Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 17 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل الاول

الفصل الاول 

على احد الطرق الصحراوية استقل شاب وفتاة سيارة ، كان الشاب يقود السيارة بـ سرعه جنونية ادت الى انحراف السيارة عن الطريق واصابة الفتاة اصابة طفيفة في رأسها ادت الى فقدانها الوعى نتيجة اصطدامها بـ زجاج السيارة
حاول الشاب مناداتها بـ اسمها حتي تفيق وبعد محاولات عدة اُفيقت من فقدان الوعى

سيف : ايسل انتِ كويسه ؟

تتحسس الفتاة جرح رأسها لـ تجد دماء تنزف منها ، تتلفت حولها ، تنظر الى الشاب والمكان والسيارة بـ استغراب شديد 

سيف : ايسل انتِ مبترديش ليه ؟ انتِ كويسه ؟
ايسل : ايسل !! 
سيف : في ايه ؟
ايسل : أنت مين ؟
سيف : نعم !! انتِ مش عرفانى
ايسل : انا مش فاكره اي حاجه (تحاول ان تفرك رأسها كى تتذكر اي شئ) انا مش عارفه انا مين
سيف : انتِ بتقولي ايه ؟ مش عارفه اسمك حتى ؟ مش عارفه انا مين
ايسل بانهيار : بقولك مش عارفة نفسى
سيف : غالباً انتِ فقدتي الذاكرة
ايسل : ايه !!
سيف : واضح ان الخبطة اثرت على دماغك ، احنا هنروح مستشفي عشان الجرح ده ونسأل دكتور
ايسل (وهي تغادر السيارة) : انا مش رايحة معاك في حته ، انا معرفكش (وهي تنظر حولها) احنا فين ؟

نزل سيف من السيارة ولحق بها وامسك بـ اكتافها

سيف : ايسل اهدي ، انا هفهمك كل حاجه وهفكرك بكل حاجه بس خليني اخدك المستشفى دلوقتي ارجوكِ

نظرت ايسل نظرة فاحصه الى سيف ووافقت ان تذهب معه الى المشفى
اصطحبها سيف الى اقرب وحدة صحية متواجدة على الطريق نظراً لـ ابتعادهم التام عن وسط المدينة و الخدمات العامة ، عالج الطبيب الجرح الذي اصاب رأسها واخبر سيف الطبيب بما حدث الى ايسل

الطبيب : دي شكلها فقدت الذاكرة ، بس مقدرش احدد فقدان ذاكرة كلى ولا جزئي ومقدرش برضه احدد ده مؤقت نتيجه للحادثه ولا هيطول معاها
سيف : وايه اللى يحدد ؟
الطبيب : لازم يتعملها رنين مغناطيسى على المخ ولازم دكتور مخ اعصاب ودكتور امراض نفسيه وعصبيه يتابع حالتها 
سيف : طيب حضرتك متقدرش تساعدنا خالص ؟
الطبيب : الامكانيات في الوحدة هنا متسمحش بـ اي حاجه من الحاجات دي
ايسل بصوت مجهد : طيب مفيش اي دوا حضرتك تكتبهولي يساعدني اني افتكر ، انا عايزه حتي افتكر انا مين
الطبيب : هكتبلك على كذا دوا جايز يساعدوكى

وصف لهم الطبيب الادوية وخرج سيف وايسل من الوحدة الصحية

ايسل : هتجيب الدوا ده منين ؟ احنا في مكان مفهوش حياة خالص
سيف : انا هتصرف (ويجذبها من يدها) تعالى معايا
ايسل (تاركة يده) : انا مش همشي معاك الا لما تعرفني انا مين وانت مين ؟ وايه اللى حصل
سيف : هنروح نقعد في حته وبعدين هحكيلك كل حاجه
ايسل : هنروح فين ؟
سيف : مكان ما كنا رايحين 
ايسل : قصدك ايه ؟
سيف : متقاوحيش بقي ، انا مش هأذيكي ، اركبى العربيه

حاولت ايسل ان تصدقه ولكنها ليس لديها خيار اخر ، فـ هي سواء صدقته او لا فـ هي لا تعرف أين تكون ولا تعرف احداً غيره ولا احداً غيره يستطيع ان يعرفها مَن تكون وما قصتها ، لذلك استسلمت له واستقلت معه السياره 
قاد سيف السيارة ووصل الى ميناء ، واصطحب ايسل معه الى يخت يبدو انه يملكه وتحرك به

ايسل بصوت منهار : انت موديني فين ؟ احنا رايحين فين كده
سيف : اهدي يا ايسل ومتخافيش
ايسل بنبرة صوت عاليه : مش هـ اهدي ولو موقفتش البتاع ده انا هرمى نفسي في المياة

اخرج سيف سلاح نارى من بين طيات ملابسه ووجهه نحو ايسل 

سيف : اسكتى واسمعي الكلام

شعرت ايسل بالخوف ، جلست على اريكة متواجدة في اليخت وتكومت داخل نفسها وبكت بـ صمت تام ، اما سيف فـ كان يقود اليخت لـ يستقر به في وسط الماء
__**__**__
حالة من القلق اصابت عائلة القاضى المصرى محسن الفولى بعد اختفاء ابنته "ايسل" ، كانت قد خرجت في نزهه مع اصدقائها واخبرت والدتها انها ستعود باكراً نظراً لـ ارتباطها معها بـ موعد ، استعدت والدتها السيدة "چيهان الخواجة" في الموعد المتفق عليه ولكن لم تعود ابنتها ، هاتفتها لـ تجد جهازها النقال خارج نطاق الخدمة ، هاتفت بعض من صديقاتها لـ يخبرها الجميع انهم لم يروها اليوم على الاطلاق
اخبرت السيدة چيهان زوجها بـما حدث لـ يقوم بـ ارسال حراسه الى الاماكن التى من الممكن ان تتواجد بها ولكن بدون جدوى الى ان عاد احد حراسه وبدى عليه انه يحمل اخبار ذات قيمة

الحارس : محسن باشا
محسن : لقيتها ؟
الحارس : لا يا باشا بس عربيه الهانم مركونه ادام النادى اللى هي بتروحه دايماً
محسن : وسألت اذا كانت راحت النادى ولا لا ؟
الحارس : ايوه والامن قال انها دخلت قعدت نص ساعه وخرجت تانى
چيهان : يعني ايه الكلام ده يا محسن ؟
محسن مخاطباً الحارس : خلاص روح انت
چيهان : ايسل راحت فين يا محسن
محسن : وانا هعرف منين راحت فين ؟ هي مش قالتلك انها خارجه تقابل اصحابها 
چيهان : وكل اصحابها بيقولوا ان محدش شافها النهارده 
محسن : انتِ متأكدة انك كلمتي كل اصحابها
چيهان : يا ترى يا ايسل انت فين ؟
محسن ناظراً الى ساعه يده : الساعه لسه سته يعني احنا اصلاً قلقنا مش في محله 
چيهان : مش في محله !! مقابلتش اصحابها ومجتش على المعاد اللى بينا وموبايلها مقفول وعربيتها ادام النادي كل ده حاجات متخلنيش اقلق
محسن : بس احنا لسه في النهار ، جايز حصل اي حاجه خلتها تعمل كل ده وكام ساعه وتظهر وتحكيلنا
چيهان : نفسى اعرف المراوح اللى على صدرك دي جايبها منين
محسن : چيچي ياحبيبتي انتِ  دايماً قلوقه كده وان شاء الله خير متقلقيش
چيهان : انا طالعه اوضتي وهستني اشوف بنتك لما تظهر
محسن : خير ان شاء الله

تركته چيهان الخواجه واتجهت الى غرفتها وحاولت ان تهدأ من روعها وتقنع نفسها بما قاله زوجها 
وقف محسن الفولى في بهو ڤيلته واشعل سيجار لـ يقوم بـ تدخينه وردد قائلاً "جيب العواقب سليمه يارب"

كان محسن الفولى يعمل قاضياً بـ هيئة القضاء المصرى وتزوج من سيدة الاعمال چيهان الخواجة ابنة الوزير السابق فؤاد الخواجة وانجبا اثنين من الابناء ، ايساف ويبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً وايسل التى تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاماً
__**__**__
مازالت ايسل تتكوم داخل نفسها وتبكى وتشهق في صمت ، كانت كـ الطفل التائه عن والدته وتشبهت في نظراتها وبكائها وخوفها حقاً بالاطفال ، نظر اليها سيف واطال النظر اليها ، اوقف اليخت بعدما استقر به في منتصف البحر وذهب الى الثلاجة المتواجدة في اليخت واحضر طعاماً ومشروباً وذهب الى ايسل وجلس بجوارها

سيف : مجوعتيش ؟
اومأت ايسل رأسها دلاله على الرفض
سيف : لازم تاكلى ، انتِ تعبانه طول اليوم

حاول سيف اقناعها ان تأكل واصرت ايسل على رفضها ومع غروب الشمس دب الخوف في قلب ايسل مما جعلها تشعر بـ البرد وحين رآها سيف تحاول احتضان جسدها كى تشعر بالدفء جلب لها غطاء ووضعه فوق اكتافها لـ تخبأ به ايسل جسدها ، جلس سيف بجوارها ولكن ابتعدت ايسل قليلاً عنه

سيف : ايسل ، انتِ خايفه منى ؟
اومأت ايسل رأسها دلاله على الايجاب
سيف وقد ترقرقت الدموع في عينيه : خايفه مني انا يا ايسل !! ازاي (ورتب على كتفها)
ايسل وهي تبتعد عنه قليلاً : انا معرفكش وانت معاك سلاح
سيف : انا اسف ، انا مكنش قصدي اتعصب او اخوفك بالسلاح ، انا بس خوفت فعلاً لـ ترمى نفسك في البحر ، اصل انا عارفك مجنونه وتعمليها
ايسل : يعني انت عارفني ؟
سيف : اه عارفك طبعاً وانتِ مفروض تبقي عرفانى
ايسل : طيب قولي انا مين وانت مين ؟ انا مش قادرة افتكر اي حاجه خالص ، ارجوك ريحنى
سيف : هحكيلك كل حاجه بس بشرط
ايسل : شرط ايه ؟
سيف : تاكلى الاول وتشربي العصير ده ، عشان خاطرى
ايسل : ماهو ممكن الاكل يكون مسموم او العصير فيه حاجه
سيف : ايسل انا عايزك تعرفي اني عمرى ما هأذيكي ، عمرى ما هعمل حاجه تضرك وعشان برضه تعرفي اني مقدر (وقد امسك بـ شوكة الطعام ) انا هاكل قبلك من الاكل وهشرب من نفس العصير عشان تطمني وتاكلى

وبالفعل تناول سيف من نفس الطعام والمشروب وايسل تنظر اليه بـ استغراب

ايسل : طيب و ...... (وصمتت)
سيف : و ايه ؟
ايسل : والسلاح ؟
سيف (اخرجه من طيات ملابسه) : اهوه ، خليه معاكى لو ده هيطمنك

بعد تردد اخذت ايسل السلاح النارى من سيف ووضعته بجوارها وبدأت تتناول الطعام وسيف يراقبها في صمت
__**__**__
لم تستطع السيدة چيهان الخواجة البقاء في منزلها اكثر من ذلك فـ اتجهت الى منزل والدها الوزير السابق فؤاد الخواجه ، كانت لا تطيق البقاء في المنزل بسبب حالة الهدوء التى تتملك زوجها

فؤاد : چيچي انتِ مكبرة الحكاية شوية
چيهان : مكبراها ازاي يا بابا ، بقولك الساعه داخله على ١٢ بالليل وايسل لا ظهرت ولا اتكلمت ومحسن على قلبه مراوح
فؤاد : اصل ايسل بنتك ممكن تسافر في اى وقت ، ممكن ترجع متأخر عادي
چيهان : بس بتتصل تقول وبتابع معايا طول اليوم ، يا بابا بقولك صحابها اللى خرجت تقابلهم محدش فيهم شافها وعربيتها مركونه ادام النادى
فؤاد : ان شاء الله هتلاقيها بتتصل بيكي ولا راجعه
چيهان : انا قلبى مش مطمن ، حاسه ان بنتي حصلها حاجه
فؤاد : اهدى يا چيچي متكبريش الحكاية ، ما ايساف بقاله اربع ايام مرجعش البيت مش قلقانه عليه كده ليه
چيهان : هي البنت زي الولد ، ايساف عادي بالنسباله يختفي ويسافر وبقاله عشر ايام مش اربعه واحنا اتعودنا على كده ومبقناش بنقلق ، لكن التصرفات دي مش تصرفات ايسل

في تلك الاثناء رن الهاتف النقال الخاص بـ چيهان الخواجه

چيهان : ده محسن 
فؤاد : ردي عليه ، زمانه قلق عليكي

اجابت چيهان على الهاتف النقال

محسن : انتِ فين يا چيهان ؟
چيهان : عند بابا
محسن : في حاجه ؟ هو كويس
چيهان : بخير الحمد لله ، انا جيت اشوفه بس
محسن : ايسل مكلمتكيش ؟
چيهان : لا ، وموبايلها لسه مقفول
محسن : طيب انا حبيت اعرفك ان اتبلغ بـ اوصافها في كل اللجان اللى ممكن تعدى عليها
چيهان : والله !! لا كتر خيرك
محسن : چيهان بلاش الاسلوب ده ، قولتلك منقدرش نبلغ قبل ٤٨ ساعه
چيهان : انت قاضى ، فاهم يعنى ايه قاضى !!
محسن : وعشان انا قاضى وفاهم يعنى ايه قاضى بقولك كده
چيهان : البنت لو حصلها حاجه بسبب تأخيرك ده انا مش هسامحك
محسن : خدي بالك على نفسك وسلميليى على سيادة الوزير
چيهان : الله يسلمك

واغلقا الخط ..

فؤاد : بالراحة شوية يا چيهان
چيهان : يارب ارزقني بالهدوء والبرود اللى عندهم
فؤاد : ربنا يجيب العواقب سليمه ان شاء الله
__**__
في الجهة الاخرى كان قد عاد ايساف الفولى بعد غياب دام عشرة ايام ، دخل اثناء مهاتفة والده الى والدته واستمع الى النصف الاخير من المكالمة
كان ايساف يبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً ، يمتلك شركة سياحة ويعيش اغلب اوقاته في السفر سواء داخل مصر او خارجها

ايساف (وهو يصافح والده) : اذيك يا بابا
محسن : حمدالله على السلامة يا ايساف باشا ، عشر ايام بحالهم منشوفكش
ايساف : شغلى كده يا بابا
محسن : المهم تبقى مستريح
ايساف : هو في ايه ، ماما مالها
محسن : ايسل اختك
ايساف : مالها ؟
محسن : خرجت الساعه ١١ الصبح ومرجعتش لحد دلوقتي ، موبايلها مقفول من الصبح ومحدش من اصحابها شافها وعربيتها مركونه عند النادي
ايساف ناظراً الى ساعة يده : الساعه داخله على ١٢ بالليل
محسن : شكراً على الاضافه القيمة دي
ايساف : طيب انت بلغت عن اختفائها
محسن : لا ، لان معداش الوقت الكافى اللى يخلينا نبلغ ومفيش اي مظاهر تقول مثلاً انها مخطوفة
ايساف : انا شايف انها ممكن تكون سافرت او حاجه يعني مش لازم يكون حصلها حاجه
محسن : مانت عشان متعود على كده
ايساف : ان شاء الله خير وهيطلع مفيش حاجه
محسن : قول لامك الكلام ده
ايساف : معلش يا بابا ، انت عارف ماما قلوقة شوية
محسن : ربنا يستر ويطمنها
ايساف : يارب

كانت حالة الهدوء والبرود التى تتملك من القاضى محسن الفولى ماهى الا حالة ظاهريه فقط حتي لا يزيد من قلق زوجته ولكنه في الواقع كان قلقاً اكثر منها لذلك ارسل مَن يسأل عن ابنته في جميع المستشفيات والمشرحة واقسام الشرطة وكل الاماكن التى يمكن ان تتواجد بها وايضاً بحث عن اسمها في اسماء المسافرين على رحلات الطيران سواء خارج مصر او داخلها الى ان وزع اوصافها على جميع كمائن الشرطة التى يمكنها المرور عليها ووضع اسمها ضمن قائمة ترقب الوصول او المغادرة
فعل محسن الفولى كل هذا من خلال معارفه في الهيئة التشريعيه او الهيئة التنفيذية ، فعل كل هذا دون علم زوجته حتي لا يزيد من قلقها او يشعرها ان الامر بـ تلك الخطورة
__**__
صعد ايساف الى غرفته قام بـ اخذ دش وبدل ملابسه
امسك بـ هاتفه النقال وحاول الاتصال بـ اخته لـ يجد هاتفها خارج نطاق الخدمة
على الرغم من حالة اللامبالاة التى يعيشها ايساف طوال حياته وعدم اهتمامه بـ عائلته او ما يحدث لهما الا انه عاد اليوم فقط لان القلق اصابه على اخته حيث انه هاتفها مراراً وتكراراً طوال اليوم ولكن هاتفها كان خارج الخدمة طوال اليوم وما زاد قلقه ان ايسل تتواصل مع اخيها من حين الى اخر عبر برامج التواصل الاجتماعي
ترك ايساف الهاتف جانباً وقام بـ استكمال ارتداء ملابسه ، رن هاتفه النقال وجرى ايساف نحوه ظناً منه انها اخته ولكنه وجدها ساندى ، تلك الفتاة التى وقع في حبها في الفترة الاخيرة والتى تحاول الاتصال به طوال اليوم ولكنه لم يكن يجيبها

ايساف : الو
ساندى : اخيراً رديت عليا
ايساف : معلش كنت مشغول جداً
ساندى : اااه مشغول ، انت فين يا ايساف ؟
ايساف : في البيت ، في القاهرة يا ساندى
ساندى : والله !! القاهرة ، وانا اخر مَن يعلم
ايساف : بلا اخر بلا اول ، من امتي يعني مانا بسافر اي مكان في اي وقت ، ده مش جديد عليكي
ساندى : بس مش اكون انا مسافرة معاك السخنه وانت تنزل القاهرة وتسيبنى
ايساف : مبدأياً انا مقولتلكيش تجي معايا السخنه انتِ اللى شبطتي ، ثانياً حصل ظرف مفاجئ خلاني انزل القاهره من غير ترتيب
ساندى : ظرف ايه ده بقي ان شاء الله ؟

في تلك الاثناء طرقت السيدة چيهان الخواجة باب غرفة ولدها وسمح لها بالدخول

ايساف : ساندى هكلمك بعدين لو سمحتي
ساندى : ماشي يا ايساف ، براحتك

واغلقت ساندى الهاتف واتجه ايساف نحو والدته حتي يصافحها ولكنها قابلته بـ هجوم حاد

چيهان : انت امتي هتحس بينا وباللى بيحصل فينا ؟
ايساف : في ايه يا ماما !!
چيهان : في ان احنا في مصيبه وانت بقالك عشر ايام مختفى
ايساف : مبدأياً مفيش لسه مصيبه حصلت ولو افترضنا ان في مصيبه فهي حصلت النهارده وانا جيت النهاردة اهو
چيهان : بص يا ايساف ، انا رميت طوبتك من زمان وزي مانت مبقتش بتعتبر وجودنا مهم في حياتك انا كمان مبقتش بعتبر وجودك مهم بس دي اختك ، انتوا مالكوش الا بعض
ايساف : ماما انا معملتش حاجه لكل ده ومفيش حاجه اسمها مالكوش الا بعض ، لا لينا ، كل واحد له شغله واصحابه ومع الوقت هيبقاله عيلة مستقله عن التانى فـ بلاش اڤوره والنبى
چيهان : اڤوره !! انت ازاي مش مقدر قيمة العيلة كده
ايساف : هي فين العيلة دي يا ماما !! انا كبرت لقيت حضرتك في شركاتك وشغلك وبابا بين المحاكم والقضايا ، انا مفتكرش مره اتجمعنا على سفرة واحدة
چيهان : انا بقولك اختك ، مش انا ولا ابوك
ايساف : وانا عمرى ما قصرت مع اختي ، بغيب قد ما بغيب بس دايماً على تواصل معاها هي بقي اللى بعيده عني وواخدة جنب ليه معرفش
چيهان : انا غُلبت معاك ومع برودك واللامبالاه دي بس اختك ترجع بالسلامه ان شاء الله وكل ده لازم يتغير
ايساف : ان شاء الله
چيهان : تصبح على خير

وتركته چيهان وغادرت غرفته ، وقف ايساف في منتصف غرفته والاستغراب يسيطر عليه ثم خاطب نفسه قائلاً " اهدي ، محصلش حاجه ، ولا كأنك سمعت حاجة ، هي متوتره بسبب ايسل وبس " حيث ان ايساف لا يحب ان يخوض مشاكل او يحصر نفسه في جو محاط بالطاقة السلبيه لذلك دائماً لا يهتم بـ اي شئ يمكن ان يعكر له صفوه
__**__**__
كل ما يحيط بـ ايسل ظلام ، سواء ظلمة السماء او ظلمة البحر ، كانت تشعر بـ خوف شديد فـ هي في منتصف البحر لا شئ ولا احد حولها سوى الماء والظلمة والكائنات التى تسكن البحر ، لا تعرف احداً ولا ملجأ لها الا سيف الذى لا تعرف اي شئ عنه ولا حتى اسمه ، هي في الاساس لا تعرف شئ عن نفسها 
حين تفكر في الهرب لا تعرف اين يجب ان تهرب هل الى ماء البحر وظلمته ومجهوله ام الى اليابسه حيث لا تتذكر شئ ولا تعلم اين هي
وجدت نفسها حين تفكر في الهرب من سيف تهرب اليه
اي هرب هذا !! هل الذى تهرب من شئ او شخص اليه ؟ ام تهرب من العالم بـ اكمله الى ذاتك او ربما الى الموت
كان سيف يقف بعيداً عنها ولكن يتابعها بـ نظراته واستطاع ان يشعر بـ الحرب التى نشبت في عقلها ، يشعر بـ خوفها وقلقها ، يشعر بـ رغبتها في انتهاء كل ما يحدث لها الان حتي وان كان انتهائها شخصياً ، اقترب منها وهي تقف تراقب امواج البحر العاتيه

سيف : مش هتنامى شوية ، الوقت اتأخر
ايسل : انام وانا مش عارفه انا مين ولا فين ولا مع مين ؟ الناس بتنام عشان تصحي على امل معين ، انا هنام على المجهول واصحي عليه
سيف : تفتكرى يا ايسل الحقيقه بتريح ولا بتتعب
ايسل : يعني ايه ؟
سيف : يعني لو عرفتي حقيقه اللى انتِ فيه ده تفتكرى هتستريحي ؟
ايسل : معرفش بس اكيد على الاقل هبقى عارفه انا مين وانت مين
سيف : كفاية انك تعرفي انك ايسل واني سيف ، وتعال نبدأ سوا من اللحظة دي
ايسل : يعني ايه ؟
سيف : يعني كأننا اتنين اطفال لسه مولدين دلوقتي حالاً ، ميعرفوش الا اساميهم ، ميعرفوش اي حاجه في الدنيا ، مالهمش ذكريات ، مالهمش احلام لسه ، معندهمش مشاكل ولا احزان ، مالهمش حد في الدنيا الا بعض ، هيمسكوا ايد بعض ويحبوا في الحياة مع بعض ويمشوا سوا ، هيعرفوا الدنيا سوا ، هيخلقوا ذكريات سوا ، وهيحلموا ويحققوا احلامهم سوا
ايسل : انت اكيد مش طبيعي ، ماهو لاما مش طبيعي لاما قاصد تعمل فيا كده
سيف : انا طبيعي جداً 
ايسل : طيب قولى اي حاجه عنى ، فقدت الذاكرة دي النهارده ولا انا كنت فقداها قبل كده ، اعرفك منين ، بنحب بعض مثلاً وانا ناسيه
سيف : الوقت اتأخر اوى والدنيا بردت اكتر ، يدوب تنامى

وهم سيف بالمغادرة ولكن اوقفته ايسل بـ امساكه من مرفقه

ايسل : سيف ، ارجوك متسبنيش كده
سيف مقترباً منها وقد لمعت عينيه : انا عمرى ما هسيبك
ايسل : انا مش قصدي كده ، قصدي متسبنيش في الحالة دي
سيف : ايسل
ايسل : نعم
سيف راتباً على كتفيها : ادخلى نامى
ايسل : حرام عليك تسيبنى كده
سيف : هتعرفي كل حاجه في وقتها المناسب ، الاوضة بتاعتك اللى على يمين وكل حاجه فيها نضيفه ، تصبحي على خير

تنهدت ايسل وسقطت دمعات من عينيها ، نظرت الى السماء ، حاولت ان تناجى ربها ولكنها لا تعرف ماذا تقول ، فقط تنهدت وقالت يارب
ذهب سيف الى احد غرف النوم المتواجدة في اليخت وتمدد على احد الاسرة ورغم كل ما مر خلال اليوم الا انه غرق في نومٍ عميق دون ان يشعر ولكن بعد مرور ساعه تقريباً استيقظ من نومه وهو مضطرب
خرج من غرفته واتجه الى الغرفة الاخرى التى من المفترض ان تكون ايسل نائمة بها لـ يجد الغرفة فارغه فـ صعد الى اعلى اليخت ولكنه لم يجدها ايضاً ، ظل ينادى عليها بـ اسمها وهو يفتش غرف اليخت ودورات المياة ولكن دون جدوى الى ان وصل الى مؤخرة اليخت لـ يجدها تجلس هناك ويبدو انها منهمكة في امر ما

سيف بصوت اجش : ايسل

اضطربت ايسل والتفت الى سيف ونظرت اليه بـ عينيها الدامعه ، الخائفة

سيف باهتمام شديد : بتعملى ايه كده ؟

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق