Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 28 مايو 2015

مَن أكون (الفصل السادس عشر)

الفصل السادس عشر

حالة من التوتر والقلق تسيطر على آل الراوى ، يسرا مازالت ترقد في العنايه المركزه بسبب ارتفاع هرمون الادرينالين لديها نتيجه للخوف الشديد والذي بدوره اثر على معظم وظائف اعضاء جسدها
باقى افراد عائلتها في حاله ترقب شديد
قاسم الراوى مازال يبحث بين اوراق ماضيه ، بين ذاكرته وذكرياته عن هذا الاسم الذى سمعه في استقبال المشفى "نور حمدان" يسأل نفسه مراراً وتكراراً مَن يكون هذا الرجل ؟ اين سمعت اسمه ؟ ما الموقف الذى جمعنى به ؟ ما علاقته بـ ابنته ؟ هل له علاقه بما حدث لـ يسرا ؟ 
اسئله كثيره تدور في عقل قاسم الراوى ، اسئله وغموض كادا ان يهتكا عقله
قام بـ مهاتفه ذاك الرقم الذى حصل عليه من الاستقبال لـ يجده خارج نطاق الخدمه لذلك لم يكن لديه طريق اخر سوى انتظار افاقه يسرا حتي يستطيع ان يتحدث معها ويفهم ما حدث 
بعد مرور اكثر من ثمانى واربعين ساعه اخبرهما الطبيب ان يسرا قد افاقت ولكنها تمر بـ اذمه نفسيه شديده ، طلب قاسم من الطبيب ان يرى ابنته حتي يطمأن قلبه عليها اكثر وعلى ذلك النحو وافق الطبيب بشرط الا تطيل الزياره عن خمسه عشر دقيقه والا يتسبب لها فى اى انفعال
حاول قاسم مراراً وتكراراً على ان يحصل على معلومه واحده من يسرا عما حدث لها ولكنها لم تخبره بـ شئ وفي النهاية اخبرته ان شابين حاولا الاعتداء عليها وبمجرد ان هربت منهما فقدت الوعي ووجدها المدعو نور حمدان
لم يقتنع والدها كثيراً بـ تلك القصه ، فكيف لـ فتاة مهما كانت قوتها ان تهرب من شابين ؟ كيف لـ شابين لم يقدرا على فتاة ؟ كيف انها تعرضت لـ محاوله اغتصاب ونجت منها بدون ان تتمزق ملابسها او يحدث لها اي اصابه جسديه او حتى يقوما بـ سرقه اياً من محتوياتها ، خاصه ان يسرا كانت ترتدي مقتنيات باهظه الثمن وحقيبها تحوى هاتف ولوحه لمسية من احدث الاصدرات واغلاها
اوهم قاسم انه صدق ابنته ولكنه لم يقتنع ولو بنسبه ضئيله بتلك القصه وقرر ان يبحث عن الحقيقه
__**__**__
نُقل عمر الى المشفى اثر اصابته بـ طلقه اخترقت جسده من هذا الملثم الذى قام بـ تقييده ، اُصيب عمر فى كتفه اصابه بالغه جعلته عاجزاً عن الحركه تماماً وقد نزف الكثير من الدماء
بعد اطلاق الرصاص على عمر هرب المُلثمين وقامت كاميليا بـ تحرير عمر ومى ، تم عمل الاسعافات الاوليه الى عمر من خلال والدته كاميليا اما مى قامت بالاتصال بالاسعاف
وصل عمر الى المشفى ومن ثم تم نقله الى العمليات لانتشال الرصاصه من جسده وتنظيف الجرح
افاق عمر من التخدير وطلب رؤيه والدته ، دخلت كاميليا الغرفه وبمجرد دخولها جاءها اتصال هاتفى ، كان اتصال خاص لذلك لم يظهر رقم المتصل ، قال لها جمله واحده واغلق الهاتف "اظن دي قرصه ودن كفايه ، مرضتش اقتلهولك ، بس لو لعبتي معايا هخلص عليكوا كلكم ، طبعاً مش هوصيكي هتقولي في التحقيقات انك متعرفيش حاجه"

عمر : مين اللي بيكلمك ؟
كاميليا : ده private number
عمر : بيقول ايه ؟
كاميليا : بيقول نقول في التحقيقات اننا منعرفش حاجه
عمر : وهو احنا نعرف حاجه ؟
كاميليا : قصدك ايه ؟
عمر : مخبيه عليا ايه يا ماما ؟
كاميليا بارتباك : وانا هخبي عليك ايه ؟
عمر : انا مش عايز لف ودوران ، في حاجه غلط ، في حد باعت الناس دي ليكي مخصوص ، في حد كان عايز ينتقم منك ، او عايز يخوفك ، او عايز يعرفك هو ممكن يعمل ايه ، في حد محروق منك اوى ، في حد قاصد يقولك ان قرصه الودن كانت الطلقه اللي انا خدتها ما بالك الانتقام هيبقي ازاي ، انا لازم افهم ، محتاج اني افهم ، انتِ اكيد عارفه حاجه
كاميليا : اهدي بس يا عمر
عمر : انا هادي جداً بس لازم افهم
كاميليا : صدقني مفيش حاجه تتحكى ، انا معرفش مين ده ، ومعرفش عايز ايه ، حتي صوت اللي كلمني مقدرتش اخمن يبقي صوت مين
عمر : بس على الاقل عندك شكوك في حد

قبل ان تجيب كاميليا على سؤال ابنها عمر طرق الطبيب الباب لـ يطمأن على عمر ويخبره ان ضابط الشرطه يريد الدخول كى يقوم بالتحقيق في الواقعه
دلف الضابط الى الغرفه مع مساعديه وبدأ في استجواب عمر وكاميليا ومى
ولان عمر خاف ان تؤذي والدته جراء التحقيقات قال انه لا يعرف شئ واكدتا كاميليا ومى كلامه
قال عمر انه عاد من الخارج ليجد اثنين ملثمين يحاولان سرقه المنزل والاعتداء على خالته مى ولكنه حاول منعهما فقاما بضربه على رأسه ثم اطلقا النار بطريقه عشوائيه ادت الى اصابته ولكنه لا يعرف مَن يكونا وماذا يريدان ولكنه يظن بنسبه كبيره انهما لصان جاء لـ سرقه المنزل 
سجل الضابط اقوالهم وقاموا بالتوقيع على تلك الاقوال ثم غادر الضابط 
نظر عمر الى والدته وقال لها "بس ده مش معناه اني مش هعرف اللي بيحصل يا ماما"
حاول عمر الاسترخاء بعد التحقيق وبعد حديثه الغير مثمر مع والدته ، تذكر يسرا التى اختفت ولا احد يعلم عنها شئ ، انتفض جسده من الخوف ، شعر بـ ألم جرح جسده من شده توتره وخوفه عليها
طلب من والدته ان تحضر له هاتفه وبالفعل احضرته له وقام بالاتصال بـ جده يسرا والتي اجابت على الفور

عمر : السلام عليكم
زينب : وعليكم السلام
عمر : انا اخو ياسمين صديقه يسرا ، كنت حابب اطمن عليها ، يا ترى ظهرت ولا لا ؟
زينب : اه ظهرت
عمر : هي بخير ؟
زينب : هى في العنايه المركزه ، المستشفي كلمتنا وقالتلنا ان في حد نقلها المستشفي وكانت في حاله اغماء كامله وان قلبها كان هيقف لولا ستر ربنا
عمر بـ لهفه وخوف : ده من ايه ده ؟
زينب : لسه منعرفش اي حاجه 
عمر : هي غايبه عن الوعي يعني ؟
زينب : فاقت بس مش قادره تتكلم
عمر : ممكن اعرف اسم المستشفى
زينب : في المعادي العسكرى
عمر : متشكر جداً
زينب : العفو

طلب عمر من الطبيب ان يسمح له بـ مغادره المشفي ولكنه رفض واخبره انه لن يسمح له بـ مغادرتها قبل خمس ايام على الاقل
كان عمر يود ان يزور يسرا ويطمأن عليها ، كان الخوف والقلق يتملكانه ، كاد الخوف ان يقضي عليه مثلما قضي على يسرا
لذلك قرر عمر ان يهرب من المشفى ويذهب الى يسرا كي يطمأن عليها ، كى يستريح قلبه وعقله حتى وان كان هذا الهروب سينهي حياته
كيف احب عمر يسرا الى هذه الدرجه ؟ كيف وصل به الحال ان يذرف الدموع خوفاً عليها ؟ ما هذا الحب الذى يجعله يتخلى عن كل شئ مقابل ان يطمأن عليها او يراها بخير ؟ كيف له ان يعود اليها مره ثانيه بعد كل ما بدر منها ؟ كيف له ان يختار عذابه بنفسه ؟
اعشقاً هذا ام وجع ؟ لا انه  العشق الموجع ، العشق القاتل 
نعم هو كذلك ، فـ عمر يعشق يسرا الى حد الوجع ، فالقرب منها موجع والبعد عنها ايضاً موجع
ما اقسى هذا الشعور الذى يجعلك لا تشعر بالراحه فى اى وضع فاذا اقتربت ستتألم ، سيأنبك ضميرك كل ليله على هذا العقل الذى رفض القرب فـ اغتصبته ، سيألمك على تلك الكرامه التى صرخت و ثارت عليك حتى لا تقترت فـ وأدتها ، سيذكرك ضميرك بـ كبريائك الذى رفض القرب ، ذلك الذى صفعك على وجهك حتى يمنعك فـ قمت بحبسه عنوه
كل هذا حتى تقترب ، حتى تبقي بجوار مَن احببت ، حتى تشعر بالوجع في كل لحظه 
اما اذا ابتعدت ، فـ ستتألم ايضاً ، لا بل ستقتلك الاشواق ، سيقضى عليك الحنين ، سينزف قلبك دماً ودمعاً ، كل ليله تجد قلبك يستيقظ والناس نياماً لـ يخبرك انه يتألم بشده ، ويشتاق بشده ، ويبكى بشده ، يهددك بالتوقف عن النبض ان لم تفعل له ما يريد لـ تجد نفسك مثل النائم مغنطيسياً الذى ينفذ ما يُملي عليه بدون تفكير ، ستخضع لرغبة قلبك ، ستخضع الى وجعك
وجع في البعد ووجع في القرب ، منطقتان مختلفان ، منقطتان مؤلماتان ، منقطتان ليس بينهما منطقه وسطى ، عليك ان تختار بين الوجع والوجع
__**__**__
استطاع قاسم الراوى ان يتذكر مَن يكون نور حمدان ، تذكر انه مخرج معروف ، استطاع ايضاً ان يحصل على عنوانه ، ذهب الراوي الى زياره حمدان في منزله ، لم يكن يعرف حمدان مَن يكون هذا الرجل ولكنه اخبر الحرس المتواجد امام باب الڤيلا ان يسمحا له بالدخول على ان يبقا على استعداد لـ اي خطر من هذا الرجل

نور : اهلاً وسهلاً ، اتفضل
قاسم : متشكر
نور : انا طبعاً بعتذر جداً بس انا فعلاً معرفش حضرتك
قاسم : قاسم الراوى ، والد يسرا الراوى ، اللى انت نقلتها المستشفي
نور بارتباك : اه اه ، اهلاً بحضرتك
قاسم : ايه الحكايه بقى ؟
نور : حكايه ايه ؟
قاسم : حكاية يسرا ، ايه اللي حصلها 
نور : بص يا استاذ قاسم انا مش هلف وادور على حضرتك لاني مش عيل بس اتمنى الكلام ده يفضل بينا
قاسم : تمام

اخبر نور حمدان قاسم الراوى بكل ما حدث منذ ان رأي يسرا في المؤتمر السياسي حتي نقلها لـ المشفى

قاسم : وليه المنتج ده يضغط عليك بـ بنتى
تصبب نور عرقاً : هو عارف ان يسرا بالنسبه ليا اكتر من مجرد واحده شوفتها وعايز اخرجلها فيلم ، انا بعتبرها بنتى ، بعزها جداً بدليل اني بعدتها بكل طاقتي عن سكة التمثيل
قاسم : انت والدك يبقي عماد حمدان ؟
نور : الله يرحمه ، حضرتك تعرفه ؟
قاسم : كان مخرج مشهور زمان بس مكنتش اعرف انك ابنه
نور : لا ابنه الوحيد ، ورثت عنه حبه للاخراج
قاسم : تمام ، تشرفت بـ معرفتك
نور : الشرف ليا

تركه قاسم وهو في حيرة من امره ، هو يشعر ان ثمة شئ غريب في تلك العلاقه بين نور حمدان وابنته ، يشعر وان نور يسعي لـ تدمير يسرا ، قرر قاسم ان يسعى لـ يحمى ابنته وان يعرف ما السر وراء آل حمدان ، المتوفي منهم والحى
__**__**__
جلس هاشم غُنيم في جناحه الخاص في قصره لـ يتبادل اطراف الحديث مع زوجته

هاشم : اغبيا ، مقولتهومش اصلاً يسيحوا نقطه دم واحده
أمينه : حد حصله حاجه ؟
هاشم : الواد خد طلقه في كتفه
أمينة : طيب وهو عامل ايه ؟
هاشم : اظنه كويس
أمينة : انت ليه يا هاشم عملت كده ؟
هاشم : كان لازم اضغط على اعصاب كاميليا ، كان لازم اعرفها انها مش قدى وان الاحسن لها تحاجى على ولادها وتسكت
أمينه : انت متأكد يا هاشم انها مظهرتش بالصدفه ، يعني جايز يكون اللقاء اللي حصل بينكم ده بالصدفه وهي متعرفش انك هناك
هاشم : اكيد وارد طبعاً بس خلينا نفترض بقى انها قاصده يبقي نقرصلها ودانها بدرى بدرى كده
أمينة : انت مفكرتش تحلها ودى معاها ؟
هاشم : اي حلول مش في صالحى
أمينة : ربنا يستر

دخلت زينه المنهاره تماماً الى جناح والدها دون ان تطرق الباب او يسمحا لها بالدخول ، كانت غاضبه وثائره للغايه بعدما عرفت من مى ما حدث الى عمر وشكها الاول والاخير كان في والدها

زينه : انت ازاي جالك قلب تعمل كده ؟
هاشم : اعمل ايه ؟
زينة : انا عرفت كل حاجه ماتلفش وتدور عليا ، انت ازاي مجرم بالطريقه البشعه دي
أمينه : في ايه يا زينة ؟ داخله بزعابيبك ليه ؟
زينة : انتِ طبعاً عارفه كل حاجه وموفقاه كعادتك القذره
هاشم : احترمي نفسك واتكلمي كويس
زينة : لما تبقوا محترمين هبقى احترمكوا ، لكن انتوا اتنين مجرمين اصلاً

اخرج هاشم سلاحه النارى ووجهه ناحيه زينه التى خافت بشده اما أمينه فصرخت وحاولت منعه من اطلاق النار

أمينة : بس يا هاشم انت هتعمل ايه ؟
هاشم بانفعال وعصبيه شديدين : صدقيني لما اقولك اني ممكن اقتلك وادفنك وانتِ واقفه وصدقيني مفيش مخلوق هيعرفلك طريق ، احترمى نفسك وخليكي في حالك ، اللي مالكيش فيه متتدخليش فيه والا برصاصه واحده اخلص منك ومن وجع الصداع اللي انتِ عملاه ده
زينة وقد تساقطت الدموع من عينيها : هو انت الفُجر والجبروت وصل بيك للدرجه دي ؟ هو انت بقيت مجرم فعلاً !! بتهددني !! بتهدد بنتك ؟ حته منك ؟ عايز تقتلني !! ياريت تقتلني عشان كل ماشوفك بعرف قد ايه ابويا حقير

صفعها هاشم على وجهها اشفاءاً لـ غليله وضيقه منها ، فـ بدلاً من ان يطلق عليها النار قام بصفعها ، خرجت زينه من الجناح وهي تجرى وتبكى بشده

أمينة وهي تأخذ السلاح من يد زوجها : متبقاش تهدد تاني بالسلاح بدل ما تطلع منك طلقه غلط تموت حد فينا
هاشم : انا شايل الخزنه من السلاح متقلقيش ده مجرد تهديد عشان تخاف
أمينه : تفتكر زينه بتعرف كل ده منين ؟
هاشم : مش عارف بس لازم اعرف

واخرج هاشم هاتفه النقال لـ يهاتف رئيس الحرس الخاص به ويطلب منه تعيين مراقبه وحراسه على زينه بدون علمها

هاشم محدثاً نفسه : لما نشوف اخرتها ايه معاكي يا زينه يا بنتي
__**__**__
رغم ان الندم كان يقتل فهد كل يوم الا انه لم يستطع التوقف عن تعاطي المخدرات ولكنه خفض الجرعه التي يتعاطاها ، كان قد بدأ علاج الاعصاب 
جلس مع نفسه لـ يقرر هل سيذهب حقاً الى طبيب نفسى ، هل سيوافق على حجزه في المصحه كى يتعالج ، استرجع فهد شريط ذكرياته ، تذكر سنوات حياته ، تذكر اوقات افراحه واحزانه ، تذكر والدته ، تذكر زهرة ، تذكر شبابه الذى افناه بين المخدرات وبين لعن الماضى والظروف والناس
دخلت والدته ناديه المنصورى غرفه ابنها فهد لـ تجده يجلس وحيداً ، حزيناً ، شارد الذهن ، دخلت لـ تجد ابنها الرجل يبكى بحرقه
اوصدت الباب خلفها وجرت نحوه لـ تحضتنه وتحاوطه بـ حنانها المعهود

نادية : فهد ، مالك يا حبيبى ، بتعيط ليه ؟
فهد مجففاً دمعاته : مفيش حاجه يا ماما
نادية : كل العياط والحرقه دي وتقولي مفيش حاجه
فهد : مخنوق شويه
ناديه : انت شكلك مش طبيعي بقالك كام يوم ، لونك مخطوف كده وبترجع كتير ، مالك يا ابني طمنى عليك

صمت فهد ، كان في حيره من امره ، هل يخبر والدته بـ مرضه ام لا ؟ 
كانت ناديه تحاول مع فهد كى تعرف ما به ، فـ منذ ان بدأ فهد علاج الاعصاب وهو مرهق بشدة نظراً للاعراض الجانبيه القويه للدواء ، في النهايه قرر فهد ان يخبر والدته فهى ملجأه الوحيد

فهد : من فتره كده يا ماما بدأت تظهر عليا اعراض غريبه
نادية : اعراض زي ايه ؟
فهد : مبعرفش امسك اي حاجه ، اى حاجه امسكها تقع من ايدي ، بقيت بعمل حمام على نفسى

صُدمت نادية صدمه شديده لما قاله ابنها خاصه الجزء الاخير من كلامه

نادية : ده بسبب المخدرات ؟
فهد : انا روحت لـ دكتور مخ واعصاب
نادية بترقب وخوف شديد : وقالك ايه ؟
فهد : قالى ان مركز المخ المسئول عن التحكم فيه ضمور
نادية : ضمور !! 
فهد : واداني علاج للاعصاب

نزلت الدموع من عيني ناديه بدون ان تشعر ، نزلت الدموع حزناً على ولدها ، نزلت الدموع ندماً ، كانت ناديه تشعر بالندم لانها لم تجبر ولدها على العلاج من الادمان

نادية : ليه وصلت نفسك للمرحله دى يا فهد ، ليه يا ابنى ؟
فهد : انا بحكيلك يا ماما عشان تساعديني مش تأنبينى ، العتاب والكلام في اللي فات مش هيفيد دلوقتي ، انا محتاج مساعدتك
نادية : محتاج مساعدتي فى ايه ؟
فهد : تودوني مصحه بالعافيه ، اتعالج من الادمان بالعافيه ، لو وصلت اني اتربط في السرير اعملوا كده ، انا مش قادر ابطل تعاطي وفي نفس الوقت خايف (بدموعه الساخنه) خايف يا ماما يوصل بيا الحال انى اعيش في السرير راقد تأكلوني وتشربوني وتغيرولى البامبرز زي الاطفال

بكت ناديه بحرقه لـ بكاء ابنها وتأثراً بـ مخاوفه ، احتنضته حتي يهدأ ، اخبرته انها سوف تساعده وستبقي بجواره حتي يشفي من الادمان والضمور ، شعر فهد براحه شديده في حضن والدته ، شعر وانه عاد طفل مره اخرى فـ ذهب في نومٍ عميق وهو بين احضان والدته
__**__**__
فشلت خطة عمر في الهروب من المشفى لـ زياره يسرا ولكن الطبيب اخبره انه سوف يسمح له بمغادرة المشفى ولكن بشرطين ، ان يعود ثانيه والا يتعرض لاي انفعال وان تنقله سياره خاصه من المشفي الى المكان الذى يود زيارته ووعده عمر بتنفيذ كافه التعليمات
استقلا عمر سيارته التى قادها به صديقه مصطفى ، وصلا الى المشفى ، سأل عن اسم يسرا قاسم الراوى في الاستقبال لـ يخبروه انها غادرت العنايه المركزه وانها متواجده الان في جناح خاص بها
اخذ عمر من موظف الاستقبال رقم الجناح ووصل اليه ، طرق الباب لم يجيبه احد ، دخل لـ يجد استقبال الجناح خالياً ، دلف الى غرفه يسرا لـ يجدها نائمه على تختها ، اغلق باب الجناح من الداخل ، اقترب منها والالم يعتصر جسده ، جلس بالقرب منها ، امسك يديها ولمس شعرها ووجنتيها ، استيقظت يسرا ، لم تصدق ان عمر موجود فعلاً معها ، كانت متأكده انها مازالت نائمه وتحلم
رغم افعال يسرا الغير متزنه ، رغم طيشها ورغبتها في تنفيذ جميع رغباتها حتي لو غضب اقرب الناس اليها الا انها تعشق عمر حد الجنون ، تراه الامان ، تستمد منه قوتها ، تستمد من رجولته جبروتها ، منذ ان عرفته لم تنكسر ولم تنحني الا حين تركها ، الا حين قررت ان تتصرف بعقلها هى فقط ، بدون مشوره عمر
يسرا ما هى الا فتاة تريد كل شئ ، حبيبها واحلامها وطموحها ، كثيراً منا يشعر في اوقات انه يريد كل شئ ، بل يريد الشئ ونقيضه ، يريد الزواج والحريه معاً ، يريد مَن يشاركه حياته والاستقلال معاً ، يريد مَن يشور عليه وينصحه وحيرة التفكير معاً
ولكن يسرا تلك هى شخصيتها التى ربما تتغير مع الوقت ولكن رغم انانيتها ، رغم طيشها ، رغم افعالها الغير متزنه فـ لا احد ينكر عليها حبها الى عمر
اعتدلت يسرا في جلستها حتى تتأكد انها لا تحلم

يسرا : عمر ، انت هنا بجد صح ؟
عمر : طمنيني عليكي يا يسرا
يسرا : يارتني سمعت كلامك يا عمر ، انا كنت هموت 
عمر : فهميني ايه اللي حصل ؟
يسرا : بعد مانت سبتني نور حمدان قالى انه مش هيخليني امثل معرفش ليه بعدها المنتج صاحبه وشريكه قالى انه عايزني لبطوله فيلم ، روحتله ڤيلته ربطني في الكرسي وحط شريطه على بوؤي وكان هيغتصبني ويقتلني
عمر : ليه كل ده ؟
يسرا : كان عايز يضغط على نور حمدان عشان يرجع يشتغل معاه تانى
عمر : ويضغط عليه بيكي انتِ ليه ؟ انتِ من باقيه اهله يعني ؟
يسرا : عشان نور بيحبني
عمر محاولاً التحكم في نفسه : وبعدين حصل ايه ؟
يسرا : نور جه ومضاله على كل الاوراق اللي تضمنله انه هيشتغل معاه وخدني وخرجنا من عنده واغمي عليا ، كنت خايفه اوى يا عمر ، اول مره اعرف يعني ايه حد يموت من الخوف ، لو حد قالي ان في حد دخل العنايه المركزه عشان كان خايف مش هصدق
عمر : الحمد لله انها جت على قد كده
يسرا : يارتني سمعت كلامك
عمر : مش مشكله يا يسرا دلوقتي ، المهم انتِ بلغتي
يسرا : ابلغ ايه بس يا عمر اخاف طبعاً ، بس بابا بلغ وانا مقولتش الحقيقه
عمر بانفعال شديد : ليه !! مقولتيش الحقيقه ليه ؟
يسرا : عشان خايفه ، خايفه من رمزى علام وخايفه على نور حمدان هو برضه انقذني
عمر : قولتى ايه ؟
يسرا : قولت ان في واحد خطفني وكان هيغتصبني وانه مقدرش ولما اغمي عليا رماني على الطريق ونور حمدان ده كان معدي بالصدفه ونقلني المستشفى
عمر : كان لازم تقولي الحقيقه
يسرا : في سر بين رمزى ونور انا معرفهرش
عمر : لو كنتِ بلغتى كان كل الاسرار هتتكشف
يسرا : اهو اللى حصل بقى

نهض عمر من المقعد وجلس مقابل يسرا على التخت 

عمر : المهم انك بخير ، سلامتك اهم حاجه
يسرا : سامحني يا عمر ، انا عمرى ما هطنش كلامك وتحذيراتك وخوفك عليا تانى

وارتمت يسرا في حضن عمر لـ تختصر المسافات والكلمات ، ارتمت بين احضانه لـ تنهي تعب التفكير ، لـ تخبر عمر انهما الان مثل السابق وربما اقوى ، ان لا فراق بينهما
لم يستطع عمر مقاومه حضن يسرا له ، لم يستطع ان يمنعها او يصدها او يبعدها عن حضنه ، لم يشعر بنفسه ، قام بمحاوطتها بذراعه السليم ، ضمها اليه بشده ، تنهد تنهيده تنمو عن ارتياح شديد بعد وجع والم وحزن
كيف لـ هذا الفعل البسيط ، السهل ، الغير متعب او مكلف .. الحضن ، كيف له ان يفعل بـ الانسان كل هذا ؟
كيف تشعر وانك اقوى انسان فقط من خلال الاحتضان ؟
كيف تشعر وانك تملك العالم بأكمله لانك في حضن انسان احببته ؟
كيف لك ان تشعر وانك آمن لـ مجرد ان احضتنك انسان تحبه ؟
كيف تشعر بـ هذا السلام النفسى لانك اُحتضنت ؟
كيف لـ هذا الفعل البسيط ان يجعل الانسان يشعر بالسلام والامان والسعاده ، بل يجعله ينسي العالم  لان العالم بأكمله ، بـ بلاده وناسه تجمعوا في هذا الحضن حقاً فعلاً بسيط ولكن تأثيره سحرى
احتضنت يسرا عمر بقوه اكبر لـ يتألم عمر نظراً لذلك الجرح في كتفه

يسرا : ايه ده ، انا لسه واخده بالى ، انت مال كتفك ؟
عمر ؛ خناقه كده بسيطه خدت فيها طلقه
يسرا : بسيطه وطلقه !! امال لو مكنتش بسيطه كانت هيحصل ايه
عمر : ربنا اراد اني ادخل المستشفي يوم مانتِ تدخليها ، ربنا اراد اني احس بخوفك ، ربنا وحد مشاعرنا يا يسرا
يسرا بابتسامه صادقه : انا بحبك اوى يا عمر
عمر مقبلاً جبينها : وانا بحبك اكتر

تركها عمر قبل ان يعود احد من عائلتها فـ لحسن حظ عمر كان قاسم في الاسكندريه وجدتها ذهبت الى المنزل لـ تجلب لـ يسرا بعض الملابس
خرج عمر من المشفى واخرج هاتفه النقال وقام بـ مهاتفة احداً من اصدقائه وقال له جمله واحده ثم اغلق الهاتف "استعد بقى ، لازم الفار يدخل المصيده"


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى




0 التعليقات :

إرسال تعليق