Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 20 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الثالث والثلاثون)

الفصل الثالث والثلاثون

حالة من الارتباك والزعر سببها سراج عمارة الى سليم وتيم الالفى حين صوب سلاحه ناحية رأس فلوريت التى شعرت ان نهايتها اقتربت لا محالة
ابتسم سراج عمارة ساخراً ووجه بصره الى سليم الالفى

سراج : خايف عليها اوى كده !! متقلقش انا مش هقتلها  انت اللى هتعمل كده
سليم : اعمل ايه ؟
 
حرر سراج فلوريت من بين يديه واقتربت فلوريت من تيم لتتحامى به

سراج : انت اللى هتقتلها لما تعرف اللى جاي اقوله
تيم : اخلص وقول عايز ايه ؟
سليم : ياريت تنجز
سراج : فلوريت هانم ، حرم تيم باشا الالفى ، الزوجة المخلصة الوفيه الوقوره ، هي ورا كل اللى بيحصلكوا
تيم : اممم ، حلوة اللعبه دي
سليم : هو ده حقك اللى جاى ترجعه تثبت ان فلوريت خاينه بعد ماهي اثبتت عليك ده بالادلة
سراج : الهانم بمساعده طارق اللى هي عينته واللى هو بيحبها لعبوا في الملفات القديمة سواء في الارشيف او على السيستم وعملت ان حضرتك عندك تهرب ضريبى وخدوا الملفات بحجه انها عايزه تشوف ازاي المجموعه كانت محافظة على النجاح ده هى اللى ....
تيم مقاطعاً : انت اكيد اتجننت والانتقام عماك
سراج : سيبنى اكمل ، فلوريت هانم ادت ملف مناقصة توريدات الاجهزة الطبيه لـ طلعت المنشاوى وكاميرات مراقبه شركته وكمان جود الى بتشتغل هناك يشهدوا عليها ، هى اللى نزلت المصانع بعد انصراف العمال ولعبت في المواد الغذائيه وبدلت المنتجات السليمه بمنتجات منتهيه الصلاحية بعد ما كانت شاريه شحنه منتهيه الصلاحية دخلتها المصانع ، هي اللى سربت عروض شركة الاتصالات وهي اللى عملت موضوع القنبله والارهاب
سليم : ايه ادلتك على كلامك ده ؟
تيم : ادلة ايه يا بابا ، ده واحد جاى يرمي بلاه علينا
سراج : ارمى بلايا !! لا يا تيم انا مبرميش بلايا على حد ولما خنتكوا اعترفت ان ده كان حب في سليم باشا مش اكتر ، لكن واجهها اسألها ، ليه راحت شركة طلعت المنشاوى ، ليه راحت لـ مدير شركة الاتصالات المنافسه ليكوا ، ليه نزلت المصانع بعد انتهاء اليوم وانصراف الموظفين والعمال واكيد الكاميرات مصوراها
سليم : وهي لو بتخونا هتعمل كل حاجه بنفسها كده ؟
سراج : اهو دي الحاجه الوحيده اللى مش قادر افهمها
تيم : تخون مين وتفهم ايه ؟ (موجهاً بصره لـ فلوريت) انتِ ساكته ليه قولي حاجه
سراج : هتقول ايه ، هتقول انهـ..........
فلوريت مقاطعه اياه : هوش ، اسكت شوية
سليم (وهو غير مبالى بما قاله سراج ومتجهاً ناحية سلم الصعود) : المقابلة انتهت يا سراج
سراج بانفعال شديد : يا باشا شوف كاميرات الشركة ، استجوب طارق هتعرف اني صح
فلوريت بصوتٍ عال يملأه الثقة : انا اللى عملت فيك يا سليم يا الفى
تيم صارخاً : انتِ بتقولي ايه ؟

استدار سليم الالفى وهو غير مصدق ما سمعته اذنيه ، عاد الي فلوريت في خطوات بطيئه ووقف امامها ، اما تيم فـ لم يكن يشعر بالعالم من حوله من شدة صدمته

سليم بنبرة صوت هادئة : انتِ قولتى ايه ؟
فلوريت : سراج مش كداب ، وانا عملت كل حاجه بنفسى وكنت عارفه ان في كاميرات بتصورني لاني كنت عيزاك تعرف اصلاً

امسك سليم بمرفقى فلوريت بقوة وعنف

سليم : انتِ بتقولي ايه ؟ اكيد انتِ اتجننتي
فلوريت : اوعى تكون فاكر ان حق ابويا مش هيرجع ، اوعي تكون فاكر ان موته بسببك هيعدي كده بالساهل
تيم : فلوريت مش وقت تهريج ، الكلام ده يطير فيه رقاب
فلوريت : انا مبهرجش ، ابوك السبب في افلاس ابويا وموته بحسرته ، ابوك دخل ابويا في مشاريع وصفقات فاشله والسبب انه دفع نص ثروته كـ شروط جزائية والنص التانى حب يقف بيه في السوق التانى فـ ابوك مسبهوش راح مكمل عليه بخططه وافكاره الشيطانيه لدرجة ان ابويا افلس وبقي مديون ومات بحسرته وهو عمره ما كان مريض بـ أي مرض
سليم : انتِ تعملى فيا انا كده !! ده انا وثقت فيكى اكتر من ابنى ، ده انتِ كنتِ اقربلى اكتر من ابنى ، تقومي تعملي فيا كده
فلوريت : ده دّيْن عليك وكان لازم تسده
تيم : وانا عملتلك ايه عشان تاخدينى كوبرى وسكة ، انا عملتلك ايه عشان تلعبي بـ قلبى ومشاعرى كده ، ابويا السبب في موت ابوكى (بنبرة صوت عاليه) طيب انا عملت فيكي ايه استحق عليه كل ده
فلوريت : يشهد عليا ربنا اني لما قربت منك وعرفتك على ايه كنت هتراجع ، واني لما حبيتك بجد قررت اني هكمل معاك ومش هعمل كده بس انا محبتكش اكتر من ابويا

كان سراج يتابع ذلك الحوار دون ان يتدخل ولاحظ ان سليم الالفى في حالة غير طبيعيه لذلك كان يتابعه بنظراته واذ بـ سليم الالفى يهوى ساقطاً على الارض ، جرى تيم وسراج نحوه وحاولوا اسعفاه ولكن دون جدوى لذلك قرر تيم الاتصال بالاسعاف التى جاءت ونقلته الى المشفى وذهب معه تيم وسراج ، اما فلوريت شعرت وان النهاية كانت افضل مما تتمنى ، لانها تسببت في موت سليم كما تسبب هو في موت ابيها
ذهبت الى غرفتها وقامت بـ جمع ملابسها وجميع متعلقاتها الشخصيه وتركت المجوهرات التى كان قد اهداها اليها تيم وغادرت قصر سليم الالفى عائدة الى منزل والدها "أيمن الدهبى"
__**__**__
نُقل سليم الالفى الى احدى المستشفيات الخاصة التى يمتلكها ، تم نقله الى الطوارئ ومن الطوارئ الى غرفة العناية المركزة نظراً لاصابته بـ ذبحة صدرية عنيفة
جلس تيم وسراج في استراحة المشفى فقد اصر تيم الا يغادر حتي يطمأن على والده

سراج : تيم انا مخنتكوش بس كان لازم اعمل اي حاجه عشان ابعد فلوريت عن الشغل
تيم : ليه تبعدها ؟
سراج : لاني كنت متوقع ان كل ده هيحصل
تيم : نعم !!
سراج : ايوه ، لما فلوريت جت معاك الشغل مره قبل ما تتجوزوا حسيت اني اعرفها وسألت والدك عليها ولما عرفت انها بنت أيمن الدهبي حذرت والدك منها
تيم : انت كنت عارف حاجه
سراج : انا هحكيلك

وبدأ سراج يقص الى تيم ما حدث في ذلك اليوم حين رأي فلوريت معه وشعر انه يعرفها ، دخل مكتب سليم الالفى لمناقشه بعض الامور الخاصه بالعمل

سراج : هو تيم باشا كان هنا ؟
سليم : اه
سراج : كان في حد معاه صح ؟
سليم : ايوة ، دي البنت اللى هيتجوزها
سراج : بس انا حاسس اني شوفتها قبل كده 
سليم : ماهى دي بنت أيمن الدهبى الله يرحمه ، فاكره
سراج : الا فاكره ، بس ازاى يا باشا هتسيب ابن حضرتك يتجوز بنت منافس ليك
سليم : كان يا سراج ، كان منافس ليا ومات الله يرحمه
سراج : بس بنته ممكن تكون خطر ، ممكن تكون جاية تنتقم
سليم : تنتقم من مين ولمين ؟
سراج : تنتقم لابوها من حضرتك
سليم : البنت متعرفش حاجه عن شغل ابوها ، وبعدين انا موقعتش أيمن بطريقة مباشره
سراج : مش حاسس انها خطر ؟
سليم : لا ، وبعدين ابني بيحبها وحاله اتصلح معاها وهي كمان واضح انها بتحبه ، مش هبوظ جوازتهم عشان خطر مُحتمل انا اقدر اتفاداه 
سراج هامساً : ربنا يستر

سراج مخاطباً تيم : كنت حاسس انها جاية تنتقم
تيم : انا عمرى ما حسيت ده منها ، والمفروض ان بابا اذكى من ان فلوريت تضحك عليه
سراج : والدك ذكى جداً فوق ما تتصور بس هو اللى فرق معاه حبك ليها وكمان كانت متأكد انها ملهاش فيها
تيم : اللى حصل حصل ، المهم ان بابا يقوم بالسلامه
سراج : هيقوم بالسلامه ان شاء الله ، بس اهم حاجه تفكر ازاي ترجع حق ابوك
تيم : اكبر انتقام منها دلوقتي اننا منقعش في السوق ونعوض كل خسايرنا ونرجع اقوى من الاول
سراج : بس !!
تيم : عايزنا اعمل ايه يعني يا سراج ، اقتلها !! دي مهما كان ام ابنى
سراج : ابنك !! انت خلفت ؟
تيم : حامل 
سراج : ربنا يعينك
تيم بنتهيدة تحمل كثير من الالم : يارب
__**__**__
كان طلعت المنشاوى في منزله يحتسي قدحاً من القهوة ويراجع بعض اوراق العمل ، جاء عليه ابنه نديم

نديم : بابا
طلعت : خير ، داخل بزعابيبك كده ليه ؟
نديم : انا عايز اعرف فلوريت كانت عندك في مكتبك بتعمل ايه ؟
طلعت : انت مش كنت خايف لاتكون جاية تستعطفنى عشان اتنازل عن صفقة توريدات الاجهزة الطبيه
نديم : وادينا خدناها ، يبقي كانت جايه لسبب تانى ، ايه هو بقي ؟
طلعت : انت بقيت زنان اوى
نديم : يا بابا انا ابنك وماسك معاك شغلك ودي كانت خطيبتي وبتشتغل مع منافس لينا ، يعني في ١٠٠ سبب يخليك تقولي
طلعت : ماشي انا هريحك
نديم : ياريت
طلعت : كانت جيبالى ملف الصفقه بتاع شركتهم
نديم : نعم !!
طلعت : كانت عيزانى اخد الصفقة
نديم : اشمعنى يعني ؟
طلعت : عشان لو خدوا الصفقة دي كانت هتحصل مشكله بين جوزها وحماها وهي مش عيزاهم يخسروا بعض
نديم : انا مش فاهم حاجه ؟
طلعت : ده اللى هي قالته 
نديم : يعني انت ساعدتها
طلعت : انا كان غرضي ناخد الصفقه ، لكن يولع تيم على سليم على فلوريت ، المهم اننا مضيعناش صفقه مهمه زي دي
نديم : بس انا حاسس ان في حاجه تانيه ورا الموضوع ده
طلعت : حاجة ايه ؟
نديم : معرفش ، دماغ فلوريت مش سهله ، ده مجرد احساس
طلعت : متوجعش دماغي وطلع فلوريت من دماغك

جاء اتصال الى نديم من احد الموظفين المقربين اليه لـ يخبره ان سليم الالفى يرقد في العناية المركزه لـ اصابته بـ ذبحة صدريه

طلعت : خير ؟
نديم : سليم الالفى في المستشفي 
طلعت : عنده ايه ؟
نديم : ذبحة صدرية
طلعت : ربنا يكون في عونه اللى بيحصله مش قليل
نديم (وقد شرد بنظره) : انا حاسس ان فلورا ليها يد في اللى بيحصل
طلعت : بتقول حاجه يا نديم
نديم : هاه !! لا لا (وقد نهض)
طلعت : رايح فين ؟
نديم : هسهر شوية مع اصحابى
طلعت : اوكى

وخرج نديم من منزل والده وهو يتذكر كل مواقفه مع فلوريت التى جعلته يشعر انها السبب فيما حدث لـ سليم الالفى
__**__**__
عادت فلوريت الى منزل والدها ، كانت تشتاق اليه والى والدها ، كانت فلوريت تود ان تعود وهي تشعر بالانتصار الخالص ولكن شعور الانتصار كان يشوبه شعور بالندم او الحزن لما فعلته بـ تيم ولكنها كلما تذكرت والدها وما حدث له بسبب سليم الالفى كانت تتراجع عن ذلك الحزن او الندم
صعدت الى غرفتها ونظرت الى الصوره المعلقة على الجدار والتى تجمعها بـ والدها ، تذكرت معاناته في اخر ايام حياته نتيجه لتراكم الديون عليه وافلاسه الشديد ، تذكرت نزاعه في المشفى ، كان لا يردد سوي جملتين هما "حسبى الله ونعم الوكيل" او "ربنا ينتقم منك يا سليم يا الفى" وعندما وافته المنيه وهو يردد اسم سليم الالفى ورغبة والده ان ينتقم الله منه لم تدرى بنفسها سوى وهي تخطط لـ تنتقم هي منه دون ان تنتظر انتقام الله عز وجل ، كانت دائماً تقول لنفسها ان هذا دّيْن يجب على سليم الالفى ان يسدده مهما طال به الزمن واعتبرت ان حق والدها دّيْن يجب ان تسدده له
رن هاتفها وكان المتصل والدتها

كارولين : أمله ايه فلورا ؟
فلوريت : كويسه يا ماما
كارولين : أملت اللى فى دماغك برضه فلورا
فلوريت : حق ابويا كان لازم يرجع
كارولين : تيم مش له ذنب فلورا وكمان ابنك
فلوريت وقد ترقرقت عينيها : كل يوم كنت بعيشه مع تيم وكنت بقرب فيه منه ، كل مره بشوف حبه ليا سواء في تصرفاته او عينه كنت بكون عايزه اتراجع بس مقدرتش يا مامى ، شكل بابي وهو بيموت ادامي يوم بيوم بسبب حسرته على اللى عمله فيه سليم الالفى كان بيموتني بالبطئ ، كان مخليني اكره الدنيا كلها
كارولين : وتيم آمل ايه دلوقت
فلوريت : سليم وقع من طوله ونقلوه المستشفي وانا جبت حاجتي وجيت بيت بابا
كارولين : انا مش أرف اقولك ايه بس انتِ كده مستريح يأني
فلوريت : انا استريحت وبابا كمان استريح في ترتبته
كارولين : ابوك مش كان تأبان فلورا ، ابوك مات وراه لـ اهن هد في الكون
فلوريت : ولما يموت وهو مش على لسانه غير اسم سليم يبقي استريح ازاي
كارولين : المهم ان انت مش يتسجن بسبب اللى املته
فلوريت : ليه اتسجن ؟
كارولين : يثبت انك مزور في اوراقه وانك انت اللى هطيت ماده سم في هاجات بتاعة اكل
فلوريت : حتي لو اتسجنت مش هكون ندمانه
كارولين : طيب تألى أندي
فلوريت : لما اتكلم مع تيم واتطلق منه
كارولين : اوكى ، انت طمني أليك كل شوى
فلوريت : حاضر يا مامى

واغلق فلوريت الهاتف مع والدتها وانهمرت في بكاء شديد ، كانت تود ان يسامحها تيم وان تستكمل معه حياتها نظراً لتعلقها الشديد به ولكنها فضلت الا تتمنى شئ حتي ترى ماذا تخبأ لها الايام
__**__**__
بعد اسابيع قليلة استطاع تيم ان يسدد جميع الديون مستحقه الدفع سواء شروط جزائية او ضرائب 
عقد تصالح مع مصلحة الضرائب وبـ مساعدة وزير الداخليه صديق والده الشخصى تم خفض مبلغ الضرائب المستحقة الى اثنين مليار جنيهاً مصرياً على ان يتم دفعمها دُفعة واحدة مقابل التنازل عن المحضر ، وقام ايضاً بـ مساعدة وزير الطيران الصديق الشخصي والمقرب الى سليم الالفى بـ خفض الشرط الجزائى الى واحد مليار جنيهاً مصرياً ، ايضاً تم تخفيض الشرط الجزائي الخاص بـ الشركة المصرية للاتصالات من اثنين مليار جنيهاً مصرياً الى عشرة مليون جنيهاً مصرياً وفي الواقع تم تخفيض تلك المبالغ نظراً لقيام تيم بـ دفع المبلغ في الحال دون اقساط ولـ علم الجميع ان ما حدث الى سليم الالفى هو مجرد فخ سقط فيه
__**__**__
كان تيم في مقر شركته الاخرى التى هي من الباطن ويملكها ظاهرياً صديقه "بشير العدلى" ، قام بـ زيارته سراج عمارة

سراج : انت فعلاً دفعت الديون والضرايب
تيم : انا ساويت كل حاجه وان شاء الله قريب اوى هناخد تصريح بـ فتح الشركة والمصانع
سراج : ليه كده ؟
تيم : نعم ؟
سراج : انت معاك اعتراف رسمي من فلوريت وتصوير يثبت انها اللى عملت كده
تيم : عايزني اسجنها ؟
سراج : المفروض تسجنها عشان تثبت انك برئ وابوك لو كان معانا دلوقتي كان عمل كده
تيم : بقولك حامل في ابنى ، وانا عارف ان ابويا لو معانا كان سجنها وعشان كده اصريت اعمل كل ده قبل ما يخرج من العنايه المركزه
سراج : يا سيدي اسجنها ، ولما تولد خد ابنك منها ده حقك
تيم : ولما ابنى يعرف اني سجنت امه هيقول عليا ايه ؟
سراج : ولما ابنك يعرف ان امه عملت فيكوا كده هيقول ايه ؟
تيم : هي مفكرتش فيه لكن انا بفكر فيه
سراج : طيب على فكره في احتمال ٩٠٪ متاخدش تصاريح لا لفتح الشركة ولا المصانع الا لو كنت سجنتها ، والنظره دي انا عارفها انت مسجنتهاش عشان لسه بتحبها
تيم : سراج !! كونك زي اخويا ده ميسمحلكش انك تعدي حدودك معايا ، انا اللى يهمني اننا نرجع زى ما كنا واقوى وان ابويا يقوم بالسلامه غير كده ميفرقش معايا ولا يهمني
سراج : انا بعتذر ، بس لما بقول كده ده حفاظاً على حقك
تيم : متضغطش عليا يا سراج ، عشان انا فيا اللى مكفيني
سراج : انا بعتذر مره تانيه
تيم : حصل خير

نظر تيم الى هاتفه النقال ليجد صوره فلوريت التى وضعها خلفيه ولم يغيرها حتي تلك اللحظة ، رأي تيم انه قد حان وقت النقاش معها حول ما حدث لانه لم يهاتفها ولم يراها منذ ان عرف الحقيقه ، ترك مقر الشركة واستقل سيارته وتوجه الى منزل والدها لتوقعه انها به الان
__**__
وصل تيم الى المنزل وقرع الباب ، كانت فلوريت تتمدد على احد الارائك حيث منذ ان كشفت الحقيقه الى سليم وتيم لا تفعل شئ سوى النوم على تلك الاريكه مع البكاء ولا تأكل الا قليلاً وتحتسي القهوة وتتناول المهدئات واحياناً تدخن السجائر على غير عادتها وتعد حالة فلوريت هي حالة اكتئاب شديد ، لم تهتم لـ امر الباب الذي يقرعه احدهم الا بعدما اصر الطارق ولم تكن تتوقع على الاطلاق ان يكون الطارق تيم
فتحت الباب وتفاجأت بشدة حين رأت تيم واقفاً امامها وتفاجئ تيم هو الاخر نظراً لتغير ملامح فلوريت الى الاسوأ وفقدانها كثير من الوزن

تيم : بتهيألى جه الوقت عشان نتكلم 
فلوريت : اتفضل

دلف تيم الى الداخل لـ يجد فناجين كثيره من القهوة وطفاية السجائر مليئه بـ اعقاب السجائر ووجود حاويات لـ حبوب مهدأه

تيم : هو المفروض مين يكون عنده اكتئاب ، اللى كدب ولا اللى اتكدب عليه ، اللى وجع ولا اللى اتوجع
فلوريت : انا مش هبررلك يا تيم ، بس موت ابويا كان حارقني
تيم : وتحرقيني انا ليه ؟ انا معملتلكيش حاجه وحشه
فلوريت : مانت كنت عارف ان ابوك بيظلم وسكت
تيم : عارف ايه وسكت عن ايه !! انتِ اكتر واحده عارفه اني مكنتش اعرف حاجه
فلوريت : انت بنفسك قولتلي ان ابوك مبيرحمش منافسينه ، ليه سكتله وهو بيدوس على ابويا
تيم : انتِ بتلاقى لنفسك مبرر ، انتِ فاهمه انتِ عملتي ايه !! انتِ خسرتيني كل حاجه ، ابويا وابني وفلوس متلتله والانسانه الوحيدة اللى حبيتها
فلوريت : مبلاقيش مبرر ولا حاجه ، بس حط نفسك مكانى ، لو ابوك حصله زي اللى حصل لابويا اكيد كنت هتعمل اي حاجه عشان تاخد حقه
تيم : يعني انا لو دلوقتي طلعت سلاحي من جيبي وقتلتك هتعذريني عشان باخد حق ابويا
فلوريت : ابوك افترى كتير ، مش حق ابويا بس اللى بيرجع ده حق ناس كتير
تيم : انا برضه بسألك ايه ذنبي
فلوريت : تيم انا كنت هتراجع عن كل ده ، لما قعدت شهرين في البيت بعد حوار الخطف ده مكنتش قادره اعمل حاجه في حياتى ، انا شوفت لهفتك وخوفك عليا اللى مكنتش بشوفهم الا في عيون بابا ، الحيره كانت هتموتني ، من حبي ليك كنت هتراجع عن كل ده ، انا حبيتك اه بس مش اكتر من ابويا
تيم : انا مكنتش عايزك تفكرى فيا ، كنت تراجعي عشان خاطر اللى في بطنك ، لو انا مش فارق معاكي ، كان يفرق معاكى اللى في بطنك ، قوليله ذنبه ايه ؟
فلوريت بنظرات ونبره يملأهوما الخجل : انا مش حامل يا تيم
تيم : نعم !!
فلوريت : انا كنت باخد حبوب منع الحمل وعمرى ما كنت حامل منك
تيم بغضب شديد : انتِ بتقولي ايه!! انا روحت معاكي للدكتور !! ولما كنتي مخطوفه سألت الدكتور عن البيبي قالى انه كويس
فلوريت : دكتور النسا والتوليد اللى كنت بروحله كنت متفقه معاه على كده ولما خدتني المستشفي كنت مرتبه مع الدكتور اللى هناك بما انها اقرب مستشفي من القصر
تيم : ده انتِ شيطانه !! ازاي عملتي كده وبعدين يعني ايه لما خدتك !! هو انتِ مكنتش تعبانه بسبب الخطف ؟
فلوريت : انا مكننش مخطوفة
تيم : نعم !!
فلوريت : انا هفهمك كل حاجه
تيم : ياريت ، ياريت تعرفيني قد ايه كنت مغفل ومخدوع فيكي

جلس تيم وفلوريت على مقعدين متقابلين

فلوريت : بعد وفاة بابا واخر حاجه كان قالها اسم باباك مكنش في دماغي الا اني انتقم منه حتي لو ده كان هيكلفني حياتى ، ومالقتش طريقه الا اني اقرب منك واحببك فيا ، الكل قالى انك مبتكملش مع اي واحده فكان لازم اخليك تكمل معايا ومش هتكمل معايا الا اذا حببتك فيا بجد ، انت كنت معجب بيا وده وفر عليا كتير ، وكنت عارف من اصحابي قصتى مع نديم فـ ده خلاك متقربش مني الا لما تكون واثق انك مخلص ليا
تيم : وكنت انا بقي السلم اللى وصلتي بيه لابويا
فلوريت : لما اخرت جوازنا وكان تلكيكي بسبب الدّيْن اللى على ابويا كان عشان اخد منك العشرة مليون ، والخمسين مليون بتوع الخطف ده باقى فلوس ابويا على ابوك وعشان اجيبهم دبرت حوار الخطف ده بس انا متفقتش مع الخاطفين ، يعني اللى خطفوني كانوا فاكرين انى مخطوفه بجد ، اتفقت مع حد يتفق معاهم
تيم بنبره مقهوره : والحمل ؟
فلوريت : لما لقيت باباك نفسه اوى انك تخلف اخترعت موضوع الحمل ده 
تيم : وانتِ اصلاً عامله حسابك متخلفيش منى

اومأت فلوريت برأسها دلاله منها على الموافقه على كلامه

تيم بتنهيدة : عارفه يا فلوريت ، انتِ ارخص من البنات اللى كنت بعرفهم في الشارع

استغربت فلوريت بشدة وعقدت حاجبيها من شدة الاستغراب

تيم : متستغربيش كده ، البنت اللى كانت بتسلملي جسمها كان لسبب من تلاته ، اما بتحبنى ، او عايزه فلوس ، او عايزه تتمتع ، وكل واحده كانت بتقولي غرضها ، بس انتِ نمتى مع واحد مبتحبهوش عشان خاطر توصلي لغرض تانى خالص
فلوريت : تيم انا حبيتك ، اى نعم مش من اول ما عرفتك بس وانت جوزي انا كنت بحبك
تيم وقد ترقرقت عينيه بالدموع : ملعون ابو الحب اللى بالشكل ده ، ملعون ابو الحب اللى يجي منك اصلاً

ونهض تيم واتجه ناحية باب الخروج ثم التفت وعاد الى فلوريت ووقف امامها

تيم : انا كان ممكن اسجنك بالتسجيلات اللى عندى بس انا كنت عامل حساب لـ ابنى على اساس انك حامل ، انا هخليني احسن منك ومش هسجنك

اتجه مره اخرى ناحيه باب الخروج وفتح الباب وعاود النظر الى فلوريت ، دقق النظر فيها لثوانٍ كثيره ثم تنهد وقال "أنتِ طالق يا فلورا ، طالق يا احلى حب واحقر انسانه"
وترك تيم منزلها وانهمرت فلوريت في بكاء شديد ، اما تيم فـ تماسك كثيراً واستقل سيارته وذهب الى المشفى لـ يطمأن على والده ومن ثم يذهب لمباشره اعماله
__**__**__
كان يجلس شادى مع ماهيتاب في منزلهما يشاهدان التلفاز سوياً ، كان شادى لا يرى شئ لانه كان يفكر فيما فعلته فلوريت

ماهيتاب : مالك يا شادي ؟
شادي : مش فاهم فلورا دي ابداً
ماهيتاب : ازاي ؟
شادى : ازاي تكون عايزه توقع سليم وتجيبه الارض وفي نفس الوقت بتحاول تساند تيم وتعلمه الشغل وتطلب مني اشاركه
ماهيتاب : تطلب منك ؟
شادى : ايوه ، كلمتني وطلبت مني اشارك تيم لانها حاسه ان باباه داخل على مشاكل كتيره وعايزه يكونله شغله الخاص وانه ميقعش مع ابوه
ماهيتاب : واضحه جداً
شادى : ازاي بقي
ماهيتاب : هي عايزه توقع سليم مش تيم ، لانها حبت تيم
شادي : ازاي حبيته وازاي دمرت ابوه كده
ماهيتاب : دمرت ابوه اه بس من الناحيه التانيه كانت سنداه
شادى : بس تيم صعبان عليا اوى ، واضح انه فعلاً بيحبها بجد مش مجرد زوجه يعني
ماهيتاب : دي صدمة جامدة عليه بس اللى مش قادره اصدقه ازاي فلوريت تعمل كده ، جابت القسوة والشر والافكار دي كلها منين
شادي : الحب والكره يعمل اكتر من كده
ماهيتاب : يعني ايه ؟
شادى : حبها الشديد لابوها وكرهها لـ سليم الالفى هو اللى طلع منها كل ده
ماهيتاب : لو سليم الالفى مات يبقي من حسن حظها
شادى : ليه بتقولي كده ؟
ماهيتاب : سليم لو قام هيفرتك فلوريت
شادى : اكيد طبعاً مش هيرحمها
ماهيتاب : ربنا يستر بقي
شادى : يارب
__**__**__
كان قد تجاوز سليم الالفى الخطر الذي يحاوطه وتم نقله من غرفة العناية المركزة الى جناح طبى خاص به ، كان ولده بجواره ، كانت عيناه يملأها سعادة شديدة

تيم : انا كنت عارف ان مفيش حاجه هتكسرك ، حمد الله على سلامتك يا بابا
سليم بصوت مجهد جداً : الله يسلمك يا حبيبي
تيم : اطمن يا بابا ، كل حاجه رجعت زي الاول واحسن
سليم : ازاي ؟
تيم : عملت تفاوض مع الضرايب ومع الشركات اللى مفروض ندفعلهم شروط جزائيه ودفعت كل حاجه وقدمت على تصاريح عشان نرجع نفتح الشركه والمصانع تانى وبجهز دلوقتي لـ شركة ومصنع جداد
سليم : في شركة ليـ.... (وصمت نظراً لاجهاده الشديد)
تيم : بابا مش وقته يا حبيبي الكلام ده انا بس كنت بطمنك
سليم : فى شركة ليا من الباطن ، مكاسبها كتيره اوى ممكن (وصمت برهة) ممكن تعوض بيها اى خسارة
تيم : مفيش خسارة يا بابا متقلقش ، انا بعت القرية السياحية والڤيلا بتاعة اكتوبر وڤيلا التجمع عشان اقدر اسس الشركة الجديدة لان السيولة المالية بقت قليله اوى لكن في المجمل مفيش خسارة
سليم بصوت متعب : مكنش لازم تبيع حاجه ، الشركة التانية كانت هـ تغطي التكاليف
تيم : شركة ايه دي يا بابا ؟
سليم : مجموعه المتحدون
تيم : بابا انت بتقول ايه ؟ مجموعه المتحدون دي كبيره جداً ومحققه نجاحات رهيبه
سليم : تبقي بتاعتنا ، كنت مأسسها تحسباً لاى غدر
تيم : ومقولتليش ليه ؟
سليم : مكنش ينفع السر ده يطلع لـ اي حد والا كنا (وصمت لبرهة نتيجه لارهاقه) اشهرنا افلاسنا
تيم : الحمد لله انها جت على قد كده
سليم : وابنك ؟
تيم باستغراب : ابنى !!
سليم : هي مش مراتك كانت حامل
تيم : مبقتش مراتى ومبقتش حامل
سليم : يعني ايه ؟
تيم : طلقتها ، وهي مكنتش حامل اصلاً ، كانت بتضحك علينا

كانت تلك صدمة شديدة على سليم فقد كان يحلم بتلك اليوم الذى يري فيه حفيده ، ربما كان سيسامح فلوريت لانها ام لـ حفيده ، لقد تعلق سليم الالفى بـ حلم رؤيه حفيده تعلق شديد تنهد سليم واطبق جفنيه على دموعه وردد "ليكي يوم"
__**__**__
عاد سراج عمارة من المشفى التى يرقد فيها سليم الالفى بعدما ذهب لـ زيارته ولكنه لم يحظي بـ مقابلته وقابل تيم فقط واطمأن على سليم الالفى وغادر المشفى عائداً الى منزله وكانت زوجته شرويت في انتظاره

شرويت : سليم عامل ايه ؟
سراج : بقى كويس الحمد لله
شرويت : الحمد لله ، لو كان حصله مكنتش هسامح نفسى
سراج : احنا مأذناهوش عشان منسامحش نفسنا
شرويت : مش احنا سبب الضربة القاضية اللى اخدها
سراج : كده ولا كده كان هيعرف لان فلوريت كانت ناوية تعرفه
شرويت : بس انت ليه حسستنى انك عايز تنتقم من سليم الالفى
سراج : عشان تساعديني بـ ذمة
شرويت : بس انا في كل الاحوال كنت هساعدك
سراج : بصي يا حبيبتى ، في مقولة بتقول السر اللى يطلع بين اتنين ميبقاش سر
شرويت : المفروض ان التانى يبقى انا
سراج : لا ، الاتنين يبقوا شفايفك الاتنين
شرويت : انا مش فهماك يا سراج ، انت عمرك ما خبيت عليا حاجه
سراج : انا عارفه بس انا كنت خايف لا تقولي لـ نوال ولا اي حد بحسن نيه وانا كنت عايز اكشف نية فلوريت للاخر ومكنتش عايزها تاخد حذرها منك او من اي حد
شرويت : وانت ليه كنت عايزها تكمل للاخر
تيم : ان جيتي للحق مكنتش متوقع ان الجبروت هيوصل بيها لكده ، بس كنت عارف انها بتخطط لحاجه كبيره وكنت عايز اكشفها ادام سليم واعرفه ان انا الصح ، قولت لنفسي لما نبدأ نعرف ناوية علي ايه وتبدأ تنفذه اكشفها بس بنت اللذينا كركبت الدنيا كلها مره واحده
شرويت : دماغها طلعت دماغ شياطين
سراج : انا من اول مره شوفتها مع تيم وانا مش مستريحلها
شرويت : المهم دلوقتي ان تيم قدر يعوض الخساره و.....
سراج مقاطعاً : تيم معوضش الخسارة ولا حاجه
شرويت : امال ايه ؟
سراج : هو قدر يحلق نفسه قبل السقوط وقدر ميبقاش مديون او عليه قضايا تهرب ضريبي لكن هو خسر جامد وسيولة اموال سليم الالفى اتهزت هزة جامد ، ده دافع مليارات
شرويت : بتهيألى دي مش فلوس بالنسبه لـ سليم
سراج : لا يا حبيبتي طبعاً دي فلوس خاصة انهم عايزين يفتحوا الشركة والمصانع تانى وبيأسسوا شركة ومصانع جديدة ، ده تيم باع القرية السياحية وڤيلتين
شرويت : وتيم عمل ايه مع فلوريت ؟
سراج : طلقها
شرويت : وطبعاً هياخد ابنه لما تولد ؟
سراج ضاحكاً بسخرية : انتِ طيبه اوى ، قال ابنه قال
شرويت : في ايه ؟
سراج : هى مكنتش حامل اصلاً وكانت بتشتغلهم
شرويت : يا نهار ملون !! بنت الايه وانا بقول بطنها مبتكبرش ليه تقول عشان البيبي حجمه صغير وهي رياضيه
سراج : بقولك ايه صحيح
شرويت : ايه يا حبيبى
سراج : مش نفسك في بيبي بقي
شرويت : سراج انت بتتكلم جد ؟
سراج : هى الحاجات دي فيها تهريج ، كفايه بقي لحد كده انا داخل على الاربعين ونفسي ابقي اب لـ طفل منك
شرويت (وهي تعانقه) : يا حبيبى ، انا بحبك اوى
سراج : مش عايزك تزعلى مني ، انا عارف اني تعبتك اوى
شرويت : انا عمرى مازعل منك
سراج (مقبلاً جبينها) : ربنا ما يحرمني منك ابداً
شرويت : ويخليك ليا

وبالفعل قرر سراج وشرويت ان يتوقفا عن استخدام اي مانع يمنعهما عن الحمل وانجاب الابناء وان يقومان بـ متابعه طبيب نساء وتوليد لـ يعرفوا اسرع طريقه للانجاب
__**__**__
كانت فلوريت على نفس الوضع ، لم تتحرك من على تلك الاريكة الا لـ سببين ، اما اعداد القهوة او استخدام المرحاض واحياناً تقوم لـ فتح باب المنزل عندما تكون قد طلبت طعام من مطعم ما
قرع احدهم باب المنزل وكانت فلوريت لا تنتظر قدوم احد ولكنها تمنت ان يكون تيم لذلك هرولت سريعاً لتفتح الباب ولكنها تفاجأت حين وجدت طارق

فلوريت باستغراب : طارق
طارق : بقالى كتير مش عارف اوصلك
فلوريت : سوري يا طارق ، انا كان عندي شوية قلق
طارق : ينفع ادخل 
فلوريت : اه طبعاً اتفضل

دلف طارق وجلس على احد المقاعد المتواجده في الاستقبال ونظر الى المكان الذي تعيش فيه فلوريت والذي اصبح تعمه الفوضي

طارق : انتِ كان عندك حد ؟
فلوريت : لا
طارق : امال ايه فناجين القهوة دي كلها ؟
فلوريت : لا ده بسبب اني بكسل اغسل الفناجين 
طارق : هو انت بتدخنى ؟
فلوريت : لما اكون مكتأبة
طارق : وانتِ مكتأبه ليه مش خلاص خدتى حقك
فلوريت : قصدك ايه ؟
طارق : قصدي انى كنت فاهم انك كنتي بتنتقمي من سليم الالفى ، اوعي تكوني فاكره اني كنت مصدق حوار انك بتنتقمي من نديم وهتورطيه وهتخلي سليم يخلص عليه والكلام الاهبل ده
فلوريت : يعني انت كنت عارف ؟
طارق : كنت حاسس واتأكدت بعد ما سليم حصله اللى حصل
فلوريت : بس انا كنت مصرحاك بحاجات كتير
طارق : مانا عارف ، وساعدتك بكل رضا واقتناع عشان نوصل لـ اللى وصلناله دلوقتي
فلوريت : قصدك ايه ؟
طارق : ترجعى كما كنتِ ، فلوريت وبس ، مش فلوريت حرم تيم
فلوريت : انا مش فاهمه حاجه
طارق : يعني ايه مش فاهمه !! انتِ مش خلاص سيبتى تيم ؟
فلوريت : اه ، تيم طلقنى
طارق : طيب انا بحبك وعايز اتجوزك
فلوريت : نعم !!
طارق : اللى سمعتيه
فلوريت : انت بتحب جود وده اللى كل الناس تعرفه
طارق : انا حبيتك قبل ماحب جود ، ولما قربت من جود ولقيتها بتحبني مع الوقت حبيتها واتعلقت بيها جداً لحد ماكتشفت خيانتها ، ولما كلمتيني عشان عيزاني اساعدك في حاجات في الشغل وعيزاني اقدم على وظيفه في مجموعه الالفى حبي ناحيتك صحي مره تانيه
فلوريت : انت بتقول ايه يا طارق ؟
طارق بانفعال : بقول اني بحبك وعايز اتجوزك ، هو لما اروح ارجع لواحده شمال زي جود وتتحسب عليا حبيبه بتمس شرفى عشان خاطر اوقعلك سراج ولما اشتغل في شركه انا عارف انك عايزه تقفليها يعني لا وبساعدك على كده يعني بقطع رزقي بايدي ، كنتي فاكره كل ده ليه يعني
فلوريت : عشان تنتقم من جـ......
طارق مقاطعاً : وهو في الانتقام من جود اللى انا وصلتله
فلوريت : انا موعدتكش بأى حاجه من دي ومعرفش ان في نيتك حاجه زي كده
طارق : امال تفتكرى انا كنت بساعدك ليه ؟ ايه المكاسب اللى هتعود عليا
فلوريت : انت لميت فلوس مكننش تحلم بيها
طارق : فلوس !! بقولك بحبك تقوليلي لميت فلوس !!
فلوريت : طارق ، ارجوك انا فيا اللى مكفيني ، ومش عارفه انا داخله على ايه ومعرفش سليم الالفى ناوى يعمل معايا ايه فـ ارجوك متضغطش عليا
طارق : طيب اوعديني انك تفكرى
فلوريت : انا مقدرش افكر في حاجه زي دي ، ده غير ان تيم طلقنى شفاهياً ومعاييش ورقه طلاق
طارق : اكيد هيطلقك ، وهتجوزينى
فلوريت : كفايه كده يا طارق ، لو سمحت اخرج بره
طارق (وقد نهض) : زيك زي جود زي اى واحده خلقها ربنا ، كلكم خاينين ، فـ اللى بتخون بجسمها وفي اللى بتخون الثقة وفي اللى بتخون نفسها وهكذا ، بس مفيش واحده فيكوا مش خاينه وانا هقضي على كل واحده خاينه
فلوريت (وقد اتجهت ناحيه الباب وفتحته) : شرفت يا طارق

اتجه طارق ناحية باب الخروج ونظر الى فلوريت نظرة سريعه ثم خرج ، همت فلوريت بـ غلق الباب ولكنها تفاجأت بـ دخول نديم الذي كان يقف خلف الباب وسمع كل ما دار بين فلوريت وطارق

نديم : ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
فلوريت : مش هخلص انا بقى
نديم : عشر دقايق بالكتير
فلوريت : اتفضل

بعد ان جلسا على مقعدين متقابلين ..

فلوريت : خير ؟
نديم : انتِ فعلاً كنتِ بتنتقمي مـ.......
فلوريت مقاطعه اياه : ايوه كنت بنتقم من سليم الالفى
نديم : يعني كنتِ واخده تيم كوبرى عشان تنتقمي مش اكتر
فلوريت : ايوه يا نديم ، وخد المفاجأة 
نديم : مفاجأة ايه ؟
فلوريت : اخر مرة خونتني كنت انا اللى بعتالك البنت عشان امسكك متلبس واسيبك واقدر اعرف تيم واتجوزه بسهوله 
نديم : نعم !! 
فلوريت : زي ما سمعت ، انت قعدت فتره فعلاً متخونيش وايامها بابا دخل في ازمته الماليه وعرفت ان سليم الالفى ورا كل اللى بيحصل قبل ما بابا يتوفي ومالقتش اي طريق اوصله بيه الا عن طريق تيم فـ كان لازم ابعدك انت عني فـ اتفقت مع واحده توقعك وانت استجابتك كانت سريعه وجيتلك شقتك لاني كنت متأكده انك هناك مع البنت دى
نديم : مش عارف افرح ولا ازعل
فلوريت : لا تفرح ولا تزعل انا بس حبيت اوضحلك الامور
نديم : ولما شوفتي جود مع تيم كنت عارفه ان انا اللى باعتها
فلوريت : حتى لو كان تيم خاني معاها كنت هعديها عشان مكنش عندي اي استعداد حاجه تبوظ اللى انا بعمله
نديم : يعني جوازك من تيم كان عشان تنتقمي مش عشان تغظيني
فلوريت : هتجوز عشان اغيظك يعني !! اكيد لا
نديم : طيب يالا نتجوز
فلوريت باستغراب : نتجوز !!
نديم : قصدي بعد ما تطلقى رسمى من تيم وشهور العدة تخلص
نظرت فلوريت الى نديم باستغراب شديد
نديم : انتِ مش كنتي عامله كل ده عشان تنتقمي من سليم وخدتي تيم كوبرى ، اكيد محبتهوش ، وانا موافق اننا نتجوز ، اديكي خدتي حقك وانا اتعملت درس في حبك عمرى ما هنساه
فلوريت : لا يا نديم مش هينفع
نديم : لا ايه ؟
فلوريت : مش هينفع نتجوز
نديم : ليه ؟

صمتت فلوريت لثوانٍ قليلة

نديم : ليه يا فلورا مش هينفع
فلوريت : عشان ااااايه ، اممم عشان ، عشان انا حبيت تيم
نديم : ايه !! يعني خلاص بطلتى تحبيني !!
فلوريت : كان في حاجتين عمرى ما اتوقع انهم يحصلولى ، الاولى اني في يوم من الايام ابطل احبك والتانيه اني احب تيم
نديم : حبيتي ابن عدوك !!
فلوريت : للاسف 
نديم : وانا ؟
فلوريت : كنت بحبك زمان ، بس مع الوقت حبيت تيم
نديم : انتِ عيشتى معايا ست سنين ومع تيم سنتين بس ازاي تحبيه هو
فلوريت : معرفش ، جايز عشان ظلمته او جايز عشان شوفت فيه لهفته وخوفه عليا وكان سند ليا ودايماً بيطمنس فـ عوضني عن ابويا شويه ، جايز عشان عمره ما عاملنى وحش وصاني اوى واحترمنى ، اسباب كتير تخليني احبه
نديم : بس مفيش سبب واحد يخليكي تكرهيني
فلوريت : انا مبكرهكش ، ولو قصدك اني اسيبك او ابطل احبك فـ كونى دبرتلك اخر مره خونتني فيها ده ميمنعش انك خونتني ووجعتني كتير 
نديم : مش عارف اقولك ايه !! بجد مستغربك ، ازاي تبقي بتحبيه وتعملي كده في ابوه
فلوريت : عشان محبتهوش اكتر من ابويا
نديم : انتِ ظالمه على فكره ، ظلمتيني وظلمتيه وظلمتى نفسك ، انتِ تستحقى كل اللى بيحصل وهيحصل فيكي ، عارفه يا فلورا انا همشي دلوقتي وعمرى ما هرجعلك ولا هعرض عليكي الجواز بس هقعد اتفرج على اللى هيحصل فيكي وانا شمتان وبضحك اوى وتيم هيبقي قاعد نفس قعدتى ، انتِ متستاهليش الا كده

وتركها نديم وغادر منزلها وجلست فلوريت تبكى وتحدث نفسها "انا مبقتش قادرة افكر ولا اعمل اي حاجه ، انا مش ندمانه على اللى عملته بس ندمانه انى حبيت تيم ، حاولت كتير امنع نفسي من اني احبه بس مقدرتش ، حبه وحنيته واحتوائه كانوا اكبر مني بكتير ، انا لما قررت اقوله انا حامل كان عشان نفسي احس الاحساس ده معاه اوى بس كنت خايفه اخلف منه وننفصل ، ااااااه يا قلبى ، وقعت بين نار حب ابويا ونار حب تيم ، بس حب تيم منتصرش على حب ابويا بس انا المفروض محسش بـ تأنيب ضمير ناحية تيم ، ليه احس بتأنيب ضمير وانا قبل ماوقع ابوه كنت معلماه الشغل وخليته يعمل شركة جديدة ، ايوه انا وقفت جنبه مأذتوش ، كفايه انه مكنش يعرف حاجه عن الشغل وانا اللى علمته" تمددت فلوريت على الاريكة وامسكت بهاتفها النقال وظلت تشاهد صور الى تيم حُفظت على هاتفها وهي تبكى ثم حدثت الصور قائلة "انا بحبك اوى ووحشتني اوى ووحشنى حضنك اوى" وفي لحظه شوق منها قامت بـ كتابه رسالة نصيه وارسلتها الى تيم وكان محتواها "ينفع نعدي الازمة دي ونرجع لبعض" وعانقت الهاتف وذهبت في نوم عميق من شدة اكتئابها
__**__**__
استعاد سليم الالفى صحته وقام بـ مباشرة اعماله من جديد بعد ان أسس تيم شركة بمصانع جديدة لعدم حصولهم على تصريح فتح الشركة والمصانع السابقه وتم دمج الشركة الجديده مع مجموعه المتحدون والتى هي مجموعة سليم الالفى من الباطن لـيعود سليم الالفى الى سوق العمل بكامل قوته وعتاده
اما عن تيم فكان وقته وتفكيره فقط في عمله وكيفية تطويره والرقي به وتحقيق ارباح ونجاحات اكثر
بعد ان قام تيم بـطلاق فلوريت رسمياً وبعد تنازلها عن جميع مستحقاتها ومجوهراتها كانت قد اعتادت على وضعها الجديد واسست مشروع بسيط وكانت تتنقل بين ايطاليا ومصر وفي كل لحظه كانت تنتظر انتقام سليم الالفى منها وكانت على اتم استعداد له
استقالت شرويت من العمل نظراً لانها حامل في جنينها الاول وعاد سراج الزراع الايمن الى سليم وتيم
زاد نجاح شادى حيدر في مجال عمله واصبح شريك الى تيم في مشاريع عدة واصبح صديقين مقربين وينتظر شادى مولوده الاول من ماهيتاب
ندم طارق بشدة على تلك الكلمات التى وجهها الى فلوريت ووجه لها اعتذار شديد وقبلته فلوريت وساعدها طارق في عملها الذي اسسته حديثاً واستكفي طارق بالعيش قريباً من فلوريت فقط
اما عن نديم فقد كان بين علاقاته النسائية وبين عمله وبين انتظار عودة فلوريت اليه خاصة وانها لم تعود الى تيم ومازالت جود تسانده في عمله وحياته ومازال هو يساندها في الا تعود لحياتها السابقة
عاشت كارولين بين مصر لـ زيارة ابنتها ومدفن زوجها وبين ايطاليا حيث تعيش هناك
عاد مجد الى مرسى علم وظل بها
__**__**__
كان سليم الالفى يتصفح النظام الامنى المتواجد على الكمبيوتر المحمول الشخصي الخاص بـ شركاته ومصانعه وقصره
قام بـ فتح التسجيلات التى تم تسجيلها اثناء وجود فلوريت ولم ينتبه لها وايضاً تلك التى تم تسجيلها اثناء وجوده في المشفى وايضاً كان يود مشاهدة الملفات المسجلة التى تُدين فلوريت حتي يستطيع ان يقدمها للنيابة ولكنه لم يجد تلك التسجيلات ، قام بـ فتح ملف خاص بـ التسجيلات التى تم مسحها لـ يجدها بـ اكملها على هذا الملف وفطن سليم ان تيم قد مسحها حتي لا يجد سليم ما يُدين فلوريت به
شاهد سليم تلك التسجيلات وفكر كثيراً ما يقرب من النصف ساعه تذكر كل ما سببه من ضرر لـ اناس كثيرين بسبب رغبته في القضاء على منافسيه وسيطرته التامه على السوق تذكر جيلان الالفى او ما تدعى "سيدة" ، تذكر جميل ايوب وسيرين وهشام اللبان ، تذكر ايضاً ايمن الدهبي وغيرهم كثيرين ، تنهد وتذكر رحمة الله به حين انقذه من الوعكة الصحيه التى آلمته ومن ما حدث له بسبب فلوريت فـ حمد الله كثيراً و قرر مسح تلك التسجيلات الصوتيه نهائياً وردد قائلاً "اللى حصل من فلوريت كان حق ناس كتير ورجع ، دّيْن والحمد لله اني سددته في الدنيا مش في الاخرة ، كده ارخص" وقام بمسح الملفات نهائياً من على جهازه وعزم على ان ينسي امر فلوريت للابد
__**__**__
كان تيم يقف امام المرآة استعداداً للخروج ، تذكر فلوريت ، تذكر كل لحظة عاشها معها ، تذكر تلك الايام التى لن تكرر فقد كان دائماً يقول انها اجمل ايام حياته وان فلوريت احلى حب صادفه ولكن حين يخفق قلبه بشدة ويراوده الحنين اليه ويحاربه الشوق اليها يتذكر ما فعلته به وكيف كانت قاسية جداً على قلبه ومشاعره ولم ترحمه قط يصبح اقوى واقوى ، انه في تلك اللحظة تذكر كل فعل سئ فعلته به ، ورغم انه لم يراها منذ شهور طويله الا ان جرحه لم يهدأ وناره لم تبرد ، نظر تيم الى سلاحه النارى المتواجد على تخته ، ذهب واخذه ثم اخذ متعلقاته الشخصية وردد قائلاً "ابوكى مش اغلى من ابويا يا فلورا"
استقل تيم سيارته قاصداً منزل فلوريت ، كان من حين للاخر يتأكد من وجود سلاحه معه او امتلاء خزنة السلاح بالطلقات الى ان وصل الى منزلها وقرع الباب وفتحت له فلوريت ، لم تقول له كلمه واحده لان سعاتها لا توصفها اى كلمات ولا يوصفها الا عناق طويل عنيف ، اما عن تيم فـ وقف حائراً ، قد جاء عازماً على قتلها والانتقام لـ والده ولكن حين رأي ملامحها التى لم يراها منذ شهور وكان يشتاق اليها خفق قلبه هائماً نحوها ولكن عقله ذكره بما فعلته ، دخل في صراع دموى بين عقله وقلبه ، بين حبه لها وكره والده لها ، بين ايامه السعيده معه وبين التعاسه التى سببتها له ، صراع قوى جعل تيم لا يعرف هل يعانقها ام يخرج سلاحه من جيبه لـ يقتلها ...

#النهاية .. #الاخيرة
#دي_النهاية_عشان_محدش_يقولي_ليها_تكملة_ولالا
#نهاية_مفتوحة_بعض_الشئ
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


هناك تعليق واحد :