Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 25 فبراير 2015

مَن أكون (الفصل التاسع)

الفصل التاسع

تجمعت عائلة قاسم الراوى بعد تناول وجبه الغداء فى شرفة المنزل التى تطل على البحر الابيض المتوسط لـ يحتسوا الشاى سوياً ويستمتعوا بالهواء الطلق والمشهد الساحر
دلف فهد الى غرفته تاركاً عائلته متجمعه ، جلس على تخته ونظر الى الاعلى ، تذكر ذلك اليوم المشئوم الذى فُصل فيه من الكلية الفنية العسكرية ، تذكر ذلك الموقف الذى تعرض فيه الى ظلم بين 
تذكر زميله الذى كان يتعاطى المخدرات اثناء تواجده فى الكلية ، زميله الذى لم يستطع فهد ان يخبر احداً بأمره بسبب امانته ان هذا سراً بينه وبين زميل الدراسة ولكنه لم يك يعلم ان زميله طعنه فى ظهره حيث كان يخبأ المخدرات تحت خزانة فهد الخاصة به فى مقر اقامته فى الكلية
لم يكن يعرف ان التفتيش سوف يصل اسفل الخزانات الخاصة بالطلاب ولكنه احتياطاً وضعه تحت خزانة احداً غيره وحدث ما لم يتوقع حدوثه ، تم تفتيش مقرات الطلاب بأكملها بما فيها اسفل الخزانات والاسره ووجدوا المخدرات اسفل خزانة فهد ، انكر فهد انه يمتلكها او انه يتعاطى المخدرات من الاساس ولكن لم تنجح محاولاته فى الانكار او الدفاع عن نفسه ، تحول للتحقيق ومن ثم فُصل من الكلية ولم تنجح محاولاته فى استعادة حقه المسلوب منه ، لم تنجح تلك القضايا التى رفعها ، لم يُعترف بـ تحليل الدم الذى اثبت ان دم  فهد خال تماماً من المخدرات ، اصاب فهد الاكتئاب واليأس ، اتهمه والده فترة طويلة انه مدمن للمخدرات ولم يكن يوماً كذلك ، لم تتوقف نظرات وكلمات اللوم والعتاب والتوبيخ الا بعد تحليل الدم 
تعرض فهد لـ ظلم من جميع الاطراف ادى الى ضعفه وشعوره باليأس والاحباط وبسبب كل هذا ادمن فهد المخدرات 
بدأ فهد بـ تدخين السجائر اولاً ثم دخن السجائر المحشوة بـ نبات الحشيش وتحول تدخين الحشيش الى شمه ووصل فهد الى اصعب المراحل واخطرها حين بدأ فى تعاطى مخدر الهيروين عن طريق الانف
تذكر فهد كل ما اوجعه فى حياته ، دمعت عينيه الخضراوتين الذابلتين ، بسط يده فى جيبه واخرج جرامين هيروين كان قد احتكما عليهما مؤخراً ، اعد عدته لـ تعاطى جرام منهما وبالفعل تعطاه ، لم يشعر فهد بتلك النشوى التى مُفترض ان يشعر بها بعد تعاطيه للمخدر لذلك اخذ الجرام الثانى وبدأ يشعر بتلك النشوى التى تنسيه عالمه بما فيه
لم يشعر فهد بتلك الطرقات التى كانت تدق على الباب وبسبب عدم شعوره دخل الطارق وكانت نادية والدة فهد والتى عرفت ان ولدها تعاطى مخدر منذ دقائق قليله جداً ، دلفت الى الغرفه واحكمت اغلاق الباب 

نادية : فهد ، انت رجعت تانى يا فهد ، يالهوى لو ابوك عرف
فهد : ماما ، فكك
- فكك !! (قالتها نادية باستغراب)
فهد : اه ، انا دلوقتى مبسوط سبينى فى حالى بقى انتِ وجوزك
نادية : وانا اللى كنت فاكرة انك اتغيرت وهتكمل علاجك
فهد : طيب
نادية : ربنا يهديك يا ابنى

خرجت نادية من غرفة فهد وفتحت الباب لـ تجد قاسم واقفاً خلفه ، ارتبكت كثيراً ، كانت لا تريد ان يعرف قاسم ان فهد عاد للتعاطى مرة اخرى ولكن لـ سوء الحظ كان قاسم سمع ما دار بين فهد ونادية

نادية : قاسم !!
قاسم : فهد بيعمل ايه ؟
- مـ مـ مـفيش ، ده ده هينام شوية (قالتها نادية متلعثمه)
قاسم : شرب حشيش تانى !! صح
نادية : لا
قاسم : عدينى
نادية : سيبه ينام يا قاسم
قاسم : وسعى يا نادية

ازاحها قاسم ودخل الى غرفه فهد واوصد الباب خلفه

قاسم : انت كنت بتعمل ايه ؟
- مكنتش بعمل حاجة (قالها فهد بـ لامبالاه واستهترار)
قاسم : كلمنى زى ما بكلمك ، شربت حشيش تانى !!
فهد : لا ، بودرة
قاسم : لو عايز تموت وتستريح وتريح قولى وانا اموتك (وصفعه قاسم على وجهه)
نادية متوسله : لا يا قاسم متضربوش عشان خاطرى ، ابوس ايدك متضربوش افتح الباب 

كانت توسلات نادية قادمه من خارج الغرفه وناول قاسم فهد الصفعه الثانية وفهد لم يحرك ساكناً لانه لم يكن يشعر بتلك الصفعات من شدة استرخاء جسده نتيجه لـ تعاطى المخدر ولكنه لم يظل تحت قسوة والده كثيراً ، ترك الغرفة بل ترك المنزل بأكمله مغادراً اياه
جلس قاسم على مقعد متواجد بالغرفه ، كان حزيناً بشدة لما يفعله ولده وما فعله هو بـ ولده ، دخلت نادية عليه الغرفه والدموع تتساقط من عينيها

نادية : ليه ضربته !! معدش ينفع فهد يتضرب يا قاسم
قاسم : انا عمرى ما مديت ايدى على حد من اخواته
نادية : واشمعنى فهد !! اشمعنى فهد اللى جاى عليه فى كل حاجة
قاسم : فهد الوحيد اللى بيخرجنى عن شعورى
نادية : حرام عليك بقى ، ضيعت الولد
**__**__**
فى احدى المناطق الجديدة بـ مصر الجديدة جلس رجل يُدعى هاشم غُنيم فى حديقة ڤيلا فخمة تتكون من ثلاث طوابق تتوسط حديقه واسعه بها مسبح
هاشم غُنيم من عائلة لم تكن بأكملها ثريه ، كان ابناً لـ رجلاً يُدعى فوزى غُنيم ، لم يكن ثرياً ولكنه انجب سبعاً من الابناء من بينهما هاشم ، انفق كل ما يملك فقط فى تعليم ابنائه ، كان اربعاً من الاخوه اثرياء نظراً لتوفقهم العلمى وذكائهما وزواجهما من سيدات ذات عائلات ثرية وكان ثلاثة من الاخوة فى مستوى مادى عادى او اقل قليلاً وكان من بينهما هاشم غُنيم
هاشم غُنيم ، يقترب الى منتصف الستين من العمر ، كان ذو ملامح حادة ، قوية ، عابسه ، اغتنى هاشم غُنيم منذ حوال ربع قرن ولم يعرف احداً سر ثرائه الفاحش حتى الان
كان له ثلاث من البنات ، زينة الابنة الكبرى ذات الخمسة وعشرون عاماً ، هدير الابنة الوسطى ذات الثلاثة وعشرون عاماً وهديل الابنة الصغرى ذات العشرون عاماً
نادى هاشم غُنيم ابنته الكبرى زينة بـ اسمها والتى كانت متجهة خارج الڤيلا ، جاءت اليه وجلست على مقعد مقابل للاريكه التى يجلس عليها

هاشم : رايحه فين ؟
زينة : خارجة مع اصحابى
هاشم : مقولتيش يعنى ؟
زينة : متعودتش ان حضرتك تسأل وانا متعودتش اقولك قبل مانزل

لم يهتم هاشم كثيراً بـ كلام ابنته لانه تعود منها على تلك الكلمات ، اخرج ظرفاً من جيبه يحوى مبلغاً من المال ووضعه على المنضدة التى تفصل بين الاريكه التى يجلس عليها وبين المقعد الذى تجلس عليه زينة وكانا يجلسان امام المسبح ، نظر الى الظرف ثم الى ابنته اشارة منه الى ان تخذه ، نظرت زينة بـ طرف عينيها ثم وجهت بصرها الى والدها

زينة : ايه ده ؟
هاشم : ظرف وفيه فلوس
زينة : ايوة ليه ؟
هاشم : وديه ملجأ الاطفال اللى انا متعود اوديلهم كل شهر
زينة بنبره استخفاف وابتسامة استحقار : ملجأ الاطفال !! طيب
هاشم : مالك ؟
زينة : مماليش
هاشم : اتكلمى يا زينة 
زينة : انت متخيل ان كده ربنا هيسامحك
هاشم : وانتِ متخيله ان ربنا غضبان عليا
زينة وقد نهضت من مقعدها : لأنى مش ناسية انك ابويا فـ مش هعرف اقولك انا متخيله ، بس ياريت يا بابا تبص للدنيا من حواليك ، تبص ليا ولاخواتى البنات تشوف حصلنا ايه ، جايز تعرف ربنا غضبان عليك ولا لا وعموماً (تناولت الظرف من على المنضدة) انا هودى الفلوس لـ الملجأ لان مهما كان ده خير انت بتعمله محبش انك تمنعه
 هاشم : كل ده ومش ناسيه انى ابوكى !! امال لو ناسيه ؟
زينة : عن اذنك يا بابا

وتركته زينة وذهبت الى چراچ السيارات المتواجد داخل سور الڤيلا ، تناول هاشم سيجارة من العلبة الموضوعه على المنضدة ودخنها رغم تحذيرات الاطباء له بـ عدم التدخين ولكنه كـ عادته لم تهتز له شعره جراء كلمات ابنته التى تبدو قاسيه نوعاً ما
**__**__**
جلست مى مع كاميليا فى شرفة منزل كاميليا ، كان اغلب حديثهما يدور حول عمر وحول حب مى لـ عمر ، كانت كاميليا تريد ان تنهى ذلك الحب الذى تملك قلب مى ولكنها لا تعرف الطريقة ولكنها قررت ان تحدثها عن حب عمر لـ يسرا وتمسكه بها ربما ذلك يجعلها تفقد الامل قليلاً 

مى : هو انتِ شوفتى يسرا قبل كده ؟
كاميليا : مرة واحدة 
مى : بس !!
كاميليا : اه
مى : غريبه يكونوا مرتبطين ببعض الارتباط ده كله وعمرها ما حضرت اى مناسبه خاصة بالعيله
كاميليا : عمر بيخاف على يسرا وسمعتها جداً ، يخاف تحضر اى مناسبه خاصه بالعيله الناس تستغرب وتسأل لان لسه مفيش ارتباط رسمى
مى : هما ليه متخطبوش لحد دلوقتى ؟
كاميليا : عمر عايز يسرا تعيش سنها من غير مسئوليات جواز
مى : انا بقول خطوبة
كاميليا : مش عارفه والله يا مى ايه وجهة نظر عمر فى تأجيل الخطوة دى
- يارب يسيبوا بعض (قالتها مى بصوت هامس)

رن هاتف مى وكان المتصل صديقتها زينة ، تعتبر زينة الصديقة الوحيدة الى مى ، تعرفا منذ حوالى عامين ، صدفه غريبه جداً جمعتهما ، لا احد يعلم هل هى صدفه خلقها القدر ام انها صدفة مُختلقه من واحدة منهما ولكنهما فى النهايه اصبحتان صديقتين مقربتين
دائماً كانت زينة تزور مى فى منزلها ولكنها لم تكن تستقبل مى فى ڤيلتها ربما لان زينة لا تحب البقاء فى منزلها كثيراً
اخبرت مى اختها كاميليا انها ستغادر منزلها لان صديقتها تنتظرها بالاسفل وبالفعل ذهبت مى الى شقتها ووجدت زينه تنتظرها امام الباب ، تصافحا بحفاوة شديدة وقاما بعمل قدحين من النسكافيه ووقفا سوياً فى احد الشُراف

زينة : هو انتِ ليه سيبتى بيت اختك كاميليا ، بتهيألى مكنش ليها لازمه تشتروا شقة تانيه كان ممكن تعيشوا سوا
مى : لما كاميليا اختى اتجوزت وبابا اتجوز ماما اخد شقة فى نفس العمارة اللى فيها كاميليا عشان يبقى قريب منها ، من حبه فيها وبابا اتوفى وروحت عشت مع كاميليا وماما سابتلى الشقة دى بعد ماتجوزت
زينة : مامتك لسه عايشه ؟
مى : هاه !! لا ماتت
زينة (بعدما اخذت رشفه من النسكافيه) : طيب برضه ليه مفضلتيش عايشه مع اختك
مى : معرفش بس مع الوقت حبيت استقل
زينة : واخبار عمر ايه ؟
- عمر ابن كاميليا !! (قالتها مى بنبره استغراب)
زينة : هو فيه غيره ؟
مى : اشمعنى بتسألى عنه ؟
زينة : هو انا ليه بحس انك بتغيرى عليه كأنه جوزك ، وعموماً انا بسأل عادى يعنى ، انتِ مبتبطليش كلام عنه بس النهاردة مجبتيش سيرته
مى : بغير !! كأنه جوزى !! لا طبعاً ايه اللى بتقوليه ده
زينة : ما تعرفينى عليه يا مى
مى : انتِ معجبه بيه ولا ايه ؟
زينة : هو على كلامك يعجب اى واحدة يعنى عجبنى بنسبه ٢٠٪ بس حابه اتعرف عليه يعنى
مى : مش هتقوليلى ايه الخلاف اللى بينك وبين باباكى

تركت زينة قدح النسكافيه على منضدة متواجده فى الشُرفه  ثم جلست على مقعد موازى للمنضدة وتنهدت تنهيدة شقت صدرها من شدة الالم الذى تشعر به ، لاحظت مى تغيرها فـ جلست امامها وتركت كوبها

مى : فى ايه ؟
زينة : اللى انا حساه صعب اوى يا مى
مى : فهميني طيب
زينة : انا واحدة من البنات اللى بتعشق ابوها ، واحدة من اللى شافوا ان ابوها ربنا مخلقش ولا هيخلق زيه ، كان مثلى الاعلى ، كان هرم عالى شامخ مفيش قوة تهزه (تنهدت واكملت) بس كل ده فى لحظة واحده انهار
مى : ليه انهار ؟
زينة : عشان قررت ابقى ورا الكواليس ، قررت اقرب اكتر واكتر واشوف الصورة واضحه وكامله ، شوفت اللى مينفعش اشوفه
مى : زينة ، انا مش فاهمه اى حاجة
زينة : ممكن نغير الموضوع
مى : بس انا عيزاكى تتكلمى ، عيزاكى تخرجى اللى جواكى
زينة : لو ينفع اخرجه كنت خرجته من زمان
مى : زى ما تحبى يا زينة مش هضغط عليكى
زينة : هو عمر مرتبط ؟
مى : اه ياختى ، مرتبط بواحده اسمها يسرا ، بت ثقيله ورخمه
زينة : انتِ تعرفيها ؟
مى : ولا عمرى شوفتها
ضحكت زينة ضحكه عالية : هههههه امال بتقولى ثقيله ورخمه ليه ؟
مى : لانه بيكون مبسوط يوم ومتنكد عشره
زينة : ربنا يصلحله الاحوال يارب


اكملا زينة زمى جلستهما وبعد فترة ليست بالقصيره غادرت زينة منزل مى واستقلت سيارتها المصفوفه بجانب الطريق وظلت فيها فترة قليله من الزمن حتى رأت عمر يدخل الى باب البنايه المقيم بها ، رأته ونظرت اليه بشغف وحب شديدين 
كانت زينة عاشقه لـ عمر ، تعشق حديث مى عنه ، تعشق ان تراه حتى ان كان هو لا يراها او ربما لا يعرفها وان عرفها لن يتذكرها ، ولكنها عاشقه لكل تفصيله فيه 
**__**__**
عاد فهد الى المنزل الساعه العاشرة مساءاً ، كان يتأرنح قليلاً ، كان غير متزن وكلامه مبهم 
كانت زهرة تنتظره فى شرفة منزلها ورأته وهو يدخل الى البناية فـ خرجت من منزلها وصعدت الى المصعد الكهربائى ونزلت الى اسفل البناية لـ علمها بأن فهد ينتظر المصعد الكهربائى ، فتح فهد باب المصعد لـ يجد زهرة امامه

فهد : زهرة ؟
زهرة : كنت فين ؟
فهد : خير يا زهرة على المسا
زهرة : خير انت !! انت مش الضهر قولتلى هتغدى واكلمك عشان ننزل ونقعد فى مكان هادى ونذاكر سوا
فهد : جانى مشوار مفاجئ
زهرة : مشوار ايه ؟
فهد : يوووووه ، مبحبش الاسئلة الكتيره
زهرة : طيب انت شربت حاجة النهاردة
فهد : اه ، عايزة حاجة تانيه
زهرة : لا شكراً
فهد : العفو ، اتفضلى بقى اطلعى
زهرة : لا انا خارجه
فهد : خارجة فين الساعة دى ؟
زهرة : مالكش دعوة 

وتركته زهرة وخرجت خارج البناية وفهد خلفها محاولاً ايقافها عن السير

فهد ممسكاً بها من ذراعيها : استنى يا بت انتِ
زهرة وهى تخلص ذراعيها : متقوليش بت
فهد : فى ايه ؟
زهرة : فى ايه انت ، انت مش قولت انك هتنتظم فى الكلية وهتحاول تبطل
فهد : انا اسف
زهرة : واسفك ده هيصلح كل اللى اتكسر ، هيطمنى عليك يا فهد
فهد : يا زهرة انا تعبان
زهرة : وانا تعبانه اكتر منك ، تعبانه منك وتعبانه عشانك ، انت ليه بتعمل فيا كد ؟ مش صعبانه عليك ؟ مش صعبان عليك مامتك ؟ 
فهد : انتوا اكتر اتنين واجعين قلبى
زهرة : لا ما هو واضح
فهد : حسى بيا بقى
زهرة : حس انت يا فهد ، حس بأى حاجة او اى حد حواليك ، اقولك حاجة ومتزعلش ، انت بقيت جماد بيتحرك ، ملامح وشك جامده مفهاش اى مشاعر ولا تعابير ، لمسة ايدك اللى كانت بتخلينى اطلع لـ سابع سما مبقتش بحسها ، انت بقيت تلاجه
فهد : سبينى يا زهرة
زهرة : انت فاكر انى مبسوطه انى مش قادرة اسيبك !! فاكرة انى فرحانه انى مش عارفه ابعد عنك !! انا موجوعه يا فهد ، اقل وعد وعدتنى بيه محققتهوش
فهد : انا يا زهرة !! انا عمرى خلفت بوعدى ليكى ؟
زهرة : وعدتنى انك هتخلينى مبسوطه ومتطمنه ، وانا لا مبسوطه ولا متطمنه ، انا دايماً خايفه ، واكتر حاجة ممكن تموت الواحدة بالبطئ احساسها بعدم الامان مع الراجل اللى حبيته واخترته

غادرت زهرة الشارع ودخلت الى البنايه وعادت الى منزلها اما فهد فـ جلس على احد الارصفه المتواجدة فى الشارع وتساقطت الدموع من عينيه واخرج علبه تحوى السجائر الخاصه به وسحب منها واحده وشرع فى تدخينها
**__**__**
تقابلا نور ويسرا فى ڤيلا نور حمدان ،  لم يتقابل يسرا ونور ولم يتكلما منذ ذلك العرض الذى عرضه عليها نور وهو عرض الزواج ولكن اليوم هاتف نور يسرا وطلب مقابلتها وحددا الزمان والمكان
جلس على مقعدين متقابلين يفصل بينهما منضدة ، كانا يجلسان فى حديقه ذات رائحه ذكيه ومشاهد بديعه

نور : انا بحب اقعد هنا جداً ، بحس باسترخاء
يسرا : الجنانين عموماً بتدى احساس بالاسترخاء
نور : عندك حق
يسرا : ليه طلبت تقابلنى النهارده ؟
نور : ايه ده !! انتٍ كنتى ناوية متقابلنيش تانى
يسرا : لا مش قصدى بس ........... (وصمتت)
نور : انا مطلبتش اقابلك عشان اكلمك فى العرض الاخير ، انا طلبت اكلمك عشان نتفق على العرض الاول
يسرا : مش فاهمه
نور : العرض الاخير اللى هو الجواز اما العرض الاول اللى هو التمثيل
يسرا : انا قررت امثل
نور : واهلك ؟
يسرا : همثل من وراهم
نور : ده اللى هو ازاى ؟ ده فيلم يعنى هيبقي فيه برومو هينزل على التلفزيون ، يعنى هيبقى فيه افيش متعلق على كل السينمات وفى اماكن تانيه عليه صورتك
يسرا : انا فاهمه كل ده ، بس انا قصدى مش هقولهم انى همثل الا لما امثل فعلاً ، يعنى يعرفوا بعد ما امثل ، بعد ما اثبتلهم انى موهوبه وان المجال ده كويس وانى هعمل ادوار كويسه
نور : امممممممم
يسرا : ايه ؟
نور : مش مقتنع
يسرا : ليه ؟
نور : خلينا نفترض ان والدك عرف انك بتمثلى قبل ما تكملى الفيلم للاخر ، تفتكرى ايه الاحداث اللى هتحصل ؟
يسرا : هو اكيد مش هيعدى الموضوع بسهوله
نور : هتقدرى تكملى الفيلم بعد ما يعرف 
يسرا : مظنش عشان كده بقول يعرف بعد ما امـ..............
نور مقاطعاً : العقد اللى هتمضيه هيبقى فيه شرط جزائي كبير جداً ، يعنى لو سيبتى الفيلم قبل ما يخلص هتدفعى فلوس كتير ولو فكرتى متدفعيش رمزى علام هيلعبك على الشناكل
يسرا : انت ليه كل ما اقرر واطمن تخوفنى ؟
نور : انا بحاول اوضحلك الصورة كامله ، عشان انتِ غاليه عليا ويهمنى امرك مش عايزك تقعى فى مشاكل ولا تتورطى
يسرا : كأنك بتقولى اتجوزيني عشان متوقعيش فى المشاكل
نور : انا مقولتش كده ، ومفتحتش موضوع الجواز اصلاً
يسرا : انا قولت كأنك
نور بابتسامته البارده : انتِ بس بتفسرى الكلام على مزاجك

قام نور من مقعده لـيتمشى فى الحديقة المتواجده فى ڤيلته وقامت يسرا خلفه لتتمشى معه

يسرا : انت ليه طلبتنى للجواز ؟

رغم سماع نور لـ السؤال الذى طرحته يسرا الا انه تجاهلها وتجول فى الحديقه ثم وقف فجأة ونظر الى يسرا

نور : بِـ رغم فرق السن ، المشاكل اللى ممكن تواجهنا لو وافقتى تتجوزينى ، انى شوفتك صدفة ، انك فى نظر ناس كتير بنت عادية الا انى حبيتك وحابب اتجوزك (صمت لـ ثوان واستطرد حديثه) الا ان لو مش عايزة فـ عادى كأنى مطلبتش اتجوزك (واكمل حديثه بابتسامته الباردة التى لا تفارقه)
يسرا بارتباك : هنمضى العقد امتى ؟
نور : فى ڤيلا رمزى علام ، هحددلك معاد معاه واكلمك
يسرا : تمام

خرجت يسرا من ڤيلا نور حمدان بعدما اتفقت معه على انها سوف تقوم بـ اداء الدور بدون علم عائلتها واتفقا ايضاً على تعديل بعض المشاهد الجريئه 
همت يسرا لـ تركب سيارتها ، فتحت باب السياره ووجدت يد قويه تغلقه ، نظرت لـ تجده عمر ، كان وجهه عابساً ، كانت ملامحه لا تحمل اى تعابير سوى الغضب والحقد

يسرا : عمر !!
عمر : كنتِ بتعملى ايه فى الڤيلا دى ؟
يسرا : انـ انـا كـنـ كنت .........
عمر مقاطعاً : هى وصلت انى اجيبك من شقق و ڤلل
يسرا : لا يا عمر متفهمش غلط
عمر : مفهمش غلط ازاى ؟ خارجة بالليل من ڤيلا فى مكان مفهوش صريخ ابن يومين
يسرا : ثوانى بس يا حبيبى افهمك
عمر : اخلصى
يسرا : دى (تنهدت تنهيدة قوية) دى ڤيلا نور حمدان المخرج
عمر محاولاً السيطره على غضبه : كنتِ عنده بتعملى ايه ؟
يسرا : بتفق معاه على الفيلم اللى هعمله
عمر : انتِ مش كنتِ صرفتى نظر عن الموضوع ده ، جاية تتفقى على ايه بقى ؟
يسرا : انا قولتلك كده بس لحد ما اقرأ الدور ، الدور كويس والله يا عمر ومفهوش حاجة ، قولت امثله وانت لما تشوف قد ايه هو هادف ومحترم هتقتنع 
عمر : ده اخر ما بينا يا يسرا
يسرا وترقرت الدموع فى عينيها : يعنى ايه يا عمر ؟
عمر : قولتلك يوم ما تمثلى يبقى كل واحد فينا يروح لحاله ، انتِ بقى استغفلتينى وقررتى مع نفسك وكمان بتتفقى ، خلصت يا يسرا
يسرا : هتسيبنى ؟
عمر : وبلا رجعة

وتركها عمر وركب سيارته مغادراً تلك المنطقه ووقفت يسرا تراقبه بنظراتها ودموعها الساخنه

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق