Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 3 مايو 2015

مَن أكون (الفصل الثانى عشر)

الفصل الثانى عشر

استيقظ فهد على صوت طرقات باب منزله ، كان يعلم ان لا احد بالمنزل سوى هو ووالدته ، فالجميع ذهب الى اعماله منذ الصباح الباكر ، نهض من تخته وذهب لـ يفتح الباب وهو يسأل نفسه اين والدته ولكنه وجدها بـ المرحاض ، فتح لـ يجد زهرة وقد اذبل وجهها ذبولاً تاماً
كانت زهرة تمتلك جمالاً اسكندرانياً بسيطاً ولكنها فى نظر فهد اجمل اناث الكون ولكنه صُدم عندما رآها بهذا الشكل ، كانت ملابسها القاتمة تنمو عن اكتئابها ، وانتفاخ عينيها يوحى بأنها لم تنم منذ سنوات 
لم ترفع زهرة عينيها فى عينى فهد رغم انها جاءت لكى تتحدث معه

زهرة وهى تنظر للاسفل : ممكن اتكلم معاك شوية
فهد : اكيد طبعاً ، بس انتِ كويسه ولا مالك ؟
زهرة : ممكن ادخل عشان ماما متشوفنيش ؟
فهد : ادخلى 

دلفت زهرة الى الداخل وجلست على احدى المقاعد ومازالت لا توجه بصرها الى فهد ، اما فهد فـ جلس على مقعد قريباً جداً من المقعد الذى جلست عليه زهرة ، امسك بيديها ولكنها سحبت يديها ونهرته ، سألها فهد عن ما بها ولماذا تنهره بهذا الشكل فـ اخبرته بكل ما حدث مع والدتها ودموع الحسره والالم تسبق كلامها ، تنهد فهد تنهيدة تدل على ضيقه ووجعه ، احتبست الدموع فى عينيه ، شعر بـ الم شديد فى قلبه بسبب ما سببه لـ زهرة ، بـسبب ما وصل اليه وجعل الناس تراه هكذا

فهد : مش انا قولتلك يا زهرة ابعدى ، اهلك عمرهم ما هيقبلوا بـ واحد فاشل زيي
زهرة بنبرة صوت مرتفعه : وانا قولتلك واترجيتك تتغير ، مره اقولك عشان خاطري ومره اقولك عشان اهلي ميرفوضكش ومليون مره اقولك عشان نفسك ، انت بتدور علي مبرر يخليك تبقي مدمن او تبقى فاشل ، بتتحجج بالناس وبنظرتهم وبكلامهم رغم انك ماشي بمبدأ الناس وكلامهم تحت جزمتك
فهد : لو اتجوزنا هتقدرى تقولى للناس ان جوزك مدمن
زهرة : لو انت اتعالجت وبقيت كويس وانسان طبيعى هكون فخوره بأنك كنت مدمن
فهد : وان متعالجتش !!
زهرة : هستعر اقول للناس انك جوزي (وقد وقفت واستعدت للمغادره) اقولك انا مش هتجوزك اصلاً

وقف فهد امام زهرة وقد صُدم تماماً مما قالته له زهرة ، نظر الى عينيها مباشرةٍ ، كان يُعاتبها بـ عينيه ولكن على غير العادة لم تخجل زهرة مما قالته لـ فهد ، لم تتأثر بـ نظرات عينيه المُعاتبه ، بل نظرت الى فهد فى تحدٍ واضح وصريح 
كانت قد خرجت ناديه من المرحاض وذهبت حيث يوجد فهد وزهرة وعندها رأت زهرة ذهبت مسرعه اليه وتكلمت بـ نبرة سريعه

نادية : زهرة أنتِ بتعملى ايه هنا ؟
فهد : ماما ، ايه اللى بتقوليه ده
نادية وقد وجهت بصرها الى فهد : اسكت انت يا فهد ( عاودت النظر الى زهرة ) زهرة ، روحى يا حبيبتى ومتجيش هنا بلاش تعملى مشاكل مع مامتك وتحطينا فى موقف وحش معاها
زهرة : هى ماما اتكلمت مع حضرتك فى حاجة !!
نادية : ايوة يا زهرة اتكلمت ، ومامتك عندها حق ، عندها حق جداً كمان انها تبعدك عن فهد وعننا ، ارجوكى متخسريش مامتك دى بتحبك وخايفه عليكي
فهد : هو فى ايه !! انا عايز افهم
زهرة (وقد بللت الدموع وجنتيها) : كل ده ومش فاهم !! مانت لو فايق ودارى بـ اللى بيحصل حواليك كنت فهمت لكن انت مدى مخك اجازة او اصلاً المخدرات لحسته

لم يشعر فهد بـ نفسه الا بعد ان رفع يديه وصفع زهرة على وجهها مما جعل والدته تغضب وتوبخه ، حاولت ان تأخذ زهرة فى حضنها ولكن زهرة خرجت مسرعه وهى تبكى بـ حرقة شديدة ودلف فهد الى غرفته واوصد الباب خلفه وجلس وحيداً
__**__**__
فشلت كل محاولات يسرا لـ الوصول الى نور حمدان ، اذا هاتفته لا يجيب واذا ذهبت الى منزله او كما يسميه نور حمدان استوديو ولكن حراس الامن يخبروها بأنه غير موجود
تعبت ويأست وسأمت من تهرب نور منها ولكنها قررت ان تفعل المستحيل قبل الممكن حتى تتوصل اليه فـ هو الان السبيل الوحيد لـ الانتقام من عمر
ذهبت الى منزله وظلت تنتظر فى سيارتها امام الڤيلا حتى يخرج او يدخل وتذهب اليه وتستوقفه وتتحدث معه
مر أكثر من ساعتين ويسرا لم تمل من الانتظار ، بل قالت لنفسها انها لن تذهب دون ان تتحدث معه حتى لو وصل بها الحال ان تُبيت امام منزله
ولكن فى النهايه عاد نور حمدان من الخارج ، كان يستقل سيارته وعندما وصل الى الڤيلا قام حارس الامن بـ فتح البوابه له فى ذلك الوقت كانت تركت يسرا سيارتها وجرت عليه ونادت بصوتٍ عال قائلة "استاذ نور" ، نظر نور من سيارته لـ يرى يسرا ، يسرا حبيبته ، يسرا التى عشقها وهام بها ، خفق قلبه فـ هو لم يكن يراها منذ فترة طويله بل لم يهاتفها ، تركت سيارته واشار لـ الحراس اشارة تعنى السماح لـ يسرا بالدخول وبالفعل دخلت يسرا الى ڤيلا نور حمدان وجلسا سوياً امام المسبح

يسرا : انت بتتهرب منى ليه ؟
نور : مشغول الايام دى
يسرا : ممكن اعرف مشغول فى ايه ؟
نور : بصور فيلم جديد 
يسرا : فيلم ايه ؟
نور : فيلم "بدون أجر" 
يسرا : ده الفيلم اللى انت عرضته عليا
نور : ايوة 
يسرا : مش المفروض انى كنت انا اللى امثله
نور : وانا مش عايزك تمثلى
يسرا : ليه ؟
نور : السكه دى مش سكتك يا يسرا ، الاحسن انك تبعدى عنها
يسرا : وانت تقررلى بصفتك ايه بقى ؟
نور : بصفتى عارف اللى انتِ هتدخلى عليه 
يسرا : بس انا كان نفسى امثل
نور : ممكن تمثلى بس بعيد عنى انا ورمزى علام
يسرا : ليه ؟
نور : يا بنتى افهمى ، انا خايف عليكى
يسرا : خايف عليا ولا عشان مرضتش اتجوزك
نور : افهميها زى ما تفهميها بس لازم برضه تفهمى ان من المستحيلات ادخلك السكه دى

وتركها نور ودلف الى داخل الڤيلا تاركاً اياها فى حيرة وصدمة وذهول ، شعرت يسرا وكأن خنجراً ساماً طعن قلبها ، فـ هى ترى ان نور حمدان غدر بها وقتل احلامها بعدما وعدها انه سيجعلها نجمه فى سماء الفن ، شعرت وان عمر  انتصر عليها بل واصابها ريب ان عمر وراء رفض نور حمدان لها وقررت ان تبحث وراء ذلك
__**__**__
علاقة مشوشه ، غريبة وغير مفهومه تجمع بين عمر وجين ، علاقة لا تستطيع ان تُطلق عليها وصف او اسم فـ هى ليست صداقه وليست حب ، ليست اخوه وليست زواج ، اذا تعمقت فى علاقتهما تشعر وانها مزيج مختلط من كل ذلك ، هى فى الحقيقه علاقة لا يعرف حقيقتها وهدفها سوى عمر اما جين فـ قد اصبحت هى الاخرى مشوشه نظراً لانها احبت عمر فـ لم تعد تعرف هدف او حقيقه علاقتها بـ عمر
لم تعرف جين كيف تغيرت كذلك وكيف تغيرت مبادئها وكيف لم تتحكم بـ تلك المشاعر الجارفه تجاه عمر
اصبحت تشعر وانه الشخص الاهم والاوحد فى حياتها ، لا تعرف كيف اصابها عشق عمر وخسف بها الارض هكذا ، كيف لـ جين الفتاة المتحررة المنطلقة التى لا تهتم بـ مبادئ او عادات او قيود ان تنفذ كل ما يطلبه منها عمر بدون نقاش او تفكير وكأن اوامره مُنزله من السماء
ولكنها كانت تبرر هذا بأن عمر شخصية ذكورية نادرة الوجود ، فـ هو رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، يستطيع ان يحتوى غضب وغيره وجنون وحزن الفتاه التى معه ، يستطيع ان يخلص لها بكامل جوارحه ، حنون الى ابعد مدى ، فـ يكفى جين ان تعشق عمر بـ مجرد ان يجفف دموع عينيها بـ اطراف يديه حين تبكى
كانت جين تفكر فى كل هذا وهى تتأمل ملامح عمر بينما هو جالساً على احد الارائك ويشاهد التلفاز باهتمام شديد ، قاطعت جين متابعته للتلفاز

جين : عمر
عمر (دون ان يلتفت لها) : ايوه يا جين
جين : انت حبيت يسرا ليه ؟

عند سماع عمر لـ اسم يسرا شعر وان احداً يُدغدغ قلبه ، اعتدل فى جلسته ، قام بـ كتم صوت التلفاز ونظر الى جين ونظرات عينيه كلها حيرة ووجع

جين : اقصد ايه المختلف فيها عن اى بنت وخلاك تحبها اوى كده ؟
عمر : يسرا مكنش فيها حاجة مختلفه الا انى حبيتها وده اللى بيخليها مميزه او مختلفه ، لكن لو قارناها بـ بنات كتير ممكن تطلع اسوأهم (يتنهد تنهيدة شقت صدره) تقريباً يا جين والله اعلم اننا كـ بشر بنحب اوى ونقدر ونحترم اللى يوجعنا مش اللى يحبنا
جين : انت صح
عمر : مالك متأثره كده ليه ؟
جين : عارف ، انا عرفت رجاله كتيره اوى ، من جنسيات مختلفه بس مقابلتش حد زيك ، شخصيه مختلفه نادرة الوجود
عمر : بصي يا جين ، طول ما انجذابنا ناحيه شخص لسه في اوله طول ماحنا مبنشوفش الا مميزاته واختلافه ، بس لو قربنا شويه ، لو صارحنا نفسنا بالحقيقه وكنا صادقين مع نفسنا هنعرف ان مفيش شئ بيميز الانسان اللي بنحبه الا اننا حبناه
جين : لو يسرا رجعتلك هترجعها ؟
عمر : والله مانا عارف

شردت جين قليلاً نظراً لـ حزنها ، لا تعرف جين سبب حزنها فـ هي الان مع عمر واقرب لـ عقله وقلبه وجسده من اي فتاه اخري ، قطع شرودها مناداه عمر لها بـ اسمها

عمر : مالك يا جين ؟
جين : بفكر
عمر : في ايه ؟
جين : بفكر بعد ما علاقتنا تنتهى ، هعيش من غيرك ازاي ؟
عمر : جين ، هو انا اول راجل يقرب منك ومن حياتك اوى كده
جين : لا (تكمل وهي متجه للمطبخ) بس اول راجل اتعلق بيه كده

تركته جين وذهبت الي المطبخ ونادته من الداخل سائله "عمر ، هعمل ساندوتشس وقهوه ، تاكل معايا ؟ " واجابها عمر بالايجاب
لم يكن عمر ينتظر من جين ان تخبره بـ حقيقه مشاعرها فـ هو يشعر بـ حبها له وتعلقها به ، لم يكن يحتاج الي كلام مباشر وصريح لكي يتأكد بل كان يرى ذلك الحب في عينيها ، يشعره في حنينها وحنيتها ونظراتها وهماساتها ولمساتها 
تمني ان يبادلها نفس الشعور ولكن حب يسرا كان اقوى منه ومنها ، فـ مازالت يسرا تقف حائلاً بينهما
__**__**__
تقابلا نور حمدان ورمزى علام فى ڤيلا نور حمدان ، حيث ذهب علام فى زياره مفاجأه لـ حمدان لـ يجده في ڤيلته ومعه فتاة ، كانت تلك الفتاه هي بطلة الفيلم الجديد الذي يتم تصويره حالياً ، هي ايضاً نفسها التى اخذت مكان يسرا ، غضب علام جداً عندما رأى تلك الفتاه في منزل حمدان لانه كان مُعجب جداً بها وتمنى لو اقام معها علاقه ولكن سبقه حمدان
بمجرد وصول رمزى علام الى ڤيلا نور حمدان غادرت بطلة الفيلم المكان

رمزى : من امتى واحنا بنقطع على بعض كده يا نور ؟
نور : مش فاهم !!
رمزى : البت دى كانت بتعمل ايه عندك !!
نور باستنكار : بت !!
رمزى : احنا اسفين يا باشا ، جميله هانم كانت بتعمل ايه هنا ؟
نور : هى تخصك في شئ
رمزى : انت عارف انها كانت عجبانى
نور : طيب وانت حد قالك اني اتجوزتها ، ما تعجب بيها ايه المشكله
رمزى : انت عادى يعنى معندكش مانع
نور بـ لامبالاه : وانا هيبقى عندى مانع ليه ؟ انا بقضى وقت معاها ومن حقك انت كمان تقضى وقتك
رمزى : وهي عادى كده ؟
نور : سيبك من الموضوع التافه ده (وهو يعطيه كأساً من النبيذ) فين الفلوس ؟
رمزى : فلوس ايه يا نور ، انت بقالك شهور نايم فى الخط ومفيش اي شغل ولا اى فلوس
نور : طيب انا محتاج مليون جنيه
رمزى : بتوع ايه ؟
نور : هي جميله دي مش شغل ولا ايه ؟
رمزى : بس لسه مبدأناش شغل لما نبدأ نبـ........
نور مقاطعاً بحزم : هاتهم من ضمن حسابى يا رمزى
رمزى (مخرجاً دفتر شيكاته من جيبه) : ماشي يا نور ، مش هنختلف على مليون جنيه يعنى
__**__**__
سأم يحيى محاولاته الفاشله فى الايقاع بـ يسرا ، فـ كل ما يشغل بال يسرا هو الانتقام من عمر ، لم تعطى يسرا لـ يحيى الفرصه كى يقترب من قلبها ويشاغله لذلك قرر ان يقترب من عقلها وافكارها وما يشغل بالها ، قرر ان يساعدها على ان تنتقم من عمر ووضع افكار شيطانيه عديده كى يخبر بها يسرا

يحيى : ايه يا يسرا ، سنه عشان تقابلينى
يسرا : ماقولتلك يا يحيى كنت مشغوله
يحيى : عملتى ايه مع المخرج ؟
يسرا : فضل يتهرب مني شويه وبعدها وصلتله وقالى انه بيصور في نفس الفليم اللى المفروض اكون انا بطلته وبعدها قالى انه مش هيخليني امثل ، اتغير تماماً معايا
يحيى : ايه ده !! ليه يعنى كل ده
يسرا : مش عارفه يا يحيى ، حاسه ان عمر له يد في اللي حصل ده
يحيى : انتِ لازم تنتقمى من عمر ده ، هو مش سابك ومصاحب عايز منك ايه
يسرا : ماهو كان حوار التمثيل ده اكبر قلم ممكن اديهوله بس نور بوظ كل حاجه
يحيى : ما تجربى تصاحبى يا يسرا
يسرا : اصاحب ايه بس يا يحيى ، هو انا لحقت
يحيى : مقصدش تصاحبى حقيقى
يسرا : انا مش فاهمه حاجه يا يحيى ما توضح
يحيى : قصدى تتفقي مع حد وتمثلوا انكوا مرتبطين من باب الانتقام من عمر
يسرا : اااه فهمت
يحيى : فكره حلوة صح ؟
يسرا : هى حلوة بس عمر هيعرف منين يعنى 
يحيى : اكيد انتِ عارفه الاماكن اللى عمر بيروحها وممكن يشوفك صدفه فيها
يسرا : يخربيت دماغك يا يحيى
يحيى : اى خدعه
يسرا : بس مين ممكن يقتنع انه يمثل معايا التمثليه دي
يحيى : علي اساس انك قاعده مع سوسن
يسرا : قصدك انك موافق تعمل معايا الحوار ده
يحيى : اكيد يعنى مش هسيبك تتفقى مع حد يفهمك غلط او يستغل الحوار ده
يسرا : ربنا يخليك ليا يا يحيى
يحيى : ويخليكي ليا

شردت يسرا لـ ثوانٍ  قليله ، كانت تفكر فى الفكره التى عرضها عليها يحيى ، فكرت في تلك الموافقه السريعه والاتفاق الاسرع مع يحيى ، قطع شرودها سؤال يحيى عن سبب ذلك الشرود

يحيى : سرحانه فى ايه ؟
يسرا : عمر ممكن ياخد عنى فكره وحشه
يحيى : ساعتها لازم تعرفى ان عمر ميستحقيش
يسرا : ليه ؟
يحيى : لانه لو هو فاهمك وعارف اخلاقك كويس استحاله يفكر فيكي تفكير سئ
يسرا : بدأت احس ان عمر فعلاً مكنش يستحقنى
يحيى : انا كمان حاسس كده

ابتسم يحيى ابتسامه صفراء تنمو عن فرحته ولذته بـ انتصاره ، فـ هو الان يشعر وانه يتحكم فى عقل وطريقه تفكير يسرا ، استطاع ان يوجهها لما يريد بكل سهوله ويسر ، استطاع ان يقنعها ان عمر لا يستحقها بل جعلها تقول هي ذلك من نفسها
سألت يسرا نفسها لما تقتنع بكل ما يقوله لها يحيى هكذا ؟ لما سلمت له عقلها ؟
ما اغبى هذا الضعف الذى يجعلنا ننساق وراء الناس كى نجد لديهم سبيل او فكره او حتى مهرب
__**__**__
كان عمر عائداً ليلاً الي منزله ، حيث انه بعدما ترك يسرا وهو يسهر كثيراً خارج المنزل ويعود في اوقاتٍ متأخره من الليل ولكنه اليوم عاد الساعه الحاديه عشر مساء ، نزل من سيارته لـ يجد فتاه تقف امامه ، هو يعرفها ويتذكرها جيداً لانه لا ينسي قط انسان رآه حتى ولو مره واحده في عمره ولكنه كالعاده تظاهر بأنه لا يعرفها
كانت تلك الفتاة هي زينه غُنيم 

زينة : اذيك يا عمر
عمر : تمام ، انتِِ مين ؟
زينة : انا زينة غُنيم ، صاحبه مى ايه مش فاكرني
عمر : اه اه افتكرتك ، عامله ايه ؟
زينة : الحمد لله
عمر : هى مي مش فوق ولا ايه ؟
زينة : انا جيالك انت يا عمر
عمر (باستغراب شديد) : جيالى انا !!
زينة : ممكن نقعد نتكلم شويه في اى مكان هادى
عمر : اوكى (مُشيراً بيده لسيارته) : اركبى

استقلت زينة مع عمر سيارته وانطلق عمر بالسياره في طريقه الي احدي المقاهي القريبه من منزله وكانت مى في الشرفه التي تطل علي الشارع تراقب الموقف
وصلا عمر وزينه الى المقهى ، كانت زينة مرتبكه بشده اما ما سيطر على عمر هو الحيره والاستغراب
جلسا امام بعضهما وطلبا كل منهما مشروب

عمر : خير في ايه ؟
زينة : ليه وافقت تقعد معايا وانت متعرفنيش

ضحك عمر ضحكه عاليه صادقه

زينة : بتضحك ليه ؟
عمر : هي الدنيا اتشقلب حالها ولا ايه ؟ المفروض انا كـ شاب اسألك السؤال ده ، ليه طلبتي تقعدي معايا هنا وانتِ متعرفنيش مش انتِ اللي تسأليني ، انا مش عليا حرج
زينة : عمر انت حاسس بـ ايه ناحيتى ؟
عمر (بـ لا مبالاه) : وانا اعرفك منين عشان احس حاجه ناحيتك
زينة : نظرة عينك اول مره شوفتني فيها ودلوقتي لما شوفتني بتقول كلام كتير انا حسيته
عمر : انتِ واهمه نفسك يا زينه
زينة : انا مقصدش حب او اعجاب
عمر : امال قصدك ايه ؟
زينة : انا حاسه ان في حاجه بتربطنا ببعض بس معرفش ايه هى ، حسيتك انت كمان حاسس نفس الاحساس ده
عمر : وايه اللي ممكن يربطنا يا زينه واحنا عمرنا ما شوفنا بعض
زينة : مش جايز اللى يربطنا محتاج اننا ندور عليه
عمر : بصي يا بنت الناس ، انا لو مش كويس كنت استغليت كل حرف قولتيه بس عشان انا بخاف على اي بنت كأنها من دمى ولحمي فـ هقولك اني فعلاً مفيش اي مشاعر تجاهك ولا حتي مشاعر اخوه لاني معرفكيش ، انا اسف اني بقولك كده بس لازم اصارحك

صمتت زينة لانها لم تعرف ماذا تقول لـ عمر ولكنها تمنت لو انها تستطيع ان تخبره عما في قلبها ، عما تدفنه بـ داخلها ولكنها فضلت الصمت ، دفعا الحساب وغادرا المكان
وصلا عمر وزينة الى البناية التى يقطن فيها عمر ، استقلت زينه سيارتها وغادرت المنطقه باكملها ، اما عمر فـ صعد للاعلى لـ يجد مي تنتظره امام المصعد ، كان يود عمر ان يتجاهلها ولكنه لم يستطع ، استوقفته مى ، وقف عمر امامها

مى : عمر ؟
عمر : هاا
مى : ايه اللى بينك وبين زينة ؟
عمر : زينة مين ؟
مى (بنبره غاضبه) : متستعبطش يا عمر ، مى ركبت معاك عربيتك وروحتوا في مكان سوا ولسه راجيعن
عمر : هي مش المفروض صاحبتك ؟ مش بتسأليها ليه ؟
مى (بنبرة حزينة) : أنت حبيتها يا عمر !!
عمر : محبتهاش لا هي ولا غيرها ، انا لسه بحب يسرا
مى : يسرا !!
عمر : تصبحى على خير يا مى
مى (ممسكه بذارعيه) : عمر استني هنا
عمر (بنبره حازمه) : مى
مى (بتوسل) : عمر ، ارجوك حس بيا
عمر : ارجوكي انتِ حسي بيا ، انا بتعب كل ماشوفك كده ، كان نفسي احبك ، والله كان نفسي ، بس مش قادر ، انتِ مى صاحبتي واختي وخالتي وحبيبتي مش قادر والله ما قادر
مى : بس انا برضه مش قادره ، انا بحبك

وانهارت مى من شده البكاء والحزن مما جعلها تجلس على الدرج منهاره تماماً ، وقف عمر امامها ، شفق جداً عليها ، كادت الدموع ان تسقط من عينيه ، جلس بجوارها ، احتواها بـ ذراعيه في محاوله منه لـ تهدئتها

عمر : تفتكرى سهل عليا اشوفك كده او اشوف دموعك
مى : الله يسامحك يا كاميليا
عمر : عندك حق ، فعلاً اللوم على ماما هى غلطت
مى : كانت على الاقل متربنيش معاك
عمر : لو مكناش اتربينا سوا مكنش كل ده حصل ، انا اسف يا مى : بتتأسف على ايه ؟

نهض عمر من جوارها واخذ وضع القرفصاء امامها ومسح دمعاتها بـ طرفى اصابعه

عمر : اسف اني السبب فى دموعك دى
مى : فى حاجه بينك وبين زينة
عمر : صدقينى لا ، مفيش حاجه بينى وبين اى واحده
مى : ويسرا !!

نهض عمر مره اخرى وجلس بجوارها وقام بـ مد قدميه قليلاً

عمر : مش عارف انساها ، نفسى انساها
مى : يسرا تستاهل الحب ده ؟
عمر : لو كانت تستاهل مكنتش هبقى زعلان اني مش عارف انساها

وكالعادة تدعو مى ربها ان يهدى قلب عمر لـ حبها وان ينسي يسرا وحبها للابد
اما عمر لم يتألم كالعاده بسبب تذكره لـ يسرا ، بل تعجب لنفسه ، استغرب حاله ، كيف حوله فتيات مثل مى ، زينه وجين ، اجمل وافضل من يسرا ولكن لم تهتز عاطفه فى قلبه او بدنه تجاه احداهن ، كيف يحبه مثل هؤلاء الفتيات المبهرات من كل الجوانب وهو مازال يفكر في يسرا وحبها رغم ان يسرا لم تحبه بـ قدر ما احببته واحده منهن
ولكنه القدر ، الذى يجعل قلبك مُحاصر بـ حب شخصٍ واحدٍ ، يحاصرك ، يسيطر عليك ، يحتل كل جوارحك 
يجرحك ، يهينك ، لا يهتم بك او لـ امورك او لـ اوجاعك ، وربما يخونك وفى النهايه تسامح وتنسى ، توأد كرامتك وكبريائك كل ذلك لانك عشقت او لان هذا القلب الذى احببت استعمر قلبك ، عقلك ، مشاعرك ، عواطفك حتي جسدك فما اصعب هذا الحب المُهين ، المُوجع الذى لا تستطيع ان تتخلص منه حتى وان تخلصت من صاحبه
__**__**__
راقب فهد منزل زهره وحين علم انها بمفردها بالمنزل ذهب اليها ووضع ورقه وورده امام الباب وطرق الباب بشده وغادر المكان سريعاً وهو يودعها
فتحت زهرة الباب لـ تجد امام الباب ورقه و ورده بدون طارق ، شعرت وان الطارق هو فهد وانه مَن ترك تلك الاشياء امام الباب
اخذت الورقه والورده وقامت بـ فتح الورقه لـ تجدها تحوى كلمات بـ خط يد فهد ، بدأت فى قراءه الكلمات ، انهمرت دموعها ، انهارت اعصابها وكادت ان يغشي عليها من هول الصدمة حيث كانت الكلمات تقول
" حبيبتى زهرة ، حبيت اكتبلك الكلام ده بخط ايدي عشان تفضل ذكرى منى ليكى تقدرى تحتفظى بيها ، زهرة ده اخر كلام بينا واخر ذكرى ممكن اسيبهالك ، انا تعبت اوى يا زهرة ، تعبت من كل الناس وتعبتهم معايا ، تعبت من الدنيا وظلمها ، وعشان كده قررت استريح واريح ، انا زهقت من كتر انتظار الاجل ، انا قررت انهى اجلى بنفسى ، اسف انى هسيبك لوحدك ، هوجعك وهكون سبب دموعك وحزنك ، بس مش هقدر ارجع عن القرار ده ، انا خلاص هنتحر ، قبل ما تخلصى قراءه السطور دى هكون انا فى عداد الموتى ، خليكى فاكره اني محبتش غيرك ، انا اسف ، انا بحبك يا ملاكى ، الوداع "

انهمرت الدموع من عيني زهرة كـ الشلالات ، انهارت تماماً ، سألت نفسها كيف لـ فهد ان يفكر ان ينهى حياته بهذه السهوله ، كيف يأخذ ذلك الطريق ، كيف لا يفكر بالعلاج بدلاً من الموت ؟ مَن هذا المجنون الذي يفضل الموت عن الحياه ؟ وهل فى الموت راحه ؟ فماذا فعل فهد او غيره حتي ينهى حياته بتلك السهوله ويذهب لـ دار الاخره ، مصير محتوم ، مجهول ولا رجعه فيه
 سقطت منها الورقه والورده وركضت على منزل فهد لـ تراه للمرة الاخيرة وربما لـ تودعه ...


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى













0 التعليقات :

إرسال تعليق