Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 24 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل الثانى والعشرين)

الفصل الثانى والعشرين

قررت كاميليا ان تتخلى عن كتمانها وصمتها ، قررت ان تضع عمر على الطريق الصحيح الذى يجب ان يسلكه حتى يصل الى نسبه ويعرف الحقيقه 
قررت ان تعطيه المعلومات التى تفيده بدون ان تتسبب له في اذى من اى نوع
كان عمر جالساً بمفرده فى شرفة غرفته حيث انه منذ ان عرف الحقيقه وهو يجلس بمفرده كثيراً

كاميليا : ممكن اقعد معاك شويه ولا هزعجك
عمر : لا طبعاً اتفضلى

جلست كاميليا على مقعد مجاور لـ مقعد عمر

كاميليا : بتشرب سجاير !!
عمر مستغرباً : سجاير !!
كاميليا : يعنى ، اغلب الوقت قاعد لوحدك في البلكونه وبتمر بظروف اجتماعيه ونفسيه صعبه فـ ممكن تكون بتشرب سجاير
عمر : مش انا اللى اهرب من مشاكلي بـ الطريقه دي
كاميليا : انا عارفه بس بهزر معاك
عمر : تعرفى ، انتِ برضه ربتيني كويس ، انا وسط المجتمع غريب او مختلف
كاميليا : وصلت لـ حاجه في الملجأ
عمر : لا
كاميليا : طيب يا عمر ، انا هساعدك
عمر : ازاي
كاميليا (اعطته ورقة) : دي ورقه فيها اسم شخص وعنوانه ، روحله ، اسأله عن اى حاجه انت عايزها بس بشرط متقولوش انت وصلتله ازاي
عمر (ناظراً للورقة) : هاشم فوزى غُنيم !! مين ده ؟ وليه مينفعش يعرف انا وصلتله ازاي
كاميليا : هاشم غُنيم ده واحد يعرف عنك كل حاجه غالباً يعرف عن اي حد
عمر باهتمام بالغ : مين ده يا ماما
كاميليا : عمر ، ارجوك متسألش كتير
عمر : طيب اقوله انا وصلتله ازاي ؟
كاميليا : قوله فاعل خير من الملجأ دلنى عليك
عمر : طيب هو هيقتنع
كاميليا : مش مهمتك تقنعه
عمر : طيب انتِ تعرفي اى معلومات ، لو عارفه اي حاجه قوليها
كاميليا : انا عارفه كتير يا عمر بس مش هقدر اتكلم
عمر : ليه !!
كاميليا : عشان احميك واحمى مى واحمى نفسى
عمر : من ايه !! او من مين ؟
كاميليا : من هاشم غُنيم
عمر : بس انتِ كده مش بتحميني ، انتِ بعتانى له برجليا 

التزمت كاميليا الصمت وحاول عمر كثيراً ان يعرف منها مَن يكون هاشم غُنيم وماذا يعرف عن عمر وعن نسبه

عمر : انا بترجاكى ، عرفيني الحقيقه
كاميليا : بص يا عمر ، اللى اعرفه ان هاشم يبقي عمك ، بس فين والدك ووالدتك انا معرفش او ليه هو حطك في الملجأ برضه معرفش الاغرب انه بيكرهك وبينكر عمومته ليك وبرضه معرفش السبب
عمر : عمى !!

على الفور بدل عمر ملابسه وخرج من منزله قاصداً منزل هاشم فوزى غُنيم حيث وصفت له كاميليا عنوان منزل غُنيم ومقر شركته بالتفاصيل الدقيقه
__**__**__
كان قاسم الراوى فى زياره سريعه للقاهرة حيث قام بزياره اكبر الاطباء فى مجال المخ والاعصاب وايضاً في المجال النفسى لـ عرض حالة ابنه فهد عليهم ولـ اخذ رأيهم الطبى 
قال اطباء المخ والاعصاب انه سيأخذ وقتاً طويلاً حتي يستطيع التحكم بالاشياء او التبول ، من سنة الى سنتين حتى يحدث تقدم في حالته
اما اطباء الامراض النفسيه والعصبيه اكدوا ان العلاج النفسى اصعب بكثير من العلاج الجسدى وان الانتكاسات الخاصه بالامراض النفسيه او الادمان تتكرر خاصه مع المريض اليائس الذى حاول الانتحار واوصى الاطباء في المجالين ان يبقي فهد تحت الرعايه والعنايه الطبيه وان يستمر على العلاج والا يفقدا الامل
بعد ان انهى قاسم الراوي مقابلته مع الاطباء ذهب الى منزل والده أسعد الراوى

قاسم : هى يسرا فين !! من ساعه ما جيت مشوفتهاش
زينب : نايمة
قاسم : لحد دلوقتى !!
أسعد : ماهى بقت نايمه طول النهار وصاحيه طول الليل والشويه اللى بينهم بتكون بره
قاسم : مبتروحش شغلها ولا ايه ؟
زينب : بتقول واخده اجازه
قاسم : هقوم اصحيها خليني اشوفها قبل ماسافر

خرجت يسرا من غرفتها فى نفس اللحظة التى نهض فيها والده من مقعده حتي يوقظها

يسرا : متتعبش نفسك يا بابا انا صحيت
قاسم (حاضناً ابنته) : وحشتيني يا يسرا
يسرا : وانت كمان يا بابا وحشتني

تبادل يسرا وقاسم الاحضان والسلامات الدافئه ثم جلس كل منهما على مقعد ، كانت نظرات يسرا غريبه ، اربكت كل مَن حولها وكانت ممسكه بـ ظرفٍ يحوى مجموعه اوراق

يسرا : اخبار ماما واخواتى ايه ؟
قاسم : كلنا بخير يا حبيبتى ، مش هتجى اسكندرية قريب
يسرا : مش عارفه لسه
قاسم : جدتك بتقول انك واخده اجازه كنت متوقع تجي تقضيها معانا
يسرا : الاجازه الجايه ان شاء الله
أسعد : مالك يا يسرا ، بتتكلمي كده ليه
يسرا : بتكلم ازاى !!
زينب : مفيش حاجه يا ابو قاسم ، هي بس عشان لسه صاحيه من النوم
يسرا : لا مش عشان صاحيه من النوم ، انا بتكلم عادي
أسعد : ده العادى بتاعك
قاسم بحزم : يسرا !! فى ايه !! ازاي تكلمى جدك كده
يسرا : حضرتك هتقول نفس الكلام ، بتكلم ازاي انا يعني مش فاهمه
قاسم : فى ايه يا يسرا ما تتظبطى
زينب : حبيبتي انتِ كويسه !!
يسرا : انتوا مستنين اعاملكوا او اكلمكوا ازاي بعد ما يتمتوني وامى عايشه !!
أسعد : قولنالك هى اللى سابتك
يسرا : يؤسفني اقولكوا انكم كذابين

اندهش الجميع من جرأه يسرا وصوتها العالى
اخرجت يسرا الاوراق من الظرف

يسرا : دى شهادة ميلادى ، اتولدت١٩٩٠/١٠/١١ ، ودى شهادة ميلاد ووفاة توأمى اللى مات ، كان اسمه مازن ، وماما هي اللى اصرت انه يتعمله شهاده ميلاد ووفاه ، الشهادتين فى نفس اليوم ١٩٩٠/١٠/١١ ، ده عقد طلاق انت وماما وبتاريخ ١٩٩٠/١٠/٢٠ يعني بعد ولادتى بتسع ايام ، انتوا بتقولوا هى اتنازلت عنى صح ؟
قاسم ناظراً لوالده : آه
يسرا : تمام اوى ، ده بقى صوره من اخر عقد ماما ماضته على فيلم ليها كان بتاريخ ١٩٨٩/٢/٤ يعني غالباً قبل ما تحمل فيا بحوالى ١١ شهر ، دي بقى جريده قديمه بتاريخ ١٩٩١/٣/٩ مكتوب فيه خبر اعتزال شاهيناز النجار نهائياً عن التمثيل بل واختفائها عن الميديا اللى هى طبعاً تبقى كاميليا توفيق (موجهه بصرها الى جدها) أمى
أسعد بهدوئه وبروده المعتاد : نفهم ايه احنا بقى من حصه التاريخ دى !!
يسرا : اخر فيلم امى مثلت فيه كان قبل ما تحمل فيا بسنه او قبل ما تولدنى بسنه وتسع شهور تقريباً ، لو هى تنازلت عنى عشان التمثيل ليه حملت فيا من الاساس !! ما كان ممكن تنزل الحمل عادى ، طيب ليه مهربتش لما هي قادره اوى كده ، تهرب باللى في بطنها ومتعرفوش انتوا عنه حاجه ، الاسخم من كل ده ليه اعتزلت بعد ولادتي بست شهور رغم انها تنازلت عني عشان التمثيل ، تقدروا تدونى اجابات مقنعه !!

شعر الجميع بالارتباك وربما الخجل الا أسعد الراوى ، كان في قمة هدوئه كعادته ، تنهد ونظر الى قاسم وزينب اللذان كانا ينظران اليه منذ بدايه حديث يسرا ثم وجه بصره الى يسرا التى كانت تنظر اليه بكل تحدى

أسعد : من حوالى خمسه وعشرين سنه كاميليا لافت على ابوكى ، وقعته فى شباكها ، قدرت تضحك عليه وتخليه يحبها ويصمم على الجواز منها ، رفضنا ، وقفنا ضده ، ماهو استحاله ابنى انا يتجوز ممثله ، ممثله على التلفزيون مبتفارقش السراير ولا احضان الممثلين ، امال بعيد عن اعين الناس بتعمل ايه !!
يسرا بعصبيه : حكمت عليها وعلى اخلاقها عشان بس ممثله
أسعد : التمثيل ده فن ، لكن القذاره مش فن وده كان اعتراضى وهي مضحتش عشان خاطره واعتزلت لا قالت مش هتسيب التمثيل ، بس هي كانت سحراله وعمياه وسيقاه ، خليته يتجوزها غصب عننا
يسرا : ازاي بقى يعاندكوا ، تقرروا تحرموها من بنتها
أسعد : اه مش هنكر ، مش هنكر اني حاربت عشان الجوازه متمش وحاربت اكتر عشان يتطلقوا ، المشاهد اللى انا شوفتها لـ اللى انتِ بتقولى عليها امك دى مفيش حد يقبلها ، المشاهد اللى اتعرضت كانت زي الزفت بس اللى اتحذفت اضربيها في مية وابوكى لما شاف المشاهد دي دمه فار بس عرفنا انها حامل ، احنا خلاص مش عايزينها وابوكى مكنش عايزها بس احنا عايزين ابننا ، لما ولدت وخلفت اتنين منهم واحد ميت قررنا نديها الميت ونخفى عنها خالص الطفل اللى عاش وهي كده اقتنعت ان ابنها من قاسم مات وبعد كام يوم اتطلقوا وهي اختفت من حياتنا
يسرا : يعنى متنازلتش عنى !! مبعاتنيش عشان نفسها !! يعني هي مش وحشه ولا بتكرهنى ، انتوا بس اللى كنتوا عايزينها كده ، انتوا اللى موتوها ويتمتونى
أسعد : اذا كنتِ انتِ عمرك ما شوفتيها وكنتِ عايزه تمثلي ووقعتي نفسك في مشاكل ملهاش اول من اخر عشان التمثيل ما بالك لو كنتِ عيشتى معاها
يسرا : انتوا مصدقين ان انتوا صح !! مصدقين ان اللى عملتوه ده حب ليا
زينب : جدك وابوكى كان كل تفكيرهم فيكي وفي مصلحتك

وزعت يسرا نظراتها الغاضبه ، الحزينه على افراد عائلتها ، دلفت الى غرفتها واطلقت العنان لـ دمعاتها المحبوسه ، كانت تبكى بحرقه ، بحسره وبحزن
قامت بـ جمع بعض من ملابسها فى حقيبه وغادرت المنزل وحاولوا ايقافها ولكن لم يستطيعوا ، نزلت الى الاسفل ونزل والدها خلفها واوقفها

قاسم : طيب انتِ رايحه فين !!
يسرا بدموعها الحزينه : هروحلها ، هروح اعيش معاها ، اعوضها عن السنين اللى فاتت ، عن امومتها اللى حرمتوها منها ، مستخسرين فيها ده كمان
قاسم : لا ، روحيلها وعيشي معاها على طول لو عايزه
يسرا : انت بتقول ايه ؟؟
قاسم : انا عمرى ماكنتش مش عايز امك يا يسرا ، طول عمرى بحبها وانفصلنا وانا بحبها وعايزها ومتمسك بيها بس الظروف كانت اقوى
يسرا : ظروف ايه اللى تخليك تطلق مراتك غصب عنك !!
قاسم : امك انتشر لها شرايط فيديو لمشاهد كتير مخله كان لازم ننفصل عشان سمعتى كانت في الارض ، عارف ان ابويا هو اللى ممكن يكون عمل كده بس امك ذات نفسها قالتلى حفاظاً على كرامتك ورجولتك خلينا ننفصل
يسرا : كنت خدها وعيشوا في اي حته تانيه بعيد عن كل الناس
قاسم : الحياة مكنتش سهله اوى كده زي ايامكوا وهي اساساً كانت رافضه الفكره
يسرا باستغراب : بتحبها الحب ده كله وبتحرمها من بنتها !!
قاسم : انا محرمتهاش ، هما اللى خططوا ونفذوا من ورايا وجدك عمل كده عشان متعشيش بفضيحه بسبب موضوع شرايط الفيديو هو اى نعم كان بيكرهها بس برضه كان خايف عليكي 
يسرا : اقنعوك بسهوله كده ؟
قاسم : بصيت للجانب الكويس من الموضوع
يسرا : اللى هو ايه !!
قاسم : اللى هو حته منها وشبهها هتبقى معايا
يسرا : مستغربه حبك ليها
قاسم : روحيلها ، مفيش حد هيقدر يمنعك تعيشي معاها ، ومتخافيش انا معاكي وفي ضهرك
يسرا : ربنا يخليك ليا يا بابا

ثم احتنضت يسرا والدها وقامت بتقبيله وبادلها الاحتضان هو الاخر وودعته يسرا وركبت سيارتها ثم قال لها " سلميلي عليها كتير " وغادرت يسرا المكان بـ سيارتها قاصدة منزل والدتها
__**__**__
مر اكثر من خمسة وعشرون عاماً على زواج هاشم غُنيم وزوجته أمينة الشناوى ، خلال تلك الاعوام الطويلة لم يختلفا بمقدار ما عاشه سوياً ، لم يعارض احدهما الاخر ، لم يغضب بعضهما ، ورغم ارتكاب غُنيم لـ الاخطاء كثيراً الا ان أمينة تقف دائماً بجواره حتى وان كان مخطأ او ظالم ولكنها عارضته فى احتجاز زينة داخل مصحه نفسيه ، عارضته بشدة حتى استسلم هاشم لـ رغبتها وقام باخراج زينة من المصحه
اليوم عادت زينه مع والدها الى المنزل وكانت والدتها في انتظارها

أمينة : حمدالله على سلامتك يا حبيبتى
زينة : انتِ كنتِ عارفه انا كنت فين !!
أمينة : معلش يا زينة ، ابوكى كان بيحميكي
زينة : انتِ ازاي كده !! ازاي موفقاه على اى حاجه كده !! عارفه انتِ بتأييدك ده ظلمتى كام بنى آدم ، جيتي على حق كام مظلوم ، انتِ هتدخلى النار قبله
أمينة : ده انا مهدتش الا لما خليته يخرجك
زينة : بجد !! لا بجد كتر خيرك
هاشم : بصى يا زينة ، انا خرجتك من المصحه اه لكن مش معني كده انك حره 
زينة : يعنى ايه ؟
هاشم : يعنى انا خرجتك عشان خاطر امك لكن هحبسك هنا ، مفيش خروج ولا موبايلات مفهوم
زينة : انت خايف منى للدرجة دى
هاشم : خايف من جهلك بالامور وطيشك
زينة : جهلى !! هعرف ايه اكتر من اللى عرفته
هاشم : اطلعى اوضتك

اثناء النقاش الحاد بين هاشم وابنته زينة جاءه اتصال من حراس الامن المتواجدون امام بوابة ڤيلته اخبروه ان هناك شخصاً يُدعى "عمر الصياد" يريد مقابلته ، فكر غُنيم لـ ثوانٍ قليله ثم اخبر حراس الامن ان يسمحوا له بالدخول ولكن بعد تفتيشه بعناية وتأكدهم انه لا يحمل اى اسلحه
دخل عمر الى حديقه الڤيلا لـ يجد هاشم جالساً على احد المقاعد ينتظره بعدما امر افراد الحرس الخاص به بالانتشار حول مجلسهم

هاشم : افندم
عمر : انا عمر الصياد
هاشم : معرفش حد بالاسم ده ، اتفضل اقعد الاول
عمر : متشكر

جلس عمر على مقعد مقابل لـ مقعد هاشم

هاشم : ياريت توضحلى سبب الزيارة
عمر : انا اسمى عمر عادل الصياد ، شايل اسم عادل الصياد بالتبنى لكن انا في السنة الاولى من عمرى كنت فى دار ايتام ، لما عرفت قررت ادور على نسبى وعيلتى وروحت الملجأ وسألت وهناك حد دلنى على حضرتك وقالى ان حضرتك اللى اودعتني في الملجأ
هاشم : حد مين !!
عمر : حد من العاملين في الملجأ بس انا معرفش اى تفاصيل عنه
هاشم : طيب سألت مديرة الدار تتأكد منها !!
عمر : حضرتك عرفت منين ان المدير ست مش راجل
هاشم : ضربة حظ
عمر : عموماً مديرة الدار قالت انها مكنتش موجوده فى الفتره اللى انا دخلت فيها الدار
هاشم : انا فعلاً اودعتك فى الدار ، كان عمرك وقتها سنه
عمر : يعنى انت عارف انا مين !!
هاشم : انا كان ليا اخ اسمه محمد ، فضل متجوز حوالى عشر سنين ومكنش بيخلف وفى يوم لقى طفل لسه مولود قدام بيته قرر ياخده ويربيه
عمر : يعنى اخو حضرتك مكنش ابويا !!
هاشم : لا محمد اخويا مكنش بيخلف ولما لقاك خدك كـ ابن له وبعد ست شهور توفى هو وزوجته الله يرحمهم فى حادثه عربية ، وانا خدتك عندى ، قعدت معايا شهر ولـ ظروف كتير مكنش ينفع اخليك عندى فـ وديتك الملجأ
عمر : يعنى حضرتك متعرفش فين عيلتى !!
هاشم : يا ابنى انا مش عايز اجرحك ، بس سواء انا او اخويا لما خدناك مكناش نعرفلك عيلة ، اخويا الله يرحمه لقاك في الشارع
عمر : طيب ليه بيقولوا ان حضرتك عمى !!
هاشم : عشان انت كنت فى نظر الناس ابن محمد اخويا
عمر : تمام ، انا متشكر جداً وآسف على الازعاج
هاشم : لا مفيش ازعاج يا ابنى واسف لو كنت قولت كلام ضايقك
عمر : لا لا مفيش حاجه ضايقتنى ، عن اذن حضرتك
هاشم : نورت

خرج عمر من ڤيلا هاشم غُنيم يجر خلفه اذيال الخيبه والحسره
كل السُبل تؤدى بـ عمر الى طريق واحد ، جهله لـ نسبه او انه لقيط او انه بلا عائله
كل السُبل تؤدى بـ عمر الى الضياع والهلاك ، الى كره ذاته ومجتمعه وكل مَن حوله
ركب عمر سيارته ولم يستطع ان يقودها ظل لـ دقائق يفكر ملياً فيما حدث وما سوف يحدث
بعد ان تحرك بـ سيارته وغادر المكان جاءته رسالة نصية على هاتفه النقال من رقم غير معروف كان مضمونها "انت عرفت نص الحقيقه ، لسه نصها اللى لازم تعرفوه"
حاول عمر الاتصال بـ الرقم الذى ارسل الرساله ولكنه وجده خارج نطاق الخدمة وبعد دقائق قليله جائته رساله اخرى من الرقم ذاته " يومين و هبعتلك مسج فيها المكان والزمان اللى هنتقابل فيهم يا عمر"
شعر عمر بـ شعاع امل يداعب قلبه وعقله وعلى الرغم من ان نص الرساله غامض ولم يفهم هل النصف الاخر للحقيقه سيجعله يعثر على عائلته ام العكس وعلى الرغم ايضاً من ان المُرسل مجهول وربما هذا فخاً لـ عمر الا انه شعر بهذا الامل فـ الغريق فى منتصف البحر رغم انه يغرق وربما لا يوجد حوله مَن ينقذه الا انه يتعلق بـ اى شئ مهما كان ضعيف ايماناً وثقه منه بـ مَن خلقه حتى وان كان على اعتاب الموت
__**__**__
منذ ان عرف عمر بالحقيقه وزادت زيارات مى لهما فى المنزل ، كانت تتردد عليهم بكثرة ، كانت تنتظر ان تعرف ان عمر ترك يسرا او انه يفكر فيها
رغم حب مى الى اختها كاميليا الا انها تمنت ان تبقى يسرا بعيده عنها حتى تستطيع هي الاقتراب من عمر لان اذا بقيت يسرا كارهة لـ كاميليا لن تتزوج من عمر

مى : بس انا فاكره انك كنتِ قولتليلي انك عارفه اهل عمر
كاميليا : اضطريت اقولك كده عشان متقوليش عليه لقيط او ابن حرام
مى : يعنى انتِ فعلاً متعرفلهوش عيله !!
كاميليا : ما قولت لا يا مى
مى : طيب ويسرا اخبارها ايه !! 
كاميليا : واخده منى موقف ، مفهمينها انى انا اللى سيبتها
مى : اممم طيب وانتِ محاولتيش تحكيلها الحقيقه
كاميليا : اكيد حاولت بس هي مش مصدقه
مى : هى الخسرانه
كاميليا باستنكار : الخسرانه !!

قبل ان تكمل كاميليا الحديث مع اختها مى سمعت طرقات الباب ، نهضت كاميليا من مقعدها واتجهت ناحية الباب وفتحته لـ تجد يسرا واقفه امامها والدموع تقف معها ايضاً ولكن على جفون عينيها

كاميليا : انتِ كويسه يا حبيبتى !!

ارتمت يسرا في احضان والدتها وانهارت من شدة البكاء وكانت تردد "انا اسفه يا ماما ، سامحينى"
دلفا سوياً الى الداخل وجلسا على اريكه جمعتهما سوياً

كاميليا : اسفه ليه !! واسامحك على ايه !!
يسرا : انا عرفت الحقيقه كلها يا ماما ، عرفت انك مسبتنيش ولا رمتيني هما اللى بعدونا عن بعض (وبكت مره اخرى) هما اللى يتمونى وانتِ عايشه
كاميليا (وهي تحتضن ابنتها) : مش مهم يا حبيبتى ، المهم اننا مع بعض دلوقتي
يسرا : يعنى مش زعلانه منى !!
كاميليا (مُقبله رأس ابنتها) : حتى لو كنتي صدقتيهم مكنتش هزعل منك
يسرا : بصى انا خلاص جيت اعيش معاكى هنا ، جبت هدومى وبابا كمان وافق ، خلاص مفيش قوه هتحرمنا من بعض تانى
كاميليا : ربنا يخليكي ليا يا يسرا
يسرا : وميحرمنيش منك يا ماما
كاميليا : نسيت اعرفك ، مى ، اختى
يسرا : خالتى !!
مى : ايوة ، انا اخت مامتك
يسرا : بس ازاي شكلك صغير اوى
كاميليا : هي اختي من الاب وبابايا اتجوز مامتها بعد ما كنت انا وخالك كبرنا
يسرا : انا كمان ليا خال !!
كاميليا : ايووة يا حبيبتى وهبقى اخدك تزوريه
يسرا بابتسامه واسعه : ماشى
مى : بس اكيد الدنيا ولعت عندك عشان قررتي تجي تعيشي هنا
يسرا : اه للاسف
مى : طيب واهلك هيوافقوا ازاي تتجوزى عمر ، يعني مالوش عيله ويعتبر ابن اكتر انسانه بيكرهوها
كاميليا : اما عمر يحل مشكلته نبقى نشوف هيوافقوا ازاي (موجهه كلامها الى يسرا) يالا يا حبيبتي عشان تدخلى اوضتك تستريحي شويه
يسرا : ماشي يا ماما

اخذت كاميليا ابنتها يسرا وودخلا الى الغرفه التى كانت تقطنها مى عندما كانت تعيش مع اختها
شئ من الغيرة والكراهيه يطرق باب قلب مى
الغيره من يسرا على عمر وعلى كاميليا والغيره من المكانه التى ستأخذها لدى عمر وكاميليا
وضعت مى ظفر ابهامها في فمها وقال لنفسها هامسه "لازم اخلص من يسرا من دي"
__**__**__
جاءت الى عمر رساله نصية من الرقم ذاته الذى ارسل اليه من قبل ، كانت الرساله الجديده تتضمن الموعد والمكان الذى سيتقابلان فيه
جلس عمر فى المكان المتفق عليه فى انتظار صاحب الرقم المجهول ومُرسل تلك الرسائل
فوجئ عمر بـ فتاة جلست على نفس المنضدة التى يجلس عليها
كانت ترتدي قبعه ونظاره شمسيه اخفوا ملامحها 

عمر : انتِ مين !!

نزعت الفتاة النظاره الشمسيه لـ تكشف عن ملامحها وعرفها عمر بمجرد نزعها للنظاره

عمر : انا عارفك ، شوفتك واتكلمت معاكى قبل كده 
ردت الفتاة قائلة : ايوة ده حقيقى ، بس ايه مش فاكر اسمى !!
عمر محاولاً مع ذاكرته : زينب لا لا زينة صح
زينة : ايوة ، زينة هاشم فوزى غُنيم
عمر : نعم !!
زينة : زي ما سمعت
عمر : انتِ بنت هاشم غُنيم
زينة : ايوة
عمر : انتِ تعرفى ايه !!
زينة : اعرف كل حاجه ، اعرف حاجات محدش هيقولهالك غيرى انا
عمر : حاجات ايه !! ونص حقيقه ايه اللى انا معرفتهوش
زينة : اللى ابويا قالهولك من كام يوم ده ميجيش اى حاجه فى المستخبى ، فكك بقى من جو انك ابن اخوه في حاجات اهم من كده
عمر : حاجات ايه !!
زينة : انا خرجت من البيت بمعجزه وهربت من الـ bodyguards بمعجزه قعدتنا هتطول ولو فضلنا هنا ممكن ابويا يلاقيني بسهولة
عمر : تمام ، قومي معايا
زينة : هنروح فين !!
عمر : مكان ابوكى ميعرفش يوصلك فيه 



#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق