Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الخميس، 28 يوليو 2016

ايسل (بلا ذاكرة)-الفصل السادس

الفصل السادس

حتي تلك اللحظة لم تعرف ايسل هل هي حقاً تصدق سيف ام اضطرت ان تصدقه لان لا سبيل لديها سوى ان تصدقه
ولكن هناك شئ بداخلها يشعرها بالامان في حضرة سيف ، شئ بداخلها يخبرها انه حقاً يحبها ولم يختطفها كما توقعت ، لذلك قررت ايسل ان تتبع شعورها وتصدقه وان تُنحى عقلها جانباً 
كان سيف نائماً في غرفته نظراً لسهره طوال الليل وبمجرد شعوره بـ بعض من الامان والراحة ذهب في نوم عميق
سأمت ايسل الجلوس بـ مفردها فـ ذهبت اليه في غرفته بعدما ارتدت احدى بدل السباحة المتواجدة في خزانة الملابس

ايسل : سيف ، اصحى يا سيف
سيف (وهو غارقاً في النوم) : في ايه ؟
ايسل : اليخت بيغرق يا سيف

نهض سيف من نومه وهو مضطرب وقلق جداً

سيف : بيغرق ازاي انتِ بتقولي ايه ؟
ايسل : معرفش قوم الحق

قفز سيف من تخته واتبعته ايسل الى اعلى اليخت لـ يجد سيف ان كل شئ مثلما تركه ، تعالت ضحكات ايسل بسبب ما فعلته

سيف : انتِ بتهرجى يا ايسل
ايسل : اكيد بهرج
سيف : دي طريقه تهريج يعني ، خضتيني فعلاً
ايسل : اعمل ايه !! بقالى كتير بصحيك وانت زي الميت مالقتش حل الا كده
سيف : هعديهالك عشان ضحكتي من قلبك
ايسل (وهي تدفعه الى داخل اليخت) : طيب يالا بسرعه انجز
سيف : بسرعه ايه وانجز ايه ؟
ايسل : البس مايوه يالا وتعال ننزل البحر شوية
سيف : جداً

وبالفعل قام سيف بـ تبديل ملابسه وارتدي ملابس السباحة وقفز في البحر خلف ايسل وظلوا يسبحوا ويلهوا سوياً لمده فاقت النصف ساعه ثم صعدوا مره اخرى الى اعلى اليخت

ايسل (وهي تجفف جسدها) : امال ايه معني التاتو اللى على ضهرى ده
سيف : انتِ مش فاكره ؟
ايسل : لا
سيف : دي كلمات بالصينى
ايسل : معناها ايه
سيف : هحكيلك قصته
ايسل : احكيلي
سيف : انتِ كنتِ عاملة تاتو فراشة وبعدين قولتيلي انك عايزه تغيريه بـ اسمى بس خوفتي تكتبيه انجليزي عشان هيتفهم بسهولة فـ كتبتيه بالصينى
ايسل : يعني احنا كنا بنحب بعض ؟
سيف : مكناش ، احنا لحد قبل الحادثة بـ لحظات كنا مقررين حاجات كتيره اوى
ايسل : هربت معاك ولا خطفتني ؟
سيف : الاتنين
ايسل : ازاي الاتنين ؟
سيف : شوفتى انتِ بتجرجرينى ازاي وانا قولتلك مش هقولك حاجة الا لما اتأكد
ايسل : خلاص خلاص ، قولي بقى الحته الغامقة اللى في رجلى دي حرق ولا ايه ؟
سيف : انا كنت سألتك عنها وانتِ قولتيلي انه حرق وانتِ صغيرة 
ايسل : اتحرقت ازاي ؟
سيف : عملتي حاجة غلط وباباكى عاقبك عليها
ايسل : بالحرق ؟
سيف : انا معرفش انتِ اللى حكيتلي
ايسل : بابا كان اب قاسى عليا ؟
سيف : غصب عنه يا حبيبتي ، طبيعه شغله فرضت عليه كده
ايسل : بيشتغل ايه
سيف (وقد نهض من جوارها) : عماله تجرجرى فيا انتِ (قام بـ تشغيل موسيقى كلاسيكية) ترقصى
ايسل : كنت بعرف ارقص ولا ايه ؟
سيف : تعالى اعلمك كل حاجة من اول وجديد
ايسل (وقد نهضت) : موافقه

وعاش سيف وايسل وقت لا ينسى لـ كلاهما ، فقد كان سيف في قمة سعادته ان ايسل بدأت تندمج معه ، اما ايسل فحاولت ان تستمتع بـ حياتها الحالية وبالفعل كانت سعيدة بتلك اللحظات
__**__**__
جلس ايساف في غرفته محاولاً استيعاب ما قالته ساندى ، يسأل نفسه ماذا عرفت عنه من الفتيات الاخريات وماذا تقصد بهذا الكلام
وعلى الرغم من ان ايساف هو مَن قرر ان ينهي علاقته بـ ايسل وهو مَن اخبرها انه لم يعد يحبها ولا يريد الاستمرار الا انه يعيش ذلك الدور المفضل بالنسبه له ، دور الضحية
كل هذا يمكن ان يكون هين اذا كانت الظروف مختلفه ، فـ كيف له ان يشغل باله مثل هذه الامور وشقيقته لم تظهر بعد ولم يعرف احد اي خبر عنها
ذلك الامر الذي كان يسبب الضيق لـ والديه لذلك قرر والده ان يتحدث معه مره اخرى
ذهب اليه في غرفته وطرق الباب وسمح له ايساف بالدخول

محسن : صاحى
ايساف : اه
محسن : ممكن اتكلم معاك شوية
ايساف : اكيد يا بابا
محسن : انا عايزك تساعدنا في اننا نلاقى اختك
ايساف : تانى يا بابا 
محسن : خلينا نفترض انها اختارت الولد ده ودي شكل الحياة اللى اختارتها بس على الاقل نعرف مكانها عشان نطمن عليها
ايساف : طيب وازاي انا هساعد في حاجة زي كده ، مش براء بيدور عليها
محسن : براء بيدور في اطار شغله وسلطاته ، انت كمان هتدور في اطار شغلك وسلطاتك
ايساف : مش فاهم يا بابا
محسن : يعني انت شغلك في السياحة صح
ايساف : صح
محسن : تعرف فنادق كتير وقرى سياحيه وما شابه ، انت بقى عن طريق شغلك ومعارفك تقدر تعرفلنا اذا كانت ايسل او الولد ده نزلوا في اي فندق او قرية سياحية
ايساف : هو تفكير كويس 
محسن : مانا عارف ، محدش هيبقي عارف كل الفنادق والقرى السياحية على مستوى مصر قدك
ايساف : ولو اني شايف ان من حقها تعيش الحياة اللى اختارتها بس حاضر ، انا هدور عليها في كل الاماكن السياحيه 
محسن : انا متعشم خير في الموضوع ده
ايساف : ان شاء الله هتبقى كويسه ومش هيطلع في حاجة
محسن : يارب ان شاء الله

ورغم ان محسن الفولى يعلم انه من المستحيل ان تكون ابنته في احد الفنادق او القرى السياحيه لانها اذا كانت مخطوفة لن يذهب بها الخاطف الى فندق يتطلب بياناتها واذا كانت هاربة فـ هي اذكى من ان تذهب الى فندق تكون فيه مضطرة ان تُعرف نفسها ولكنه استعمل تلك الفكره فقط لـ يضع ابنه في مسئولية البحث عن ايسل
فـ بمجرد ان ترك محسن غرفة ابنه ، بدأ ايساف بـ مراسلة معظم الفنادق والقرى السياحية التى يعرفها
__**__**__
اتفق النقيبين براء الفولى و أيمن مُنذر على ان يتقابلا بعد انتهاء عملهما
 براء وأيمن اصدقاء منذ زمن طويل ، التحقا سوياً بـ كلية الشرطة وتخرجا منها سوياً
لم يفرقهما سوا جهات العمل فقط حيث ان براء يعمل في المباحث  وأيمن يعمل فى شرطه الموانئ ( المطار )
بعدما طلب براء من أيمن ان يضع كلاً من "ايسل ، سيف ، رولا" ضمن اسماء الممنوعين من السفر ، طلب أيمن ان يقابله

أيمن : انا مش فاهم حاجة وعايز افهم 
براء : تفهم ايه ؟
أيمن : مبدأياً انت عارف كويس اوى اني مقدرش احط اي اسماء ضمن قوايم الممنوعين من السفر الا بـ حكم محكمه
براء : وانا مش عايزك تحطهم ضمن القايمه ولا تعمل ده بشكل رسمى
أيمن : امال ؟
براء : عايزك تركز الفترة الجاية بس لو اسم من الاسماء دول عدي عليك عطلهم عن طلوع الطياره وكلمني بس كده
أيمن : ليه ؟ عايز افهم وبعدين مش ايسل الفولى دي بنت عمك والحب القديم
براء : ايسل مختفيه بقالها فتره وشاكين انها هربت مع اللى اسمه سيف ده ، استريحت كده
أيمن : هربت !!
براء : اهلها مش قادرين طبعاً يبلغوا بشكل رسمى فـ بندور عليها بس بدون بلاغ فهمت
أيمن : آه فهمت
براء : هتساعدنى ؟
أيمن : أكيد يعني يا صاحبى بس مين رولا بقى ؟
براء : صاحبتهم هما الاتنين وحاسس انها تعرف حاجة
أيمن : انت متأكد انها اسمها رولا شكرى حسان ؟
براء : آه متأكد
أيمن : تعرف اسمها كامل
براء (وهو يفتش حاوية نقوده) : كان معايا اسمها كامل في ورقه هنا في المحفظه ، ااه اهيه

واعطاه تلك الورقه وقرأ أيمن مُنذر اسمها كاملاً

أيمن : هي
براء : مش فاهم
أيمن : انا عارف رولا دي وارتبطت بيها فتره
براء : مقولتليش يعني
أيمن : لا قولتلك وقولتلك انها صاحبة بنت عمك ، دي اللى كنت هخطبها بس ابوها اتسجن
براء : اااه افتكرت ، اتسجن في قروض وتهرب ضريبى صح ؟
أيمن : اه هو 
براء : انا بدأ يبقي عندي يقين ان ايسل مش هربانه
أيمن : امال ، مخطوفه يعني ؟
براء : الواد اللى اسمه سيف ده ابوه مسجون برضه في قضيه تهرب ضريبي وقروض ، وابو رولا في نفس القضية ، واللى حكم في القضيتين عمى محسن اللى هو ابو ايسل ، وايسل صاحبة رولا وسيف ، انا بدأ يبقي عندي شعور قوى ان الواد والبت دول بينتقموا من عمى او من ايسل
أيمن : من خلال معرفتي بـ رولا فمتوقعش منها انها تعمل كده ، هي مش حقودة للدرجة دي ، حتي بعد ما ابوها اتسجن وتقريباً اتفقرت مكنتش حاقده يعني
براء : اتفقرت ازاي ؟ دي عايشه عيشه كويسه جداً
أيمن : عايشه مع خالتها ، ست غنيه اوى وملهاش زوج ولا اولاد ، خدت رولا وبتصرف عليها زي مانت شايف كده
براء : وفين باقى عيلتها ؟
أيمن : ملهاش اخوات ومامتها متوفيه
براء : وليه متجوزتهاش
أيمن : ابويا رفض بسبب حوار ابوها ده
براء : ما علينا ، بس انا متأكد انها مخبيه حاجة
أيمن : انا مبقولكش انها مش مخبيه ، انا بقولك ان عمر الشر ما يوصل بيها لـ خطف وانتقام
براء : تمام ، المهم انت بس تركز معايا الفترة دي ارجوك
أيمن : متقلقش يا معلم ، انت برضه لو احتجتني في اي حاجة بره المطار برضه عرفنى
براء : تسلم يا معلم ده العشم برضه
__**__**__
منذ ان طلب محسن الفولى من ابنه البحث عن ايسل وايساف لم يتوقف عن هذا
فـ بسبب علاقاته الكثيره في مجال عمله استطاع ان يفعل هذا فقط بالهاتف
كان محسن الفولى يتناول طعام الافطار مع زوجته ، ذلك الطعام الذي يوضع على المائده كل يوم ويبقي كما هو

چيهان : يا محسن كُل عشان الادوية اللى بتاخدها ؟
محسن : انصحي نفسك الاول
چيهان : انا كنت عايزه اقولك على حاجة مهمه
محسن : قولي
چيهان : طبعاً متمناش حاجة زي كده وقلبي بيوجعني لمجرد التصور
محسن : قولي يا چيهان
چيهان : الخطف زاد اوى في مصر ، وبقى في بنات بتتخطف وتتقتل وفي اللى بيتعرضوا لاغتصاب
محسن : قصدك ايه
چيهان : انا خايفه يكون حد خطف ايسل بغرض السرقه او الاغتصاب وبعد الشر قتلها ورمي جثتها في مياة او صحرا واحنا عشان مش مبلغين فمش عارفين نوصلها
محسن : بس انا سألت في المشرحة .....
چيهان مقاطعه : يا حبيبي الكلام ده من اسبوع ، احنا لو مبلغين كل ما تظهر حاجة جديده هيبلغونا
محسن : هاخد رأي براء كده لما اقابله
چيهان : بمناسبه براء بقى ، منين واثق انه فعلاً هيساعدنا
محسن : ليه بتقولي كده ؟
چيهان : نسيت اللى حصل بينه وبين ايسل
محسن : براء اعقل من كده
چيهان : يا خوفى
محسن : متقلقنيش بقى ، انا مش ناقص

في ذلك الوقت جاء ايساف لـ يتناول مع والديه طعام الافطار ويخبرهما بما وصل اليه

ايساف : صباح الخير
والديه : صباح النور
ايساف : برضه مكلتوش
چيهان : عماله اقنع باباك ياكل
ايساف : حضرتك عايزه حد يقنعك
محسن : عملت ايه ؟
ايساف : غالباً اساميهم مش موجوده في اي فندق او قرى سياحيه اعرفها
چيهان : هي لو هربت مش هتروح فندق عشان هي عارفه انهم هيطلبوا بياناتها
ايساف : انا عارف كده بس حبيت اريح بابا
محسن : يعني لو هربت ممكن تكون زورت اوراق بـ بيانات جديده
ايساف : لو عملت كده اتوقع انها هتكون سافرت بره مصر
محسن : انت برضه دور عليها بالشكل في مصر وانا هشوف موضوع بره مصر ده بطريقتى
ايساف : تمام
چيهان : ربنا يرجعك بالسلامه يا ايسل
محسن : يارب
__**__**__
في الصباح توجهت رولا الى مطار القاهرة  لتغادر القاهرة على متن الطائرة المتجهة الى مدينة الاقصر ، فقد فشلت رولا في السفر الى خارج مصر خلال تلك المدة القصيرة لذلك قررت الابتعاد عن القاهرة حتي تستطيع ان تسافر خارج مصر
وصلت الى مطار القاهره وبلغ احدهم النقيب أيمن مُنذر بـ وجود رولا حسان في صالة المسافرين
هاتف أيمن صديقه براء واخبره بـ تواجد رولا في المطار
ترك براء الفولى كل شئ وذهب مُسرعاً الى مطار القاهرة بعدما قال الى أيمن "عطلها بـ أي شكل من الاشكال يا أيمن ، متخلهاش تطلع الطيارة"
ولم يجد أيمن اي طريقه سوي ان يذهب اليها ويتحدث معها رغم خوفه الشديد من الحنين اليها

أيمن : رولا !! اذيك
رولا باستغراب : أيمن (شردت لثوان) الحمد لله انت اخبارك ايه ؟
أيمن : الحمد لله بخير ، انتِ مسافره فين
رولا : الاقصر
أيمن : عادي ولا فى حاجة ؟
رولا : لا عادي
أيمن : طيب يعني تبقى جاية المطار ومتكلمنيش ، انتِ مش عارفه اني بشتغل هنا ؟
رولا : اه عارفه بس الموضوع مش مستاهل
أيمن : خلاص انا هستناكى تكلميني في اللي يستاهل
رولا : ان شاء الله (ثم تذكرت رولا براء) ، هسألك عن حد جايز تعرفه
أيمن : حد مين ؟
رولا : واحد اسمه براء الفولى ، تعرفه ؟
أيمن : لا ، ماله ده ؟
رولا : توقعت انك تعرفه اصله ظابط
أيمن : مانا معرفش كل الظباط
رولا : ما علينا
أيمن : ماله يعني
رولا : لا ده كان متقدملي وبسأل عليه
أيمن : اااه متقدملك ، ربنا يوفقك عموماً لو معاكي اسمه بالكامل هاتيهولي وانا اسألك عليه
رولا : هو عمه يبقي القاضى محسن الفولى
أيمن : انا عارف سيادة المستشار محسن بس معرفش براء ده

فى تلك الاثناء لمحت رولا براء متجهاً نحوها فقررت ان تنهي الحوار مع أيمن وتغادر في الحال

رولا : تمام ، عن اذنك لازم امشي دلوقتي
أيمن : استني بس اخد رقمك
رولا (وهي تمشي بسرعه وعجلة) : مش هينفع دلوقتي

ومشيت رولا بخطوات سريعه جداً جعلت براء يجرى خلفها حتي لحقها وامسك بمرفقها

براء : على فين ؟
رولا : في ايه ؟
براء : بسألك على فين ؟
رولا : مسافرة ، عند حضرتك مانع
براء : طيب تعالى معايا
رولا : مش هروح معاك في حته
براء : هتجي بالذوق ولا حابه تجربى العافيه
رولا : انا معرفش حاجة ، سيبك مني وسيبنى في حالى
براء : انا اديتلك يومين تفكرى وتجي تحكيلي ، رغم ان يومين كتير اوى بس قولت معلش تاخدي وقتك ، انتِ بقى مفكرتيش في اي حاجة الا انك تهربى
رولا : صدقنى انا معرفش اي حاجة ومسافرة عادي ولو خايفة منك او مخبيه حاجة كنت سافرت بالقطر
براء : فكك من التحوير ده ، مش عليا ، انا مباحث يعني مسمعتش في حياتى اكتر من الحوارات والاسطوانات دي ، انتِ مسافرتيش قطر عشان مش متعوده عليه مش اكتر وسافرتي طيران عشان واثقه ان طالما مفيش بلاغ يبقي مفيش منع من السفر 

في تلك اللحظه جاءت رساله نصيه على هاتف براء من أيمن وكان مضمونها "رولا سألتني عليك وانا قولتلها اني معرفكش"

براء : رولا ، انا مش هسيبك الا لما اعرف كل حاجة تعرفيها
رولا : اللى اعرفه مش هيفيدك بحاجة
براء : انتِ عارفه انا بدور على ايسل ليه ؟
رولا : عشان بنت عمك
براء : لا ، عشان نتأكد انها مش هربانه ، لو اتأكدنا من ده ساعتها هنبلغ رسمى وهنمشي في اجراءات رسمى وكلامنا ده مش هيبقي في نادي او مطار ، ده هيبقي في قسم ، وانا مش ظابط طيب وكيوت وبحقق العدل المنشود ، لا انا ظابط مفترى وبعذب واكهرب في القسم عادي وعندي فرج برضه وكل اللى قلبك يحبه
رولا : انت بتهددنى ؟
براء : لا ده مش تهديد ، ده نبذه مختصره عن اللى ممكن يحصل
رولا : انا عندي معاد طيارة
براء : ده سبب ادعي انك تنجزى وتحكى
رولا : اوك انا هحكيلك اللى اعرفه بس والله انا ماعرف اكتر من اللى هحكيه
براء : تمام

جلس براء ورولا على احد المقاعد المتواجدة في صالة المطار

رولا : سيف وايسل بيحبوا بعض ، وسيف اتقدم لـ ايسل مرتين وباباها رفضه عشان شايف ان باباه راجل فاسد وحرامي وانه استحالة يناسبه ، ايسل حاولت مع باباها كتير بس فشلت المحاولات فقرروا يهربوا سوا ويتجوزوا بعيد عنهم
براء : ليه قولتي لـ ايسل انك مش في النادى وانتِ كنتي هناك ؟
رولا : سيف قالى اني لو قابتلها هيتأخروا ، وخاف اقنعها متهربش معاه
براء : يتأخروا على ايه ؟
رولا : معرفش هو قال كده
براء : بس سيف كلمك قبل ما تكلمي ايسل وتتفقوا تتقابلوا وكلمتيه بعد ما كلمتيها واتكلمتوا مرتين بعدها
رولا : مامة ايسل مكنتش عيزاها تخرج في اليوم ده فـ سيف طلب مني اكلمها عشان مامتها توافق تخرجها ومتبوظش عليهم خطة هروبهم
براء : واتكلمتوا تانى بعدها في ايه ؟
رولا : انا مكنتش اعرف انهم هيهربوا ولما عرفت بقيت اكلم سيف اقنعه ان ده مينفعش
براء : وليه مكلمتيش ايسل ، مش هي صاحبتك واقربلك
رولا : عشان كنت متأكده ان سيف عاملها غسيل مخ
براء : طيب استنى

واخرج براء هاتفه النقال واتصل بـ زوجة عمه "چيهان الخواجه"

براء : اذيك يا طنط
چيهان : الحمد لله يا براء ، في جديد
براء : حضرتك فاكره تفاصيل يوم ما ايسل اختفت 
چيهان : الى حد كبير
براء : اليوم ده انتِ كنتي منعاها من الخروج
چيهان : لا مش منعاها بمعني منعاها
براء : امال ؟
چيهان : احنا كان مفروض نخرج على الساعه خمسه كده فقولتلها لو مفيش حاجة مهمه في النادي مش مهم تروحي او تعالى معايا الشغل
براء : لكن مكنش في رفض او منع صريح
چيهان : لا ، انا كنت بقولها كده عشان اليوم ده كان شكلها مرهق ومكسله تخرج فخوفت تروح النادى تكسل تروح معايا المشوار
براء : انا مسألتش حضرتك يا طنط ، هو ايه المشوار ده ؟
چيهان : عندي ديفيله قريب وكنت عيزاها تروح معايا وانا بشترى الخامات
براء : تمام هرجع اكلم حضرتك تانى

واغلق براء الهاتف وتوجه بـ بصره الى رولا

براء : ام ايسل بتقول انها ممنعتهاش
رولا : بس ايسل قالت انها منعتها
براء : يعني انتِ دلوقتي بتقولي ان ايسل مع سيف
رولا : المفروض
براء : متعرفيش كانوا مخططين يروحوا فين ؟
رولا : مرضيوش يقولوا لحد 
براء : ماشى (وقد نهض) عارفه لو كنتِ بتكدبى
رولا : كفايه تهديدات يا حضرة الظابط بعد اذنك
براء : ماشى ، سواء فضلتى في مصر او لا ، ياريت موبايلك ميتقفلش

وتركها براء وغادر المطار وقررت رولا الغاء فكره السفر لشعورها ان هذا كان تصرف غبي منها حول شك براء بها الى يقين
__**__**__
اثناء عتمة الليل تحرك سيف بـ اليخت مقترباً من الشاطئ حتي يستطيع الحصول على اشارة لـ هاتفه
وقف باليخت بمجرد ان لقط هاتفه اشارة
كان سيف يملك هاتفين ، هاتف لم يستخدمه ولم يقم بـ فتحه منذ يوم الحادث ، وهاتف اخر يحمل رقم جديد وهو الذي يستعمله منذ ذلك اليوم
فى الجهة الاخرى كانت ايسل تشعر بـ حركة اليخت في الماء ولكنها قررت الا تصعد للاعلى الا بعد ان يستقر سيف باليخت وتعرف ماذا يفعل
هاتف سيف رولا وصعدت ايسل الى اعلى اليخت دون ان يشعر بها سيف

سيف : انتِ اصلاً غبيه ، ايه خلاكى تقولي انها معايا
رولا : بقولك بيهددنى وبيراقبني كنت عايزني اعمل ايه
سيف : يعني هما بيدوروا من غير بلاغ
رولا : اه 
سيف : ماشي يا رولا ، لو في حاجة ابقى كلميني
رولا : مانا بقالى كتير بكلمك مفيش شبكة
سيف : مبدأياً انسي رقمي القديم مش هفتحه تانى ، وانتِ اشترى خط تانى كلميني منه عشان لو براء مراقب تليفونك
رولا : حاضر بس انت محكتليش اللى حصل من يوم ماختفيتوا
سيف : مكنتش عارف اكلمك ولا احكيلك ، بس باختصار كده ايسل فقدت الذاكرة
رولا : نعم !!
سيف : زي ما بقولك كده يا رولا

جاء صوت ايسل من الخلف 

ايسل : سيف
سيف لـ رولا : هكلمك بعدين (واغلق الهاتف)
ايسل : مين رولا دي ؟
سيف : دي اختي ، كنت بطمن عليها
ايسل : يعني انا ممكن يكونلي اخ عايز يطمن عليا ؟
سيف : صدقيني اخوكى غالباً لحد دلوقتي ميعرفش انك داخله على اسبوع اهو مرجعتيش البيت
ايسل : انت بتتكلم جد ؟
سيف : جد جداً ، اخوكي عمره ماهتم لا بيكي ولا باللى يخصك وعلى كلامك عنه عمره ماهتم بحد غير نفسه
ايسل (وهي تنظر حولها) : ممكن اطلب منك طلب
سيف : اؤومرى
ايسل : خلينا هنا شوية ، الانوار شكلها تحفة 
سيف : بس ....... (وصمت)
ايسل : سيف انا عامله زي البيبي اللى لسه مولود ، بس طول الوقت ده مخرجش من رحم امه ، رحم امي هو وسط البحر وعتمته ، وخروجي منه هو الانوار اللى هناك دي
سيف : انا مش هنزلك من على اليخت
ايسل : على الاقل خلينا قريبين شوية من الانوار دي ، ارجوك انا محتاجة ده
سيف : ماشى

جلس سيف وايسل سوياً ينظران الى انوار المدينه ، كانت ايسل تشعر بـ ضيق شديد لـ رغبتها العارمة في الانطلاق والذهاب الى تلك المدينة ، كان سيف يراقب في صمت عينيها الحالمتين وبمجرد ان رأي الدموع تملئ عينيها رتب على كتفيها ثم قال لها "هروح اجيب حاجة نشربها"
وذهب الى اسفل اليخت حيث تتواجد الثلاجة وعاد لـ يجد ايسل في حالة يرثى لها ، حالة جعلته يفقد اتزانه ويصرخ بأعلى نبره صوت لديه ولحق بصوته دموع عينيه "ايــســل"

#تابعونا
#ايسل_بلا_ذاكرة
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق