Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 22 يناير 2015

مَن أكون (الفصل الثالث)

الفصل الثالث


تمددت يسرا على سريرها المكون من طابقين ، طابق خاص بها وطابق خاص بـ اختها نادين ، كانت يسرا تنام فى الطابق السفلى

كانت تفكر فى كلام نور حمدان ، كانت تحلم بالتمثيل والشهرة والنجومية

كانت تفكر فى الحرب التى ستخوضها مع عمر وربما مع والدها 

فكرت كثيراً وفى امور هامه ولكنها لم تتوصل الى شئ سوى انها تريد ان تصبح ممثلة مشهورة ونجمه لامعه فى سماء الفن

لم تكن يسرا متأكدة اذا كان بداخلها ممثلة حقاً ام لا حتى انها لم تقف يوماً امام المرآة لتؤدى دوراً ما تختبر به قدراتها ، لم تكن تعرف كيف تكتشف الممثلة التى بداخلها وهل حقاً يوجد ممثلة بداخلها ام انها تملك مقومات خارجية فقط ولذلك قررت يسرا ان تبحث على الانترنت على احد المشاهد التى تقوم بتأديتها امام المرآة حتى تتمكن منه وتستطيع ان تؤديه بدون غلطه واحده امام نور حمدان حيث ان يسرا قررت ان تذهب له ليقوم بعمل اختبار لها قبل ان تخوض تلك الحرب مع عمر ووالدها فاذا قُبلت خاضت تلك الحرب واذ لم تُقبل فـ هى لم تخسرهما

قامت بـ فتح الحاسوب المحمول المتواجد على منضدة مخصصه له على يمين السرير ، اختارت مشهد من على موقع " يوتيوب " وكان مشهد لـ الفنانة "فاتن حمامة"'من فيلم "سيدة القصر"

قامت بكتابه المشهد على صفحات الورق ثم ارتدت فستان اعلى الركبة وحذاء ذو كعباً عال وقامت بعمل المكياج الخاص بالمشهد ووقفت امام المرآة تمثل الدور لنفسها ، اُعجبت جداً بادائها ولذلك اندمجت اكثر وجلبت الكاميرا الخاصه بها وصورت نفسها وهى تؤدى المشهد امام المرآة

طرقت زينب المنصورى الباب على حفيدتها ولكن نظراً لاندماجها الشديد لم تسمع الطرقات لذلك فتحت زينب الباب بدون ان تسمح لها يسرا 

استغربت زينب عندما رأت حفيدتها بهذا الشكل ، لذلك دخلت واغلقت الباب ورائها اما يسرا مازلت مندمجه فى المشهد امام المرآة


زينب : بت يا يسرا ، انتِ اتهبلتى ولا ايه ؟


ارتبكت يسرا قليلاً خاصة وانها لم تشعر بوجود جدتها ولم تشعر بفتح الباب او اغلاقه ولكنها خرجت عن اندماجها وتركت المرآة واتجهت ناحية جدتها


يسرا : ايه يا تيتة خضتيني

زينب : انا اللى اتخضيت ، ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده

يسرا : كنت بمثل مشهد

زينب : تمثلى !! تمثلى ايه ؟

يسرا : مفيش يا تيته انا مكنتش لاقيه حاجة اعملها فقولت اقلد فاتن حمامه انتِ عارفه انا بحبها قد ايه

زينب : وفين عمر يا ست فاتن ؟

يسرا : عمر !! 

زينب : اه ، عمر الشريف

يسرا : هههههه ينفع عمر الصياد

زينب : ربنا يهديكى ، المهم انتِ هتروحى اسكندرية بكرة ولا لا

يسرا : لو فهد هيرجع هروح لكن لو هيفضل هنا مش هسافر ، ماما مطمنه بوجودى جنبه

زينب : طيب


وهمت زينب بالخروج ولكن استوقفتها يسرا وجلسا سوياً على مقعدين متواجدين فى احد اركان الغرفه


يسرا : بقولك يا تيته عايزة رأيك فى حاجة مهمه

زينب : خير يا بنتى

يسرا : هو لو اتعرض عليا انى امثل دور محترم جداً تفتكرى بابا وجدو ممكن يوافقوا

زينب (عقدت حاجبيها) : تمثلى !!

يسرا : اه

زينب : فى التلفزيون والسيما وكده

يسرا : ايوة يعنى امال همثل فين 

زينب : لا طبعاً محدش هيوافق ، قال تمثلى قال

يسرا : ولا حتى انتِ ؟

زينب : شوفى انا بقف فى صفك فى كل حاجة لكن انا نفسى ارفض ان بنت ابنى تشتغل ممثلة 

يسرا : مالهم الممثلات بس

زينب : مالهمش بس احنا مش هنوافق لا جدك ولا ابوكى ولا انا ولا امك وبلاش تخلى الفكرة دى تسيطر عليكي عشان متخسريش حد يا قلب جدتك

يسرا : بس انا نفسى امثل

زينب : كفاية عليكي الصحافة يا يسرا ، انتِ دخلتى فى مشاكل كتير لمجرد انك صحفيه ما بالك لو بقيتي ممثلة


انتهت زينب من تقديم النصيحه لحفيدتها ثم خرجت من غرفتها ، اما يسرا استمعت لتلك النصيحه بـ اذنيها فقط اما عقلها كان مغلق فى تلك اللحظة فـ بعد خروج جدتها من الغرفه استكملت ما كانت تفعله ورددت بين نفسها قائلة "برضه هروح اعمل الاختبار مش هخسر حاجة"

**__**__**

على الرغم من امتلاك مى شقة خاصة بها الا انها تقضى اغلب وقتها مع اختها كاميليا والتى تعتبرها بمثابة والدتها ، ذهبت اليها وعندما طرقت الباب لم تفتح لها كاميليا لذلك قامت بفتح الباب بنسختها حيث ان مى تمتلك نسخه مفتاح خاص بشقة كاميليا نظراً لاستخدامه فى الظروف الطارئة ، دخلت ونادت على اختها والتى اجبتها من داخل المرحاض المُلحق بغرفة نومها واخبرتها انها تأخذ دشاً

ذهبت مى الى المطبخ لاعداد قهوة سريعه لنفسها ثم اخذت قدح القهوه وذهبت به الى غرفة عمر ، تجولت فى الغرفة فـ وجدت ملابس عمر على السرير والتى كان يرتديها قبل نزوله

تركت القهوة جانباً واحتضنت الـ تى شيرت الخاص بـ عمر واشتمت رائحته التى فيه

دخلت عليها كاميليا والتى كانت قد انهت الدش الخاص بها ، لم تستغرب كثيراً لما رأته لان هذا الموقف يتكرر كثيراً ولكنها ذهبت وجلست جوارها


كاميليا : انا عارفه ان الغلطة غلطتى ، مكنش ينفع اربيكوا سوا وافهمك انك بنت اختى

مى (بصوتاً مخنوق وموجوع) : ليه عملتى كده ؟

كاميليا : لما بابا توفى ومامتك قررت انها تتجوز روحتلها وطلبت منها انك تجى تعيشى معايا رفضت الاول بس مع الوقت استريحت للفكرة ، كان عندك حوالى خمس سنين وعمر كان عنده سنه بس لما كبرتوا شوية بقيتي تقوليلي ماما زيه وبقيتي تقوليلي "هو انا بنتك" ، لقيت نفسى لو قولتلك اه هنكر وجود مامتك الحقيقية ولو قولتلك لا هبقي بكسرك ، فقولتلك "عمر هو اللى ابنى اما انتِ بنت اختى وبنت بابايا وزى بنتى بالظبط" ، لكن لما كبرتى وبقيتي تقولى انا هتجوز عمر قولتلك ان عمر ابن اختك ومينفعلكيش

مى : انا بقى مكنتش عارفه يعني ايه ابن اختى ويعني ايه مينفعليش ، كل اللى اعرفه انى بحبه

كاميليا : انا هقولك كلام ممكن يجرحك ، بس دى الحقيقة

مى : قولى

كاميليا : ده مش حب ، ده الشيطان بيحاول يتمكن منك ، بيحاول يحببك فى حاجة مستحيل هتحصل ، مستحيل يا مى


تترك مى الـ تى شيرت الخاص بـ عمر وتنهض بسبب دموعها التى انهمرت من عينيها واتجهت ناحية الباب ثم توقفت ونظرت لـ كاميليا


مى : مفيش حاجة مستحيل ، انتِ عيزاه مستحيل وانا عيزاه مش مستحيل

كاميليا (نهضت هى الاخرى) : فوقى يا مى ، فوقى بقى من وهم عمر ، عمر عمره ما هيبقي ليكي ، حتى لو يحللك فهو بيحب يسرا


لم ترد مى على كلام كاميليا فقط نظرت لها نظرة طويله يملؤوها العتاب والحسره والمرار ثم غادرت الشقة وذهبت الى شقتها ، اما كاميليا تشفق على اختها بشدة ولكنها ليس بيديها حل ، حتى وان كان جائزاً فـ قلب ولدها تعلق بـ اخرى

**__**__**

جلس قاسم فى غرفة المعيشة امام التلفاز يتابع الاخبار وجاءت زوجته نادية بـ قدحين من الشاى وجلست بجواره وبمجرد جلوسها ترك مشاهدة التلفاز وتحدث اليها


قاسم : اخبار فهد ايه ؟

نادية : كويس

قاسم : كلمتيه ؟

نادية : لا ، بس يسرا بتكلمنى كل يوم تطمنى عليه

قاسم : هو مش هيجي 

نادية : اصبر عليه يا قاسم ، ده مكملش حاجة هناك

قاسم : انا مش حايشنى عنه غيرك على فكرة

نادية : جرب تقرب من فهد يا قاسم وتكسبه بدل مانتوا دايماً فى صراعات وخلافات كده

قاسم : ان شاء الله ، لما اربيه بس الاول على اللى عمله ابقي اصاحبه

نادية : سيبك من فهد دلوقتى ، خلينا فى نادين ومهند

قاسم : مالهم هما كمان ؟

نادية : مهند مبيبطلش كلام فى الموبايل ولو ساب الموبايل الاقيه بيعمل chatting على النت

قاسم : وطبعاً بيكلم بنات

نادية : هو فى واحد هيكلم صاحبه بالساعتين والتلاته

قاسم : انا مش عارف اتوبه ازاى عن موضوع البنات ده ، يعني حتى لما فكرت اجوزه خوفت بعد شهرين يقولى زهقت وعايز اطلقها وابقي ظلمت البنت معانا

نادية : انت لازم تشوفلك حل معاه ، الموضوع الاول كان هين دلوقتى مبيفتحش كتاب ولا بيروح الكليه

قاسم : هتصرف معاه ، قوليلى مالها نادين ؟

نادية : بتغير من يسرا

قاسم : بتغير من يسرا !! ازاى ؟

نادية : يعنى عامله راسها براس يسرا ، لو لبست حاجة واعترضت تقول ما هى يسرا بتلبس ، امبارح بقي جاية تقولى انا كتبت مقال قولتلها اشمعنى قالت معرفش جه فى بالى ، قريته قولتلها حلو واسلوبك جميل قالت يعني انا ولا يسرا

قاسم : ده شعور طبيعي بسبب فرق السن اللى بينهم ، هى بس عايزة تقلدها مش اكتر

نادية : لا يا قاسم ، فى فرق ، نادين حاسه ان يسرا مميزة عندنا فبتحاول تقولنا لا انا احسن منها

قاسم : كل ده طبيعي ، بنتك فى فترة مراهقه ، انا مش شاغلنى قد يسرا وفهد 

نادية : طيب فهد ومعروف امره ، انما يسرا مالها بقى ؟

قاسم : انا رافض شغلها وقعدتها فى القاهرة لوحدها ، قلقان من رفضها الكتير للعرسان

نادية : مش يمكن مرتبطه

قاسم : سألتها وقالت حتى لو مرتبطه فانا مش عايزة اتخطب او اتجوز دلوقتى

نادية : هى بس روح الشباب وخداها ، شوية وهتعرف قيمة الجواز والعيلة

قاسم : ربنا يهديهم


استمر حديث قاسم ونادية عن ابنائهما قرابه الساعة والنصف ، فما اغرب الاباء والامهات ، يفنوا عمراً بأكمله لاسعاد ابنائهما ، يجمعوا المال وينفقوه من اجل ابنائهما ، ينسوا صحتهم وانفسهم فقط من اجل ابنائهما حتى حديثهما يطيل ويتمحور ويدور فقط حول ابنائهما ومستقبل ابنائهما وسعادة ابنائهما ، حقاً انه لامراً غريب ، هل يشعر الابناء بتعب آبائهم فيهم ام لا ؟ هل يعلموا ان آبائهم نسوا انفسهم من اجلهم ام لا ؟ ليتهم يعلموا فـ لربما استراح الآباء والامهات من القلق والخوف

**__**__**

استيقظ عمر من نومه فى المساء فقد كان النوم الحجة التى قالها لـ يسرا حتى لا يخرج معها

فـ برغم عشق عمر لـ يسرا ، رغم انه يشتاق اليها وهى بين يديه ، رغم انه يتمنى كل يوم بل كل لحظة ان يراها وان يكون بجوارها الا انه لم يكن هكذا تلك الايام فهو يمر بحالة نفسية سيئه تتسبب فيها يسرا لذلك قرر ان يبتعد عنها هذه الايام حتى يهدأ ويستطيع ان يتحدث معها بهدوء كعادته

فما اقسى هذا الشعور ، عندما يجرحك مَن تعشقه ، عندما يتسبب فى انهيار حالتك النفسية ، عندما يكون السبب فى تعكير صفوك والاقسى من هذا الشعور ان تكون تعشقه لدرجة انك لا تستطيع ان تجرحه او تعاتبه فـ ربما يكون العتاب دليل المحبة ولكن المؤكد ان عدم العتاب هو دليل العشق الذى ادى بصاحبه الى الضعف

استيقظ عمر ولم يجد والدته فى المنزل فـ هاتفها حتى يعرف اين ذهبت


عمر (وهو متكأ على سريره) : ايه يا ماما انتِ فين ؟

كاميليا : نزلت اشترى شوية حاجات وهعدى على خالك كمال 

عمر : طيب ليه مصحتنيش اروح معاكى

كاميليا : دخلت لقيتك رايح فى سابع نومه مهنش عليا اصحيك

عمر : ادامك كتير

كاميليا : ساعتين كده 

عمر : طيب هقوم اخد دش واكل اى حاجة واجى اخدك

كاميليا : ماشى يا قلبى هستناك عند خالك


اغلق عمر الهاتف ثم اخذ منشفة من خزانة ملابسه وذهب بها الى المرحاض المتواجد فى احد اركان الشقة واخذ دشاً ثم قام بـ لف المنشفة حول نصفه السفلى وذهب الى غرفته

استغرب عمر كثيراً لانه وجد باب الغرفه مفتوحاً رغم تيقنه من انه قام باغلاقه فور خروجه من الغرفه ولكنه قال لنفسه "جايز نسيته مفتوح" ثم دخل الغرفه فـ وجد خالته مى تجلس على السرير الذى يتوسط الغرفة من ناحية اليمين ، كانت مى تتصفح الهاتف النقال الخاص بـ عمر ، زاد استغراب عمر ، فماذا تفعل خالته فى غرفته ؟ ولماذا جاءت ؟ ولما تتصفح هاتفه ؟ 

ورغم ان مى هى خالة عمر وشرعاً وقانوناً هى مُحرمه عليه الا ان عمر شعر بالخجل بسبب خروجه امامها شبه عارياً او ربما لان نظراتها وكلامها يربكه دائماً ، ظل عمر واقفاً امام الباب


عمر : خالتى ، انتِ بتعملى ايه هنا ؟

مى : انت برضه مُصر

عمر : قصدك ايه ؟


تنهض مى من مكانها وتتجه ناحية عمر فى حركه بطيئه جداً وهى تقول له " مُصر تقولى خالتى " واقتربت اكثر منه وكان الذى يفصل بينهما ما لا يزيد عن خمس سنتيمترات


عمر : امال اقولك ايه يا خالتى !! ماهو انتِ خالتى

مى : قولى مى ، قولى اى حاجة غير خالتى دى


نظر عمر الى عينيها نظرة طويله فى محاوله منه لفهم ما يدور فى عقلها او ماذا تريد منه او ماذا تقصد من كل هذا ، هى ايضاً اطالت النظر الى عينيه وعندما ابتسمت تركها عمر ودخل غرفته ووقف امام خزانه ملابسه التى ترقد امام السرير بدأ باخراج ملابسه وذهب الى دورة المياة مرة اخرى حتى يستطيع ان يرتدى ملابسه وبالفعل ارتدى ملابسه وعاد الى الغرفه لـ يجد مى مازالت تتصفح هاتفه ، دخل عمر الغرفه واقترب منها واخذ منها الهاتف


عمر : انتِ عايزة ايه من موبايلي ؟

مى : مش عايزة حاجة ، يسرا بس اتصلت كتير 

عمر : طيب

ويتجه عمر الى المطبخ وتذهب مى خلفه وتبدأ فى اعداد الشاى له بينما هو اعد لنفسه شطيرة بالجبن

مى : انت ليه بتعاملنى كده ؟ مش انا خالتك المفروض معاملتك ليا تبقي افضل كده

عمر : والمفروض يا خالتى معاملتك ليا تبقي غير كده

مى : قصدك ايه ؟


يجلس عمر على احد مقاعد الحانة المتواجدة فى المطبخ


عمر : انتِ عايزة ايه يا خالـ ... ، يا مى بلاش خالتى

مى : قصدك ايه ؟

عمر : اقصر الطرق اقناعاً هى الصراحه وانا هكلمك بصراحة ، انتِ نظراتك ليا مش نظرات واحدة لابن اختها ، دى نظرات واحدة معجبه بـ واحد


تأخذ مى الشاى الذى اعدته وتجلس على مقعد مجاور لـ مقعد عمر


مى : ما الطبيعى ان الواحدة تعجب بـ ابن اختها خاصة لو كان يشرف زيك كده

عمر : طيب اجيبلك من الاخر ، انتِ نظراتك نظرات واحدة ست معجبه بـ راجل ، يعنى نفسها يحبها ، عايزه تتجوزه ، عايزة ........ (ويصمت)

مى : انا مش عارفه انا عايزة ايه ، مش عارفه انت بالنسبه ليا ايه ، كل اللى اعرفه ان كان نفسى متطلعش ابن اختى

عمر : يعنى ايه ؟

مى : يعنى انا نفسى منساش انك ابن اختى ، انا ماشية


وتركته مى وذهبت الى شقتها التى توجد فى نفس البناية اما عمر فـ انتهى من تناول شطيرته وكوب الشاى وذهب الى والدته دون ان يتحدث الى يسرا فى الهاتف رغم اتصالها الذى فاق العشرة اتصالات ومازال لغز خالته مى محير جداً له فـ هو يشعر بحبها له ولهفتها عليه وشوقها وغيرتها ، كان يشعر بكل احساس داخلها حتى انه شك فى انها خالته ولكن والدته اكدت له انها اختها من الاب وانها شرعاً وقانوناً خالته وكان التفسير الوحيد لهذا العشق هو تقارب السن بينهما وايضاً ان مى فى صغرها لم تكن تفهم معنى ان عمر ابن اختها وحتى مراهقتها ، هى فقط كانت تراه شاب يكبر معها وقريب جداً منها ويخاف بشدة عليها وعندما فهمت معنى انه لا يجوز لها ، كانت نضجت وكبرت وقلبها تعلق به

**__**__**

" قررت الكلية الفنية العسكرية فصل الطالب فهد قاسم أسعد الراوى نظراً لتعاطيه المخدرات "


مر سنوات على فصل فهد من الكلية الفنيه العسكرية الا انه كل يوم يتذكر تلك الجملة ، يتذكر تلك الايام ، يتذكر احداث هذه الفترة بأدق تفاصيلها

كان فهد طالباً متفوقاً فى الثانوية العامة واستطاع ان يحصل على مجموع ٩٧,٨٨٪ ، تقدم بأوراقه الى كلية الهندسة جامعه الاسكندرية وقام والده بـ تقديم اوراقه الى الكلية الفنيه العسكرية والتى تجمع بين كونه ضابطاً بالقوات المسلحه وبين كونه مهندس مسجل فى نقابة المهندسين وبذلك استطاع قاسم ان يجمع بين حلمه فى ان يصبح ولده ضابطاً وحلم ابنه فى ان يصبح مهندساً

حضر فهد اول شهراً فى الدراسه فى كلية الهندسة جامعه الاسكندرية ثم تفاجئ بأن والده يخبره ان قد قُبل فى الكلية الفنيه العسكرية ولذلك قامت الحرب بين قاسم وفهد والتى انتصر فيها قاسم

رغم عدم رغبه فهد فى ان يلتحق بـ هذه الكلية الا انه اجتهد وتفوق ولكن تأتى الرياح دائماً بما لا تشتهى السفن حيث فُصل منها فى السنه الثالثة ورغم انه تقدم بأكثر من طعن فى الفصل الا انه لم يُقبل ، وقام قاسم برفع دعوى قضائيه على وزير الدفاع بصفته وشخصه الا انه تم حجز الدعوى حيث تقدم فهد بثلاث شهادات طبيه تفيد بأن دمه خالٍ من اى مخدر او سموم ولكن لم يُغير هذا من قرار الفصل شيئاً

كل يوم يتذكر فهد تلك الايام ويبكى ولا يعرف سبباً لبكائه ، هل لانه التحق بـ كلية لم يرغبها ولم يطمح لها ؟ ام هل لانه فُصل ظُلماً ؟ ام لان مَن يستحق الفصل اصبح الآن ضابطاً مهندساً بالقوات المسحله وناجحاً فى مجال عمله ؟ ام لانه اصبح لا يثق بذاته ولا بـ مَن حوله ؟ ام لانه كل يوم يتسبب فى ظلم فتاة احبته واحبها ؟ ام لانه اصبح شخص غير مُشرف لعائلته ولكل مَن يعرفه ؟ 

قطعت يسرا حديث فهد الصامت مع نفسه ودموعه الصامته وقهرته ووجعه حين طرقت الباب ودخلت له وجلست على طرف السرير الراقد عليه فهد


يسرا : مالك ؟

فهد : تعرفى حاجة عن زهرة ؟

يسرا : امممم لا ، تاخد تكلمها من موبايلي

فهد : لا ، مش عايز اكلمها ولا اشوفها ، عايز بس اطمن عليها

يسرا : فهد انت ليه بتعمل كده ؟ وليه انت بالقسوه دى

فهد : متطلبيش من واحد معندوش حاجة يخسرها ولا حد يخسره يبقي حنين وكويس 

يسرا : للدرجة دى !!

فهد : عارفه يا يسرا ، انا مش عارف انا وحش ولا كويس ، ظالم ولا مظلوم ، انا مش عارف انا ايه ، اقولك انا مش عارف انا مين

يسرا : مشكلتك يا فهد انك بتقع كتير بس عمرك ما فكرت تقف وتكمل وتعاند الدنيا

فهد : مشكلتك انك مش فاهمه انى مبقاش عندى طاقه ولا روح انى اقف ولا اكمل

يسرا : مش عارفه اقولك ايه بس حاول تبص لنص الكوباية المليان

فهد : هههههه ، حاضر

يسرا : بتضحك ليه ؟

فهد : مفيش


خرجت يسرا من غرفة اخيها لانها يأست من محاولاتها معه لاخراجه من تلك الحاله او لاقناعه ان مازال المستقبل امامه ومازلت الفرصه بين يديه ، اما فهد فقد اكتفى من سماع النصائح التى لا تحرك شيئاً ولو بسيطاً داخله 

اطبق جفنيه على دموعه وسحب الغطاء وقرر ان ينام ويتوقف عن التفكير قائلاً لنفسه "ظالم او مظلوم ، وحش ولا كويس ، مش فارقه كتير لانى لسه مش عارفه انا مين او حتى عايز ايه ، نام يا فهد وارمى الدنيا ورا ضهرك"

**__**__**

جلست يسرا فى سيارتها مساء اليوم التالى امام احد المطاعم تنتظر عمر حيث ان اغلب الايام يتناول عمر ويسرا وجبة الغداء سوياً بعد الانتهاء من عملهما

كانت يسرا تنتظر عمر على احر من الجمر لانها لا تعرف سبب تغيره طيلة الايام السابقه فـ برغم انها عدلت عن فكرة التمثيل الا ان عمر مازال وجهه عابس وكلماته قاسيه على يسرا وقام بتأجيل مقابلتهما اكثر من مرة خلال هذا الاسبوع ولا تدرى السبب الا انها استطاعت هذه المرة ان ترغمه على مقابلتها

وصل عمر الى المطعم وقام بالاتصال بـ يسرا لانه لا يعلم اذا كانت بالخارج ام بالداخل عندما رأته يسرا نزلت من سيارتها وذهبت اليه ودخلا المطعم سوياً وقاما بطلب الطعام ، ظل عمر صامتاً وعندما قام النادل بوضع اطباق السَلَطة تناول عمر شوكه طعامه وبدأ فى تناول السلطة فى محاولة لاشغال ذاته بشيئاً اخر غير الحديث مع يسرا


يسرا : على فكرة انا مش جاية هنا عشان اتفرج عليك وانت بتاكل


لم يعير عمر يسرا اى اهتمام لها او لـ كلامها مما زاد غضب يسرا وحدتها فى الكلام


يسرا : الله !! فى ايه يا عمر


ينظر عمر الى يسرا بـ طرف عينيه ثم يضع الشوكه جانباً ويأخذ منديلاً يجفف به فمه ويصمت لمدة خمس ثوانٍ وهو ينظر الى عيني يسرا مما زاد ارتباكها


عمر : عايز اعرف انتِ عايزة ايه ؟

يسرا : يعنى ايه عايزه ايه !! هو اصلاً فى ايه

عمر بهدوء شديد وابتسامه مصطنعه : فى انى تعبت

يسرا : تعبت من ايه ؟

عمر : تعبت منك وتعبت معاكى ، انا مش عارف اعملك ايه !! مش عارف ايه المطلوب منى اكتر من اللى بعمله

يسرا : عمر انا مش فاهمـ.......

يقاطعها عمر بهدوءه المعتاد : انتِ كلمتى يحيى ليه ؟

- يحيى مين (قالتها يسرا بارتباك شديد)

- يسرا متستعبطيش (قالها عمر بنبرة مرتفعه ، حادة ، يملؤها الغضب)

يسرا : مكلمتهوش

عمر رافعاً حاجبه : متأكدة !!

يسرا : ايوة 


نهض عمر من مقعده المقابل لـ مقعد يسرا وجلس فى المقعد المجاور لها والذى كان قريب جداً منها من ناحيه اليسار


عمر : أنتِ عارفه كويس اوى انى بعرف اذا كنتى مخبيه عليا حاجه ولا لا ، بعرف برضه اذا كنتى بتكدبى ولا بتقولى الحقيقه ، جايز ده ذكاء منى جايز احساسي بيكي عالى جايز برضه الظروف بتخدمنى ، لكن خلينا نتفق على حاجة انى مفيش مرة اكتشفت كدبك او اكتشفت حاجة غلط عملتيها وقفشت عليكى بل بالعكس بحتوى الموقف ومبزعلكيش عارفه ليه

- ليه (قالتها يسرا بنبره مليئة بالخوف والحزن)

عمر : الاخ لما يعرف ان اخته غلطت ممكن يقتلها وكذلك الزوج لما يعرف ان زوجته خانته او غلطت لا هيفضحها لا هيقتلها الا الاب لما يعرف ان بنته غلطت بياخدها فى حضنه بيحتوى الموقف بذكاء وعقل وهدوء وحنيه ، بيعاقب بنته بينه وبينها لكن بيحاول يقف جنبها ويلم الفضيحه ، الاب ممكن يعمل كده الاف المرات لا بيزهق ولا بيمل وانا فى المواقف دى يا يسرا بعاملك انك بنتى مش حبيبتى ، فـ ارجوكى قولى الحقيقة ، كلمتى يحيى ولا لا ؟ خليها تجى منك ابوس رجلك


اغلقت يسرا عينيها وتنهدت تنهيدة خرجت من صدرها بمعجزه نظراً لشدة الخوف والحزن والارتباك ثم فتحت عينيها ونظرت للاسف وقالت "آه كلمته" ، ابتسم عمر ابتسامه حزينه مليئه بالمرار ونهض من المقعد المجاور لـ مقعد يسرا وعاد الى مقعده وكان يفصل بينهما منضدة كانت قد امتلأت بـ اطباق مختلفه من الطعام الذى لم يستطع احداً منهم تناول اى شئ منه


#تابعونا

#مَن_أكون

#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق