Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 28 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل الثالث والعشرون)

الفصل الثالث والعشرون


اخذ عمر زينة فى سيارته وسلك الطريق الى منزله ، وصلا الى الشارع الذى تتواجد فيه البناية التى يقطن فيها عمر

زينة : هو ده المكان اللى مش هيعرف ابويا يوصلى فيه
عمر : اه
زينة : ده بيتكوا يا عمر
عمر : مش فاهم ايه المشكله !!
زينة : المشكلة ان ابويا عارف بيتكم
عمر : نعم !!
زينة : وهو اللى بعت الملثمين اللى ضربوك بالنار
عمر : ماهو انا لازم افهم ، لازم اعرف كل حاجه ومفيش مكان اقدر اخبيكي فيه منه
زينة : خلاص اوك هطلع معاك 
عمر : ماشى

نزلا من السياره وصعدا الى الاعلى ، دخلا عمر وزينة الى الشقه لـ يجدا كاميليا ويسرا ومى مجتمعين في غرفة المعيشه 
استغرب عمر وجود يسرا واستغرب الجميع وجود زينة

عمر : متجمعين عند النبى
يسرا (وهى تنظر الى زينة) : وانتوا معانا
كاميليا : مش تعرفنا !! مين دى ؟
مى : دى زينة صاحبتى ، انتوا اتقابلتوا تحت ولا ايه ؟
عمر : لا اتقابلنا في كافيه وجينا على هنا (موجهاً كلامه الى زينة) يالا يا زينة ندخل جوه
يسرا : تدخلوا جوه فين !!
عمر : اوضتي وبعدين انتِ بتعملى ايه هنا ؟
يسرا : انا جيت هنا لـ امى وهفضل قاعده هنا ، على قلبك يا عمر
كاميليا : فى ايه يا عمر ما تفهمنا
مى : انتوا ارتبطوا ولا ايه ؟
يسرا : ارتبطوا ايه !! ايه اللى بتقوليه ده
مى : انتِ يعني مش شايفه ، كانوا سوا في كافيه وجايين يريحوا جوه شويه
زينة : يا جماعه اهدوا متكبروش الحكايه ، الموضوع باختصار ان انا ابقى زينة هاشم غُنيم

لم تفهم يسرا او مى ماذا تقصد زينة بـ ذكر اسمها ثلاثياً ولكن كاميليا فهمت المغزى

يسرا : حصلنا الشرف
مى : انا مش فاهمه حاجه يا زينة ما تفهميني 
عمر : يا جماعه زينة بنت الراجل اللى حطني في الملجأ وهي عارفه الحكايه كلها وجت هنا عشان تحكيهالى بس كده
كاميليا : طيب يا حبيبي ادخلوا اتكلموا براحتكوا

دخلا عمر وزينة الى شرفة متواجده في استقبال الشقة وجلسا فيها سوياً وقام باغلاق باب الشرفة جيداً حتي لا يزعجهما احداً
،  يسرا ومى كانت الغيره تكاد ان تحرقهما ، يسرا كانت تغار على حبيبها الذى تلتف الفتيات الفاتنات حوله ، اما مى بجانب غيرتها على عمر الذى تحبه كانت تشتغل غضباً من ان زينة كانت صديقتها ولم تخبرها بما تعرفه من قبل
كانت كاميليا فى انتظار ان تعرف ماذا سيعرف عمر ، كانت قلقه جداً ولم تعرف سبب قلقها

جلس عمر وزينة فى مقعدين متقابلين ، كان عمر ينظر الى زينة باهتمام بالغ

زينة : بص بقى ، انا هحكيلك القصه كلها بس من غير اي ادلة وبعد ما اخلصها وتفهم الليله ماشيه ازاي هوريك كل الادلة اللى معايا
عمر : احكى
زينة : عمى محمد غُنيم كان من اغنياء عيله غُنيم ، لـ سببين انه قدر يستثمر فلوسه صح ويعلي بيها وانه اتجوز ست غنيه اوى دخلت فلوسها في فلوسه فعملوا بقى ثروة كبيره ، الست دى كان اسمها رجاء الشناوى ، قعدوا عشر سنين متجوزين ومخلفوش ، سافروا بره وعملوا المستحيل وفى الاخر خلفوا ولد ، اخوات محمد غُنيم كانوا هيموتوا لانهم كانوا عندهم نيه انهم يورثوا فيه بعد ما يموت لكن كده خلف وخلف ولد يعني مش هيطولوا قرش واحد من فلوسه
عمر : وبعدين
زينة : سموا ابنهم عمر ، تيمناً بـ سيدنا عمر بن الخطاب ، الولد ده يبقى انت يا عمر
عمر : أنا !!
زينة : ايوة انت ، انت عمر محمد غُنيم الوريث الوحيد لـ محمد غُنيم
عمر : طيب طالما انا ليا اب وام وكانوا مستيني بعد عشر سنين حرمان ليه حطونى فى ملجأ
زينة : اسمع باقى القصه ، زي ما قولتلك ان اخواته كانوا متضايقين عشان خلف بس اكتر واحد اتضايق اللى هو يبقى افقر واحد فيهم اللى هو هاشم غُنيم
عمر : هاشم غُنيم افقر واحد فى اخواته
زينة : ده كان زمان ، لكنه مكنش قادر يتقبل فكره خلفة اخوه ولا فكره انه مش هيورث ، فقرر يتخلص من الاسره كلها
عمر باستغراب : نعم !!
زينة : ايوة ، قرر يتخلص من الكل ، دبر حادثة عربية لـ اخوه ومرات اخوه وابن اخوه اللى هو انت ، كانت حادثه بشعه منجيش منها الا انت ويبقى كده كل اللى عملوا باظ لانه هو كده سهلك انك تورث ، انت كان عمرك سنه وقتها
عمر : فهو قرر يتخلص مني فحطني في ملجأ
زينة : متظلمهوش ، هو كان ناوى يقتلك ، بس مامتك اللى هى رجاء الشناوى تبقى بنت عم مامتي اللى هى أمينة الشناوى وانت صعبت عليها ايامها كانت لسه مخلفانى فاقترحت عليه انهم يغيروا نسبك وتبقى بـ اسمه هو ، او يخليك معاهم ويربوك وهو كده كده واصى عليك وكان ناوى يكوش من ثروتك على قد ما يقدر ودى كلها كانت اقتراحات امى
عمر : هى امك كانت عارفه انه هيقتل بنت عمها
زينة : ايوة ، ومعترضتش وبعدين اذا كان هو قتل اخوه هي مش هتقتل بنت عمها
عمر : والتحقيقات في القضيه وصلت لايه
زينة : بلح ، موصلوش لحاجه واتقفلت
عمر : وبعدين حصل ايه ؟
زينة : ابويا زور اوراق تفيد بـ إن محمد غُنيم باعله كل ممتلكاته ، الدنيا قامت على ابويا من باقى اخواته بس مقدروش يثبتوا حاجه ومحدش قدر يثبت التزوير وخد كل حاجه وبدل ما يقتلك قرر يرميك فى ملجأ وباتفاق وشويه فلوس مع مديرة الدار قدر يخليها متحطش اسمه فى كشف المودعين 
عمر بتنهيده مؤلمه : يااااه 
زينة : شوفت بقى هو اذاك ازاي !!
عمر : انا عايز اسألك عن كذا حاجه
زينة : وانا هجاوبك على اسألتك كلها قبل ما تسألها
عمر : زي .. !!
زينة : اكيد عايز تسأل انا ازاي عرفت كل ده رغم انك مكنتش معصراه
عمر : امممم تمام ، ازاي ؟
زينة : كذا حاجه ، اولهم ان ابويا كان بيخليني اخد فلوس ، تبرعات يعني واوديها لـ ملجأ بعينه رغم ان ابويا مكنش معروف عنه انه بتاع تبرعات وخير يعني ، تانى حاجه سمعته بيتكلم مع امى عن حاجه تخص واحد اسمه عمر وانه خلاص مبقاش في الملجأ بس هو بيتبرع عشان حاسس بالذنب فأمى سألته امال راح فين قالها الممثله اللى اسمها شاهيناز النجار تبنته فى التوقيت ده كان عندي ١٦ سنه ومن تلت سنين بابا كان سايب الخزنه مفتوحه قلبت فى اوراقه وعرفت حاجات كتير وواجهته بيها انكر حاجات واعترف بحاجات 
عمر : ده يخليكي تعرفى التفاصيل دي كلها
زينة : لا ، بس انا دورت ، روحت الملجأ وقابلت موظف الارشيف وبالفلوس قدرت اعرف منه مين اللى اودع عمر في الدار ومين خده وعنوان اللى خدوه اللى هى طنط كاميليا وكذلك حكالى الاشاعات اللى دارت حوالين عيله غُنيم الفتره دى ، شويه تفاصيل صغيره من امى على تفاصيل صغيره من ابويا ، على حكايات الناس اللى عاصروا الفتره دي على الاوراق اللى لقيتها في الخزنه قدرت اعرف كل ده
عمر : الحادثة اتعملت ازاي ؟
زينة : ميكانيكي شاطر فك فرامل عربية باباك وسواق اشطر زنق عليه لحد ما خلاه يفقد سيطرته على العربية ومفيش فرامل فحصل اللى حصل
عمر : فى حاجه غلط ، مش معقول تعرفى التفاصيل دي كلها بمجرد شويه حكايات حطتيهم جنب بعض
زينة بارتباك : مش المهم عندك انك تعرف الحقيقه ؟
عمر : مهم طبعا ومهم اعرف ازاي الحقيقه وصلتني وبعدين يهمنى اعرف ليه واقفه معايا ضد ابوكى
زينة : عشان ابويا افترى كتير وعلى ناس غلابه وظلم ناس كتير وظلمنى انا واخواتى ، احنا كلنا اتدمرنا بذنبك يا عمر 
عمر : يعنى انتِ عرفتى مى عن قصد
زينة : اه ، انا اللى عملت فيلم عشان اتعرف عليها عشان اكون قريبه منك عشان احكيلك بس لما عرفت ان طنط كاميليا كتباك باسمها قررت افضل ساكته بس في نفس الوقت قريبه
عمر : مش قادر اصدق ان في بنى ادم يعمل كده ، ده الشيطان فى اقذر صوره

ارجع عمر ظهره الى الخلف ، لم يستطع ان يفكر ، كيف لـ اقرب الناس الى الانسان ان يكون اخطر واقسى الناس وابعدهم عنه يكون الاحن والاقرب
كيف ان تأتيك الضربه القاضيه من اقرب الناس اليك عمك او اخيك او ابنة عمك
كيف يجروأ انسان ان يقتل النفس التى حرم الله بهذه السهوله بل ويتخلص من طفل في القائه فى دار ايتام ليتكفلا برعايته وهو غنياً عن كل هذا
كان عمر يحاول استيعاب ان عمه الذى يُعتبر اقرب الناس اليه قام بكل هذا ، ان حمايته وسنده قام بتدميره ، وان كاميليا وزوجها عادل لا يعرفان عمر ورغم ذلك كانوا من احن البشر عليه ، تكفلوا به وراعوه وربوه وانفقوا كل مالهم في سبيل اسعاده
اخرجت زينة ظرفاً كبيراً من حقيبة يدها ووضعته امام عمر لـ تقطع صدمته وتفكيره

عمر : ايه ده !!
زينة : ده ظرف فيه شهادة ميلادك الحقيقيه ، الاوراق اللى بتفيد انك الوريث الشرعي لـ محمد غُنيم وان ابويا زور عقود البيع ، فيها تسجيلات لابويا بصوته هتفيدك كتير ويعتبر فيها اعترافات ، فيها ارقام وعناوين ناس كتير هتفيدك والمفروض هما الشاهدين على اللى حصل ، زي مديرة الدار والميكانيكى والسواق والمربيه بتاعتك وموظف السجل المدنى والشهر العقارى
عمر : الناس دي لسه عايشه !!
زينة : اه لسه عايشين ، ابويا لسه بيراقب اخبارهم من بعيد لبعيد عشان لو حد فكر يغدر بيه وكمان كان بيديلهم فلوس
عمر : وايه يخلى الناس دي تتكلم وتشهد ضد راجل كان مظبطهم
زينة : هو لكذا سبب
عمر : زي !!
زينة : اولاً النيابه هتخليهم يتكلموا غصب عنهم وثانياً انهم مبقوش مُستفادين حاجه وثالثاً لان الراجل اللى مظبطهم مبقاش بيظبطهم
عمر : قصدك ايه ؟
زينة : انا كنت قريبه اوى من ابويا وكنت انا اللى بتولى توزيع ذكاة المال بتاعته يعني انا اللى كنت بوصل الفلوس للناس دي ، ابويا كان مفهمني ان الناس دول غلابه وبيساعدهم بعد ما عرفت انهم ساعدوه فى تنفيذ خطته بطلت اوديلهم الفلوس ، يعني هو كان بيدهالى عشان اوديهالهم بس انا كنت باخدها والكلام ده بقاله سنه وكده معناه ان اللى كان بيظبطهم وعشان كده ساكتين بطل يظبطهم
عمر : بس هما لو شهدوا معايا هيتضروا
زينة : اي حد هيتكلم فيهم هيطلع شاهد ملك في القضيه دي
عمر : لسه مش مقتنع
زينة : انت مش واثق فيا صح ؟
عمر : ايه يخليكى تعملى كل ده ، ده مهما كان ابوكى
زينة : انا مش هقعد ابررلك او اوضحلك اسباب ، بغض النظر عن اسباب مساعدتي ليك المهم انك بين ايديك كنز تقدر ترجع بيه حقك وحق ابوك وامك

وقامت زينة بـ أخذ حقيبه يدها وارتدت النظاره والقبعه حتي تخفى ملامحها ثم نهضت من المقعد وقالت لـ عمر "فكر وقرر ، انا كده دورى انتهى وماليش اى مصلحه اطلاقاً" ثم غادرت الشرفه ومن ثم غادرت الشقه بـ اكملها
__**__**__
لحقت نادية المنصورى بـ زوجها قاسم الذى مازال فى القاهره  
جلسا الجميع سوياً وكان يبدو ان أسعد وابنه قاسم بينهما خلاف
لاحظت نادية انها لم ترى يسرا

نادية : هي يسرا فين ؟
أسعد : هو المحروس جوزك مقالكيش
نادية متسائله باستغراب : مقاليش ايه ؟
أسعد : ان يسرا سابتنا وراحت تعيش مع امها
نادية : امها !! قصد حضرتك كاميليا توفيق !!
زينب : هى يا بنتى ليها ام غيرها
نادية : وانت يا قاسم تعرف الكلام ده ؟
أسعد : ووافق عليه 
قاسم : انا مش فاهم فيها ايه !! البنت خلاص عرفت الحقيقه ملهاش لازمه بقى نبعدها عن امها
نادية بدموع محبوسه : طيب وانا !! وحقى فيها !! دورى خلاص انتهي في حياتها !! دي بطلت تكلمنى !! يعنى ايه يا قاسم ولادى هيروحوا منى واحد ورا التاني
قاسم : اهدى يا نادية ، يسرا هتفضل بنتك بس لازم برضه تزور امها وبعدين هى لسه رايحلها من كام يوم
نادية : ولما هى رايحلها من كام يوم مقولتليش ليه ؟
قاسم : كفايه عليكي فهد واللى هو فيه مش هضايقك كمان بـ موضوع يسرا
نادية : يعنى يسرا هتعيش مع كاميليا على طول
زينب : خلاص يا نادية متضايقيش نفسك
نادية : مضايقش نفسى ازاي !! البنت راحت
قاسم : راحت فين !! متخلنيش اتعصب عليكى ، اولاً دي مع امها وثانياً انتِ ربتيها اه وامها وليكي حق فيها ماشي بس هي اصلاً طول عمرها هنا في القاهره وانت فى اسكندرية وثالثاً وده الاهم لو انتِ ليكي فيها قيراط فـ كاميليا ليها فيها ٢٤ قيراط

التزمت نادية الصمت ولكنها اطلقت لـ دموعها العنان ، كانت تبكى بصمت ولكن الالم والحسره والغيره كادوا ان يتحدثوا من ملامح وجهها
تركهما أسعد وزينب سوياً حتى يهدأ قاسم من غضب زوجته

قاسم : انا آسف
نادية : آسف ليه !! انت كنت بتقول الحقيقه
قاسم : بس كان لازم اراعى انك انتِ اللى ربتيها وتعبتي فيها
نادية : لا عادي بس انت مقولتش الحقيقه كامله
قاسم : قصدك ايه ؟
نادية : انك لسه بتحب كاميليا ومبسوط ان يسرا راحت عندها لانك كده حطيت في بيتها مسمار جحا
قاسم : انتِ بتخرفى بتقولى ايه ؟
نادية : بقول اللى شوفته في عينك ، بقول ان ظهور كاميليا صحى الحب القديم
قاسم : عيب يا نادية بعد العمر ده كله تقولى الكلام الاهبل ده
نادية : الكلام الاهبل ده انا شوفته في عينك ، في نبره صوتك ، فى انفعالك وعصبيتك
قاسم : بطلى غيره الستات الفارغه دي يا نادية ، كاميليا ماتت بالنسبه ليا من يوم ما طلقتها ومفيش ميت بيصحي تانى
نادية : كاميليا مكنتش ميته بالنسبه لحد الا لـ يسرا ، والميت صحي يا قاسم ، ما بالك اللى كان صاحى
قاسم : والله انتِ اتجننتى
نادية : تنكر انك مش قاعد في القاهره عشان كمان كام يوم تروح تزور يسرا في بيت كاميليا
قاسم بارتباك : قولى بقى ان الحكايه حكايه غيره من ظهور كاميليا مش حب وغيره على يسرا
نادية : انت عارف كويس انا بحب يسرا قد ايه ومقهوره على فراقها ازاي ، بس مينفعش البيت اللى بنيناه بتعب وجهد السنين يتهد يا قاسم لـ مجرد ان مشاعرك صحيت
قاسم : طيب ممكن تهدى ، صدقيني يا نادية انا مبحبش حد غيرك ولا في حياتى حد غيرك ، عيب لما نكون متجوزين العمر ده كله وبينا تلت عيال ولسه بثبتلك اني بحبك
نادية : انا مش عيزاك تثبتلى انك بتحبنى لانك اكيد مبتكرهنيش ، انا عيزاك تثبتلى ان مشاعرك متحركتش ناحيه كاميليا

صمت قاسم لانه لم يستطع الرد ، هو بالفعل مشاعره تحركت تجاه كاميليا ولكن لا يعنى هذا ان يعود الوضع كما كان في السابق ، ربما قاسم يشتاق لـ تلك الفتره من حياته ، او لـ تلك المرأه التى تسببت في ان يشعر بالحب الصادق ، او يشتاق لـ فتره شبابه واول زواجه حيث ان قاسم اول شئ فى كل شئ فى حياته فى حياته شاركته فيه كاميليا
اول نبضه ، اول دقه قلب صادقه ، اول ابتسامه حب صافيه ، اول قبلة ، اول حضن ، اول لمسه ، اول زواج ، اول انجاب للاطفال 
ولا يستطيع احداً منا ان ينكر ان اول شئ دائماً مُفضل وربما اوائل الاشياء دائماً افضلها
ولكن لا يعنى هذا ان قاسم سيعود مراهقاً ويترك زوجته واولاده من اجل تحرك مشاعر صبيانيه تجاه حبيبته وزوجته الاولى
اقنع قاسم زوجته نادية بكل هذا وهي حاولت تصديقه ولكنها كانت كـ مَن يجاهد في حرب حتي تصدقه
__**__**__
منذ ان غادرت زينة وعمر جالساً في الشرفة لم يبرح مكانه كان يفكر فيما قالته زينة ، كان يحاول استيعابه او تقبله 
فى الخارج مازال تجمع كاميليا ويسرا ومى قائماً ، تحول التجمع الى جلسه للنميمه

كاميليا : هى زينة دي صاحبتك من امتى يا مى ؟
مى : من تلت سنين
كاميليا : تلت سنين وعمرى ما شوفتها !!
مى : لا شوفتيها بس انتِ محفظتيش ملامحها
يسرا : انا مش مستريحالها
كاميليا : ليه !! دي شكلها جايه تساعد عمر
يسرا : ازاي يا ماما تساعده وهى بنت الراجل اللى انكره
كاميليا : جايز تبقى غير باباها
يسرا : ازاي يعنى ، ده ممكن يكون هاشم ده عامل فخ لـ عمر عن طريق زينة دي
مى : يبقى الحل ان عمر يوقع زينه في حبه ويتجوزها
يسرا بانفعال شديد : يـ ايه !! انتِ بتقولي ايه يا خالتو
مى بانفعال : خالتو دي تقوليها لما اكون اكبر من امك ، لكن انا اكبر منك انتِ بـ خمس سنين فـ متعشيش
كاميليا : فى ايه يا مى بتكلميها كده ليه !!
مى : لازم عمر يتجوز زينة عشان يقدر يرجع حقه ويضغط على هاشم ده وعشان لو زينة فخ يقدر يتحكم فيه
كاميليا : انتِ بتخرفى يا مى !! احنا اصلاً منعرفش زينة قالت ايه لـ عمر
يسرا : صح هى قالت انها جايه تقوله اللى تعرفه مش معنى كده انه يتجوزها ده تخريف
كاميليا : يا ياس يا حبيبتي عمر مبيحبش غيرك ومش هيتجوز لا زينه ولا غيرها وبعدين هو في ايه ولا ايه
مى : انا نازلة شقتى

غادرت مى منزل اختها كاميليا ، قررت كاميليا ويسرا ان يدخلا الى عمر كى يعرفا منه ماذا قالت له زينة ، دخلا لـ يجدوه جالساً في الشرفة ورافعاً قدميه على مقعد مقابل ، جلست كلاً منهما على مقعد

يسرا : ايه يا عمر ، زينة دي قالتلك ايه ؟
كاميليا : عرفت الحقيقه ؟

تنهد عمر ونظر الى كلاً منهما وانزلا قدميه من على المقعد المقابل لمقعده

عمر : الحقيقه دى محتاج اعرفها منك
كاميليا : يعنى ايه ؟
عمر بانفعال : يعنى عايز اعرف تعرفى هاشم غنيم منين وليه بعت ناس هددوكى وضربوا عليا نار
يسرا : نار !!

نهض عمر من مقعده وهو منفعل

عمر : بصى ، خلاص مبقاش في حاجه تستخبى لازم تقولى كل اللى تعرفيه عشان اقدر اربط الخيوط ببعض
كاميليا : تمام
يسرا : قولى يا ماما تعرفي ايه ؟
كاميليا : يوم ما قررنا انا وعادل الله يرحمه اننا نتبنى طفل روحنا دار الايتام اللى انت كنت فيها واتفقنا مع بعض اي طفل نختاره نسأل عن اهله
عمر : جايبين طفل من دار ايتام وتسأله عن اهله ، تجى ازاي دي ؟
كاميليا : يا حبيبى الفقر والجوع كان بيخلى الناس تبيع عيالها عشان الفلوس ، او لما تعجز عن انها تصرف عليهم تسيبهم ادام باب ملجأ او يودوه هما بنفسم قولنا اى طفل نختاره لو كان له اهل هناخد الطفل ونروحلهم ونتكفل بـ كل مصاريفه عشان منحرموش من اهله ونبقى نتبنى اى طفل تانى
عمر : وبعدين ؟!
كاميليا : اخترناك وسألنا عن اهلك قالوا مالوش اهل واحنا واخدينك وخارجين من الدار لقينا عامله في الدار بتنادى علينا وبتوقفنا عشان تسلم عليك قبل ما ناخدك لانها كانت مسئوله عنك وكانت بتحبك في لحظة عفوية منها قالت على اخر الزمن الناس بترمى لحمها سألتها قصدك ايه قالتلي ان عمك هو اللى جابك عشان ياخد ميراثك وهو اللى اتفق مع مديره الدار انها تقول انك لقيط ، خدنا منها اسم عمك وعنوانه ورحناله وقولناله انك معانا يمكن يحنلك او يرجع في كلامه بس قابلنا اسوأ مقابله وفضل يطاردنا لحد ما اكدناله ان مش من مصلحتنا انك تعرف الحقيقه واننا مش عايزين منه حتى فلوس تمن سكوتنا ، كل اللى عايزينه يبعد عن سكتك وسكتنا
عمر : وبعد !!
كاميليا : شويه يبعد وشويه يظهر عشان يعرفنا انه عينه علينا وبعد فتره طويله لحد ما الصدفه جمعتني بيه في نفس دار الايتام اللى هو حطك فيها واللى انا خدتك منها ورجع يهدد تانى وبعت الملثمين اللى ضربوا عليك نار دول
عمر : ليه عمل كده ؟
كاميليا : كان فاكر ان مقابلتنا في الدار مكنتش صدفه وان انا اللى تعمدت اظهرله عشان اهدده بطريقه غير مباشره
عمر : فقرر يهددك بطريقه مباشره
يسرا : هى زينه قالتلك ايه ؟

سرد عمر الى كاميليا ويسرا كل ما قالته له زينة بـ أدق التفاصيل

كاميليا : طيب وانت هتعمل ايه ؟
عمر : ولا حاجه
كاميليا : يعنى ايه ولا حاجه ؟
عمر : هو المفروض اعمل ايه ؟
يسرا : ترجع حقك ، ترجع حق مامتك وباباك
عمر : ارجعه بـ ايه ؟
كاميليا : كل اللى بين ايديك ده وتقولى ارجعه بـ ايه !!
عمر : اللى بين ايديا ده فستك قصاد فلوس ونفوذ هاشم غُنيم
يسرا : يعنى هتستسلم ؟!!!
عمر : دى حرب انا مش قدها 
يسرا : ولما دخلت حرب مع ناس بتوع دعاره وجاسوسيه ليه مقولتش الكلام ده
كاميليا : جاسوسية ايه ؟!
عمر : ده حوار يا ماما هبقى احكيلك عليه بعدين
يسرا : مكنتش اعرف انك سلبى ومستسلم كده
عمر : الحرب اللى انتِ بتقولى عليها دى كان الشرطه والمخابرات والقانون معايا ، لكن الحرب دي كل حاجه ممكنه ومستحيلة هتكون مع هاشم غُنيم
يسرا : المفروض على الاقل تحاول
كاميليا : اهدوا يا ولاد ، انا من رأيى المفروض عمر ياخد وقته في التفكير ، وقته حتى انه مخه يستعاب كل اللى حصله واللى عرفه ، صح يا عمر ؟
عمر : صح يا ماما
كاميليا : هروح اجهز حاجه ناكلها

خرجت كاميليا وتركت عمر ويسرا سوياً في الشرفة

يسرا : فكر كويس يا عمر ، متبقاش سـ........
عمر مقاطعاً : اقولك حاجه ومتقوليش عليا مجنون
يسرا : قول
عمر : انتِ وحشتينى اوى ، الاحداث الاخيره دي خدتنا من بعض

ابتسمت يسرا ابتسامه حب صادقه ممزوجه بـ رقة ودلع

عمر : ووحشنى ضحكتك ورقتك ودلعك ده
يسرا : انت كمان والله وحشتنى
عمر : عارفه احسن حاجه بقى في كل البوءس اللى بيحصلى ده (ممسكاً بيديها) انك بقيتي معايا فى بيت واحد
يسرا : متحسسنيش ان حلمنا اتحقق
عمر : هيتحقق وهتبقي معايا في بيت واحد وانتِ مراتى (تنهد عمر تنهيده كشفت عن الم مميت بداخله) بس الاقى حل لـ اللى انا فيه ده ، لاني لو معرفتش اثبت نسبى مفيش مأذون هيكتب كتابتا
يسرا : ليه !!
عمر : لانى في الورق اخوكي ياختى
يسرا : انا كنت هموت لما كنا فاكرين اننا اخوات
عمر ضاحكاً : انا كانت دماغي هتتشل ، يعنى كنتى فى حضني من ساعه وهوب اكتشف انى كنت حاضن اختى ومشاعرى اتحركت ناحيه اختى ، مش عارف كنت هعاملك ازاي لو كنتِ طلعتى اختى
يسرا : اهو الحمد لله مطلعناش اخوات 
عمر (مقترباً منها) : اه الحمد لله 
يسرا : ايه !!
عمر : ايه انتِ
يسرا : ايه انت
عمر مازحاً : ما تجيبى حضن اخوى
يسرا (ممبتعده قليلاً) : لا ياخويا امى جوه
عمر (مقترباً) : ماهى امى برضه
يسرا : طيب بطل تهريج احسن تدخل وتقفشك
عمر : مانتِ قعدتك في البيت هنا غلط بصراحه

دخلت كاميليا الى الشرفة حاملة لـ اطباق الساندوتشات

كاميليا : تحب اوديها عند ابوها يا سى عمر عشان تستريح
عمر : لا على ايه خليها ، منوره يا يسرا
يسرا : بنورك يا استاذ عمر

ولاول مره منذ ان حدثت تلك الاحداث السريعه والمشاكل لم يتجمع الثلاثه سوياً متناسون كل ما مروا به ، مشاكلهم واحزانهم ، تجمعوا فقط لـ يمزحوا سوياً ، لـ يخلقا لحظات سعيده تجمعهما هما الثلاثه سوياً
__**__**__
منذ ان هربت زينة من الحرس الخاص بها لم يستطع احداً ان يعرف مكانها او يصل اليها ، كاد ان يجن والدها فـ هو يخشى من حريتها ، يخشى من غضبها ، يخشى من كم المعلومات التى تعرفها ، حاول الاتصال بها كثيراً ولكنه وجد هاتفها في غرفتها ، نشر رجاله في انحاء القاهره لعل احداً يجدها ولكن دون جدوى الا ان عادت زينة الى المنزل لـ تجد والدها ينتظرها وهو غاضب كالبركان

هاشم : كنتى فين ؟
زينة : كنت فى مشوار
هاشم : مشوار ايه !!
زينة : مصمم تعرف يعنى !!
هاشم : ده لو مش عند سيادتك مانع
زينة : كنت عند عمر 
هاشم : عمر مين !!
زينة : عمر محمد فوزى محمد غانم غُنيم ، ايه متعرفوش ؟
هاشم : اتعدلى واتكلمى مظبوط
زينة : مانا بتكلم مظبوط اهو يا بابا
هاشم : كنتِ عنده ليه ؟ 
زينة : كنت بقوله كل حاجه ، قولتله على الحكايه من اولها لاخرها
هاشم : حكايه ايه !!
زينة : انك قتلت باباه ومامته وخدت فلوسه ورميته فى ملجأ
هاشم : نعم !!
زينة : مش بس كده ، ده انا كمان سرقت من خزنتك كل الاوراق اللى تثبت ان الثروه دي مش بتاعتك وانها بتاعة عمر وان نسبه الحقيقي لـ محمد غُنيم
هاشم فاقداً السيطرة على اعصابه : انتِ اكيد اتجننتى
زينة : امال بقى لما تعرف انى اديتله ارقام وعناوين كل الناس اللى ممكن تشهد ضدك

لم يستطع هاشم غُنيم السيطرة على نفسه اكثر من ذلك فقام بضرب ابنته ضرباً مبرحاً كاد ان ينهى حياتها ، سمعت أمينه الشناوى اصوات تتعالى ، صوت ابنتها كان يبكى ويستغيث وزوجها كان صوته غاضباً ذهبت اليهما لـ تجد ابنتها تموت بين يدي زوجها ، حاولت تخليص ابنتها فـ قامت بابعاد زوجها عن ابنتها 
كان ذلك لم يشفى غليل هاشم غُنيم فابتعد عن ابنته لـ يجلب سلاحه من على منضده متواجده خلفه ويصوبه ناحية ابنته التى كانت والدتها تساعدها على النهوض ، لم يشعر هاشم غُنيم بنفسه الا بعد ضغط على الزناد لـ تخرج منه رصاصه .....

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق