Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 28 مارس 2014

حقيبة سفر ( الخامسة )

الفصل الخامس ( آسر مندور )



- استيقظت رزان صباحاً على صوت هاتفها النقال ذلك الهاتف الغير مُسجل بـ اسمها والذى تخفيه عن الجميع ، قامت رزان بالرد سريعاً وكان المتحدث رجل ودار بينهما هذا الحوار ...
المُتصل : اعتذر عن ايقاظك فى هذا الوقت 
رزان : لا يهم ، اهناك شئ
المُتصل : نعم ، هل تستطيعي ان تأتى الان
رزان : لا اعلم ولكن انا قلت سابقاً ان هناك سيارة تراقبني وانا لا اريد ان اظهر الان
المُتصل : لكن يجب ان تأتى الان 
رزان : اخبرنى ، اهناك شيئاً خطيراً
المُتصل : نعم
رزان : هل يمكن ان تخبرنى فى الهاتف
المُتصل : لا ،  سأنتظر اتصالك اخبريني اذا كنت ستأتى ام لا
رزان : حسناً سأخبرك
- اغلقت رزان الهاتف ونهضت من سريرها وقامت بالنظر من نافذه غرفتها ، كانت تحاول ان تري هل السيارة التى تقوم بمراقبتها مازالت موجود ام لا وبالفعل وجدتها تنتظرها امام القصر
- على الفور قامت رزان بتبديل ملابسها واستقلت سيارتها وخرجت من القصر والسيارة تتبعها
 *_____________________________________________**___________________________*
- اتصل عزت بـ مندور بـ ابنته ايتن وطلب منها ان تأتى اليه فى الحال فى مكتبه ، وعلى الفور تحركت ايتن من منزلها وذهبت الى شركة والدها وعندما دخلت عليه وجدته فى حالة سيئة جداً ، حيث كان يتناول القهوة ويدخن السيجار بشراهة وكان عصبي جداً ، عندما دخلت طلب عزت من السكرتيره عدم دخول احداً عليهما 
- كانت ايتن لا تستطيع التنفس ولا تستطيع ان تتكلم بسبب شدة خوفها لانها تأكدت ان كل هذا بسبب ان والدها عرف بـ الزواج العرفى الذي تم بينها وبين مُهاب الامير
- سألته ايتن فى ارتباك قائلة ( ماذا بك يا ابى ، لماذا طلبت منى ان ااتى على الفور ؟ ) ، قال عزت ( انظرى الى هذا ) ، وادار عزت الحاسب المحمول الى ابنته وكان يظهر عليه صورة شاب يبدو فى اواخر الثلاثين من عمره ، لم تفهم ايتن ما يقصده عزت من هذه الصورة وقالت ( لم افهم ، اليس هذا آسر ؟ ) قال عزت ( نعم انه آسر ) ، ايضاً لم تفهم ايتن سر هذه العصبيه التى تتملك اباها فـ قالت ( لم افهم ايضاً ما الذي يذعجك بشأن هذه الصورة ؟ ) قال عزت ( شخصاً ما قام بارسال هذه الصورة لى وهذا يعني ان هناك احداً يعلم بـ انى انجبت ابن من امرأة امريكيه )

- عاش عزت مندور فترة من الزمن فى الولايات المتحدة الامريكيه قبل زواجه من دولت ثروت وتزوج هناك من امرأة امريكيه وانجب منها آسر وبعد فترة قصيرة انفصلا واتفقا على ان يبقي معها آسر ، وبعد ان تعرف عزت على دولت لم يخبرها انه تزوج من قبل وظل سر زواجه الاول وابنه آسر محفوظ لا احد يعلم به سوا ابنته ايتن فقط نظراً لشدة الارتباط بين ايتن وعزت
- عاش آسر حياته بـاكملها فى الولايات المتحدة الامريكيه وكان على اتصال دائم بـ عزت وايتن ، وعندما كان يسافر احداهما الى امريكا كان يقابل آسر ويطمأن عليه ، ولم تخطو قدم آسر الى ارض مصر لانه لم يفضل ولم يريد زيارتها فى يوماً من الايام وكان هذا عائداً بالفائدة الكبري على عزت مندور ، لان بـ مجرد دخول آسر مطار القاهرة سيعلم الجميع ان عزت مندور له ابن اخر

>> استغربت ايتن قلق والدها ذلك لان ليس هناك ما يقلقه بشأن آسر لانه تزوج زواجاً شرعياً وانجبه اثناء هذا الزواج ولذلك قالت ايتن فى تعجب ( وما المشكلة با ابى ، انك تزوجت زواجاً شرعياً وما آسر الا ابنك من هذا الزواج ) قال عزت ( نعم انه ابنى وانجبته نتيجه لزواجاً شرعياً ولكن لكِ ان تتخيلي ماذا سوف يُقال وماذا سوف يُكتب ) قالت ايتن ( هل يمكن ان تهدأ حتى استطيع ان افهم ما الممشكلة فى ذلك ) ، استرخى عزت قليلاً بارجاع ظهره على الخلف ثم اكمل حديثه قائلاً ( يا بنيتي ، سوف يقول الناس والصحافه ان عزت مندور تزوج من امريكيه مسيحيه وهذا سوف يُستغل فى اثارة الفتن بمعنى ان يمكن ان يقال اننى متساهل فى الدين والوطنيه اضيفي على ذلك انهم سيقولوا ان عزت مندور ترك ابنه طيلة هذه السنوات ، اخشى ايضاً ان تتركنى امك  )
قالت ايتن فى محاولة لـ طمأنه والدها ( اظن انك تتوقع توقعات سيئة جداً ، ليس من المؤكد ان تحدث ) رد عزت قائلاً ( انا متأكد ان هذا الخبر سوف يُستغل ضدى )
- توقف الجميع عن الحديث لبرهه من الزمن ثم قطعت ايتن هذا الصمت قائلة ( ابي اظن اننا جميعاً فى خطر ) لم يفهم عزت ماذا تقصد ايتن ولكنه شعر بالقلق من كلامها وسآلها لما تقول هذا فردت ايتن قائلة ( سيارة تراقب رزان ، شخصاً ما يرسل لي اشياء لا يعلمها احد وشخصاً ما يرسل لك اشياء لا يعلمها غيرنا ، اظن ان هذا الشخص يريد شيئاً من ثلاث اما المال او ان يتلاعب بنا لا اكثر اما انه يريد ان يؤذينا ) 
- يري عزت ان كلام ايتن منطقى لانه نفس الكلام الذي كان يفكر به ولكنه يري ان الخطر يحوم حوله هو وايتن فقط وان رزان لا يقع عليها اى خطورة ، قلق عزت ايتن من ان يكون آسر جاء الى مصر وعلم احداً منه شيئاً فقرر الاتصال به ولكن آسر اكد انه لم يزور مصر قط وانه لم يسافر اى دوله اخري منذ اكثر من ثمانيه شهور

- اغلق عزت الهاتف مع ابنه آسر وقالت ايتن لابها انها ستغادر الان واذا حدث اى جديد يبلغها فى الهاتف ، خرجت ايتن من شركة والدها وبعد مغادرتها بقليل دخلت رزان شركة والدها وطلبت من احد الموظفين فى الاستقبال ان يذهب الى السيارة التى تراقبها ويقول لـ قائدها ان عزت بـك مندور يريده فى مكتبه وبالفعل ذهب الموظف الى قائد السياره وقال له ( عزت بـك مندور يريدك فى مكتبه ) قال له قائد السيارة متعجباً ( انت متأكد من ذلك ؟ ) قال له الموظف ( بالتآكيد هيا انه ينتظرك )
- وبالفعل ذهب قائد السياره التى تراقب رزان الى مكتب عزت مندور ولكن عندما قالت السكرتيره لـ عزت انه ينتظر بالخارج تعجب كثيراً وسمح له بالدخول ، ودخل قائد السيارة الى المكتب وقال لـ عزت مندور ماذا حدث بالاسفل وهنا دخلت رزان وقالت ( أظن ان لا مفر من قول الحقيقة وهى انك تراقبنى ) ، فهم عزت مندور الخطة التى نفذتها رزان لـ تكشف بها الحقيقة لان لا يمكن ان يدخل مكتب عزت مندور الا مَن يعرفه او يعمل معه وهنا سمح عزت لـ قائد السياره بالانصراف ثم قالت رزان ( لماذا تراقبنى ؟ ماذا تريد ان تعرف ؟ ) رد عزت قائلاً عزت ( لماذا تظنين اننى اراقبك بـ دافع الشك ؟ )
قالت رزان ( اذن ما هو الدافع ؟ ) رد عزت قائلاً ( بـ دافع الاطمئنان ) قالت رزان بسخرية ( اطمئنان !! )
اقتربت رزان من عزت وضحكت ضحكة سخريه وقالت (يعني ذلك انك تقلق عليّ؟ ) قال عزت ( بالتأكيد )
قالت رزان لـ اباها هامسة : ما كان يقلقك انت تخلصت منه ، دعنى وشأنى من فضلك

- صُدم عزت من كلام رزان الاخير لانه اكتشف انها تعرف شيئاً ما يخفيه عنها ، اكملت رزان حديثها قائلة ( سوف اخرج الان واذا رأت اى سيارات تتبعنى سأبلغ الشرطة وحينئذ سوف يعرفوا ان عزت مندور المرشح الرئاسي يراقب ابنته ، يا ترى ماذا سوف يفعل مع شعبه )
>> وخرجت رزان من مكتب والدها دون ان تسمع منه اى ردود وركبت سيارتها ووغادرت الشركة وهى فى قمة سعادتها لانها اخيراً استطاعت ان تتخلص من السيارة التى تراقبها وانها اخيراً وبعد سنوات ستخرج من المنزل بدون قلق او مُراقبه ، اما عزت مندور فـ قام بالاتصال بـ قائد السيارة التى تراقب رزان وقال منهم ان يوقفوا المراقبة لمدة
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى المشفى كان عادل النجار مازال محجوزاً بها وفى هذا اليوم زاره فرعون وكانت هذه اول زيارة له بعد ان طلب منه الملف الخاص بـ عائلات منير الجداوى وعزت مندور وعندما دخل فرعون سأله عادل قائلاً ( ماذا فعلت ؟ ) قال فرعون ( لم نجمع المعلومات كامله ولكن لدى اخبار مهمه جداً ) سأله عادل النجار بلهفة عن هذه الاخبار وقال ان هناك فتاة تزور عزت مندور فى مكتبه كثيراً وبعد التحريات عرف انها ابنته ايتن عزت مندور وعرف انها مُقربه جداً من عزت وتعلم عنه ما لم يعلمه احداً وان كل اسرار عزت مندور تعرف بها ابنته ايتن واقترح فرعون ان يقوموا بـ خطف ايتن والتى من خلالها سوف يعرفوا اشياءاً كثيره عن عزت مندور ولكن اعترض عادل على هذا الاقتراح وسأله قائلاً ( هل هذه الفتاة متزوجة ؟ ) رد فرعون وقال ( نعم متزوجه من كابتن طيار حمزة عز الدين دياب ولديهم من الابناء اثنين ، جنا وزين ) قال النجار آمراً ( اريد ان تراقب ابنته مُراقبه حذرة جداً لا تلاحظها ايتن ولا تجعلها تغيب عن عينيك ) واكد فرعون انه سينفذ هذا اليوم
- قام النجار بكتابه شيك بـ مبلغ مالى الى فرعون وطلب منه شيئاً اخراً ..
- طلب النجار من فرعون تجنيد سكرتيره مكتب عزت مندور لانها بالتأكيد تعرف اشياء كثيرة ، طلب النجار من فرعون ان يحاول ان يغريها بالمال وان لم توافق يزيد المبلغ وان لم توافق ايضاً يقوم بالضغط عليها بطريقة ما حتى توافق ان تنقل اخبار مندور اليهم واخبره فرعون بالموافقه وانه سيذهب لـ مقابلتها اليوم 
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى منزل مُهاب الامير ونور مكى كانت الحرب مُشتعله بينهم بعد زيارة ايتن مندور لهم حيث ان مُهاب كان يشك ان نور هى مَن تهدد ايتن ونور تشك ان مُهاب هو مَن يهدد ايتن وانه مازال يحبها
- كلاً منهما لم يستطع ان يثبت برائته ولم يستطع ايضاً ان يثبت التهمه على الاخر وبعد خلافات كثيرة وبعد ان كبرت المشاكل بينهم قرروا ان يهدأوا ويتناقشوا بهدوء فى محاولة لاثبات برائتهم وليس بقذف التهم على الاخر ودار بينهم هذا الحوار ..
نور :  ماهى مصلحتى فى تهديد ايتن ؟ انا اريد ان تختفى للابد عن طريقك
مهاب : وما مصلحتى انا فى تهديد ايتن ؟
نور : انت مازلت تحب ايتن 
مهاب : يجب ان تعلمى اننى تخلصت من حب ايتن منذ ان تزوجتك
نور : انت لم تري كيف كنت تنظر اليها 
مهاب : حسناً ، بفرض اننى مازلت احب ايتن ما مصلحتى فى تهديدها
نور : حتى تجبرها ان تعود اليك
مهاب : نور ، اننى احبك ولا اريد غيرك ولم اعد افكر فى ايتن واذا كنت نظرت اليها نظرة انتِ فهمتيها بطريقة خطأ يمكن ان يكون هذا مجرد حنين للماضى وليس لـ ايتن نفسها
نور : هل تعلم لماذا تزوجتك رغم علمى بحبك الشديد لـ ايتن
مهاب : لماذا ؟
نور : لانى احبك من قبل ان تحبك ايتن ولانى وجدتك تحبها لم استطع ان اقرب منك
- حاول مهاب تهدأة نور فـ احتنضها وقال لها ( صدقيني ، لم اعد احب احداً غيرك ولم احاول ان اصل الى ايتن من يوم زواجنا وتخلصت من كل شئ يربطنى بها ولا اعلم من اين ظهرت هذه الورقة ، صدقيني لم اهددها ولم اتواصل معها منذ زواجنا ) قالت نور والدموع تنهمر من عينها ( انا احبك كثيراً واكره ان تقرب منك اى امرأة ، منذ يوم ارتباطك بـ ايتن وانا اكرهها واكره ان اراها لانها كانت تأخذك منى ) ، مسح مهاب دموع نور وقال لها ( انها الان لها حياتها ولنا حياتنا ، لا تنشغلى بها ) 
- احتضنت نور زوجها بقوة والذي تنهد بقوة وقال لنفسه ( سامحيني يا نور فـ انى تزوجتك لانك كنت صديقة ايتن ، سامحيني لانى حتى الان لم استطع ان اتخلص من حب ايتن وحقاً فرحت كثيراً عندما رأيتها ، ولكنى انا حقاً اشعر اننى احبك ولكنك كل يوم لابد ان تذكرى اسم ايتن وتذكريني بها فـ كيف ان انساها !! )
 *_____________________________________________**___________________________*
فى بناية مدينه نصر اجتمعا منير الجداوى وعزت مندور واخبر مندور اللواء الجداوى بـ حكاية ابنه من زوجته الامريكيه وان هناك شخصاً ما ارسل له ايميلاً به صورة ابنه وسأله الجداوى لماذا لم يخبره بذلك الامر من قبل وقال مندور انه كان يرى ان الامر ليس مهم وطلب مندور من الجداوى ان يصل الى هذا الشخص الذي ارسل الايميل ولكن دون ان يخرج الموضوع من بينهما 
- ضحك اللواء الجداوى وقال ( انت من يأتى لى بالكروت التى تستخدم ضدك ) اعترض عزت قائلاً ( لماذا تظن انى عندما اصبح الرئيس سـ تستطيع ان تسبب لي الاذية ) 
قال الجداوى ( ولماذا لا استطيع ان اسبب لك الاذية ) ، قال مندور متحدياً ( لانى سأكون الرئيس ، سأكون النظام ) ضحك الجداوى بسخرية وقال ( نحن مَن يحمى النظام ، نحن مَن يسجن ويعتقل ويمنع الثورات ضد النظام ، اعلمت الان من فينا النظام ) 
سخر عزت مندور من كلام الجداوى قائلاً ( وماذا بشأن ثورة الخامس والعشرين من يناير !! هل استطعتم ان تحموا النظام )
قال الجداوى ( كان لابد ان يسقط هذا النظام ، كان لابد من تغيير الوجوه )
- اشعل مندور سيجاره وقال لـ الجداوى ( اسمعنى جيداً منير بـك ، انت تحتاجنى مثلما احتاجك تماماً ، دع التهديدات جانباً الان ودعنا نركز فقط فى الانتخابات وفى الفوز ، لكن اذ ظللنا هكذا كل شخص يهدد الاخر فـ لن يستفيد احداً منا )
- صمت الجدااووى لـ ثوانٍ ثم قال ( كلامك صحيح لكن يجب ان اذكرك بـ قدرك من حينٍ الى اخر ، اخشى من خيانتك )
- ابتسم مندور بسخريه واتجه نحو باب البنايه وقال ( مادمت تصمم على تذكيري من وقت لاخر فهذا يعني انك اا تخسى خيانتى فقط بل تخشانى شخصياً وتخشى ان تقع فى المصيدة ، اتمنى ان تفكرر فى كلامى ، دع التهديد جانباً لـ مصلحه كلانا )
>> بالفعل ان منير الجداوى يموت خوفاً من عزت مندور لانه يري ان مندور يمكن ان يضحى به فى سبيل ان يحافظ على مكانته ووضعه ودائماً يقوم بتهديده ليشعر عزت فقط ان الجداوى ليس خائفاً منه ولكنه متأكد من ان بمجرد فوز مندور سيتخلص منه للابد ولذلك قرر الجداوى حماية نفسه مندور سواء فاز بالمنصب او لم يفوز
 *_____________________________________________**___________________________*
الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان حمزة متوجهاً من الفندق الذي يقيم به فى روما الى مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما حيث كان موعد اقلاع رحلته من روما الى القاهرة الساعة الثالثة فجراً ، وصل حمزة الى المطار ومن ثم الى غرفة القيادة ولكن هذه الرحلة لم يترك حمزة غرفة القيادة لكى يبحث بين الركاب والطاقم الجوى على مَن يضع هذه الاغراض بحقيبته ولم يتركها كى يحاول ان يفتح الحقيبة ويعرف ما بها ولكنه تركها كالعاده للذهاب الى الحمام او تناول شئ ما ليشربه ان ليأكله حيث ان حمزة كان غير مهتماً او كان يعلم انه لن يصل لـ شئ لانه اقتنع تماماً انه يعمل مع الشيطان ذاته 
- الساعة السادسة صباحاً هبطت الطائرة فى مطار القاهرة الدولى وكالعادة بمجرد دخول حمزة الى صالة الوصول ذهب وقام بفتح حقيبته ووجد فيها علبة مُغلفة جيداً ومُرفق بها ورقتين الاولى كُتب عليها ( اذهب الى كافتيريا المطار ، اجلس على اخر طاولة من ناحية اليمين ، اطلب شيئاً لتشربه وبعد ثلاثون دقيقة غادر الكافتريا تاركاً العلبه التى بحوذتك تحت المقعد )
 والثانية كُتب عليها ( سيدي الفاضل لا تنتظر حتى تري شيئاً هؤلاء الناس مدربون على ان لا يلحق بهم احد ، لا تنتظر لا تتبع لا تراقب ، لن تصل لشئ )
- وبالفعل ذهب حمزة الى الكافتريا وطلب كوباً من القهوة وشرع فى تناوله وبعد مرور عشرون دقيقة قام حمزة باخراج قلم وورقة وكتب على الورقة ( سيدى الفاضل ، اتمنى ان تحدثنى فى الهاتف ثمة اشياء كثيرة يجب ان احدثك فيها .. فى انتظار اتصالك )
- وبالفعل قام حمزة بارفاق هذه الورقة مع العلبة التى سيتركها وبعد مرور ثلاثون دقيقة من دخول حمزة الكافتريا ، قام حمزة بدفع الحساب وترك العلبة تحت المقعد وغادر المكان بدون ان ينتظر بعيداً لـ يري شئ لانه تيقن تماماًً انه لن يصل لـ شئ
- استقل حمزة سيارة بالاجرة لـ منزله ، كان حمزة يراقب الطريق من نافذه السياره ، لم تتوقف دماغ حمزة عن التفكير اطلاقاً منذ ذلك اليوم الذي وجد به الاسطوانه والنيجاتيف والاوراق ، حمزة كان يفكر حتى وهو نائماً 
الان وبعد تجربة التهريب لـ مرتين متتاليتين تحدث حمزة مع نفسه قائلاً ( لماذا انا قلق ؟ كل شئ علي ما يرام لا احد يشك بي ولا خطورة اشعر بها ، الخطورة والقلق حقاً يكمن فى الفضيحة التى ستلحق بي ان عارضت هذا الشخص او توقفت عن مساعدته ولكن كيف سـ يحاسبنى الله على هذا !! سامحنى يا الله وحدك تعلم اننى مُجبر على فعل هذا )
- اقتنع حمزة ان ليس هناك خطراً من التهريب واقتنع ايضاً ان الله سـ يسامحه لانه يعلم انه مضطراً وليس لديه اختيارات اخري ، ايضاً كثرة ذنوب حمزة جعلته يستهين بذنب التهريب وخيانة الامانه والعمل  لانه يري انه اذنب كثيراً وباب التوبه دائماً مفتوحاً وان الله سوف يسامحه على هه الفعله كما سامحه من قبل على افعالاً اخري
ولكن توقف حمزة عن الاطمئنان عندما طرح على نفسه سؤالاً ادى الى قلقه بشدة حيث سأل حمزة نفسه قائلاً ( وماذا ان عاقبنى الله فى الدنيا ؟ وماذا ان شك بىّ امن المطار وقاموا بتفتيش حقيبة سفرى !! وقتها سوف افصل من عملى وسوف اسجن ؟ ما هذه الورطة !! اننى سوف اسجن فى جميع الاحوال .. ساعدنى يا الله  على ان اتخلص بما حل بيّ )

>> وصل حمزة الى ڤيلته الساعة السابعه والنصف صباحاً ، وجد ابنته جنا تركب السياره كى تذهب الى مدرستها وبجوارها زين ذاهباً الى الروضة حيث كان سائقاً خاصاً بهم هو منَ يأخذهم الى المدرسة ويعيدهم الى المنزل ،عندما رأت جنا والداها قفزت من السياره واحتضنت والدها واخبرته انها تفتقده كثيراً وقام زين بنفس الفعل ووعدهم حمزة ان يتناول معهم وجبه الغداء وبعدها سوف يأخذهم فى نزهه
- انطلقت السيارة التى بها جنا وزين الى المدرسة ووجد حمزة ايتن زوجته تنتظر على باب الڤيلا ، القي عليها تحية الصباح واحتضنها وشعرت ايتن ان هناك شئ ما يسبب القلق لزوجها فـ سألته قائلة ( حبيبي ماذا بك ؟ ) ، تنهد حمزة تنهيدة شقت صدره من الالم النفسي الذي به وقال ( اننى مرهق جداً ، اشعر وان كل شئ سوف ينهار فوق رأسى ) تعجبت ايتن كثيراً لـ كلام حمزة ثم سألته ( هل يمكن ان تخبرنى ماذا بك بدون الغاز ؟ ) رد حمزة قائلاً ( ليتنى استطيع )
- فهمت ايتن ان زوجها لا يريد اخبارها ولكنه يحمل من الهم كثيراً فقررت الا تضغط عليه وقالت له ( حسناً هيا لـ تأخذ دشاً دافئاً ونفطر سوياً ) ، اعتذر حمزة لزوجته لعدم اخباره اياها بما به وقال ( لا اريد ان اسبب لكِ القلق والازعاج ) ولكن ايتن ابتسمت وقالت له انها ليست مستائه من هذا ولكنها لا تريد ان تراه هكذا
- وبالفعل قام حمزة بأخذ دش دافئ وتناول الافطار مع ايتن ولكنه لم يتحدث كثيراً ، كانت ايتن تتحدث اغلب الوقت وناقشت ايتن معه امر تغيير كل الحارس والخادمين العاملين بـ الڤيلا ، وفرح حمزة كثيراً بهذا الاقتراح لانه ايضاً كان يشك بهما وعلى الفور بلغها بموافقته وقالت ايتن انها ستبدأ فى اجراءات البحث عن غيرهما
 *_____________________________________________**___________________________*
فى قصر عزت مندور بالقطاميه ، استيقذ عزت مندور من نومه على صوت زوجته وهى تناديه سأبها ماذا بها وقالت له ( رزان لم تعد الى المنزل منذ ان خرجت امس ) ، نهض عزت من نومه والقلق يسيطر عليه وقالت له دولت ( يجب ان تعرف اين ذهبت ابنتى ) وطالبها مندور بان تهدأ ولكنها كانت فى حالة يرثى لها لانها تعتقد ان ابنتها هربت او انها فقدتها
- سألها عزت هل اتصلت بها وقالت دولت انها اتصلت مراراً وتكراراً ولكن الهاتف خارج نطاق الخدمه ، فى اثناء حديثهم طرق احداً الباب وسمحت له دولت بالدخول واذ بهم يجدوها رزان ، سألها والدها مُتعجباً ( اين كنتى طيلة هذا الوقت ؟ ) قالت رزان ساخره ( كنت اشتاق للشوارع وللناس وللامكان ، انت حبستنى لسنوات بسياره المراقبة وبالامس فقط تخلصت منها قررت ان اعيش هذا اليوم قبل ان تحبسنى مرة اخرى )
- خرجت رزان من غرفة والديها وسألت دولت عزت قائلة ( اكنت تراقب رزان ؟ ) رد عزت قائلاً ( نعم  ) سألته لماذا يفعل هذا ولكنه قال لها انه يريد ان يذهب الى عمله وطلب منها ان ترجأ اى حديث للمساء
وبالفعل نهض عزت من سريره وبدل ملابسه وذهب الى شركته
__**__**__**__
 فى مكتب عزت مندور دخل عزت مكتبه وبدأ فى قراءة الايميلات والفاكسات التى تصله كل يوم ووجد فاكس به صورة مرفقه لـ ابنه آسر مندور وفاكس آخر مكتوب به ( ماذا لو عرف شعب مصر ان مرشحهم انجب طفل بطريقة غير شرعيه )




انتهاء الرحلة الخامسه

0 التعليقات :

إرسال تعليق