Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 15 يونيو 2015

مَن أكون (الفصل التاسع عشر)

الفصل التاسع عشر

مرت الدقائق كـ سنوات عجاف على عمر ويسرا وهما يحاولان استيعاب ما قرأوه في شهادة ميلاد يسرا ، حيث كانت تحوى شهادتها نفس اسم والدة عمر "كاميليا محمد توفيق محمد النجار" وحين اخبرت يسرا عمر انه ربما يكون تشابه اسماء فقط لم يقتنع كثيراً لان جميع البيانات مطابقه لبعضها البعض ، الاسم الخماسى ، الجنسيه ، الديانه ، محل الميلاد والاهم من كل هذا الرقم القومى موحد 
كان ما يشغل بال عمر ان حبيبته التى عشقها حد الجنون هى اخته ولكن كيف !! 
وبخلاف ذلك كان يشغل بال يسرا ان لها ام حية ترزق وهى عاشت عمرها بأكمله كل ما تعرفه انها بلا أم ، فـ كيف تظهر امها بعد كل هذه السنوات
قرر عمر ان يقطع الشك باليقين وان يذهب الى والدته لـ يسألها عن كل ما يدور في اذهانهم
كان عمر غاضباً بشده لدرجه جعلته يفقد اعصابه على غير العادة ، اخذ شهاده الميلاد ويسرا وذهب الى منزله ، فتح الباب ودخل البناية وظل ينادى والدته بـ اعلى درجه صوت لديه

عمر : ماما ، يا ماما
كاميليا (قادمه من غرفتها) : فى ايه يا عمر بتزعق كده ليه ؟ (موجهة بصرها الى يسرا) مالها يسرا بتعيط ليه ؟
عمر : انا لازم افهم ومفيش مجال اطلاقاً انك تنكرى او تلفى وتدورى عليا
كاميليا بحزم : عمر !! فى ايه !! انت ناسى انك بتكلم امك
عمر : ايوة ، امى ، تمام هو ده اللى عايزك تقوليه (مخرجاً شهادة ميلاد يسرا من جيبه) تقدرى بقى يا ماما تفسريلى المكتوب في شهادة الميلاد دى (واعطاها اياها)

نظرت كاميليا بعمق شديد الى عمر ثم وجهت نظرها الى يسرا ثم الى شهادة الميلاد ، هى حقاً لم تكن تفهم ماذا يحدث ولا كانت تتوقع ما تحويه شهادة الميلاد
اخذت شهادة الميلاد وبدأت في قرءاتها ، قرأت في البدايه اسم يسرا ثم اسم الوالد قاسم أسعد محمد محمد أسعد الراوى ، شعرت بـ غصه في قلبها حين قرأت اسم قاسم الراوى رددت بين نفسها "يعنى يسرا بنت قاسم!!" ، اثارها فضولها ان تعرف مَن تكون والدتها او بمعنى اشد دقه مَن تكون زوجه قاسم الراوى ، قرأت اسم الام لـ تجده اسمها هى 
اتسعت حدقة عينيها ، امتلأت بالدموع ، اثار الصدمة ظهرت على اتزانها ، لم تعرف هل انخفض ضغطها ام ارتفع !! جلست على اقرب مقعد وهي تمسك بـ دماغها من شدة الصداع ، من شدة الصدمه ، لم تستطع كاميليا ان تتحرك او تتحدث ، كان عمر ويسرا يقفا امامها يتابعاها بنظراتهما واهتمامهما ، بدا على كاميليا انها لا تعرف شيئاً عن شهادة الميلاد لذلك اعطاها عمر فرصه لـ تستوعب الصدمة ، بدت كاميليا وانها تتذكر شيئاً ما ، نعم هى تتذكر عُمر بأكمله عاشته وعاشها

عمر : ماما ، لو عارفه حاجه احكيها
- تلتزم كاميليا الصمت
عمر (جالساً على ركبتيه امامها) : ارجوكى ، قوليلي عايز افهم ، يسرا فعلاً بنتك ، يسرا اختى يا ماما
كاميليا (موجهة بصرها الى عمر وكانت منهارة تماماً) : كل اللى اعرفه انى كنت متجوزه قاسم الراوى ، لكن ازاي يسرا بنتى معرفش
عمر بغضب لم يستطع السيطره عليه : يعني ايه متعرفيش !! حملتي فيها وانتِ مش عارفه يعني
كاميليا : يا ابنى افهمنى
عمر : افهم ايه
كاميليا : اقعدوا ، انا هحكيلكم الحكايه كلها

جلس عمر ويسرا امامها وبدأت كاميليا تسرد قصتها مع والد يسرا

كاميليا : من اكتر من ٢٥ سنه قابلت قاسم في اسكندريه ، حبني وحبيته جداً واتعلقنا ببعض وقررنا نتجوز ، كنت انا ايامها لسه داخله مجال التمثيل ، اهله رفضونى تماماً عشان موضوع التمثيل بس قاسم وقف ضدهم واتجوزنى وهما في النهاية تقبلوا بالامر الواقع ، بعدها بفتره بدأ قاسم يتغير معايا ويخنق عليا في موضوع التمثيل ، عرفت اني حامل معاملته بدأت تتحسن ، ايامها صمموا اني اقعد عند اهله بحجه اني عايزه حد ياخد باله منى ، وخدوني لـ دكتور قريبهم ، دخلت المستشفى عشان اولد وصمموا يولدوني قيصري ببنج كامل ليه معرفش ، بعد ما فوقت قالولى ان ابنى نزل ميت ، وانا شوفته ودفنته ومعايا شهاده ميلاده ووفاته ، ازاي بقى يسرا مكتوبه بـ اسمى معرفش !! وبعد وفاه ابنى على طول قاسم طلقنى وده لان والده اتفق مع المخرج اللى كنت شغاله معاه انه يسربلى مشاهد ممنوعه من العرض بس اتسربت على اساس اني كنت بعرف رجاله على قاسم مش انه تمثيل
يسرا بدموع هادئه : اليوم اللى دخلتى فيه المستشفي تولدى كان موافق ١٩٩٠/١٠/١١ 
كاميليا : ايوة
يسرا : ماما نادية حكيتلي ان امى ماتت وهي بتولدنى وان مات معاها اخ توأم ليا ، كان ولد ونزل ميت 
كاميليا : يعنى انتِ بنتى !!
يسرا : ملهاش تفسير الا كده ، انتِ ليه مدورتيش عليا !! ليه سيبانى العمر ده كله من غير ام
كاميليا : صدقيني انا مكنتش اعرف ان ليا بنت ، كان كل ماشوفك احس انك شبهى ، ان في حاجه قويه بتربطنا غير عمر ، كان ببقى نفسى اخدك في حضنى بس مكنتش لاقيه مبرر لاحساسي ناحيتك ، صدقيني لو كنت اعرف ان ليا بنت مكنتش هسيبك ابداً

ارتمت يسرا فى احضان كاميليا وانهار الاثنين معاً من شده البكاء ، الصدمة ، الاشتياق
عمر كان جالساً امامهما واضعاً رأسه بين كفيه ، محاولاً استيعاب الموقف ، محاولاً تصديق ان يسرا حبيبته التى كان ينوى الزواج بها هي اخته التى لا تجوز له

عمر : يعنى يسرا اختى !! (بصوتٍ عال) يعنى ايه !! اكيد ده جنان ، اللي بيحصل ده مش طبيعي ، ده ولا كأنه فيلم ، ده حتى لو فيلم يبقي بايخ (بصوت اعلى) ازاي اختى !! ازاي اعاملها انها اختى !! ازاي ردوا عليا
كاميليا : اهدى يا عمر انا عمرى ما شوفتك كده
عمر : وانا عمرى ما شوفت ولا هشوف كده في حياتى ، انتوا مستوعبين !! (موجهاً بصره الى يسرا) انتِ مستوعبه انتِ بقيتي اختى وانتِ كنتِ لسه في حضني من ساعه
كاميليا : عمر
عمر : ايوة
كاميليا : يسرا بنتى ، بس انت اللى مش ابنى

استدار عمر الي كاميليا والدموع تملأ عينيه ، كان يأثره استغراب وصدمه شديدين جعله فقد تركيزه واستيعابه 

عمر : انتِ بتقولي ايه !! انتِ اكيد بتخرفى
كاميليا : على عينى يا ابنى اقولك حاجه زي كده ، الحاجه اللى انا حاربت عشان متعرفهاش بس جه الوقت تعرفها
عمر : اعرف ايه !!
كاميليا : تعرف اني مش امك
عمر : انتِ اكيد بتهزرى صح
كاميليا : للاسف مبهزرش
عمر : امال انا ابن مين !!
كاميليا : ابن عادل الصياد ، جوزى
عمر : امال لو انا مش ابنك !! مكتوب بـ اسمك ليه
كاميليا : دي بقي تسأل فيها ابوك الله يرحمه لانى معرفش
عمر : يعنى انا ليا ام تانيه !! وغالباً عندي اخوات وعيله ، انتوا اكيد مش طبيعين ازاي تعملوا فينا كده
يسرا بانفعال شديد : ايوه ، ازاي !! ليه بتلخبطوا حياتنا ، فجأه امى تطلع عايشه وامي دي تبقي ام الشخص اللي بحبه وبعدين متطلعش امه ، انتوا لو قاصدين تجننونا مش هتعملوا كده
كاميليا : اللى حصل معاكي انا ماليش دخل فيه ، روحي لـ قاسم اسأليه ، روحي اسأليه ليه قالى ان ابنى مات وليه قالك ان امك ماتت ، ليه بعدك عنى السنين دي كلها
يسرا بصوتٍ منخفض محدثه نفسها : ايوه صح ، بابا ، وجدو

واخذت يسرا متعلقاتها الشخصيه واتجهت نحو باب المنزل في خطوات سريعه ولكن اوقفها عمر

عمر : انتِ رايحه فين ؟
يسرا : جدو وبابا عندهم حل للحيره اللى انا فيها دى ، لازم افهم منهم
عمر : بس استنى انا جاي معاكى
يسرا : خليك في اللى انت فيه
كاميليا : وانتِ بتدورى على الحقيقه يا يسرا ابقى اعملي حساب ام اتحرمت من بنتها ، دول استخسروا فيها يعرفوها ان ليها بنت ، اعملي حساب اني لو كنت شاكه بنسبه ١٪ انك بنتي مكنتش سيبتك العمر ده كله
يسرا : تمام

وانطلقت يسرا في طريقها الى منزل جدها واثناء عودتها هاتفت والدها واخبرته انها تريد ان يأتى اليها في القاهره اليوم لامرٍ هام
قلق قاسم بشدة على ابنته التى لم توضح سبب احتياجها له وبالفعل اخبرها قاسم انه سينهي عمله في الاكاديميه ويأتى الى القاهره

عمر : فهميني بقي ، ازاي مكتوب باسمك وانا مش ابنك
كاميليا : الحوار باختصار اني بعد ما اتطلقت من قاسم وابنى مات اعتزلت ، بالصدفه اتعرفت على عادل الصياد ، قالى انه ارمل وعنده ولد عمره شهر ونص حبينا بعض واتجوزنا ولما جيت اقدملك في المدرسه لقيتك مكتوب باسمي سألته قالى عشان لما تكبر متحسش باليُتم
عمر : انتِ او ابويا او ابو يسرا ، لخبطتوا حياتنا بسبب الهبل بتاعكوا
كاميليا : مش لازم ابقي خلفتك عشان ابقي امك ، انا اللى تعبت وربيت ، انا اللى حبيت واديت
عمر : ورغم كل اللي عملتيه دي طلعتي مش امى

شعور غريب ، مؤلم وقاسي يشعر به جميع الاطراف
فما أصعب ان تعيش عمرك يتيم ، تفتقد الى حنان الام ، الى الذكريات معها ، منذ ان ولدت وانت تتأرنح بين كل فرد من عائلتك كى يساهم في تربيتك نظراً لـ وفاة والدتك ، وبعد خمسٍ وعشرين عاماً تكتشف ان لك ام ، انك عشت مشاعر واحاسيس ومواقف خاطئه على مر خمس وعشرون عاماً
وصعب جداً ان تكتشف بعد مرور العمر ان لكِ ابنة من صلبك ، ابنة كانت قريبه منك ولكن لم تستطيعى ان تستمتعى بـ امومتك نحوها بل واعطيتي مشاعرك بأكملها لـ ابن ليس ابنك ، صعب ان تعيش عمراً بأكمله تعطى شخصاً كل ما تملك سواء عطاء معنوى ، عاطفى ، نفسى ومادى وتكتشف ان هناك شخصاً اخراً كان يحتاج ما اعطتيه لغيره
والاصعب من كل هذا ، ان تقف حائراً بين اكثر اثنين احبيتهما ، والدتك وحبيبتك ، فاذا اخترت والدتك ستصبح حبيبتك اختاً لك واذا اخترت حبيبتك ستصبح امك غريبه عنك ، اختيارين اصعب من بعضهما ، كيف لانسان ان يعشق امه ويغير عليها مثل غيره الرجل على زوجته ، بل وتتلاشي بينهما كل الحدود لـ يكتشف في النهايه انها ليست والدته بل وله اسره اخرى ينتمى اليها ولا يعرف عنها ولا تعرف عنه شئ
كان عمر وكاميليا ويسرا كلاً منهما في عالم خاص به ولكنه غير منفصل عن عالم الاخر ، حيث انه حدثاً واحداً احدث ارتباكاً واضطراباً في حياة كل فرد فيهم
__**__**__
لم يعرف لما قرر عمر ان يهرب الى جين ، قرر ان يختبأ لدى جين من كل احزانه وهمومه ومشاكله
لم يكن يعرف كيف يشعر بالراحه لدى جين ؟ كيف ينسي معها كل مشاكله واحداث يوميه المؤلمه
لم يكن يعرف كيف سيعيش بعد ان تغادر مصر

جين : مالك يا عمر ؟
عمر : تعبان ، متلخبط ، تايه اقولك انا مش عارف انا مين
جين : ليه بتقول كده ؟
عمر : مش عارف ، انا برضه متلخبط ومخنوق لانك هتسافرى 
جين : انت مش قولت انك هتجيني هناك
عمر : اكيد يا جين هجيلك
جين : مالك قالى هسافر بكره بالليل
عمر : توصلي بالسلامه ، هتسافرى فين ؟
جين : سلوفاكيا
عمر : ان شاء الله هجيلك
جين : ممكن اسألك سؤال ؟
عمر بتنهيده : اسألى
جين : انت دورت ورا نور حمدان ورمزى علام عشان يسرا ولا عشان بلدك
عمر : انا مكنتش اعرف ان الموضوع في حاجه تخص البلد ، انا عملت ده عشان يسرا
جين : بتحبها اكتر ولا بتخاف عليها اكتر
عمر : بخاف عليها لانها هبله وساذجه ومبتعرفش تقيم المواقف صح
جين : لو مكنش الموضوع دخل في جاسوسيه مكنتش هعرف انك بتعشقها كده
عمر : ليه بتقولى كده ؟
جين : لما اكتشفت ان الموضوع فيه جاسوسيه جيت قولتلك هيبقي فيه خطوره على حياتك وانت قولت يومها كلام انت افتكرت اني مسمعتهوش
عمر : قولت ايه ؟
جين : قولت المهم حياة يسرا متكونش في خطر ، انا عرفت قد ايه انت بتحبها
عمر : لو مكنتش الموضوع ده حصل مكنتش هعرفك وانا مبسوط اني اعرفك
جين بابتسامه مصطنعه : وانا كمان
عمر : هدخل انام شويه
جين : اوك ، خد راحتك

دلف عمر الى الداخل ليأخذ قسطاً من الراحه ، حاول ان يتناسي ما يمر به ، حاول ان يوقف عقله عن التفكير في كل ما يحدث له ولكنه في النهايه اضطر ان يلجأ الى اخذ منوم حتي يستطيع ان ينام لان جسده وعقله يحتاج لذلك
جلست جين تفكر في عمر وفيما حدث لها ، جين فعلت كل هذا من اجل عمر ، وعمر فعل كل هذا من اجل يسرا
هي تضحي له وهي يضحي لـ غيرها ، هي تعطيه وهو يأخذ ما تعطيه له ليعطيه لـ غيرها
ورغم ذلك لم تستطع جين نسيان عمر او الغضب منه ، بل انها وافقت على فكره السفر الى سلوفاكيا حتي يسافر لها عمر وتبقي معه بعيداً عن بلده وذكرياته بها ، بعيداً عن يسرا وحبه لها 
__**__**__
انهى قاسم الراوى عمله وسافر الى القاهره في الحال لـ يعرف ماذا تريد ابنته ، كان قلقاً عليها بشده نظراً لتغير نبره صوتها للاسوأ
وصل الى القاهره وتحديداً الى منزل والده أسعد الراوى لـ يجد العائله متجمعه ، والده ووالدته وابنته  وكان من الواضح انهم ينتظروه
دخل قاسم والقي التحيه عليهم وصافحهم بحراره ثم جلس

قاسم : هو في ايه ؟
أسعد : اهى بنتك مذنبانا كده من الصبح ، بتقول عيزانا في حاجه مهمه بس لازم انت تبقى موجود
يسرا : واديكوا اتجمعتوا ، اسمعوني بقي للاخر
زينب : اتكلمي يا حبيبتي
يسرا : الاول عايزه اسألكوا على حاجه 
قاسم : هااااا
يسرا : امي كاميليا محمد توفيق النجار ، ماتت وهي بتولدني ومات معاها اخ توأم ليا ، صح ؟
- صح (قالها الجميع في وقتٍ واحد)
يسرا : تمام ، من حوالى اربع سنين كده اتعرفت على شاب وارتبطنا ، اسمه عمر عادل الصياد ، بطاقتي بقالها كام يوم ضايعه ، روحت اعمل بدل فاقد وراح معايا عمر وهو بيكتبلي البيانات قرأ اسم امي في شهاده الميلاد واتصدم واتخض وارتبك ، عارفين ليه ؟
قاسم : بغض النظر عن اني همسح بكرامتك الارض على حوار ارتباطك ده ، بس الباشا اتخض واتصدم ليه ؟
يسرا : عشان لقى ان اسم امى في شهاده الميلاد هو اسم امه
أسعد : فين المشكله !! تشابه اسماء
يسرا : وتشابه رقم قومى كمان يا جدو !! وعموماً انا روحت قابلت مامته وقالتلي انها كانت متجوزاك وخلفت منك ولد ومات وطلقتها ومتعرفش ان ليها بنت 
قاسم : انتِ بتقولي ايه ؟
يسرا : بقولك ان امى اللى حرمتني منها خمسه وعشرين سنه لسه عايشه ، وتبقى ام الانسان اللى حبيته
قاسم : وحكيتلك بقى عن سبب الطلاق جايز تعرفي ليه خبيتك عنها
يسرا : قولى انت يا بابا ؟
قاسم : عشان كانت ممثله ومش بس كده دي كانت بتمثل اوسخ ادوار
يسرا : وانت اتجوزتها وانت عارف انها ممثله ، بل ووقفت قدام الكل عشانها
أسعد : بس مكنش يعرف انها خاينه
يسرا بدموعها الساخنه : وانا ذنبي ايه اعيش عمرى كله يتيمه بدور على اي حضن حنين اترمي فيه ، ليه عملتوا فيا كده
زينب : جدك وابوكي يا يسرا كانوا بيدوروا على مصلحتك
قاسم : واهو لا عمرك شوفتيها ولا شافتك وورثتي منها رغبتها في التمثيل ومع مين !! مع ابن نفس المخرج اللي اشتغلت معاه يعني اثرت فيكي وهي مش معاكي ما بالك بقي لو كانت معاكي ولا كانت ربتك
يسرا : مش من حقكوا ، مش من حقكوا تحرموني من امي وتحرموها مني ، مكنتش بصعب عليكوا
أسعد بهدوئه المعتاد : بس احنا محرمنكوش من بعض
يسرا : ازاي ؟
أسعد : كاميليا اللى اختارت 
يسرا بترقب شديد : يعني ابوكى خيرها بين التمثيل وبين الطلاق وولادها وهى اختارت التمثيل والاتفاق كان انها تولد وبعد كده تسيب ولادها وتتطلق
يسرا : يعني هي تنازلت عنى !!
أسعد : ايوة ، عنك وعن توأمك ، وتوأمك نزل ميت ، وهي اتطلقت 
يسرا : يعني امي كانت عارفه ان ليها بنت ، شافتني يعني وعرفاني !!
أسعد : ايوة واختارت الطلاق والتمثيل مقابل ان احنا ناخدك وتختفي من حياتنا وحياتك للابد

لم تستطع يسرا الصمود كثيراً ، اطلقت العنان لدموعها الساخنه ، المقهوره ، تركت اسرتها من شدة نحيبها وانهيارها ودخلت غرفتها واوصدت الباب عليها

زينب : ليه يا أسعد قولت للبنت الكلام ده
أسعد : عشان تفوق 
قاسم : انا مش قولتلك نكتب يسرا بـ اسم ناديه عشان كل ده ميحصلش
أسعد (واقفاً امام ابنه) : ماهو بغبائك وطيشك زمان وقعتنا في المصيبه اللي احنا فيها دي ، حبيتها وروحت اتجوزتها من غير موافقتا واهو لبستنا ولبست بنتك الغلبانه في حيطه ، كنت عايزنا كمان نكتبها بـ اسم ناديه عشان نلبس في حيطه اكبر ، اهيه يوم ما حبت حبت ابن كاميليا يعني اخوها ، تخيل بقي لو كان اسم الام  مختلف كان زمانها عايشه حياتها العاطفيه مع اخوها ويمكن تطلعلك وتروح تتجوزه من ورانا وهو اخوها
قاسم : انت مكبر الحكايه ، استحاله كل ده كان يحصل
أسعد : لما نعرف ان بنتك حبت من بين ملايين الشباب ابن كاميليا يبقي متقوليش استحاله كان يحصل
زينب : ابوك بيتكلم صح ، البنت كان لازم تتكتب بـ اسم امها الحقيقيه
قاسم : طيب والعمل ؟ هنبعدها ازاي عنها ؟ ولا بتهيألى نسيبها بقي لامها
أسعد : استحاله هسيب لها البنت اللى انا حاربت عشان ابعدك وابعدها عنها
زينب : يسرا مبقتش صغيره يا اسعد
أسعد : مش هتكبر علينا ، انا بس خايف تكون كاميليا هي اللى زقت الواد على يسرا عشان تكشفلها الحقيقه
قاسم : مظنش ان التفكير يوصل بـ كاميليا للدرجه دي 
أسعد : بعد اللى حصل مبقتش استبعد اي حاجه

سمع قاسم ووالده ووالدته شهيق يسرا ونحيبها قادماً من غرفتها

زينب : البنت هتموت من القهره
قاسم : انا هدخلها

طرق قاسم باب غرفه ابنته ، تمنعت يسرا في البدايه ان تفتح له الباب ولكن بعد الحاح واصرار والدها فتحت له

قاسم : انا عارف ان احساسك دلوقتي مفيش حاجه توصفه او تهديه ، بس انا بحبك اوى ، وكنت خايف عليكي وزي ما جدك قالك هي اللى اختارت
يسرا : بس هي قالت انك انت اللى طلقتها 
قاسم : شوفي انتِ عايزه تصدقي مين ، انا ولا هى ؟
يسرا : مش قادره اصدقكوا ولا قادرة اكدبكوا ، بابا انت حاسس بيا ، حاسس بالنار اللى جوايا ، انا طلع عندى ام عايشه وانا اتزليت عشان مكنش عندي ام
قاسم : انتِ عمرك ما اتذليتي ، ناديه عاملتك احسن من ولادها وجدتك لحد النهارده شيلاكي في عيونها
يسرا : احساس اليُتم كان بيوجع
قاسم : انتِ مقهوره كده عشان اللي اسمه عمر ده طلع اخوكى ؟
يسرا : لا ، لانه مش ابنها هو ابن جوزها
قاسم : هى اتجوزت مين ؟
يسرا : واحد اسمه عادل الصياد 
قاسم محدثاً نفسه : عادل الصياد (موجهاً كلامه لابنته) لسه عايش ؟
يسرا : لا

ترك قاسم منزل والده واستقل سيارته على غير هدى ، شعر وان شئ ما يدغدغ قلبه ، كاميليا حبيبته ، زوجته السابقه ، ام ابنته ظهرت ، عشقه الاول ، اول حب صادق يطرق باب قلبه ، الحب الذى تحدي كل الناس وكل الظروف ولكنه لم يصمد كثيراً امام الظروف المحاوطه به
على الرغم من ان العمر قد تقدم بـ قاسم ، على الرغم من زواجه بـ اخرى وشعوره بأنه يحبها ، على الرغم انه لم يرى كاميليا منذ ذلك اليوم الذى انفصلا فيه الا انه شعر بـ شوقٍ جارف نحوها ، اشتياق وحب يصحوان من جديد ، فهو لم ينساها بل تناساها ، هو كان يتتبع اخبارها ولكنه لم يستطع ان يعرف عنها شيئاً لانها اختفت تماماً
اخرج قاسم من حاوية نقوده صوره قديمه تجمعه بـ كاميليا ظل طيله هذه السنوات محتفظاً بها
خدعت قاسم دموع كانت محبوسه في عينيه ، خدعته ونزلت ، لم يكن يعرف هل هذا شوقاً ام حباً او ندماً ولكن ما تمناه في تلك اللحظه ان يعود به الزمن كى يتجمع هو وحبيبته وابنتهما ويكونا اسره مستقره بعيداً عن كل الناس
رغم كل ما بدر من كاميليا تجاه قاسم الا ان هذا لم يغير من مشاعره تجاهها
اى حب هذا الذي تشوبه كل هذه الشوائب ويمر بكل هذه الظروف الصعبه وتمر كل هذه السنوات عليه ومازال القلب ينبض بحبه لهذا الحب
ما اصدق هذا الحب الذى مهما مرت عليه سنوات عصيبه وظروف سيئه ، الذى مهما تقدم بنا العمر نجده كـ نقطه بيضاء تلمع وسط اللوحه السوداء
__**__**__
شعرت مى وان امراً غريباً يحدث لدى اختها كاميليا فـ ذهبت كى تطمأن عليها ، دخلت بناية اختها لـ تجد غرفه عمر موصده من الداخل اما كاميليا راقده في غرفتها نتيجه لـ ارتفاع شديد في ضغطها

مى : في ايه يا كاميليا ايه اللى بيحصل ؟
كاميليا : عمر عرف كل حاجه
مى : كل حاجه اللى هى ايه ؟
كاميليا : عرف اني مش امه
مى : نعم !! مش ده السر اللى حاربتي عشان ميعرفوش ، ده انتِ حاربتى لدرجه انك نكرتى انى اختك
كاميليا : تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن
مى : طيب وهو عرف ازاي ؟
كاميليا : شويه ظروف كده خليتني اعترفله بالحقيقه
مى : كمان انتِ اللى اعترفتيله
كاميليا : انا طلع عندي بنت يا مى ، قاسم الله يسامحه ويحنن عليه كان مخبيها منى
مى : بنت !! انتِ مش كنتى قولتيلي ان كان ليكي ابن من جوزك الاولاني ومات
كاميليا : طلعت كنت حامل في توأم ، ادانى الولد الميت وخد البنت العايشه
مى : انتِ بتقولى ايه !! طيب وعرفتى منين ؟
كاميليا : مش هتصدقي البنت دي تبقى مين ؟
مى بترقب شديد : تبقى مين ؟
كاميليا : تبقى يسرا ، اللى بيحبها عمر
مى : كاميليا ، هي دي قصه فيلم ولا ده حصل بجد
كاميليا : للاسف حصل بجد ، مش متخيله ان ده ممكن يحصل في الواقع
مى : وطبعاً عمر افتكر ان يسرا اخته فاضطريتي تقوليله الحقيقه
كاميليا : بالظبط
مى : لو مكانك مكنتش قولتله ، كنت خليتهم يفتكروا انهم اخوات مقابل انه ميعرفش اني مش امه
كاميليا : واكسر قلوبهم هما الاتنين ، دول كانوا هيموتوا من الصدمة
مى : يالا خير ، المهم تعرفي ان مفيش حاجه بتستخبى
كاميليا : قصدك ايه ؟
مى : يعني اديكي حاربتى ان عمر ميعرفش حاجه والقدر رتبها عشان يعرف لا وانتِ بنفسك اللى تقوليله
كاميليا : انا كل خوفي انه يبعد عني او ياخد مني موقف
مى : عمر اعقل من كده

انهت مى جلستها مع اختها كاميليا ثم غادرت واخبرتها انها ستأتى من وقت لـ اخر كى تتطمأن عليها
دخلت الى شقتها ثم جلست على اقرب مقعد لـ تبكى بشدة ، فـ فرصتها الوحيده للفوز بـ قلب عمر قد ضاعت ، فـ عمر عاد الى يسرا بل واكتشف انها ابنة المرأه التى ربته والمفترض انها والدته ايضاً وستسعي كاميليا جاهده لـ تزوج عمر ويسرا ، لانها هكذا تزوج ابنائها فلا مكان لـ مى في قلب كاميليا بين ابنائها وان لم يكن كذلك فـ ستسعي ايضاً لـ تزوجهما حتي تنتقم من آل الراوى
__**__**__
لم يكن عمر قادراً على تصديق ما يحدث حوله ، اعتزل الجميع ، اعتزل والدته ويسرا واصدقائه وعمله ، كان يفكر في كل ما حدث وكيف ان الاقدار لعبت به هكذا
كان يستغرب كيف للقدر ان يرتب كل ما حدث ؟ كيف للقصص والافلام ان تصبح واقعاً
كيف ان يحب من بين آلاف الفتيات الفتاه الوحيده التى من خلالها سوف يُكشف سراً لـ يقلب حياة الجميع رأساً على عقب
اليوم .. قرر عمر ان يخرج من اعتكافه وقرر زياره عمته والتى شعر انها سوف تفيده كثيراً لكي يعرف اين والدته ؟ هل حقاً ماتت ام مازالت حيه ؟ وان كانت حيه كيف يصل لها ؟ هل له اخوه واخوات ؟ وما شكلها ؟ 
ذهب الى عمته التى قابلته بكل حب وشوق

عمته : وحشتني اوى يا واد يا عمر ، كده كل ده متزورش عمتك
عمر : انا اسف يا عمتو كنت مشغول
عمته : ربنا معاك يا حبيبى ، امك عامله ايه ؟
عمر : كويسه الحمد لله بتسلم عليكي
عمته : الله يسلمها ، ابقي قولها اسألى على عمتي يا ماما دي من ريحه ابويا حبيبك
عمر : هما كانوا بيحبوا بعض اوى كده ؟
عمته : ابوك كان بيحب امك اوى ، بيحبها من قبل ما يشوفها
عمر : ازاي من قبل ما يشوفها ؟!
عمته : لما كانت ممثله ، كان بيشوفها في التلفزيون ، ويحوش من شغله ويروح السيما عشان يشوف افلامها ، رغم انها مبتكونش طالعه بدور كبير
عمر : وبعدين ؟
عمته : حاول يوصلها وعرف انها متجوزه فضل يتابع اخبارها من بعيد لبعيد من حبه فيها وبعدها بفتره اتطلقت واعتزلت وهو راح اتعرف وحببها فيه حب مشوفتوش لا في افلام ولا في الحقيقه
عمر : مكنتش اعرف ان ماما كانت متجوزه قبل بابا 
عمته : قليلين بس اللى يعرفوا
عمر : وبابا ؟
عمته : ماله ؟
عمر : كان متجوز قبل ماما ؟
عمته : ابوك لا حب ولا عشق ولا اتجوز حد غير كاميليا
عمر : يعني بابا متجوزش قبل ماما ولا بعدها
عمته : لا لا خلاص ، اخويا عادل الله يرحمه متجوزش غير امك
عمر هامساً لنفسه : متجوزش غير امك !!


#تابعونا
#مَن_أكون
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق