Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الدّيْن (الفصل الرابع

الفصل الرابع

فى احدى الڤلل الصغيرة المتواجدة فى احدى مدن القاهرة الجديدة 
جلست سيدة في العقد الرابع من عمرها ، ممشوقة القوام ، شقراء ، تتميز بـ خفة الظل وملامح تظهرها اصغر سناً من سنها الحقيقى 
كانت تتمدد على احد الارائك المتواجده فى غرفة المعيشة وتمسك بـ هاتفها المحمول تبحث عن اسم مسجل عليه ، وقفت عليه ثم ترددت فى الاتصال ، اعتدلت في جلستها ثم امسكت بـ ملف ورقى يحتوى على مجموعة اوراق وعقود ، فحصته جيداً ، ثم تمددت على الاريكة واتصلت بـ الشخص صاحب الرقم

سيرين : أنا زعلانه منك اوى
جميل : ليه بس يا ست الستات
سيرين : بقالك قد ايه مزورتنيش ولا كلمتني
جميل : كتير بس غصب عنى والله
سيرين : ايه يعنى اللى ياخدك من سيرين
جميل : الشغل وقرفه
سيرين : هحاول اسامحك
جميل : انا عارف انك متكلمنيش بدلع كده الا اذا كان فى حاجه
سيرين : اكيد فى حاجه وحاجه مهمه اوى
جميل : خير
سيرين : اللى عندي مينفعش اطلاقاً يتقال فى الموبايل
جميل : يبقى اجيلك
سيرين : هستناك فى ڤيلتى ، انا مورايش حاجه النهارده 
جميل : خلاص هخلص اللى عندى واجيلك
سيرين : بس اعمل حسابك بقى فى هدية غاليه اوى ، قد قيمة اللى هتعرفه مني
جميل : مش لما اعرفه
سيرين : اعمل حسابك ، وتعال شوف اللى عندي وقدره ، لقيته يستاهل اديني اللى جبته ، لقيته ميستاهلش خد هديتك وامشى ومتبقاش خسرت حاجه
جميل : غلبتيني ، هخلص واجيلك
سيرين : مستنياك يا روحى

اغلقت سيرين الهاتف وضحكت ضحكة مفعمه بالحيوية والانوثة ونظرت الى سوار الماظ يزين يديها ورددت قائلة " وحشتنى هدياك يا جميل يا ايوب " ، ثم تناولت الجهاز اللوحى الخاص بها وفتحت محرك البحث جوجل وشاهدت صور مختلفه لـ سيارة من ماركة BMW الفئة السابعه ثم رددت قائلة " يارب تبقى من نصيبى "
__**__**__
فى احد المطاعم التى تطل على النيل تقابل تيم وفلوريت وكارولين لـ تناول الغداء معاً
كانت كارولين ترفض الذهاب معهم بشدة ولكنها لم تستطع مقاومة اصرار تيم

فلوريت : بس انت محكتليش عن مامتك الا قليل اوى
كارولين : هي ليه مش جه معانا
فلوريت : مامته متوفيه يا مامى
كارولين : scusa (آسفة)
تيم : ربنا يرحمها ، مامتى كانت سوريه من ام تركيه ، كانت عايشه فى تركيا وابويا اتعرف عليها هناك واتجوزوا بعد قصة حب رائعه وخلفونى بعد خمس سنين من حرمانهم ولـ حكمة لا يعلمها الا الله ، امى بعد ولادتي جالها كانسر في الرحم فـ شالته واكتفوا بيا ومن سبع سنين جالها سرطان ثدى وتوفيت بيه من تلت سنين
كارولين : Dio mio (يا الله) ، مامة بتاعك تعب كتير في حياته
تيم : السرطان مسبهاش طول حياتها ، انتصرت عليه الاول بس في الاخر القدر قال كلمته
فلوريت بتأثر واضح وشديد : الله يرحمها 

كان الثلاثة يعيشوا لحظات تأثر شديده ، كانت الدموع واقفه على جفونهم تنتظر امر الخروج ولكن قطع ذلك صوت جاء اليهم لـ يقول "فلورا ، وحشتيني" ، نظرت فلوريت لتجدها احدى صديقاتها القدامى والتى تدعى "جود"

فلوريت باستغراب شديد : جود !!
جود : وحشتيني يا بنتي ، مختفيه فين كده

على الرغم من الاستغراب الشديد والواضح بقوة على فلوريت لـ رؤيتها جود بعد فتره لا بأس بها من انقطاع الاتصال واللقاءات بها الا انها صافحتها وحاولت ان تصتنع الاشتياق لها

فلوريت : اخبارك ايه انتِ
جود : كويسه الحمد لله 
فلوريت : اتجوزتى انتِ وطارق
جود : لا لسه
فلوريت : مزهقتوش من طول الارتباط
جود : زهقت والله بس الظروف بقي
فلوريت : ربنا يسعدكوا
جود (وهي تشير باصبعها الى كارولين) : دي مامتك صح
فلوريت : صح
جود : هاى طنط ، انا جود فكرانى
كارولين : اه فكراك ، انت أمل ايه
جود : الحمد لله كويسه (وجهت بصرها الى تيم) ومين ده ، اخوكي ولا ايه ؟
فلوريت : تيم الالفى ، خطيبى
جود : خطيبك !! ونديم
فلوريت : تيم بمليون من عينة نديم
جود : سورى مقصدش حاجه ، فرصه سعيده يا تيم
تيم بابتسامه بارده مصطنعه : انا اسعد
جود : انا همشي بقي وابقي خليني اشوفك او حتي اسمع صوتك

تبادلا فلوريت وجود ارقام الهواتف ومن الواضح ان فلوريت كانت تشعر بالضيق الشديد

فلوريت : انا اسفه يا حبيبي ، انا قطعت علاقتي بكل اصحابي ومحدش يعرف ......
تيم مقاطعاً : انا متفهم تماماً انك كنتى مرتبطه بـ نديم ست سنين وفي ناس كتير هتخبط فينا فاكرينكوا متجوزين دلوقتي فانا مش زعلان يا قلبى ومتفهم ده
كارولين : انت راجل دماغ بتاعه كبير ومتفتح
تيم : متشكر يا طنط
كارولين : andrò in bagno (سأذهب الى المرحاض)

ذهبت كارولين الى المرحاض لـ شعورها ان تيم وفلوريت يحتاجون مساحه من الحرية كى يتحدثوا سوياً بـ شفافيه ووضوح اكثر

تيم : هي البتاعه دي صاحبتك
فلوريت : مش صاحبتى ، تقدر تقول معرفه
تيم : انا مش مستريحلها
فلوريت : ليه ؟
تيم : نظراتها مريبه ، تحسيها شمال
فلوريت : لا مش شمال هي بس هبله شوية
تيم : انتِ فعلاً هتقابليها تانى ؟
فلوريت : بظروفها
تيم : ياريت متتصاحبوش اوى ، انا مش مستريحلها ، نظراتها واسلوبها مش عجبنى
فلوريت (وهي تحتضن يد تيم) : انا بحبك اوى
تيم : وانا بموت فيكى ، بعشقك اصلاً
فلوريت : ربنا يخليلى حبك
تيم : ويخليكي ليا يا روح قلبى
__**__**__
انهي تيم تناول الغداء مع فلوريت وكارولين وذهب الى مقر الشركة حيث يتواجد والده
قبل ان يذهب الى مكتبه مر على مكتب والده لـ يجد ان هناك اجتماع طارئ مع اللجنة الممثلة للشركة والمسئولة عن مناقصة شركة مصر للطيران
لاحظ تيم ان والده فى قمة غضبه ، كعادته يدخن السيجار ويحتسى القهوة بـ شراهة
انتهى الاجتماع وخرج اعضاء اللجنة من غرفة الاجتماعات 

سليم : أهلاً يا شملول ، شرفت
تيم : ايه اخبار المناقصة
سليم : كويسه يا حبيبي ، بتسلم عليك وبتبوسك من هنا ومن هنا
تيم : ايه يا بابا حضرتك بتهزر ؟
سليم : بهزر !! انا اللى بهزر ولا انت اللى بتستعبط ، شركتنا داخله مناقصة من اهم مناقصة في تاريخنا ، الخساره هتعتبر قاتلة ومهلكة لـ مجموعه شركات الالفى بـ اكلمها ، انت يا ابنى مبتحسش ؟ تفتكر روز لو كانت عايشه كانت هتفرح بيك
تيم : بابا حضرتك كل ما تشوف وشي تهزأنى وتدينى محاضرة ، مش فاهم ليه بتعمل كده ده بدل ما تحببنى في الشغل
سليم : تيم ، اسمعنى كويس احنا طول عمرنا اصحاب ، وانا عملت كل حاجه عشان تحب الشغل وتنتظم فيه وتفهمه وتتفوق فيه كمان بس انت معندكش ادنى قابليه وانا غُلبت بصراحة
تيم : يا بابا انا بحـ.......
سليم مقاطعاً : اسمعنى للاخر ، معاك شهرين تكون انت وفلورا بتاعتك دى حددتوا معاك لجوازكوا ، اتجوز واستقر وساعتها هتلتزم في الشغل وتفهمه غصب عنك
تيم : جوازي من فلوريت مالوش علاقة بالشغل
سليم : انا بحاول اشيل كل الضغوط من حواليك واخليك تستقر من كل النواحي عشان الشغل
تيم : حاضر
سليم : وقسماً عظماً ، ورحمة امك اللى مش هيجينى اعز منها لو متظبطتش لاكون موزع ثروتي كلها على القرايب والايتام والغلابه ومش هخليك تطول مليم واحد
تيم : تمام ، ممكن ملف المناقصه
سليم : ليه ؟
تيم : حابب ادرسه

اخذ تيم الملف الخاص بالمناقصة وقام بـ قراءته ودراسته جيداً ودون كل ملاحظاته وعاد الى والده

تيم : بوب ، العرض ده سئ جداً 
سليم : ليه ؟
تيم : لان وارد بنسبه ٩٨٪ ان لم يكن اكتر ان الشركات المنافسة تقدم عروض افضل منه وانا لو بمثل شركة مصر للطيران هخلى العرض ده اخر عرض ممكن افكر فيه
سليم : بس هو في مميزات كتير تخليهم يتشدوا للعرض
تيم : وفى ثغرات اكتر ، باب التقديم هيتقفل امتى
سليم : بكرة الصبح
تيم : بابا لازم تتصرف وتغير العرض ده
سليم : سيبلى انا الطلعه دى
تيم : يعنى ايه ؟
سليم : يعنى المناقصه دى مسئوليتى ، خليك انت للمرة الجايه
تيم : زي ما تحب بس العرض ده ضعيف خاصه ان المناقصه فيها جبابرة السوق
سليم : الحوت مبيخسرش
تيم : ربنا يستر
__**__**__
انهى جميل ايوب جميع اعماله وذهب الى الصائغ الذي يتعامل معه فى شراء الذهب والمجوهرات وقام بشراء ساعة من الذهب الخالص مرصعه بالالماس فى نيته اهدائها الى سيرين اذا كان لديها شئ هام تقدمه لها
استقل جميل أيوب سيارته الخاصه بدون سائقه الخاص او مجموعه الحراس الذين يحرسونه
طرق باب منزل سيرين لـ تفتح له سيرين وهي في كامل زينتها وانوثتها ، انبهر جميل أيوب بـ جمالها الذى لا يمل منه ، فـ سيرين وجمالها من المفضلات لدى جميل أيوب
قابلته سيرين بـ ابتسامتها المعهودة وعناقها الدافئ له

جميل : لا انا بالجمال ده اديلك ثروتى من غير اى حاجه
سيرين : توء توء ، جمالى ده ملكك ومالوش تمن ، لكن اللى عندي ممكن يكون اغلى مني عندك
جميل : يعني اللى عندك اغلى منك ؟
سيرين : بالنسبالك ، انا عارفه ان مفيش حاجه عندك اهم من شغلك وصفقاتك
جميل : بقيتي قريانى اكتر من نفسي يا سيرين
سيرين : ودي حاجه حلوة ولا وحشه
جميل : حلوة اوقات ووحشه اوقات
سيرين : بالنسبالى حلوة على طول
جميل : هاتى اللى عندك
سيرين : على طول كده ، مش نقعد مع بعض شويه ولا ايه ، بقيتي عملي زياده عن اللزوم يا باشا
جميل : بصراحه انتِ مشوقانى لـ اللى تعرفيه
سيرين : هقولك نبذة مختصره ، وفي اخر سهرتنا هقولك التفاصيل ، اتفقنا ؟
جميل : اتفقنا
سيرين : باختصار معايا ورق مهم هيفيدك في مناقصة مصر للطيران
جميل بـ لهفه واضحه : انتِ بتتكلمي جد ؟
سيرين : انا عمرى هزرت في الشغل 
جميل : طيب ايه الورق ده ؟
سيرين (وهي تقبله) : في اخر السهرة

دعت سيرين جميل ايوب الى الفراش والذى لم يتردد لحظه ، ليس لـ جمال سيرين او اعجابها به وانما فقط لـ ينهي تلك السهره ويحصل على كل ما تعرفه سيرين
كان يشتاق الى الورق الهام الذي تمتلكه سيرين اكثر من اشتياقه الي سيرين نفسها فـ حقاً عمله وصفقاته اغلى واهم من اى شخص واى امر اخر
انهى جميل وسيرين سهرتهما وجلسا لـ يحتسيا كأساً من النبيذ ، كان أيوب يشرب بشراهه كى يطفأ اشتياقه وفضوله 

جميل : ما تخلصي يا سيرين ، بقالنا تلت ساعات وانتِ بتلاوعيني 
سيرين (وهي تعطيه الملف الورقى) : الملف ده فيه عرض مقدمه منافس مهم ليك في المناقصه بتاعه مصر للطيران

تناول جميل أيوب الملف الورقى من سيرين وفحصه بعناية هامة ، ثم قرأ اسم الشركة التى قدمت العرض لـ يجده يحمل اسم " مجموعة الالفى " ، انتفض جميل أيوب واتسعت حدقة عينيه ، لم يكن يصدق ما يقرأه ، لم يستوعب ما بين يديه ، ترك الكأس من بين يديه واعتدل في جلسته

جميل : مجموعه الالفى مقصود بيها شركة سليم الالفى
سيرين : ايوة 
جميل : يعني العرض ده اللى هيقدمه سليم الالفى
سيرين : ايوة يا روحي
جميل : انتِ بتتكلمي جد ؟
سيرين : من امتى وانا بهزر في الحاجات دي ؟

شعر جميل بالريب تجاه سيرين على الرغم من ثقته بها ووقوفها بجواره دائماً خاصة في اعماله وصفقاته ومشاريعه

جميل : جبتيه ازاي ؟
سيرين : سليم كلمني عشان العب عليك فقررت العب عليه
جميل : ازاي
سيرين : طلب منى اكلمك وفي قعده صفا اعرف منك ايه العرض بتاعك واقولهوله بس انا اصلاً اعرف واحد من اللجنه اللى عامله العرض اصلاً وقدرت اسلكه منه
جميل بنظرة فاحصه : يعنى سليم حاول يشتريكي
سيرين : sure ، بس انا يا جميل استحاله ابيعك ولا بـ كنوز الدنيا كلها
جميل : ايه العرض اللى قدمهولك
سيرين : انت عارف سليم الالفى ، عمره ما يقول لحد ناوى على ايه ، كل اللى قاله انه هيعشنى فى عز ، وانا في خيرك عايشه في عز مش محتاجه عزه ولما لقيت فرصه اني اساعدك واضره استغلتها صح
جميل : وانتِ عايزه تضريه ليه ؟
سيرين : عشان وعد الجواز اللى وعدني بيه وفي الاخر طلع بينتقم منك
جميل (وهي يعانقها) : ربنا يخليكي ليا يا سيرين
سيرين : ويخليك ليا يا روحي

اخرج جميل الساعه من جيبه والتى كانت داخل علبة مغلفه ، فتحها واخرجها من علبتها وزين بها يد سيرين والتى قبلت الهدية على مضض

سيرين : كان نفسى في عربية
جميل : الصفقة الجايه
سيرين : ماشي يا باشا

شعر جميل بـ سعاده غامره فـ هو بين يديه الان كنز ، هو الان يعرف العرض الذى سـ يقدمه سليم الالفى لـ يقوم هو بـ تقديم عرض اقوى واقل تكلفه لـ شركة مصر للطيران
هاتف جميل أيوب مدير اعماله لـ يبلغه ان يقوموا بـ تغيير العرض الذى سـ يقدم في صباح اليوم التالى الى اللجنه الممثلة لـ شركة مصر للطيران لـ يكون بذلك حارب سليم الالفى بـ نفس السلاح الذى ود سليم محاربة جميل به واستطاع ان يوجه له ضربة قاضيه ربما الضربة الاقوى والخسارة الاكبر في تاريخ سليم الالفى

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق