Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

السبت، 15 مارس 2014

حقيبة سفر ( الاولى )

الفصل الاول (أغراض زائدة)

فى عام الفين واثنى عشر (٢٠١٢)
فى احدى الطائرات القادمه من روما عاصمة ايطاليا الى القاهرة عاصمة مصر ، كانت الساعة العاشرة والنصف صباحاً بتوقيت القاهرة ، كان قائد الطائرة هو كابتن طيار حمزة عز الدين دياب البالغ من العمر اربعون عاماً ، حمزة ذو الجسم الرياضى والقامة الطويله و الشعر الاسود الخفيف والبشرة الحنطية وعينان بنيتين 
 لم يكن يعرف ان هذه الرحلة هى رحلته المشئومه تلك الرحلة التى ستغير مجرى حياته بل وستقلبها رأساً على عقب ، كان كابتن حمزة سعيد جداً بعودته من روما لانه قد حان موعد اجازته السنوية 
هبطت الطائرة فى مطار القاهرة الدولى ، اخذ حمزة حقيبته وطار على منزله فرحاً بـالاجازة السنوية

__**__**__**__
فى منزل كابتن حمزة ....
>> يعيش حمزة فى ڤيلا فى احدى مدن القاهرة الجديدة ، يقطن حمزة مع زوجته ايتن مندور ابنة رجل الاعمال المشهور وعضو مجلس الشعب عزت مندور ، ايتن البالغه من العمر اثنين وثلاثون عاماً ، ايتن ذات القامة الطويلة والعيون السوداء والبشرة البيضاء والشعر الاشقر والتى تعمل فى مجال الموضة والازياء ، انجبت ايتن اثنين من الابناء ، الابنة الكبرى هى جنا البالغه من العمر سبع سنوات والابن الاصغر يدعى زين والبالغ من العمر اربع سنوات
>> دخل حمزة الى ڤيلته وكانت زوجته فى انتظاره ،  كان لم يراها هي واولاده منذ ما يقرب من شهر بسبب سفرهم خارج البلاد لقضاء اجازة مع ايتن وعائلتها
حمزة : اشتقت اليكم كثيراً
ايتن : حمداً لله على سلامتك زوجى الحبيب ، كيف كانت رحلتك
حمزة : لا بأس بها ، اين جنا وزين ، اشتقت اليهم كثيراً
ايتن : هم ايضاً اشتاقوا اليك كثيراً ولكنى لم اخبرهم بـ مجيئك حتى تكون مفاجأة سارة لهم
>> ذهب حمزة للغرفة التى فيها ابناءه وقابلهم بكل شوقٍ وحب ثم ذهب حمزة الى غرفة نومه حتى يبدل ملابسه وذهبت معه زوجته حتى تساعده ، فتح حمزة حقيبته وبدأ بـ تفريغها
حمزة فى قلق : ما هذا !!
ايتن : ما خطبك عزيزى
حمزة : انا لا ادرى اذا كانت هذه حقيبتى ام لا
ايتن : لم افهم شئ
حمزة : الحقيبة تحتوى على اغراضى ولكن يوجد بها اغراض زائده اظنها لا تخصنى
ايتن : كيف !! انها فى حقيبتك اذن هى تخصك
حمزة : لا ، انا اعلم ماذا وضعت فى حقيبتى ، هذه الاغراض ليست ملكى
ايتن : دعنا نرى هذه الاغراض ربما نفهم شيئاً
>> قام حمزة وايتن بـ فرز الاغراض الزائدة
ايتن : امم ، اسطوانه مُدمجه ونيجاتيف وبعض الاوراق التى اظنها  ليست هامة
حمزة : دعيني ارى ماذا يوجد فى هذه الاسطوانه ، اذا سمحتى احضرى لي الحاسب المحمول
ايتن : حسناً يا عزيزي
>> احضرت ايتن الحاسب المحمول لـ حمزة
ايتن : حتى ترى ماذا يوجد على هذه الاسطوانه سأذهب الى المطبخ لارى الطعام
حمزة : حسناً يا عزيزتى
>> وضع حمزة الاسطوانه فى الحاسب المحمول وبدأ فى تشغيله ، انتفض حمزة من مكانه خوفاً وجزعاً وقلقاً حيث انه رأى ڤيديو مصور لاحدى نزواته مع احدى الفتيات
حمزة لنفسه >> ما هذا !! من استطاع ان يصور هذا ومن ايضاً من وضعه لى بـ حقيبتى
>> اخذ حمزة الاسطوانه واخفاها حتى لا تراها زوجته ، وبدأ حمزة بـ رؤية النيجاتيف واذ به يري صور ايضاً لـ نزوة اخرى من نزواته ، واخيراً بدأ يقرأ الاوراق الموضوعه فى حقيبته واذ به يتفاجئ بـ ان هذه الاوراق هى نسخة مصورة من اوراق كان قد زورها سلفاً حتى يستطيع السيطرة على قطعة ارض وعلى احدى معارض السيارات ، جلس حمزة يفكر ويفكر ويسأل نفسه من يعرف عنى كل هذا ؟ من استطاع ان يصل الى حقيبتى ويضع بها هذه الاغراض ؟ وماذا يريد منى من يمتلك هذه الاشياء ؟ ، قطع شروده اتصال من رقم خاص -private number- وقام بـ الرد سريعاً
حمزة : الو
المتصل : مساء الخير كابتن حمزة وحمداً لله على سلامة وصولك وسلامة وصول المدام والاولاد من الاجازة
حمزة : من انت ؟
المتصل : انا من يمتلك كل الاغراض الموضوعه فى حقيبتك ، انا من يعرف عنك وعن اسرتك كل شئ 
حمزة : من انت وماذا تريد ؟
المتصل : ستعرف كل شئ ولكن ليس انا
حمزة : متى ؟
المتصل : بعد انتهاء اجازتك السنوية ، استمتع بوقتك مع ابنائك وانا سأتصل بك لاحقاً لـ تعرف من انا وماذا اريد (واغلق الخط)
حمزة : الو الو 
- هنا دخلت ايتن
ايتن : ماذا بك يا حمزة
حمزة : لا يوجد شئ
ايتن : ماذا وجدت بـ الاسطوانه
حمزة : لا شئ اظن انى انا من وضعت هذه الاغراض بالحقيبة ولا اتذكر
ايتن : انا اجزم بذلك ، حسناً دعنا من هذا الموضوع ، الغداء جاهز
حمزة : حسناً هيا بنا
__**__**__**__**__
>> ترأس حمزة طاولة الغداء وعن يمينه زوجته وعن يساره ابنته لكن زين اصر ان يجلس على نفس المقعد الذي يجلس عليه اباه فـ اخذه حمزة على قدميه
جنا : بابا اين سنذهب فى هذه الاجازة
حمزة : انتم كنتم فى عطلة خارج البلاد 
جنا : وما المشكلة ، اجازتنا ثلاثة شهور واجازتك شهر ، دعنا نسافر مرة اخرى
حمزة مخاطباً ايتن : وانتِ ما رأيك عزيزتى
ايتن : اظن اننى لن استطع السفر معكم 
حمزة : لماذا ؟
ايتن : لدى تحضيرات هامة وتجهيزات كثيرة لـ عرض الازياء القادم
جنا : اذن يا امى لن تسافرى معنا ؟
ايتن : حددوا الزمان والمكان وانا سوف ارتب امورى فى العمل 
حمزة : اتمنى ان تسافرى معنا يا عزيزتى
- اكتفت ايتن بـ الابتسامه واكملوا وجبة الغداء وذهب حمزة لـ غرفته ليأخذ قسط من الراحة
__**__**__**__
بعد مرور ساعة دخلت ايتن على حمزة الغرفة كى تأخذ شيئاً ما فـ وجدته مازال مستقيظاً ويتقلب على فراشه
ايتن : حمزة ، امازلت مستقيظ ؟!
حمزة : لا اعلم لماذا لا استطيع النوم على الرغم من انى مرهق جداً وكنت اشعر بالنعاس
ايتن تقترب منه : عزيزى اهناك ما يشغل بالك ؟
حمزة : اظن ان شخص ما يريد ان يؤذيني ولكنى لا اعرف مَن ولا اعرف كيف ؟
ايتن : وكيف عرفت ان شخص ما يريد ان يؤذيك ؟
حمزة : حدسي 
ايتن : هل هذا بسبب ما وجدته فى حقيبتك ؟
حمزة بارتباك : لا لا كما قلت سابقاً ان هذه الاشياء تخصني ولكنني نسيت
ايتن : حسناً ، هيا انهض ودعنا نذهب لـ زياره والديّ
حمزة : انا لا افضل الذهاب اليوم 
ايتن : لماذا !! ابى يريد ان يراك يقول انه لم يراك منذ فترة طويلة
حمزة : حسناً دعينا نذهب فى المساء انا مرهق جداً الآن
ايتن : حسناً يا عزيزي استلق وحاول ان تنام

>> استلق حمزة على فراشه وحاول ان ينام ولكن هيهات كيف ينام وهو يشعر ان هناك شخص ما يعرف ادق تفاصيل حياته واهم اسراره التى يخفيها عن اقرب الناس اليه بل ويشعر انه مُراقب وان هناك من يراقب حتى احلامه
- ظل حمزة يتقلب فى فراشه وهو يسأل نفسه اسئلة كثيرة ليس لها اجابه ، تارة يسأل نفسه من هذا وماذا يريد منى وتارة اخري يسأل نفسه كيف عرف عنى هذا الشخص المجهول كل هذا وتاره يسأل نفسه ماذا يعرف ايضاً ، لـ لحظة ما ندم حمزة على افعاله واقتنع ان اذا كانت افعاله صحيحه منذ البدايه لم يكن يتعرض لـ مثل هذا الموقف ، واخيراً غرق حمزة فى النوم بعد كل هذا التفكير
*_____________________________________________**___________________________*
فى منزل عزت مندور ...
>> فى المساء ذهب حمزة وايتن الى ڤيلا عزت مندور ، رجل الاعمال وعضو مجلس الشعب والمرشح الرئاسي ووالد ايتن ، عزت يبلغ من العمر ما يقرب من ستون عاماً ، عزت ذو القامة المتوسطه والشعر الابيض والعينين الزرقاوتين والبشرة البيضاء ، يقطن عزت بدر في احدى قصور القطامية مع زوجته دولت ثروت سيدة الاعمال ورئيسه احدى الجميعات الخيرية والبالغه من العمر سبع وخمسون عاماً ، دولت ذات الشعر الاسود المصبوغ و القصير للغاية والعينين السوداء والبشرة البيضاء ، تقطن معهم ايضاً ابنتهم الصغري رزان البالغه من العمر ثمانية وعشرون عاماً ، رزان ، انها تلك الفتاة الجميلة ، ذات العينين الزرقاوتين والبشرة البرونزية  والشعر الكستنائي الطويل والقوام الممشوق ، تلك الفتاة التى لا تريد الزواج ولا احد يعرف السبب واصبحوا يقولوا هى فقط مُعقدة من تجربةٍ ما مرت بها ولكن لا تريد ان تخبر احد بها
>> اجتمعت العائلة باكملها على طاولة العشاء ، كان عزت يترأس طاولة العشاء من ناحية وعن يمينه زين وعن يساره جنا نظراً لـ تعلقه الشديد بهما وكانت سمحيه تترأسها من الناحية الاخرى وعن يسارها حمزة وايتن وعن يمينها رزان
>> كان حمزة يجلس معهم بـ نصف عقل لانه مازال مشغول بما حدث وبما سوف يحدث
دولت : ماذا بك يا حمزة ؟ لماذا لا تأكل 
حمزة : اظن اننى مازلت مرهق من رحلة اليوم لذلك لا املك شهية للطعام
ايتن : حقاً ، انه لم يأكل جيداً على الغداء
رزان : لماذا تتعامل مع كل رحلة انها الرحلة الاولى فى حياتك ؟
عزت : هو مرهق من طول المسافة والسفر بجانب ذلك انه ليس بـ راكب للطائرة بل هو قائدها ، هذه مسئوليه كبيرة كفيلة بـ ارهاق ذهنه
حمزة : هكذا مثلما قال عمى 
ايتن : ابى ، متى ستعلن ترشيحك الرسمي لـ السباق الرئاسي
عزت : قريباً يا عزيزتى ، انا حالياً اقوم بـ انشاء الحمله الانتخابيه ومقرها
حمزة : وهل اخترت المقر ؟
عزت : يوجد فى الخطه اكثر من مكان
حمزة : اُفضل لو انشأت المقر فى مكان ملئ بالسكان ، مكان قريباً من قلب الشعب
رزان : مثل ؟
حمزة : وسط البلد
دولت : وسط البلد !! انه مكان شعبى جداً
حمزة : لا ليس بـ مكان شعبى ولكن اُفضل ان يكون المقر الرئيسي فى منطقة شعبيه حتى يصل لـ الشعب ان مرشحهم شخصاً قريباً جداً منهم
عزت : كلامك صحيح وهذا ما كنت افكر به
حمزة : اهم ما يجعلك تفوز فى الانتخابات هو ان تعرف كيف تعزف على اوتار قلوب الشعب ، الشعب هو من سينتخبك وهو ايضاً من يستطيع ان يثور عليك
دولت : صحيح والاهم ان يستطيع ان يعزف على هذه الاوتار حتى النهايه
حمزة : بالضبط لان هناك من يعرف كيف يكسب الشعب فى صفه ومع فوزه يخسرهم بكل سهولة
عزت : ولكنى لن اعزف نفاقاً اننى فعلاً اريد ان اطور من البلد واحسن من المستوى المعيشي والتعليمي للشعب
رزان : ابى اسمح لى ، هل تريد ان تفوز فى السباق الرئاسي لـ اجل الوطن والشعب اما لـ اجل مصالح شخصيه

>> صُدم الجميع من السؤال الذي طرحته رزان و توقف الجميع عن تناول العشاء واختلسوا النظرات لـ بعضهم البعض ولم يعرف عزت ماذا يقول لـ ابنته
رزان  : اعتذر ، لم اعرف لماذا قولت هكذا 
عزت : ولما الاعتذار يا بنيتي ، هذا السؤال جاء فى وقته ويمكننى الاجابه عنه
ايتن : وما الاجابة ؟
عزت : انا ابن هذا الوطن ، احبه واخلص له ، كل مشروعاتى فقط لخدمة هذا الوطن واذا فزت بـ منصب رئيس الجمهورية فـ سأظل اخدم هذا الوطن ولكن انا لست بـ ملاك اُنزل من السماء ، اننى بشر والمؤكد ان مصلحتى تهمنى وسوف اعمل من اجلها ما لم يضر بـ وطنى

>> اخرست اجابة عزت جميع الالسنة والاسئلة وشرعوا مره اخرى فى تناول العشاء ، قضى حمزة واسرته الليلة كلها فى منزل عزت بدر ، بعد تناول وجبة العشاء ، جلس عزت وحمزة بمفرديهما وجلست دولت وايتن ورزان سوياً وذهب جنا وزين لـ اللعب سوياً

__**__**__
فى الحديقة ...
>> جلس عزت وحمزة لـ تناول الشاى وبدأوا حديثهم عن احوال البلد والسياسة ..
حمزة : هل عرفت ان رجل الاعمال خيري مشهور سـ يترشح لـ الرئاسة
عزت : نعم اعلم ولكن هذا لا يقلقنى مطلقاً ، خيري مشهور ليس له قاعدة شعبيه مثل التى لى 
حمزة : ولكن معظم الاحزاب التى ليس لها مرشح رئاسي سوف تتحد معه
عزت : خيري مشهور ، عاش معظم سنين عمره خارج البلاد حتى اسرته تظل بالسنوات لا تدب قدمهم ارض الوطن وهذا يقلل من مصداقيه حبه واخلاصه لـ البلد
حمزة : فهمت
عزت : ما يقلقنى حقاً هو اللواء ممدوح السمان ، هذا الرجل كان من اشرف رجال الداخلية وكل منطقة خدم فيها له فيها جمهور بسبب حبهم له
حمزة : اتتوقع تزوير الانتخابات لـ صالحه ؟
عزت : لا ولا لـ صالح اى من المرشحين ، اعتقد ان التزوير لم يعد موجود
حمزة : ايعنى هذا .............
عزت يقاطعه : نعم ، سوف اقود السباق الرئاسى بكل شرف ونزاهه
حمزة : يسعدنى ذلك كثيراً
عزت : ماذا عن عملك ؟
حمزة : افكر فى تقديم استقالتى قريباً
عزت : لماذا ؟
حمزة : يكفى هذا ، اريد ان اتفرغ لـ القري السياحية التى اقوم بـ انشائها وكذلك لـ معرض السيارات بـ فروعه
عزت : اعتقد انك تستطيع ان تجمع بينهم ، ليس من الصواب ان تخسر عملك فى الطيران لانه يعود عليك بـ مبالغ مذهله
حمزة : انها مجرد فكرة عابره لم افكر فيها جدياً حتى الان

>> فى الجهة الاخرى كانت دولت تجلس مع بناتها ، دولت كانت تسأل ايتن عن حياتها مع حمزة وكانت تتطمأن على استقرار حياة ابنتها وكالعادة رزان كانت تجلس وكلامها قليل جداً اقرب للصمت وهادئة تماماً
دولت : استظلى هكذا يا رزان ؟
رزان : ماذا تعنى بـ هكذا يا امى ؟
ايتن : اظن ان هناك عريساً جديد
رزان : حقاً يا أمى ؟
دولت : نعم ، هناك عريس جديد
رزان : الم تملى يا امى من هذا ، انى مللت
دولت : انا التى مللت من رفضك الدائم بدون سبب ، اخبريني ماذا بكِ
رزان وكانت قد قامت من مكانها استعداداً للرحيل : ليس بى شئ ، فقط كما قلت سابقاً وسأقول لاحقاً ، لا اريد ان اتزوج
دولت وكانت قد بدأت تخرج عن شعورها : اجلسى وتكلمى معى ، هذه المرة لن اتركك حتى اعلم السبب
ايتن : اهدأى يا آمى اذا سمحتى 
دولت وهى تاركة رزان وايتن : لن اسمح لكى ان تظل هكذا طويلاً ، اذا كنتى لا تريدين الزواج فقط اخبريني بسبب مقنع

>> وتركتهم دولت وهى فى قمة ثورتها ومازالت رزان تحتفظ بهدوئها الدائم الذى لا تتخلى عنه ، بعد رحيل امها جلست رزان لـ تكمل مشروبها الدافئ القهوة بالبندق التى اعتادت ان تشربه بعد وجبة العشاء 

ايتن : ايمكنك ان تخبريني انا عن سبب رفضك لـ الزواج
رزان بضحكه ساخره : حقاً لا تعلمى السبب ؟
ايتن : لا لا اعلم ولا اعلم ما سبب هذا الموقف الذي طالما اخذتيه منى
رزان : اذن حاولى ان تعرفى بنفسك (وهمت رزان بالرحيل)
ايتن : انتظرى ، انسيتي اننا اخوات ، انسيتي اننا اصدقاء
رزان : لا لم انسى ولكنى ايضاً لم انسى ماذا فعلتى بي
ايتن : ماذا فعلت
رزان : ايتن ، دعينا نتعامل كما نحن حتى نظل اخوات ، دعينا لا نتحدث عن الماضى
ايتن : كما تريدي ولكن هل ستعيشي وحيده هكذا !! 
رزان : هذا ليس من شأنك 

>> وغادرت رزان المكان وظلت ايتن واقفة فى حيره من امرها ، ماذا حدث !! لما رزان تعاملها هكذا طيلة هذه السنوات !! لما كل هذه الحواجز المنيعه بينها وبين شقيقتها وصديقة عمرها !! ولماذا ترفض الزواج وماهو السبب التى تظن ان ايتن تعرفه !! ، جلست ايتن تحتسى قهوتها وهى تحاول ان تجد اى جواب لـ كل هذه الاسئلة
ايتن بعد تفكير عميق قالت لنفسها : هل رزان تعرف اننى السبب فى .......
>> توقفت حواس ايتن عن اى شئ خوفاً وتحسباً من شئ ما تخفيه عن اختها وتخشى ان تكون اختها تعلم به

>> انتهت الليله على خير وغادر ايتن وحمزة الى منزلهما وفى طريقهما للعوده دار بينهما هذا الحوار فى سياره حمزة ...
حمزة : ماذا حدث مع امك ؟
ايتن : لم افهم ، ماذا تقصد ؟
حمزة : لقد اتت اثناء مجلسى مع اباكِ وكانت فى ثورة عارمه
ايتن : انها غاضبه من اختى رزان 
حمزة : لماذا ؟ ماذا فعلت رزان ؟
ايتن : انت تعلم ان رزان لا تريد الزواج وامى لا تعلم السبب ولا يروق لها ان تظل روان هكذا بدون زواج
حمزة : وانتِ لا تعرفى لماذا هى ترفض الزواج ؟
ايتن بارتباك : هاه !! لا لا اعلم ، هى لا تريد ان تخبر احد
حمزة : انا ما استغربه حقاً هو انطواء اختكِ رزان ، لا تتحدث كثيراً ولا تمرح كـ باقى الفتيات بجانب انها لا تخرج من المنزل ولا تريد ان تعمل برغم ان لديها من الشهادات ما يكفى لـ تنصيبها فى مكان مرموق
ايتن : رزان لم تكن كذلك واظنك تتذكرها فى اول زواجنا ، هى تحولت لـ هذه الشخصية منذ فترة ليست بالبعيدة

>> ظل حمزة وايتن يتحدثون عن رزان ويضعوا سناريهوات مختلفه يمكن ان تؤدى بها الى هذه الحاله وهذه الشخصية المختلفه

*_____________________________________________**___________________________*
فى اليوم التالى فى ڤيلا حمزة دياب ...
 >> نهض حمزة من نومه ظهراً حيث انه كان لم ينم طوال ليلة البارحه ومن شده تعبه وارهاقه ذهب فى نوم عميق ، استيقظ حمزة من نومه وقام بـ اخذ دش دافئ وقام بتبديل ملابسه ، واثناء وقوفه امام المرآه دخلت عليه زوجته ..
ايتن : كل هذا نوم يا حمزة !!
حمزة : لم اشعر باى شئ ، كنت مرهق جداً
ايتن : نوماً هنيئاً يا عزيزى ، ولكن لماذا ترتدى هذه الملابس
حمزة : سوف أخرج
ايتن : الى اين ؟
حمزة : سأزور امى وابى
ايتن : لماذا لم تخبرنى حتى اذهب معك
حمزة : حسناً ، بدلى ملابسك انتِ والاولاد لنذهب سوياً
ايتن : ولماذا لا نذهب فى المساء ، هذا وقت غداء يا عزيزى
حمزة : سأتناول وجبة الغداء معهم 
ايتن : حسناً ابق اليوم معهم وانا فى المساء سوف ااتى لك انا والاولاد
حمزة : حسناً كما تريدين

>> اكمل حمزة ملابسه واستقل سيارته وذهب الى منزل والده ، والده هو عز الدين دياب تاجر الاقمشه ذو الستة وستون عاماً ، عز ذو القامة المتوسطه والشعر الابيض الخفيف والعينين البنيتين والبشره الحنطية ، عز الدين تاجر الاقمشة الشهير برغم ما يملكه من اموال ومحلات لبيع الاقشمة الا انه لم يترك المنطقة التى يقطن فيه منذ عهد والده ، يقطن عز الدين فى احدى بنايات (شقق) حدائق حلوان مع زوجته وابنة عمه سميحة دياب البالغه من العمر ستون عاماً ، سميحة ذات القامة القصيرة والبشره البيضاء والعينين العسليتين والشعر الابيض الذى تتخلله بعد الخصل البنيه نتيجه لخروج الحناء منه
>> تزوج عز من سمحيه منذ ما يقرب من اربعون عاماً ، كانت سميحة ذات العشرون عاماً وعز كان ستة وعشرون عاماً ، كانت ابنة عمه وبعد زواجهما بـ سنة واحدة انجبوا حمزة وبعده بسنة انجبوا أحمد المهندس المعمارى الذى يعمل بدولة الامارات واخيراً انجبوا سحر المتزوجه من سعد مدرس علم النفس فى مدرسة ثانوية
>> بعد قبول حمزة فى الكلية الجوية ، تغير حاله واصبح يبغض المعيشة فى حدائق حلوان وعندما تخرج من الكلية واصبح طيار بغضها اكثر واكثر وكان يلح دائماً على والده ان يغادروها ويقنطوا فى المهندسين او الزمالك ولكن رفض عز اقتراحات حمزة باكملها ، وبعد فترة استأجر حمزة شقة فى المعادى وعاش فيها وحده ، واصبح يزور والده ووالدته من وقت لاخر وعاش حمزة وحده منذ ما يقرب من ست سنوات ، تزوج احمد وتزوجت سحر ومازال حمزة رافضاً للزواج لانه يريد الاستمتاع بحياته وكثرت علاقات حمزة ونزواته الى ان قابل ايتن فى احدى رحلاته لـ شرم الشيخ وارتبطوا لمدة عامين ، ومنذ بداية ارتباطهم اشترى حمزة ڤيلا فى احدى مدن القاهرة الجديدة وبدأ فى تشطيبها حتى يستطيع الزواج من ايتن وتوقفت نزوات حمزة وعلاقاته النسائية  بعد حبه لـ ايتن الا ان بعد مرور الوقت وبعد زواجهما بدأ حمزة يحن لهذه النزوات واصبح من فتره لاخرى يقيم علاقة وينهيها سريعاً وايتن لا تعلم شئ عن هذا ولا حتى يتخللها الشك ناحيته
>> بعد عامين من ارتباط حمزة وايتن تم زواجهما وبعد مرور سنتين انجبوا جنا وبعدها بـ ثلاث سنوات انجبوا زين

__**__**__
 فى بناية عز الدين دياب ....
>> وصل حمزة الى بناية والديه واستقبلاه بحفاوة شديدة وجلس حمزة معهما ودار بينهما هذا الحوار ..
عز الدين : كيف حالك با بنى ؟
حمزة : بخير يا ابى
سميحة : وكيف حال زوجتك وابنائك
حمزة : بخير ، ستلحق بى هى والاولاد فى المساء
سميحة : ولماذا لم تأتى معك ؟
حمزة : جنا وزين لديهم تدريب سباحة فى النادى ولن يستطيعوا تركه
عز الدين : لقد اشتاقنا اليهم كثيراً
سميحة : سأذهب آنا لـ تجهيز الغداء
>> وقامت سميحة لـ تحضير وجبة الغداء لـ حمزة وزوجها 

حمزة : هل عرفت ان صهرى سوف يترشح للانتخابات الرئاسيه
عز الدين : لقد سمعت فى الاخبار ولكنى لست متأكد من صحة الخبر 
حمزة : لا انه خبر صحيح وفى القريب العاجل سيعلن ترشحه رسمياً
عز الدين : وهل سيخوضها امام اللواء ممدوح السمان
حمزة : هو قلق بشأنه ولكنه متأكد من نزاهة الانتخابات لذلك سيخوضها 
عز الدين : نزاهة انتخابات !! هنا !! فى مصر
حمزة : وما المشكلة !! اظن لن يحدث تزوير
عز الدين : ليست المشكلة فى التزوير والنزاهة لا تعنى ان لا يتم تزوير
حمزة : لم افهم
عز الدين : نزاهة تعنى عدم تزوير الانتخابات لصالح احد وتعنى ان لا يقيم المرشحين الافخاخ لبعضهم البعض وان لا يقوموا بالتشهير وفضح بعضهم البعض وفوق كل ذلك ان لا يستعين احد بقوى خارجية تسانده للفوز
حمزة : يا الهى ، وانا كنت افهم ان النزاهه تعنى عدم التزوير
عز الدين : اتمنى لو ان هناك فعلاً نزاهة فى مصر
حمزة : كلنا نتمنى ذلك

>> قام حمزة وعز الدين وسميحه لتناول وجبة الغداء سوياً وبعد الانتهاء دخل حمزة ليساعد امه فى تنظيف الاطباق واعداد الشاى

سميحة : ماذا بك ؟
حمزة : ماذا بى ؟ لم افهم
سميحة : وجهك شاحب جداً وتركيزك شبه منعدم ولم تأكل جيداً كعادتك
حمزة : لا شئ اظن اننى مرهق من السفر ، ايضاً اشعر بالملل 
سميحة : كان حلم حياتك ان تكون طياراً وعندما تخرجت واصبحت تسافر رحلات داخل البلاد كنت غير راض لانك تريد ان تطير لـ اوروبا وها انت تسافر الى ايطاليا منذ عامين ، ايطاليا التى طالما حلمت ان تسافر لها وايضاً تشعر بالملل
حمزة : فهمت ، اتقصدين اننى لست راضٍ
سميحة : نعم ، انت دائماً لا يعجبك الحال الذي انت عليه حتى لو كان حلمك فى يوماً من الايام
حمزة : ليس هكذا يا امى انا فقط مرهق عندما استمتع باجازتى السنوية مع ابنائي سوف اتخلص من هذا الملل والارهاق
سميحة : كان الله فى عونك يا بنى العزيز

>> قضى حمزة اليوم مع والديه وكعادة ايتن لم تذهب لـ زياره والديه فى المساء كما قالت لـ حمزة ، ايتن تحب اهل حمزة كثيراً لكنها لا تفضل الذهاب اليهم لانها لا تحب المنطقة التى يقطنوا بها وتراها غير مناسبة لـ مستواها ومستوى ابنائها الاجتماعى ، بعد انتهاء اليوم غادر حمزة حدائق حلوان وعاد الى ڤيلته
*_____________________________________________**___________________________*
>> بعد مرور اسبوع كان قد رتب حمزة سفر له ولـ اولاده ولكن داخل مصر لانه كان لا يخشى ان يغادر مصر فى هذا التوقيت فهو كان يخشى ان يضع احداً شئ ما داخل حقيبته وفى هذه الحالة سيعامل معاملة الراكب العادى وليس معاملة الطيار ، وصل حمزة وزوجته وابناءه الى مرسي علم لقضاء الاجازة هناك ، طوال الاجازة كان حمزة فى عالم اخر كان غير مُستمتع اطلاقاً بالرحلة وكان كل تفكيره فيما حدث له فور وصوله القاهرة ، كان حمزة قلق جداً من هذا الشخص الذي يعرف عنه كل هذا وكان قلق ايضاً بما يخبئه له المستقبل والغيب 
>> ما اثار قلق حمزة اكثر واكثر ذاك الشخص الذى يراه فى اغلب الاماكن التى يذهب اليها ، فقد رآه على الشاطئ ورآه فى احد المطاعم التى كان يتناول فيها وجبه الغداء ورآه ايضاً فى شاليه امام الشاليه الذى يقطن فيه حمزة ، ظن حمزة ان هذا هو الشخص الذي يعرف عنه كل شئ وها هو الان يراقبه ليمسك خيطاً جديداً على حمزة 
جلس حمزة يفكر مع نفسه ويحدثها >> هل هذا هو الشخص الذي يعرف عنى كل شئ وهو الذي حدثنى لاحقاً فى الهاتف اظن انه على درجة كافيه من الذكاء تجعله لا ينكشف لي بهذه السهوله ام هل اراد ان يكشف لى عن شخصيته ام انه شخص تابعاً له ويراقبنى فقط ام انه يريد ان يخبرنى اننا نعلم اين انت وماذا تفعل وهناك من يراقبك ام ان هذا الشخص ليس له علاقة بالموضوع ، يا الهى كل هذه ظنون لا استطيع ان اجزم باى منهما ، انتهى ايتها الاجازة الطويلة الممله المحمله بالظنون والهموم اريد ان اعرف اليوم قبل غد  من هذا وماذا يريد منى !!



انتهاء  الرحلة الاولى

__**__**__
بـ قلم / آلاء الشريفي

www.facebook.com/sh5abyt.bnoota
sh5abytalaa.blogspot.com

هناك 3 تعليقات :

  1. جميلة جدا صراحة ..

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. لهجة الحديث وحشة ومش ممتعه ...امومه بلا انجاب افضل

    ردحذف