Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 11 أبريل 2014

حقيبة سفر ( الثانية عشر )

الفصل الثانى عشر ( وما خفى كان اعظم )


- فى رحلة العودة الى مصر كان حمزة مضطرباً شيئاً ما خاصةٍ بعدما وجد ان اجهزة المراقبه لم تسجل شيئاً وعلم بعد ذلك انها مُعطلة بفعل فاعل وارسل له ذلك الشخص رسالة على هاتفه النقال يخبره فيها انه اذا كرر تلك الاخطاء ثانيةٍ فـ سوف يكون عقابه قتل احد ابنائه وهنا بدأ حمزة يشك فى صديقه لانه الوحيد الذى يعرف بأمر تلك الكاميرات

- ذهب حمزة الى مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما حيث كان موعد رحلته الساعة التاسعه والنصف صباحاً وكالعادة بعد كل مرة تفشل خطة حمزة فى الكشف عن هويه ذلك الشخص ويتم تهديده يتبع التعليمات بدقة شديدة خوفاً من ان يقوم ذلك الشخص بتنفيذ تهديده

- وصل حمزة الى صالة الوصول فى مطار القاهرة الدولى وبمجرد دخوله قام بفتح حقيبته ووجد علبة مُغلفه ومُرفق بها ورقة كان مضمونها ( اذهب الى السوق الحرة الموجوده بالمطار ، اشترى شيئاً ما وبطريقتك الخاصة القى بـ العُلبة فى صندوق القمامة الموجود فى السوق الحرة ثم غادر المطار )
- نفذ حمزة التعليمات المُرفقة بـ الورقة وبالفعل قام بـ شراء ساعة تتميز بالفخامة وتزينها بعض فصوص الالماظ لـ زوجته وعندما استلم الفاتورة تظاهر بانه يقوم بالقائها فى صندوق القمامة واختلس النظر الى جميع العاملين بالمكان والقى العُلبة فى صندوق القمامة

- وصل حمزة الى منزله ووجد ايتن تقوم بـ تبديل ملابسها هى واولادها وسألها هل اذا كانت ستذهب الى مكاناً ما ، قالت ايتن ( واخيراً وقد عادت رزان من شرم الشيخ وتقول انها ستخبرنا بالسبب الذى جعلها تفعل بنا هكذا )
سألها حمزة قائلاً ( ولما يسيطر عليكِ الارتباك هكذا ؟ ) قالت ايتن ( لست مرتبكه ، بل اترقب ما سوف تقوله لنا رزان )
- اخرج حمزة الساعة الالماظ الخاصة بزوجته من جيبه واهداه لها قائلاً ( اشتقت اليكِ كثيراً ) ، ابتسمت ايتن بـ تلقائيه فـ منذ شهور عديدة لم تعش مع زوجها مثل هذه اللحظات الرومانسية سألته ايتن قائلة ( اهذه لىّ ) ، ابستم حمزة وقال ( وهل لدى اغلى منك ) 

- اخذت ايتن الساعة من زوجها وشكرته عليها وحاولت ان تلبسها وقام حمزة بـ احكام القفل لها ، ثم احتضنته ايتن وقالت ( اشتقت اليك اكثر حبيبي ) ، سألها حمزة قائلاً ( هل والدك ورزان ينتظرونك الان ) 
قالت له ايتن انهم ينتظرونها ولكن اذ كان يريدها ان تبقي فـ سوف تقوم بـ تأجيل الموعد ولكن حمزة قال لها ان تلك المواضيع لا تؤجل وانه سوف يقوم بتبديل ملابسه ويذهب معها
 *_____________________________________________**___________________________*
- ذهب آسر مندور الى سجن المزرعة بعد حصوله على تصريح بـ زيارة احد النزلاء فى السجن وعندما علم مدير السجن انه ابن عزت مندور اقام الزياره فى مكتبه 
جاء العسكرى بـ النزيل سامر الزُهيري ودخل المكتب على آسر مندور ولكن لم يعرفه سامر وسأله ( مَن أنت ؟ )
طلب منه آسر ان يحدثه بالانجليزية حتى يكون التفاهم بينهما اسرع واسهل واجابه بـ انه آسر مندور ، سأله سامر والقلق يخنق صوته ( هل انت ابن عزت مندور ؟ ) ، ابتسم سامر الزُهيري وقال ( نعم ، انا الاخ الاكبر لـ رزان )
سأله سامر ( وماذا تريد منى ، لماذا جئت لىّ؟ ) سأله آسر ( هل مازلت تحب رزان ؟ ) ،
- جلس سامر وقال بـ يأس ( وما فائدة الحب لـ رجل يعيش بين اربع حوائط ، ما فائدة الحب لـ امرأة تحب رجلاً سجين ؟ )
قال له آسر ( لم أأتى هنا لاعطيك املاً مُخادع ولكنى لاعطيك ذلك الدفتر )
- اخذ سامر الدفتر ولم يفهم منه شيئاً ولكنه وجده يحمل عنواناً بـ اسمه ولذلك سأله ( ما هذا الدفتر ؟ )
قال له آسر ( اقرأه وسوف تعرف ما هذا الدفتر وماذا يوجد به )

- وتركه آسر وخرج بعد ان اخبره انه سوف يزوره مرة ثانية واخذ العسكرى سامر الى محبسه وكان سامر فى حيرة من امره فكان يسأل نفسه اسئلة كثيرة منها لما جاء له آسر مندور ؟ مَن كتب هذا الدفتر ولماذا يحمل عنواناً بـ اسمه ؟ لما سوف يزوره آسر مرة اخرى ؟
ولكن قرر سامر ان يتوقف عن تلك الاسئلة الكثيرة التى تجول فى عقله وقرر ايضاً ان يقرأ ذلك الدفتر الكبير الذى اصابه للشغف والفضول للوصول لـ نهايته اليوم قبل غد
 *_____________________________________________**___________________________*
- وصل ايتن وحمزة وابنائهما الى قصر عزت مندور بالقطامية وكان مندور وآسر ودولت ثروت يجلسون فى الحديقة الخاصة بالقصر ، صافحا الجميع بعضهما وتعلقت جنا بـ رقبة جدها اما زين فـ ظل فى حضن جدته دولت 
استغرب حمزة ان جنا تعرف آسر وانها قالت له ( خالو ، اشتقت اليك ) وهنا سأل ايتن  بصوت هامس ( كيف لـ جنا ان تعرف آسر وتعرف انه خالها ) قالت ايتن بـ تلقائية ( عندما كنت اسافر الى امريكا واخذهم معى كنا نقابله ) 
قال لها حمزة فى محاولة منه للسيطرة على غضبه ( ولكنك اخبرتيني انك لم تكن تعرفى من قبل ان لكِ اخ ) 
- نظرت ايتن الى عيني حمزة بـ ارتباك ولم تعرف ماذا تقول ثم ابتسم لها حمزة وقال ( حسناً ، نتحدث لاحقاً )

- جاءت رزان وهى فى كامل زينتها وجمالها مما ادى الى استغراب الجميع حيث ان رزان لم تتجمل هكذا منذ سنوات وبمجرد وصولها امرت ايتن جليسة الاطفال الخاصة بابنائها ان تأخذهم لـ يلعبوا فى الغرفة المُخصصة لهم فى قصر والدها وبالفعل اخذتهم الجليسة وابتعدت عنهم
جلست رزان بـ جوار آسر وسألته بالانجليزية ( اين كنت طوال اليوم ؟ ) قال لها آسر ( سأخبرك لاحقاً ولكنه امراً هام اظن سـ يسعدك ) 
قطع مندور حديثهم الهامس قائلاً ( حسناً لقد حان الوقت لـ تخبرينا بـ الحقيقة ) ، قالت رزان ( طلبت ان يكون الاجتماع بيني وبينكم فى وجود آسر فقط لكن تذكروا جيداً انتم مَن سمحتم لـ امى وحمزة بالحضور ) ، سآلتها دولت ( وما المشكلة فى حضورنا ؟ ) قالت رزان ( اظن ما سوف تسمعونه غير سار او مرضى لكم بالمرة )
- نظر حمزة ودولت لـبعضهم البعض ونظر مندور وايتن لبعضهما ايضاً ولكن لم يعد هناك مجال لجعل حمزة ودولت يتركوا ذلك الاجتماع لان كلام رزان بالتأكيد قد اثار فضولهم لذلك لن يبرحوا اماكنهم حتى يعرفوا الحقيقة مثلهم مثل مندور وايتن

- استسلم مندور لـ وجود دولت وحمزة وسأل ( اذن اخبرينا عن تلك السبب الخفى؟) ، وقفت رزان وقامت باعطاء ظهرها للجميع وشرعت فى الحديث قائلة ( سامر الزُهيري ) ، تبادل مندور وايتن النظرات وتظاهر مندور انه لم يفهم شيئاً وقال ( مَن سامر الزُهيرى ، اظن اننى سمعت هذا الاسم من قبل ، اه اه هذا الشخص المسجون الذى قمتى بزيارته .... )
التفت رزان وقاطعته ( لا ليس مسجون بل انت مَن قُمت بـ سجنه ) ، قال مندور ويحاول ان يتظاهر باللامبالاة ( ولماذا اقوم بـ سجنه ، هل اعرفه ؟ ) 
- ضحكت رزان بـ سخرية والدموع تملئ عينيها ( نعم تعرفه ، الشخص الوحيد الذى احببته ولثقتى الشديدة بـ اختى وصديقتى ذهبت لـ اخبرها ان قلب اختها دق لاول مرة وانها وجدت فارس احلامها وطلبت منها ان تحفظ ذلك السر مثل تلك الاسرار الكثيرة التى احفظها لها ولكنها لم تنتظر طويلاً وذهبت لـ تخبرك بل لم تخبرك فقط اننى احب ولكنها اخبرتك كل شئ عن سامر وبجانب ذلك اخبرتك انه يحبنى لاجل المال -بنبرة مرتفعه وهى توجه نظرها الى ايتن- اليس كذلك )
قالت ايتن بارتباك ( لا لم يحدث ) ، قالت رزان بنبره حادة ( لا بل حدث وقام مندور بـكـ بـ تلفيق تهمه له وزج به فى السجن بمدة لا تقل عن تسع سنوات ) 
- التزم مندور الصمت ظناً منه ان لا مجال للكذب او الهرب من الحقيقة ولكنه قال لـنفسه ( ادعو الله ان يكون ذلك هو السبب الوحيد ) ولكن شعرت ايتن انها مظلومه لانها فقط اخبرت والدها من باب ان هناك صداقة تجمعها بـ والدها وليس من باب اثارة الفتنه وانها لاول مرة تعلم بـ خبر سجنه لذلك قالت ( اقسم لكِ اننى لم اكن اقصد الغدر بكِ اخبرت ابى فى لحظة صراحة جمعتنى به وانتِ تعلمى بـ مدى صداقتنا القوية ) 
قالت رزان ( اذن ولماذا سمحتى له بـ ان يلفق له التهم ويسجنه ؟ ) اقسمت ايتن مراراً وتكراراً انها لا تعلم انه سُجن مؤكدةٍ كلامها بقولها ( ولو كنت اعلم ان ابى يُخطط لـ ذلك لـ كنت منعته ) ، ولكن اعترض مندور على كلام كليهما وتدخل فى الحديث وقال ( تمنعى مَن !! اننى لم اسجنه انه مُذنب وحُكم عليه بالسجن )

- اندهشت دولت وحمزة مما يحدث وربما ايتن ومندور ايضاً اصابتهما الدهشة وكلاً منهما قال لنفسه ( هل تفعل كل هذا من اجل حبيب سُجن لـ بضع سنوات ) ولكن رزان اوقفت تلك الدهشة بـ قولها ( دعنا نفترض ان سامر كان مُذنب وانه قضى اربع سنوات من عمره فى السجن لانه قام بفعل تلك الجريمة وانك لم يكن لك يد فيما حدث - اصاب صوتها الاختناق وانهمرت الدموع من عينيها - هل ايضاً لم يكن لك يد فى الشهادة الطبية التى زورت لىّ )
- زادت النظرات بين ايتن ومندور وزادت دهشة حمزة ودولت اللذان كانا يسمعا الحديث في ترقب شديد وصمت تام ولكن بمجرد ان سمعت دولت الجملة الاخيرة فُزعت وسألت رزان قائلة ( عن اى شهادة طبية تتحدثين !! )
قالت رزان بصوت مرتفع ( ابى الرجل المُحترم واختى الصدوقة الوفية قاما بتزوير شهادة طبية تُفيد بأن مريضة نفسياً وانى اودعت فى مستشفى الامراض النفسية والعقلية لمدة خمس سنوات )
واخرجت رزان نسخة مصورة من تلك الشهادة واخذتها منها والدتها وقرآتها
- لمعت ووسعت عيني دولت من الصدمة والاندهاش ووجهت كلامها لـ مندور قائلة ( لماذا !! لماذا فعلت بها هكذا ؟ )
جلست رزان بجوار آسر ووجهت نظرها للاسفل وقالت ( لاننى علمت بكل صفقاتهم المشبوهة ، وعندما قاموا بـ سجن سامر شكوا اننى يمكن ان اقوم بـ فضحهم فـ قاموا بتزوير تلك الشهادة حتى اذا قولت ما اعرفه عنهما قام ابى بـ تقديم تلك الشهادة ويقول للرأى العام .... - تنهدت رزان واكملت - ابنتى مُختلة عقلياً )

- خيم الصمت على المكان لـ دقائق معدودة ، كانت دولت تحاول ان تتقبل صدمة ان زوجها وابنتها يحملا كل هذا الشر بداخلهما وكانت حزينة جداً على رزان فـ الان وضح لماذا كانت حزينة طوال تلك السنوات ، لماذا لم تستطع ان تتقدم لاى عمل ولماذا لم تكون اى صداقات منذ سنوات طويلة خشية من ان يعلم احد بـ تلك الشهادة المزورة
اما مندور وايتن كانا فى قمة خجلهما مما فعلا وكان اخر ما يتوقعوه هو معرفة احد بكل هذا خاصةٍ تلك الشهادة التى زورها والدها حتى يحمى نفسه من ابنته هنا فهم ان رزان كانت تهددهما فى الخفى خشيةٍ من ان اذا هددت والدها مباشرةٍ يقوم باخراج تلك الشهادة التى تفيد انها مُختلة عقلياً

- اكملت رزان كلامها قائلة ( واخيراً باسم طلعت ) سألتها والدنها مَن يكون باسم طلعت قالت رزان ( صديقى ، الذى قتله ابى )
وهنا خرج مندور عن صمته وقال بعفوية شديدة ( لا لم اكن اقصد اقتله ) ، قالت رزان محاولةٍ منها فى مُهاجمة والدها ( اذن انت مَن حاولت قتله ) ، لم يجيب عليها والدها وندم اشد الندم على تلك العفوية التى اصابته ولكن ابتسمت رزان واكملت حوارها قائلة ( اعلم انك لم تقصد ان تقتله انت فقط قررت ان تصيبه بـ حادث سير كـ تحذير لـ يبتعد عنى ولكن للاسف لم يكن فقط حادث سير بل كان السبب فى وفاته )

- قرر مندور ان يستسلم للحقيقة فـ هو حقاً قام بـ الاتفاق مع احدى مديري المستشفيات النفسية والعقلية بـ تزوير شهادة تُفيد بأن رزان خرجت من المستشفى بعد علاج دام اكثر من خمس سنوات ولم يكتفى بـ ذلك بل قام بـ تزوير ملف لها فى المستشفى ولكنه احتفظ به ولم يتركه فى المستشفى حتى لا يستعمله احداً ضده
وهو ايضاً مَن قام بـ الزج بـ سامر الزُهيري فى السجن فـ سامر الزُهيري كان ابناً لـ رجل اعمال يُدعى خالد الزُهيري ولكنه ليس بـ قوة وجبروت مندور والنجار وامثالهما بجانب انه كان رجلاً شريفاً ووقع سامر ابنه الوحيد فى حب رزان وعندما علم مندور من ايتن ابنته قرر ان يتخلص منه لانه لا يريد ان يُصاهر خالد الزُهيري لانه مُنافسه فى انتخابات مجلس الشعب ولانه كما يري ليس من نفس مستواه الاجتماعى حيث ان خالد الزُهيري لم يكن بـ ثراء مندور بجانب انه رجل بدأ من الصفر بذلك قرر ان يقوم بـ تلفيق تهمة لـ سامر لـ يزج بـه فى السجن وبذلك يكون قام بضرب عصفورين بـ حجراً واحداً ، العصفور الاول هو الانتقام من خالد الزُهيري والعصفور الثانى هو ابعاد سامر عن رزان وعندما حاول خالد الزُهيري اخراج ابنه من تلك التهمة لعب القدر لعبته ومات خالد الزُهيري قبل انقاذ ابنه وقضى سامر اربع سنوات حتى الان فى السجن
وايضاً قام مندور بـ اصابة باسم طلعت الصديق المُقرب لـ ابنته رزان بـ حادث سير كـ تهديد له ولكن مات باسم اثر تلك الحادثة المُدبرة له ودبر مندور تلك الحادثة بعدما علم ان رزان اخبرته اسراراً كثيرة تضر به خاصةٍ تلك الصفقات المشبوهة ومنذ تلك الحادثة ورزان لا تخبر احداً سراً سوى صفحات الورق ...

- اشعل مندور سيجاره وشرع فى تدخينه ثم قام من مقعده وقال ( اذن ، لقد وضح كل شئ الان وعرفتم به ، ما المطلوب ؟)
ضحكت رزان وقالت ( انا لا اريد منك شئ حتى تلك المصاريف التى تصرفها علىّ ، اعرف انك بمقدورك ان تخرج سامر من السجن ولكنى لن اطلب منك ذلك ، لا اريد منك شيئاً على الاطلاق )
قال مندور مُتهكماً ( اذن ، لماذا واجهتينا بـ كل هذه الحقائق ؟ ) قالت رزان والثقة تملئ حديثها ( حتى تبعد عنى لان بمجرد خروج سامر من السجن سـوف اتزوجه )
تملك الغضب من مندور وقال ( لا لن تتزوجيه ، واذا تزوجتيه سوف تتدمر حياة كليكما )
ردت رزان عليه بصوتاً مرتفعاً واعين تملؤها الدموع قائلة ( وهل لم تتدمر حياة كلانا حتى الان !! لقد جعلتنى مُختلة عقلياً حبيسة للمنزل لا استطيع العمل او اقامة صداقات فقدتنى الثقة فى نفسى وفى كل من حولى ، ضاع من عُمر سامر اربع سنواتٍ فى السجن وهو مظلوم ومن عمرى انا اربع سنواتٍ وانا انتظره ، كل هذا ولم يكفيك دماراً ) 
قام مندور بتدخين سيجاره ورد قائلاً ( هذا يعني انك رفضتى الزواج انتظاراً لـ سامر !! هل تعرفى ماذا سوف يقول الناس عندما تتزوج بنت الرئيس رجلاً كان سجيناً فى قضية مخدرات )
ضحكت رزان بـ تهكم وقالت ( نفس ما سوف يقولونه عندما يعلموا ان سيادة الرئيس لديه ابنه مجنونة )
نظرت رزان لـ دولت وقالت ( سامحيني يا امى لقد عاملتك بـ قسوة طوال السنوات الماضيه وسامحيني لانى ساغادر مصر الى الابد لا اريد ان ابقي هنا )
ردت عليها دولت والدموع تملأ عينيها قائلة ( الى اين ؟ ) ، قالت رزان ( سوف اسافر مع اخى آسر الى امريكا ، سوف اعمل واعيش هناك ، سنغادر القاهرة غداً فى المساء ) 

- توجهت رزان الى ايتن والتى وقفت امام رزان ولم تستطع ان تنظر الى عينيها وقالت لها رزان بصوت لا يسمعه غيرهما ( لم يكن هناك اكثر من علاقاتك العاطفية منذ ان كنتِ فى السابعه عشر من عمرك ولم اخبر احد ، تزوجتى عرفي وايضاً كنت بئر لـ اسرارك ، اتعلمين شيئاً ؟ كرهتك بقدر ما احببتك ) 

- وتركتهم رزان ومشيت وذهب خلفها آسر دون ان يتفوه بـ كلمة واحدة ولكن لم يستطيع حمزة ان ينتظر كثيراً رغم دهشته مما سمعه وعرفه ولذلك ذهب خلفهما واوقف رزان وسألها ( هل انتِ مَن يقوم بـ تهديدي ؟ )
- شعر آسر ان عيني رزان لا تستطيع مواجهة حمزة لـ سبباً خفى لا يعلمه ولم تخبره به رزان ولذلك قرر ان يبتعد عنهما قليلاً حتى تكون بـ حريتها نوعاً ما 
- ردت رزان على حمزة قائلة ( هل مَن شخص يهددك ؟ ) ، ابتسم حمزة وقال ( ولا غيرك يهددنى )
تنهدت رزان ونظرت للسماء ثم نظرت الى حمزة وقالت ( هل فكرت فى اجابة لـ سؤالى ؟ ) قال لها حمزة انه لم يقم بايذائها يوماً ما وقالت له انها سوف تخبره نصف الحقيقة والنصف الاخر عندما يجد اجابة لـ سؤالها بنفسه دون مساعدتها ولذلك قالت ( نعم انا مَن يهددك ولكن اعرف بـ نفسك السبب ) 
وهمت رزان بالمغادرة ولكن امسك حمزة بـ يديها وقال ( حتى وان كنت تسببت لكِ فى اذى اعتقد انه لم يكون بنفس درجة وقوة ما فعله مندور بـك وايتن ، اذن لماذا كل هذا العذاب الذى اعيش به بسببك ) ، ابتسمت رزان وسحبت يداه وقالت له ( ستبقي كما انت لا يغيرك الزمن ولا ما يحدث لك ، ولا تحاول لانى لن اخبرك اكثر من ذلك )
- وغادرت رزان القصر بأكمله مع اخاها آسر حيث انها كانت قد قامت بـ تحضير جميع حقائبهم وقبل ان تغادر ودعت والدتها ولم تستطع دولت منعها من السفر لان ذلك اقل شئ يمكن ان تفعل بعد كل ما حدث لها فى ذلك القصر ايضاً دولت كانت تثق فى آسر وتشعر ان رزان سوف تكون آمنه اكثر معه ولكنها سألتها سؤالاً قبل ان تغادر ( مَن تكون تلك السيدة التى تحدثيها فى الهاتف وتلقبينها بـ امى ؟ ) وردت رزان قائلة ( انها والدة سامر والتى تعيش بمفردها بعد ان سُجن ابنها وتوفى زوجها ) ، بعد مغادرة القصر اقام آسر ورزان فى احدى الفنادق حتى موعد طائرتهم

- لم ينتظر مندور كثيراً الى ان يقع فريسة تحقيق زوجته معه لذلك على الفور من انتهاء ذلك الحديث قام مندور بـ تغيير ملابسه ومغادرة القصر فى الحال
- اما ايتن فـ لم تبرح مكانها من شدة الصدمة والخجل من اختها ووالدتها وزوجها واخيها ، كانت الدموع تملأ عينيها بل ولم تستطع ان تتمالك نفسها وبكت حينما بقيت بمفردها ، كانت ايتن تبكى من شدة ندمها مما فعلته بـ اختها ثم قالت لنفسها ( ااااه يا رزان ، لو تعلمى ما نخفيه عنك ، ان ما خفى كان اعظم )
- بعد مغادرة آسر ورزان ومندور ذهبت دولت وجلست فى غرفتها بمفردها اما حمزة فـقد عاد الى ايتن ووجدها تبكى ولكنه لم يكترث كثيراً ثم قال لها ( هيا بنا )
- واخذوا اولادهما وغادروا المنزل وبمجرد وصولهما الى ڤيلتهما دخلت ايتن غرفتها واغلقتها حتى لا يتحدث معها حمزة فى اى شئ مما حدث
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت الاجواء ليست على ما يرام فى منزل مُهاب الامير فـ الحرب كانت مُشتعله بينه وبين زوجته نور مكى ، حيث ان نور كانت لا تريد ان تخسر مُهاب لحبها الشديد له وتريد ان تُسيطر عليه وتملكه اما مُهاب فـ كان يري ان لا داعى من استمراره فى الزواج من نور لاسباباً كثيرة اولها انه لا يحبها وربما تجد السعادة مع اخر وثانيهما انه عقيم ولا امل فى انجاب اطفال يغيروا لهم مجرى حياتهم وثالثهما اعترافه لـ نفسه انه مازال يحب ايتن ومعرفة نور بـ ذلك

- جاء مُهاب الى نور واخبرها ان لا داعى لـ استمرار زواجهما لانهم ليس مُربح لـ كلاهما واخبرته نور انها تحبه كثيراً وتريد ان تعيش معه للابد بدون اطفال ولكنه اخبرها انه لا يريد ان يظلمها ولكن صرخت نور فى وجهه قائلة ( لا ، بل لانك مازلت تحب ايتن ، مازلت تنتظر عودتها لك وزواجك منها ) 
انكر مُهاب كل ما قالته نور ولكنها قالت له ( طلقنى كما تريد ، ولكني سأخبر ايتن بـ كل شئ ) ، سألها مُهاب ( ماذا تقصدين !! بماذا سوف تخبريها ) ، ردت نور قائلة ( انك تريد ان تدمر حياتها الزوجيه ، انم تقيم الافخاخ لها ولزوجها حتى ينفصلا )
ارتبك مُهاب وقال لها ( ماذا تقولين !! ماهذا الكلام ) قالت له نور فى تحدى ( تلك هى الحقيقة ، وعليك ان تختار ) قال لها مُهاب ( انــتِ طالق )
- صُدمت نور ونظرت الى عيني مُهاب بـ عتاب شديد ولم تنطق بـ كلمة واحدة بل قامت بـ ترك المنزل وذهبت لـ منزل والدتها

- اخرج مُهاب هاتفه النقال وارسل رسالة الى ايتن على هاتفها النقال كان مضمونها ( لقد دُمرت حياتى ، وسوف أُدمر حياتك كما دمرتى حياتى )
وبعد ان ارسل الرسالة اتصل بـ حمزة دياب بعد ان اتصل بـ رقم منزل والده واخذ منه رقم هاتف حمزة النقال ، اتصل واخبره انه يريد مُقابلته ، رفض حمزة فى البدايه ولكن اخبره مُهاب انه امراً هاماً ويجب ان يناقشه فيه وبالفعل وافق حمزة واتفقا على الزمان والمكان
 *_____________________________________________**___________________________*
فى اليوم التالى فى الصباح ذهب آسر ورزان الى سجن المزرعه وطلبوا زيارة سامر الزُهيري وجلسلا ينتظرانه فى مكتب مدير السجن 
- احضر العسكرى سامر الذى دخل عليهما وبمجرد خروج الضابط مدير السجن من المكتب قام سامر باحتضان رزان بـ حب وشوق شديدين وهمس لها سامر فى اذنيها ( لم اكن اعرف انك تحبيني الى هذا الحد )
لم تفهم رزان ماذا يقصد من هذه الجمله ولكنها اخبرته والدموع تتساقط من عينيها ( اشتقت اليك كثيراً واحبك اكثر مما تتوقع ولكن ماذا غيرك الى هذا الحد )

- ترك سامر احضان رزان واخرج من طيات ملابسه الدفتر الذى اعطاه له آسر بالامس وقال لها ( هذا ما غيرنى )
اصاب الخجل رزان واخذت الدفتر من يديه وسألته ( من اين حصلت على هذا الدفتر ؟ )
اشار سامر بـ يديه على آسر وقال لها ( لقد زارنى اخوكى بالامس واخبرنى انك تحبيني كثيراً واعطانى ذلك الدفتر الذى كنتى تحدثيني من خلاله والذى ايضاً عرفت من خلاله انك لم يكن لكِ يد بما حدث لى )

- جلست رزان بـ جوار سامر حيث انها كانت تشتاق اليه كثيراً وحدثته كثيراً واخبرته انها سوف تغادر الى امريكا فترة قصيرة وسوف تعود مرة اخرى ولكن حتى يتوهم والدها بانها سوف تعيش هناك ولكنها سوف تعود حتى تجد له مخرج يخرجه من ذلك المحبس واكدت له انه حتى اذا انهى المدة كاملةٍ فانها سوف تنتظره ولن تتزوج غيره وهنا قال لها سامر ( وانا لاجلك سأتحمل باقى المدة )

- ودعته رزان وذهبا هى وآسر الى الفندق واخذا حقائبهما وذهبا الى مطار القاهرة الدولى لـ يغادوره ويتوجهوا الى الولايات المُتحدة الامريكية
 *_____________________________________________**___________________________*
- لم يعد مندور الى المنزل منذ ان خرج بعد تلك المواجهة التى تمت بينه وبين ابنته ، قضى الليل فى احد الفنادق التى يملكها وفى الصباح ذهب الى مكتبه ، منذ تلك المواجهة ومندور يفكر فى اموراً كثيرة لذلك لم يذق طعم النوم طوال ليله واكثر ما كان يشغله ان زوجته لم تهاتفه حتى الان منذ لحظة خروجه

- اما ايتن فـ كانت مازالت حبيسه داخل غرفتها حتى انها لم تري ابنائها 
فى الصباح ذهب حمزة لـ يقابل مُهاب حسب الموعد المُتفق عليه وبمجرد خروجه قامت ايتن بـ تبديل ملابسها وذهبت الى مكتب والدها

- سمحت لها السكرتيرة بـ الدخول ، دخلت ايتن ووجدت ان والدها يدخن السيجار كعادته السيئة بشراهة ولكنه كان يتحدث فى الهاتف ، دخلت ايتن ووقفت مكانها لانها استغربت ما قاله والدها فى الهاتف برغم كل ما حدث امس حيث كان يقول 
( اريد ان تكون حادثة انتحار وليس جريمة قتل )



انتهاء الرحلة الثانية عشر

0 التعليقات :

إرسال تعليق