Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

السبت، 6 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل السابع عشر)

الفصل السابع عشر

مرت اسابيع قليله ، استردت فيها يسرا عافيتها وكذلك عمر ، عاد الحب بين عمر ويسرا مره اخرى ولكن ليس مثل السابق ، فـ عمر مازال على تواصل مستمر بـ جين بل ويراها اكثر مما يرى يسرا ، عادت يسرا تباشر عملها في الجريده مرة اخرى
مازال قاسم الراوى يبحث خلف نور حمدان ولكنه لم يصل لـ شئ هام او مفيد كذلك لم يواجه قاسم ابنته بأنه عرف الحقيقه لانه يشك فيما قاله حمدان عن هذا الامر وايضاً مازال لا يصدق ما قالته يسرا
اما فهد تم حجزه فى مصحه لـ علاج الادمان وكان الحجز اجبارياً مثل العلاج ولم تتحسن حالته الصحيه فـ الضمور الذى اصابه فى تقدم
__**__**__
لم يتقابل عمر وجين منذ ذلك اليوم الذى تعرض فيه عمر لـ تلك الحادثه ، كانا يتهاتفا يومياً ولكن بدون مقابلات
كانت جين قلقه جداً على عمر وتشتاق اليه بشدة ، لم تستطع ان تكتفى بـ تلك المكالمات الهاتفيه ، لم تكن تلك المكالمات كافية لـ تطفأ نار اشتياقها وولعها ، لم يكن قلبها مطمأن منذ ان علمت بـ تلك الحادثه التى تعرض لها عمر فـ على الرغم من ان عمر كان يطمأنها في الهاتف الا انها مازالت قلقه عليه وتريد رأيته ولكن اخبرها عمر الا تأتي اليه وانه سيزورها حينما تسمح له الفرصه
اليوم هو اليوم الموعود الى جين ، فـ عمر سيزورها اليوم ، اليوم سـ ترى عمر وسـ تطمأن عليه 
ارتدت جين اجمل الثياب واكثرها اغرائاً ، وضعت العطر الذى احب عمر رائحته ، مشطت شعرها وتركته منساباً على ظهرها كما يحب عمر ، كانت جين بأكملها مثلما يحب ان يراها عمر
استقبلته جين استقبال الفاتحين ، احتنضته بشدة ، احس عمر شوقها واشتياقها وخوفها عليه
لم يكن يعلم ان جين تحبه هكذا ، جلس سوياً وظلا يتبادلا الاحاديث المختلفة ، رن هاتف عمر اكثر من مره ولكنه لم يجيب وكان المتصل هى يسرا ، لم يريد عمر ان يخبر جين انه عاد الى يسرا حتى لا يجرحها فهو يعلم جيداً انها تحبه ، بل تعشقه وتعشق كل تفصيله فيه لذلك قرر الا يجرحها
اقتربت جين وجلست بجوار عمر

جين : وحشتنى اوى يا عمر
عمر : وانتِ كمان يا جين
جين : مش هتحكيلي ايه اللي حصل ؟
عمر : مش مهم بقى التفاصيل ، مش المهم انى بقيت كويس
جين : حمدالله على سلامتك ، بجد كنت قلقانه اوى عليك ، وكنت واحشنى اوى
عمر : عملتى ايه الفتره الفاتت ، احكيلي
جين : هحكيلك كل حاجه ، بس انا حابه اسمعك اكتر
عمر : عايزه تسمعى ايه ؟
جين : ممكن اسألك سؤال وتجاوبنى بصراحه
عمر : من يوم ما عرفتك وانا صريح معاكى
جين : انت لسه بتحب يسرا ؟

اعتدل عمر فى جلسته فقد كان متكأ بعض الشئ ، ترك العصير الذى كان بين يديه جانباً ، وعلى غير العاده لم يستطع عمر ان يتحكم في ثباته الانفعالى ، فقد لاحظت جين توتره وارتباك
لم يخطأ عمر اطلاقاً ، فكيف له ان يجرح قلب جين وهو قد جرب جرح القلب من قبل ، جربه وتمنى الا يشعر احد بما شعر به ، تمنى الا يمر احداً بـ نفس التجربه ، فـ كيف للمجروح ان يصبح هو الجارح
لم يستطع عمر ان يخبرها بـ الحقيقه التى بالتأكيد ستؤلمها ، كيف يخبرها انه لا يحب يسرا فقط بل عاد اليها ، بل سيتزوجها ، بل ربما سيفارقك يا جين لاجلها
ابتسمت جين ابتسامه مليئه بالوجع والانين ، قاطعت شرود وتفكير وتوتر عمر

جين : تبقى لسه بتحبها 
عمر : مش فكره بحبها او بكرهها ، فكره اني حتي لو مبحبهاش فأكيد منستهتاش ، الموضوع معداش عليه ست شهور حتى
جين : لو رجعتلك هترجعلها ؟
عمر : ممكن انا اسألك سؤال
جين : sure
عمر : لو رجعتلها هتحتقرينى او هتحسى ان بعرفك عشان مصلحتى
جين : never ، انا فهماك كويس اوى يا عمر ، يمكن فهماك اكتر من نفسك
عمر : امال ليه حاسس بنظره غريبه اوى فى عينك ، مش عارف الاقى لها تفسير
جين : هقولك example ، لو فرضنا انك قررت تسافر امريكا مثلاً transit ، وحلمك انك تسافر امريكا وهو ده هدفك اللى انت محدده ، وانت مسافر امريكا عديت على بلد تانيه say مثلاً كندا ، فـ عجبتك فقررت انك تغير اهدافك ومسارك لـ كندا ، مش اللى حصل ده هيلخبط كل حساباتك واوراقك ، هيضايقك ، هيخليك مشتت مش عارف عايز امريكا ولا كندا ، طيب لو روحت امريكا ، it's ok no problem بس انا برضه عجبانى كندا ، طيب لو صرفت نظر عن امريكا وروحت كندا ، في بقى عواقب كتير هتقابلك زي الفيزا والاقامه والحاجات دي صح
عمر : الكلام ده عميق اوى يا جين ، جبتيه منين ؟
جين : ده اقرب تشبيه بيمثلنى
عمر : يعنى انا لخبطلك حساباتك واوراقك ومخليكي مشتته ؟
جين : بلاش نتكلم فى الموضوع ده ممكن ؟
عمر : زي ما تحبى

دقق عمر النظر الى عينى جين لـ يجدها مليئه بالدموع المحبوسه ، مليئه بـ دموع الحزن والحسره والشوق والحب ، عرف عمر ان امريكا هى حياه وخطط وطموحات جين السابقه وان كندا تمثله هو ، عرف عمر من تلك الدموع المحبوسه كم تتألم جين ، كم هى موجوعه ، عرف مدى حزنها
وكيف لا تحزن جين ، فقد عرفت الكثير قبل عمر ولم تغرم بـ احداً من قبله هكذا ، ايضاً ربما علاقتها بـ عمر هى العلاقة الوحيده التى حُددت اهدافها منذ اول يوم التقيا فيه سوياً ، فـ لما احبته هكذا ؟ لما تتألم من اجله هكذا ؟
والاجابه ، لان هذا هو الحب ، يدق قلبك فجأه بدون استئذان ، يدخل بدون موافقتك ، يصيب قلبك بدون مقدمات 
هذا هو الحب ، الذى  يخلط جميع اوراقك ، يعطل خططك ، يغير مجرى حياتك ، يعيقك عن الاستمرار في حياتك كما خططت ، حياتك بأكملها من ماضى وحاضر ومستقبل تتمحور حوله ، مستقبلك اصبح يتلخص فى مَن احببت ، كيف تحصل على قلبه ؟ كيف تبقيه بجوارك او حتى كيف تنساه في المستقبل ، وماضيك يندم ان مَن احببت لم يكن فيه وحاضرك اصبح حاضر بسبب وجوده
هذا هو الحب ، الذى لا يحمل منطقة وسطى ، اما ان يرفعك الى السماء السابعه او يخسف بك الارض
اما يجعلك تعيش في سعاده دائمه او يجعلك غارقاً في الحرن
اما ان يجعل الامل يحاوطك او اليأس يتملك منك
مشاعر متناقضه يسببه شعور واحد .. الحب
__**__**__
رغم ان فهد قد خضع للعلاج ، سواء علاج المخ والاعصاب او العلاج من الادمان الا ان حالته تتحسن بـ بطء شديد ، فهد محجوز في احدى المصحات النفسيه لعلاج الادمان ، محجوزاً بالقوة الجبرية ، يعاني من عدم تحكمه بالاشياء ومن تبوله اللاارادي ومن احتياج جسده للهيروين ، كل هذه الاعراض تجمعت في جسد فهد النحيل ، اضمحلت قواه ، ضعف جسده الرياضى ، ذبل وجهه اكثر واكثر ، لم يعد في وسعه التحكم في اعصابه او السيطره على ردود افعاله
رغم ان زهره قد علمت بالحاله التى وصل اليها فهد ، عملت بتدهوره النفسى والجسدى ، ورغم ان والدتها حذرتها مسبقاً من الاقتراب من فهد او التحدث معه الا انها لم تبالى مطلقاً بكل هذا ، فقد حملت اشواقها وحبها وذهبت الى المصحة لـ زياره فهد ، لـ تراه وتطمأنه عليه ، لـ علمها ان فهد يحتاج اليها ، يحتاج ان يراها ويشعر بوقوفها بجواره
قابلت زهرة الطبيب المعالج المسئول عن فهد واخبرها انها تستطيع مقابلته لان حالته الان اقرب للطبيعي
كان فهد يجلس في مقهى خاص بالمصحه ، ذهبت زهره وجلست بجواره ، شعر فهد بسعاده غامره عندما رآها ، لم يصدق انها جاءت اليه فقد ظن فهد انهما افترقا للابد

فهد : زهرة !!
زهرة : وحشتنى اوى
فهد : وانتِ اكتر ، اخبارك ايه طمنينى عليكى
زهرة : طمنى انت عليك 
فهد : مش عارف يا زهرة ، انا مستنى اجل ربنا بفارغ الصبر
زهرة : متقولش كده ، انت اخدت اصعب خطوة في حياتك ، انت بتتعالج دلوقتي من الادمان يا فهد ودي معجزه ، ده الدكتور بيقولى انك اقرب للطبيعى
فهد بابتسامه ساخره : اقرب للطبيعي دلوقتي
زهره : يعني ايه ؟
فهد : يعنى واخد ادويه وجرعه مخدر بسيطه عشان كده باينلك طبيعي بس لو مش واخد الحاجات دي مبكونش كده
زهره : جرعه مخدر !!
فهد : ماهما عاملين ليا علاج تدريجي ، يعني هيسحبوا المخدر من جسمي واحده واحده 
زهرة : انا جبتلك الشوكولاتات والعصاير اللي بتحبها
فهد ممسكاً بيديها : ربنا يخليكى ليا
زهرة : ويخليك ليا ويقومك بالسلامه
فهد : ممكن اطلب منك طلب
زهرة : اكيد طبعاً يا حبيبي
فهد : ممكن متجيش هنا تانى ؟
زهرة : ليه ؟
فهد : اسمعى كلامي ممكن !! متجيش هنا واطمني عليا من ماما وانا هبقي اكلمك وقت ماعرف اطمنك عليا
زهرة : بس انا ببقى عايزه اشوفك
فهد : عشان خاطرى اسمعي كلامى
زهرة : حاضر يا حبيبى ، هقوم بقى عشان متأخرش
فهد : خدى بالك على نفسك
زهرة : وانت كمان

غادرت زهره المصحه وتابعها فهد بنظراته حتى اختفت من امام عينيه ثم تنهد بألم ووجع شديدين وحدث نفسه قائلاً "انت ليه قولتلها متجيش ، دي بتوحشك وبتحتاج تشوفها ، يمكن شوفتها دي تخليك تتحسن ، ليه طلبت منها كده" ثم صمت فهد قليلاً ودمعت عيناه ووضع رأسه بين راحتي يديه وحدث نفسه مره اخرى "مش عايزها تشوفني وانا ضعيف ومنهار كده ، مش حابب انها تشوفني كده "
ما اقسى هذا الشعور على الرجل ، ما اقسى ان يشعر بالضعف ، او ان تراه حبيبته ضعيف لا حول له ولا قوة ، فـ كيف له ان تراه ضعيف في حين ان المرأه تستمد قوتها من قوة حبيبها ، تستمد الامان من قوته ، فـ هل ستظل تستمد منه القوه والامان اذا رأته في قمه ضعفه وانهياره
ما لم يعرفه معظم الرجال ان الاجابه ستكون نعم ، نعم ستظل تستمد من الرجل قوتها وامانها حتي وان رأته ضعيف ومنهار هذا لانه ضعف وانهار بين احضانها ، بين طيات حنانها
لانها تعرف ان حبيبها رجلاً قوياً ، مصدر للامان والاحتواء والقوه ولكنه مع حبيبته ، مع مليكته ، هو طفل في حضن امه ، يتخلص من اي زيف في شخصيته ، من اي ادعاءات ، من اي فعل متكلف ، هذا ما تريده المرأه من رجلها ، ان يصبح رجلاً قوياً لها ، طفلاً ضعيفاً معها
__**__**__
تقابلا اليوم عمر ويسرا في احد المقاهى التى اعتادوا ان يتقابلا فيها ، لاحظت يسرا ان عمر تغير كثيراً في تلك الفتره القصيره التى انفصلا فيها ، لم يكن يتحدث معها كثيراً ، كان شارد الذهن اكثر ، لم يكن يعبر لها عن سعادته بعودتهما سوياً مره اخرى ولم يكن يعبر عن اشياقه لها ، بل لم يكن يقول لها كلمات الحب والرومانسيه مثل "حبيبتى ، احبك او اشتاق اليكِ" 
فسرت يسرا افعال عمر بانه مازال غاضباً من تصرفاتها التى انفصلا بسببها او لان العوده جاءت بدون مقدمات او استعداد نفسى وعاطفى

يسرا : انا لما بكلمك مبتردش عليا ليه ؟
عمر : مانا برد عليكي يا يسرا اهو
يسرا : لا يا حبيبي ، قصدي لما بكلمك على الموبايل ، كلمتك كتير اوى النهارده
عمر : كنت مشغول شويه
يسرا : انت لسه مرتبط بالبنت اللي كانت معاك في الكافيه دي
عمر : علاقتى بـ جين انتِ فهماها غلط
يسرا : لا فهماها صح ، وعارفه انه مش ارتباط عاطفى ، مش بتحبوا بعض اقصد
عمر : امال ارتباط ايه ؟
يسرا : سيكو سيكو
عمر : ده اللى انتِ تعرفيه !!
يسرا : انا عارفه انك عرفتها بسبب الانتقام منى او ما شابه وعلاقتك بيها كانت شهوانيه بحت
عمر : وده مش مضايقك ؟
يسرا : انت سامحتني كتير ، جه الوقت اسامحك انا
عمر : بس انتِ مش مطلوب منك تسامحيني او لا
يسرا : قصدك ايه ؟
عمر : قصدى اني مخونتكيش ، انا عرفت جين بعد ما سيبتك ، يعني مخونتكيش فـ مش مستني انك تسامحيني او لا 
يسرا : امممم ، تمام ، انتوا لسه بتتقابلوا
عمر : على خفيف كده
يسرا : طيب ورجعتلي ليه طالما لسه بتقابلها
عمر : في فرق بين علاقتى بيكى وعلاقتى بيها واظن انتِ فهمتى الفرق
يسرا : مش ملاحظ انك فظ اوى في ردودك عليا
عمر : انتِ عايزه ايه يا يسرا ؟
يسرا : عايزه ارجع افهمك تانى
عمر : بدماغك الصغيره دي مظنش انك هتعرفي ترجعي تفهميني تانى
يسرا : تمام
__**__**__
ذهبت النجمه الصاعده جميلة والبطله الجديده لـ افلام نور حمدان ورمزى علام الى ڤيلا نور حمدان على حسب اتفاق مسبق بينهما ، كان حمدان فى انتظارها
كانت جميلة لها من اسمها نصيب فقد كانت حقاً جميله الى ابعد الحدود لذلك انبهر بها حمدان ورمزى وقرر ان يحتفظا بها كى تصبح بطله لـ سنوات كثيره قادمه لان جمال وجهها وجسدها سيكون عامل قوى لزياده الايرادات على افلامها ولكن جميله لم تكن تعلم ان كلاً من حمدان ورمزى يستغلانها ، كلاً منهما يستغلانها لصالحه او ربما تعلم وتتجاهل الامر

نور : هاا عملتى ايه ؟
جميلة : معرفتش اجيبلك العقد
نور : قصدك ايه ؟
جميلة : يعنى روحتله وقضيت معاه الليله كلها وبعد ما شربته كتير نام ، دورت على العقد والشيك في الفيلا كلها مالقتهمش
نور : اكيد حاططهم في الخرنه بتاعته يا جميله
جميلة : خزنته بـ ببصمه الايد يا نور ، معرفتش افتحها
نور : طيب هديلك حاجه تنقلي بيها بصامته وبمجرد ما هتحطيها على الخزنه هتفتح
جميلة : انت عايزنى اخاطر تانى يا نور !! انت عارف لو رمزى شافني هيعمل فيا ايه !!
نور : رمزى عمره ما هيشك فيكي ، وطالما شارب وسكران ومتكيف بينام زي التور مبيحسش بحاجه
جميلة : بس انا اخاف اجازف تانى
نور : متخافيش يا جميله ، لو حصل حاجه هلحقك
جميله : خلاص بقي لما اقابله تانى
نور : انا اسف لو بتقل عليكي
جميله : مفيش تقل ولا حاجه
نور : اخبار الشغل ايه ؟
جميلة : زي الفل ، كلها ايام ونخلص خالص
نور : كويس عشان نويت اهاجر
جميلة : تهاجر فين ؟؟
نور : اي بلد بعيد عن هنا
جميله : اى بلد ولا بلدك ؟!
نور : بلدى !! قصدك ايه ؟
جميلة : ولا حاجه ، انسى

بدأ يشعر نور بالقلق تجاه جميله ، فكلامها مبهم بعض الشئ ، لم يثق ايضاً انها لم تستطع الحصول على العقد والشيك لانه يعرف مدى ذكائها ويعرف انها تستطيع ان تفتح تلك الخزنه بطريقه ما لذلك بدأ يرتاب بشده
__**__**__
ذهبت كاميليا توفيق الى مقر عمل هاشم غُنيم وطلبت مقابلته ، استغرب غُنيم جرأه كاميليا فى انها جاءت اليه مقر عمله وسط حراسه وموظفينه بعد ما فعله بها وبـ ابنها عمر ، طلب غُنيم من الحراس تفتيشها بـ عنايه
دخلت كاميليا الى مكتب غُنيم بعدما مرت على الحراس وعلى مكتب السكرتاريه ،  بمجرد دخولها رجع غُنيم بظهره على مقعده وتحدث بـ تهكم شديد

هاشم : مكنتش اعرف انك جريئه اوى كده
كاميليا : انا جايه اسألك سؤال واحد بس 
هاشم : خير
كاميليا : انت عايز ايه مني ؟
هاشم (وقد نهض من مقعده ووقف امام كاميليا) : انتِ اللى عايزه منى ايه ؟
كاميليا : يعنى هعوز منك ايه !! هو مين اللي ضرب على التانى نار في قلب بيته !! انا ولا انت !!
هاشم : ومين اللى ظهر للتانى !! انا ولا انتِ ؟
كاميليا : انا مظرتلكش عن قصد الا من زمان ، من اكتر من عشرين سنه ، لكن اي ظهور كان صدفه
هاشم : وانا مش مقتنع بحوار الصدفه ده
كاميليا : انت خايف منى ليه !! خايف من ظهورى سواء عن قصد او بدون ليه !!
هاشم : بقولك ايه ، انا عارف انتِ عايزه ايه ، عارف انك طمعانه في قرشين ، وانا هحل الموضوع ده بأني اديلك مليونين ولا تلاته وتحلى عن دماغى انتِ وابنك للابد
كاميليا : انا مش عايزه منك فلوس ، ومكنش هدفى اطلاقاً الفلوس ، ولو انا او عمر له حق ، فـ انت عارف انه اكتر بكتير من المبالغ اللى انت بتقولها دى 
هاشم : امال انتِ عايزه ايه ؟ جايه لحد هنا ليه ؟
كاميليا : جايه اترجاك تبعد عننا ، تبعد عن عمر ، ارجوك متأذيناش ، وانا مش هظهرلك تاني لا صدفه ولا غيره ، واعرف اني لو عايزه اقول حاجه كنت قولتها من عشرين سنه فاتوا ، واعرف برضه ان اي كلام هيتقال في التوقيت ده فهو مش في صالحي وهيخسرني كتير
هاشم : خلاص ماشي
كاميليا : ماشى ايه ؟
هاشم : هبعد عنك
كاميليا : ارجوك المره دي تنفذ وعدك
هاشم : ان شاء الله

نظرا الى بعضهم البعض نظرة طويله تحمل كثيراً من المعانى والكلمات ثم تركت كاميليا الشركه بأكملها ، اما هاشم فـ جلس على احد المقاعد وقام بـ تدخين سيجاره وردد قائلاً "رغم انك يا كاميليا جايه تترجيني ابعد عنك الا اني مش مطمنلك اطلاقاً ، حاسس برضه ان وراكي حاجه ، مش قادر اديكي امان ابداً ، هنفذ وعدي ليكي بس برضه هاخد حذرى"
__**__**__
** بعد عدة اسابيع ...


استيقظت يسرا من نومها في يوم اجازتها ، هاتفت عمر ولكنه لم يجيبها كعادته الجديده ، خرجت من غرفتها وذهبت الى دورة المياة ثم جلست بجوار جدها الذى كان يتناول فنجاناً من القهوة ويتصفح الجريده الاخباريه ، جلست بجواره وشرعت فى متابعه التلفاز

أسعد : فطرتى ؟
يسرا : لا ، امال تيته فين ؟
أسعد : راحت تزور اختها
يسرا : على الصبح كده ؟
أسعد : مانتِ عارفه انها عيانه
يسرا : وطبعاً خدت سعديه (العامله بالمنزل) معاها
أسعد : اكيد دي جدتك ماشيه بالعافيه
يسرا : وده معناه اني هجهز فطار لنفسى
أسعد : اكيد لا ، جدتك عملالك ساندوتشات ، سخنيها بس في الميكروويف
يسرا : حبيبتي يا تيته

وهمت يسرا بالنهوض ولكنها لم تنهض حيث لمحت خبراً في الجريده التى اثناها أسعد على قدميه لفت انتباهها بشدة كان مانشيت نارى يقول " القبض على مخرج ومنتج مشهورين بتهمة التخابر مع دول اجنبيه بمساعدة فتاة اجنبيه "
اخذت يسرا الجريدة من جدها لـ تقرأ الخبر ولكن قبل ان تقرأه رأت ثلاث صور ، صوره لـ المخرج المتهم ويكون نور حمدان وصورة لـ المنتج المتهم ويكون رمزى علام وصورة لـ الفتاة الاجنبيه وتكون هى جين
حاولت يسرا ان تتذكر اين رأت  تلك الفتاة فـ وجهها مألوف جداً الى يسرا ، حاولت مع ذاكرتها ثم همست لنفسها قالة " دي البنت اللى عمر كان ماشى معاها ايوه صح هى ، يعني البنت دى جاسوسه !! دي ممكن تكون ورطت عمر انا لازم اروحله دلوقتى حالاً"
وعلى الفور بدلت يسرا ملابسها واخذت الجريده وذهبت الى عمر لـ تحذره من تلك الجاسوسه التى يرافقها ...


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق