Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 22 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل الواحد والعشرين)

الفصل الواحد والعشرين

فترة لا بأس بها مرت على فهد وهو محجوزاً في المصحه النفسيه للعلاج من الادمان وتلقى علاج المخ والاعصاب ، فتره لا بأس بها وفهد لم يتقدم خطوة واحده الى الامام بل ربما حالته تدهورت اكثر من السابق
ذهبت والدته لـ زيارته لـ ترى ان الزياره قد مُنعت وان فهد حُجز تحت عنايه طبيه مشدده نظراً لـ تدهور حالته النفسيه والصحيه
طالبت نادية مقابلة الطبيب المعالج حتى تفهم منه ما يحدث

نادية : فى ايه يا دكتور !! ايه اللى بيحصل لـ فهد
الطبيب : فهد مبيتحسنش لانه مش عايز يتحسن ، مستسلم تماماً وحالته النفسيه من اسوأ ما يكون
نادية : طيب هو حصل حاجه جديده يعني !! 
الطبيب : فهد اصيب بـ اكتئاب ثنائى القطب وده من اخطر انواع الاكتئاب اللى ممكن تصيب الانسان خاصه لو عنده امراض تانيه زي الضمور
نادية : والاكتئاب ثنائى القطب ده بيعمل ايه !!
الطبيب : قله نوم واكل وتفاعل اجتماعي بس الاهم من كده ان اغلب المعتقدات اللى بتسيطر عليه بتكون عن الموت ولذلك بتزيد محاولات الانتحار
نادية بارتباك : يعنى !!
الطبيب : يعني فهد حاول الانتحار اكتر من مره
نادية : ايه !!
الطبيب : متقلقيش احنا لحقناه ، وحطينه تحت حراسه مشدده
نادية : طيب ليه الزياره ممنوعه ؟
الطبيب : عشان مينفعش حد يشوفه في الحاله دي حفاظاً على الطرفين
نادية : قصد حضرتك ايه ؟
الطبيب : مش مهم حضرتك تعرفي احنا بنعمل معاه ايه ، المهم تعرفي اننا بنعمل كل اللى في مصلحته
نادية : قولي بصراحه يا دكتور
الطبيب : اقول ايه ؟
نادية : فى امل فهد يرجع زي الاول !!
الطبيب : زي الاول صعب او بمعنى ادق هياخد سنين لحد ما يرجع زي الاول

شعرت نادية وانها اُصيبت بـ شلل تام في اطرافها وعقلها
لم تستطع الحركة او حتي التفكير ، بعد دقائق قليله استطاعت استيعاب الموقف ، اخذت طريقها للخروج من المصحه وهي مصدومة ، حزينة ، منكسره لم تستطع ان تمشي ، جلست على درج في المصحه ، دقيقه من الصمت ، التكفير ، الندم 
شعرت وانها السبب او ربما عامل مساعد فيما حدث لـ ابنها
نعم ، هى كانت تعلم انه يتعاطي المخدرات وكانت لا تخبر والده حتي لا يعاقبه بل كانت لا تعاقبه هي الاخرى
نعم ، كانت تعلم ان مجرد الكلام الملئ بالنصائح او اللوم لا يفيد مع ولدها ومع ذلك لم تستخدم طريقه اخرى
نعم ، جعلته طفل وشاب مدلل ، تمنع والده من عقابه او محاسبته ولم تقوم هى بذلك الدور حتي في النهايه اصبح اسير لـ احزانه ومشاكله ومن ثم اصبح مدمن وهن جسده حتي اصبح غير قادراً على محاربه الامراض التى تهاجمه وفى اخر المطاف اصبح شخص مُستسلم تماماً لكل ما يحدث حوله ومحاولته الوحيده للمقاومه هي الانتحار
بكت نادية بحرقه شديده جعلتها تشهق بشده مُردده بصوتٍ مرتعش " أنا السبب أنا السبب "
__**__**__
جن هاشم غُنيم عندما امسكت كاميليا توفيق بـ سلاحه وصوبته نحو رأسه قائلةٍ له "لو فاكر ان ده بيحميك فـ ممكن في لحظه يغدر بيك بس انت متستاهلش ادخل السجن فى واحد زيك"
ثم تركت السلاح وخرجت من شركته
كانت ابنته زينة شاهدة على الموقف ورغم انها تعرف كاميليا جداً الا انها تظاهرت بـ عدم معرفتها

زينة : مين دى يا بابا !!
هاشم : انتِ كنتِ جايه ليه ؟
زينة : بابا انا جايه اتكلم معاك بالهداوه وبالعقل
هاشم : تتكلمي فى ايه ؟
زينة : انا عرفت ان عمر الصياد عرف انه لقيط او جاي من ملجأ ، بغض النظر عن المسمي ، المهم انه عرف وحالته النفسيه بتتدمر لانه مش قادر يعرف هو مين
هاشم : والمفروض انا اعرفه هو مين ؟
زينة :  محدش يقدر يعرفه حقيقته  غيرك يا بابا
هاشم : انتِ عارفه ايه ممكن يحصل لو عرف حقيقته
زينة : لو عرفها عن طريقك يا بابا الموضوع هيتحل ودى وعمر هيبقي ابن وسند وضهر ليك ، عمر مش عايز فلوس ولا شركات ، هو عايز يعرف اصله بس
هاشم : انتِ على تواصل مع عمر !!
زينة : مش على تواصل مباشر ، بس اعرف حد قريب منه ومن خلاله بعرف اخبار عمر
هاشم : ممكن اعرف انتِ ليه بتدافعي اوى عن عمر كده !! ليه عادتيني عشانه وليه دلوقتي بتحاربي عشانه
زينة : متسألش اسئله حضرتك عارف اجابتها
هاشم : طيب يا زينة اسمعي مني اخر كلام فى الموضوع ده
زينة : اتفضل
هاشم : عمر مالوش حاجه عندي ، عمر مالوش اصل ولا فصل ولا حتي نسب معروف ، مش هحل مع عمر حاجه ودى ، انتِ مالكيش دعوه بيه ولا بالشخص اللى بتعرفي من خلاله اخباره (بصوتٍ اجش) فاهمه !!
زينة : ليه كل ده !! هو كان عملك ايه !! اذاك في ايه !! بالعكس انت اللى اذيته ؟ انت مخلي حياتنا كلها جحيم بسبب اللى انت عملته فيه !! انت فعلاً محتاج تتعالج نفسياً ، مفيش انسان طبيعي يعمل كده في لحمه ودمه
هاشم بنبره قاسيه : طالما انا مش انسان طبيعى ومحتاج علاج نفسي فـ الزمى حدودك معايا لانك برضه لحمي ودمي وانا بقى واحد ممكن ياكل لحمه لو جاع ، ينهشه لو حس بس مجرد احساس انه هيقف في طريقه
زينة : انا مش هقف جنب عمر ضدك ، هقوله كل حاجه ، هعرفه الحقيقه 

نظر هاشم الى زينة نظرة طويله مليئه بالقسوة والتحدي ، كاد ان يقتلها فقط بـ نظرات عينيه ، تركها في المكتب تحت حراسه اثنين من حرسه الخاص ، حاولت زينه ان تترك المكتب ولكن لم يسمح لها الحرس 
عاد اليها والدها واخذها في سيارته ومن ثم الى احدي المستشفيات النفسيه والعقليه وقام بايداعها فيها
__**__**__
رغم خوف عمر الشديد من ان يعرف الحقيقه الا انه قرر ان يبحث عنها ، قرر ان يختار ألم الحقيقه حتي وان كانت اقوى من ألم الحيرة
سأل عمر  كاميليا عن اسم دار الايتام التى تبنته منه وعلى الرغم من ان كاميليا تتذكر اسم دار الايتام جيداً وتزورها وتتبرع لها حتى وقتنا الحالى الا انها تظاهرت في البدايه انها لا تتذكره ومع محاولاتها مع ذاكرتها تذكرت الاسم واخبرت به عمر
خرج عمر من منزله قاصداً الدار التى اخبرته بها كاميليا ، وصل اليها وطلب مقابلة المدير المسئول عن الدار

عمر : سلام عليكم
المديرة : وعليكم السلام ، اتفضل
عمر (وهو يجلس) : متشكر
المديرة : قالولى ان حضرتك طلبت تقابلنى
عمر : انا جاى لـ حضرتك فى موضوع مهم جداً واتمني تساعديني فيه
المديرة : اكيد لو اقدر مش هتأخر 
عمر : متشكر. انا اسمى عمر عادل الصياد ، كنت طفل من اطفال الملجأ هنا والاستاذ عادل الصياد وزوجته تبنوني ، من فتره بسيطه بس عرفت اني مش ابنهم واني ابن الملجأ ده
المديرة بارتباك : حضرتك قولت الاسم ايه !!
عمر : عمر ، عمر عادل الصياد
المديرة : الكلام ده كان من سنة كام ؟
عمر : انا مواليد ١٩٨٨ ، وهما اخدوني من الملجأ وانا عمرى سنه ونص تقريباً يعني سنة ٨٩
المديرة : انا مكنتش ماسكه الدار في الفترة دي
عمر : انا بدور على نسبى او حتي اعرف مين حطني هنا واقدر اوصل منه انا ابقي مين
المديرة : مانا قولت لحضرتك ، انا مكنتش ماسكه الدار في الفتره دى
عمر : بس اكيد في ارشيف تقدروا ترجعولوا في اى وقت
المديرة : حضرتك مش عارف اي معلومات غير السنه اللى اودعت فيها هنا ، يعني اسم المودع او اي بيانات تانيه مش عندك
عمر : اظن لو مسكنا الملفات بتاعه الايداع من سنة ٨٨ لـ ٨٩ هقدر اوصل لـ اي معلومات
المديره : انت متأكد ان كان اسمك وقت ما تم ايداعك عمر 
عمر : مش عارف بس سهل اني اعرف دلوقتي بالتليفون
المديره : عموماً موظف الارشيف اجازه ، حضرتك سيب رقمك وانا لما الموظف يرجع هكلمك
عمر : حضرتك انا ممكن ادور بـنفسـى في الارشـ........
المديرة مقاطعه : لما الموظف يرجع هكلم حضرتك
عمر بتنهيدة تنمو عن يأسه : تمام 

اعطاها عمر رقمه وغادر الدار ، تابعته المديرة المسئوله عن الدار بـ نظرها من النافذه حتي خرج عمر من الدار ، اخرجت هاتفها النقال وقام بالاتصال بـ شخصٍ ما وقالت له "عمر الصياد كان هنا ، وانا وزعته ، اتصرف قبل ما يرجع هنا تانى"
__**__**__
خرج عمر من الدار وركب سيارته ،  يسرا كانت تنتظره في السياره
كان عمر يائس جداً ، ملامح وجهه كانت تعبر عن كل شعور سئ يمكن ان يشعر به الانسان

يسرا : هاا يا عمر عملت ايه ؟
عمر : مفادتنيش بحاجه حتى موظف الارشيف اجازه
يسرا : طيب انت مالك يائس كده ليه ، دي لسه اول خطوة يا حبيبي وكلها شويه والموظف يرجع من الاجازه و.......
عمر مقاطعاً : انا حاسس ان مديرة الدار مخبيه حاجه وان الموظف مش اجازة اصلاً
يسرا : وهي هتخبى ايه وليه ؟
عمر : معرفش تفاصيل ده مجرد احساس جانى من مقابلتى بيها
يسرا : عموماً كل حاجه هتبان 
عمر : ربنا يسهل ، اه ثوانى افتكرت حاجه

واخرج عمر هاتفه النقال من جيبه وقام بالاتصال بـ كاميليا

كاميليا : ايوة يا حبيبي عملت ايه ؟
عمر : بقولك ، لما خدتيني من الملجأ كان اسمي عمر ولا انتِ اللي سمتينى عمر
كاميليا : لا كان اسمك عمر
عمر : وده اسمي ولا اسم الدار سمتهولي
كاميليا : لا الدار سمتهولك
عمر هامساً : حتى اسمى مطلعش اسمى
كاميليا : هى يسرا معاك ؟
عمر : ايوة
كاميليا : هاتها معاك هنا ، وحشتنى ، عايزه اشوفها
عمر : حاضر

اغلق عمر الهاتف مع كاميليا ثم ذهب مع يسرا الى احد المطاعم

عمر : انتِ بتعاملى مامتك كده ليه ؟
يسرا : كاميليا !!
عمر : اه
يسرا : بعاملها ازاى ؟
عمر : بطريقه جافه وقاسيه
يسرا : اذا كنت انت اللى عشت معاها بتاع سته وعشرين سنه بتعاملها بقسوه وبطلت تقولها ماما
عمر : مبعملهاش بقسوه ، وبطلت اقولها ماما لانها مش امى
يسرا : ومش امى يا عمر
عمر : انتِ بتقولى ايه ؟
يسرا : بقولك انى مش هقدر اعتبر كاميليا امى ، واحده رمتني ويتمتني وهي عايشه وجايه بعد اربعه وعشرين سنه تقولي انا امك ، مش هقدر اسامحها
عمر : انتِ يعنى مكدباها ومصدقه جدك وابوكي
يسرا : مش قادره اصدقها ولا هقدر اكدبهم
عمر : فـ قررتي تحكمي عليها بأنها سابتك وبتاع ، انتِ كده صدقتيهم
يسرا : واكدبهم ليه !! بالعقل كده بابا وجدو عمرهم ما كانوا قاسيين ولا هما اشرار عشان يعملوا حاجه زي كده ، انا واثقه فيهم
عمر : طيب بالعقل يا يسرا ، كاميليا تنازلت عنك ليه ؟
يسرا : عشان التمثيل
عمر : تنازلت عنك سنة كام ؟
يسرا : ٩٠
عمر : ١٩٩٠/١٠/١١ ، مش ده تاريخ ميلادك !!
يسرا : اه
عمر : هي بقى اصيبت بفتره اكتئاب حوالى ست شهور وبعدت عن الميديا وجرايد كتير اتكلمت عن الموضوع ده وفي شهر تلاته سنة ٩١ اعلنت اعتزالها رسمياً ، لو كانت فعلاً تنازلت عنك عشان التمثيل ليه اعتزلت !!
يسرا باستغراب : هى اعتزلت سنه ٩١ !!
عمر : ايوة
يسرا بارتباك : حتى لو انت صح ، بابا بيقول انها خانته
عمر : ابوكي يا يسرا قبل يتجوز واحده ممثله وكل مشاهدها كانت +١٨ يعني كانت من حضن الممثل ده لـ حضن الممثل ده ، كان لارج يعنى ايه بقي يخليه يقفش عشان خانته مره
يسرا : انت بتتكلم بالسهوله دى ازاي !!
عمر : انا بتكلم بنفس دماغ الراجل اللى يقبل حاجه زي كده

صمتت يسرا لـ ثوانٍ قليله

يسرا : تفتكر كاميليا صادقه !!
عمر : فكرى فيها بعقلك يا حبيبتى
يسرا : مش قادرة اصدقها يا عمر ، حساها تعبان مش سهل ابويا ولا جدى يشتغلوها
عمر : جايز الست دي مطلعتش امى ، بس هي ربتني ، تعبت فيا ومعايا ، يعني حتي لو مش امك فهتفضل الست اللى ليها فضل وجميله عليا ، يعني لازم تحترميها اكتر من كده
يسرا : لو ليها جميله عليك فـ هى عملت جريمه معايا
عمر : يا بنتى شغلى دماغك بقى ، لو هى تنازلت عنك ليه اعتزلت بعدها بـ ست شهور ، طيب ليه خدتني لو هي مش عايزه عيال ، طيب ليه مُعترفه بـ ابنها اللى مات ، سيبك من كل ده ، لو هي كذابه واهلك صادقين ليه بعد ما عرفتي ان ليكي ام لسه بيحاربوا عشان يبعدوكى عنها ، طيب ليه مامتك ناديه قالتلك انها متعرفش حاجه رغم ان لو كاميليا كانت تنازلت عنك فعلاً كانوا اشاعوا الخبر او حتي كانت هي عرفت ، يا يسرا فكري في كل اللى بيحصل ، حطي احتمال ان كاميليا بتكدب وحطي برضه احتمال ان هما بيكدبوا ، متظلميهومش ومتظلميهاش
يسرا : رغم اني محتارة ، ومش عارفه اصدق مين بس ساعات بحتاجلها ، بحتاج انها تحضني ، محتاج احس بـ حنان ودفى الام
عمر : طيب يالا قومى معايا 
يسرا : هنروح فين ؟
عمر : هنجيبلها ورد ونروحلها ، احنا قسينا اوى عليها الفتره الفاتت
يسرا : ماشي يالا

ما اقوى هذا الانسان الذى تمتلأ حياته بـ الحزن والبوءس ، الذى يشعر بالضعف والانهيار ، الحزين ، التعيس ، التائه ، الفاقد للامل ، ان يسعى لـ يسعد مَن حوله
هذا هو عمر ، برغم ما يمر به من الم وحيره وحزن ، الا انه تذكر فضل كاميليا عليه ، تذكر قسوته عليها ، تذكر حرمانها من ابنتها وحاول ان يصلح ما بينهما ، قرر ان يخبرها بـ لغة الورود انه مازال يقدرها ، يحترمها ، يحبها ، انه مازال ابنها وهي مازالت امه ، قرر ان يدفع يسرا ان تخبرها هي الاخرى باللغه ذاتها انها تحتاجها ، تشتاق اليها ، تريد احضانها ، احتوائها ، حبها ، رغم كل ما يمر به عمر قرر ان يضع ابتسامه صادقة على شفتيي كاميليا رغم ان ابتسامته حزينه ومكسورة
ما اجمل ان تسعد انسان وانت في قمة حزنك .. حقاً إسعد ، تَسعد
__**__**__
عاد قاسم الراوى من عمله لـ يجد نادية زوجته في حالة يرثى لها ، اضطرب بسبب حالتها النفسيه السيئه التى ظهرت على ملامح وجهها ، جرى نحوها ، امسك بـ يديها لـ يطمأنها

قاسم : مالك يا حبيبتى ، انتِ كويسه ؟
نادية : فهد راح يا قاسم
قاسم : راح !! قصدك ايه ؟
نادية : خلاص ، هيعيش في المصحه عمره كله
قاسم : ليه
نادية : مش بيتحسن ، وجاله اكتئاب ، وحاول ينتحر كتير
قاسم : طيب مش هو بياخد العلاج !!
نادية : علاج ايه !! ده يا قلب امه مربوط في السرير عشان يمنعوه من الانتحار وعايش على المحاليل والمنومات ، دول بيغيرولوا البامبرز زي الاطفال
قاسم : انتِ عرفتي كل ده منين
نادية : الدكتور مرضيش يقولي بس عرفته من الممرضات
قاسم : اكيد في حل ، اكيد هيتعالج وهيرجع احسن من الاول
نادية : احنا ضيعنا فهد يا قاسم ، انا وانت ضيعناه ، انا بدلعى الزياده فيه وانت بقسوتك الزياده عليه ، مكناش بنوازن يا قاسم
قاسم : قولتلك متدلعيهوش
نادية : وانا قولتلك متقساش عليه
قاسم : قسوتى كانت خوف
نادية : ودلعى كان حب
قاسم : قسوتى كانت علاج لـ دلعك
نادية : دلعى كان حماية له من قسوتك
قاسم : مين فينا الغلطان !!
نادية : احنا الاتنين ، احنا ضيعناه ، دمرناه ، فهد عشان يتحسن محتاج سنين
قاسم بصوتٍ منهار : كل حاجه بنيناها بتنهار يا نادية ، فهد وكمان يسرا
نادية : يسرا اللى خبيتوا عنها الحقيقه لحد ماهى عرفتها ، يسرا اللى ممكن في لحظة تبعد عننا وتختار تعيش مع كاميليا
قاسم : كان لازم احميها من كاميليا ، انتِ يعني مش عارفه
نادية : مفيش حقيقه بتستخبى ، دلوقتي يسرا ممكن تصدق كلام كاميليا حتي لو مش حقيقي
قاسم : مش بقولك كل اللى بنيناه اتهد ، ولادنا بيروحوا مننا
نادية : يسرا معاك او مع كاميليا فـ هي هتبقي كويسه ان شاء الله ، لكن فهد خلاص راح

نظر قاسم الى نادية لـ يجدها في قمة ضعفها ، كان هو الاخر يشعر بالضعف ، كانت عينيه مليئه بالدموع ، احتضن زوجته وانهارا سوياً من شده الحزن والندم والبكاء لانهما اشتركا سوياً فيما حدث لـ ابنهما
ما اقسى ان تكون سبب في دمار اقرب الناس اليك ، اهم الناس لديك بل اهم من نفسك
تشارك في دماره ، ضياعه وربما موته ، تكون سبب الم وحزن مَن عشت عمراً بـ اكمله لـ تراه سعيد ، مَن عشت عمرك بـ اكمله لـ تراه بخير ، تكون انت السبب في كل مكروهاً يحدث له
__**__**__
عاد هاشم غنيم الى منزله في المساء لـ يجد زوجته قلقه جداً ومرتبكه ، كان هناك امراً ما يشغلها ولكنها كانت لا تريد ان تقلق زوجها ولكن ليس لديها خيار اخر

هاشم : مالك يا أمينة ؟
أمينة : زينة يا هاشم
هاشم : مالها زينة ؟
أمينة : مرجعتش لحد دلوقتي ومبتردش على موبايلها

اخرج هاشم هاتف نقال من جيبه ووضعه على المنضده المتواجده امامه

هاشم : موبايلها اهو
أمينة بقلق بالغ : زينة فين يا هاشم ؟
هاشم : انا حجزت زينة في مستشفى امراض نفسيه
أمينة : نعم !! انت بتقول ايه ؟
هاشم : مؤقتاً ، حريتها خطر عليا وعليها
أمينة : يعني ايه !!
هاشم : يعني عمر زفت الصياد عرف انه مش ابن كاميليا وهو حالياً بيدور على نسبه الحقيقي ، الست هانم زينة عايزه تساعده
أمينة : وهى زينة تعرف عمر منين ؟
هاشم : تعرف بت كده من العيله اللى اتربي فيها
أمينة : تقوم تحجزها في مستشفي مجانين
هاشم : ايوة ، احسن ماقتلها
أمينة : بتعمل كده في بنتى يا هاشم !! 
هاشم : أمينة ، احنا مع بعض على الحلوة والمرة من يجي تلاتين سنه ، فاكره من تلاتين سنه عملنا ايه !! متجيش دلوقتي تخلي عاطفتك تضيع كل اللى بنيناه
أمينة بدموعها الساخنه : بس متوصلش انك تخلي البنت مجنونه ، تفضحها في البلد ، وانت عارف ان الموضوع ده يتحل بأنك تاخد عمر تحت باطك
هاشم : تفتكرى عمر او اي بني ادم عاقل ممكن يرضي بالملاليم اللى هديهاله ويسيب المليارات دي ، تفتكري في حد عاقل يرضي بالحل الودي
أمينة : انا مش موافقاك على اللى عملته في زينة 
هاشم : انتِ اول مره تعارضيني
أمينة : طالما الموضوع يخص بناتى يبقي لازم اعارضك يا هاشم
هاشم : يا أمينة ، زينة مش هتتأذى انا كده بحميها من نفسها وبحمينا منها
أمينة : وانت مين جالك انها لما تخرج مش هتطربق الدنيا على دماغنا ولا انت ناوي تسيبها في المستشفي عمرها كله
هاشم (وهو يجلس على مقعده الهزاز) : لا هتخرج بس لما الامور تهدى واكون اتصرفت مع اللى اسمه عمر ده
أمينة : انت هتعمل معاه ايه ؟
هاشم (ممسكاً بذقنه) : لسه مفكرتش بس ملهاش الا حل واحد
أمينة : ايه هو !!
هاشم (ناظراً الى زوجته) : اتغدى بيه قبل ما يتعشي بيا
أمينة : قصدك انك هتـ.......
هاشم : ايوة ، هخلص منه

#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق