Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 5 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل السابع)

الفصل السابع

ندم نور حمدان على هذا العرض الذى قدمه الى يسرا فـ شعر انه تعجل هذه الخطوة بسبب رفض يسرا وخوفها وارتباكها من هذا العرض على وجه الخصوص ومن نور حمدان على وجه العموم ، لذلك قرر نور حمدان عرض دوراً اخراً على يسرا ، دوراً اقل جرأة واكثر فائدة ولكنه عرض الامر اولاً على صاحب المال ، المنتج رمزى علام حيث ان رمزى علام لا يغامر بالاموال الكثيرة ولا بـ الادوار الهامه مع فتاة مبتدأة كـ يسرا ولكن اصر نور على اقناعه ، ذهب نور حمدان ڤيلا رمزى علام والتى تتسم بالفخامة والاتساع ، جلسا سوياً فى بهو الڤيلا ، كان رمزى جالساً على احد المقاعد الهزازه يُدخن السيجار وجلس امامه نور حمدان الذى كان يدخن هو الاخر ويحتسى فنجاناً من القهوة

يخرج رمزى كلماته مع دخان سيجارته : انت بتحبها يا نور ؟
نور : بحبها ؟
رمزى : ايوة ، شكلك بتحبها
نور : مش فاهم وايه المشكله لما احبها
رمزى : معنديش اى مشكله من حبك ليها بس مشكلتى ان حبك ده يضر شغلنا ، بتحبها اتجوزها لكن متخلنيش اصرف عليها وانتجلها فيلم وانت بنفسك عارف انها مش موهوبه بالقدر الكافى اللى يخلينى اسند ليها بطولة فيلم مهم زى اللى انت جايبه ليا ده
نور : ما الفيلم اللى انا عارضه عليها ده يعتبر فيلم مهم
رمزى : مينفعش يا نور اللى بنعمله على الناس نعمله على بعض ، انت عارف اوى ان الدور اللى انت عارضه على يسرا ده لا هادف ولا نيله وانه كله اسفاف وده الغرض منه انا مش هنكر بس هى دى اقصى حاجة ممكن اضحى بيها مع واحدة مبتدأة ومش موهوبه زى يسرا
نور : بس البنت دى لو ركزنا معاها هتنفعنا جداً وهنجيب من وراها دهب
رمزى : وانا ايه يخلينى اتحايل على واحده ، هو فى اكتر من البنات !! 
نور : بس دى فيها ميزتين مهمين ، الاولى انها جميلة والتانيه انها بنت ناس
رمزى : خير يا نور !! ده احنا اللى بنجيب بنات من الشارع ونخليهم حلوين وبنات ناس وعائلات مهمه كمان 
نور : يعنى انت مش موافق ؟
رمزى : يا نور احنا اصحاب قبل اى حاجة وانا بقولك لو بتحبها اتجوزها ومش لازم يعنى ننتجلها فيلم او غيره
نور : بس انا مش هعرف اكسبها من غير ما تبقى ممثلة
رمزى : انت مش بتقول انها قالتلك انها هتفكر مرة تانيه
نور : مش بالظبط بس فيما معناه
رمزى : طيب لو رفضت هفكر مرة تانيه فى الموضوع ، وده عشان خاطرك وعشان خاطر العشره والصحوبيه والشغل اللى بينا
نور : ده العشم برضه
**__**__**
جلس عمر فى شُرفة غرفته يفكر فيما فعله ، يفكر فى حياته بأكملها ، يفكر فى يسرا وفى مى ، يفكر فى مستقبله ، سمع الباب يُطرق وامر للطارق بالدخول ، كانت مى التى لم تدخل بيت كاميليا منذ ذلك الخلاف الذى نشب بينهما ، عندما رأى عمر مى تدخل اعتدل فى جلسته حيث كان يجلس على مقعد ورافعاً قدميه على سور الشُرفة

عمر : تعالى يا مى
مى : عطلتك عن حاجة
عمر : اه بصراحه ، عطلتينى عن الفراغ اللى انا قاعد فيه
مى (جلست على مقعد بجوار مقعد عمر) :  ضحكتنى
عمر : مش باين على وشك انك ضحكتى
مى : انت مالك ؟
عمر : بمعنى !! قصدك ماليش دعوة يعنى ولا قصدك حاجة تانيه
مى : لا قصدى فيك ايه ؟ شكلك مش طبيعى
عمر : مفيش حاجة ، طمنينى عليكى انتِ
مى : مش عارفه انا كويسه ولا لا
عمر : ليه بتقولى كده ؟
مى : انا مش عارفه راسى من رجلى ، مش عارفة عايزة ايه !! مش عارفه انا مين
عمر : انتِ مى ، مى اللى اتربيت معاها وعشت عمرى كله معاها ، مى صاحبتى واقرب انسانه ليا
مى : بس !!
عمر : هتصدقينى لو قولتلك ان كان نفسى يبقى اكتر من كده
مى : يعنى ايه ؟

نهض عمر من على المقعد واقترب من سور الشُرفة وصمت لعدة ثوانٍ

عمر : متضغطيش عليا يا مى 
مى (وقفت خلفه) : انا عارفه انت بتحب يسرا قد ايه بس ممكن اسألك سؤال ؟
عمر : اسألى
مى : مين نيللى ؟
عمر : عرفتى الاسم ده منين ؟
مى : عمرى ما شوفت اسم بنت على موبايلك الا يسرا ، النهارده شوفت اسم نيللى
عمر : واحدة زميلتى فى الشغل
مى : تمام ، عايز حاجة هطلع اقعد مع كاميليا
عمر : لا سلامتك

خرجت مى وتركت عمر وحده فى الغرفه ، نظر لها عمر نظرة طويله اثناء خروجها ثم وجه نظره بعيداً عنها حيث انه لا يريد ان يراها كـ انثى فقط يريد ان يحافظ على نظرته لها كـ اخت وصديقة
خرجت مى من غرفه عمر وذهبت الى كاميليا التى كانت متواجده فى المطبخ ، جلست مى على احد مقاعد الحانة وكانت شاردة

كاميليا : اعملك حاجة تشربيها ؟
مى : ماليش نفس
كاميليا : مالك ؟
مى : هو فى العادى عمر بيكلم بنات معاه فى الشغل
كاميليا : ليه بتقولى كده ؟
مى : شوفت موبايله بيرن برقم واحده اسمها نيللى
كاميليا : طيب وايه المشكلة ؟
مى : كاميليا ارجوكى سبينى امشى
كاميليا : تمشى تروحى فين ؟
مى : اى حته بعيد عن هنا ، بعيد عن عمر
كاميليا : ليه بس ؟ مش احنا اتفقنا انك هتقربى منه ؟
مى : رجعت فى كلامى ، مبقتش عيزاه يحبنى
كاميليا : ليه ؟
مى : عشان هو عمره ما هيحبنى ، مش هيقدر يشوفنى كـ حبيبة
كاميليا (وكانت قد اقتربت من الحانه) : انا مش عارفة اقولك ايه ، بصى انا فى الحالتين معنديش ادنى مشكله واتمنى ان ربنا يعملك الخير
مى : يارب
**__**__**
لم يهدأ نبض قلب يسرا ولم تجف دمعات عينيها منذ ان عرفت ان عمر خانها  ، لم تتصور كيف انه يجرحها بهذه السهوله ؟ كيف يستطيع ان يري فتاة غيرها ؟ كيف بعد ان اخبرها ان كل اناث العالم بعدها اشاعة ؟ كيف استطاع ان يلامس جسده جسد فتاة غيرها ؟ كيف وكيف وكيف ، اسئلة كثيرة هتكت عقل يسرا ، حتى الان لم تستطع ان تصدق ما قاله عمر ، توقعت ان ما قاله مجرد مزحه او اختبار لـ يسرا ولكنه اقسم لها انه فعلها بل وحدثته فتاته امامها ، انهارت يسرا تماماً وتركته وغادرت ، استوقفها عقلها سائلاً "مانتِ برضه خونتى عمر وهو سامحك زعلانه منه ليه بقى؟" ولكن لم تهدأ حُرقة يسرا بسبب ما فعله عمر لانها لم يصل بها الحال الى هذه المرحله ، كانت كلما شعرت بالحقد تجاه عمر كذبت ما قاله له ، اتصلت به وتمنت ان يخبرها ان ما قاله ليس حقيقى

عمر : ايوة يا يسرا 
يسرا : انت عملت كده فعلاً يا عمر
عمر : انا كنت صريح معاكى ، انا لو مقولتلكيش كان استحاله تعرفى
يسرا : ليه عملت كده !! 
عمر : مش هينفع اجاوب
يسرا : ليه ؟
عمر : يسرا ، انتِ زعلانه ليه ؟ مااللى حصل حصل خلاص
يسرا : بس انت عايز تتجوزها 
عمر : يعنى مضايقك انى عملت كده معاها ولا انى هتجوزها
يسرا : الاتنين
عمر : بس انا بحبك انتِ
يسرا : ازاى بقى بتحبنى وعملت كده
عمر : عايز اشوفك بكره
يسرا : ليه ؟
عمر : وحشتينى
يسرا : يا سلام !!
عمر : اه وكمان عايز اعرفك على نيللى
يسرا : نيللى مين ؟
عمر : البنت اللى قولتلك عليها

بدون ان تجيب يسرا على عمر اغلقت الهاتف وهى فى قمة غضبها ، كانت غاضبه ، تمنت ان يكون عمر امامها الان حتى تقتله وكانت على ثقة انها حتى ان قتلته وقتلت فتاته لن تهدأ
**__**__**
برغم الحزن الشديد الذى يسيطر على فهد بعد مقابلته مع زهرة ومع والده الا انه سعيداً جداً بـ رؤيته لـ زهرة ، كان يشتاق اليها بشدة ، كان يشتاق الى ملامح وجهها ، الى كلامها ، الى خوفها وحبها ، كان فى المجمل يموت شوقاً لـ زهرة
تلك الفتاة التى اسرت قلبه منذ ان كانت فى الثالثة عشر من عمرها ، كانت فى نظر الجميع طفلة ، صغيره الجسد والملامح ولكنه لم يرى فيها سوى انها فتاة ، ناضجه احبها واغرم بها سراً لمدة ثلاثة سنوات ، لم يخبر احداً عنها ، لم يقل لـ احداً انه يحبها ، لم يخبرها هى عن مدى عشقه لها
كانت جارته ، تسكن معه فى نفس الشارع ونفس البناية ، كان يتابعها ويتابع اخبارها دوماً ، كان يختلق الفرص دائماً لـ يتحدث معها ، لـ يرى عينيها وابتسامتها عن قرب 
ما اجمل ذلك الحب الذى يبقى سراً فى قلب صاحبه ، ما اصعب هذا الوفاء الذى يجعلك تحب شخصاً وتخلص له لسنواتٍ وهو ليس معك وربما مستقبلاً لا يكون لك
حين اغرم فهد بـ زهرة كان فى السابعه عشر من عمره ، اجتهد كثيراً فى المرحلة الثانية من الثانوية العامة حتى يلتحق بـ كلية الهندسة التى كانت حلمه وجمع القدر بين حلمه وحلم زهرة والتى عرف من خلال احد الاحاديث التى جمعتهما انها تحب المهندسين
التحق فهد بـ الكلية الفنية العسكرية ورغم رفضه وكرهه لها الا انه فرح بشدة عندما ارتدى البدلة العسكرية للطلاب ، شعر بـ فخرٍ شديدٍ ، لذلك قرر فهد ان يخبر زهرة بـ حبه لها فى اول اجازة
كان مقر كلية فهد فى القاهرة ، كان يقيم بالكلية طوال الاسبوع ويأخذ اجازته يوم الخميس ثم يعود الى مقر الكلية يوم الجمعه
قبل ان يذهب فهد الى منزله لـ يرى والدته ووالده واخوته ذهب الى الطابق الذى تقيم فيه زهرة كى يراها ، ظل ينتظر خروجها من المنزل او عودتها اليه لمدة فاقت الثلاثون دقيقة ولكنه لم يكل ولم يمل من انتظارها حتى رآها تخرج من منزلها ، كانت فى قمة جمالها واناقتها ، كانت زهرة ذات الرابعه عشر من عمرها فى قمة انوثتها وجمالها مما ادى الى استغراب فهد لانه لم يكن يعلم ان زهرة تجملت وتأنقت لانها ستراه

فهد : اذيك يا زهرة
زهرة : الحمد لله يا فهد ، انت عامل ايه ؟
فهد : كويس ، انتِ رايحه فى حته ؟
زهرة : لا ، انا كنت رايحه لـ نادين
فهد : نادين اختى ؟
زهرة : اه امممم ايوة
فهد بابتسامه سحرت قلب زهرة : ليه ؟
زهرة بحمرة خجل : هو ايه اللى ليه ؟ عادى يعنى

نظر فهد نظرة طويلة الى عينى زهرة البنيتين ادت الى ارتباكها وخجلها ، كانت نظرة يملؤها الاشتياق والحب والهيام ، كانت عينيه الخضرواتين تشع حباً وشوقاً وعندما لاحظ فهد ارتباك زهرة توقف عن النظر اليها وانحنى لـ يأتى بـ كيس هدايا وضعه ارضاً وهو ينتظر زهرة ، اعطاهه لها ، خجلت واستغربت زهرة

زهرة : ايه ده ؟
فهد : اصلك هتكملى ١٥ سنة وانا فى الكلية ، فـ حبيت مأخرش هديتك واكون اول واحد يقولك كل سنة وانتِ احسن واحده فى الدنيا
زهرة : متشكرة اوى يا فهد 

ونظرت زهرة داخل الكيس لـ تجد به قلادة كُتب عليها اسمها باللغة الانجليزية اُطليت بـ ماء الذهب ، انبهرت بها زهرة واُعجب بها كثيراً ولكنها شعرت ان ثمنها باهظ على فهد خاصة وانها مازال طالباً

زهرة : دى دهب ؟
فهد : بصراحه لا ، هى مطليه بـ مياة الدهب بس
زهرة : يعنى ايه ؟
فهد : عجبتك ولا لا
زهرة : عجبتنى طبعاً
فهد : سمعت انك نفسك تتجوزى مهندس ، مينفعش يبقي ضابط مهندس ؟
زهرة وقد احمرت وجنتيها خجلاً : انا عايزة اتجوز راجل يا فهد ، مش مهم مهندس ولا ظابط ولا اى حاجة تانيه ، انا عايزة اتجوز واحد يحبنى ويخاف عليا ويهتم بيا ويحتوينى ، عايزة اتجوز اللى مخفش من اى حاجة وانا معاه ، اللى يحمينى من اى حاجة ومن اى حد ، يكون زى الاسد كده
فهد : أسد !! طيب ميمشيش معاكى فهد ؟

ازداد خجل زهرة وازدادت حمرة وجنتيها من شدة خجلها بل وتصببت عرقاً ولكنها تظاهرت بأن ما قاله فهد مجرد مزحه لا يقصد بها ما فهمته

زهرة : أنت بتألش عليا ؟
فهد وهو ينظر اليها مباشرة : ميمشيش معاكى فهد ؟ جاوبى

تبتسم زهرة وتوجه بصرها الى الاسفل 

فهد : الفهد شبه الاسد شوية ، بس عيونه خضره

لم تنظر زهرة الى فهد ولكنها لم تستطع ان تسيطر على فرحتها وابتسامتها الصادقة النابعه من اعماق قلبها ، صمتا قليلاً بسبب خجل زهرة وبسبب رغبه فهد للنظر اليها خاصة وان خجلها زادها جمالاً ،  ناداها فهد بأسمها فى جدية قائلاً "زهرة" ، نظرت  اليه بارتباك بسبب جديته المفاجأة ولم ترد ولكن تعابير وجهها ردت عنها

فهد بتنهيدة خارجة من اعماقه : انا بحبك يا زهرة ، بحبك اوى ، بحبك من زمان ومبقتش قادر اخبى

رغم ان زهرة تمنت كثيراً ان تسمع تلك الكلمات من فهد الا انها صُدمت ، لم تكن تعرف لماذا صُدمت هكذا ؟ هل لانها لم تتوقع ان يقولها بهذه السهوله ام لانها لم تكن تتوقع ان قلبها ومشاعرها سوف تصيبهما تلك اللعنه التى تصيب مَن يحب ام لانها لم تكن تتوقع ان قلبها سيدق تلك الدقات بتلك القوة حتى انها شعرت وان جميع سكان البناية يسمعون دقات قلبها ، ولكنها فى النهاية ارتبكت بشده وتركته ودخلت الى منزلها لمدة ثلاث دقائق ، كان فهد ينتظرها بالخارج وهو يضحك مما رآه على زهرة ومن فرط سعادته بأن زهرة تحبه حتى وان لم تقولها فـ هو رآها فى عينيها وصوتها
بعد ثلاثة دقائق خرجت زهرة مرة اخرى وقالت له "انا كمان بحبك من زمان" واغلقت الباب مرة اخرى من شدة خجلها ، اخذ فهد متعلقاته وذهب الى منزله وهو لا يستطيع ان يقف على قدميه من شدة الفرحة

تذكر فهد كل هذا وهو ينظر من نافذه الغرفه التى يقيم بها فى بيت جده ، ابتسم وبكى فى اللحظه ذاتها ، ابتسم لانه تذكر اجمل ما بينه وبين حبيبة عمره وبكى لانها سوف تضيع منه ، بكى لانه لم يستطع ان يكن لها الرجل الذى تمنته او كما قالت "الاسد" ، بكى لانه لم يعد قادراً على الاحتفاظ لها والحفاظ عليها ، بكى لانه ايقن انه كان بين يديه انسانه لن تعوض ، زهرة وهى حقاً زهرة
**__**__**
جلست نادية فى غرفة ولديها فهد ومهند ، جلست على تخت مهند وكانت تنظر الى تخت فهد الفارغ ، بكت بحرقة شديدة ، بكت شوقاً وقلقاً وحزناً ، شوقاً لـ ولدها ، قلقاً عليه وعلى صحته وحزناً على ما وصل له ، حزناً على مستقبله الذى يُهدم وعلى صحته التى فى طريقها للدمار 
بحث زوجها عليها فى انحاء المنزل ولم يجدها وفطن انها فى غرفة فهد لان هذا الموقف تكرر كثيراً ، دخل قاسم وجلس بجوارها ، مسح دموعها وحاوطها بحنانه

قاسم : انا آسف
نادية : على ايه ؟
قاسم : انا اللى وصلت فهد لـ اللى هو فيه
نادية : انا بس مستغربه ازاى هو سايب نفسه يتدمر ، ازاى هاين عليه صحته كده
قاسم : انا اتكلمت معاه وواثق انه .....
تقاطعه نادية بدموعها الحارة : انت عارف انت قولتلى كام مرة انك اتكلمت معاه وواثق ان كلامك هيفوقه
قاسم : خلاص يا نادية ، اتكلمى انتِ معاه
نادية : ياريته يسمعنى
قاسم : حاولى

قطعت كلامهما ابنتهما نادين التى طرقت الباب ودخلت عليهما

قاسم : خير يا نادين ؟
نادين : زهرة بره 
نادية باستغراب : زهرة !! زهرة بنت طنطك عفاف
نادين : ايوة يا ماما ، زهرة اللى بيحبها فهد
قاسم : عايزة ايه ؟
نادين : بتقول عايزة ماما 
نادية : هروح اشوفها

خرجت نادية لـ تجد زهرة تنتظرها بالخارج ، كانت زهرة شاحبه الوجه ، شاردة الذهن ، حزينه ومكتأبة ، القت نادية عليها التحيه وردتها زهرة

نادية : عامله ايه يا حبيبتى
زهرة : مش كويسه خالص يا طنط
نادية : اطمنى يا زهرة فهد كويس يا حبيبتى
زهرة : انا روحت لـ فهد
نادية باستغراب شديد : روحتيله فين ؟
زهرة : القاهرة 
نادية : انتِ مجنونه يا بنتى !! ازاى ، ازاى تروحى لوحدك ، كان فين عقلك
زهرة : يا طنط مش دى المشكلة ، لازم تقوفوا لـ فهد ، لازم تجبروه يبطل
نادية : مانتِ عارفه يا زهرة انه كل ما يدخل المصحه يهرب منها
زهرة : ماهو بصراحه انتوا محسسنى انه محجوز فى نادى مش مصحه ، يا طنط لازم يتحبس ويتعالج غصب عنه ، فهد بيموت بالبطئ
نادية : انتِ جاية عشان كده
زهرة : ارجوكى يا طنط الحقوه ، متسبيهوش براحته ولا بمزاجه زى ماهو عايز
نادية : متقلقيش يا زهرة ، انا رايحه القاهره اخر الاسبوع ومش هاجى من غيره
زهرة : طيب يا طنط ممكن تديله العلبه دى
نادية (وقد اخذتها منها) : ايه دى ؟
زهرة : معلش يا طنط هتعبك ، اديهاله وقوليله زهرة بعتالك دى
نادية : حاضر يا حبيبتى 
**__**__**
لم يكن يتخيل عمر يوماً ان تكون فى حياته فتاة اخرى غير يسرا ، لم يكن يتوقع ان يحل محلها يوماً فتاة غيرها ، لم يصدق حتى الان كيف دخلت تلك الفتاة حياته وكيف سمح لها ان تبقى فى حياته 
لم يجئ يوماً على باله انه سيتزين ويتأنق ويخرج لـ يقابل فتاة غير يسرا ولكنه بالفعل فعل ذلك ، فاليوم يجتمع عمر مع نيللى فى نفس المكان الذى يجمعه بـ حبيبة عمره ، يسرا

نيللى : مش فاهمه قصدك يا عمر ؟ ليه عملت كده ؟
عمر : مش مقتنع بـ نسبة كبيرة بـ اللى عملته بس هو كان لازم يحصل
نيللى : انا مش فهماك يا عمر
عمر : عايزة تفهمى ايه ؟
نيللى : انت عايز ايه !! عايز مين ؟ بتحب مين ؟
عمر : شاكة فى حبى ليكى
نيللى بضحكه سخرية : هاهاها ، ده سؤال برضه يا جدع
 
صمت عمر ونظرت له نيللى نظرة طويلة فـ لاحظت شروده وحزنه

نيللى : مش يدوب نروح ؟
عمر : خلينا مع بعض شوية
نيللى : بس انا اتأخرت
عمر : احنا ملحقناش نقعد يا نيللى
نيللى : هنقعد كتير الايام الجاية ولا انت يعني مش هتقابلنى تانى
عمر : لا طبعاً هنتقابل 
نيللى : خلاص همشى دلوقتى ونبقى نتقابل تانى
عمر : طيب ممكن نوصلك
نيللى : اوكى

ركبت نيللى السيارة بجوار عمر ، كان عمر حزيناً جداً ليس لانه خان يسرا ولكن لانه لا يستطيع ان يرى امرأه غير يسرا ، حزيناً لان صورة يسرا لم تترك خياله لـ لحظه واحده ، لم تجعله يرى نيللى او غيرها
فما أصعب ذلك الحب الذى تحاول ان تتخلص منه ولا تستطيع فـ يجب هو ان يتخلص منك ، ما اصعب ذلك الحب اللعين الذى لا تستطيع ان تخرجه من داخلك بل يجب ان يخرج هو بارادته ، لقد اصابت تلك اللعنه قلب عمر الذى لم يدق لـ احداً غير يسرا
**__**__**
رغم ان خيانة عمر لـ يسرا اوجعتها وكسرتها وهدمت احلامها الا انها لم تظل هكذا كثيراً بل خرجت من هذه الحالة الحزينه سريعاً وقررت ان تعود الى نور حمدان لـ تخبره بموافقتها على عرضه ولكن تلك المرة ليس حباً فى التمثيل والشهرة بل انتقاماً من خيانة عمر لها
ذهبت الى ڤيلا نور حمدان بدون موعد مسبق ولـحسن حظها كان موجوداً بـ ڤيلته ، استقبلها استقبالاً حافلاً كـ عادته  ولكنه لاحظ تغيرها وذبول وجهها وابتسامتها وفرحتها

نور : مالك يا يسرا ؟
يسرا : مفيش حاجة
نور : ازاى مفيش حاجة !! واضح ان فى حاجة وحاجة مش سهله كمان
يسرا : مفيش ، انا جاية لحضرتك بخصوص الدور اللى .....
يقاطعها نور : دور ايه بس وانتِ زعلانه ومكشره كده !! (ونهض من مقعده وجلس بجوارها وكان قريباً جداً منها كاد ان يلتصق بها) ، انا مش عايزك تعتبرينى صديق مقرب منك
يسرا : بس انت كده قربت اوى
نور : يعنى ايه
يسرا : مفيش (وابتعدت عنه قليلاً)
نور : طيب قوليلى بقى فى ايه ؟
يسرا : اصل انا بحب واحد ومرتبطه بيه
نور : اممم وبعدين ، فين المشكلة ؟ سيبتوا بعض
يسرا : خانى (وترقرقت عينيها) خانى مع واحدة تانيه وعايز يتجوزها عشان مينفعش يسيبها كده
نور : امممم ، حصل خير
يسرا : حصل خير !! بسهوله كده !!
نور : لا مش بسهوله ، كلنا بيجى علينا لحظات ضعف وممكن نغلط بس مبنكونش قاصدين نغلط او نخون 
يسرا : بس هو وجعنى اوى
نور : خلاص اوجعيه انتِ كمان
يسرا : ازاى !!
نور : خونيه زى ما خانك
يسرا باستغراب : اخونه !!
نور : اهاا خليه يحس نفس احساسك
يسرا : بس انا مقدرش اعمل كده
نور : وليه هو قدر يعمل كده ؟
يسرا : هو راجل يقدر .......
نور مقاطعاً : وهو يعنى عمل كده مع واحد !! ماهو عمل كده مع واحدة وبما انه عايز يتجوزها يبقى اكيد كانت فاكره انها متقدرش تعمل كده ، زيك
يسرا هامسة : اخونه !!
نور : ما علينا ، فكرتى تانى ؟
يسرا : هاه !! اه ، بس بشرط ان المشاهد والالفاظ تخف شوية 
نور : تمام ، سبينى ارجع لـ المؤلف

شردت يسرا بخيالها ، فكرت فيما قاله نور لها ، فكرت فى ان تخون عمر كما خانها ، فكرت فى ان تسقيه من نفس الكأس الذى سقاها منه ، فكرت فى كرامتها وكيف تنتقم لها
**__**__**
استعد أسعد الرواى وزوجته زينب المنصورى لاستقبال ابنهما وزوجته وابنائهما ، كان المنزل على أهب استعداد لـ قدومهما ، استيقظت يسرا من نومها لـ تجد عائلتها بالخارج ، القت عليهما التحيه واستقبلتهما 
كان فهد فى غرفته يسمع اصواتهما بالخارج ولكنه تظاهر بالنوم لفترة طويلة ، فـ برغم انه يشتاق اليهما بشدة الا انه لم يكن يريدهما ان يروه فى هذه الحاله النفسية السيئه ولم يكن يريد ان يرى نظرات الحزن والحسره فى عيون والدته ولكن فطنت نادية المنصورى والدته بـ تلك الفعله لذلك دخلت عليه الغرفه ، وجدته يتمدد على سريره فـجلست على احد طرفى السرير

نادية : فهد ، انا عارفه انك صاحى ، موحشتكش يعنى ، طيب انت وحشتنى يا حبيبى ، قوم عايزة اشوفك
فهد (وقد اعتدل فى جلسته) : انا كمان عايز اشوفك ووحشتينى

واحتضن فهد والدته ، فـ بكت ، وما ان شعر فهد انه فى حضن والدته فانهار من البكاء 
بسبب بكاء فهد لم تستطع والدته ان تعاتبه او تلومه ولكنها احتضنته اكثر وهدأت من روعه وبكاءه وهدأت هى الاخرى

نادية : زهرة بتسلم عليك
فهد : اقنعيها تبعد عنى يا ماما
نادية : بس هى بتحبك ، دى فتحت على ايديك
فهد : ابعديها عنى يا ماما ، مش عايز اضيع مستقلبها
نادية : طيب اهدى ممكن
فهد : انا هادى اهو بس عشان خاطرى اقنعيها تبعد
نادية (وقد اخرجت العلبه من حقيبه يدها) : زهرة بعتالك دى
فهد : بعتهالى !! هى اديتهالك بنفسها
نادية : ايوة

تناول فهد العلبه من والدته ونظر اليها ، تركته ناديه وخرجت وبدون ان يفتحها فهد احتضنها وبكى وردد قائلاً "وجعتى قلبى يا زهرة"



#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق