Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 26 يناير 2015

مَن أكون (الفصل الرابع)

الفصل الرابع

فى احد المطاعم التى تطل على نهر النيل جلس عمر الصياد امام والدته كى يتناولا طعام الغداء ، كانا يفصل بينهما منضدة وضع عليها بعض اطباق السلطلات ووضع عمر هاتفه النقال ومفاتيحه وحاوية نقوده جانباً ، كان عمر يأكل من اطباق السلطات بشراهه ادت لـ استغراب والدته


كاميليا : عمر 

عمر : نعم

كاميليا : مالك يا حبيبى !! انت مبتاكلش كده الا لما تكون مضايق

عمر : هاه !! لا انا مش مضايق

كاميليا : انت مضايق من حاجة فى لبسى ؟

عمر : لا

كاميليا : امال مالك ؟


يترك عمر شوكة الطعام جانباً ويتناول رشفة من كوب الماء وينظر نظرة طويلة الى النيل الذى على يمينه ثم ينظر الى والدته مرة اخرى


عمر : مضايق من يسرا

كاميليا : مالها يسرا ؟

عمر : يسرا خلاص هتكمل ٢٥ سنه لا عايزة تعقل ولا عايزة تكبر ولا عايزة تضحى بـ آى حاجة فى سبيل اننا نتخطب ونتجوز ، بمجرد ماقولها ان صعوبة شغلها تتعارض مع طبيعتى تقولى يبقي نأجل

كاميليا : قصدك ايه بـ طبيعتك !!

عمر : يا ماما انا بموت من الخوف عليها زى ما بخاف عليكي بالظبط ، هى عايشة لوحدها وعشان كده بقلق جداً عليها وكمان متهورة اوى ومتسرعه فى قرارتها وتصرفاتها وعنيدة ومشاكسة

كاميليا : ايه كل ده !! امال انت بتحب فيها ايه ؟

عمر : بحبها كلها على بعضها لكن بسبب انها عايشه مع جدودها وباباها مديلها حرية نوعاً ما خليتها متسمعش الا صوت نفسها

كاميليا : هى اصلاً عايشة لوحدها ليه ؟

عمر : باباها ومامتها واخواتها عايشين فى اسكندرية عشان شغل باباها وهى دخلت جامعه فى القاهره وشغلها فى القاهره ومتعلقه بجدها وجدتها

كاميليا : اسمع منى يا عمر ، انا عشت نفس تجربة يسرا بس انا كنت مهوسة بالتمثيل وبالفعل مثلت وقبلت ادوار انا معرفش قبلتها ازاى ، قبلتها رغم رفض اهلى وباباك الا انى برضه مشيت فى السكة دى بس يوم ما قررت اسيب التمثيل سيبته بارادتى فى نفس التوقيت اللى كان معروض عليا فيه دور بطولة مطلقة لكن رغم الاغراء ده مرجعتش فى قرارى واعتزلت للابد ، سيب يسرا تختار السكة اللى هى عيزاها عشان يوم ما تقرر تسيبها تسيبها بارادتها ومتجيش تلومك


نظر عمر الى والدته نظرة طويلة فـ برغم من ان كلامها مقنع للغايه الا انه لم يقتنع به ولا يعرف الطريقة التى يتقبل بها ذلك وتمنى لـ لحظات ان يكون مثل ابيه ، يقبل ان تعمل زوجته فى مجال السينما والتلفزيون بل وتقدم مشاهد اغراء ولكنه فى لحظات قليلة يُفيق من هذا الحلم ويسأل نفسه سؤالاً "كيف لـ ابيه ان يقبل بـأمراً كـهذا؟

قبل انا يعلق عمر على كلام والدته جاء رجلاً الى المنضدة التى يجلسان عليها والقى التحيه ولكنه خصصها الى كاميليا


نور : مدام شاهيناز ، حضرتك عامله ايه ؟

كاميليا : انا تمام ، مين حضرتك (قالتها كاميليا بتلعثم وهى تبدل نظراتها بين الرجل وبين ابنها)

نور : انا نور حمدان ، ابن المخرج عماد حمدان اللى اخرج الافلام اللى حضرتك اشتغلتى فيها انتِ مش فكرانى

كاميليا : اه اه ، اهلاً وسهلاً بحضرتك ، اتفضل

نور : لا متشكر انا بس شوفت حضرتك وحبيت اجى اسلم عليكي ولو انك مش فكرانى

كاميليا : لا فكراك طبعاً بس انت شكلك اتغير عن زمان

نور : حضرتك بقى متغيرتيش خالص ، لسه بجمالك ورشاقتك


اشتعل عمر غضباً وغيرة على والدته من ذلك الرجل الذى يغازلها بجانب انه نفس الرجل الذى اغرى حبيبته بعرض التمثيل واراد ان يأخذها منه كما اعتقد عمر لذلك قدم نفسه اليه


عمر : عمر الصياد ، ابن مدام كاميليا واتمنى متقولش شاهيناز دى تانى

نور : انا بعتذر لحضرتك ، انا اعرفها بـ شاهيناز وبعتذر لو كنت افتكرت كلامى غزل او معاكسه

عمر بابتسامه باردة مصطنعه للغاية : حصل خير

**__**__**

جلست يسرا مع اخيها فهد امام التلفاز ، كان فهد يتمدد على الاريكة اما يسرا فكانت جالسه على احد المقاعد ، كان كلاً منهما فى عالم منفصل عن التلفاز وعالم منفصل عن الاخر ، كان فهد قلقاً جداً على زهرة التى لا يعلم عنها شئ ، لم يكن فهد يفكر فيما يحدث له بقدر ما يفكر بها ، كان يتمنى فقط ان يطمأن عليها

اما يسرا فـ كانت تفكر بأمر التمثيل خاصة بعد ان اكتشفت ان بداخلها ممثله عظيمه وموهبه مكبوته ، أيضاً كانت تفكر فى حبيب عمرها ، عمر الذى لم يحدثها منذ اخر مرة تقابلا والتى كانت منذ خمسة ايام تقريباً ، تفكر هل سيسامح هذه المرة ايضاً ام لا ؟ تفكر لما عادت تتحدث مع يحيى الذى تركها منذ زمن ؟ هل مازالت تحبه ؟ هل مازالت تتمناه ؟ هل مازال هو فتى احلامها ؟ كل الاسئلة تؤدى الى اجابة واحدة " لا " ، اذن لماذا تهاتفه وتسمح له يهاتفها


فهد : يسرا 

يسرا : ايوة يا فهد

فهد : زهرة مكلمتكيش ؟

يسرا : لا

فهد (وقد اعتدل فى جلسته) : غريبة دى ، هى مش معاها رقمك ؟

يسرا : ايوة معاها لكن هى مش هتكلمنى لانها كلمتنى قبل مانت تهرب بيومين وانا طمنتها عليك وقولتلها لو فى جديد هكلمك

فهد : طيب مكلمتيهاش ليه ؟

يسرا : اكلمها اقولها ايه ؟

فهد : مش عارف بس عايز اطمن عليها

يسرا : فهد ، متوجعش دماغى موبايلي عندك لو عايز تكلمها 

فهد : مالك يا يسرا

يسرا : مماليش ، هدخل استريح شوية


نهضت يسرا من مقعدها وذهبت الى غرفتها واغلقتها بالمفتاح وتمددت على سريرها وظلت الافكار تصارعها ، كان موعدها مع نور حمدان الغد ولم تكن تعرف هل ستذهب بدون علم عمر ووالدها ام لا ؟ هل ستذهب بدون ان تتصالح مع عمر ؟ ، سحبت يسرا هاتفها النقال الذى يرقد تحت الوسادة حيث كان الهاتف على وضع الاهتزاز وشعرت به يسرا وجلبته ووجدت المتصل هو "يحيى" ، لم تعرف هل تجيب عليه ام لا وفى النهاية قررت ان تجيبه حتى تنهى معه صداقتهما الغير مبررة


يحيى : ايه يا يااس فينك ؟

يسرا : موجودة يا يحيى

يحيى : امال مبترديش ليه على الموبايل ولا الواتس اب

يسرا : يحيى انت عايز ايه منى ؟

يحيى : يعنى ايه ؟

يسرا : يعنى مش موضعنا كان انتهى وكل واحد فينا راح لحاله ، راجع تكلمنى ليه تانى ؟

يحيى : مش احنا اصحاب ؟

يسرا : احنا عمرنا ما كنا اصحاب ولا ينفع نبقى اصحاب

يحيى : يسرا ، انا لسه بحبك


شُل عقل ولسان يسرا ، لم تتوقع اطلاقاً ان يقول لها يحيى كلمة كـ هذه ، توقعت ان يحيى يتكلم معها بعد انفصالهما فقط ليعتذر لها عما بدر منه فى الماضى او لتعلم انه لم يكن يوماً بهذا السوء الذى ظهر عليه فى الماضى ، لم تعرف ماذا تقول له ، اتخبره انها لم تعد تحبه او ربما لم تكن تحبه بالاساس لم تستطع يسرا التفكير اكثر من ذلك لان يحيى قطع عليها تلك الخلوة الفكرية


يحيى : روحتى فين ؟

يسرا : انت ناسى عمر ؟

يحيى : مش ناسيه بس برضه مش ناسيكى

يسرا : معلش يا يحيى لازم اقفل دلوقتى

يحيى : مش هضغط عليكى بس هستناكى تكلمينى


اغلقت يسرا الهاتف وهى فى حيرة اكثر ، فسألت نفسها لما لم تخبر يحيى انها لم تعد تحبه وانها الان عاشقه لـ عمر ، لما تركت الامر معلق هكذا ؟ لما لم تغلق الهاتف فى وجهه عندما اخبرها بحبه لها ؟ لما ولما ولما .. اسئلة كثيرة لم يكن لها اجابة مثل اسئلة كثيرة تدور فى عقلها

**__**__**

مر اكثر من سنتين ونصف على ارتباط عمر ويسرا ومنذ ذلك الوقت لم يهدأ قلب ولا بال عمر فهو دائماً مشغول بها ومشغول عليها ومشغول بـ مستقبله معها فهو يرى ان حياته العاطفيه مع يسرا غير مستقره على الاطلاق بسبب اندفاعها وتصرفاتها الغير عقلانيه والغير مبررة

تعرف عمر على يسرا منذ اربع سنوات خلال الانترنت ، لم يأخذا وقت طويل فى التعارف حيث ان عمر يحب ان تمشى الامور كما يجب ، فـ بمجرد تحرك مشاعره تجاه يسرا طلب مقابلتها ومن هنا نشبت صداقة بينهما استمرت لمدة تسعة أشهر وبعدها أخبر عمر يسرا بـ حبه وكانت هى الاخرى تبادله نفس الشعور ولكن قبل كل ذلك اخبرته انها كانت لديها فى الماضى قصة حب بدأت فى الصف الاول فى المرحله الثانوية وانتهت بعد دخولها الجامعه بشهوراً قليلة حيث تركها ذلك الشاب الذى احبته والذى يُدعى "يحيى" ، لم يبال عمر كثيراً بأمر هذا الماضى لانه على ثقه ويقين من أن يسرا تعشقه وان يحيى اصبح مجرد ذكرى لن تخطر لـ يسرا على بال مُستقبلاً

بعد مرور عام ونصف العام على ارتباط عمر ويسرا ظهر يحيى مرة اخرى بحجة الاطمئنان على يسرا وتجاوبت يسرا سريعاً معه حتى تؤكد له انه لا يهمها امره وانها الان تعيش قصة حب افلاطونية واخبرته يسرا ان لا حب قبل عمر ولا بعده ، لم تكن يسرا تقول كل هذا الكلام عشقاً لـ عمر بقدر ما هو انتقاماً لـ كرامتها التى جرحها يحيى بدون سبب او مبرر واضح حيث انه تركها فجأة بدون اعذار او اسباب وعندما علم عمر بأن يسرا على اتصال مع يحيى من باب "الصداقة" لم يغضب ولم يثور بل احتوى الموقف وعادت تحدثه مرة ثانيه واحتوى الموقف مرة ثانية وفى المرة الثالثة لم يعد قادراً على الاحتواء ولا قادراً ان يبتعد عنها ، فما اصعب ان تقع بين نارين كل نار فيهما سوف تحرقك بلا رحمة حتى تتحول الى رماد ، هذا بالضبط ما يحدث لـ عمر 

بعد انقطاع دام خمس ايام قرر عمر ان يتصل بـ يسرا ويحسم معها هذا الامر للابد ، هاتفها وطلب منها ان تقابله فى احد المقاهى القريبة من منزلها

جلس عمر امام يسرا وكانا يفصل بينهما منضدة ، كانت تعابير وجه عمر يابسه ، حزينة ، يملؤوها الكسره والمرار ، كانت هذه التعابير حقيقية جداً لم يصطنعها عمر ، ظل عمر صامت لمدة خمسة عشر دقيقة كانت يسرا تطلب منه السماح خلالهما وهو يتابعها بنظراته ، عندما وجدته يسرا صامتاً صمتت هى الاخر وهنا قرر عمر ان يبدأ حديثه معها


عمر : ممكن تفكرى معايا بصوت عالى

يسرا : يعنى ايه ؟

عمر : يعنى فهمينى ، بتكلميه ليه ؟ لسه بتحبيه ؟

يسرا : انا منكرش انى حبيته فى يوم من الايام بس صدقنى اقسملك ...

يقاطعها عمر بهدوئه : متحلفيش

يسرا : حاضر ، صدقنى يا عمر بعد ما حبيتك اكتشفت ان اللى كان بيني وبين يحيى مش حب ، او حبى ليك اصدق واقوى

عمر : ايه دليل حبك ده ؟ فين اخلاصك !! 

يسرا : جايز ميكونش فى دليل بس انا بحبك دى حاجة مؤكده 

عمر : برضه عايز اعرف ليه بتكلميه ، ليه كل شوية بترجعى تكلميه

يسرا : انت تعرف ان اغلب كلامنا بيبقي عليك ، انا حاسة انى لما بكلمه واحكيله عنك انى كده بضايقه او بستفزه او بمعنى اصح بحسره عليا انه خسرنى ، او بنتقم لكرامتى

عمر : انتِ عارفه هو دلوقتى بيقول عليا ايه !! عارفه نظرته ليا ايه !! انى مش راجل وانى واحد ......

تقاطعه يسرا بتوسل : متكملش يا عمر عشان خاطرى ، ارجوك ارجوك سامحنى


يتنهد عمر تنهيدة وجع والم وحسره ، تنهيده خرجت بصعوبه شديدة من صدره ، شعر عمر وانه يختنق ، شعر عمر بأن الدنيا تضيق من حوله ، شعر وانه ممزق من الداخل ، اطبق عينيه على دموع قرر ان يحبسها ، فما اصعب شعور الرجل بالضعف والذل والمهانة


عمر : انا هسامحك يا يسرا بس دى اخر مرة هسامحك فيها ، ورغم انى هسامحك بس عمرى ما هسامح نفسى على انى سامحتك

يسرا : ليه ؟

عمر : عشان نفسى دى هى السبب فى انى احبك كده واستحمل كم الاهانات والذل ده

يسرا : مش عارفه افرح ولا ازعل

عمر : صونيني


لم تعرف ماذا تقول يسرا فقط ابتسمت ، فالافضل لها ان يتركها عمر من ان تبقي معه وهى تعرف انه موجوع ويتآلم بسببها ، الافضل لها ان يتركها على ان يقول لها عمر كلمة كهذه ، فـ عمر واجهها بحقيقة نفسها وهى انها خائنة لم تستطع ان تصونه او تصون حبه وكرامته ورجولته

**__**__**

دخلت نادين خلسة غرفة اختها يسرا وقامت باخراج احدى فساتينها الخاصة بالسهرات الخاصة وحفلات الزفاف ووضعت بعض مساحيق التجميل ومشطت شعرها كما تمشطه يسرا وظلت تنظر لنفسها فى المرآة

ذهبت والدتها اليها فى غرفتها حتى تطمأن عليها ولكنها لم تجدها ، نادتها باسمها مراراً وتكراراً ولكن لا من مُجيب لذلك قررت ان تدخل غرفة يسرا قائلة لنفسها "جايز محتاجه حاجة منها" ، طرقت نادية الباب وقامت بفتحه ، ارتبكت نادين بشدة فـ قطعاً سوف تسألها والدتها ماذا تفعل فى غرفة يسرا ولماذا ترتدى ملابسها ولا تعرف ماذا سوف تقول نادين لـ والدتها ولكن قررت نادية الا تسأل نادين عن شئ يربكها او يدفعها للكذب


نادية : ايه يا حبيبتى دورت عليكي فى الشقة كلها

نادين : زهقت من المذاكرة قولت اعمل اى حاجة تجددلى موودى

نادية : بتحبى السوريهات والمكياج اوى انتِ

نادين : كل البنات كده 


دخلت نادية الى الغرفه وجلست على السرير الذى يتوسط الغرفه وكانت نادين تقف امامها


نادية : بس انتِ عندك فساتين احلى من فساتين يسرا

نادين : بجد ؟

نادية : اه بجد ، فساتين شيك اوى مبتلبسبش منها ليه ؟

نادين (تنظر لوالدتها من خلال المرآة) : ماما هو انا احلى ولا يسرا ؟

نادية : ليه بتسألى سؤال زى ده

نادين : عادى

نادية : انتِ جميلة ويسرا جميلة ، بس كل واحده ليها جمالها الخاص بيها اللى ربنا ميزها بيه


تترك نادين المرآة وتجلس بجوار والدتها وهى مرتبكه قليلاً


نادين : ماما انتِ بتحبينى انا اكتر ولا يسرا ؟

نادية : ايه السؤال الاهبل ده يا نادين 

نادين : انا بحس انك بتحبى يسرا اكتر مع ان المفروض تحبيني انا اكتر

نادية : بصى يا نادين يا حبيبتى ، بغض النظر عن المفروض احب مين اكتر فالمفروض اللى بجد ان يسرا دى اختك الكبيره والوحيدة يعني المفروض تكون صاحبتك وحبيبتك مش مجرد واحدة بتقارنى بينك وبينها

نادين : بس هى عمرها ما فكرت تصاحبنى او تقرب منى ودايماً بتعاملنى انى اصغر منها

نادية : يبقي انتِ اللى تقربى منها وتثبيتلها انك اكبر بعقلك واتزانك فهمانى

نادين : فهماكى يا ماما

نادية : مكلمتيش اختك من امتى بقى ؟

نادين : من اخر مره كانت فيها هنا

نادية : يعني اكتر من اسبوعين ، قومى كلميها يالا

نادين : حاضر يا ماما


وقامت نادين بتقبيل والدتها وخرجت لتبدل ملابسها وتهاتف اختها ، اما نادية مثلها مثل اى ام ظلت تردد دعوات بينها وبين ربها ان يهدى بناتها وان يرزقهن السعادة والصحه والستر

**__**__**

كانت يسرا هاتفت نور حمدان واخذت منه موعد ليختبر ادائها كـ ممثله ، استيقظت يسرا صباح الموعد المقرر وهى فى حيرة من امرها ، هل ستذهب الى نور حمدان ام ستلغى الموعد والفكرة بأكملها من اجل عمر الذى اهانته فى حبه لها وفى رجولته كثيراً ، وماذا عن هذا الوعد الذى قطعته على نفسها بأنها لن تفعل شيئاً بدون علمه ؟ وماذا ان عرف عمر بهذا الامر ؟ كل هذه اسئلة تبادرت الى عقل يسرا ولكنها فى النهاية قررت ان تذهب

بدلت ملابسها واستقلت سيارتها وذهبت الى العنوان الذى اعطاه لها نور حمدان وكان نور قد اخبرها فى الهاتف أنه يملك استوديو صغير جداً لعمل اختبارات للموهوبين الجدد مثلها واخبرها انه سينتظرها

وصلت يسرا الى المكان المحدد او الى الاستوديو الخاص بـ نور حمدان والذى وجدته عباره عن ڤيلا صغيره مكونه من طابقين وبها حديقه ضيقة المساحه ويوجد على بوابتها حارس ، سألت الحارس عن نور حمدان واخبرها انه بالداخل

دخلت الى الڤيلا لتجد نور ينتظرها بابتسامته الباردة المعهوده فى مدخل الڤيلا واصطحبها الى الداخل ، لم تجد يسرا شيئاً يدل على ان هذه الڤيلا للسكن الشخصى لان الطابق السفلى ليس به اى اساس سكنى بل مجرد احتياجات خاصة بعمل الاختبارات ولكن لفت انتباهها حانه متواجده فى احد الاركان يوجد بها جميع انواع الخمور والمسكرات ولكنها لم تعر ذلك اهتماماً


نور : نورتينى

يسرا : متشكره

نور : تشربى حاجة ؟

يسرا : ميرسي ، انا بس عايزة حضرتك تعملى الاختبار عشان لسه هروح شغلى

نور : طيب اصبري شوية ، انا مستنى حد كمان عايزه يشوفك

يسرا (بارتباك وخوف) : حد !! حد مين ؟

نور : المنتج اللى بتعامل معاه 

يسرا : وهو ده لازم يشوفنى ؟

نور : ايوة يا قمر هو اللى هينتج فيلمك -ثم اتجه ناحيه الحانة- ها بقى تشربى ايه ؟

يسرا : قهوة

نور : مالكيش فى اى حاجة من الموجوده فى البار دى ؟

يسرا : لا انا مبشربش

نور : كنت فاكرك بتشربى ، خلاص هشرب قهوة معاكى ، قهوتك ايه ؟

يسرا : مظبوطه


طلب نور من عامل متواجد معه ان يقوم بعمل فنجانين من القهوة المظبوطه ، وبالفعل شربا نور ويسرا القهوة وبمجرد انتهائهما منها كان قد وصل الى استوديو نور حمدان المنتج الفنى "رمزى علام" ، دخل والقى التحية ثم نظر نظرة طويلة فاحصه الى يسرا اربكتها وازعجتها كثيراً ، ثم جلس


رمزى : هى دى بقى ؟

نور : ايوة

رمزى (بلا مبالاة) : بتعرفى تمثلى فعلاً ؟

يسرا : انا عمرى ما مثلت قبل كده بس استاذ نور قالى انى فيا مقومات الممثلة

- اه مقومات (قالها رمزى بتهكم واضح) ، طيب اتفضلى المسرح معاكى ورينى


صعدت يسرا الى المسرح وقامت باداء دور فاتن حمامة فى فيلم سيدة القصر ، اقتنع بها نور حمدان كثيراً ولكنها لم تُقنع رمزى علام بادائها فـ طلب منها نور حمدان اداء دوراً اخراً وهكذا حتى مثلت يسرا اربعة مشاهد لاربعة نجمات من اربعة افلام ، اقنعت نور حمدان فى كل مشاهدها واقتنع بها رمزى علام قليلاً ، بعد مده من النقاش حول ادائها تركت يسرا الڤيلا وخرجت وظل بها نور ورمزى


رمزى : انت مقتنع انها بتعرف تمثل ؟

نور : اه يجى منها

رمزى : يجى منها ايه بالظبط !! ممثله ولا غيره

نور (اتجه الى الحانه وقام بـ ملأ كأس من النبيذ له) : يجي منها فى كل حاجة 

رمزى (ذهب اليه) : وضح

نور : البنت بتحاول تعدل من ادائها كـ ممثله ده اولاً ، ثانياً هى كـ وجه وجسد وكـ انثى تقدر تثبت نفسها فى اى حاجة سواء ممثلة او غيره وانت فاهمنى

رمزى : سيبك من اننا ننتج لها فيلم او غيره ولا يفشل لا ينجح ، طالما عجباك كده اتجوزها

نور : بذمتك ، عمرى اخرجتلك فيلم وفشل !! ما بالك بقى فيلم بـ واحدة زى يسرا دى

رمزى : لما نشوف ، اعرض عليها دور وشوف رآيها وخليها فاهمه انى مش مقتنع بيها اوى عشان تحاول تقنعنى

نور : انا فاهمك متقلقش

**__**__**

كانت كاميليا تستشاط غضباً بعدما اخبرها ابنها عمر بأن مشاعر مى له ليست مشاعر خالة لابن اختها ، وان لقرب سنهما ولقله نضجها فى الماضى تحركت مشاعرها تجاهه كـ حبيب وانه اصبح يقلق كثيراً من وجودها

فى لحظةٍ ما قررت كاميليا ان تختار بين اختها وبين ابنها وبالاخير قررت ان تختار ابنها ، ذهبت الى غرفتها وقامت بـ فتح خزنة متواجده فى خزانة ملابسها ، اخرجت منها دفتر شيكات مالى وكتبت شيك بـ مبلغ خمسمائة الف جنيهاً مصرياً ( ٥٠٠,٠٠٠ جم ) قابلاً للصرف واخرجت ايضاً علبة تحوى مجموعه من الذهب وقليلاً من المجوهرات وبعض العقود واخذتهم وهى غاضبه ، رآها عمر وهى خارجه من غرفتها تحمل كل هذا ومتجهه الى باب المنزل ولذلك استوقفها وسألها


عمر : ايه يا ماما الحاجات دى ورايحه فين كده ؟

كاميليا : دى حاجات مى ، هوديلها

عمر : مش هى عيناها عندك ، هى طلبتها ولا ايه ؟

كاميليا : عمر ، ابعد عنى دلوقتى


وتركته كاميليا وخرجت من شقتها وذهبت الى شقة اختها مى والتى توجد فى الطابق الاعلى للطابق الذى فيه شقتها هى وابنها عمر ، طرقت الباب وفتحت لها مى ودخلت كاميليا واغلقت الباب ورائها ، كان الشر والحقد يملأ عينى كاميليا مما جعل مى تشعر بالخوف منها


مى : فى ايه يا كاميليا ؟

كاميليا : انا حذرتك مليون مره ومفيش فايدة فيكى

مى : حذرتيني من ايه ؟

كاميليا : قولتلك عمر لا يا مى ، عمر لا

مى : انا مجتش جنبه

كاميليا : ده شيك بنص مليون جنيه ، فلوسك كلها اللى انتِ سيباها معايا وده عقد بيع الشقه اللى انتِ فيها وده كل دهبك والماظاتك اللى عندى ، كده انتِ مالكيش حاجة عندى ومش عايزة اشوفك تانى فاهمه

مى : ليه بس ، ايه اللى حصل لكل ده

كاميليا : مش هدخل معاكى فى تفاصيل يا مى ، امشى من حياتى ومن حياة ابنى من سُكات

مى (بدموع وتوسل) : ارجوكى يا كاميليا متعمليش فيا كده ، انا اختك وماليش حد غيرك

كاميليا : وانا مبقتش عيزاكى ، كفاية كده


توسلت مى الى كاميليا كثيراً ولكن كاميليا لم تبال لتوسلاتها ولا لدموعها ولم تهتز فيها شعره واحدة ، كان عمر جاء خلف والدته ولكنها لم تشعر به وظل واقفاً خلف الباب يسمع ما يدور بين والدته وخالته ولكنه قرر الا يطرق الباب ولا يشعرهم بوجوده ولكن لفت انتباهه ما قالته مى لـ كاميليا فى اخر توسلاتها


مى : ارجوكى يا كاميليا ، لو بتعتبريني زى بنتك زى ما دايماً بتقولى ، قولى لـ عمر الحقيقة ، ريحينى وريحى نفسك من كل اللى احنا فيه ده (ونزلت مى على ركبتيها حتى تقبل قدم كاميليا) ابوس رجلك قوليله


طرق عمر الباب بقوه ادت الى فزع كلاً من كاميليا ومى ، طرقات متتالية وبصوت عال جداً ، نهضت مى وفتحت الباب ووجدت عمر واقفاً امامها ، تملأ الحيره عينيه ، وجه نظره لـ والدته قائلاً لها "حقيقه ايه يا ماما"



#تابعونا

#مَن_أكون

#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق