Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 12 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل الثامن عشر)

الفصل الثامن عشر

لم تأخذ التحقيقات مع نور حمدان ورمزى علام وقتاً طويلاً فقط تم عرض اصواتهم على خبير اصوات لـ يتأكد من ان الاصوات التى تم تسجيلها والتى تدينهم بشده هي اصواتهم وليست اصوات مزيفه
حيث قُدمت للنيابه تسجيلاتاً مُسجله الى نور حمدان ورمزى علام وهما يعترفان بالجاسوسيه واستغلال فتيات افلامهما للحصول على معلومات هامه من كبار المسئولين بالدوله
ايضاً كان يعمل نور حمدان قواداً ، حيث كان يستغل الساقطات من فتيات افلامه لاقامة علاقات غير شرعيه مع اثرياء مصريين وعرب او مع شخصيات مشهوره او ذات مراكز هامه مقابل المال
__**__**__
بعدما اخذت يسرا الجريده من جدها وخرجت من المنزل قاصده الذهاب الى عمر لـ تحذيره من جين التى اكتشفت انها جاسوسه حاولت الاتصال بـ عمر كثيراً وهي في طريقها اليه ولكنه لم يجيبها
وصلت يسرا منزل عمر وحاولت الاتصال مره اخرى ولكنها في النهايه قررت ان تطرق باب منزله لـ تقابله وتراه مهما كلفها الامر
طرقت باب المنزل وفتحت كاميليا لـ تجد يسرا واقفه
لم ترى كاميليا حبيبة ابنها يسرا سوى مره او اثنين منذ ارتباط ابنها بها
وفي تلك المرات التى لا تذكر كانت كاميليا تنظر الى يسرا نظرات تربكها تماماً ولا تفهم يسرا المغزى وراء تلك النظرات ، لا تعرف هل هي نظرات تعبر عن الحب ام الكره ؟ ولكنها كانت تتجاهل تلك النظرات وكانت تقول اي سبب الى عمر حتي لا تقابل والدته
فتحت كاميليا الباب لـ تقابل يسرا بنظراتها المربكه ، الغامضه ، الغير مفهومه وكالعاده تجاهلت يسرا نظراتها

يسرا : سلام عليكم ، اذيك يا طنط
كاميليا : اهلاً يا يسرا ، اخبارك انتِ ايه ؟
يسرا : انا تمام ، هو عمر موجود ؟
كاميليا : نايم
يسرا : اه عشان كده مبيردش على الموبايل ، طيب ممكن يا طنط تصحيه لان الموضوع مهم جداً
كاميليا : اكيد مهم والا مكنتيش جيتي لحد هنا ، تعالى ادخلى لحد ماصحيه
يسرا : اوكي شكراً (هامسه لنفسها) مالها الولية دي ؟

ذهبت كاميليا الى غرفه ابنها لـ توقظه ، وعندما استيقظ اخبرته ان يسرا تنتظره بالخارج ، قلق عمر بشده لان طوال فتره ارتباط عمر ويسرا لم تجروأ يسرا على الذهاب الى منزل عمر مما يعني ان الامر هام بشدة ، نهض عمر وبدل ملابسه وخرج لـ يجد يسرا تنتظره في الاستقبال ، عندما رأته يسرا صرخه في وجهه قائله "مصيبه يا عمر" ، نظر عمر اليها ونظر الى والدته وطلب منها ان تقوم باعداد مشروب له ولـ يسرا واخذ يسرا وجلسا في الشرفه

عمر : خير يا بنتى
يسرا : انت لسه ماشي مع جين ؟
عمر : ماشي معاها !! ايه اللفظ ده
يسرا : عمر رد عليا لو سمحت
عمر : انتِ جايه مخصوص عشان غيرتك دي ، انتِ مش هتكبرى بقى وتبطلى هبل
يسرا : لا يا عمر مش جايه عشان غيرانه ، جايه عشان خايفه عليك
عمر : انا مش فاهم حاجه ، في ايه ؟
يسرا : الست جين ، اللى عجباك اوى ومش قادر تستغني عنها
عمر : الله ما تخلصي قولي في ايه ؟
يسرا : جاسوسه
عمر : جاموسه !!
يسرا بغضب شديد : بقولك جاسوسه بطل استعباط
عمر : وربنا سمعتها جاموسه ، بس ايه جاسوسة دي ، اكيد لا
يسرا : ليه اكيد لا !! هي اجنبيه
عمر : مش فكره اجنبيه او لا ، ده عشان اسباب تانيه اهم
يسرا : انا مبخمنش ولا بألف ، الخبر باسمها وصورتها نازلين في الجرايد ، اتفضل اهيه (واعطته الجريده التى تحوى الخبر)

دخلت كاميليا تحمل قدحين من النكسافيه الى عمر ويسرا ، قدمتهما وخرجت من الشرفه ، بعد ان اطلع عمر على الجريده

عمر : شوفتي بقى نور بتاعك طلع جاسوس ازاي وبيشتغل قواد
يسرا : يولع نور المهم جين دي متورطكش معاها
عمر : انتِ قرأتى الخبر ؟
يسرا : قريت المانشيت ، بيقول القبض على مخرج ومنتج مشهورين بتهمة التخابر مع دول اجنبيه بمساعده فتاة اجنبيه
عمر : وفهمتي من المانشيت ان جين جاسوسه وهي اللي مشغله نور ورمزى
يسرا : اكيد
عمر : هاهاها ده المفروض يعني الصحافه دي لعبتك ، انتِ فهمتي المانشيت غلط ، هما اتقبض عليهم بمساعده جين مش بيتخابروا بمساعدتها
يسرا : يعنى ايه ؟
عمر : يعني جين هي الشاهد عليهم وهي اللي ساعدت انهم يتقبض عليهم ، يعني جين كانت مع الشرطه
يسرا : نعم !! انت بتقول ايه ؟ ازاي جين تبع الشرطه
عمر : انا هحكيلك القصه كلها
يسرا : ياريت
عمر : بعد ما سيبنا بعض كنت شاكك في اللي اسمه نور ده ، حاسس ان وراه مصيبه ، البنات اللي بتختفي فجأه وتتشهر وتختفي ، ابوه اللي عاش عمره كله بره وجه يعمل افلام في مصر ولما مات اندفن بره مصر ، ابو نور حمدان كان مخرج الافلام اللى امى اشتغلت فيها ايام ما كانت بتمثل وقالوا انه مكنش عنده اي ولاء او انتماء للبلد بل كان عنده افلام بتسئ للبلد والاجمد من ده ان كان في اشاعات عنه انه جاسوس بس مات من قبل ما حاجه تتكشف تمام
يسرا : تمام
عمر : شكيت ان نور كده برضه زي ابوه ، روحت لواحد صاحبى ضابط شرطه ، حاولت افهم منه ، قالى ان فعلاً المخابرات كانت شاكه في ابو نور ده بس مات قبل ما يتأكدوا من حاجه وانهم بيكتشفوا ان بطلات افلامه على علاقه بناس مهمه في البلد ولسه بيحاولوا يعرفوا السر ورا البنات دول
يسرا : وبعدين ؟
عمر : قررت استغل السكه الوسخه القديمه على طريقه صلاح نصر واعوانه واستغلاله للمثلات
يسرا : مش فاهمه
عمر : قولت لواحد صاحبي يعرفني على فتاة ليل ، بس هو فهم اني عايزها عشان اعمل معاها علاقه فعرفني على حاجه ارقي من فتاة ليل ، بنت ناس يعني وفي نفس الوقت اقدر اعمل معاها علاقه براحتي وميكونش فيه التزامات
يسرا : وبنت الناس دي تبقي جين صح
عمر : بالظبط ، بس انا مكنتش عايزها عشان علاقه ولا الهجص ده
يسرا : امال كنت عايزها ليه ؟
عمر : عشان ازقها على نور حمدان ، عشان ميوقعش الشخصيات دي الا واحده حلوه وكمان لو وافق انها تمثل اكيد هيطلب منها ترافق حد مهم ومن هنا هنعرف بيرافقوهم ليه
يسرا : وبعدين
عمر : جين كانت فاهمه اني رايحلها ومتعرف عليها عشان يكون بينا ارتباط وعلاقه فاضطريت احكيلها السبب الحقيقي وراء طلبى لـ فتاه ليل وهو الايقاع بـ نور حمدان ، الغريبه ان من رغم كونها اجنبيه الا انها وافقت تساعدني
يسرا : وبعدين
عمر : رفضت كتير عشان مش عايزها تتلط في حوار زي ده وعشان هي اجنبيه مكنتش واثق فيها بصراحه بس هى اصرت 
يسرا : وهي اصرت ليه ؟
عمر : مبدأياً عشان حبتني وعشان كمان بتحب مصر وبتعتبرها بلدها
يسرا : يعني انت محصلش حاجه بينك وبينها ؟
عمر : انا عمرى ما لمست واحده يا يسرا ، لا في حلال ولا في حرام
يسرا بفرحه غامره : انت بتتكلم جد يا عمر !! 
عمر : صدقيني بجد ، جين صديقه مش اكتر ، اي نعم قاومتها بالقوه بس المهم انه محصلش حاجه
يسرا : انا بحبك اوى
عمر : المهم
يسرا : يا رخم
عمر : جين غيرت اسمها لـ جميله وراحت النادى اللى بيقعد فيه نور واتعرفت عليه وهو لما شافها قدامه فرسه كده بتطلب انها تمثل وكمان اجنبيه يعني معندهاش حدود وافق وادلها الدور بتاعك يا هانم
يسرا : وبعدين
عمر : مفيش ، كذلك لما شافها رمزى ده نخ وعجبته وقرر يرافقها ، وبعدها شافوا انها ممكن تساعدهم لانها كمان اجنبيه ومصر لا تمثل لها شئ وبدأت بقي تسجلهم في كل مره تقابلهم وكانت بتجيبلي التسجيلات دي 
يسرا : يعني نور فعلاً جاسوس
عمر : مش جاسوس وبس ، ده قواد
يسرا : قواد !!
عمر : ايوه قواد ، البنت اللى ميضمهاش لـ الجاسوسيه يضمها للدعاره
يسرا : ازاي ؟
عمر : يعني البنات الشمال اللي بيمثلوا الادوار الهابطه بتاعه افلامه القذره واللى عمليات التجميل هاتكاهم بيعجبوا ناس اغنيا جداً او مهمين في البلد ليهم مركز مهم او حساس يعنى بس مش عايزين يتجوزوهم ، عايزين يعرفوهم شوية في السر وخلاص ، نور بتاعك ده بيسهلهم الحوار وياخد فلوس مقابل التساهيل دي
يسرا : انا مش قادره استوعب اللى انت بتقوله ده ؟
عمر : لو مش مصدقاني صدقي الجرايد طيب ، او اقولك انا معايا نسخه من تسجيلات نور ورمزى وهما بيطلبوا من جين الطلبين ، سواء تتجسس او تشتغل في الدعاره

نظرت يسرا الى الجريده ثم الى عمر ثم اعادت النظر في الجريده وظلت تبدل نظراتها بين عمر والجريده في محاولة منها لاستيعاب ما قاله عمر

عمر : اللى كان معايا خطوه بخطوة واحد صاحبي رائد شرطه ، عنده خبره هو في حوار الجواسيس ده
يسرا باستغراب : يعني ايه عنده خبره ؟
عمر : يعني اترقي ترقيته الاخيره دي بسبب انه قبض على جاسوس والجاسوس ده كان يبقي حماه
يسرا : مالك الشاذلى صح ؟ والجاسوس ده كان سفير صح (للمتابعين الجدد دول ابطال قصه قصر الدبلوماسى)
عمر : انتِ تعرفيهم ؟
يسرا : لا كتبت مقال عن الموضوع ده ايامها
عمر : هو بقي كان معايا خطوة بخطوه وجابلى الحاجات اللي اسجل بيها كلامهم وقالى امتي الوقت المناسب اننا نكشفهم
يسرا : طيب وليه المخابرات متعملش هى ده ؟؟ يعني المخابرات كانت مستنياك انت
عمر :  عشان شخصيه نور مكنتش هتجى الا بالسكه الشمال دى ودي مش سكة مالك
يسرا : بس سكتك انت !!
عمر : انا كان ممكن اعمل اى حاجه عشان اكشف اللى ورا نور ده ، حتى لو الحاجه دي هي اني اموت
يسرا : ليه كل ده ؟ ليه تجازف المجازفه دي ؟
عمر : عشان كنت خايف عليكي ، عشان كنت هموت من القلق وانا حاسس انك بتضيعي نفسك وبترمي نفسك في الوحل
يسرا : كل ده عشانى يا عمر !!
عمر : عشان بحبك يا يسرا ، عشان لما سيبتك سيبت يسرا اللى بحبها وبتحبني ، مش يسرا بنتي المسئوله مني ، اللى هي امانه في رقبتي ، اللى مينفعش اسيبها تغرق

صمتت يسرا لـ شعورها بالخجل من نفسها وتصرفاتها فـ حين كانت هي تفكر كيف تنتقم من عمر ، فى حين كانت تقابل يحيى وتهاتفه وتحاول ان تصل الى نور حمدان كى تنتقم منه كان عمر يحاول ان ينقذها من الضياع ، كان يجازف بكل شئ لمجرد ان يلحق بها قبل ان تقع في افخاخ نور حمدان

عمر : انتِ كنتِ فاكره فعلاً اني بعدت واتخليت عنك ، كنت متخيله اني ممكن اسيبك تاخدى خطوة في حياتك من غير ماكون في ضهرك
يسرا : انت ازاى كده !! ازاي وليه بتحبني كده ؟
عمر : عشان معرفش اكون غير كده ، عشان يا يسرا معرفش محبكيش ولا اكون ضهرك وسندك
يسرا : انا بحبك اوى ، بجد بحبك (وارتمت يسرا في حضن عمر) سامحني يا عمر
عمر (مملساً على شعرها) : انا مكنتش شايل منك عشان اسامحك ، انا بعشقك يا يسرا
__**__**__
طلب فهد من طبيبه المعالج ان يقابل والدته  وانه يحتاج ان يراها ويتحدث اليها للاهميه وعلى الرغم من ان الطبيب المعالج قام بـ منع الزياره عن فهد الا انه شعر باحتياج فهد الشديد لوالدته فسمح لها بالزياره
جاءت ناديه الى المصحه التى حُجز فيها بكريها مسبقاً ، جاءت لتجد ولدها في قمه انهياره النفسى ، جلست بجواره على تخته واحتضنته وبكى فهد في حضن والدته كالطفل ، بكت هي الاخرى لانها تعرف ان ابنها لا يبكى امام احداً بتلك السهوله ولكنها توقفت عن البكاء وقامت بتهدأته حتى تعرف ما يؤلمه 

نادية : اهدي يا حبيب ماما
فهد : انا تعبان اوى يا ماما ، عشان خاطرى خديني من هنا
نادية : ليه بس يا حبيبي ، احنا مش اتفقنا انك تتعالج ؟
فهد : بس انا هنا بتهان 
ناديه : بتتهان !! ليه بتقول كده ؟
فهد : مبلحقش اعمل حمام في التواليت يا ماما
نادية : مسأله وقت وهتعدي يا حبيبي استحمل
فهد : مش حاسس بأى تحسن ، حاسس اني بتعب اكتر
نادية : ماهو العلاج هياخد وقت ، مفيش حاجه بتجي بسهوله
فهد بحسره وندم شديدين : : انا ضيعت نفسي يا ماما ، انا اللى ضيعت صحتي ومستقبلي بالمخدرات ، المخدرات منفعتنيش في حاجه غير انها دمرتنى
نادية : اخيراً فوقت يا فهد
فهد : متأخر يا ماما ، فوقت وندمت متأخر اوى
نادية : بس فوقت
فهد : تفيد بايه فوقتي وانا واصل للمرحله دي ، قوليلي يفيد بايه
ناديه : يفيد انه هيزود عزيمتك وارادتك ، هيقويكي ، هيخليكي تسعي انك تتحسن
فهد : انا عايز اموت
نادية : لا يا قلبى متقولش كده ، متحرقش قلب امك عليك ، لو بتحبني اوعي تتمني الموت ، طيب انت عارف لما ان شاء الله ربنا يكتبلك الشفا انا هعملك ايه
فهد : ايه ؟
نادية : هجوزك زهرة
فهد : بجد !!
نادية : اه بجد ، هجوزهالك
فهد بنبره يائسه : مامتها مش هتوافق 
نادية : دي مش مشكلتك ، انا ليا اجوزهالك وده وعد مني ليك
فهد : ربنا يخليكي ليا يا ماما
نادية : ويخليك ليا يا حبيبي ويخرجك من المصحه على خير يارب ، شافى معافى

خرجت نادية من غرفه ابنها فهد بعدما اقنعته ان بقائه في المصحه سيساعد في شفائه اسرع ورغم ان نادية لا تعرف كيف ستزوج زهرة الى ابنها الا انها قطعت ذلك الوعد على نفسها لانها تعلم كم سيشجع ذلك الوعد فهد على الشفاء لعلمها بعشقه الى زهرة ، قررت نادية مقابلة الطبيب المعالج قبل ان تغادر المصحه لـ تطمأن منه على صحه ولدها

نادية : فهد عامل ايه يا دكتور ؟
الطبيب : هو في موضوع الادمان بيتحسن وفكره انه ينتكس بقت بعيده تماماً عنه
نادية : وبالنسبه للضمور ، ايه اخر حاجه قالها دكتور المخ والاعصاب
الطبيب : للاسف مفيش تحسن لحد دلوقتي
نادية : طيب في تأخر ، يعني حالته ثابته ولا بتتأخر
الطبيب : للاسف بتتأخر
نادية : ليه بتتأخر !! مش هو يعتبر بطل مخدرات ومنتظم على العلاج يبقي بتتأخر ليه
نادية : المرض عنده عضوي ونفسي ، هو حالته النفسيه مش مسعداه يتحسن ، كذلك حالته اساساً بتاخد وقت طويل عشان تتحسن 

صُدمت ناديه من كلام الطبيب ، خرجت من المصحه وهي تجر اذيال الحسره والالم والندم ، خرجت والدموع تنهار من عينيها كالشلال
رفقاً يا الله بـ قلب الامهات اللاتى لا يشعرن بالراحه مطلقاً ، رفقاً بـ قلوبهن الموجوعه ، القلقه ، الحائره والمضحيه
قلوبهن التى تنزف كل يوماً خوفاً على ابنائهن
رفقاً يا الله بـ امهات لم تصنع شيئاً سوي انها احبت بلا مقابل ، اعطت بلا مقابل ، و ضحت بـ صحتها وعمرها بلا مقابل
رفقاً بـ مَن جعلت الجنة تحت اقدامهن ، رفقاً بـ مَن لا حول لهن ولا قوة في حب ابنائهن وخوفهن عليهم
رفقاً بـ تلك الام الضعيفه ، المنكسره ، التى ذاب قلبها حباً وخوفاً على ابنائها
__**__**__
على الرغم من ان جين ساهمت في عمل بطولى ، وساعدت المخابرات المصريه في القاء القبض على جواسيس تهدد امن مصر ، على الرغم من انها ليست مصريه الا انها تحمل انتماءاً وحباً ووفاءاً الى مصر لا يحمله بعض ابنائها ، على الرغم انها لاقت شهره واسعه داخل مصر الا انها تشعر بالحزن الشديد ، تشعر بالالم لان مهمتها في حياه عمر انتهت ، لان لم يعد هناك مبرر يجمعها بـ عمر

جين : يعني خلاص مش هشوفك تانى ؟
عمر : ليه بتقولي كده ؟
جين : مش نور ورمزى اتقبض عليهم وكلها شويه ويتنفذ فيهم الحكم ، يعني مهمتي خلصت
عمر : انا عايز اوضحلك حاجه
جين : حاجه ايه ؟
عمر : انا لما قولت لـ مصطفي عايز فتاه ليل كان عشان عارف انها لازم هتقدم تنازلات فهي كده كده مقدماها ده اولاً ، وثانياً عشان بعد ما الحوار يخلص  ميكونش في حاجه تربطني بيها لكن القدر حطك في طريقي ورغم كل المعوقات ساعدتيني وساعدتي بلد مش بلدك ، مظنش ان هينفع نخرج من حياه بعض ، هنفضل صحاب
جين : صحاب بس !!
عمر : و ........ (وصمت عمر)
جين : انا بحبك يا عمر ، انت انضف علاقه في حياتي وانضف راجل قابلته ، انت الوحيد اللي كان بينام في بيتي وانا عارفه انه مش طمعان في جسمي ولا في فلوسي ، انت الوحيد اللي رفضت علاقتي بيك تتطور لـ sexual relation ، مينفعش الاقى حد كده ومحبوش
عمر : انا الوحيد اللى شوفت جين من جوه مش من بره ، انتِ الوحيده اللى بكيت قدامها وانا معملتش كده مع اقرب الناس ليا امى ويسرا ، انتِ الوحيده اللي شوفتي ضعفى ، عشان كده مينفعش اخدعك ، ميفنعش ابقي معاكي بجسمي بس 
جين : طيب على الاقل متبعدش عني ، خليني اشوفك دايماً ، اكون على تواصل معاك
عمر : انتِ بقيتي اقرب صديقه ليا فاستحاله ابعد عنك بس ........

قبل ان يكمل عمر حديثه مع جين دق جرس الباب بعنف شديد ، كان الطارق يدق الجرس ويطرق الباب معاً ، شعر عمر وجين بالقلق ، قام عمر لـ يفتح الباب ، قبل ان يفتحه نظر من "العين السحريه" لـ يجده مالك الشاذلى ، ضابط المخابرات المسئول عن قضيه تخابر نور حمدان ورمزى علام مع دول اجنبيه ، طمأن جين بقوله "متخافيش ده مالك" وفتح الباب

مالك : انت فين يا بنى ادم انت مش عارف اوصلك ولا اوصل لـ جين
عمر : موبايلي فاصل شحن وجين قافله موبايلها عشان مش عايزه حد من الصحافه يوصلها ، هو في ايه ؟

دلف مالك الى الداخل واغلق عمر الباب

جين : في حاجه ؟
مالك : لازم تسيبي مصر
- ليه !! (قالها عمر وجين سوياً)
مالك : جين مستهدفه ، ممكن تتقتل في اى لحظه عشان كده لازم تسيب مصر ومينفعش كمان تسافرى لندن لانهم اكيد هيبقوا عارفين انك هناك
عمر : امال تسافر فين ؟
مالك : اي بلد محدش يتوقع وجودها فيها ، واحنا هنأمنها لحد ما تخرج من هنا
جين : يعني انا هعيش هربانه !!
مالك : بصي يا جين ، احنا نقدر نحميكي هنا في مصر بس انا عايز أأمن حاجه ليكي ، صدقيني وجودك في مصر مهما أمناكي هيبقي خطر على حياتك
عمر : طيب مينفعش تسافر مؤقتاً
مالك : هي هتسافر مؤقتاً وبعد كده ممكن ترجع انجلترا عادى
عمر : مش ممكن حكومه بلدها نفسها اصلاً تستهدفها
مالك : للاسف ده وارد
جين : انا مقدرش اعيش عمرى كله خايفه او مستهدفه ، انا ساعدتكوا ولازم تساعدوني
مالك : احنا سحبنا كل الجرايد اللى نشرت صورتك من السوق عشان محدش يعرف شكلك ، ومفيش حاجه اتباعت الا الطبعه الاولي وتقريباً الناس ملحقتش تشتريها لاننا لميناهم كلهم ، كمان حظرنا نشر اي تفاصيل عنك حفاظاً على سلامتك ، الحل الوحيد اللي يخليكي تسافرى لندن هو انك تاخدي اسم تانى غير اسمك واحنا مسئولين نعملك كل اوراقك
جين : وده هيخليني اعيش في بلدي في امان
مالك : اه ، لكن زياده في الامان لازم تبعدي شويه عن مصر ولندن الفتره الجايه ، لو موافقه قولي وفي خلال ٢٤ ساعه اوراقك كلها هتبقي جاهزه
جين : انت ايه رأيك يا عمر ؟
عمر : عشان سلامتك وافقي ، وانا هحاول الحق بيكي وافضل معاكي هناك شويه لحد ما تستقرى في البلد الجديده
جين بنبره حزن ويأس : اوك موافقه
مالك : تمام (واخرج هاتف نقال من جيب بنطاله) خلى معاكي الموبايل ده عشان اتواصل عليه معاكى
جين : اوك

قرر مالك الذهاب وطلب من عمر ان يأتي معه لـ امرٍ هام ، اخبر عمر جين انه سيذهب مع مالك وسيعود اليها في المساء

مالك : انت فعلاً هتسافرلها ؟
عمر : دي اقل حاجه ممكن اقدمهالها بعد اللي عملته ومتنساش اني انا اللى ورطتها الورطه دي
مالك : انت ايه علاقتك بيها اساساً ؟
عمر : مش اللى في دماغك يا مالك ، انا محصلش اي علاقه من اى نوع بيني وبينها
مالك : انا هقولك معلومه قليلين اوى يعرفوها
عمر : معلومه ايه ؟
مالك : بريطانيا زارعه جواسيس في مصر اكتر من اسرائيل
عمر : ولو جين جاسوسه ، ليه ساعدتني ؟ ليه ساعدت انهل توقع جواسيس
مالك : لان اللى وقعوا ممكن يبقوا طُعم مش اكتر
عمر : لما انت شاكك فيها ظهرت نفسك ليها ليه ؟ انت اكتر ضابط شرطه اتحط على قايمه الاغتيالات
مالك : ماهو عشان كده مبخافش اظهر نفسي ، بص يا عمر ، الخلاصه انا خايف عليك يا سيدي حرص ولا تخون ، انا ساعدتها انها تبقي في امان وفي نفس الوقت واخد حذرى منها
عمر : تمام يا معلم
مالك : وعموماً انا هقولك لو في خطر منها
عمر : عموماً انا متشكر جداً على وقوفك جنبي في الحوار ده
مالك : لا انا اللي متشكر ليك بجد ، لاني كنت عاجز اعمل اللي انت عملته
عمر : انت عملت اللي محدش يقدر يعمله ، ربنا يوفقك
مالك : ويوفقك يا معلم
__**__**__
تقابلا عمر ويسرا في احد المطاعم التى تطل على النيل لـ يتناولا طعام الافطار سوياً
كان عمر يشعر بالحزن لما سببه الى جين في حياتها ، سواء حياتها عامة او حياتها العاطفيه
شعر انه ما ادخلها في هذا المأزق ولولا وجوده لم تفعل جين هذا

يسرا : هون على نفسك شويه يا عمر ، هي هتسافر بره مش هتموت
عمر : بس حياتها في خطر ، هتسافر بره بـ هويه غير هويتها
يسرا : كونها تغير اسمها مش معناه انها غيرت هويتها ، احنا مش اسماء ، احنا ارواح وشخصيات
عمر : ربنا يستر بقي وتخرج من مصر على خير
يسرا : ان شاء الله متقلقش
عمر : مش يدوب بقي نتحرك عشان نلحق الرقم القومي
يسرا : اه صحيح يالا

ترك عمر ويسرا المطعم وذهبا الى مقر الرقم القومى لان بطاقه يسرا الشخصيه (الرقم القومي) قد فُقدت  وتريد يسرا ان تستخرج بدل فاقد وذهب عمر معها كما اعتادا من قبل

عمر : استني هجيب استماره
يسرا : طيب

احضر عمر استماره بيانات لـ تملأها يسرا واثناء ملأها قامت بكتابه الارقام خاطئه في الخانات فاحضر عمر استماره اخرى 

يسرا : طيب واضح اني هبله في كتابه البيانات ، خد اكتبها انت
عمر : ماشي ، مليني بياناتك
يسرا : اوك
عمر : انا حافظ رقم بطاقتك القديم واسمك بالكامل
يسرا : ههههههه انت اساساً تلاقيك عارف مقاسات هدومي
عمر : اسم مامتك ايه ؟
يسرا : كاميليا محمد توفيق محمد النجار
عمر : ام رخامتك مبحبهاش ، مش وقته اتكلمي جد
يسرا : هو ايه اللي اتكلمي جد ؟
عمر : اسم مامتك ايه ؟
يسرا : ايه يا ابني في ايه مانا قولت ، كاميليا محمد توفيق محمد النجار
عمر : قضي اليوم استظراف ومش هنعمل البطاقه في يومنا النهارده
يسرا : اخلص انت اكتب عشان متضيعش اليوم
عمر : اتكلمي انتِ جد
يسرا : هو انا بهزر
عمر : يعني انتِ اسم مامتك كاميليا محمد توفيق محمد النجار
يسرا : هشتغلك ليه يعني !!

نظر عمر نظرة طويله الى يسرا يملؤوها الضيق لانه لم يتقبل مزاح يسرا

عمر : هاتى شهادة الميلاد عشان مقومش اضربك ، مش وقت تهريج (واخذ عمر البطاقه ونظر الى اسم الام لـ يجده نفس الاسم الذي قالته يسرا) ، صُدم عمر ولم يستطع ان يحرك ساكناً

يسرا : في ايه !!
عمر : الاسم اللى في شهادة ميلادك ده يبقي اسم امى


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى



هناك تعليق واحد :

  1. يالهوي ده بقى طلع اخوها ومامته مامتها او ناي هوا مش ابن مامته

    ردحذف