Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 4 أكتوبر 2015

الدّيْن ( الفصل الأول )

الفصل الأول

فى احد المطاعم الفاخره فى مدينة القاهرة كان يجلس شاب فى اواخر العشرينات من عمره  على طاوله بمفرده وكان يظهر على ملامحه الضيق ، كان يرتدى زي غير رسمي يتكون من بنطال جينز اسود ماركة porosus وتي شيرت بـ نصف اكمام ازرق عليه علامة لاكوست باللون الاصفر
دخلت فتاة فى منتصف العشرينات الى المطعم ، جميلة جداً ، رشيقه ، كانت ترتدي فستان وصلت اكمامه الى مرفقيها ، كان لونه ابيض عند منطقه الصدر ومشجر من الاسفل بـ الوان هادئه وانسدل شعرها الطويل الذهبى على ظهرها ، كانت ابتسامتها واسعه ، دخلت في خطوات هادئة وكلها ثقه وجلست امام الشاب

فلوريت : اذيك
تيم : زي مانتِ شايفه
فلوريت : شكلك مكتأب
تيم : انا مش فاهمك يا فلورا ، انتِ عايزه ايه ؟
فلوريت : انا طلبت منك حاجه !!
تيم : ماهى المصيبه انك مبتطلبيش ، بقالنا سنه مرتبطين ،  عمرك ما طلبتي اتقدملك 
فلوريت : مبدأياً احنا بقالنا سنه نعرف بعض مش سنه مرتبطين 
تيم : تفرق معاكى
فلوريت : جداً
تيم : فلوريت ، انا عايز اتجوزك
فلوريت : واحد من يوم ما بلغ وهو مفيش حاجه في حياته الا البنات ، وواحده عاشت عمرها كله بره مصر ، خارجه من فقدان مؤلم لـ ابوها ولـ اقرب الناس ليها ، الاتنين دول ربنا حطهم في سكة بعض بس مينفعش بكل ظروفهم دي يتجوزوا لمجرد انهم عارفين بعض من سنه
تيم : واحنا محتاجين كام سنه عشان نعرف نتجوز يا فلوريت
فلوريت : مش فكرة كام سنه ، انت كان ليك علاقات كتير وباعترافك ليا مقابلتش واحده محبتهاش واتشديتلها ، صح ؟
تيم : صح
فلوريت : انا خارجه من موت ابويا يا تيم  ، ابويا اللى كانت روحي فيه ، خد روحي ومشي ، وكمان اللى كنت مرتبطه بيه سابني ، احنا الاتنين محتاجين وقت اكتر من سنه عشان نقدر نحدد مشاعرنا واننا قادرين ناخد الخطوة دي
تيم : انا بحبك يا فلورا
فلوريت : وانا بحبك يا تيم 
تيم : يبقى نتجوز
فلوريت : كل اللى قولته ده وبرضه مش مقتنع
تيم بحب شديد : كل اللى اعرفه ان في السنه دي بقيت انسان تانى ، واحد مكنتش متخيل اني اكون هو ، في السنه دي ندمت على سنين عمرى اللى فاتت من غيرك ، انا بقالى سنه نضيف يا فلوريت ، وبعدين انا واثق من حبى ليكي (احتضن يديها) انتِ انضف علاقة في حياتى
فلوريت باستغراب : انضف !!
تيم : اه انضف وانتِ فاهمه قصدى
فلوريت : تيم 
تيم : عيون تيم
فلوريت : اللى انا مريت بيه مش سهل ، انا فعلاً محتاجه وقت
تيم : ماشي يا حبيبتى ، خدى وقتك كامل ، وقت ما تحسي انك  تغلبتي على كل الظروف وانك قادرة تتجوزيني هتلاقيني مستنيكي ، وانا جنبك في كل الاحوال
فلوريت بابتسامه : ربنا يخليك ليا ، انت اللى باقيلى من الدنيا دى
تيم (وهو يقبل يديها) : انتِ الدنيا كلها

فى صدفة غريبة تقابلا تيم وفلوريت ، مجموعه من الاصدقاء المشتركه بين تيم وفلوريت جمعت بينهم ،كثرت لقاءاتهم مع هؤلاء الاصدقاء ، بعد اكثر من لقاء واكثر من حوار جمعهما وقع تيم في حب فلوريت ، حاول التقرب منها والتودد اليها ولكنها رفضت في بادئ الامر ولانها ايضاً تكن اعجاب له بداخلها وافقت على ان يتقابلا بعيداً عن باقى الاصدقاء ومن هنا بدأت صداقتهما
__**__**__
فى احد المنازل في ايطاليا جلس رجل في اواخر العقد الخامس من عمره مع سيده ايطالية في منتصف العقد الرابع من عمرها ، تميزت بـ جمال ايطالى ساحر ، ورغم وصولها الى منتصف الاربعين من العمر الا انها مازالت تحتفظ بشباب وجهها ونضارته ، انها كارولين ابريتو ، أرملة أيمن الدهبى ، تعرف عليها في ايطاليا وتحديداً روما ، كان عمرها انذاك ثمان عشر عاماً ، عشقها وعشقته وتزوجا بعد فتره قليله من ارتباطهما وانجبا ابنتهما الوحيدة " فـلـوريـت " 
فى الواقع فـ إن الغالبية العظمى من عائلة الدهبى تعيش في روما نظراً لـ حصولهم على الجنسيه ولأن والدة أيمن الدهبى كانت ايطالية الجنسية

سعيد : انا مش فاهم فلوريت بتعمل ايه فى مصر
كارولين : هي ايز يأيش هناك ، هناك بيت بابا بتاعه
سعيد : ماحنا كلنا سيبنا مصر ، اعمامها اللى هو احنا هنا ، وانتِ اللى تبقى امها واهلك هنا ، هي هناك بتعمل ايه
كارولين : هى هر ، انا مش بيدخل في هياة فلورا 
سعيد : يعني ايه مبتدخليش ، كارولين ، بنتك مسلمه شرقيه وانتِ كمان مسلمه مينفعش تديها المساحه دي من الحرية
كارولين : سأيد ، انت مش ينفع تتكلم معايا كده ، انت مش يزعقلى تانى ، أيمن ربى فلورا كده وانت لازم تهترمه هتي بعد ما مات ، انت مالكش دأوه بيا او بـ فلورا
سعيد : انا عمها وليا حق فيها ، كلمي بنتك خليها ترجع هنا وتعيش هنا ، بتعمل ايه لوحدها هناك مش فاهم
كارولين بنبرة صوت حادة : تأعمل اللى هي عاوزه ، انت مش ليك هق فيها ولا هد له هق فيها ، اخرج بره سأيد
سعيد : بتطرديني !! قتلتى اخويا ومطولناش حاجه من ثروته ودلوقتي بتطريني من بيته
كارولين : انا مش قتلته هو مات من أند ربنا ، ومسابش هاجه من ثروته انا مش بيكدب ، وده مش بيت اخوك ده بيت بتاع انا
سعيد : انا هخرج بس مش هعديلك كل اللى انتِ عملتيه وفلوس اخويا هعرف ازاي ارجعها

خرج سعيد من المنزل غاضباً بشدة ، كان يود قتل كارولين ، فـ منذ وفاة أيمن الدهبى وسعيد يشعر وان كارولين مَن قتلته واستولت على ثروته كاملة حتي لا يرث احداً من اخوته خاصة وان أيمن الدهبى لم ينجب ذكور فـ ستقسم ثروته بالكامل على عائلته لذلك يشعر سعيد الدهبى دائماً وان له حق واستولت عليه كارولين وفلوريت
جلست كارولين على اقرب مقعد ، تذكرت عشرون عاماً مضت من عمرها لأجل أيمن الدهبى وحبها له ، تذكرت اقامتها في مصر فقط لتبقي بجواره ، فقد تركت كارولين وطنها وعائلتها واصدقائها وذهبت مع أيمن الدهبي الى مصر لـ رغبته في العيش هناك وبناء ثروته هناك ، اعتنقت دينه من شدة حبها له ، تعلمت لأجله اللغه العربية ، وفي النهاية اُتهمت في قتله رغم تأكيد الطب الشرعي ان وفاة أيمن الدهبى طبيعيه الا ان مازالت عائلة زوجها تشك بها
قبل ان تسقط دموعها منها قررت الا تستسلم للبكاء وامسكت بهاتفها النقال وهاتفت ابنتها ، فـ فلوريت ليست فقط ابنتها من حبيب عمرها وزوجها ، هي ايضاً صديقتها المقربه ، الوفية والوحيدة بالنسبة لها

كارولين : اذيك يا فلورا
فلوريت : الحمد لله يا مامى ، انتِ عامله ايه ؟
كارولين : انا كويس
فلوريت : صوتك متغير ، مالك ؟
كارولين : أمك سأيد كان هنا ، كان يزعق 
فلوريت : عمي سعيد مش هيهدي الا لما احبسه
كارولين : ازاي تحبسه ؟
فلوريت : مامى ، انتِ قاعده عندك بتعملي ايه ؟ ما تجي تقعدي معايا هنا
كارولين : مصر مش أأيش فيها من غير أيمن يا فلورا
فلوريت : بس انا موجوده ومحتجالك وانتِ محتجالى
كارولين : بس انا هـ أيش هنا ، انا خلاص مش راجع مصر تانى تاألى انت أيش معايا
فلوريت : يعني انتِ مش عارفه اللى عندي هنا يا ماما !! 
كارولين : خلص اللى أندك وتجي
فلوريت : ان شاء الله يا مامى ، اهم حاجه لو عمي سعيد او اى حد من العيله القذره دي اتعرضلك كلميني وساعتها هجيلك روما وانا بقي هتصرف معاهم
كارولين : اوك هبيبتي ، انت مش أيز فلوس
فلوريت : لا معايا متقلقيش
كارولين : خد بالك من نفسك وصحة بتاعتك فلورا
فلوريت : حاضر يا ماما

اغلقت كارولين الهاتف واغمضت عينيها وتذكرت اليوم الذى قررت فيه العودة الى روما رغم علمها بـ رغبة ابنتها في البقاء في مصر ، ولكنها لم تستطع العيش في مصر بدون حبيب عمرها ، قررت ان تأخذ ذكرياتها وآلامها واحزانها وترحل لـ تعيش في منزل والديها القديم سعيدة بـ انها استطاعت ان تجمع كل ذكرياتها من طفوله ومراهقه وشباب في مكانٍ واحد
__**__**__
فى احد القصور الفخمه فى القطامية جلس رجل فى اواخر الخمسينات من عمره ، كان يتصفح بعض الاوراق الخاصه بـ عمله ويدخن السيجار الكوبى جاء اليه مخصوص من هافانا بـ كوبا ، انه سليم الالفى ، من اشهر وأغنى رجال الاعمال فى مصر ، لُقب بـ "الحوت" فى اوائل القرن الواحد والعشرين نظراً لقوته فى سوق العمل وسيطرته التامة عليه ولان ليس له منافس ، فـ مَن ينافس سليم الالفى فـ هو الخاسر بكل تأكيد
تزوج سليم الالفى مرة واحدة من امرأة سورية عشقها حد الجنون وانجب منها ابنه الوحيد "تـيـم" وتوفيت زوجته منذ ثلاث سنوات فقط اثر اصابتها بـ سرطان الثدى
دخل عليه مكتبه فى قصره ابنه الوحيد وبمجرد ان رآه سليم ترك الاوراق والملفات التى بين يديه

سليم : مجتش الشركة النهاردة ليه ؟
تيم : روحت الصبح شويه وبعدين روحت قابلت جماعه اصحابى
سليم : انت هتفضل لحد امتي كده انا مش فاهم
تيم : فى ايه يا بابا ؟
سليم ( تاركاً مقعده وجالساً على مقعد امام مقعد ابنه ) : فيه انى داخل ع الستين وانت داخل على التلاتين ولسه متعرفش حاجه عن الشغل والاملاك والشركات اللى هتورثها ، قولي انت تعرف حاجه عن الشغل ، تعرف هتمشيه ازاي بعدي ، تعرف تحافظ على اللى وصلتله واللى عشت عمرى وهموت وانا بحافظ عليه
تيم : ربنا يطول عمرك يا بابا
سليم : يا رب يا سيدي بس انت لازم تتعلم الشغل وتفهمه وانا لسه عايش لو انا موت وانت بطيخه كده هتغرق وتغرق كل حاجه معاك
تيم : مش دلوقتي طيب يا بابا
سليم : ليه مش دلوقتي ، فى ايه دلوقتي
تيم : بحب
سليم : وايه الجديد ؟ مانت كل شهر عايش حدوته جديده
تيم : الجديد اني بحبها بجد
سليم : مش فاهم ايه علاقة انك بتحب بجد وانك تشتغل ؟ ايه اللى يمنعك يعني ، هتتجوز وتقعد في البيت مثلاً
تيم : لا مش قصدي كده طبعاً ، بس انا مشغول معاها الايام دي
سليم : هاا وبعدين
تيم : وبعدين ايه ؟
سليم : وبعد ما تنشغل معاها وتعيش معاها يومين تلاته وتزهق هتعمل ايه ؟
تيم : بابا انا بحب فلورا بجد وعايز اتجوزها
سليم : فلورا ده نوع مناديل مش كده
تيم : اسمها فلوريت 

نهض سليم من المقعد المقابل لـ مقعد تيم لـ يجلس على مقعده وهو يردد "اسم غريب بس حاسس اني سمعته قبل كده"

تيم : فلورا تبقي بنت أيمن الدهبي فجايز تكون سمعت اسمها لما كان بينكوا شغل
سليم مدخناً سيجاره : بنت أيمن الدهبي !!
تيم : فاكره
سليم : الا فاكره ، ده كان من اكبر رجال الاعمال في البلد ، الله يرحمه
تيم : موت ابوها عاملها ازمه ومأجله الجواز نهائي

شرد سليم بـك بعقله وبـ دخان سيجاره وهو يتذكر أيمن الدهبي احد كبار رجال الاعمال في مصر والذى كان منافساً لـ سليم في يومٍ من الايام رغم الصداقة التى جمعتهما ولكنه مثله مثل غيره خسر المنافسه والتى كانت لصالح سليم الالفى كالعاده

تيم : بابا روحت فين ؟
سليم : افتكرته بس وافتكرت ايامه
تيم : انت كان بينكوا عدواه ولا شغل
سليم : يعنى انت متعرفش حاجه عن الشغل لدرجه انك مش عارف مين عدو ومين حبيب
تيم : ودي تفرق
سليم : يعنى انت مثلاً كان ممكن تحب واحده بيني وبين ابوها عداوه
تيم : انا سؤالى دلوقتي عن اللى حبيتها ، كان بينك وبين أيمن الدهبي خير ولا شر
سليم : بيزنس وعموماً سواء خير او شر لو كان ابوها عايش مكنتش هوافق على جوازك منها
تيم : ليه ؟
سليم : عشان مسلمش رقبتى لحد 
تيم : مش فاهم
سليم : يعني انت ابني الوحيد ، مش بس دراعي اليمين ، انت رقبتي ، لو حد اذاك يبقي كأنه كسر رقبتي او ذلنى ولما يكون في بيزنس بيني وبين حد سواء بتجمعنا عداوه او صداقه او حتي بزنس بس وانا اناسبه يبقي كأني بسلمه رقبتي
تيم : اهاا وعشان كده لو كان باباها عايش مكنتش هتوافق على جوازنا
سليم : بالظبط
تيم : طيب كويس انه مات
سليم : المهم ، هتنتظم في الشغل امتى ؟
تيم : حاضر يا بابا حاضر
سليم : لما نشوف اخرتها معاك ايه يا تيم

فى الواقع لم يقبل سليم الالفى بـ زواج تيم من ابنة أيمن الدهبى الا لـ رغبته في استقرار ولده عاطفياً واجتماعياً حتي يستطيع مباشرة العمل معه
__**__**__
فى احد النوادى الاجتماعية جلس شاب وسيم في اخر العقد الثالث من عمره مع فتاه في نفس عمره تقريباً او ربما تصغره بعامين فقط

نديم : انا شوفتها بعيني يا ماهيتاب ، المشهد مش بيروح من بالى 
ماهيتاب : شوفت ايه ؟
نديم : شوفتها قاعده مع تيم الالفى وماسك ايدها 
ماهيتاب : انت لسه بتحبها ؟
نديم : ده سؤال !! فلوريت حب عمرى 
ماهيتاب :  انا مش فهماك ، لما انت بتحبها الحب ده كله كنت بتخونها ليه ؟
نديم :  نزوة 
ماهيتاب باستنكار : نزوة !! دي فلورا كانت بتجيبك كل اسبوع من حضن واحده شكل ، ده انت كنت بتخونها مع واحده وتخون الواحده دي مع واحده تالته خالص
نديم : تنكرى اني فضلت سنتين مكونتش حتي بكلم بنت !!
ماهيتاب : وايه اللى حصل بعد السنتين !! جابتك برضه من حضن واحده
نديم : غلطه ، انا بني ادم وبيضعف واللى يقعد سنتين ميكلمش بنت غير حبيبته يبقي في امل يجي منه ، مش في ساعتها تسيبني وكمان تروح ترتبط بالسرعه دي
ماهيتاب : بس فلورا بتقولنا انت اللى سيبتها مش هي اللى سابتك
نديم : الحكايه انها سابتني بعد حوار البت دي ، وبعدها باباها توفي كلمتني قالتلي انها محتجاني حسيت ان ده وقت الانتقام قولتلها لا خلاص معدش ينفع يبقي بينا حاجه هي فسرته بقي اني بسيبها عشان باباها توفي ومش هتبقي غنيه زي الاول
ماهيتاب : انت بتحكي قصة وهي بتحكي قصة ومبقتش فهماكوا
نديم : اياً كان ، ازاي ترتبط بالسرعه دي
ماهيتاب : انتوا بقالكوا اكتر من سنه سايبين بعض
نديم : بس لسه بحبها وواثق انها لسه بتحبني
ماهيتاب : لو لسه بتحبك ارتبطت بـ تيم ليه ؟
نديم : انتِ معايا ولا معاهم
ماهيتاب : انا بفكر معاك بصوت عالى
نديم : بغض النطر عن انها بتحبه او لا فأنا متأكد ان كلها شويه وفلورا هترجعلي
ماهيتاب : جايز
نديم بـ لهجه هستيريه : هترجعلي ، هترجعلي يا ماهي ، فلورا ليا انا بس مش لحد تانى فاهمه ، محدش هيتجوزها ولا يملكها غيري
ماهيتاب : اهدي يا نديم في ايه ؟
نديم : انا هعرف ازاي اشيل تيم من طريقها خالص ، وديني لادمره وادمرها

وتركها نديم مغادراً النادى وهي في حالة ذهول تام ، فـ هي لم ترى نديم هكذا طوال فتره صداقتهما التى تمتد لأكثر من خمس سنوات ، في النهاية استعابت مدي حب نديم الـى فلوريت ولكنها قررت ان تخبر فلوريت بما حدث وبالفعل هاتفتها واخبرتها
__**__**__
عادت فلوريت الى منزلها ، المنزل الذى لم يعد فيه احداً سوى هي والذكريات ، الذكريات السعيده والمؤلمه
فى كل مره تعود فيها الى المنزل تقف في منتصفه لتتذكر كل ما حدث في كل ركن فيه
نعم هنا اجتمعت هي ووالدها ووالدتها ، نعم هنا تناولوا الوجبات سوياً وفي هذا الركن شاهدوا التلفاز وضحكوا سوياً ، فى تلك الغرفه عاقبها والدها ذات مره لتفوهها بـ كلمه خارجه ، هنا دللها والدها وهناك جلست هي ووالدتها لـ تحكي كل واحده اسرارها للاخرى ، فى تلك الحديقة جلست هي وحبيبها نديم ولحظات حب تجمعهما ، وفي هذا الركن تشاجرا ، وفي تلك الغرفه اجتمع نديم ووالدها كي يصلح بينهما
فى تلك الغرفة مرض والدها ولزم هذا الفراش ، هنا اخبرها كلماته الاخيره التى مازالت تسمعها حتي الان ، هنا انقبضت روحه ، من هذا الباب خرجت والدتها موعده اياها عائدة الى مسقط رأسها
اطلقت فلوريت العنان الى دمعاتها ، فـ هي كل ليله تبكي بسبب تلك الذكريات
لم تستطع فلوريت العوده الى روما او الهجره الى اى بلد اخرى ، فـ تعلقها بوالدها وشدة حبها له جعلها ايضاً تتعلق بالاماكن التى جمعتهما ، بـ الاماكن التى تشتم فيها رائحته ، بالاماكن التى تشعر وان روحه حولها ، جمعهما اكثر من مكان في اكثر من دوله ولكن لم تشعر بوجوده جواره ولم تشتم رائحته سوي في هذا المنزل لذلك قررت عدم تركه 
لفت نظرها صوره تجمعها بـ نديم ، امسكت بها ودققت النظر فيها وبكت بصمت وحرقة ولكن في لحظة تذكرت ما فعله بها على مر اعوام ارتباطهما فالقت بالصوره تحت قدميها وتذكرت تيم وحبه واخلاصه لها ، وقوفه بجوارها واحتوائه لها فاخرجت هاتفها واتصلت به

فلوريت : انت قاعد على الزرار
تيم : اول ما بشوف اسمك او اسمع الرنه مبقدرش مردش بسرعه
فلوريت : كنت بتعمل ايه ؟
تيم : بابا داخل صفقه جديده ومديني الملف بتاعها اقرأه واقوله رأيي
فلوريت : تمام ووصلت لحاجه
تيم : بطيخه ، انا ماليش اصلاً في شغل ابويا ده
فلوريت : غلط كده يا تيم ، لازم تفهم شغل باباك وتساعده فيه ، انت اكيد سنده
تيم : بحبك
فلوريت : وانا كمان بحبك
تيم : انتِ كنتِ بتعملي ايه ؟
فلوريت : لسه داخله البيت
تيم : اهاا يعني كنتِ بتعيطي 
فلوريت : كالعاده
تيم : طيب ما تعزلي يا فلوريت
فلوريت : مش قادره يا تيم ، بابا هنا حواليا حاسه بيه وشيفاه هنا في البيت ده
تيم : ربنا يرحمه يا حبيبتي
فلوريت : تيم 
تيم : عيون تيم وقلبه وروحه
فلوريت : انا لسه بحب نديم

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق