة : وكمان  مسافه ضرب النار
الضابط : اللى هى( ناظراً لتقرير الطب الشرعى) 15 سم
وكيل النيابة : مسافة قريبة اوى ، ده تقريباً القاتل كان فى وش القتيله
الضابط : عايز تقول ايه ؟
وكيل النيابة : القتيله مكنتش متكتفه ولا كانت مقيده ولا عندها اى كسور دى كانت مجرد كدمات نتيجه للضرب لو القاتل ماسك السلاح ووشه ليها كده خاصه ان الطلقه في مقدمه الدماغ مش مؤخرتها يعني شيفاه ليه مخدتش رد فعل الا اذا كان القاتل طلع السلاح وضربها بيه بدون مقدمات وعلى حسب كل اللى قولناه ده ان عمر قتلها عشان الفلوس يعني اكيد كان في فرصه للتفاوض
الضابط : وده معناه ان عمر مبيكدبش وان في حد من اهل بيته هو اللى بعت الرسايل دي لـ زينة وهو برضه اللى حطله السلاح في هدومه
وكيل النيابة : بس خد بالك ، ده بينفي التهمه عن عمر بس موصلناش للقاتل
الضابط : حتى لو موصلناش للقاتل المهم اننا منحبسش حد مظلوم ، دي فيها اعدام يا باشا ، بس انا مستغرب حاجه 
وكيل النيابة : ايه ؟
الضابط : لو المتهم بعت رسايل لـ القتيله فى نفس الوقت اللى هى كانت معاه فيه ليه مشفتهاش ، يعني واحده جايلها رساله على موبايلها ايه يمنعها متفتحهاش
وكيل النيابة : لان ممكن كان الموبايل سايلنت وممكن تكون مش مهتمه وممكن يكون فاصل شحن او مسقط شبكه وممكن برضه يكون الموبايل مكنش معاها اصلاً
الضابط : تمام
وكيل النيابة : انا هعيد التحقيق مع اهل بيته ونشوف هنوصل لـ ايه ولو عمر مظلوم وفي تلفيق فالاكيد ان حد من اهله بيته هو اللى ساعد في تلفيقها

وبالفعل امر وكيل النيابة بـ استدعاء كلاً من كاميليا توفيق ويسرا الراوى ومى توفيق لـ اعاده استجوابهم مره اخرى وقرر ضابط المباحث المختص بالتحقيق ان يذهب الى البناية التى يقطن بها عمر كى يعيد استجواب الحارس والجيران
__**__**__
هدأت كاميليا من روع مى وساعدتها يسرا في نقلها الى التخت وافاقتها من الاغماء ، كانت مى تبكى بحرقة شديده ، كانت كلماتها تنمو عن ندم شديد ، تنمو عن افاقتها من غفلتها ، رغم انها افاقت من الاغماء ومن حالة البكاء الهيستري الا انها مازالت تردد بانها قتلت زينة

كاميليا : ما تفهمينا يا مى ، انتِ ازاي قتلتيها وازاى مصدومه لما عرفتى انها ماتت
مى (بعد ان اعتدلت فى جلستها) : والله ما كنت اقصد ، والله ما كنت اعرف ان الموضوع هيوصل للقتل
كاميليا (جلست على طرف التخت) : طيب يا حبيبتي اهدى وفهمينى ، ايه اللى حصل ؟
يسرا : طيب هستأذن انا
كاميليا : اقعدى يا يسرا انتِ مش غريبه
مى : خليكي يا يسرا ، هى كده كده خربانه

جلست يسرا على احد المقاعد المتواجده فى الغرفة

مى : من حوالى شهر كده لقيت رقم بيكلمني وطالب يقابلنى ، الاول خوفت وبعدين قالى انه عايزيني فى موضوع بخصوص عمر وزينه ، قابلته مكان ماتفقنا
كاميليا : وبعدين

صمتت مى لـ ثوانٍ معدوده وبدأت تسترجع ذلك اليوم الذى قابلت فيه الرجل الذى هاتفها
قابلته فى احد المطاعم ، وجدته رجلاً كبيراً بالسن تبين انه قد تجاوز الستون من عمره ، كان يقف حوله اثنين مسلحين ، اقوياء البنية وقد استنتجت مى انهما الحرس الخاص به ، ابتسم لها الرجل وطلب منها ان تجلس واشار الى الحراس بالجلوس بعيداً عنهما ، سألته مى مَن يكون لانها لا تعرفه رد الرجل قائلاً " انا كمان معرفكيش شخصياً بس اعرفك من بعيد" واخبرته مى انها لم تفهم شئ مما قاله ، ابتسم الرجل وقال لها " انا هاشم غُنيم ، والد زينة صاحبتك"

مى محدثه كاميليا ويسرا : ساعتها خوفت ، دايماً زينة بتتكلم عن انهم بينهم عداوة ومشاكل ، زينة كانت لما بتجي سيرته كان وشها بيجيب الوان وتتخض وفى مره قالتلى "ابويا ده احن واحد في الدنيا بس لما عرفته على حقيقته عرفت قد ايه هو انسان شرير وقاسي ومعندوش لا رحمه ولا ضمير بس في النهايه هو ابويا" عشان كده خوفت منه
كاميليا : عمرى ما شوفت حد بيشكر فيه ، المهم كملى

صمت مى مره اخرى لـ مدة ثوانٍ قليله وعادت تروى ما حدث وهى تتذكر كل تفصيله فيه

هاشم : انا عارفك لاني مراقب بنتى وعرفت من المراقبه انها بتروح عندك كتير وان تقريباً ملهاش اصحاب غيرك
مى : تمام
هاشم بابتسامه اخافت مى : زينة حكيتلك ايه ؟ تعرفى ايه مفروض محدش يعرفه ؟
مى : انا مش فاهمه حاجه
هاشم : زينة حكيتلك ايه عنى ؟ وتعرفي ايه عن عمر الصياد
مى : زينة محكتش اي حاجه عن حضرتك كل اللى قالته ان في بينكم مشاكل بس والله ماعرف ايه هي لحد دلوقتي
هاشم : وعمر !!
مى : عمر ده يبقى ابن اختى
هاشم : ابن اختك وبتحبيه ونفسك تتجوزيه صح ؟
مى : نعم !!
هاشم : انا عارف انك بتحبي عمر وعارف انك عارفه انه مش ابن اختك وعارف انه مبيحبكيش
مى : حضرتك عرفت الحاجات دي ازاي ؟
هاشم : مش مهم عرفتها ازاي ، المهم انى هنا عشان اساعدك وتساعدينى
مى : مش فاهمه حاجه 
هاشم : افهمك ، انا بيني وبين زينة مشاكل مش مهم تعرفي تفاصيلها المهم تعرفي انى عايز اخلى زينة ترجع تحبني وتثق فيا ، وعشان المشاكل اللى بينا هي قررت تتجوز غصب عنى والعريس يبقي عمر
مى باستغراب : عمر !!
هاشم : ايوة عمر ، ارتبطوا وناوين يتجوزوا وانا مش عايز الجوازه دي تتم واكيد انتِ كمان
مى هامسه : الواطيه 
هاشم : هاا هتساعدينى
مى : ازاى ؟

اخرج هاشم سلاحاً وضعه على المنضدة امام مى ، قلقت مى وزادها ذلك الموقف خوفاً على خوفها

هاشم : متتخضيش
مى : انت عايزنى اقتله !!
هاشم : لا طبعاً ، ايه الهبل ده
مى : امال ؟
هاشم : هتحطي السلاح ده فى دولاب هدوم عمر (ثم اخرج ورقه ووضعها امام مى) وهتبعتي اللى مكتوب في الورقه دي رسايل من موبايل عمر لـ رقم زينة 
مى (بعد ان قرأت الورقه) : دى كلها رسايل تهديد وابتزاز ، انت هتورط عمر في ايه بالظبط ؟
هاشم : افهمى انا مش هورطه ، كل الحكايه اني هختلق خلاف مع عمر واخليه يضربنى بالنار او اتبلى عليه انه ضربنى بالنار هيتقبض عليه خاصه بعد مايلاقوا السلاح عنده ، زينة هتجي تتراجني اتنازل ، انا هتنازل وهخرجه من السجن وبكده ابقى كسبت زينة لاني خرجتلها حبيبها من السجن واساوم عمر انه يبعد عن زينة مقابل خروجه

نظرت مى اليه والى السلاح ، صمتت كثيراً ، كانت تفكر في كل كلمة قالها 

مى محدثه كاميليا ويسرا : يومها قالى خدي وقتك فكرى كويس وردي عليا بس متتأخريش لازم ده يحصل قبل ما يتجوزوا ، بعد ما شوفت عمر وزينة جايين هنا دمى فار ، حسيت بغيره قطعت قلبى ، انا بحب عمر اكتر من يسرا وزينة ومش ذنبى انه اتربي معايا وفاكرني خالته ، حبي له وغيرتى عليه وعدم تقديره لكل ده خلانى اكلم هاشم واتفق معاه بس والله سألته عمر هيتأذى او حتي زينه قالى لا واقسم ليا ان مفيش اي اذيه ليهم هما الاتنين وبناءاً على كده حطيت السلاح لـ عمر وبعت رسايل التهديد دي (بكت مى بكاء هستيري) بس والله ما كنت اعرف انها هتوصل للقتل والسجن والمصايب دي
كاميليا : هان عليكي عمر يا مى !! هان عليكي تلبسيه تهمه زى دي
يسرا : ماما متدبحيش فيها كفايه عليها تأنيب ضميرها وهي اتضحك عليها اكيد مش ممكن تعمل كده وهي عارفه ان فيها قتل وسجن
كاميليا بدموعها الساخنه : لا لازم اعاتب وادبح ، مش ممكن يكون ده جزاء تربيتي وتعبى انها تضيع ابنى ومستقبله
مى صارخه : والله ما كنت اعرف ولا كنت اقصد ولا عمرى فكرت أأذيه
يسرا : مش هنقعد نتكلم ليه ده حصل وازاي ، احنا عايزين نوصل لـ تفسيرات وحلول
كاميليا : الحل ان مى تروح تحكي كل ده في النيابه
مى : مقدرش ، اخاف يتقبض عليا
يسرا : قبل الحل لازم نلاقى تفسير ونحط احتمالات
كاميليا : يعنى ايه ؟
يسرا : يعني مثلاً هاشم ده قتل بنته ، يعني في اب يقتل بنته !! طيب لو كان قتلها ليه اتأخر في التنفيذ ، فى فرق حوالى تلت اسابيع بين ما قابل مى وبين ما مى نفذت
كاميليا : وليه يقتل زينة !! ما كان ممكن يلفق لـ عمر تهمة من غير ما يقتل بنته
يسرا : واضح ان زينة عرفت عنه اللى مينفعش تعرفه واللى هى جت وحكيته لـ عمر
كاميليا : مش مبرر لـ قتلها
يسرا : يبقي النيابه هي اللى تقدر تعرفلنا كل ده ، مى انتِ لازم تروحي تحكي كل ده في النيابه
مى : مقدرش ، لاما هتسجن لاما هاشم هيقتلنى زي ما قتل بنته
يسرا : انتِ كلامك ده يدل انك اتضحك عليكي يعني مش شريكه في القتل وبعدين لو لا قدر الله اتقبض عليكي المحامي ممكن يطلعك شاهد ملك لان من غير شهادتك مفيش قضيه
كاميليا : عمر لابس التهمه يا مى ، متظبطه عليه ومفيش حد هيقدر يخرجه منها الا ربنا وشهادتك ، ده ممكن ياخد فيها اعدام ، هيهون عليكي يعني ؟
مى : وانا هتسجن !!
يسرا : صدقيني احتمال كبير متتسجنيش ولا حاجه زي ما قولتلك من غير شهادتك مفيش تهمة هتتوجه لـ هاشم غُنيم ولو جدلاً يعنى اتسجنتي صدقيني مش هتزيدي عن سنه لكن عمر هياخد اعدام يا مى ، فكرى فى عمره ، فكرى في انه مظلوم ، فكرى في انه اللى اتربيتي معاه وبينكم عشره عُمر ، طيب هتسيبى دم صاحبتك الوحيده يروح هدر ، واحد مظلوم يتحبس والقاتل حره طليق ، عمر وزينة بيتأذوا بسببك ، اقرب اتنين ليكي وانتِ اقرب واحده ليهم ، هتخونى كل ده يا مى ؟

وزعت مى نظراتها بين كاميليا ويسرا ، فكرت في كل ما قالته لها يسرا ثم بكت بحرقة وحسرة وندم ، طلبت يسرا من كاميليا ان يتركاها تستريح حتى تفكر وتقرر ماذا ستفعل
__**__**__
تم نقل فهد الى المنزل بعد ان جهزا له والديه غرفه طبيه مجهزه بالكامل له وبعد ان احضرا له ممرضه مختصه بحالته حتى تتابع حالته المرضيه
كان فهد هزيل جداً ، اشبه بـ الهيكل العظمى الذى تخلى عنه لحمه وتبقى له جلده ، كان هزيل وضعيف الى ابعد حد
كانت ملامح وجهه بائسه ويائسه لا تعبر سوى عن الحزن والاكتئاب والاحباط 
بمجرد رؤيه والدته له انهارت من البكاء حزناً على ولدها ولكن اخرجها قاسم من غرفة فهد حتى لا يراها وهي تبكى ، استقر فهد في غرفته وزاره اخوته ( مهند ، نادين ) ، ظهر على فهد بعضاً من تعابير الفرحه لـ رؤيته اخوته ولكن عندما رأى الحرن والاشفاق في اعينهم شعر بحزن شديد
دق جرس الباب وكان الطارق زهرة التى علمت بوصول فهد الى منزله وجاءت تهرول كى تراه

نادية : زهرة !! انتِ بتعملى ايه ؟
زهرة : عايزه اشوف فهد يا طنط ارجوكى
نادية : يا حبيبتى الزياره ممنوعه لـ فهد وكمان مش عايزين مشاكل مع مامتك
زهرة : اشوفه ان شاءالله حتي من بعيد عشان خاطرى يا طنط وغلاوة فهد عندك
قاسم : خليها تشوفه يا نادية مش هيحصل حاجه
نادية : انا مش عيزاها تشوف فهد كده والعكس كمان

جرت زهرة تجاه قاسم كى تتوسل اليه لـ ترى فهد

زهرة : ارجوك يا عمر عايزه اشوفه
قاسم : حاضر (موجهاً كلامه لـ نادية) حتي لو فى مشكله هتحصل فمش هيحصل اكتر من اللى فهد وصله ، تعالى يا زهرة

كان فهد مستلقياً على تخته وشارداً بـ ذهنه وكان لا يتحدث مع احد اطلاقاً حيث انه امتنع عن الكلام بعد تفاقم مشكلة عدم التحكم فى سيلان البول ولكنه عندما رأى زهرة تدخل الغرفه نهض من شدة خجله واشتياقه له

قاسم : فهد ، زهرة عايزه تشوفك ، خمس دقايق بس
زهرة : دقيقه واحده ، اشوفك بس

مال فهد برأسه دلاله على الموافقه ، جلست زهرة على مقعد مجوار لـ تخت فهد

زهرة : وحشتني اوى يا فهد
نظر اليها فهد بـ تمعن
زهرة : بص انا عارفه انك مش عايز تتكلم ومقدره كل اللى انت فيه بس انا جايه اقولك حاجه واحده بس

سألها فهد بنظرات عينيه عن ماذا تريد ان تقوله ، نهضت زهرة من المقعد وجلست على ركبتيها بجوار تخت فهد وامسكت بيديه

زهرة : انا هستناك ، مش هتجوز حد غيرك ، هستناك لحد ما تتحسن حتي لو بعد ١٠٠ سنه ، شد حيلك بقى واشفالى بسرعه بقى

لم يستطع فهد الا يبتسم رغم ملامحه الحزينه المليئه بالاكتئاب ، اقترب منها فهد وقبل جبينها في دلالة منه لـ وعدها بانه سيحاول لـ يشفى سريعاً
بكت زهرة بشدة وقبلت يدي فهد وقبل رأسها ورتب على كتفيها كى تهدأ

زهرة : انا بحبك اوى ومش هقدر اعيش ولا احب حد غيرك وهستناك ، هتبقى كويس صح ؟

ابتسم فهد قائلاً : هبقى كويس
زهرة : بحبك اوى
فهد : وانا كمان بحبك 

زيارة زهرة الى فهد اثرت تأثير ايجابى فى الحاله النفسيه الى فهد فـ من ضمن اسباب اصابة عمر بالاكتئاب ضياع زهرة منه ولكنه شعر اليوم انها عادت اليه من جديد ، تنهد فهد ونظر الى المنبه المتواجد بجواره لـ يمسك بـ الدواء ويأخذه دون تذكيز الممرضه له
__**__**__
كانت كاميليا تنهار في كل دقيقه تمر عليها بمجرد ان تتذكر ان ابنها بين جدران السجن وهو مظلوماً ، تمنت ان يعود بها الزمن كى تبقيه بعيداً عن هاشم غُنيم ، ولكن لان الزمن لا يرجع الى الخلف قررت ان تحاول ان تساعد فى انقاذ عمر من تلك التهمه التى وجهت اليه ظلماً
قامت كاميليا بـ تبديل ملابسها وفتحت خزانه مُغلقه بـ احكام واخذت منها ظرفاً كبيراً ، راجعت الاوراق الموجوده به واخذتها وخرجت من الغرفه
كانت مى ويسرا يجلسان بالخارج ، كانت تحاول يسرا اقناع مى ان تذهب الى النيابة لـ تعترف بكل ما حدث وكانت تحاول طمأنتها وتهدأتها ، خرجت كاميليا عليهما وهي منفعله وكان ذلك واضحاً جداً على اغلاقها لـ باب الغرفه وعلى حركتها السريعه وايضاً ملامح وجهها كانت تحمل كثيراً من التعابير المنفعله

يسرا : فى ايه يا ماما !! مالك ورايحه فين كده ؟
كاميليا : ابنى مرمى في السجن ظلم وبسببكوا انتوا الاتنين ، عايزنى اقف اتفرج يعني 
يسرا : طيب فهمينا رايحه فين ولا انتِ في ايدك ايه تعمليه
كاميليا (متجهة ناحيه باب المنزل) : مالكوش دعوة بيا 

وخرجت كاميليا من البناية وسلكت طريقها الى مقر النيابة المختصه بالتحقيق فى قضية قتل زينة 
بعد خروج كاميليا اتجهت يسرا مسرعه كى تبدل ملابسها ولكن اوقفتها مى

مى : انتِ رايحه فين ؟
يسرا : هغير وانزل وراها اكون معاها بدل ما تعمل مصيبه
مى : سيبيها ، مش هتقدرى تعرفي حاجه ولا هتقولك رايحه فين 
يسرا : بس انا قلقانه عليها
مى : متقلقيش كاميليا عاقله ومبتسيبش غضبها يسيطر عليها
__**__
ذهبت كاميليا الى النيابة وطلبت مقابلة وكيل النيابة المسئول عن التحقيق فى مقتل زينة غُنيم وقدمت كل الاوراق التى كانت قد اعطتها زينة الى عمر مسبقاً لـ تثبت نسبه واملاكه التى استولى عليها هاشم غُنيم بالتزوير وقدمت ايضاً ما يثبت تبنيها لـ عمر
قدمت ايضاً التسجيلات التى اعطتها زينة لـ عمر والتى تتضمن اعترافات مسجله من هاشم غُنيم حول حقيقه املاكه بجانب شهادة ميلاد عمر الاصليه وارقام مَن ساهموا في مقتل محمد غُنيم وزوجته ومَن سهلوا الى هاشم غُنيم وضع عمر في ملجأ والاستيلاء على ما ورثه من والده

كاميليا : ده معناه يا افندم ان زينة كانت بتساعد عمر انه يثبت نسبه الاصلى وياخد ممتلكاته من والدها ، بالعقل كده يا افندم ازاي تبقى بتساعده ويقتلها بالعكس موتها مش في مصلحته
وكيل النيابة : تقرير الطب الشرعى عن الجثة بيأكد ان عمر مش القاتل
كاميليا : انا عايزه اوضح لحضرتك ان عمر مش مستفيد من قتل زينة ، حضرتك ممكن تدور مين المستفيد من قتلها ومن تلفيق التهمه لـ عمر
وكيل النيابة : انا فاهم حضرتك

جاء احداً العاملين بالنيابة لـ يخبر وكيل النيابة ان هناك فتاة تدعي مى توفيق تريد مقابلته وهنا تدخلت كاميليا قائله "دى اختى وعندها معلومات كتير يا افندم" ، امر وكيل النيابة بدخولها اليه ، دلفت مى الى الداخل وجلست وسردت الى وكيل النيابه القصه باكملها التى حدثت مع هاشم غُنيم 
امر وكيل النيابة بالتحفظ على مى والقاء القبض على هاشم غُنيم واستدعاء كلاً من مديرة الدار والميكانيكى الذى قام بفك فرامل سيارة محمد غُنيم
__**__**__
ذهب هاشم الى غرفة زوجته التى كانت مازالت تعتزل الناس بعد وفاة ابنها

هاشم : أمينة

نظرت اليه أمينة بعينيها التى تمتلأ بالدموع وهي حاضنه لـ صورة ابنتها
دلف هاشم الى الداخل وقال لها "لسه مش عايزه تسامحيني؟"
مسحت أمينة دموعها وتوجهت ناحيه النافذة

أمينة : كل اللى عملته في حياتك سامحتك عليه ، كل حاجه بلا استثناء بس انت عديت كل الحدود 
هاشم : انتِ عارفه انه مكنش قصدى
أمينة (ناظره اليه بدموعها) : تقتل بنتى ادام عينيا وتقولي مكنش قصدي ، تفرتك دماغها ادام عيني وتقولي مكنش قصدى
هاشم بدموعه : والله مكنش قصدى ، انا اتعصبت عليها مسكت السلاح كالعاده عشان اهددها بيه كنت فاكره فاضي
أمينة : مفيش حاجه تعفيك يا هاشم ، مفيش حاجه تخليني اسامحك
هاشم : انا قلبى واجعني ومحروق اكتر منك ، ماهى بنتي انا كمان
أمينه : بس في فرق بيني وبينك ، انت قتلتها ورميت جثتها في الصحرا عشان تتهم غيرك بدل ما تفوق وتعترف وتكفر بقي عن كل اللى عملته
هاشم (باكياً بحرقة) : انا ندمان ، بموت من جوايا ، مش عارف ازاي عملت كده في زينة ، بنتى 
أمينة : متطلبش مني اسامحك ولو اتكلمت معايا تانى يا هاشم ودم بنتي اللى راح هدر لاكون قتلاك

تركها هاشم وخرج وهو يبكي ، كان مشهد قتله الى زينة لا يفارق خياله ، كان نادماً ، كان ميتاً من داخله ، تمني ان يقتل نفسه بعد قتله لها ، جلس على درج ڤيلته وتذكر حين فقد السيطره على نفسه وعلى غضبه وامسك بـ سلاحه لـ يطلق رصاصه طائشه استقرت بـ رأس زينة لـ تسقطها قتيله فى الحال ، تذكر أمينة وهي تبكى بحرقة وتحاول افاقة ابنتها التى توقفت اعضائها جميعاً ، تذكرها وهي تصرخ "زينة ، زينة يا هاشم ، زينة مبتردش ، ياااااا زينة ، يااا قلبى ردى عليا" ، تذكر حين وقف مصدوماً مذهولاً مما فعله ، وكأن احداً خدره وافاق بعد ان اطلق الرصاصه على رأس ابنته بل واصابت احدي شظايا الرصاصه كف زوجته
ظلت أمينه تصرخ ودماء ابنتها تسيل وهاشم واقفاً في مكانه يحاول استيعاب ما حدث كل ذلك لمده فاقت الخمسة عشر دقيقة وبعد ان استعاب ما فعله وتدارك المصيبه التى حلت عليه تذكر رساله التأكيد التى ارسلتها اليه مى وكان مضمونها "انا عملت كل اللى اتفقنا عليه ، الدور عليك بقى" وهنا تذكر عمر ، وعلق عليه ما وصل اليه مع ابنته واتهمه بأنه السبب في قتل ابنته نظراً لان زينة كرهت والدها وتفاقمت بينهم المشاكل بسبب عمر وحين قتلها كان ايضاً بسبب عمر ، اخذ الجثة وذهب بها الى طريق مصر/اسماعليه الصحراوى وقام بالقائها في الصحراء وفي اليوم التالى بلغ السلطات باختفاء ابنته بعد ان هدد جميع العاملين بالمنزل ان ما رآوه لا يخرج من افواههم والا سيقتلهم
لم يعرف هاشم حتي الان سبب صمت أمينة عنه حين قتل زينة ، هي فقط ترفض الحديث معه او رؤيته والسبب الحقيقى ان زينة اخبرت والدتها ذات مره "لما جوزك يأذيكي فى اقرب الناس ليكي او حتى فى نفسك مينفعش تتكلمي لانك هتبقي اتكلمتي لما قولتي اى ، رغم ان غيرك اتألم ومقدرش يعمل حاجه وانتِ كان ممكن تعمليله كتير ، هيجي اليوم عليكي وتتألمى وساعتها مش هتقدر تعملي لنفسك حاجه"
بكى هاشم وردد لنفسه قائلاً "قتلت كتير جسدياً ونفسياً ، بس عمرى ما تخيلت اني اقتل بنتى بـ ايدى ، يارب رحمتك"
اما أمينة كاد ان يتفتت حزناً على ابنتها ، فلذة كبدها ، ابنتها التى قُتلت امام عينيها ولم تستطع ان تفعل لها شيئاً ، لم تستطع انقاذها او حتي اسعافها بكت هى الاخرى ورددت قائلة "ياريتنى قتلتك يا هاشم قبل ما تقتل زينة"
__**__**__
تحركت قوة من المباحث لـ القاء القبض على هاشم غُنيم بعد الاعترافات التى ادلت بها مى والاوراق والتسجيلات التى قدمتها كاميليا والتى تفيد بأن هاشم غُنيم مجرم تستر خلف المال والسلطه
وصلا الى منزله وبعد ان رأى اذن النيابه تم القبض عليه ولحقت به زوجته ومجموعه من المحامين الذين يعملوا لديه وفى النيابة حاول هاشم ان ينكر جميع التهم التى وجهت اليه ولكن شهادة مى ومقابلته بها وايضاً ما قُدم من اوراق تدينه جعلت موقفه ضعيفاً جداً 

هاشم : انت عارف انت بتقول ايه ؟ مستوعب انت بتكلم مين اصلاً ؟
وكيل النيابة : يا باشا انا ماليش دعوة الا بحاجتين ، الادلة والقانون وانا خدام القانون ولو رئيس الجمهورية نفسه مكانك هنا وعندي اللى يدينه هتعامل معاه بنفس الاسلوب (بصوتٍ اجش) فـ تحترم نفسك وتتعامل انك في نيابة وتحترم القانون اللى انا بيه هحبسك ان شاء الله
هاشم : وانا بنكر كل التهم اللى انت موجهالى دي 
وكيل النيابة : طيب قبل ما تنكر ، هوريك حد انت تعرفه كويسين الحمد لله

وطلب وكيلً النيابة احضار مديرة الدار التى تم استجوابها منذ قليل

وكيل النيابة : فاكرها ؟
هاشم : معرفهاش
وكيل النيابة : وانتِ يا مدام رأيك ايه ؟
مديرة الدار : من حوالى ٢٣ سنه ، الاستاذ هاشم غُنيم جابلى ولد اسمه عمر وطلب مني اكتبه لقيط وان لو حد جه يتبناه اسمحله بالتبنى بسهوله ومحطش اي عقبات لان قوانين الدور بتسمح بالكفاله فقط وفي المقابل ادانى ٢٠٠ الف جنيه
وكيل النيابة : تحب تعيدلك كلامها ولا كفايه كده ؟
هاشم : الست دى كدابة انا معرفهاش
وكيل النيابة : متعرفش مى ومتعرفش الست دى ، امال تعرف مين

دخلت أمينة مقتحمه مكتب وكيل النيابة بكل ما اوتيت من قوة رغم منع العاملين لها ، نهض وكيل النيابه وصرخ بها

وكيل النيابة : ايه الهرجله دى !! ايه يا ست انتِ !! انتِ فى نيابة
هاشم هامساً باستغراب : أمينة !!
أمينة : انا ام زينة ومرات الراجل ده ، الراجل ده قتل بنتي قدام عيني ، قتلها وانا سكت ، سكت زي ما سكت عليه لما قتل اخوه وبنت عمى ، سكت زي ما سكت عليه لما رمى ابن اخوه فى ملجأ عشان ياخد فلوسه ، سكت (بدموعها) سكت كتير اوى لحد ما قتل بنتى ، قتلها بسلاحه ادامى وشال الجثه رماها في الصحرا برضه ادامى ، اسجنوه واسجنوني معاه عشان انا سكت ، سكت كتير 
وكيل النيابة : الكلام ده خطير جداً ممكن تهدى لو سمحتى 

وذهب وكيل النيابة الى أمينة واخذها الى مقعد وطلب لها كوباً من عصير الليمون ، وطلب منها ان تحكي له بهدوء ، وبالفعل سردت أمينه قصه حياتها بـ اكملها مع هاشم منذ ان تزوجا وهو فقير ونيته في قتل احد اخوته الاغنياء حتي يرثه ولكن اغنى اخوته كان لا ينجب وبالتالى سيكون الارث لاخوته ولكن عندما انجب ابنه عمر قرر التخلص من العائله باكملها مع تزوير عقوداً لـ بيع كل ممتلكات اخاه له ، سردت ايضاً كيف وضع عمر في دار الايتام ولما وضعه ، سردت سبب خلافه ومشاكله مع ابنته زينة وانه اتفق مع مى حتي يتخلص من عمر من خلال توريطه في جريمة قتل والزج به في السجن ولكن حين قتل زينة قرر اتهامه في مقتلها

أمينة : انا عشت معاه كل ده ووافقته عليه حتي لما ضرب بنتي بالنار الشاظيه خرجت عورتني
وكيل النيابة : ده انت حكايه وروايه يا هاشم يا غُنيم ، مشوفتش افجر من كده !! بتقتل بنتك !! (تنهد ونظر الى أمينة) للاسف انتِ هتتسجنى معاه لانك شريكه وتسترتى عليه (ثم وجه بصره الى مى) ومضطر احجزك يا مى لانك قانوناً وافقتي على انك توقعي عمر في قضيه مختلقه حتي لو كان مش قصدك القتل فـ انتِ كان قصدك انك تضريه برضه (واخيراً وجه بصره الى مديرة الدار) وانتِ !! انتِ زيك زي مفسدين كتير في البلد عايزين الحرق ، هتتحبسى بتهمة تسهيل خطف طفل وسرقته وكمان رشوه

قام وكيل النيابة باخلاء سبيل عمر وامر بحبس كلاً من هاشم غُنيم وأمينة الشناوى ومى توفيق ومديره الدار اربعه عشر يوماً على ذمة القضيه
__**__**__
بعد مرور ثلاثة ايام كان عمر قضاها فقط للاسترخاء والنوم واعادة النظر في علاقته بـ ربه قرر ان يتقدم لـ خطبة يسرا قبل اى شئ حتي انه لم يتنظر تحقيقات القضيه واثبات نسبه الاصلى
ركبت كاميليا السياره مع ابنها واتجها الى منزل أسعد الراوى حيث كان في استقبالهما أسعد وزوجته زينب وقاسم ونادية حيث اخبرتهم يسرا ان هناك شخصاً يريد ان يتقدم لـ خطبتها ولم تخبر احداً مَن يكون هذا الشخص سوى والدها الذى ايدها في خطوبة عمر لها
جلس الجميع في انتظار الشخص المجهول

نادية بصوتٍ منخفض : يعنى فجأة كده يسرا هتتخطب ، هي لحقت تنفصل عن ابن كاميليا وتلاقى غيره
قاسم : انا زيي زيك معرفش حاجه
أسعد : فين العريس يا يسرا
يسرا : على وصول يا جدو

دق جرس المنزل وتفاجئ الجميع بـ كاميليا التى تذكروها رغم تغير ملامحها 

يسرا : طبعاً انتوا عارفين مامتي ، ده بقى عمر يعتبر ابنها بالتبنى
أسعد متهكماً : ابن ملاجئ يعنى ؟
يسرا : عمر ابن ناس ومقعدش في الملجأ الا سنه واحده وحالياً قضيه النسب بتاعته في المحكمه لانه من عيله كبيره اوى
زينب : طيب اتفضلوا
أسعد : مفيش اتفضلوا ، فيه اتفضلى خدي ابنك وامشى
عمر : حضرتك عرفت احنا جايين ليه قبل ما تطردنا
أسعد : جاى تتجوز بنتنا ، معندناش بنات للجواز
يسرا : في ايه يا جدو ؟
أسعد : فيه ان الست دي فضلت تخطط عشان تخطف ابوكي وتتجوزه غصب عننا ، راحت جابت ولد مخصوص ربيته عشان ترميه عليكي وتخطفك مننا مصممه تفضل في حياتنا
كاميليا : لسه عايش في افلام الكرتون ، متغيرتش
أسعد : اتفضلوا بره
زينب : اهدوا يا جماعه مش كده
أسعد : مش ههدي الا لما الست الـ**......
عمر مقاطعاً : مسمحلكش ، الست دى اشرف من اشرف انسان ، كلمه زيادة عليها وصدقني هيبقي بينا وبين بعض دم
يسرا : عمر ، اهدى
كاميليا : انا عارفه انك بتكرهني بس الولاد ذنبهم ايه
قاسم : المواضيع مش هتتحل وانتوا متعصبين كده ، ممكن نهدى
أسعد : مفيش حاجه اسمها نهدي ، اتفضلوا بره
عمر : هنمشى بس مش عشان كرامتى والكلام ده ، انا شارى يسرا واجي على نفسى عشانها بس انا مبحبش اتعامل مع ناس قليله الادب واطاطي ليهم يالا يا ماما
كاميليا مردده : حسبى الله ونعم الوكيل

غادر عمر وكاميليا منزل اسعد الراوى ، نزلت الدموع من عيني يسرا وحاولت نادية تهدأتها

يسرا صارخه غاضبه : انت ليه مصمم تحرمنى من اى حاجه بحبها ، حرمتنى من امى ودلوقتي بتحرمني من انسان حبيته ، بص انت جدى اه وبحبك اوى وغالي عندي جداً بس الجواز ده قراري انا وانا هتجوز عمر سواء قبلت او لا

وتركتهما يسرا وغادرت المنزل هي الاخرى

قاسم : عاجبك كده يا بابا ؟
أسعد : عاجبك انت كاميليا تدخل حياتنا تانى
قاسم : كل ده كره
أسعد : لما ابنى الوحيد يخرج عن طوعي ويتجوز من ورايا ويكسر فرحتي بفرحه ، ويتجوز واحده ممثله مش محترمه وسيرتها على كل لسان ويخلى رقبتي قد السمسمه المفروض احبها ازاي وهي سبب كل ده
زينب : بس يسرا ملهاش ذنب
أسعد : مسيرها بكره تنساه
__**__
عادت كاميليا الى منزل أسعد الراوى حيث كانت العائله مازالت متجمعه بعد رفضهم الى عمر ، طرقت الباب وقامت الخادمة بـ فتحه دلفت الى الداخل لـ تجدهم يجلسون على مقاعدهم مثلما تركتهما

أسعد : ايه اللى رجعك
كاميليا : جاية اتكلم معاكوا بخصوص عمر ويسرا
زينب : خلاص يا بنتى كل شئ قسمه ونصيب
كاميليا : يعني حرمتوا البنت من امها وقولنا قسمه ونصيب ودلوقتي عايزين تحرموها من حبيبها وبتقولوا قسمه ونصيب مش ملاحظين ان القسمه والنصيب ماشيين على هواكوا اوى
أسعد : انتِ مصممه تفضلي في حياتنا ليه ؟ مش خلاص كل اللى كان بيربطنا بيكي انتهى
كاميليا : انتوا اللى نهتوه ، بس ربنا رايد ان تفضل في حاجه ربطانى بـ عيلتكوا رغم ان ارتباطي بالعيله دى اسوأ حاجه حصلتلي
نادية : وعايزه تفضلي مرتبطه بيها ليه لما هي اسوأ حاجه حصلتلك
كاميليا : عشان بنتي وابني ، ليه مصممين تكسروا قلوبهم ، ليه مصممين تدخلوهم في حكايات مالهمش فيها
أسعد : نصيبهم كده
كاميليا : انا عارفه انكم مش عايزيني في حياتكوا وبصراحه انا كمان ، عارفه كمان ان نادية خايفه اخطف منها قاسم ، اطمني انا مش زيك ، لكن انا جايه أأكدلكم واوعدكم ان مفيش حاجه هتربطني بيكوا ، هتشوفوني مره واحده بس وهتكون اخر مره ودي يوم فرح عمر ويسرا وغير كده لا هتشوفوني ولا هشوفكوا ، هختفى تماماً من حياتكوا ، هبقى في حياة يسرا بس وعمر ويسرا هيعيشوا مستقلين عني يعني وقت ما تزروهم مش هتلاقوني
أسعد : كويس انك عارفه انك غير مرغوب فيكي ومكروهة بالنسبالنا
كاميليا : وانا زيكم واكتر منكم ، بس هاجي على نفسى عشان خاطر ولادى وانت كمان تعالى على نفسك عشان خاطر حفيدتك
قاسم : اسمحولى بالكلام
كاميليا : اتفضل
قاسم : انا بعتذر جداً ، بس انا يا بابا موافق على جواز بنتي من عمر
أسعد : انت بتقول ايه ؟
نادية : قاسم !! ايه اللى بتقوله ده ؟
قاسم : اللى سمعتوه ، انا موافق وهتمم الجوازه ياريت تعيدوا تفكيركوا تانى عشان متمش غصب عنكم
كاميليا : هستني اتصال منكم عشان نحدد معاد الخطوبه وكتب الكتاب وباقى التفاصيل

وغادرت كاميليا منزل أسعد الراوى 

أسعد : انت اكيد اتجننت
قاسم : لو موفقناش هتروح تتجوزوا من ورانا بلاش نوصلها للمرحله دي
أسعد : هي هتجيبوا من بره ، طلعالك
قاسم : انا سيبتك زمان تحدد مصيري ومصير بنتي ، بس دي بنتي وجه الوقت انى انا اللى احدد مش حضرتك ، يسرا هتتجوز عمر
زينب : اسمحلي يا ابو قاسم ، قاسم بيتكلم صح
نادية : يسرا فعلاً ممكن تتجوزوه من غير موافقتنا

فكر أسعد قليلاً ثم قال : بس بشرط
قاسم : ايه هو ؟
أسعد : مشوفش كاميليا دى الا يوم فرح يسرا وبس
قاسم : هي ذات نفسها مش عايزه تشوفنا
زينب بفرحه صادقة : كلمهم بقى خليهم يجوا عشان نتفق ونعمل فرح على طول ، مش مصدقه ان يسرا هتتجوز
قاسم : كلميها انتِ يا نادية عشان متشكيش فيا
نادية : ربنا يخليك ليا يا قاسم
__**__**__
تم الحكم فى قضيه نسب عمر وقام بتحويل نسبه الى عمر محمد فوزى غُنيم وحصل على جميع ممتلكاته سواء الاموال او العقارات او الشركات
لم يستطع الانتقال الى القصر الذى كان يقطن فيه عمه من قبله نظراً الى قتل زينة به ، ايضاً بنات عمه ( هدير ، هديل ) لم يستطيعوا ان يبقوا فيه بعد مقتل اختهم به على يد والدهم وانهيار اسرتهم في ذلك المكان ، لذلك قرر عمر بيع ذلك القصر وقام بـ شراء ڤيلا بـ طاقم العاملين بها الى بنات عمه وقرر ان يتكفلا بهم للابد وقامت احداهما بالعمل معه فى الشركه
قام عمر ايضاً بـ شراء ڤيلا اخرى كى يتزوج بها يسرا عندما تحدث الموافقه من اهلها

تم الحكم على هاشم غُنيم بالاعدام شنقاً وعلى أمينة الشناوى بـ المؤبد وعلى مى توفيق بالسجن لمده سنة وعلى مديرة الدار بالسجن لمدة عشر سنوات مع الشغل

قام عمر بـ توكيل مجموعه من المحامين للدفاع عن عمه وزوجته لـ تخفيف الحكم ولكن فشل الجميع فى تخفيف الحكم عن هاشم وزوجته

بعدما اكتملت ڤيلا عمر طلب من كاميليا ان تقيم معه هو ويسرا في ڤيلته الجديده ولكنها رفضت واصرت على البقاء في منزلها
__**__**__
فى ڤيلا عمر الجديدة تمت اقامة حفل زفافه الى يسرا فى ليلة لم يأت مثلها ، كان عدد الحضور يفوق الخيال ، حيث اراد عمر ان يرى العالم بأكمله يوم زفافه من يسرا
كان عمر مثل الفرسان في بذة زفافه وبدت يسرا كـ الملكه فى فستان زفافها ، لم يتوقف عمر عن النظر الى يسرا او عن تقبيل يديها او عن استمتاعه بكل لحظه فى الحفل ، كان يود ان يحتضن العالم بأكمله من شدة فرحته
كانت يسرا هي الاخرى سعيده للغايه ، تشعر وان احلامها بـ اكملها قد تحققت ، لم تعرف كيف مرت بكل هذه الاحداث الغريبه والكثيره مع عمر واكتمل ارتباطهم العاطفى بالزواج ، لم تتوقع بعد كل ما مروا به من خلافات ومشاكل وانفصال ان يتزوجا
اذا بحثت لن تجد احداً سعيداً مثل كاميليا ، فقد عادت ابنتها الى حضنها وتزوجت ، وتزوجت مَن !! ابنها ، كيف يكون حجم السعاده حين يتزوج اقرب اثنين اليك من بعضهما ولكن هناك جزءاً خافتاً فى فرحتها حيث كانت تتذكر مى التى زُج بها في السجن كى يحصل عمر على برائته ولكنها حاولت ان تنسي كل هذا في مقابل فرحتها بـ عمر وزينة
كانت نادية سعيده بزواج يسرا ولكنها كانت طوال الحفل تتابع قاسم حتي لا يتحدث مع كاميليا والا ينظر اليها
اما قاسم فـ سعادته بأن ابنته تزوجت مَن تريد وانها عادت الى والدتها كانت لا توصف

بعد انتهاء الحفل غادر الجميع من الڤيلا وتبقى عمر ويسرا فقط

عمر : هو انا ممكن اشيلك ارميكي من البلكونه عادى ؟
يسرا : ليه ؟
عمر : عشان اصدق انى اتجوزتك 
يسرا : انت مجنون
عمر : تقريباً
يسرا : لا اكيد
عمر : مش اجن منك
يسرا : بحبك
عمر : اخيراً 
يسرا : اخيراً ايه ؟
عمر : مسمعتهاش من ساعه الفرح ما خلص
يسرا : طيب بحبك
عمر : طيب ممكن اطلب منك طلب كنتِ رفضتيه قبل كده
يسرا : طلب ايه ؟
عمر : حضن اخوى

ضحكت يسرا وارتمت فى احضان عمر قائله "طيب ينفع احضن جوزي حبيبى"

عمر : انا بحبك اوى يا يسرا ، بحبك بجد ، عارفه كنت بدعي ليل نهار ان ربنا يهديكي وتبقي من نصيبى ، اقولك حاجه تانيه انا كنت بتقى ربنا عشان يكافأنى بيكي ، لا عمرى لعبت بـ واحده ولا شربت سيجاره ولا لمست بنت ولا غضبته 
يسرا : بس ربنا بيحبك اوى يا عمر ، كافأك بـ حاجات كتير
عمر : فعلاً ، كنت ناوى اتجوزك في شقة امى ونسافر تلت ايام شرم في شهر العسل ودلوقتي متجوزك في ڤيلا بتاعتنا ، مسافرين شهر كامل في اوروبا 
يسرا : انا بحبك وكنت هتجوزك في اى وضع ولو انك يعني كنت فى مستوى كويس مش وحش
عمر : انا اصلاً متعبتش في الفلوس دي فـ مش حاسس بحلاوتها بس ناوى ان شاء الله اشتغل واتعب واكبر الشغل بتاع الشركه بالحلال 
يسرا : احسن بدايه عملتها انك تكفلت بـ بنات عمك واديتهم نص الفلوس اللى عمك كسبها وزودها للشركه
عمر : طيب ايه ؟
يسرا : ايه ؟
عمر : هنقضيها كلام !! بقالى بتاع خمس سنين مبعملش حاجه غير الكلام
يسرا : عايز تعمل ايه يعني ؟
عمر : اقولك ومتزعليش
يسرا : قول
عمر : عايز اخبيكي جوه قلبى 
يسرا (حاضنه عمر) : بحبك اوى
عمر (مُقبلاً يسرا) : وانا بعشقك واوعدك اني هعيش عشان اخليكي مبسوطه
يسرا : وانا هوعدك اني عمرى ما هجرحك ولا هزعلك وهعوضك عن كل حاجه وحشه شوفتها بسببى
عمر (مُقبلاً اياها مره اخرى) : بحبك يا اغلى حاجه في حياتى

وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح

#النهاية 
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

مَن أكون (الفصل الخامس والعشرين)

الفصل الخامس والعشرين

لم تطيق يسرا ان تبقى فى منزل والدتها حيث كانت كاميليا تشك بها وتشك انها تآمرت مع هاشم غُنيم ضد عمر ، كانت تحلل كل كلمه وتصرف على انه مؤامره فقررت يسرا ترك المنزل
وصلت الى منزل جدها أسعد الراوي ودلفت الى غرفتها واوصدت الباب خلفها وبعد مرور ساعه ونصف تقريباً سمعت طرقات الباب وصوت يردد "افتحي يا يسرا انا بابا" ، نهضت يسرا وفتحت الباب لوالدها وقابلته بالاحضان

يسرا : انت في القاهره من امتى ؟
قاسم : لسه جاى النهارده 
يسرا : في حاجه ولا ايه ؟
قاسم : وانا بكلمك في الموبايل  سمعتك انتِ ومامتك بتتخانقوا قلقت فـ جيت
يسرا : عرفت منين انى هنا ؟
قاسم : انا قولت اعدي على جدك وجدتك اشوفهم الاول وبعدين كنت هكلمك اجيلك عند مامتك فقالوا انك جوه
يسرا : ماما بتشك فيا
قاسم : بتشك فيكي ازاي ؟

قصت يسرا لـ والدها قصه عمر مع هاشم غُنيم منذ والدته مراراً بـ مقابله عمر وزينه واخيراً باتهامه بـ قتل زينة

يسرا : بقت شاكه في نفسها حتي دي سمعتني بقولك كل حاجه زي ماتفقنا وان حتي لو شكت فيا مش هتقدر تثبت حاجه عملت خناقه ومشكله وشكوك بشعه
قاسم : بصى هي مظلمتكيش الكلام معناه فعلاً انك بتكلمي حد متآمره معاه يعني هي هتعرف منين انك كنتِ بتكلميني 
يسرا : مهما كان المفروض متشكش فيا
قاسم : اعذريها ، ده مهما كان ابنها اللى عايش معاها بقاله فوق العشرين سنه ومتهم في جريمه قتل ، انتِ مستوعبه
يسرا : مهما كان متشكش فيا
قاسم : انتِ غلطانه يا يسرا كان لازم تقدرى ظروفها ومتتخليش عنها في الظروف دي
يسرا : كرامتى وجعتني مقدرتش
قاسم : احنا اصلاً كنا بنتكلم على ايه ؟
يسرا : على ماما نادية واني اخليها تبطل غيره وشك فيك
قاسم : اهاا وانها متشكش فيك قصدك لما بعتيلها رساله من رقم غريب تقوليلها اني بخونها مع كاميليا وتطلع غلطانه
يسرا : ايوة يا بابا يا عفريت عشان تخليها هي تجي تعتذرلك وهي ندمانه انها ظلمتك
قاسم : طيب يالا
يسرا : يالا ايه ؟
قاسم : يالا عشان اوديكي لمامتك
يسرا : انت بتتلكك بقى
قاسم : بتلكك ليه ؟
يسرا : جاى من اسكندريه مخصوص بالليل كده عشان حسيت ان في مشكله بيني وبين ماما ودلوقتي عايز تاخدنى عندها كل ده عشان تشوفها
قاسم : يسرا ، مش احنا اصحاب
يسرا : اكيد
قاسم : انا نفسى اشوفها فعلاً
يسرا : لسه بتحبها ؟
قاسم : بحنلها
يسرا : بس ماما ناديه واخواتي مالهمش  ذنب يا بابا
قاسم : هو انا قولتلك هتجوزها ؟ ده مجرد حنين
يسرا : تمام ، خلينا نروح الصبح
قاسم : ليه ؟
يسرا : عمر هيتعرض على النيابه الصبح ، تعالى انا وانت نروح النيابه نقف جنبها ونطمن عليها
قاسم : طيب هقول لمامتك انا بايت هنا ليه ؟
يسرا : من رأيي تقولها الحقيقه الكدب مالوش رجلين
قاسم : يا سلام عليكي يا ست الفيلسوفه ، يالا نامى تصبحي على خير
يسرا : وانت من اهله يا بابا
__**__**__
في صباح اليوم التالى تم ترحيل عمر الى النيابه للتحقيق فى قضيه مقتل زينة غُنيم
تم عرض عمر على وكيل النيابه الذى كان يباشر التحقيق وكان برفقته المحامى الذى وكلته له والدته كاميليا
انكر عمر التهمه عن نفسه وحاول المحامى ان يجد مخرجاً لـ عمر فى تلك القضيه ولكن في النهاية حجز وكيل النيابه عمر اربعة عشر يوماً على ذمة التحقيق لـ حين صدور تقرير الطبيب الشرعى عن الجثة
رُحل عمر الى السجن وكان بداخل النيابه كاميليا ومعها المحامى

المحامى : للاسف خد ١٤ يوم على ذمة القضيه
كاميليا : يعنى ايه !! مفيش مخرج
المحامى : السلاح اللى لقوه في اوضته والرسايل اللى على موبايله خلت موقفنا ضعيف
كاميليا : يعنى خلاص !! الولد راح ؟
المحامى : لا يا مدام لسه فى امل ، مبدأياً فى احتمال كبير ان تشريح الجثة يثبت ان عمر مقتلش ، او اننا نلاقى ثغره فى القضيه الفتره الجايه تثبت انه مقتلهاش ولسه كمان تحريات المباحث شغاله لانهم اكتشفوا ان عمر ساهم مع المخابرات في القبض على اتنين جواسيس فـ هما شايفين انه استحاله يقتل واحده عشان الفلوس خاصه وانه مرضيش ياخد اى مكافأت من الدوله

اخبرت كاميليا المحامى قصة نسب عمر وصراعه وخلافه مع هاشم غُنيم ومساعدة زينة له 

كاميليا : انا معايا مستندات واوراق وتسجيلات تثبت كل ده ، الحاجات دي زينة اللى اديتها لـ عمر ازاي تبقى بتساعده ويقتلها
المحامى : الكلام ده نظرياً كويس لكن عملياً ممكن يأذى عمر
كاميليا : ليه ؟
المحامى : لانه هيوضح للنيابه ان فى خلاف قائم بين عمر وهاشم غُنيم وممكن ساعتها يتفسر ان عمر قتل زينه انتقاماً من ابوها
كاميليا : وممكن يتفسر غير كده
المحامى : ازاي ؟
كاميليا : زينة اختفت من يوم ما كانت عندنا ، يوم ما جابت لـ عمر الادلة اللى يقدر يثبت بيها نسبه وورثه ، ساعتها ممكن نقول ان هاشم قتل بنته انتقاماً من مساعدتها لـ عمر ولبسها لـ عمر
المحامى : انا من رأيي نستني لـحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع
كاميليا : ربنا يستر

جاءت يسرا بصحبه والدها تهرول الى النيابه ، رأتهم كاميليا وهم يقتربان منها ، شعرت وان قلبها انتزع من مكانه ، كانت نادمة بشدة على ما فعلته مع يسرا ليله امس ، واختلطت مشاعرها عليها لـ رؤيتها لـ قاسم ، لم تدرى بـ ماذا شعرت ، لم تستطع ان تميز شعورها

يسرا : صباح الخير
كاميليا : صباح النور يا حبيبتي
يسرا : ايه اخبار عمر ، فى جديد ؟
كاميليا : خد ١٤ يوم على ذمة التحقيق
المحامى : طيب هستأذن انا يا مدام وبينا تليفون
كاميليا : اوكي يا استاذ متشكره جداً
المحامى : العفو ، عن اذنكم
قاسم : اذيك يا كاميليا

ارتبكت كاميليا ، شحب وجهها ، تحشرج صوتها ، كان تود ان تنشق الارض الى نصفين وتبلعها حتي لا تحدث تلك المواجهه بينها وبين قاسم ، كانت لم تراه منذ ان انفصلا ولكنها لم تكن تعلم انها عندما تراه ستتذكر  اجمل سنوات عمرها فـ كان شعورها يقترب من شعور قاسم " أول شئ فى أى شئ يبقي أجمل شئ "
لم تعرف كيف نسيت كل ما فعله بها !! كيف نسيت انه اختطف منها ابنتها وفرحتها وامومتها لمده اربعاً وعشرون سنه !! كيف نسيت انه لم يقف بجوارها حين كانت اضعف مخلوق على وجه الارض !! كيف نسيت انه حين ظلمها القدر ظلمها هو ايضاً معه !!
كيف نسيت كل هذا وتذكرت فقط انه احبها يوماً بجنون ووقف ضد الجميع حتي يتزوجها
كيف لم ترى اى شئ سئ تسبب لها به ورأت فقط نظراته وحنينه

كاميليا (وهي تتجنت النظر الى عينيه) : بخير الحمد لله ، انت عامل ايه ؟
قاسم : بخير ، متقلقيش عمر هيخرج بالسلامه ، ربنا مبيضيعش حق مظلوم
كاميليا : يارب
قاسم : يسرا منمتش طول الليل من كتر زعلها انها مشيت وسابتك في الظروف دي
كاميليا (تحتضن ابنتها) : لا يا قلبى متزعليش من نفسك ، انا اللى غلطانه لما شكيت فيكي
قاسم : تمام ، انا مضطر اسافر اسكندرية دلوقتي وهتابع الاخبار مع يسرا ، مش محتاجه حاجه يا كاميليا
كاميليا : متشكره يا قاسم ربنا يخليك

غادر قاسم مقر النيابه وسلك طريقه الى الاسكندرية ، وغادرت كاميليا ايضاً النيابه مع ابنتها يسرا
__**__**__
عاد قاسم الراوى الى الاسكندرية ، قام بـ زياره المصحه التى يرقد فيها ولده حتي يطمأن على صحته واخبره الطبيب ان هناك تحسن ولكن طفيف جداً ، طلب ان يرى ابنه ولكنه رآه من على بُعد ولم يرى فهد والده
بعد زياره ابنه عاد الى المنزل وفتح الباب ووجد نادية تقف امامه

نادية : حمدالله على السلامه يا قاسم
قاسم : الله يسلمك يا نادية
نادية : ينفع اعرف كنت فين ؟
قاسم (وهو متجهاً الى غرفة نومه ونادية خلفه) : كنت عند فهد في المصحه وقبلها كنت في القاهره 
نادية : كنت فى القاهرة ليه ؟
قاسم : يسرا كان عندها مشكله واضطريت انزلها
نادية : ومن امتي يسرا بتحتاجك فى اى مشكله بتواجهها ماطول عمرها بتحل كل مشاكلها بنفسها
قاسم (وهو يخلع سترة بذته) : يعني اقولها احتاجتيني ليه يا نادية ؟
نادية (تتناول السترة) : ايه بقى المشكله ؟ وبعدين ما مامتها معاها
قاسم (مستلقياً على التخت) : ماهى المشكله متعلقه بـ مامتها
نادية : يعنى ايه ؟
قاسم : ابن كاميليا متهم فى جريمه قتل وبيقولوا مظلوم فالدنيا والعه هناك بقى
نادية : وانت بقى روحت القاهره عشان تواسى كاميليا ؟
قاسم : لا ، روحت عشان اواسى بنتى انتِ ناسيه انها بتحب ابن كاميليا
نادية : ايه اللى بتقوله ده ؟ هو مش ابن كاميليا يبقي اخو يسرا !! 
قاسم : عمر ابن كاميليا بالتبنى فـ مش اخر يسرا
نادية : وانت هتسيب يسرا تتجوزه ؟
قاسم : بغض النظر عن الجواز فـ كده كده بنتى بتحبه وكان لازم اقف جنبها فى ظروف زي دي
نادية : بس انت كده بتشجعها على حبها لـ عمر ده ؟ وهي مينفعش تتجوزه
قاسم : ليه مينفعش ؟
نادية بارتباك بين : عـ عـ عشان هو بالتبني يعني ممكن يبقي لقيط وكمان عشان هيبقي سوابق
قاسم : مش موضوعنا دلوقتى ،لما يبقي يخرج من القضيه اللى لبسها دي لانها معموله على مقاسه بالظبط
نادية : ازاي ؟
قاسم : سيبك من الموضوع ده دلوقتي عايزك في حاجه اهم
نادية : خير ؟
قاسم : انا اتفقت مع الدكتور المعالج لـ فهد اننا هنجيبه يعيش معانا
نادية : ازاي ؟
قاسم : فهد لو بقى وسطينا هيتحسن ، هنجيبه هنا وهنجهزله اوضه زي اللى في المستشفى بالظبط وهنجيبله ممرضه هنا في البيت والدكتور هيجي كل يومين تلاته يطمن عليه
نادية : الدكتور وافق ؟
قاسم : تقريباً بس بشرط الانتظام على العلاج والبعد عن الضغط النفسى والعصبى واي حاجه ممكن تحبطه 
نادية : انا معنديش مانع ياريت ، ده يوم المُنى
قاسم : تمام ، جهزيله اوضه يسرا وانا هدور على ممرضه في المجال النفسى
نادية هامسه : ربنا يشفيك يا فهد يا ابنى يارب
قاسم : يارب
__**__**__
اعتزلت أمينة الشناوى الجميع ، كانت جالسه دائماً بمفردها ، تناجى ربها وتطلب منه ان يسامحها ، كانت نادمة بشدة ، لم تكن تتوقع ان يكون عقاب صمتها على ظلم وافتراء وجبروت زوجها هو مقتل ابنتها ، لم تكن تتوقع ان يكون صمتها على مقتل ابنة عمها وزوجها هو مقتل ابنتها
كانت تود ان يعود بها الزمن حتي لا تفعل ما فعلته سابقاً ولكن ، لا يعود الزمن للخلف ولو لـ دقيقه واحدة
تمنت أمينة ان تموت لان الموت اهون بكثير مما تشعر به الان
كانت كلمات ابنتها زينة لها تتردد فى مسماعها فى كل لحظة تعيشها ، كان ذلك اخر حوار بينهما قبل ان تختفى للابد بيومين ، كانت زينة دائماً تنصح والدتها الا تتبع خُطى والدها وان تقف في وجهه وان ترفض تصرفاته وافعاله حتى وان وصل بها الحال الى الانفصال ولكن دون جدوى ، كانت أمينة لا تعطي كلام زينة اى اهتمام ولكن لم تيأس زينة ، كانت تحاول بكل طاقتها حتى اخر نفس فيها وكان اخر كلامها " يا ماما فوقى ، فوقى بنفسك بدل ما توقعي وقعه تفوقك بس هيكون فات الآوان والفوقه مش هتنفعك ساعتها ، اقولك حاجه كمان الوقعه دي هتجى من اللى انتِ ساكته عليه ، من اللى انتِ عارفه كل حاجه عنه وكل حاجه غلط عملها ومش معارضاه ، جوزك اذى ناس كتير وهيجى يوم ومش هيلاقى حد يأذيه فـ هيأذيكي انتِ او هيأذيكي بطريقه غير مباشره ، هيأذيكي يا ماما فى اقرب الناس ليكي وساعتها مش هتقدرى تتكلمي ولا تعترضى ، لانك من الاول اخترتي انك توافقى وتسكتى"
اجهشت أمينه بالبكاء ، كانت تبكى بـ حرقة ، ندم وحسرة ، طرق هاشم باب الغرفه على زوجته ولكنها من شدة بكائها لم تسمع الطرقات فـ دلف هاشم الى الداخل واوصد الباب خلفه ،  اقترب من زوجته وجلس تحت قدميها

هاشم : أمينة ، متعيطيش ، دموعك غاليه عندى

وكعادة أمينة منذ وفاة زينة لم تكن تتحدث مع هاشم

هاشم : ارجوكى ردى عليا متفضليش ساكته كده
أمينة : سيبنى لوحدى يا هاشم
هاشم : انا عارف اني عملت حاجات كتير وعارف انك سامحتيني واستحملتى كتير و.......
أمينة مقاطعه : ارجوك يا هاشم ، انا بترجاك تسيبنى لوحدى
هاشم : حاضر

نهض هاشم وخرج من الغرفه تاركاً زوجته بمفردها بناءاً على رغبتها 
ظل يتجول في الطابق الثانى من ڤيلته قابلته غرفة ابنته زينة اراد ان يدخلها ولكنه تردد ، قام بفتح الباب وظل واقفاً ، نظر الى كل ركن الغرفه ، نظر الى جميع محتوياتها ، تأمل اغراض زينة الخاصه ، تأمل صورتها المعلقه على الحائط ، تأمل صوره اخرى لها كانت تجمعها به ، تأمل ابتسامتها الواسعه الصادقه وهى معه ، تردد على مسامعه اخر كلامها مره اخرى حين قالت   " بابا ، انا عمرى ما كرهتك ، انا بحبك اوى ، وعشان بحبك ساعدت عمر ، ساعدته عشان ياخد حقه ويشيل من عليك الذنب اللى انت شايله فوق كتافك ، مش عيزاك تفضل عايش بالذنب ده ، مش عيزاك تتعذب بيه دنيا واخره ، كان نفسى اشوفك مستريح وعايش من غير تخليص ذنب آكل مال اليتيم " حيث كان كلامها لا يفارق اذنه منذ وفاتها تذكر ايضاً اخر نصائحها له قبل وفاتها بـ شهرٍ واحدٍ حين نصحته قائله " انت ظلمت اقرب الناس ليك ، لوثت ايدك بـ دم اخوك ، الحق نفسك يا بابا قبل ما ايدك تتلوث بـ دمك انت " ، اغلق هاشم الغرفه وتركها واتجه ناحيه شرفة تطل على حديقه ڤيلته واجهش بالبكاء
__**__**__
جاءت مى الى منزل اختها كاميليا حيث انها اختفت منذ اخر لقاء جمعهما ، كانت غاضبه بشدة من اختها التى كانت تقف بجوار ابنتها فى اى خلاف بينهما ، كانت ايضاً تشعر بالحقد والغيره كلما رأت يسرا فقررت ان تعتكف في منزلها بعيداً عنهما ولكنها لاحظت ان امراً غريباً يحدث لديهما فقررت ان تذهب الى اختها وتسألها
طرقت الباب وقامت كاميليا بفتحه

كاميليا : عاش من شافك يا مى ، يومين معرفش عنك ولا تعرفي عننا حاجه
مى (بعد ان دلفت الى الداخل) : بتهيألى انتً مبقتيش محتجانى صح ؟
كاميليا : انتِ بتقولى ايه يا مى ؟
مى : انا يا كاميليا مبقتش حاسه ان ليا مكان هنا ، خلاص معاكى بنتك الحقيقيه وابنك الروحى وبكره يتجوزوا
كاميليا : حتى لما مالكيش مكان وسطينا مفيش سبب يخليكي تسألى وتطمني علينا
مى : مانا عشان كده طلعت دلوقتي ؟ انتوا كويسين
كاميليا : عمر في السجن يا مى
مى : ايه !! سجن !! ليه !!
كاميليا : مُتهم فى قتل زينة غُنيم
مى : زينة غُنيم صاحبتى !!
كاميليا : انتِ متعرفيش انها اتقتلت !!
مى (وقد سبقت دموعها كلامها) : زينة ماتت !! 
كاميليا : ربنا يرحمها ويخرج عمر منها على خير لانه اتهم فى قتلها ظُلم

دارت الدنيا من حول مى ، لم تعرف على مَن تحزن او تبكى ، على صديقتها الوحيده ام على حبيبها ، كانت تفكر فى امراً هاماً منع الدموع من النزول ، ثم انهارت من الصدمه وشده البكاء ، فوقعت على الارض لفقدانها اتزانها ، صرخت كاميليا وجرت نحوها وجاءت يسرا على اثار الصوت ، كانت مى تجلس على الارض وتبكى بطريقه هيستيريه

يسرا : فى ايه يا ماما !! مالها مى ؟
كاميليا : مى انتِ كويسه ؟ بطلى عياط وردي عليا
يسرا : ايه اللى حصل يا ماما ؟
كاميليا : لسه عارفه دلوقتي ان زينة ماتت
يسرا : مى ، ردي علينا يا مى
كاميليا : انتِ شيفانا او سمعانا طيب ؟
مى : انا اللى قتلت زينة ، انا اللى قتلت زينة ، زينة ماتت وانا اللى موتها

واغشى على مى وهى تتمتم بـ نفس الكلمات رغم فقدانها للوعى وكاميليا ويسرا يتبادلان النظرات الصامته ، المصدومه والمليئه بالاستغراب ..

#تابعونا
#النهاية_تقترب
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى