Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 10 مايو 2015

مَن أكون (الفصل الرابع عشر)

الفصل الرابع عشر

استيقظ فهد من نومه لـ يجد نفسه يحتاج بـ شده الي جرعة المخدر التي اعتاد ان يتعاطاها يومياً من الهيروين ولكنه لم يجد معه الا جراماً واحداً فـ قرر ان يحتفظ به حتي يخرج ويحصل علي جرامين اخرين
نهض من تخته وقرر الذهاب الي دوره المياه لـ يجد ان البول قد تسرب الى سرواله قبل ان يفرغه في دورة المياه مما اثار اشمئزازه واستغرابه
قام بأخذ دشاً دافئاً وذهب الي المطبخ كى يتناول فنجاناً من القهوة قبل ذهابه لـ شراء الهيروين ، اعدت له والدته فنجان القهوة وبمجرد ان امسكه فهد سقط الفنجان من يده ليتحطم ، استغرب فهد نفسه ، كيف لم يستطع ان يمسك الفنجان هكذا ؟ كيف فلت منه ؟

ناديه : انت شارب حاجه يا فهد ؟
فهد : لا والله يا ماما مش شارب حاجه
ناديه : امال ايه حكايتك !! جيت تشرب مياه وقعت الازازه من ايدك ، ودلوقتي فنجان القهوه ، مالك ؟

مد فهد يديه امامه لـ يجدها ترتجف بشده ، حاول ان يمسك شيئاً ما غير قابل للكسر كى يختبر مدى قدرته على التحكم ولكنه اكتشف ان لم يستطع التحكم بـ اي شئ مهما كان وزنه خفيفاً ولكنه شك ان هذا بسبب احتياجه لـ جرعه الهيروين لذلك ذهب على الفور واتي بـ عشر جرامات هيروين مقابل ساعته الغاليه جداً لانه لم يكن يمتلك نقوداً كافيه لـ شراء الهيروين
تعاطى فهد ثلاث جرامات من الهيروين واسترخى جسده ، تذكر ما حدث معه قبل خروجه للشراء ، امسك بـ هاتف نقال بجواره ولكنه وجد انه مازال على نفس الحال
لم يعر الموضوع اهتمام رغم تكرار حدوثه ولكن ما قلقه حقاً هو شعوره بـ تسريب من مثانته فـ هو اصبح غير قادر على التحكم في خروج البول من مثانته ، نهض من تخته سريعاً وذهب الى دوره المياه قبل ان ينكشف امره لـ مَن حوله فـ كيف لـ شاب في سن الرشد ان يتبول لاارادياً هكذا
شعر فهد بـ اهانة شديده في رجولته ، فهو شاب في سن الرشد ، ناضج ، عاقل ،لم يتوقع ان يصل لـ تلك المرحله المُهينه ، اهانه جعلته يبكى بـ حرقه ، جعلته يشهق وهو يبكى من شدة وجعه النفسى ، دفن رأسه تحت وسادته وذهب في نومٍ عميق
__**__**__
كان عمر فى شقة جين ينتظر عودتها حيث انها اخبرته انها بالخارج لامر هام وستعود خلال ساعه
جلس عمر في الاستقبال ، شعر بثقل شديد ، شعر وان الثوان تمر ساعات ، بل شعر وان ساعات العالم كلها قد توقفت نظراً لهذا البطء الشديد
كان عمر غاضباً بشدة من جين ، كان ينتظر عودتها بصبرٍ شديد حتى يفرغ طاقه غضبه تلك
جاءت جين لـ تجد عمر ينتظرها وملامحه تحمل غضب شديد ، صارم جداً ، عابس ، ملامحه متجمده ، جين لم ترى عمر هكذا منذ ان تعرفت عليه ، لم ترى سوى عمر الحنون ، الهادئ ، المتفاهم

جين : مالك يا عمر !!
عمر : انتِ كنتِ فين ؟
جين : كنت فى المشوار اللى قولتلك عليه 
عمر : مشوار ايه ؟
جين : meeting مع المسئول عن الشغل اللي انت عارفه
عمر : كنتِ فى حضنه ، فى فرق

صُدمت جين لما قاله عمر ، فـ لم تعرف كيف عرف هذا الامر ، كيف عرف انها كانت بين احضان هذا الرجل تلك الليله ولكن جين لم تنكر الامر مطلقاً

جين : انت عرفت ازاى ؟
عمر : يعنى حصل !!
جين : ايوة حصل
عمر : ليه ؟
جين : عشان الامور تمشي بسهوله ، عشان اقدر اوصل يا عمر ، انت مش قولتلي اعملى اى حاجه
عمر : بس مقولتلكيش رخصى نفسك !! مقولتلكيش تعملي علاقه زي دي مع راجل اكبر منك بعشرين سنه مش طيقاه ولا حباه !!  
جين مُعاتبه : ارخص نفسى !!
عمر : جين انا خايف عليكى ، انتِ ليه مصممه تخلينى اندم انى عرفتك
جين : انت يوم ما طلبت ، طلبت فتاه ليل يا عمر ، عشان عارف ايه اللي ممكن يحصل ، عارف انك مش هتوصل لـ اللى انت عاوزه الا مع فتاه ليل
عمر بنبره غاضبه : بس انتِ مش فتاه ليل
جين : بس اللى انت طلبتها فتاه ليل

صمت عمر وصمتت جين هي الاخرى ونظرت اليه نظره حزينه ، يملؤوها العتاب والالم
احياناً تكون النظرات اصدق من الكلام ، سواء نظرات الحب ، الشوق ، العطف ، الحزن ، العتاب و الغضب 
النظرات تصل لنا المعنى اصدق من الكلمات ، فـ كم من رجل قال عن امرأه انه يكرهها وقالت عيناه انه قُتل عشقاً لها وكم من امرأه قالت عن رجل لا اشتاق اليه وقالت عيناها انها تموت شوقاً له 
كلماتنا ساتره ، واعيننا فاضحه
كلماتنا كاذبه ، واعيننا صادقه
ولان جين منذ ان عرفت عمر وهي تعبر لـه عن شوقها وحبها له فقط بالنظرات اصبح عمر يفهم نظراتها ويفهم المغزى ورائها ولذلك شعر بالخجل من تلك النظرات المعاتبه التى ضربت قلبه كأنها سياط
اخرجت جين هاتف نقال من حقيبه يدها واعطته لـ عمر قائله له "خد قلب فيه براحتك" وكانت تلك رساله مبهمه لم يفهمها عمر جيداً
اخبرته جين انها ستذهب لتأخذ دشاً وتبدل ملابسها
جلس عمر يتصفح الهاتف الناقل الذى اعطته له جين 
مر وقت طويل ولم تخرج جين من غرفتها مما جعل عمر يقلق عليها فذهب وطرق باب الغرفه فأذنت له جين بالدخول ، وجدها عمر مستلقيه على التخت فجلس قريباً منها

عمر : جين انا اسف ، انا فعلاً مقصدش اى اهانه ، انتِ عارفه انا ندمان ليه وعارفه برضه اني بخاف عليكي جداً ، صدقيني لو كنت اعرف انك هتبقي غاليه عليا عندى كده كانت حاجات كتير اتغيرت
جين : مش عايزه اعتذار يا عمر ، وصدقنى مش ندمانه انى عرفتك
عمر : امال ليه بتبصيلي كده ، انت دبحتيني
جين : عشان انت غالى عليا ، محبش انك تفهمني غلط او تهيني بقصد او من غير ، عشان انت غالى عليا لازم اعاتبك
عمر مُقبلاً يديها : انا اسف يا احسن انسانه في الدنيا

اكتفت جين بالابتسامه ، اخبرها عمر انه سيغادر الان وسيبقى على اتصال بها ، قبل جبينها وقال لها "خدى بالك على نفسك" وترك منزلها
ارخت جين جسدها ، ظلت تفكر كثيراً بأمر عمر سألت نفسها لما تحبه كل هذا الحب ؟ لما تفعل كل هذا من اجله ؟ احقاً تحبه لان كل شئ نحبه نراه مميزاً ام لانه حقاً مميزاً ؟ اسئله بلا اجابات  تجول بخاطرها 
قررت جين ان تتخلص من حب عمر ، فـ عمر ليس لها ، عمر لا يرى سوى يسرا ، قررت ايضاً ان تخفض سقف التضحيات لـ عمر فهو في النهاية علاقه مؤقته ستنتهي مهما طالت
ما اوجع تلك العلاقات التى ندخلها ونحن نعلم انها مؤقته ستنتهي حتى وان استمرت لـ الف عام
ستنتهي وربما سـ تنهي معها ما تبقى منا ، فـ تلك العلاقات المؤقته او التى نعلم انها سـ تنتهى او انها فاشله كل يوم نعيشه فيها تقتل جزءاً فينا ، جزءاً من الكرامه ، جزءاً من الحب ، جزءاً من الصحه ، جزءاً من الفرح ،جزءاً من السعاده ، جزءاً من التفاؤول ، جزءاً من الثقه ، جزءاً من العقل ، جزءاً من الصدق ، جزءاً من الضحك ، جزءاً من الجنون ، حتى الحزن تقتل منه جزء ، فـ تأتى النهايه لـ تقضى على باقى الاجزاء وتأخذها وترحل وتبقي لنا الروح  تنتظر اذن ربها
__**__**__
جلس هاشم غُنيم فى جناحه الخاص يحتسي قدحاً من الشاى ، اخبر اى الخدم ان يخبر ابنته زينه انه يريدها في الحال في جناحه وعلى الفور جاءت زينه بـ وجهها العبوس وكلماتها القاسيه

زينة : خير !!
هاشم : خير ان شاء الله ، اقعدى
زينة : مش مهم ، حضرتك ممكن تقول اللى انت عاوزه وانا واقفه
هاشم : انتِ عايزه ايه يا زينه ؟ عايزه اكتر من اللى انتِ عايشه فيه ؟ قوليلي
زينه : طظ في كل اللي انا عايشه فيه ده ، طظ في كل حاجه في الدنيا طالما ابويا سقط من نظرى
هاشم : وتفتكرى ابوكي سقط من نظرك ليه ؟
زينة : متعرفش ليه ؟
هاشم : ليه !! قتلت حد مثلاً
زينة : والله انا مبقتش مستبعده حاجه عن حضرتك
هاشم : الخلاصه ، خدى ظرف الفلوس ده وديه لـ ملجأ الايتام
زينة بنبره احتقار : ملجأ الايتام !! حتى لما فكرت تعمل خير بتعمل خير في مكان انت اذيته وافتريت فيه ، مكان جيت على الغلابه والايتام اللى فيه وعشت على ارواحهم لمجرد انهم ايتام مالهمش اب ولا ام ولا سند ولا ضهر
هاشم بنبره غاضبه : تعرفي تخرسي خالص ، بدل ماخرسك لاخر العمر
زينه : انا مش هروح ومش هودي الفلوس دي ، روح انت ، روح وشوف الدار ، روح وشوف الايتام الغلابه اللي فيه ، روح هناك يمكن ضميرك يصحى ، يمكن تحس وعلى فكره الفلوس دي عمرها ما هتكفر عن ذنبك

نهض هاشم من مقعده لـ يصفع زينة على وجهها صفعه كادت ان تصيبها بـ نزيف في المخ

هاشم بنبره قاسيه : مهما كان ، عمرك ما تنسى انى ابوكى وواجب عليكي احترامي -جذبها من شعرها- اسمعى بقي اخر كلامي ، اقسم بالله لو مبطلتيش الهبهبه اللي بتهبهبيها دي لاكون قاتلك ودافنك مكانك وانتِ اظن عارفه انا ممكن اعمل ايه

ترك هاشم شعر ابنته زينه وخرجت هي من جناح والدها وهي تبكى واستقلت سيارتها على غير هدي

هاشم محدثاً نفسه : و هروح دار الايتام ، عشان تعرف انى مش حاسس بأي ذنب
__**__**__
تقابلا يحيى ويسرا في احد المقاهي  حسب موعد مسبق بينهما ، ظل يحيى يتحدث كثيراً الى يسرا وهي صامته وقد لاحظ يحيى صمتها وذبول وجهها وحزنها

يحيى : مالك يا يسرا ؟
يسرا : هاه !! 
يحيى : بقولك مالك
يسرا : مفيش
يحيى : لا بجد مالك -يمسك يدها بحنان- هتخبى عليا يعنى ؟

نظرت يسرا الى يد يحيى الممسكه بيديها ثم نظرت اليه وسحبت يدها

يسرا : احنا مش هنتكلم تانى يا يحيى
يحيى : ليه يا يسرا ؟
يسرا : عشان مينفعش نتكلم
يحيى : ليه مينفعش ، انتِ مش مرتبطه دلوقتى
يسرا : بس كلامنا مش مبرر يا يحيى ، لا احنا اصحاب ولا احنا احباب ولا احنا قرايب ، احنا منعرفش احنا بنتكلم ليه ؟ انا بكلمك عشان انتقم من عمر بس واضح اني بنتقم من نفسى
يحيى : اهدى يا يسرا ، في ايه مالك متعصبه كده وبعدين انا عارفه انا بكملك ليه ، بكلمك عشان بحبك ، انتِ اللى مش عارفه تحبيني
يسرا : انا مش عايزه احبك ، ابقي مجنونه لو فكرت اكرر نفس التجربه مع نفس الشخص
يحيى : انتِ لسه بتحبى عمر ؟
يسرا : اه لسه بحبه ومتكدبش على نفسك وتفتكر اني بطلت احبه
يحيى : انتِ اللي بتكدبى على نفسك لو فاكره ان عمر ممكن يرجعلك او لسه بيحبك اصلاً
يسرا : حتى لو مرجعليش ، حتى لو بطل يحبنى ، ده مش معناه اني اهين نفسي وكرامتي بعلاقات غير مبرره ، اني اهين نفسى معاك
يحيى : خلاص بقيت انا دلوقتي اهانه !! مكنتش اهانه لما قررتي تمثلي الحب معايا عشان تغيظي عمر
يسرا : كنت مغيبه ، كنت هبله ، وعشان كده انت قدرت تضحك عليا وتقنعني 
يحيى : عقلك الباطن هو اللى خلاكى توافقى يا يسرا متضحكيش على نفسك
يسرا : انا خلاص فوقت يا يحيى وده هيبقي اخر كلام بينا 

وتركته يسرا وغادرت المكان بأكمله اما يحيى فـ من شده غضبه مما قالته يسرا ومن شده انفعاله بسبب ان خطته للايقاع بـ يسرا قد فشلت قام بـ رمى كوباً به ماء على الارض لـ يتحطم
__**__**__
جلس نور حمدان مع بطله افلامه الجديده "جميله" في ڤيلته ، كانا يحتسيا الكحول سوياً ، كان حمدان مازال يشعر بالحب تجاه يسرا ، لم يعرف حتي الان اذا كان هذا حب ام مجرد تعلق بـ فتاه لم ينالاها ، لم يعرف هل قرار انسحابه من العمل مع رمزى علام قرار خاطئ ام صحيح 
كل ساعه يدور هذا الحديث في عقل حمدان فـ يتنساه بـ تناول الكحول

جميلة : طيب ليه مش عايز تكمل ؟
نور : مبقتش قادر اعيش في القذاره دي
جميله : قذاره ايه مش فاهمه ؟
نور : عارفه ، انا اتجوزت كتير اوى ، عملت علاقات اكتر ، لكن قلبى مدقش وانا كنت مقرر ان عمرى ما هبني اسره الا لما قلبى يدق ولما دق للاسف مش هو بس اللي دق ، عقلي كمان دق وضميري دق ، كل حته في جسمي فاقت
جميلة : انت ندمان عشان شغال في الاخراج ؟
نور : مش عارف ندمان ليه ، المشكله اني عارف اني بمجرد ماخلص شرب وانام واصحي هصحي ناسي كل ده ، هصحي وضميرى هينام تانى
جميله : قولتلك علام طلب منى ايه ؟
نور : عارف
جميلة : وانت ايه رأيك ؟
نور : اللي يريحك
جميلة : بس انا خايفه
نور : هو رمزى هددك ؟
جميله : لا خالص بالعكس ، حتي قالي مش عايزه اغصبك لازم يبقي بمزاجك
نور : طيب وانتِ مزاجك قالك ايه ؟
جميله : الموضوع مغرى بس انا مش مطمنه لـ علام
نور : علام ده بوء على الفاضي ولا بيعمل اى حاجه
جميلة : يعني اوافق
نور : وانا ضميرى صاحي هقولك لا
جميله بدلع : يبقي هجيلك وضميرك نايم
نور : ههههه الصبح على طول
__**__**__
منذ وفاة حبيبها وزوجها وهي لم تكف عن الصدقات نيابة عنه
كاميليا توفيق لم تتوقف منذ ست سنوات عن التبرع لـ مستشفيات الاطفال او الكبار ، او زيارات دور المسنين او ملاجئ الايتام
لم تتوقف عن مساعده اطفال الشوارع والمحتاجين كل هذا كـ تكفير عن ذنبها حين قبلت اداء مشاهد جريئه في السينما وايضاً كـ صدقه على روح زوجها
ما اجمل هذا الحب الذى لا ينتهي بـ موت احد الشريكين 
ما اجمل الخير الذى لا ينقطع بـ موت صاحبه فـ عادل الصياد زوجها هو مَن علمها ذلك حين تزوجته كاميليا لم تكن تعرف اى شئ عن الصداقات او مساعده المرضى او المحتاجين ولكن زوجها عادل الصياد كان دائم العطف علي الاخرين ومساعده المحتاجين وعلمها هو تلك العاده واستمرت كاميليا فيها حتي بعد وفاته
في مطلع كل شهر تذهب كاميليا الى الاماكن التي تتبرع لها او تزورها
ذهبت الى احد دور الايتام وطلبت مقابله المديره المسئوله عن الدار واخبروها انها في مكتبها ولكن يوجد شخص معها بالمكتب فـ انتظرت كاميليا حتى يخرج هذا الشخص ولكن السكرتيره دخلت لـ تخبر المديره ان كاميليا توفيق تنتظر بالخارج وخرجت السكرتيره لـ تقول لها "بتقول لحضرتك دقيقتين وهتخلص المقابله مع الاستاذ هاشم غُنيم" ، تزلزل كيان كاميليا حين سمعت اسم هاشم غُنيم ، دب رعباً فى قلبها مثلما تزلزل ايضاً كيان هاشم غُنيم عندما سمع السكرتيره تنطق بـ اسم كاميليا توفيق
انهى غُنيم المقابله مع مديرة الدار وخرج لـ يجد كاميليا توفيق تنتظر بالخارج ، تبادلا النظرات الغير مفهومه لـ احداً وربما غير مفهومه لهما شخصياً ، خرج غُنيم ودلفت كاميليا الى المكتب وقامت بـ اعطاء المديره مبلغ مالى تبرعاً للدار كما اعتادت ، منعت كاميليا فضولها من ان تسأل المديره عن سبب زياره غُنيم للدار ولكنها فضلت ان تحتفظ بـ سؤالها لنفسها
خرجت كاميليا من دار الايتام واستقلت سياره اجره وبدأت تتابع الطريق وتحاور نفسها
" يا ترى يا هاشم ظهرت تانى ليه ؟ يا ترى وراك ايه !! مظنش انك بعد العمر ده كله ناوى على خير ، يا خوفى منك ومن شرك ، بس انا مش هسكتله حتي لو وصلت اني اقتله -تنهدت تنهيده قويه- يارب استرها"
مثلما كان غُنيم يدور في عقل كاميليا كانت هي الاخرى تدور في عقله ، كان يستقل سيارته الفارهه بسائقه الخاص ويتابع الطريق وهو يحاور نفسه
" ظهرتى تانى ليه يا كاميليا ؟ يا ترى جايه الدار ليه ؟ بتنخورى برضه ولا ايه حكايتك ؟ هل جيتي في نفس التوقيت اللي انا كنت فيه عن قصد وكنتى عارفه اني موجود جوه ولا فعلاً صدفه !! طيب لو مش صدفه قصدك توصليلي ايه ؟ عايزه توصلى لايه يا كاميليا -يخرج دخان سيجارته- شكلك بدأتي تلعبي في عداد عمرك"
غريب ان تتشابه المشاعر والافكار بتلك الطريقه 
ثمة شيئاً غريب يربط بين هاشم غُنيم وكاميليا توفيق ، امراً غريب جمعهما ولكن على الشر ، عداء غير مفهوماً بينهما ، كلاً منهما يخشى الاخر ، كلاً منهما غير مطمئن للاخر ، كلاً منهما ينوى على قتل الاخر
__**__**__
ذهبت يسرا الى ڤيلا رمزى علام بعدما جاءها اتصال من مدير اعماله يخبرها ان علام يريد مقابلتها للاتفاق معها على احد الافلام التى يريد انتاجها
فرحت يسرا بشدة حين جاءها هذا الاتصال فـ هذا ليس انتقام فقط من عمر بل انتقام من نور حمدان الذى ترى يسرا انه غدر بها
ذهبت يسرا الى ڤيلا علام على حسب الموعد المتفق عليه بينهما لتجده ينتظرها 
جلسا سوياً فى غرفة مكتبه الملحقه بـ الڤيلا ، ظلت يسرا تطرب اذنيه بـ سعادتها ومدى فرحتها حين جاءها هذا الاتصال ، وعن مدى الشرف الذى ستناله اذا عملت معه كل هذا وعلام يحدق بها ولم ينطق بـ كلمه واحده ، كان فقط يدخن السجائر مما اثار الارتباك لدى يسرا

رمزى : انتِ عرفتى نور حمدان ازاي ؟
يسرا : هو قابلنى فى مؤتمر سياسي كنت انا اللي بغطيه للمجله اللي بشتغل فيها وكلمنى وعرض عليا فكره التمثيل
رمزى متهكماً وهو يحرك سلاحاً بين يديه بعدما ترك السيجاره جانبا
 : لا خطه حلوة 
يسرا باستغراب : نعم !!

ترك رمزى السلاح ونهض من مقعده وجلس في مقعد مقابل لـ المقعد الذى تجلس عليه يسرا

رمزى بنظره فاحصه : انتِ مين وراكى ؟
يسرا : انا مش فاهمه حضرتك تقصد ايه
رمزى : بت انتِ ، اظبطي بدل ماظبطك

دب خوف شديد في قلب يسرا بسبب كلمات علام الغير مفهومه وبسبب نظرات عينيه التي يملؤوها الشر وكذلك بسبب صوته الاجش

رمزى مستطرداً : هتقوليلى دلوقتي مين اللى زقك على نور وزقك ليه ؟
يسرا : والله مافى حد زقني عليه ، اصلاً هو اللى جه كلمنى وهو اللى عرض عليا امثل وهو ......
رمزى مقاطعاً : وهو اللى حبك من نفسه صح ؟
يسرا : والله هو ده اللى حصل وحضرتك ممكن تسأله
رمزى : انا متأكد ان كل ده محصلش بالصدفه ، دي كلها صدف مترتبه
يسرا : وانا ازاي ممكن اخطط ان كل ده يحصل يعني
رمزى : ماهو اكيد مش شخص عادى اللى خطط لكل ده

ونهض من المقعد ونظر الى نافذه كبيره تطل على حديقه الڤيلا وبدأ في تدخين سجائره

يسرا : يعني ايه مش شخص عادى ؟
رمزى : يعني شخص ذكى جداً حط الخطه دي
يسرا هامسه بصوت مسموع : خطة !! وشخص ذكى !!
رمزى ملتفتاً اليها : او المخابرات
يسرا وقد ترقرقت الدموع فى عينيها : مخابرات ايه يا نهار مش فايت ايه اللي انت بتقوله ده
رمزى ممسكاً بذارعي مقعدها وبصوتٍ اجش : اللى انا بقوله ده هى اللى حصل واللى انتِ فهماه كويس ، متصعيش عليا انا لاني كاشفك من اول لحظه شوفتك فيها ، وحتي لو مش حد زقك تأذيه يبقي حد زقك تأذيني انا
يسرا : وانا هأذيك ازاى ؟
رمزى : بإن فجأه نور يقرر يبعد عن الشغل معايا وده في حد ذاته اكبر ضرر ليا

اعطاها رمزى ظهره ، تساقطت الدموع من عيني يسرا ، كانت خائفه بشده ، شعرت وان الموت على مشارفه ، يقترب منها ، ولكنها لا تريد ان تموت خائفه ، نعم هى تريد ان تموت مطمئنه ، تريد ان ينتهي بها العمر وهي ليست خائفه
فما اجمل ان تموت وانت تشعر بالراحه والاطمئنان ، ان تموت دون ان يدق الخوف قلبك من الموت ، دون ان تموت قلقاً او مشغولاً على مَن ستتركهم خلفك ، دون ان ترتعش رعباً

يسرا في محاوله منها لـ تبرير موقفها : والله العظيم انا ماعرف .....

قاطعها رمزى بوضع شريط لازق على فمها قائلاً لها "مش محتاج مبرارتك يا حلوة" ثم قام بـ ربط يديها ، زادت دموع يسرا وخوفها ، لم تستطع ان تصرخ او تقاوم من شده خوفها ، ولكن كيف تقاوم وهي ترى سلاحه على مكتبه ، وماذا سيحدث اذ قاومت سوى انها ستزيد من غضبه
اخذ علام سيجارته واكملها ثم اخرج هاتفه النقال واتصل بـ نور حمدان قائلاً له جمله واحده "الحلوة بتاعتك عندى ، تعالى عشان نتفاهم لو لسه باقى على عمرها" ثم اغلق الهاتف وجلس امام يسرا الخائفه ، المنهاره بشدة


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق