Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 11 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل الثامن)

الفصل الثامن

تراجعت يسرا عن تلك الفكرة الشيطانيه التى قالها لها نور حمدان بشأن خيانة عمر لها ورفضت تماماً أن تكون تلك الفتاة الخائنة بجسدها وقالت لنفسها "حتى لو عمر خانى ده مش مبرر انى اخونه"
ولكنها لم تتراجع مطلقاً عن تأدية ذلك الدور الذى عُرض عليها من قبل نور حمدان وقررت ان تتعاقد معه على هذا الفيلم وفيلمين اخرين وبما ان والدها ووالدتها موجودون فى القاهرة فقررت عرض الامر عليهم بطريق غير مباشر
كانا والديها ذهبا الى غرفة تجمعهما فى منزل أسعد الرواى وعندما قررا ان يخلدا الى النوم ذهبت يسرا اليهما فى غرفتهما لتتحدث معهما بعيداً عن جدها وجدتها ، طرقت الباب وسمحا لها بالدخول

يسرا : نمتوا ولا لسه ؟
نادية : لا يا حبيبتى لسه صاحيين ، تعالى

دخلت يسرا الى غرفة وتمددت بينهما على التخت الذى يجمع بين قاسم وزوجته نادية

قاسم : أنتِ مش كبرتى وطولتى على الحركة دى
يسرا : مهما كبرت فمش هكبر عليكوا اطلاقاً
نادية (وقد احتنضت يسرا) : وحشتينى اوى يا يااس
يسرا : وأنتِ كمان يا ماما ، كلكوا وحشتونى
نادية : مش ناوية بقى ترجعى تعيشى معانا
يسرا : انا شغلى وحياتى ومستقبلى هنا
نادية : بس أهلك مش هنا ؟
يسرا : وأهلى يكرهوا ان بنتهم تشتغل وتنجح وتثبت نفسها
- ربنا يكرمك ويوفقك (قالها قاسم ونادية سوياً)
يسرا : يارب ، المهم انا عايزة رأيكوا فى حاجة مهمه جداً
قاسم : حاجة بخصوص شغلك اكيد ؟
نادية : يارب يكون جايلك عريس
يسرا : يا جماعه اهدوا بقى ، لا كده ولا كده
قاسم : امال ؟
يسرا : لو فى مخرج محترم وعنده فكرة فيلم حلوة اوى بس عايز وجه جديد توافقوا انى اعمل الدور ده
نادية (وقد انتابها الاستغراب) : دور !! انتِ قصدك تمثلى ؟
قاسم : آكيد يسرا متقصدش كده
يسرا : بقولكم مخرج وفيلم ودور ، اكيد قصدى على التمثيل
قاسم : لا انتِ متقصديش كده
يسرا : لا يا بابا انا ........
قاسم مقاطعاً : متقصديش كده يبقى متقصديش كده
نادية : اديها فرصه يا قاسم تفهمنا 
قاسم : الاحسن لها انى مفهمش
يسرا : ليه يا بابا ؟
قاسم (وقد ترك التخت ونظر من نافذه مفتوحه) : يسرا ، مش هتمثلى لا دور محترم ولا غيره ، تمثيل مفيش ، وياريت متفتحيش الموضوع ده ولا حتى على سبيل الهزار

وتركهما قاسم وغادر الغرفة 

يسرا : فى ايه يا ماما ، ماله بابا ؟
نادية : انتِ يعنى متوقعه ايه يكون رد فعله !! 
يسرا : مش للدرجة دى ،انا اول مرة اشوفه كده ، ده وشه قلب ولا كأنى بقوله هشتغل رقاصه
نادية : انا واثقه انك لما فكرتى تعرضى الموضوع عليه كنتى عارفة رد فعله وعارفه ان باباكى وجدك هيقفوا ضدك
يسرا : بس انا كان نفسى امثل
نادية : وهما عمرهم ما هيوافقوا
يسرا : ليه طيب ؟
نادية : هى دى العيلة وهى دى تقاليدها ، انتِ كمان تحمدى ربنا انهم سايبينك تشتغلى الشغلانه دى وانك مش محجبه لحد دلوقتى
يسرا : انا مش فاهمه ايه العيلة الرخمه دى ، ما يسيبوا كل واحد بمزاجه
نادية : ده فى النهايه حب وخوف ، وهتلاقى ان ورا رخامتهم دى مصلحتك

بعد هذا الحوار والجدال مع والدى يسرا ، وبعد رفض والدها بدون نقاش لم تتغير يسرا بل قررت ان تخوض التجربة بدون علم احداً وقررت ان تخوضها فقط لـ تُثبت لهما ان هذا المجال ليس به شبهه وانها ممثلة موهوبه ارادوا دفنها حية
**__**__**
لم يتقابل عمر منذ مدة طويلة مع صديق عمره ورفيقه "مصطفى" والذى جمعته صداقة مع عمر منذ الطفولة استمرت حتى الان ، حب عمر لـ يسرا جعله يكتفى بها حتى صديقه الوحيد لم يكن يقابله او يحادثه باستمرار
فما اقوى هذا الحب الذى يجعلك تترك العالم لأجل مَن تحب ، يجعلك تكتفى فقط به ولكن سيأتى عليك ذلك اليوم الذى تلعن فيه هذا العشق ، ذلك اليوم الذى يختفى فيه مَن تحب لـ تكتشف انك وحيد بدونه والعالم فارغ بدونه ولا أحداً يغنيك عنه
بسبب عدم استقرار علاقة عمر ويسرا وبسبب عدم اطمئنان عمر على مستقبله العاطفى مع يسرا قرر ان يملأ الكون من حوله حتى لا يشعر بفراغه عند اختفاء يسرا ، قرر ان يعاود التواصل مع اصدقائه القدامى خاصةٍ مع مصطفى لذلك قابله اليوم وتناول معه وجبة الافطار

مصطفى : مش عارف اتبسط انى شوفتك ولا ازعل 
عمر : طيب تتبسط وعارف السبب ، تزعل ليه بقى ؟
مصطفى : ان ده حالك
عمر : قصدك ايه ؟
مصطفى : شكلك مهموم وقرفان جداً
عمر : والله من ناحية مهموم وقرفان فانا فعلاً مهموم وقرفان ويمكن اكتر مما تتصور
مصطفى : ليه يا ابنى !! انت ناقصك ايه بس ؟ ده كفاية عليك يسرا
عمر : اهيه يسرا دى اكتر واحدة شيلتنى الهم
مصطفى : ليه بس ؟
عمر : البنات بقى وطيشهم وهبلهم
مصطفى : اه صحيح ، نيللى قالتلى انك كلمتها ورجعتوا تتقابلوا وتتكلموا تانى
عمر : على خفيف يعنى مش زى زمان
مصطفى : وليه !!
عمر : كنت عايز منها خدمة ، قولى انت اللى ليه لسه بتكلمها ، انتوا مش كنتوا فسختوا الخطوبة ولا انا بيتهيألى ؟
مصطفى : لا يا عمنا مش بيتهيألك كل الحكاية اننا فسخنا الخطوبة بس لسه اصحاب
عمر : ده اللى هو ازاى يعنى ؟ 
مصطفى : مش عارف
عمر : انا مستغربك جداً يا مصطفى
مصطفى : ليه ؟
عمر : أنت محبتش نيللى وخطبتها خطوبة والسلام ولما حسيت انك مش قادر تسعدها سيبتها الا انك برضه مش قادر تخرجها من حياتك سايبها كـ صديقه ، مستغرب ازاى حابب وجودها فى حياتك بس مش عايزها زوجه او حبيبة
مصطفى : عشان احساسى بيها من يوم ما عرفتها ، من ايام الجامعه مش اكتر من احساس الصداقة ده ، ما علينا خالتك اتجوزت ولا لسه
عمر : لا لسه
مصطفى : اهيه خالتك دى اغرب منى
عمر : ليه ؟
مصطفى : انت بتأكدلى ان مفيش حد فى حياتها بس وصلت التلاتين ولسه متجوزتش ومبتوافقش على العرسان اللى بيجولها
عمر : عادى يعنى لسه النصيب مجاش ، لسه مالقتش اللى تستريحله كده يعنى
مصطفى : اكتر انسانه اتعلقت بيها وتمنيت اتجوزها
عمر : طيب اهدى شوية انت بتتكلم عن خالتى
مصطفى : مقصدش حاجة وحشة

انفطر قلب عمر بسبب غيرته على مى ، رغم اكتشافه انها ليست خالته ، رغم اعترافها له بحبها ، رغم ان هناك حاجز بُنى بينهما ، رغم كل هذا مازال يحبها ويخاف عليها وينفطر قلبه خوفاً وغيرة عليها ، فـ هو حقاً تمنى ان تتزوج مى من مصطفى نظراً لـ انه سوف يكون مطمئناً عليها بسبب ثقته فى مصطفى وفى امانته وحبه لـ مى الا انها رفضت وتحججت بأن مصطفى يصغرها بـ ثلاث سنوات ولكن قرر عمر ان يعرض عليها الامر مرة اخرى ربما تقبل وربما يتخلص من تأنيب الضمير تجاهها او ربما تنساه ويتعلق قلبها بـ مصطفى
**__**__**
جلس فهد فى شرفة من الشراف المتواجده فى منزل جده أسعد الرواى ، كان يحتضن تلك العلبه التى اعطتها له والدته والتى كانت قد ارسلت له من قبل حبيبته زهرة ، كانت تلك العلبة تحتوى على اسورة وخاتم ودبلة وقلادة مصممة من الكريستال كان فهد اعطاهما الى زهرة واخبرها ان تلك هدية خطبتهما او ما يسمى باللغة الدراجة "الشبكة" ولكنها كانت مؤقته لحين تخرج فهد واستطاعته ان يهديها هدية خطبة من الذهب تليق بها
اعطى فهد تلك المجموعه الى زهرة عندما كانت فى حفل خطبة احد اقاربها وجاءت تحكى الى فهد ما رأته من العريس من رومانسيه وحب تجاه العروس وكانت قد انبهرت زهرة بـ طريقة تقديم العريس هديته الذهبية الى العروس وهنا جاءت الى فهد تلك الفكرة وقدم لـ زهرة الهدية بطريقة اكثر رومانسيه وجنون وعشق من تلك التى قدمها العريس مما ادى الى انبهار زهرة اكثر واكثر 
جلس فهد حزيناً ، شارداً ، يشعر بالضيق بسبب ما سببه لـ زهرة من الم ووجع ، جاء عليه اخيه مهند وجلس امامه على احد المقاعد

مهند : على فكرة زهرة متستحقش ده
فهد : وانا مستحقش كل اللى انا فيه
مهند : بس اللى وصلتله فى الاخر ده اختيارك
فهد : بطل تحكم على الناس من غير ما تعرف هما ليه عملوا كده
مهند : مشكلتك انك فاكر ان محدش حاسس بيك
فهد : لا عارف طبعاً انكم حاسين بيا مقدرش انكر ده عليكم
مهند : امال ايه بقى ؟
فهد (وقد قام من على المقعد ووقف بجوار سور الشرفة) : مشكلتى الحقيقية انى مش فارق معايا انتوا حاسين بيا ولا لا ، مش فارق معايا اى حاجة وللاسف انا مبقتش مستريح الا وانا كده
مهند (نهض هو الاخر ووقف بجوار اخيه) : والله هقولك اعمل اللى يريحك بس لو ده مفهوش ضرر عليك

جاءت عليهما من الخلف والدتهما نادية المنصورى والتى كانت سعيدة جداً بتلك الصداقة التى جمعت بين فهد و مهند مؤخراً حيث كانا هما الاثنين فى شجار دائم

نادية : ايه يا حبايب قلبى بتعملوا ايه ؟
مهند : مفيش يا ماما بنرغى شوية
نادية : ايه ده يا مهند انت لسه ملبستش 
فهد : انتوا ماشيين امتى ؟
نادية : هنفطر ونمشى على طول يا حبيبى
مهند : مش فاهم يعنى ليه نمشى بدرى ما نمشى اخر النهار احنا كده كده معندناش حاجة النهاردة
نادية : اختك عندها درس المغرب
فهد : ماما ، انتوا برضه هتسيبوا يسرا هنا
نادية : ايه المشكلة ؟
فهد : مش قصدى مشكلة بس قعدتها لوحدها كده ملهاش لازمه
نادية : انت شوفت حاجة على اختك يا فهد ؟
فهد : لا طبعاً انا مقصدش كده بس انتوا يعنى شايفين انه امان انها تعيش لوحدها
مهند : ماهى مع جدك وجدتك
نادية : متقلقش عليها يا حبيبى واديك معاها اهو
فهد : لا ماهو انا همشى
- تمشى تروح فين ؟ ( قالها مهند ونادية سوياً بنفس الاستغراب والارتباك )
فهد : هرجع معاكوا اسكندرية
- بجد يا فهد !! بجد يا حبيبى ( قالتها نادية بفرحة كـ فرحة الاطفال )
فهد : اه يا ماما
نادية : طيب هروح افرح باباك

وتركتهما نادية وخرجت وهى تكاد ان يغشى عليها من شدة الفرحة فـ لاول مرة يطلب فهد بنفسه وبـ رغبته وارادته ان يعود للاسكندرية ، فـ دائماً يطلب ان يبقى فى القاهرة واذا عاد يعود غصباً ، ما اسعد نادية ان تلك الرغبه تعنى ان فهد بدأ يتحسن للافضل

مهند : انت شوفت ايه على يسرا ؟
فهد : والله يااد ماشوفت حاجة انا بس خايف عليها من قعدتها لوحدها
مهند : هترجع اسكندرية بس ولا هترجع المصحه كمان ؟
فهد : مش عارف لسه بس انا مش عايز ادخل المصحه
مهند : المهم انك راجع معانا ، دى لوحدها عيد
فهد : ربنا يخلينا لبعض يا مهند 
**__**__**
عاد عمر الى المنزل بعدما انهى عمله ، مر على شقة خالته مى والتى كانت تقف فى الشرفة حتى ترى عمر اثناء عودته ، طرق عمر الباب وكأنما كان يطرق على قلب مى من شدة فرحتها وارتباكها بأن عمر جاء اليها ، فتحت له ودخل عمر وجلس فى الاستقبال ، وكعادة مى منذ ان عرف عمر انها ليست خالته تترك الباب مفتوحاً قليلاً

عمر : عامله ايه ؟
مى : كويسة الحمد لله وانت ؟
عمر : انا بخير
مى : شكلك متغير بقالك فترة ، ميقولش انك بخير خالص
عمر : شوية مشاكل فى الشغل على مشاكل مع يسرا 
مى : على مشاكل مع نيللى
عمر : صدقينى يا خالـ... ، يا مى ، نيللى دى مفيش بينى وبينها حاجة
مى : انا بس خايفه عليك تتورط فى اكتر من علاقة
عمر : متخفيش عليا ، انا جايلك فى موضوع تانى
مى : خير ؟
عمر : مصطفى ، مصطفى الشهاوى صاحبى فكراه
مى : اه فكراه ، ماله ؟
عمر : كنت معاه النهارده وكلمنى النهاردة فى موضوع انه يخطـ........
تقاطعه مى : انا رفضت الموضوع ده قبل كده ، ومظنش ان رأيى هيتغير فيه
عمر : ليه بس ؟
مى : عشان سبب الرفض لسه موجود
عمر : اللى هو ايه ؟
مى : اللى هو انى اكبر منه وانا مش هتجوز راجل اصغر منى

نظر عمر بدهشة واستغراب الى مى لان مى تمنت ان يتزوجها عمر رغم انها تكبره بأربع سنوات ولاحظت مى تلك الدهشة فقامت بتعديل كلامها سريعاً

مى : الا اذا كنت طبعاً بحبه وهو بيحبنى ممكن اتغاضى عن فرق السن ده
عمر : طيب ادى نفسك فرصه تعرفيه جايز مع الوقت تحبيه وتتغاضى عن السن
مى (وقد نهضت من مقعدها) : يالا عشان كاميليا مستنيانا على الغدا ، اسبقنى وانا جاية وراك

فطن عمر ان مى ترغب ان تنهى ذلك الحديث معه ، شعر عمر انه جرحها لذلك غادر سريعاً ، اما مى فـ بكت بحرقة شديدة نظراً لعدم احساس عمر بها فهى لا تريده ان يحبها بقدر ما تريده ان يشعر بها والا يؤذى مشاعرها ، انهت بكائها سريعاً وذهبت لتتناول مع كاميليا وعمر طعام الغداء ، ذهبت لتجد كاميليا فقط وعندما سألت عن عمر اخبرتها كاميليا انه تناول طعامه بالخارج
**
تمدد عمر على تخته وقام بفتح نافذه محادثة الكترونيه عبر احد مواقع التواصل الاجتماعى مع "يحيى بثيونى" وكان يحدثه من خلال الحساب المزيف الذى يحمل اسم "حسام خليفة"

حسام (عمر) : طيب انت متمسك بيها ليه ؟ مش هى عملتلك بلوك من كل حاجة
يحيى : تراهنى انها بنفسها هترجع تكلمنى
حسام (عمر) : لا بقى اسمحلى ، دى لو عملت كده تبقى ******
يحيى : مش متأكد اذا كانت كده ولا لا
حسام (عمر) : غريبة دى مانت قولت انها محترمه
يحيى : لا مبقتش متأكد اوى
حسام (عمر) : ليه حصل منها ايه ؟
يحيى : مش حصل حاجة بقدر مانا حاسس انها شمال
حسام (عمر) : وانت بتحاول معاها عشان كده صح ؟
يحيى : كده اللى هو ايه ؟
حسام (عمر) : يعنى بنت شمال وعايشه فى القاهرة من غير اهلها ، كنتوا مرتبطين يعنى فى مشاعر ، كل دى اسباب ممكن تؤدى الى علاقة اكبر
يحيى : مش هقولك انى مش نفسى لا نفسى ونفسى اوى كمان لكن انا مبخططش عشان يحصل لكن لو حصل انا هبقى مبسوط
حسام (عمر) : تفتكر هى ممكن يجى منها ؟
يحيى : وميجيش منها ليه !! هى يعنى الخضرة الشريفة

انهى عمر المحادثة مع يحيى بحجة ان الاتصال بالانترنت قُطع ونهض من تخته وفتح الشرفة واستنشق هواء جاء من الخارج ثم قال بصوت شبه مسموع "الله يسامحك يا يسرا تعبتينى وشوهتى سمعتك" ، سمع جرس هاتفه النقال وهو يرن ، عرف انها يسرا من تلك الاغنيه التى خصصها لها ، ذهب واتى بالهاتف وحدثها واتفقا على ان يتقابلا ليلاً
**__**__**
جلس أسرة قاسم أسعد الراوى ماعدا نادين امام التلفاز ، كان امامهما بعض انواع المُسليات ، كان قاسم ممسكاً بجهاز التحكم عن بعد الخاص بـ التلفاز (الريموت كنترول) وظهر فى الشاشه حفل تخرج احدى دفعات الكلية الفنية العسكرية ، كانت تلك الدفعة التى كان من المفترض ان يتخرج معها فهد ، رأى فهد زميله الذى تسبب فى فصله من الكلية ، تخرج ومن الغد سوف يصبح ضابطاً مهندساً بـ جيش من اهم جيوش المنطقة العربيه ، ضابطاً مهندساً له مهنته ومعاشه الخاص به ، وماذا عن فهد ؟ ماذا عن ذلك الطالب المجتهد الذى بذل قصارى جهده فى دراسته وكليته ؟ ماذا عن ذلك الشاب الملتزم دينياً واخلاقياً واجتماعياً ؟ ما مصيره الآن !! ماهو سوى مجرد شاب طائش ، مدمن ، فاشل دراسياً ، لم يرى المسجد منذ مده طويلة بعد ان كان يصلى جميع فروضه به
عندما رأى فهد تخرج دفعته شعر بـ مدى الوضاعه التى وصل اليها ، شعر بالظلم الذى تعرض له ، شعر بغصه فى قلبه وقهره جعلت الاكسجين لا يصل الى رئتيه لذلك تركهما وذهب الى الغرفه التى تجمعه بـ أخيه مهند

نادية : كان لازم يعنى يا قاسم تجيب حفلة التخرج دى
قاسم : والله يا نادية ما خدت بالى ، انا بقلب بالصدفة وهو قالى سيب
مهند : انا مش فاهم ازاى واحد مدمن مخدرات بقى ضابط !! ازاى يعنى مش فاهم
قاسم : لانه كان شاب زى اى شاب ، كان عايز يعيش حياته ، يعرف بنات يشرب سجاير ومخدرات ، لكن ساعة الجد ميقدرش يعترف انه بيعمل كده
نادية : ايوة يا قاسم بس ده اتخرج وبقى ظابط اهو
قاسم : وارد جداً يكون بطل مخدرات ، مش شرط يكون لسه بيتعاطى يعنى
مهند : بلد وسخه ماشية بالمحسوبية والكوسه
قاسم : مش شرط ، يعنى شايف الدفعة فيها كام طالب متخرج اكيد مش كلهم من النوعيه دى
نادية : بس فهد اتظلم اوى فى الكلية دى
قاسم : ده قانون وكان بـ يُطبق عليه زيه زى اى حد
مهند : ومتطبقش على النطع ده ليه ؟
قاسم : عشان مكتوبله انه ميتمسكش ولا يتشك فيه ، مكتوبله انه ياخد فرصته فى المجال ده كامله
نادية : بس ده اكبر ظلم ، واحد زى ده ياخد فرصته كامله وفهد يا حبيب قلب امه يوصل بيه الحال للمرحله دى
قاسم : اللهم لا اعتراض على قضاء الله ، ربنا مبيسبش حق حد ، لو كان الولد ده لسه فاسد عمره ما هيكمل فى الشغلانه دى الجيش مبيعرفش الهزار ولو بقى كويس فـ ربنا يصلح حاله كمان وكمان ويقدر يعمل حاجة للبلد دى
نادية باستغراب : بتدعيله !!
قاسم : بدعى للبلد ، ربنا يصلح حال كل واحد مصرى عشان حال البلد يتصلح
**
لأول مرة منذ فترة طويلة يقرر فهد الا يستسلم لما به من ضيق وحزن ، دخل الى الغرفه لـ يجد العلبة على تخته ، تذكر زهرة ، ابتسم ابتسامه يملؤوها امل رغم ما به من حزن ومرار ، اخذ العلبه وترك المنزل وصعد للطابق الذى تقيم فيه زهرة ، طرق الباب وفتحت له زهرة 
تفاجأت بشدة ، فرحت ،  ارتبكت ، استغربت وفى النهاية بكت ، اخبرت فهد ان ينتظرها فى اخر طابق فى البناية كما اعتادوا حتى لا يراهما احداً
سبقها فهد الى الطابق الاخير ، انتظرها ولم تتأخر كثيراً

زهرة  : فهد انت جيت بجد انت هنا !!
فهد : جايلك مخصوص
زهرة : بجد !!
فهد : جاى ارجعلك دى (واخرج العلبه) مش قولتى انك عمرك ما هتقلعيها وانك هتقلعيها بس يوم ما البسك الشبكه الحقيقية
زهرة بدموعها الحارة : وانت قولت انك عمرك ما هتسبنى وان مفيش حاجة هتبعدك عنى الا الموت ، انت سيبتنى يبقى لازم ارجعلك شبكتك
فهد (وامسك يد زهرة لـ يضع بها الدبلة والخاتم) : متقلعيهاش تانى مهما حصل ، بتشائم لما تعملى كده
زهرة : مش هتسيبنى يا فهد 
فهد : مش قادر اسيبك يا زهرة ، انا بعشقك
زهرة والدموع تنهمر من عينيها : وانا والله بحبك اوى ، بحبك زى مانت وفى اى وضع انت فيه ومش عايزة غيرك من الدنيا
فهد (وهو يكفف دموعها) : طيب كفاية عياط بقى عايز اشوفك عيونك الحلوة دى
زهرة : اوعدنى انك مش هتسيبنى
فهد : اوعدك انى مش هسيبك واوعدك كمان انى هدخل امتحانات السنه دى
زهرة : انت بتتكلم جد !!
فهد : جداً ، وهبقى المهندس اللى انتِ فى يوم من الايام كنتى بتتمنيه
زهرة : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابداً

ظل فهد وزهرة اعلى البناية ما يقارب الثلاث ساعات ، كان الحب يشتاق اليهما بشدة ، كان كلامهما يفتقد كليهما ، كان ما بينهما متشوقاً اليهما والى كلامهما والى نظراتهما الحنونه ، كان ما بينهما مثل الزهرة التى تشعر بالظمأ وجاء الماء النقى لـ يرويها ويمحو ذبولها
**__**__**
تقابلا عمر ويسرا حسب الموعد المسبق بينهما ، كـ عادة عمر منذ ان دق قلبه لـ يسرا وهو يشتاق اليها بجنون ، يشتاق لـ عينيها ، لـ ملامحها ، لـ لمسة يديها ، لـ كلامها ولـ مُشاكستها ، كان ينظر اليها بحنين وشوق حاول مراراً وتكراراً السيطرة عليه ولكنه لم يستطع فـ ابتسم ابتسامه واسعه

يسرا : ايه ؟
عمر : للاسف وحشتينى
يسرا : وليه للاسف
عمر : مش عارف
يسرا : بتخونى يا عمر !!
عمر : وانتِ مخونتنيش
يسرا : خيانه عن خيانه تفرق وانا كان فى ايدى اعمل زيك بس مقدرش اعمل فيك او فى نفسى كده
عمر : لا تقدرى بس الفرصة مجتلكيش بس
يسرا : قصدك ايه يا عمر

تنهد عمر تنهيدة طويلة خرجت بمشقة من صدره ، شعر بوخزة وهو يتنفس من شدة حزنه وضيقه

عمر : انا مخونتكيش ، لا عمرى حبيت غيرك ولا عمرى لمست بنت اصلاً
يسرا : انت بتتكلم جد ؟
عمر : اه للاسف
يسرا : ليه بقى للاسف !!
عمر : كان نفسى ابقى من الناس اللى تقدر تخون
يسرا : امال ايه نيللى دى بقى !! ده انت كلمتها ادامى
عمر : نيللى زميلة من ايام الجامعه ، كانت مخطوبة لصاحبى وفركوا ، بحبها جداً وبتحبنى اكتر بس زى الاخوات ، قولتلها انى عايز اعمل فيكي المقلب ده وهى وافقت تساعدنى
يسرا : انت بتتكلم جد !!
عمر : اه بتكلم جد ، منكرش انى حاولت اقرب من نيللى عشان احبها وانساكى بس معرفتش مكنتش شايف غيرك
يسرا : انا بحبك اوى
عمر : وانا يا يسرا بحبك ، بس بحب اكتر انك تاخدى بالك على نفسك وعلى سمعتك ، ياريت
يسرا : حاضر
عمر : اتمنى حاضرك المرة دى يحضر
يسرا : والله بحبك
عمر : اتمنى برضه تبقى بتحبيني بجد
**__**__**
جلس نور حمدان امام يسرا فى احد النوادى الاجتماعيه حيث طلب نور من يسرا ان تأتى اليه فى النادى الاجتماعى لـ تتناول طعام العشاء معه ، جلست يسرا على مقعد امام مقعد نور حمدان وكانا يفصل بينهما منضدة وضع عليها اصناف مختلفه من الاطعمه 
بدأ يتناولا الطعام ولكن كانت يسرا شاردة بعض الشئ ولاحظ نور هذا الشرود وترك الطعام ليسألها عن ما بها 

نور : مالك يا قمر ، سرحانه فى ايه كده ؟
يسرا : مفيش حاجة
نور : مفيش حاجة ازاى يعنى ، انا بقيت بفهمك من نظرة عينك
يسرا : بابا مش موافق انى امثل
نور : ليه ؟
يسرا : معرفش ، بس مش موافق خالص ولو وافق جدو اكيد هيرفض
نور : ايه كل ده ؟
يسرا : يعنى ايه ؟
نور : يعنى انتِ ازاى سايبه كل دول يتحكموا فى حياتك ، انا كنت فاكر ان شخصيتك اقوى من كده ، كنت فاكر انك بتقدرى تفرضى رأيك على اى حد مهما كانت سلطته عليكى
يسرا : انا فعلاً عملت كده 
نور : ازاى !!
يسرا : يعنى انا اخترت اعيش فى القاهرة رغم ان اهلى فى اسكندرية ، اخترت مجال دراستى الاعلام رغم رفضهم واخترت برضه مجال شغلى رغم اعتراضهم لحد النهارده
نور : طيب واشمعنى فى مجال التمثيل زعلانه انهم مش موافقين
يسرا : لان ده المجال الوحيد اللى الكل وقف قصادى فيه ، الكل بلا استثناء

نظر نور نظرة طويلة الى يسرا ، كان يتفحصها ويتأمل ملامحها بقوة اربكتها ، بعدما انهت يسرا حديثها ظل ينظر اليها نور وبعد ذلك ابتسم

نور : تتجوزينى يا يسرا !!

صُدمت يسرا مما قاله نور ولم تستطع ان تقول شيئاً له ، لم تستطع ان تقل ما ينمو عن استغرابها وصدمتها مما قاله نور

نور : جوازك منى هيحللك مشكلتك مع اهلك لان ساعتها هيبقي القرار فى ايد جوزك اللى هو انا وانا معنديش مانع انك تمثلى

مازالت الصدمه تتمكن من يسرا التى لم تتفوه بـ كلمة واحدة حتى الان

نور : فكرى كويس ، وانا مبقولكيش كده عشان مش عايز اخسرك كـ ممثلة ، انا بقولك كده عشان عايز اتجوزك فعلاً

اكمل نور طعام العشاء الخاص به ومازالت يسرا تنظر اليه بـ استغراب ، مازالت مصدومه ، مازالت غير مستوعبه لما قاله نور شعرت وكأن هذا حلم لم ولن يحدث على ارض الواقع ، طلبت من نور ان تغادر النادى الاجتماعى ولم يمانع نور وتركها تغادر ، ركبت يسرا سيارتها وظلت بها لا تتحرك لمدة فاقت العشرون دقيقه بسبب عدم استيعابها للموقف فـ كيف لـ نور حمدان ان يطلب منها الزواج ، كيف وهناك فارقاً فى كل شئ ؟ هل هو يراها ممثله او انه اوهمها بأن داخلها ممثله كى يقترب منها ويعرض عليها الزواج ؟ اسئلة كثيرة وظنون أكثر صارعت عقل يسرا ورغم تلك الاسئلة والظنون الا انها مازالت غير قادرة على الاستيعاب



#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق