Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 11 يناير 2016

الدّيْن (الفصل الواحد والثلاثون)

الفصل الواحد والثلاثون

كان تيم يجلس في شرفة متواجدة في جناحه تطل على حديقة قصر والده ، كان يتصفح بعض الاوراق الخاصة بـ عمله ، جاءت اليه زوجته وعانقته من عنقه

فلوريت : ايه يا حبيبي ، مش هتنام ؟

وضع تيم الاوراق التى بين يديه على الطاولة التى امامه وامسك بـ يد زوجته وقبلها

تيم : ايه اللى صحاكى يا حبيبتى
فلوريت : قلقت عشان انت مش جنبى
تيم : بحبك
فلوريت (جلست على مقعد مجاور لمقعده) : وانا بموت فيك
تيم : انا بدأت ادرس موضوع الشغل اللى بعيد عن شغل بابا ده
فلوريت : كويس
تيم : طيب انتِ مقولتليش
فلوريت : مقولتلكش ايه يا حبيبي
تيم : انتِ ايه اقتراحاتك للشغل ده ، يعني اعمله في مجال ايه ؟
فلوريت : sure فى اكتر مجال بتفهم فيه
تيم : مش قادر احدد
فلوريت : بص انا رأيي تبقي حاجه مرتبطه بشغل باباك عشان تقدر تدمج شغلك في شغل باباك بعد كده
تيم : انا ليا رأي تانى
فلوريت : ايه هو ؟
تيم : انى اعمله في حاجه بعيده تماماً عن المجال بتاع بابا
فلوريت : ازاي تقريباً باباك بيشتغل في كل حاجه
تيم : لا في كذا مجال مش شغال فيه
فلوريت : طيب ليه عايز تعمله بعيد عن مجال باباك
تيم : بابا اعدائه كتير جداً ، وفي ناس كتير عايزه تنتقم منه ، واكيد برضه في ناس بتحاول توقعه وتوقع شغله فـ عشان لو لا قدر الله شغل بابا وقع لاي سبب يبقي شغلي التانى يسند الشغل ده فاهمه انا عايز اقوله ايه
فلوريت : ايوه فهماك بس ايه المجال اللى باباك مش شغال فيه ؟ السياحة مثلاً
تيم ضاحكاً : هههه انتِ متسمعيش خالص عن شركة ElAlfy Tours
فلوريت ضاحكه : هههه مش قولتلك باباك مش سايب حاجه
تيم : انا بفكر اتاجر في العملة
فلوريت : العملة !! فكره كويسه
تيم : ولما شركة الصرافة تبدأ تجيب فلوس افتح حاجه في مجال الاغذية تسند شغل بابا

ابتسمت فلوريت ابتسامه حقيقية ، كانت ملامح وجهها باكملها تبتسم

تيم : مالك منشحكه كده ليه ؟
فلوريت : مبسوطه اوى 
تيم : يارب دايماً بس ايه السبب ؟
فلوريت : شيفاك بتتطور وتفكيرك بيتغير ، بقيت مبسوطة انك عايز تعمل شغل مختلف وكمان تعمل شغل يسند شغل باباك وبتكبر شغل باباك
تيم (ممسكاً يدها) : ده بفضلك انتِ وزوحلف او زوحلفة
فلوريت : ازاي بقى ؟
تيم : حسيت بالمسئوليه اكتر ، حسيت اني هبقي مسئول عن زوجه وابن ، معرفش بس انا متغير كلى من جوايا
فلوريت : انا بحبك اوى
تيم : انا بموت فيكي ، انتِ روحتي للدكتور النهاردة
فلوريت : اه يا حبيبي وطمني على البيبي الحمد لله 
تيم : عملتي سونار
فلوريت : ايوه والبيبي بدأ يظهر ، استنى اوريك صورة السونار

ونهضت فلوريت واحضرت صورة السونار من حقيبه يدها ونهض خلفها تيم

تيم : ايوه كده بدأ يظهر شويه
فلوريت : بس انا زعلت انك مجتش معايا عند الدكتور ، كان نفسي تشوف البيبي في السونار
تيم : والله يا روحي كان عندي اجتماع مهم جداً ، المرة الجاية تحجزي معاد بالليل
فلوريت : على فكره المعاد كان ٨ بالليل
تيم (مقبلاً جبينها) : انا اسف يا حبيبتي ، اخر مره
فلوريت (وهي تعانقه) : انا مش زعلانه منك 
تيم : انتِ وحشتيني على فكرة
فلوريت : يا سلام
تيم : فوق ما تتصورى
فلوريت : يا مفترى ، ده انا معاك في البيت والشغل
تيم : بس حاسك متاخدة مني برضه
فلوريت : انت اللى طماع
تيم : لا من ناحية طماع فانا معاكى طماع جداً
فلوريت : بترسم على ايه يا تيمو يا حبيبي
تيم : هو مش زوحلف باشا بقي في امان خلاص
فلوريت : ايوة
تيم (وهو يحاوطها بذراعيه وحنيته) : طيب الحمد لله تعالى بقى اقولك على سر مهم
فلوريت : سر ايه ؟
تيم : وحشتيني اوى

وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ..
__**__**__
كان يجلس كلاً من سراج ومجد في مقعدين متقابلين

مجد : انا عارف انك ليك فضل عليا بس انا عايز اعرف حاجه مهمه
سراج : عايز تعرف ايه ؟
مجد : عايز اعرف ليه خبيتني من سليم الالفى رغم انك دراعه اليمين وبتنفذله كل اوامره
سراج : لازم يعني
مجد : مش من حقى اعرف ؟!
سراج : لا من حقك
مجد : طيب عرفني
سراج : عشان انت اهبل ومالكش فيها
مجد : يعني ايه ؟
سراج : يعني لو كنت روحت بلغت عن هشام اللبان كان اللبان هيقتلك زي ما قتل جميل ايوب ، وانت اصلاً مالكش في كل الحوارات دي ، يعني من الاخر كنت هتروح في الرجلين
مجد : وانت يهمك في ايه اروح في الرجلين او اتقتل ، انا مش باقية عيلتك
سراج : ده اكيد ، بس انا مش حجر يعني ، ولما راقبتك كنت عارف ومتأكد انك اهبل وانك اخرك المخدرات وشوية محاولات القتل الفاشلة لـ مرات ابوك او ما شابه
مجد : يعنى انت ساعدتني بس عشان الانسانيه اللى جواك
سراج : بالظبط ، انا عرضت على سليم الالفى نقتل ناس كتير وهو كان بيرفض موضوع القتل ده ، بس الناس دي كانت بتسبب لنا صداع وقلق في الشغل اما انت كنت فعلاً هتموت كده وخلاص
مجد : وليه صالحتني على ابويا
سراج : مش عارف ليه انت مش مصدق ان دي كلها انسانيات ليس الا
مجد : بس انت دلوقتي عايزني اساعدك في انك تضر سليم الالفى ، يعني عايز تظهرني تانى في سكته
سراج : انت مش هتظهر ، انت هـ تساعدني اضره اه بس وانت بعيد
مجد : هو انا ينفع اقولك اني خايف
سراج : وانا حميتك وانا ماليش عندك مصلحه ، تفتكر مش هحميك وانا مصلحتي معاك
مجد : كلامك منطقي بس انا برضه قلقـ........
سراج مقاطعاً : انت قلقان لانك جبان وخواف ، بس قوى قلبك وصدقني مش هضرك
مجد : انا عايز اساعدك عشان انت انقذتني من موت محقق ، بس ......
سراج : بس ايه ؟
مجد : مفيش ، اوكى
سراج : اوكى ايه ؟
مجد : انا معاك 
سراج : تمام ، هحتاجك تنزل القاهرة في اقرب وقت ، ظبط شغلك وامورك هنا ماشي
مجد : حاضر
سراج : انا هدخل اريح ساعتين لحد معاد طيارتي
مجد : تصبح على خير
سراج : وانت من اهله
__**__**__
في صباح اليوم التالى تقابل سليم الالفى وولده على مائدة الافطار ، كان سليم الالفى يترأس المائدة وجلس تيم على يمينه

سليم : امال فين مراتك ؟
تيم : نايمة ، مظنش هتصحي دلوقتي
سليم : هي مش هتروح الشغل ؟
تيم : مش عارف ، متقدش معاها الايام دي على الشغل ، الحمل شكله تاعبها خالص
سليم : ربنا يكملها على خير
تيم : يارب 

صمت الاثنين لمدة دقيقه 

تيم : بقولك يا بوب
سليم : نعم
تيم : ايه رأيك لو عملت شركة جنب المجموعه بتاعتنا بس تكون بعيده عن اي مجال بنشتغل فيه
سليم : زي ايه ؟
تيم : انا حابب افتح شركة صرافة كبيره ، ولما تبدأ تجيب الفلوس اللى اتصرفت عليها نفتح شركة اغذية بس الشركتين يحملوا اي اسم غير اسم الالفى
سليم : ليه ؟
تيم : عشان حضرتك اعدائك كتير ، ولو لا قدر الله حد حاربك في شغلك يبقي في شغل تانى بيسند المجموعه بتاعتنا ، بس محدش يكون يعرف عنها حاجة
سليم : بس مفيش حاجه بتستخبي ، اكيد الناس هتعرف على الاقل انك المالك ليها ، ولو حد حب يوقعنا هيبدأ بالسندات
تيم : ده لو الشركات بـ اسمنا
سليم : امال عايز تعملها بـ اسم مين ؟
تيم : اي حد نكون بنثق فيه واحنا هنظهر اننا مساهمين فيه ، مجرد مساهمين بـ نسبه بسيطه
سليم : ومين ممكن تثق فيه وتسلمه حاجه زي كده
تيم : انا درست الموضوع كويس ، لو قولت فلوريت فـ معروف انها مراتي ، فـ لازم حد ميتشكش فيه
سليم : ايوه زي مين ؟
تيم : ليا واحد صاحبي ، الوحيد اللى بثق فيه بعد حضرتك وبعد فلورا
سليم : صاحبك مين ؟
تيم : بشير العدلى
سليم : اه اه عارفه
تيم : ايه رأي حضرتك
سليم : هى الفكرة كويسه ، بس عشان تتنفذ لازم تاخد بالك من كذا حاجه
تيم : ايه هما ؟
سليم : ان الخطوة دي تكون مدروسة كويس اوى ، مينفعش تتاخد اعتباطاً كده
تيم : ده اكيد
سليم : وانك تاخد الضمانات اللازمة على الشخص اللى هتسلمه مالك ده ، مهما كنت بتثق فيه 
تيم : وايه تانى ؟
سليم : تجهر كل حاجه بنفسك لكن محدش يعرف انك صاحب الشركة
تيم : ازاي دي ؟
سليم : يعني مثلاً المقابلات مع الموظفين هيعملها الـ HR ولو حد اتأهل بيقابلك صح ؟
تيم : اه
سليم : طيب وبتوع الـ HR هتعينهم ازاي ؟
تيم : مش فاهم حاجه
سليم : يعني انت هتاخد الضمانات اللازمة من صاحبك ده ويبدأ يمشي في اجرءات التراخيص وماشابه ، حضورك المقابلات مع الموظفين الجدد او سعيك لـ تأسيس الشركة دي لازم يبان للعامة انك بتساعد صديق ليس الا ، لان لو حد حب يوقعنا هيبدأ بالسندات زي ما قولتلك
تيم : انا فاهمك يا بابا ، متقلقش
سليم : ابقي بلغني بالتفاصيل
تيم : ده اكيد
سليم : يالا عشان منتأخرش عن الشغل

ونهضا سليم واستقل سيارته ورافقه ولده واتبعهم موكب الحراسه الخاص بـ سليم الالفى
وصلا الى المقر الشركة وطلب سليم من تيم ان يأتى معه الى مكتبه لانه يود ان يخبره بـ شئ هام

تيم : خير يا بابا

اخرج سليم دفتر شيكات بنكيه من احد ادراج مكتبه واعطاها الى تيم

سليم : ده دفتر شيكاتك
تيم : بجد ؟
سليم : ايوه بجد ، مش بقيت رجل اعمال وهتبدأ تأسس شغل خاص بيك ، لازم يكونلك دفتر شيكات بـ حساب بنكي كبير يغطي اي تكاليف ممكن تحتاجها
تيم : ربنا يخليك ليا يا بابا
سليم (وقد وقف امام ولده) : ربنا يخليك انت ليا ، انا ماليش غيرك في الدنيا ومتتصورش مدى سعادتى انك اخيراً وصلت لكده وبقيت راجل يعتمد عليه
تيم : سامحني يا بوب انا تعبتك كتير
سليم : اكيد مسامحك ومش فاكر انك تعبتني ، خاصه اني بقيت فخور بيك اساساً
تيم : انا لسه ببدأ يا بوب ، بس صدقني انا هخليك تكون فخور اكتر 
سليم : ربنا ما يحرمني منك

اخذ تيم دفتر الشيكات البنكيه الخاص به وهو سعيد جداً ، كان يشعر انه نضج اكثر واصبح شخص يمكن لـ والده الاعتماد عليه وانه على اعتاب ان يصبح رجل اعمال
اما سليم الالفى فـ كان يشعر بالفخر حقاً ، كان سعيد لدرجة تجعله يود ان يملك جناحين ويحلق في السماء ، احس وان ولده اصبح رجل ناضج ، يفكر في العمل وكيفية تطويره بل ويضع خطط محبكة ، شعر وان ولده اصبح رجل يعتمد عليه في كل امور الحياة ، شكر ربه على ما وصل اليه ولده وقرر ان يتوجه بالشكر الى فلوريت والى مَن تحمله بين احشائها لانهما السبب في شعور ولده بالمسئولية
نظر الى صورة زوجته روز الموضوعه امامه على مكتبه وسرد لها ما حدث ثم تذكر شئ ما ودعي ربه قائلاً "يارب لو عملت حاجه غلط في حياتى او بسبب شغلي ابني ميسددش الدّيْن ده عنى"
__**__**__
عاد سراج الى القاهرة على متن الطائرة المتوجهه من مطار مرسي علم الى مطار القاهرة ، توجه الى منزله لـ يجد زوجته نائمة في ثبات عميق ، استغرب وجودها لان الساعه متأخرة جداً من الصباح ومن المفترض ان تكون في عملها منذ ساعات 

سراج : شرويت ، شرويت اصحي
شرويت : سراج انت جيت اخيراً
سراج : انتِ نايمه كل ده ؟
شرويت : انا مقدرتش انام الا لما اطمن عليك وفي الاخر النوم غلبنى
سراج : يعني مروحتيش شغلك
شرويت (وهي تنظر الى المنبه) : هي الساعه كام ؟
سراج : الساعه ١١ ونص
شرويت : انا محستش خالص بالوقت
سراج : انتِ منمتيش بالليل ليه ؟ مانا قولتلك هتأخر ومتقلقيش
شرويت : بس مقولتليش ان موبايلك هيفضل مقفول كل الوقت ده
سراج : انتِ كده مروحتيش الشغل وده اكبر غلط في الفترة دي
شرويت : مجتش من يوم يا سراج
سراج : اليوم بيفرق يا شرويت ، الساعه مش اليوم
شرويت : هو انا مش من حقى استريح زي باقي خلق الله ، ولا انا مكتوب عليا افضل عايشه على اعصابي ومحرومه من الامومه ومقدرش اغيب ولو يوم من الشغل لانك عاملني برج مراقبه
سراج : في ايه ؟! انتِ متعصبه كده ليه ؟ وايه دخل الامومة في الموضوع اصلاً
شرويت : عشان انا تعبت ، وزهقت وفاض بيا
سراج : شرويت انا قولتلك اننا في اصعب الظروف ولازم تستحملي الفترة دي لحد ماخد حقي وتساعديني وبعدها اقعدي في البيت وخلفى زي مانتِ عايزه
شرويت : هو انا بعد كل ده مش مستحمله
سراج : يا حبيبتي مقولتش انك مش مستحمله بس استحملي للاخر ، احنا في اخر مرحلة
شرويت : انا مستحمله يا سراج ومعنديش اي اختيار تانى غير اني استحمل
سراج : طيب متكشريش كده عشان خاطرى
شرويت : غصب عني يا سراج ، انا حاسه اني عايشه في عرين الاسد
سراج (وهو يعانقها) : طيب اهدي يا حبيبتي ارجوكى
شرويت : متزعلش مني ، ده بيكون غصب عنى
سراج (مقبلاً جبينها) : بحبك
شرويت : وانا كمان بحبك
سراج : ربنا ما يحرمني منك ، قوليلي بقي المساعده بتاعتك اللى بتسد مكانك وانتِ اجازة من الشغل بتبلغك اللى بيحصل وانتِ غايبه ولا لا
شرويت : لا بتقولى على اللى كل اللي بيحصل في الشركة وبـ تتابع معايا بالموبايل
سراج : المهم اني عايز اقولك انها هانت اوى ، صدقيني هانت جداً وقريب اوى هتبقي حامل
شرويت : يا رب يا حبيبي ، قولي بقى انت كنت فين ؟
سراج : كنت في مرسي علم
شرويت : عند مجد ؟
سراج : ايوه
شرويت : برضه هتخليه يساعدك
سراج : مفيش ادامى حد غيره
شرويت : ده واد خمورجي وجبان ممكن يضرك
سراج : لا اتغير واتظبط خالص بس لسه جبان وخواف وده السبب اللى هيخليه عمره ما هيخونى
شرويت : ازاي ؟
سراج : خوفه منى هيخليه ميخونيش ، زي ماقدرت احميه اقدر امحيه
شرويت : بس انت متأكد من اللى انت عايز تعمله ده يا سراج ، ده في خطوره رهيبه
سراج : مفيش حل تانى ، كرامتي مش هترجع الا بالشكل ده ، مش هنتقم من فلوريت ولا من سليم الا بالشكل ده
شرويت : بس انت في الاول مكنتش ناوى تنتقم من سليم
سراج : ده في الاول ، دلوقتي كل حاجه اتغيرت 
شرويت : ربنا يستر
سراج : متخافيش كده ، خير ان شاء الله
شرويت : يارب
__**__**__
كان طارق في مكتبه يراجع بعض الملفات الورقية الخاصة بالعمل والتى كلفته بها فلوريت ، جاء اليه في مكتبه تيم الالفى

طارق : اهلاً تيم اتفضل
تيم : انت خدت ملفات من الارشيف صح ؟
طارق : ايوه 
تيم : طيب فين خلاصة الورق ده ؟

تناول طارق ملف ورقى من على مكتبه واعطاه الى تيم

طارق : هو ده الملف
تيم : تمام هبص فيه بصة
طارق : يارب يفيد حضرتك
تيم : بقولك يا طارق
طارق : اتفضل
تيم : في واحد صاحبى عايز يعمل شركة صرافة ، عايزك تعمله لو وقتك يسمح طبعاً دراسة جدوى للمشروع ده
طارق : مفيش اي مشكله بس ايه قدرته المالية قد ايه ، عايز الشركة تتعمل في وقت قد ايه وتجيب مكسب في خلال قد ايه
تيم : لا متشلش هم الفلوس اطلاقاً ، الميزانيه مفتوحة ، عايز الشركة تتعمل في اقرب وقت وتجيب مكسبها بسرعه ، يعني اعمل افضل دراسة جدوى للموضوع ده
طارق : تمام ، في اقرب وقت
تيم (وهو يغادر مكتب طارق) : متشكر يا طارق

وخرج تيم من مكتب واتجه الى مكتبه ، دلفت جود الى مكتب طارق لـ يتفاجئ بها طارق جداً

طارق : جود !!
جود : اذيك
طارق : انتِ ايه جابك هنا ؟
جود : ايه جابنى هنا !!
طارق : انتِ ناسيه انك بتشتغلي في شركة منافسه ، يعني ممكن حد يفتكر اني بخونهم
جود : وهو انا صاحبة الشركة يعني ومعروفه للعامه !! اكيد لا
طارق : طيب جيتي ليه ؟
جود : عايزه اعرف انت رجعتلي ليه ؟
طارق : ده مش مكان نناقش فيه الكلام ده 
جود : هو عمر ما كان المكان ولا الزمان يسمح لمناقشة الموضوع ده اساساً
طارق : ده مكان شغلي ياجود ، يعني مينفعش اللى انتِ بتعمليه ده
جود : عرفني انت رجعتلي ليه وانا همشي
طارق : رجعت عشان بحبك
جود : بتحبني يبقي اتجوزنى
طارق : قولتلك اصبرى لاخر السنه
جود : ليه ؟
طارق : عشان يكون عدي وقت كافى على ارتباطنا ونكون واثقين في بعض الثقة الكافيه اللى تخلينا ناخد الخطوه دي
جود : انت مبتحبنيش يا طارق ومرجعتليش عشان بتحبنى ، انت رجعتلي لسبب
طارق : انت بتهرى ، سبب ايه يعنى
جود : او بعد ما رجعتلي واشتغلت مع فلورا حبيتها او انبهارك بيها زاد
طارق (وهو يحاول الا ينظر الى عيني جود التى كانت تدقق النظر فيه) : انتِ بتخرفي بقي
جود (وهي تدقق النظر اليه) : حبيتها يا طارق
طارق : بطلى تخريف
جود : بصلي في عيني وقولي انك محبتهاش

واقتربت جود من طارق الواقف امامها ونظرت في عينيه مباشرة

جود : وانت باصصلى في عيونى كده قولي انك مبتحبش فلوريت

ارتبك طارق بشدة ورغم قوله "لا مبحبهاش" الا ان جود استطاعت ان تقرأ ملامحه ونظراته جيداً ، ابتسمت اليه واخذت حقيبة يدها وغادرت مكتبه
__**__
عندما عاد تيم من مكتب طارق الى مكتبه وجد صديقه بشير العدلى ينتظره في مكتبه وفقاً لموعد مسبق بينهما

تيم : اذيك يا بشير
بشير : اهلاً بـ سيادة رجل الاعمال
تيم ضاحكاً : ههههه انت كمان هتبقي رجل اعمال
بشير : لا يا عم انا مبسوط في شغلي وقولتلك اني عمرى ما هاجى اشتغل في شركة ابوك بالواسطة
تيم : انت مش هتشتغل هنا ، ده شغل تانى خالص
بشير : انت بتتكلم جد ؟
تيم : بتكلم جد في ايه بالظبط
بشير : انك متصل بيا عشان شغل
تيم : ايوه
بشير : شغل ايه ؟
تيم : عايز افتح شركة تسند الشغل هنا بس يكون ظاهر للكل اني مجرد مساهم بـ نسبه ضئيله في الشركة دي وان في حد تانى مالك اساسي ليها مش انا وكل الاوراق والتصاريح هتطلع بـ اسمه ، مفيش حد ممكن اثق فيه قد ما بثق فيك
بشير : انا مش مستوعب ، ليه مش عايز تظهر كـ مالك اساسي
تيم : انا هفهمك

وقص تيم لـ بشير صديقه ما يقصده واهدافه الخفيه خلف تلك الشركة

تيم : فهمتني
بشير : اه فهمتك
تيم : طيب ايه رأيك
بشير : دي مسئوليه صعبه يا تيم
تيم : بشير الشركة دي لازم تتعمل في اقرب وقت ، احنا بنتحارب من كذا ناحيه ، لازم تبدأ تتعمل وتجيب مكاسب عشان نفتح بعدها شركة الاغذية ، احنا داخلين حرب ولازم تقف جنبي انا معنديش حد غيرك اثق فيه
بشير : بس دي مسئولية ، انت بتسلمني مالك وشركة انت عاملها عشان تسند شغلك التانى ، افرض وقعتهالك ؟
تيم : مبدأياً انت شاطر وذكى جداً واشطر مني كمان ، ثانياً انا وبابا مش هنسيبك ، ثالثاً انت هيبقي معاك اكفأ موظفين
بشير : مش خايف مني ؟
تيم : اخاف من ايه ؟
بشير : اخونك 
تيم : على قد مانا واثق فيك بس انا عارف ان الشيطان شاطر وممكن يغويك بس انا عارف اني مش ههون عليك تأذيني
بشير : انا محتاج وقت افكر يا تيم
تيم : اوكي بس مش كتير بالله عليك
بشير : هحاول ، وانت كمان فكر في الضمانات اللى ممكن تخليك تحس بـ أمان اكتر
تيم : انا حاسس بـ امان ، فكر انت وقولي رأيك وقولي يا سيدي الضمانات المناسبه ليك
بشير : حاضر ، بس انا سعيد بـ ثقتك فيا
تيم : انا ماليش اصدقاء غيرك
بشير : يارب تدوم للابد
تيم : ان شاء الله
بشير : مراتك هتولد امتي ؟
تيم : لسه بدرى ، دي في الشهر الرابع باين
بشير : يالا ربنا يكملها على خير يا ابو سليم
تيم : انا فعلاً نفسي اوى في ولد اسميه سليم
بشير : ربنا يرزقك

خلف الباب كانت تقف مساعدة شرويت والتى تدعى "نوال" وسمعت كل ما دار بين تيم وبشير بعدما سمعت نصف الحوار الذي دار بين طارق وجود ولكنها اضطرت الا تكمله حتي تلحق بـ لقاء تيم وبشير
__**__**__
استيقظت فلوريت من نومها بعد الظهيرة لـ تجد بجوارها ورده حمراء اللون وورقة ، تناولت الوردة واشتمت رائحتها الذكية ثم فتحت الورقة وقامت بقرائتها "حبيبتي صباح او مساء الفل على عيونك وعلى قلبك وعلى زوحلف ، انا اسف لو كنت سهرتك او تعبتك بس انتِ كنتي وحشانى فوق ما تتصورى ، متخرجيش النهارده ومتنزليش الشغل ، ريحي خالص وعلى ٨ اجهزى ، عندي ليكي مفاجأة ، بحبك"
ابتسمت فلوريت وشعرت بـ نشاط وانتعاش بعد قراءتها رسالة تيم لها ، تناولت هاتفها النقال وهاتفت تيم

فلوريت : بحبك
تيم : وانا بعشقك
فلوريت : انت ليه بتقول آسف ، بتتأسف على ايه ؟
تيم : على اني تعبتك امبارح وسهرتك
فلوريت : وايه المشكلة ، اي تعبت معاك يكون راحة ، ولو فضلت سهرانه عشر ايام مش هحس بيهم طالما معاك وفي حضنك
تيم : ربنا ما يحرمني منك ابداً
فلوريت : تيم انا بحبك اوى ، بحبك فوق ما تتصور
تيم : انا حاسس بـ حُبك ده يا فلورتي ، بيوصلني في كل نفس بتتنفسيه ، في كل تنهيده وكل لمسه منك ، في همساتك ونظراتك وخوفك عليا
فلوريت : سامحني لو مره زعلتك او حاجه
تيم : ليه بتقولي كده ؟
فلوريت : انا تعبتك كتير اوى يا تيم ، من اول ما عرفنا بعض وعذبتك لحد ماتجوزنا
تيم : احلى عذاب ، والمهم انك معايا ، ربنا يخليكي ليا
فلوريت : وميحرمنيش منك
تيم : هتعملي ايه النهارده ؟
فلوريت : ولا حاجه ، هقعد افكر فيك وادعيلك واجهز على ٨
تيم : بحبك
فلوريت : بموت فيك

واغلقت فلوريت الهاتف مع تيم   وقامت بالاتصال بـ رقم سُجل على هاتفها بـ اسم "شادى" باللغة الانكليزية

فلوريت : اذيك يا شادى
شادى : الحمد لله يا فلورا وانتِ ؟
فلوريت : شادى احنا لازم نتقابل
شادي : اوك مفيش مشكلة ، ٨ مناسب ليكي ؟
فلوريت : لا ٨ مش هينفع ، ياريت قبل كده
شادى : في جديد ولا ايه قلقتيني 
فلوريت : ينفع نتقابل كمان ساعه من دلوقتي
شادى : اوك تمام
فلوريت : هستناك ، متتأخرش عليا ..

واغلقت فلوريت الهاتف مع شادى وظلت تنظر الى اسمه المسجل على هاتفها والى صورتها التى تجمعها مع زوجها الموضوعه بجانب تختها ، ثم تنهدت ونهضت من تختها

#تابعونا
#الدّيْن
#اقتربنا_من_خط_النهاية
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق