Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 1 يوليو 2013

أنا مش فضيحة


انا مش فضيحة :


انا رحمة ٢٢ سنة فى كلية طب
فى يوم مشئوم كنت راجعه من كورس متأخر شوية ، ركبت تاكسى وبعدها السواق قالى : لو سمحتى يا انسة تعالى انتِ قدام عشان فى واحد قريبى هاخده من الطريق ومعاه تلفزيون ، وفعلاً ركب واحد ومعاه تلفزيون ، ركب هو فى الكنبه اللى ورا وجنبه التلفزيون وانا ركبت قدام جنب السواق ، وبعد شوية لقيت الرجل اللى ورا بيحط منديل على مناخيري ، حاولت اصرخ بس ملحقتش لانى للاسف كنت اتخدرت ...
صحيت لقيت نفسى فى مبنى مهجور وكل اللى قدرت افهمه انى اتعرضت للاغتصاب ... ... ....
حاولت اكلم اى حد من اهلى لكن فلوسى وموبايلى خدوهم
وانا بحاول الاقى اى طريقة اروح بيها لقيت قسم قدامى ،روحت القسم عشان اعمل محضر . وفاجأنى رد الظابط المُحترم اللى قال باستهزاء : اغتصاب برضه ولا مدفعوش ليكى الفلوس !! ........ ذُهلت واتصدمت من رده .. ومشيت وروحت قسم تانى ورد الظابط التانى صعقنى لانه قالى : انا مقدر موقفك بس دى فضيحة بالنسبة لك ...
فضيحة !!! ازاى فضيحة وانا المجنى عليا !! ازاى انا اللى هكون عار على اهلى وبلدى فى حين ان انا الكائن الضعيف اللى اعُتدى عليه !! ازاى المفروض انا اللى اتكسف واخجل واللى عملوا كده يفتخروا انهم اعتدوا على بنت وهانوها فى شرفها وكبريائها وكرامتها !!! ازاى و ازاى و ازاى !!!! أسئله كتير دارت فى دماغى وانا مروحة بس مفقدتش الامل لانى هحكى لاهلى وهما اكيد هيجبولى حقى ...
روحت وخدت دش وفوقت وقعدت مع ماما عشان احكيلها اللى حصل وحكيتلها وقالت : يا فضحيتى روحتى قسم يا رحمة روحتى تبلغى عن الفضيحة روحتى عشان تفضحينا ؟
رحمة : انا اللى هفضحكوا ازاى يعنى هو انا عملت ايه انا روحت اجيب حقى !!
امى : جاتك كسر حُقك ، قولتلك ١٠٠ مرة متروحيش الكورس اللى بتتأخرى فيه ده
رحمة : ايه اللى انت بتقوليه ده !! يعنى كل همك الفضيحة وطظ فى اللى حصل فيا ؟ بتحاسبينى عشان روحت اتعلم انا كنت راجعه من الدرس مش من الكباريه واتخطفت مش روحت مع واحد صاحبى ، اذا كنتِ انتِ بتفكرى كده فانا هقول لابويا هو اللى هيجبلى حقى
امى : تعالى يا رحمة لو ابوكى عرف هيدبحك
رحمة (وبدأت انهار) : يدبحنى !! هو انا عملت ايه استاهل عليه كل ده انا مغلطتش انا اللى اتهنت وانا اللى اعُتدى عليا قوليلى انا عملت ايه
امى : اهدى بس وهنلاقى حل
رحمة : لا مش هاهدى انا هقول لابويا
.. ورحت قولت لبابا اللى كان مصدوم ومقدرش يقول كلمه واحدة بس نظراته كانت بتحكى حاجات كتير . كان زعلان على بنته اللى حصل فيها كده ، وخايف من الفضيحة (برضه انا مازلت فضيحة) ، بالنسبة لرد فعل اخويا الكبير كان عنيف لانه ضربنى ، واخويا اللى اصغر منى سألنى سؤال غريب : ليه يا رحمة عملتى كده ؟ ، كان نفسى اجاوبه بس معرفش اصلاً انا عملت ايه ؟ يعنى هل غلطى ان روحت الكورس اللى انا اصلاً بروحه كل يوم ؟ ولا غلطى ان ركبت تاكسى ؟ ولا غلطى انى خرجت من بيتنا اساساً ؟ انا برضه مُقتنعه انى صح وانى معملتش حاجه ؟ وهجيب حقى وهدافع عن نفسى ..
.. بعد فترة ، بعد ما فاقوا من الصدمه يعنى ، ابويا قرر اننا منبلغش ونكتم على الفضيحة وربنا بقى يسترها من عنده ، اتجننت وصممت انى لازم ابلغ ، بس الكل وقف ضدى واهانونى وضربونى ..
.. استسلمت للامر الواقع ، وحاولت اعيش حياتى طبيعى وفى يوم حبيت واحد وارتبطنا وقررنا نتجوز ، اه نتجوز بس نتجوز ازاى وانا اصلاً مش عذراء !!!!! يبقى مفيش حل الا الصراحه ، ايوة الصراحة ، الانسان اللى انا حبيته ده مثقف ومُتفتح واكيد هيتفهم ان انا المجنى عليه وانى ماليش ذنب فى اللى حصلى ودى اذمة وهنعديها ونكمل حياتنا عادى بس للاسف رفض وقالى انه رجل شرقى فى مجتمع شرقى وصعب يقبل و يمكن كان ذوق فى كلامه ومرضيش يقولى فى وشى انه مش واثق من عفتى وطهارتى وشرفى وكان ردى عليه عنيف لانى قولتله : من امتى شرف البنت مرتبط بعذريتها ، لو انت شاكك ان اللى حصلى ده بمزاجى فاكيد فى غيرى شرفاء واتعرضوا للاغتصاب ، وبعدين انت ممكن تتجوز واحدة عذراء بس عملت كل حاجه ومش مع واحد بس لا مع اتنين وتلاته ويمكن عشرة وبتجى عن المرحلة دى وتوقف عشان تفضل شريفة في نظر أمثالك، انت انسان شرقى فعلاً بس رجعى زيك زى المجتمع الشرقى اللى انت عايش فيه ، انا مش واحدة ماشيها غلط وجيالك عشان تسترنى ، لا انا واحدة رجل شرقى زيك ومجتمعها الشرقى المتدين برضه هما اللى داسوا عليها ، هما اللى هانوها ، الرجل الشرقى اغتصب شرفى والمجتمع الشرقى اغتصب حقى ......
بعد فترة مش طويلة ، اكتشفت انى مش هينفع اعيش فى مصر وقررت اهاجر بره مصر لاى دوله اروبيه او كافرة فى نظر البعض ، الهجرة كانت صعبه عليا بس خلاص انا لا عارفة اعيش مع اهلى ولا فى بلدى ، قدمت على منحة فى جامعة اكسفورد فى بريطانيا واتقبلت وهاجرت بس هجرة للابد لانى قررت انى مش هرجع مصر تانى
هناك لقيت احترام للمرأة وحقوقها ، واظن لو كان حصل اللى حصلى ده فى بريطانيا كان حقى جه رغم انها دوله مش مسلمه زى مصر ، رغم انها بلد ملهاش عادات وتقاليد زى مصر ، اه انا نسيت ان فى مصر العادات والتقاليد بتقول ان انا فضيحة وعار على بلدى
المهم انى عشت فى بريطانيا ايام صعبة بحكم انى لسه مش عارفة البلد ولا الناس وايام كويسة لانى حسيت انى مش فضيحة ، وكل شوية كنت اقول لنفسى البنت المُغتصبه مش فضيحة ايوة انا مش فضيحة
بعد مدة من وجودى فى بريطانيا كونت صداقات كثيرة كان من بينهم شاب مصرى لكنه عاش فى بريطانيا طول حياته اصبحنا اصدقاء جداً وفى يوم سألنى سؤال : رحمة هو انتى جيتى هنا ليه ايه سبب هجرتك ؟
وجاوبته وحكيتله كل اللى حصلى فى مصر بلد الامن والامان فاجأنى صديقى اللى مُفترض انه بريطانى برده لانه قال : معلش يا رحمة انتى مُتحاملة على البلد ، دى عادات وتقاليد ، هما لما قالوا بلاش فضايح مكنوش يقصودكى انتِ بالتحديد هما كانوا يقصدوا اللى حصلك لان العادات والتقاليد الشرقيه بتقول ان ده فضيحة وان لو قولتى انك مثلاً تعرضتى للتحرش هتلاقى الناس اللى حواليكى بتقول بنت فلان اتعرضت للتحرش وكل واحد يقول للتانى والموضوع يكبر ويطور من تحرش لاغتصاب لمشى مش مظبوط وهتتطلعى انتِ فى الاخر اللى كنتِ ماشية غلط ، لان الناس فى مصر ثقافتها انى اهتم بجارى لان النبى صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار ولما جيرانك يعرفوا اللى حصلك هيتعاطفوا معاكى بس اكيد فى بينهم حد بيكرهك وهيشمت فيكى وهيكبر الموضوع ، بلاش تكونى مُتحاملة على المجتمع والناس دى ثقافات وعادات وتقاليد مش هتجى بعد القرون دى انتِ اللى تغيريها
رحمة : انا مصدومة من ردك ده انت ازاى بتفكر زيهم
رد وقال : لا انا بوضحلك هما بيفكروا ازاى انا بالنسبة ليا البنت المُغتصبة زيها زى البنت المش مُغتصبة طالما اخلاقها كويسة وهى بنت شريفة اصلاً يعنى بالنسبة ليا مش عذرية البنت هى دليل عفتها وشرفها
رحمة : بس اكيد انت عارف فرق المعامله بين هنا وبين مصر
قالى : العادات بتختلف والتقاليد والثقافات جايز تقاليد وثقافة مصر مش عجباكى بس عاجبة ناس تانية ، جايز وجهة نظرك فى العفة صح بس غيرك شايفها غلط هديلك مثال يعنى هنا فى بريطانيا لازم يكون فى علاقة مفتوحة قبل الزواج انتِ اكيد هترفضى ده بس هى دى عاداتهم وتقاليدهم اونتِ هتكونى فى نظرهم انسانه رجعيه وهما فى نظرك مش مُحترمين لكن هى دى عاداتهم وتقاليدهم ، كذلك مثلاً القانون فى مصر بيعاقب على شرب الخمر والمخدرات فى حين ان هنا القانون بيحاسب فى حالات معينة لكن الشرب عندهم عادى ، يعنى يا رحمة دى عادات وتقاليد وقوانين بتختلف من بلد لبلد مش معنى ان مصر كده انها بلد متخلفة ومش معنى ان بريطانيا فيها كده تبقى بلد كفار انتِ فهمانى
رحمة : اه فهماك ، بُص انا هنا بقالى فترة ، جايز مصر فيها حاجات كتير حلوة انا افتقدتها بس وانا هناك فقدت شرفى وكرامتى وحقى ولو كُنت فضلت فى مصر كل يوم هيعدى عليا كنت هحس انى بتهان اكتر بتهان من مجتمعى اللى بيعاملنى ع انى عار وبتهان من نظرة الناس ليا بأنى مش شريفة وهتهان من اهلى اللى شايفنى فضيحة لازم يداروا عليها مش يجيبوا حقها
هو : شوفت انتِ تصرفتى ازاى هاجرتى وسبتى البلد لكن كان المفروض تحاربى وتجيبى حقك حتى لو الدنيا كلها وقفت ضدك لكن انتِ هربتى وانتقدتى المجتمع والناس ومحاولتيش تغيري حاجة حتى فى نفسك مش هقولك غيرى المُجتمع بس على الاقل كُنتِ غيري من نفسك وحاربى عشان حقك
(للاسف كان بيتكلم صح ، انا خوفت ادخل فى حرب ضد اهلى وضد المجتمع وعاداته وتقاليده وثقافته انا فعلاً اخترت الطريق الاسهل وسبت البلد ومشيت ، بس ازاى انا بغلط نفسى لا المجتمع هو اللى غلط ايوة المجتمع مش انا ، لما المشكلة عدت وبدأت افكر فيها بعقل وهدوء اكتشفت ان المشكلة فى طريقة تفكيرنا ، طريقة التفكير الغلط اللى احنا بنورثها لبعض من جيل لجيل لان احنا مبنفكرش فى المشكله لا احنا بنفكر فى مين اللى غلطان فى المشكلة ، بنفكر فى مين اللى دفع الجانى يعمل كده لكن مبنفكرش فى حق المجنى عليه ، مش بنواجه الجانى بغلطه ونلوم المجنى عليه وبنكون متأكدين ان المجنى عليه اكيد استفذ الجانى وعمرنا ما فكرنا نواجه الجانى او نعاقبه ، يعنى الاغتصاب مثلاً الناس هتسيب المشكلة وتقول ايه اللى خلى البنت تمشى فى المكان ده او ايه اللى رجعها متأخر او ايه اللى لبسها كده او او او او وكل المشكلة تقع على البنت ، ولو واحدة شنطتها اتسرقت هيقولوا اكيد كانت شايلة شنطة كبيرة اغرت الحرامى ، ازاى هنتقدم طول ما احنا سايبين المشكلة ومبنفكرش فى اى حلول ليها وبنفكر فى ازاى المشكلة حصلت او مين الغلطان ، بس انا برضه مجبتش حقى ليه لا انا اللى غلطانه القانون فى مصر كان هينصفنى وكان هيجبلى حقى لو انا بس حاولت اطلب مساعدتهم او زى ما قال احارب الدنيا كلها عشان اجيب حقى حتى لو كنت هموت عشان اجيب حقى انا فعلاً غلطت ، لا المجتمع هو اللى غلط,, لا انا اللى غلط .........)
وهكذا لحد دلوقتى مش عارفة انا اللى غلط ولا المجتمع .....!!!!!!!
بس قررت ان كل اللى حصلى ده لازم يكون حافز لازم احول كل اللى حصلى لطاقة ايجابية ، كملت دراستى واشتغلت عشان اعرف اصرف على نفسى ، من ماجستير لـ دكتوراة ، من منصب اعلى فـ أعلى فـ أعلى لحد ما اهلى بدأوا يقولوا لكل الناس هى دى بنتنا اللى شرفتنا ، بلدى بقت فخورة بيا ، اتجوزت وخلفت اطفال فخورين بامهم اللى قدرت تنجح فى حياتها ، ورغم انى اثبت انى مش فضيحة ، ورغم انى اثبت ان البنت المُغتصبة مش الفروض تدفن نفسها ، رغم انى نجحت والناس كلها بتقول انى مصرية ناجحة واكيد بلدى فخورة بيا ، رغم انى لسه لحد دلوقتى مش عارفة انا اللى غلطانه ولا المجتمع الشرقى ، الا انا اكتر حاجة انا فخورة بيها هو انى قدرت اثبت انى مش فضيحة ايوة ، انا مش فضيحة
*_____________________________________________**___________________________*
بـ قلم / آلاء الشريفي
(.الموضوع مفتوح للنقاش للى عايز يشارك برأيه.)

هناك تعليق واحد :

  1. تمسك المجتمع الشرقي بالعادات والتقاليد هو اللي غلط.
    مع الزمن كل حاجه بتتطور لازم ولو جزء صغير من العادات والتقاليد دى تطور مع الزمن مينفعش نتعامل مع مشاكل النهارده بحلول امبارح وبعدين ماايام زمان كانوا بيلبسوا لبس قصير والدنيا كانت عمر ماسمعنا الكلام ده الا قلييييل جدا
    عشان كده انا بقول لازم زي ما كل حاجه اتطور مع الوقت لازم العادات دي كمان تطور شويه عشان نقدر نعيش . ده رأيي

    ردحذف