Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 19 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل العشرين)

الفصل العشرين

ترك عمر منزل عمته وقام بزياره جين لـ توديعها حيث ان موعد اقلاع طائرتها في المساء ، جلسا سوياً ، كان الحزن يسيطر عليها ، كانت جين تشتاق الى عمر من قبل ان تسافر ، كانت تسأل نفسها وماذا ستفعل بعد ان تسافر
اما عمر فكان يحتاج جين بشده وشعر انها ستسافر في وقتٍ غير مناسب

عمر : هتسافرى فى وقت غلط خالص يا جين
جين : لو بايدي مكنتش سيبتك لحظه
عمر : انا اسف اني ورطتك
جين : متقولش الكلام ده عشان خاطرى
عمر : حاضر
جين : هى دي ممكن تبقى اخر مره نشوف فيها بعض
عمر : لا ، اكيد هنتقابل تانى
جين : يارب
عمر : ان شاء الله
جين : ممكن اطلب منك طلب بما ان دي اخر مره هشوفك فيها
عمر : ما قولنا هنتقابل
جين : اخر مره هشوفك قبل ماسافر يعني
عمر : اؤومرى
جين : عيزاك تبقي ليا ، تبقى ملكي ولو لـ ساعه واحده بس
عمر بارتباك : جين ، انا من يوم ما عرفتك وانا بقاومك بالعافيه ، مش هاجي على الاخر واخيب ، انتِ عارفه مبعملش حاجه حرام او بمعني اصح الكبائر
جين : انت فهمتني غلط ، انا اصلاً مش عايزه اعمل معاك كده عشان تفضل العلاقه النضيفه الوحيده في حياتي
عمر : امال قصدك ايه ؟
جين : يعني مثلاً نرقص سوا ، تسيبني اقولك بحبك وانت ترد عليا ، حاجه كان نفسي اعيشها معاك
عمر : حاضر يا جين
جين : بحبك اوى يا عمر

اكتفى عمر بالابتسامه لانه من الشخصيات الغير قادره على قول كلمات لا تشعرها ، خشي ان يبادل جين نفس الكلمات لـ ينقلب الحال بالنهايه الى علاقه كامله لان كما قال عمر انه يجاهد حتي يقاومها ولكنه حاول ان ينفذ لها رغبتها في اطار محدود جداً
ورغم ذلك فإنه لم يستطع ان يعيش اللحظه كما اعتاد ، ولم يكن يرى يسرا كالعاده ، في الواقع عمر لم يكن يرى الا احزانه ومشاكله
انهي المقابله مع جين وودعها مقبلاً جبينها وغادر منزلها
وفي المساء غادرت جين مصر متجه الى سلوفاكيا بـ هوية جديده وتحت حمايه مشدده من المخابرات المصريه
__**__**__
حالة من الاكتئاب والعزله تسيطر على يسرا ، اعتزلت الجميع بما فيهم عمر الذى بدوره لم يهاتفها منذ ذلك اليوم الذى تمت فيه المواجهه مع كاميليا
كانت يسرا لا تعرف مَن تصدق ، لا تعرف مَن يقول الحقيقه ، كانت تحاول ان تقتنع بكل ما يحدث حولها ، كيف كانت قريبه هكذا من والدتها ولكنها لم تكن تشعر بها ، لم تستطع ان تعرف انها والدتها 
كيف لـ الميت ان يصحي من موته ونكتشف انه على قيد الحياه وانه فقط مات في حياة اشخاصاً رفضوا وجوده ولم يستطيعوا التخلص منه .. فقرروا قتله في حياتهم وخيالهم
ولكن .. لما لم يخبروها حقيقه والدتها وتعيش وهي تعلم انها ام سيئه تخلت عن ابنائها مقابل الانفصال والتمثيل على الا تعيش انها يتيمه وفجأه تكتشف ان امها مازالت على قيد الحياه
كان انعزال يسرا التام يورق افراد عائلتها ، كانوا قلقين بشده عليها مما جعل ناديه تسافر الى القاهره حتي تتطمأن عليها بعدما عرفت بما حدث
وصلت الى منزل أسعد الراوى ، استقبلاها افراد المنزل ، طرقت باب غرفة يسرا وفتحته ودخلت لـ تجد يسرا مستلقيه على الفراش وحاله من التوهان والشرود والحزن تسيطر عليها ، كان وجهها قد ذبل وجسدها قد نحف في يومين فقط مما يدل على تدهور حالتها النفسيه ، جلست نادية بجوار يسرا على التخت

نادية : ازيك يا يسرا
يسرا : كويسه
نادية : شكلك بيقول غير كده
يسرا : طيب 
نادية : انتِ زعلانه منى صح ؟
يسرا : كويس انك عارفه
نادية : طيب انا في ايدى ايه !! جدك كان منبه علينا منقولكيش اى حاجه عن مامتك
يسرا : تقوموا تموتوها بالحيا وانتِ تحكيلي حاجات عنها بالكدب
نادية : صدقيني يا يسرا ، انا الوحيده فيهم اللي مكدبتش عليكي وكل حاجه حكيتهالك كانت حقيقيه مامتك فعلاً كانت صاحبتى
يسرا : ازاي حقيقيه وانتِ قولتيلي انها لو كانت موجوده كانت هتحبني اوى وهي اصلاً تنازلت عني عشان تمثل
نادية : انا معرفش الاسباب الحقيقيه ورا الانفصال كل اللى اعرفه ان في الفتره الاخيره الدنيا ولعت بين قاسم وكاميليا
يسرا باهتمام بالغ : يعني ممكن يكون جدو بيكدب ؟
نادية : مقدرش اقول كده لاني زي ما قولت معرفش الحقيقه فين 
يسرا : طيب انا اصدق مين !! اصدق جدو وبابا اللى طول عمرى بصدقهم وبثق فيهم ولا اصدق الست اللى طلعت امى ، المفروض اصدق مين ؟
نادية : صدقي نفسك يا يسرا ، اسألى قلبك وعقلك وشوفي هيقولوا ايه ، وبعدين واجهي ، واجهي مامتك باللى عرفتيه واسمعي وجهة نظرها واديلها فرصه تدافع عن نفسها وارجعي واجهي باباكي وجدك وشوفي هيقولوا ايه لحد ما توصلي للحقيقه اللى تقنعك
يسرا : مش قادره ، اصل لو هما صح هتبقي هى وحشه اوى وهكرها من قبل ماحبها ، احساس ان ليا ام هينتهى قبل ما يبدأ ولو هي صح هزعل من بابا وجدو مش هقدر اسامحهم ، شوفتي بقي النار اللى انا فيها
نادية : زمان لما كنتي بتضايقي او تتخنقي او تبقي وسط النار بتجي تحضنيني

نظرت يسرا الى عيني نادية لتجدها مليئه بالحزن والدموع ، كذلك عيني يسرا ، ارتمت يسرا في احضان نادية لـ تنهار من البكاء
على الرغم من ان يسرا ليست ابنه نادية الا انها دائما تشعر انها ابنتها الاولى وكذلك يسرا لم تشعر بأنها يتيمه نظراً الى حب نادية لها
وعلى الرغم من ان ناديه تشعر بالاسى والشفقه على يسرا وتحاول ان تساعدها ان تعرف اين الحقيقه الا انها تشعر بالغيره لظهور كاميليا التى سوف تحتل المرتبه الاولي في حياه يسرا ، فـ هي تشعر ان كاميليا ستأخذ يسرا منها فما أصعب الحب القوى الذى يتسم بالانانيه وعدم تقبل فكره وجود شخصاً اخراً
__**__**__
عاد عمر من زيارته الى عمته والى جين ، كانت ملامح وجهه تحمل غضب شديد ، حزن ، حسرة ، دموع
كانت كاميليا تنتظره ، كانت قلقه جداً عليه ، لم تكن تعرف عنه شئ طوال اليوم ، خرج بدون ان يخبرها الى اين سوف يذهب او متي سوف يعود ، بل انها لم تراه وقت خروجه ، كان لا يجيب على هاتفه النقال مما زاد قلقها عليه

كاميليا : كنت فين يا عمر ؟ قلقتني عليك
عمر : كنت بزور جماعه اصحابى
كاميليا : ممكن اعرف انت بتعاقبني ليه !! بتعاملني المعامله الجافة دي ليه
عمر : ممكن اعرف انتِ بتكدبى ليه !!
كاميليا : بكدب !!
عمر : ايوة ، انتِ مش قولتيلي اني ابن عادل الصياد من مراته الاولى
كاميليا : ايوة
عمر : كل العيله بتأكد انه متجوزش غيرك
كاميليا بارتباك : ايه !!
عمر : انتِ مش عايزه تقوليلي الحقيقه ليه !! مخبيه ايه !! ماهو مش ممكن تكوني نكرتيني لمجرد اني مكونش اخو يسرا
كاميليا : اكيد انا مش مجنونه عشان ارتبك ذنب زي ده
عمر : يبقي تعرفيني الحقيقه ، انا قتيل الحقيقه دي
كاميليا : طيب
عمر : انا ابن مين ؟
كاميليا : بعد ما اتطلقت من قاسم الراوى قابلت عادل الصياد ، عوضني عن كل حاجه ، عن غدر قاسم وعيلته بيا ، عن ابنى اللى مات من غير ماشوفه ، عن كل حاجه وحشه في حياتي ، حبيته اوى ، اتجوزنا ، بس عشان مفيش حاجه كامله عادل طلع مبيخلفش عادل كان انسان طيب وحنون ومعطاء ، كانت كل فلوسه ومجهوده ووقته رايح على اليتامى والمؤسسات الخيريه واعمال الخير كلها
عمر : ربنا يرحمه
كاميليا : لما عرف انه مبيخلفش قالى نجيب طفل من ملجأ نربيه ، بحيث انه يبقي ابن وسند وضهر لينا ومنحسش اننا لوحدنا وكمان نكسب ثواب بس انا قولتله خلينا نتبناه
عمر : والطفل ده كان انا
كاميليا : ايوة
عمر : طلعت ابن حرام في الاخر
كاميليا : لا يا ابنى متقولش كده 
عمر : امال كنت في ملجأ بعمل ايه !! تعرفي تقوليلي
كاميليا : الملاجئ بيروحها ايتام برضه
عمر : انتِ فاكره انك كده بتريحني !! ده معناه ان ليا عيله رموني في ملجأ
كاميليا : وممكن يكون ابوك وامك ماتوا واهلك معرفوش يصرفوا عليك
عمر : انتِ فاكره ان هى دي المشكله ، انتِ عارفه انا حاسس بـ ايه دلوقتي ، انا عشت حياه مش حياتى ، اب مش ابويا وام مش امى ، ويمكن اسمي مكنش عمر اصلاً ، تقدرى تقوليلي انا مين !! لو عارفه قولى ، قوليلي ابقي مين !! عمر عادل الصياد ولا انا شخص تانى خالص ، مهوش ابنك ولا هو عمر
كاميليا : الام والاب هما اللي بيريوا وبيتعبوا ، هما اللي بيحبوا وبيدوا من غير مقابل
عمر : بقولك انا مش عارف انا مين !! مش عارف ابقي ايه !! مش عارف كنت ايه وبقيت ايه !!
كاميليا : مهما كان احساسك ده مش معناه انك تعاقبني عشان خدتك وربيتك وحبيتك بكل ما فيا
عمر : انتوا وانتوا بتقرروا تكتبوني بـ اسمكوا مفكرتوش في ربنا اللى حرم التبنى !! مفكرتوش في الشرع والحرام والحلال ، مش خايفين من عقابه !!
كاميليا : ربنا بيسامح

نظر عمر نظرة طويله الى كاميليا ، كانت نظرته تحمل عتاب قاسي لم تستطع كاميليا تحمله لذلك وجهت بصرها بعيداً عنه ، تركها عمر ودلف الى غرفته واوصد الباب خلفه وجلس وحده منفرداً بـ افكاره واحزانه
اما كاميليا فـ جلست تبكى بسبب حزنها على عمر وحزنها على يسرا التى لم تظهر منذ تلك اللحظه التى عرفت فيها ان كاميليا والدتها
__**__**__
لم يتقابل مى وزينه منذ فتره طويله واليوم وبدون اى اسباب قررت زينه زيارة مى وكانت تتمني ان ترى عمر حتي ولو من بعيد
اعدا سوياً قدحين من النسكافيه وجلستا في الشرفه يتحدثا

مى : عاش من شافك يا زينه
زينه : كنت مشغوله شويه ، طمنيني عنك ايه جديدك
مى : لا جديد يحكي ولا قديماً يعاد ، وانتِ
زينة : زي ما سبتيني اخر مره
مى : مش عارفه حياتنا مالها مفهاش تغيير او اكشن ، مشوفتيش انتِ يسرا ولا عمر او حتي كاميليا
زينة باهتمام : مالهم ؟
مى : حياتهم ماليه اكشن ولا كأنها فيلم عربي
زينة : ليه يعنى حصل ايه ؟
مى : اخر حاجه مثلاً كاميليا اكتشفت ان يسرا بنتها من جوزها الاولانى
زينة : بتهرجى !!
مى : لا والله بتكلم جد ، كاميليا كانت متجوزه قبل ابيه عادل الله يرحمه وجوزها الاولاني خد يسرا وخباها وادالها توأمها الميت
زينة : ده ولا كأنه فيلم
مى : انا لو شوفت القصه دى فيلم هقيمها انها مش منطقيه
زينة : طيب وعمر ويسرا كده طلعوا اخوات
مى : ماهو عمر مش ابن كاميليا اصلاً ، لما ابنها مات وجوزها التانى مخلفش تبنوا عمر 
زينة : وعمر عارف الحوار ده ؟
مى : كاميليا اختى عاشت حياتها بتحارب عشان محدش يعرف وفي النهايه هي اللي قالتله
زينه بلهفة شديده : يعني عمر دلوقتي عرف ان كاميليا اختك مش مامته
مى : بالظبط
زينة بابتسامه واسعه : تمام اوى
__**__**__
قررت يسرا ان تفعل ما قالته لها نادية ، قررت ان تبحث عن الحقيقه التى تقنعها ، قررت ان تواجه جميع الاطراف وتسمع منهم
ذهبت الى كاميليا لـ تجدها تنتظرها منذ ذلك اليوم الذى عرفت فيه الحقيقه
كانت يسرا قاسيه بعض الشئ رغم انها هشه من الداخل

كاميليا : انتِ كمان بتعاقبيني زي عمر
يسرا : بس انا ليا حق اعاقبك
كاميليا : ليه ؟
يسرا : انتِ مش تنازلتى عني مقابل التمثيل والطلاق ، مش خونتي بابا !! وبعد خمسه وعشرين سنه قررتي تبقي امى ولولا الظروف اللى جمعتنا مكنتيش اهتميتي بيا
كاميليا بتهكم واضح : واضح ان أسعد الراوى لسه بيتقن غسيل المخ
يسرا : قصدك ايه ؟
كاميليا : بصى يا بنتى ، انا مش هدافع عن نفسى كتير ولا هديلك مبررات بس اعقلى الكلام اللى هما قالولهولك ، انا معرفش هما قالوا ايه بس انا على يقين ان جدك قدر يقنعك بدون ادني مجهود وان كلامه مقنع جداً بس فكرى كويس هتلاقى فيه ثغره
يسرا : طيب فهميني انتِ !! قوليلي الحقيقه
كاميليا : الحقيقه قولتها ، انا مكنتش اعرف ان عندي بنت ، انا خدت ولد ميت قالولي ابنك وعملتله شهاده ميلاد ووفاة ، معرفش حكايه التوأم دي
يسرا : في ام متعرفش هي حامل في ايه ؟
كاميليا : قولتلك كنت قاعده عندهم وكنت بروح لـ دكتور قريبي ، اكيد كانوا متفقين معاه
يسرا : يعني هو قالك انك حامل في بيبي واحد بس ؟
كاميليا : ايوة حتى هو محددليش نوعه
يسرا بنبره حزينه : انا واقعه بين نارين ، مش قادره اكدب حد فيكوا
كاميليا محاوله احتضانها : مش مهم مين كداب ومين صادق المهم اني عرفتك وعرفتيني
يسرا : لا طبعاً ، ده مهم اكيد بس مهم عندى اعرف الحقيقه ، سبتيني ولا هما اللى خدعوني ويتموني
كاميليا : كان نفسى اريحك بس معنديش اي دليل على كلامى
يسرا : كل حاجه هتبان
كاميليا : ربنا يريحك قلبك وبالك يا بنتي يارب
يسرا : يارب ، هو عمر فين ؟
كاميليا : حابس نفسه جوه ، ادخليه شوفيه يمكن تقنعيه بأى حاجه 
يسرا : حاضر

تركت يسرا كاميليا حزينه بشده ، كاميليا التى لا تستطيع ان تمارس امومتها مع ابنتها وفقدت امومتها مع عمر ، لما يقسى الاثنين عليها هكذا !! ما ذنبها !! هل هي حقاً اخطأت !!
جلست كاميليا لـ ترتب افكارها وتواجه نفسها بأخطائها
دخلت يسرا الى عمر الغرفه وجلست بجواره على تخته ، كان مستلقياً على ظهره ، ينظر الى الاعلى ، يبدو عليه الحرن والالم والحيره والوجع ، الدموع المحبوسه بين جفنيه واضحه وضوح الشمس هي فقط تنتظر اذن الخروج او ربما تمل فـ تخدعه وتخونه وتخرج بدون اذنه
حزنت يسرا للحاله التى وصل اليها عمر ، رتبت على كتفه

يسرا : ايه يا عمر ؟
عمر : ايه ؟
يسرا : هتفضل كده كتير ؟
عمر : لحد ماعرف انا مين
يسرا : انت عمر ، حبيبي ده كفايه
عمر : ده كفايه عليكي مش عليا
يسرا : يعني ايه ؟
عمر : انا محتاج اعرف اصلي وفصلي ، عيلتي ونسبي ، جاي بطريقه شرعيه ولا حرام ، اسمي ايه ، اهلي فين ، محتاج اعرف انا مين يا يسرا
يسرا : تفتكر ده هيريحك
عمر : اللى اعرفه انه هيبقي اريح بكتير من اللى انا فيه دلوقتي ، انا واحد عاش حياه كامله مش حياته ، وضع مش وضعه وعيله مش عيلته
يسرا : حياتنا اتلخبطت سوا
عمر : انتِ حياتك متلخبطتش ، سواء هي امك او لا ، سواء هي اللى سابتك او لا ، فـ انتِ في النهايه عارفه راسك من رجلك ، عارفه انتِ مين ، عارفه اصلك وفصلك ، يوم ما تحتاري اوى لاما هتعتبريها ماتت لاما هتطنشي كل حاجه وترضي بوجودها كـ ام في حياتك
يسرا : الموضوع مش سهل اوى كده ، بس انا مش عيزاك تحبس نفسك كده ، قوم دور على الحقيقه ، قوم اعرف انت مين ، انا قومت وبدور على الحقيقه
عمر : انا اصلاً خايف اعرف الحقيقه عشان كده مبقاش عندي طاقه اني ادور
يسرا : ليه خايف ؟
عمر : لان كل الحقايق هتوجع ، هتموت بالبطئ 
يسرا : ازاي ؟
عمر : لاما هطلع لقيط يعني ابن حرام وصعب عليا تقبل حاجه زي كده ، لاما هيبقالي عيله وان بقالى عيله هيبقي حاجه من اتنين ، لاما رموني في الملجأ بمزاجهم وده صعب اوى ، لاما ماتوا وفي الحالتين انا ليا عيله واهل ويمكن اخوات
يسرا : اياً كان وجع الحقيقه فهو اهون بكتير من وجع الحيره

كل الطرق تؤدي الى الالم ، عدم الراحه ، وربما الهلاك
ما اصعب ان تقع بين اختيارات او حقائق كل حقيقه منهما سوف تصيبك بالانهيار وربما الموت وانت مازلت على قيد الحياه والاصعب ان يكون واجب عليك ان تبحث خلف تلك الحقائق المؤلمه لـ تصل الى حقيقه واحده منهم وتتقبلها كـ امر واقع في حياتك ، حقيقه سوف تقلب حياتك وتغير مسارها ، ستتغير اهدافك ، طموحك ، احلامك او ربما يموتوا من شده الالم المحيط بهم
__**__**__
كاد ان يتفتت قلب كاميليا حسرة على عمر ورغم ان يسرا هي ابنتها الحقيقيه الا انها لم تحزن عليها مثلما حزنت على عمر لان حياة يسرا لم تضطرب مثلما حدث الى عمر
هى فقط اكتشفت ان لها ام ولكن عمر اكتشف ان والدته ليست والدته ووالده ليس والده وربما هو ليس نفسه ، اكتشف انه يعيش حياه شخص اخر غيره ، يقف الان بين مفترق طرق ولا يدرى اي طريق يجب ان يسلكه
شعرت كاميليا وانها يجب عليها ان تساعد عمر لـ يعرف مَن يكون ولكن من الواضح ان كاميليا تخفى جزءاً من الحقيقه خوفاً من شئٍ ما
ذهبت كاميليا فى زياره مفاجأه الى هاشم غُنيم في شركته ، استغرب مجيأها اليه فـ هو يعرف ان من اجل مصلحتها هى واولادها ان تظل بعيدة عن هاشم غُنيم وهذا ما طلبته منه في اخر زياره

هاشم : خير !!
كاميليا : عمر عرف كل حاجه 
هاشم بنبرة مرتبكه : عرف كل حاجه !! قصدك ايه ؟
كاميليا : عرف انه مش ابنى
هاشم : وعرف ايه تانى
كاميليا : معرفش اى حاجه غير كده ، هو تعبان ونفسيته بتنهار ، محتاج يعرف الحقيقه
هاشم : انتِ جايه عشان كده ؟
كاميليا : جايه اتجراك نقوله الحقيقه ، عمر لازم يعرف اصله من فصله
هاشم : عمر مالوش اصل ولا فصل
كاميليا : انت اكتر واحد عارف انه له اصل وله فصل
هاشم : وانتِ اكتر واحده عارفه ، لو حصل اللى انتِ بتقولي عليه ممكن اعمل ايه ، لو باقيه على عمره خليه بعيد
كاميليا : مش هقدر اخليه يبطل يدور 
هاشم : مش مشكلتى
كاميليا : طيب والحل ؟
هاشم : بصى انا هريحك ، سيبيه يدور وهو يا ستى لو وصلى بأى شكل من الاشكال انا هتصرف ، المهم متكونيش انتِ السبب فى انه يعرف حاجه
كاميليا : ممكن اعرف هتتصرف ازاي ؟
هاشم : متخافيش ، مش هموته
كاميليا : امال هتعمل ايه ؟
هاشم : هبعده واقنعه من غير ما أذيه ومن غير ماعرفه الحقيقه اللى ممكن تدمرنا كلنا
كاميليا : ماشى

تركته كاميليا واتجهت ناحيه الباب ولكنها عادت مره اخرى الى هاشم ووجهت بصرها وكلامها اليه

كاميليا : هو ليه مينفعش يعرف الحقيقه
هاشم : وبعد ما يعرفها !! 
كاميليا : عايزه اقولك انى مش خايفه منك ، انا بس خايفه على عمر ، صدقنى لو هو مش نقطه ضعفى مكنتش هسيبك تستقوى عليا كده
هاشم : خليكي كده بقى خايفه عليه
كاميليا : انت مش خايف من ربنا !!
هاشم : وانتِ مخوفتيش منه ليه لما روحتي كتبتى عيل مش ابنك بـ اسمك !!
كاميليا : كانت نيتى سليمه ، عشان محسسهوش انه لقيط او .....
هاشم مقاطعاً : وانتِ كنتِ دخلتى جوه نيتى
كاميليا بغضب شديد وصوتٍ عال : وانت ممكن تكون نيتك خير وانت بتـ..........
هاشم مقاطعاً : اخرسى (ووجه سلاحه نحوها) كلمه زياده وهدفنك مكان مانتِ واقفه وابنك هيدفن جنبك كمان

تحكمت كاميليا في غضبها خوفاً من ان يتهور هاشم ، شحب وجهها وتصبب العرق من جسدها وهو ينظر اليها نظره يملؤوها التحدي والشر ويصوب السلاح نحوها
فُتح الباب فجأه وكان الطارق زينه ابنة هاشم غُنيم ، انزلق السلاح من بين يدين غُنيم لـ تلتقطه كاميليا بخفة يد وسرعه لم يستطع ان يستوعبها غُنيم ثم صوبت السلاح نحو رأسه

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق