Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الدّيْن (الفصل الـسادس عشر)

الفصل السادس عشر

فتح نديم باب شقته لـ يجد جود تقف امامه ، شعر نديم بـ ارتباك شديد ، اضطرب بشدة ، كان يخشي ان تعرف جود انه مَن صورها وافسد علاقتها مع طارق الى الابد وكان يخشي ان تعرف ماهيتاب انه يساعد جود ولا نية لديه للانتقام لها من جود

جود : مالك يا نديم 
نديم : مالى ايه ؟
جود : واقف كده ليه ؟ مش عايزنى ادخل 
نديم : لا لا طبعاً اتفضلي  

دلفت جود الى الشقة ولاحظت ارتباك واضطراب نديم

جود : نديم انا جيتلك في وقت غير مناسب ولا حاجه ؟
نديم متلعثماً : لا لا يا جود متقوليش كده البيت بيتك
جود : تمام ، انا جيت اقولك اني خلاص قدمت استقالتي من شركة السياحة اللى بشتغل فيها
نديم : طيب تمام
جود : تمام ايه ؟ همسك الشغل امتى
نديم : اي وقت انتِ عيزاه
جود : طيب قولي عملت ايه مع شا..........
نديم مقاطعاً : مش وقته يا جود
جود : في ايه يا ابني احكيلي بس عملت ايه مع شادي
نديم هامساً : الله يحرقك عكيتي الدنيا
جود : بتقول حاجه يا نديم
نديم : لا
جود : طيب قولى عملت ايه مع شادي ، اقنعته بـ حقيقة ماهيتاب

كانت ماهيتاب داخل الغرفه ، تتابع الحوار من خلف الباب ، لم تفهم بالضبط ما يدور بالخارج ولكنها تسائلت قائلة "شادي !! حقيقة ماهيتاب !! قصدها ايه "
استطردت جود في حديثها رغم محاولات نديم ان يمنعها من الكلام حتي لا تفهم ماهيتاب شئ

جود : ايه يا نديم ما ترد ، انت مش طلبت مني عنوان شادي وروحتله عشان تقوله على حقيقه ماهيتاب !! 
نديم : ايوه
جود : قولي بقي عملت ايه ؟
نديم : حاولت اصلح اللى بينهم
جود : تصلحه !!
نديم : مالك مستغربه كده ليه ؟
جود : انا كنت فاكره انك رايح لـسبب تانى
نديم باستنكار : سبب تانى زي ايه ؟
جود : انت ادرى
نديم : في ايه يا جود ما تظبطي
جود : انت اصلاً شكلك مش على بعضك النهارده ، عموماً همشي بس قولي اقدر استلم الشغل في شركتك امتى ؟
نديم : اول الاسبوع
جود : اوك يا نديم و salary خمسة زي ماتفقنا
نديم : مش هنختلف يا جود
جود : اوك يا نديم انا همشي دلوقتي
نديم : اوك ، ابقي طمنيني عليكي

خرجت جود من منزل نديم وبمجرد ان استقلت سيارتها خاطبت نفسها قائلة " اه يا نديم يابن الكلب ، أأمنك على نفسي وتصورني وتفضحني وكمان بتنتقم للزفته اللى اسمها ماهي دي مني ، بتشتغلني يا نديم يا وسخ ، وديني مانا سايبه حقي لا منك ولا منها وهوقعكوا في بعض -وهي تتحرك بسيارتها- والله لاوقعكوا كلكوا في بعض" 

خرجت ماهيتاب وهي في قمة ذهولها مما سمعته ، لم تصدق ان نديم غدر بها او خانها لاجل مساعدة جود
خرجت وهي في قمة غضبها وثورتها ، كانت تود ان تقتل نديم

نديم : قبل ما تتكلمي او تقولي حاجه عيزاكي تفهمي
ماهيتاب : افهم !! افهم انك واطي وحقير ، بتبعني يا نديم عشان السافله اللى اسمها جود
نديم : والله ما بعتك ولا بعتها ، عشان خاطرى افهميني
ماهيتاب : افهم ايه اكتر من اللى فهمته ، بتساعدها وجايبلها شغل عندك بـ خمسه الاف ، وكمان رايح لـ شادي ، روحت لـ شادي ليه ؟ وعشان تقوله ايه ؟
نديم : انا روحتله عشان اصلح اللى بينكم
ماهيتاب : جود قالت ان في سبب تانى
نديم : بتهيس مفيش اسباب تانيه
ماهيتاب : انت كداب يا نديم وانا غلطانه انى وثقت فى واحد حقير زيك

همت ماهيتاب بـ مغادرة منزل نديم ولكن اوقفها نديم بامساكها من مرفقيها

نديم : ماهيتاب ، ماهي ارجوكي ، متظلمنيش ، حاولي تفهمي ، والله كنت رايح ارجعكوا لبعض ، كنت رايح انور بصيرته وافهمه انه ظلمك
ماهيتاب بدموعها : بس انا مطلبتش منك ده ، مطلبتش منك تقلل مني ومن كرامتي كده ، طلبت منك تنتقملي من جود وانت رايح تساعدها
نديم : مكنش في انتقام اقوى من اللى حصل بينها وبين طارق
ماهيتاب : بس انت بتساعدها
نديم : ده دّيْن عليا ليها
ماهيتاب باستنكار : دّيْن !!
نديم : ايوة دّيْن ، وجود مديونالك انها تردلك حقك وكرامتك بس هي مش عارفه ده وانا قررت اسد الدّيْن ده عنها
ماهيتاب : انت مصدق اللى انت بتقوله ده ؟ مقتنع بيه ؟
نديم : صدقيني ،ده انا خونت ثقة جود فيا وصورتها عشان خاطرك
ماهيتاب : وروحت من الناحيه التانيه تساعدها
نديم : عشان حسيت بالذنب ناحيتها وحسيت بالذنب ناحيتك فـ روحت لـ شادي صدقيني
ماهيتاب والدموع تملأ عينيها : اللى يخون حب عمره ويحرق بيتها ويخون صديقته وعلاقاته كلها بالعاهرات صعب اصدقه
نديم : متظلمنيش يا ماهي
ماهيتاب : ابعد عنى يا نديم مش عايزه اعرفك تانى

وتركته ماهيتاب وهي تبكي بشدة اما نديم لم يشعر بالندم على مساعدته لـ جود او ذهابه الى شادي ، هو فقط شعر بالحزن لخسارته صديقته الوحيدة ماهيتاب
__**__**__
لم تستطع جيلان الصمود اكثر من ذلك فقد قالت ان سليم الالفى قام بتغيير نسبها كى يستغلها للايقاع بـ اعدائه الا ان اُعجب بها حسين قنديل واقنعه سليم الالفى انه لن يستطيع الزواج منها الا بطريقه شرعيه ورسميه واستطاع سليم ان يدفع زوجة حسين الاولى ان تنفصل عنه وتأخذ اموالها واكملت جيلان باقي الخطة وهي انها جعلت حسين يخسر خسارة كبرى في سوق العمل لـ يساعده سليم ويظل متحكماً بـ حسين قنديل للابد
ولكن لم تستطع جيلان اثبات كل ذلك ، لم تقوم بـ تقديم ورقة او تسجيل واحد يثبت ما قالته او يُدين سليم الالفى
ولكن فور اخبار المحامي المُوكل من قبل حسين قنديل للدفاع عن جيلان عما قالته جيلان في التحقيقات ، توجه على الفور لـ زيارتها في محبسها ، جاءت اليه جيلان وهي تشعر بالخجل والخزي الشديد لما كشفته من حقائق تدل على انها كانت السكين الذي طعنه به سليم في ظهره 

حسين : انا مش مصدق نفسي ، انتِ !! انا موثقتش في حد قد ما وثقت فيكي
جيلان : حسين انا مكنش في ايدي حاجه ، سليم هو كان المتحكم والآمر الناهي
حسين : كنتي قوليلي الحقيقه ، احكيلي ، كنت هنتحد سوا قصاده
جيلان : كنت بخاف
حسين : مكنتيش بتحسي بـ ذنب !! مكنتيش بتحسي انك خاينه وغدرتي بيا !! انا بعت كل الدنيا واشتريتك ، بعت ابني واشتريتك ، خونتك كل الدنيا ووثقت فيكي انتِ
جيلان : ارجوك سامحني يا حسين
حسين : سامحتك لما عرفت اصلك ، سامحتك لما عرفت انك كنتِ شغاله في الدعارة لكن تخونيني وتغدري بيا وتتفقي عليا عشان اتأذي الاذية دي لا مش هسامحك ومش هقف جنبك وجيلان الالفى احنا هنعتبرها ماتت لان اساساً مفيش واحده اسمها جيلان الالفى ، انتِ طالق بالتلاته

وتركها حسين وهو مستاء ومصدوم بشدة مما عرفه اما جيلان فـ انخرطت في بكاء شديد

كان قد تم استدعاء سليم الالفى مرة اخرى لـ يُدلى باقواله وذهب بـ صحبة المحامي الخاص به
اخبره وكيل النيابه بما ادلت به جيلان الالفى

المحامى : يا افندم مفيش اي دليل ده مجرد كلام مُرسل
وكيل النيابة : اى تهمه بتبدأ بـ كلام مُرسل لحد ما تتثبت او تتنفي وفي النهاية لازم يتم استدعاء اللى توجهله الكلام المُرسل ده
سليم : الكلام ده انا بنفيه قلباً وقالباً بل بالعكس انا بدين حسين وجيلان بالتآمر ضدي
وكيل النيابة : تآمر !! ازاي ؟
سليم : ايوة لان واضح ان حسين هو اللى عمل جيلان دي عشان في النهايه يحصل اللى بيحصل ده ويوجهولي التهمه الحقيرة دي
وكيل النيابة : نعم !!
سليم : زي ما حضرتك سمعت ، انا معملتش اللى اسمها جيلان او سيدة دي بتقوله ومش مستفيد حاجه بيها كـ جيلان بل بالعكس الاول سببت الضرر لـ عائلة الالفى وبعدين بتوجهلي تهمه تضر بـ اسمي
المحامي : سليم باشا بيتكلم صح ، احنا هنقدم بلاغ رسمي نتهم فيه حسين قنديل وزوجته بـ التآمـ............
سليم : لا ثواني يا متر
وكيل النيابة : واضح ان سليم باشا عنده رأي تانى اتفضل يا باشا
سليم : انا بنكر كل التهم اللى متوجهالى حضرتك تقدر تثبت ده كـ رد على كلام جيلان 
المحامى : وبالنسبة للبلاغ ؟
سليم : خلي النيابة تاخد وقتها في اثبات التهمه عليا ولو مثبتوش حاجه ان شاء الله هتقدم ببلاغ رسمي
وكيل النيابة : كلام معقول

انهي سليم لقائه مع وكيل النيابة وغادر مقر النيابة متوجهاً الى مقر الرئيسي لـ مجموعه شركات ومصانع الالفى
__**__**__
جلس تيم وفلوريت في حديقه منزل فلوريت ، كان امامهما حاسب محمول حيث كان يتصفحا سوياً بعض المواقع

تيم : مش مستاهله يا فلورا اننا نجيب عفش الجناح بتاعنا من بره ، مصر فيها عفش كويس وغالي
فلوريت : ده مجرد جناح ليه محسسني اننا هنفرش القصر كله
تيم : يا حبيبتي ماحنا لسه هنفرش ڤيلتنا براحتنا ونفرشها كلها من بره معنديش مانع
فلوريت : بس انا حابه اوضتي نومي اجيبها من بره
تيم : انا خايف ده يأخر الجواز
فلوريت : لا هنعمل شحن مستعجل 
تيم : ماشي يا فلورا زي ما تحبي
فلوريت وهي تعانقه : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تيم : ويخليكي ليا بس ابعدي شويه لو سمحتي
فلوريت : بطل بواخه بقي
تيم : خلينا في اللى احنا فيه ، اخترتي ايه

اختارت فلوريت كل ما تريده من اساس لـ الجناح الذي سوف تعيش فيه في قصر سليم الالفى 

تيم : مش عايزه نيش
فلوريت ضاحكه : لا لما نفرش ڤيلتنا بقى

فى تلك الاثناء جاءت رساله الى فلوريت على هاتفها قرأتها واوهمت تيم انها ليست ذات اهميه على الرغم من ان فلوريت تبدل حالها بعد قرائتها لـ تلك الرساله

تيم : متأكدة انك كويسه ؟
فلوريت : تيم انت ايه ممكن يبعدك عني
تيم : قولتلك قبل كده الموت ولو جيتي قولتيلي انا مش عيزاك
فلوريت : بما اننا هنتجوز فـ لازم نتفق على حاجة
تيم : نتفق علي ايه 
فلوريت : لو حد فينا حس انه بطل يحب التانى او هيخونه او مل منه يصارحه ويقوله الكلام ده في وشه والتانى يتقبل ده بدون زعل
تيم : ليه بتقولي كده ؟
فلوريت : فراقنا هيكون اهون مرة من الخيانه والجرح
تيم : انا عمرى ما هجرحك ولا هخونك
فلوريت : انا بقول لو ، جايز انا جايز انت ، جايز الظروف المهم اننا لا نجرح ولا نخون بعض
تيم (وهو يحتضن يديها بيده) : حاضر يا حبيبتي ، بس مش عايزك تعيشي في قلق كده
فلوريت : ممكن حاجه كمان
تيم : قولي كل اللى نفسك فيه
فلوريت : مهما سمعنا كلام عن بعض مناخدش اي تصرف قبل ما نسمع من بعض ، لان جايز يكون حد بيوقع بينا
تيم مُقبلاً يديها : بحبك
فلوريت وهي تعانقه : وانا والله بحبك اوى ومش عايزه ابعد عنك خالص

ملس تيم بيديه على شعر فلوريت التى كانت تعانقه بقوة ، شعر تيم وان فلوريت ليست على مرام اما فلوريت فـ شردت ولمعت عيناها بقوة
__**__**__
فى زياره مفاجأة قام بها حسين قنديل الى المقر الرئيسي لـ مجموعه شركات ومصانع الالفى ، استقبله سليم الالفى في مكتبه كأن شئ لم يكن وكان طبيعي وهادئ الى اقصي درجة

حسين : انت ازاي قدرت تعمل كده ؟
سليم : اعمل ايه ؟
حسين : مش هقولك انك جوزتني واحده عاهره ولا انك طعنتني في ضهرى ، ولا انك خسرتني عيلتي وابني ولا انك وقعتني في السوق
سليم : انا بالفعل معملتش حاجه من دي
حسين : لو سمحت سيبنى اكمل
سليم : اتفضل
حسين : انت عملت اللى اقذر من ده كله ، انت خلطت انساب ببعضها ، بنات جيلان كبروا على ان عيلة امهم تبقي الالفاوية وفجأة بقي نسب امهم مجهول ، فجأة بقي في عيلة تانيه لامهم
سليم : بغض النظر عن اني معملتش كده بس مفيش انساب اختطلت ولا حاجه ، جيلان ملهاش ابناء غير بناتك فـ بناء على كده مش هتحصل صدفه كونيه تخلي واحده من بناتك تتجوز اخوها مثلاً ، مفيش خلط انساب متقلقش
حسين : انت ازاي معندكش ضمير ولا قلب كده
سليم بصوت اجش : حسين ، انا مقدر الظروف اللى انت بتعدي بيها بس متزودش عن كده معايا ، انا ماليش اي علاقة بـ الموضوع ده كله ، دي عاهرة يعني باعت شرفها واللى تبيع شرفها تبيع اي حاجه واي حد وانا ممكن اتهمك انك انت اللى خليت سيدة تبقي جيلان عشان توقعني بيها او ممكن حد غيرنا عملها عشان يوقعنا في بعض
حسين : مفيش حد في مصر بـ قوتك وجبروتك ودماغك ، مفيش حد عنده القدرة ولا الفُجر انه يعمل كده غيرك
سليم (وهو يجلس في مقعده ويشعل سيجاره) : برضه مش هرد عليك وانت في الحالة دي وهفضل مقدر الظرف اللى بتمر بيه
حسين : انا مش هرحمك يا سليم ، ومش هعدي ده على خير
سليم : طيب
حسين : طيب !!
سليم (وقد نهض من مقعده) : حسين ، انا قولتلك مش هرد وانت مصمم اني ارد بس انا هقولك حاجه واحده ، اعلي ما في خيلك اركبه
حسين : هركبه يا سليم وهتندم

خرج حسين قنديل من مكتب سليم الالفى غاضباً بشدة ، كان يود الانتقام منه ، كان يود ان يقتله ، كان عقله لا يتوقف عن التفكير في كيفيه الانتقام منه
هاتف سليم الالفى سراج عماره واخبره ان يأتى اليه في مكتبه في الحال ، وفي ثوانٍ معدوده كان سراج عمارة في مكتب سليم الالفى


سراج : خير يا باشا
سليم : في جديد عن الواد اللى اسمه مجد
سراج : زي ماهو
سليم : حسين قنديل كان هنا وبيهددني
سراج : ما عاش ولا كان يا باشا اللي يهدد حضـ...........
سليم ملوحاً بيديه : هوووش (وقاطع سراج قائلاً) قولتلك يا سراج مبحبش التطبيل والنفخ اللى على الفاضي ، بقولك الراجل كان هنا وبيهددني تقولي ما عاش ولا كان
سراج : بعتذر لحضرتك يا باشا
سليم : انا عايزك تحطلي مجد ده تحت المراقبه ٢٤ ساعه ، كل تحركاته تجيني
سراج : يا باشا ماحنا مراقبينه وببلغ حضـ ..........
سليم مقاطعاً : في ايه يا سراج ، انت كنت بتبلغني بالحاجات المهمه بس
سراج : امال حضرتك عايز ايه ؟
سليم : عايز كل تحركاته ، يعني تقولي انه خرج النهارده عشان ياكل في المكان الفلانى ، او راح قابل الشخص الفلاني في المكان الفلانى
سراج : ادق التفاصيل يعني يا باشا
سليم : اتفهها
سراج : تمام يا باشا ، عُلم وسينفذ

ترك سراج مكتب سليم وقام بـ تبليغ الحراسه المُكلفة لمراقبة مجد قنديل بـ تكثيف المراقبه عليه وعمل تقرير يومي عن تحركاته والاناس الذين يقابلهم
اما سليم فـ ارجع ظهره على مقعده ودخن سيجاره بشراهة كعادته وهو يفكر كيف سـ يضع حداً لما يحدث الان وما سوف يحدث في المستقبل
__**__**__
لم تعرف ماهيتاب لما قامت بـ زيارة طارق ، هى فقط احتاجت ان تتكلم مع شخص يعيش نفس معاناتها وجُرح نفس جرحها واُهينت كرامته مثلما اُهينت كرامتها فـ لم تجد سوي طارق

طارق : شكلك متغير
ماهيتاب : عادي
طارق : مالك
ماهيتاب : انت عملت ايه مع جود
طارق : اشمعنى ؟
ماهيتاب : انت فعلاً ممكن تسامح جود وترجعلها رغم كل اللى حصل
طارق : اه ممكن عشان كده ببعدها عني بكل الطرق
ماهيتاب : طيب ليه ممكن واحد ميسامحش واحدة رغم انه اصلاً ظالمها
طارق : عارفه يا ماهي ، لما كنت بدور ورا جود مكنش عشان اثبت انها بتخوني
ماهيتاب : امال ليه ؟
طارق : كان عشان اثبت انها مبتخونيش ، اقولك حاجه كمان مش هتصدقيها
ماهيتاب : قول
طارق : حاولت كتير اوى اني اطنش واعمل عبيط واقنع ان نفسي انها مجرد خيالات
ماهيتاب : للدرجه دي كنت بتحبها
طارق بتنهيده شقت صدره وآلمت قلبه : للاسف
ماهيتاب : ليه اللى بيحبوا بجد مبتصانوش ، وليه دايماً لو افتكروا انهم بيحبوا بيقولوا للاسف
طارق : في النهايه ده نصيب ، بس كلامك ده معناه ان قلبك ده اتفحت بسبب الحب
ماهيتاب : قلبي وكرامتي وسمعتى
طارق : ياااه للدرجه دي 
ماهيتاب : المشكلة ان البنت اللى بتحب بشرف وبتقرر تحب حب نضيف زيي مثلاً ودي فلورا ، يعني عُمر فلورا ما عملت حاجه مع نديم وانا لما حبيت ، حبيت حب نضيف بس برغم كده اللى حبناهم كانوا اقذر واوطي من اننا نحبهم
طارق : غريبه انك بتتكلمي عن نديم كده
ماهيتاب : كونه صديقى واقرب انسان ليا ميسقطش عنه انه واطي وقذر ومكنش يستاهل فلورا
طارق : انا كنت منبهر بـ فلوريت دي انبهار ابن لذينا
ماهيتاب : اه ما جود كانت دايماً بتقول كده
طارق : اصلها البنت اللى مفهاش غلطه فعلاً
ماهيتاب : الله اعلم باللى جوه واحد ، مبقتش بثق اوى في المظاهر ، يعني الشكل الخارجي والطباع الظاهرى
طارق : الغريبه ان رغم انبهارى بيها فضلت احب جود
ماهيتاب : بص بغض النظر اني مش طايقه جود ولا بحبها وبغض النظر عن قذارتها وخيانتها ليك وكلامي ده مش دفاع عنها 
طارق : فاهمك
ماهيتاب : انت برضه عذبتها كتير ، يعني حبك ليها كان اشبه بالامتلاك ، مش عايزها تخرج مع حد غيرك ولا تقابل ولا تشوف حد ولا يكون في حياتها غيرك ، كنت بتسيبها كتير ولما هي تبدأ تتعود على عدم وجودك وتعيش طبيعي كنت بتقرب منها تانى
طارق : انا عارف ان حبي ليها كان انانى بس انا كنت ببعد عنها عشان تعقل شويه وعموماً لا الانانيه ولا التحكم والبعد خلاها تعقل اديكي شوفتي وصلنا لفين
ماهيتاب : نصيب
طارق : مش هتحكيلي برضه جود عملت فيكي ايه ؟
ماهيتاب : عملت اللى عملته بقي ، ربنا ما يسامحها

قرع احدهم باب منزل طارق لـ يشعر طارق بالاستغراب لان غالباً لا احد يزوره ، شك ان شخصاً ما دق عليه الباب بالخطأ ولكن الاكيد انه ليس زائر
قام وفتح الباب ووجد شاب لا يعرفه سأله طارق قائلاً "مين حضرتك" ، رد الشاب قائلاً "انا قريب ماهيتاب السخاوى ، ممكن تندهالى ضروري" ، استغرب طارق بشدة وطلب من الشاب ان ينتظره دقيقه وعاد الى ماهيتاب

طارق هامساً : ماهى
ماهيتاب : في ايه ؟

اشار لها طارق بـ سبابته ان تخفض صوتها

ماهيتاب هامسه : في ايه ؟
طارق : انتِ قايله لحد من قرايبك انك هنا
ماهيتاب : قرايبي ازاي ؟ لا
طارق : فى واحد بره معرفوش بيقول انه قريبك
ماهيتاب : يمكن نديم
طارق : لا مش هو انا عارف نديم

لم ينتظر الشاب واقفاً امام الباب اكثر من ذلك ، دلف الى الشقة ووقف امامهما وهما يتهامسان حتي لا يسمعهما هذا الشاب لـ يقول لهما " مش نديم يا ماهي "
نهضت ماهيتاب من مقعدها وهي مصدومه ومرتبكه ، لمعت عيناها بشدة ، تحشرج صوتها وهي تقول "شادي"
__**__**__
كان تيم على يقين ان الرساله التى جاءت الى فلوريت على هاتفها هي ما سببت لها الازعاج والضيق ، حاول تيم اقناع نفسه بـ تفتيش هاتف فلوريت ولكن ثقته بها منعته واحترامه الى خصوصياته 
عاد اليها في المساء مرة اخرى بـ حجة ان هناك خطأ ما حدث في الاساس الذي طلبوه من خارج مصر

فلوريت : لا يا تيم احنا مخترناش الاوضه دي 
تيم : طيب كويس اني جيتلك قبل ما اكد الاوردر
فلوريت : انت بتكدب يا تيم
تيم : ليه بتقولي كده ؟
فلوريت : عشان انت اكدت الاوردر ادامى
تيم (وهو يغلق حاسبه المحمول) : يبقي اللف والدوران مالوش لازمة
فلوريت : صح
تيم : انا جيت عشان حاسس انك مضايقه او تعبانه من حاجه 
فلوريت : تيم انا مش قادرة احكي
تيم : يعني في حاجه فعلاً مضيقاكى ؟
فلوريت : يعني
تيم : خاصة بالمسج اللى جاتلك
فلوريت : تيم ارجوك متضغطش عليا ، انا ماليش حد غيرك اشتكيله او احكيله ده غير اني مبخبيش عليك حاجه فـ اكيد هاحكيلك بس وقت ماكون قادرة احكي
تيم : طيب ممكن تحطي ايدك في جيبي
فلوريت باستغراب : نعم !!
تيم : مستغربه كده ليه ، بقولك حطي ايدك في جيبي مش في البنـ.........
فلوريت مقاطعه اياه بـ لكمه في كتفه : بس يا قليل الادب
تيم : يالا حطي ايدك في جيبي
فلوريت (وهي تضع يدها في جيبه) : لما نشوف اخرتها معاك ايه

وجدت فلوريت شوكولاته في جيب تيم وكانت من النوع السويسرى المفضل لديها وكان مربوط معها ورده حمراء

فلوريت : دي ليا ؟
تيم : لا لـ امك
فلوريت : لسانك ده عايز قطعه
تيم : اكيد ليكي يعني 
فلوريت : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تيم : الجيب التانى بقى عشان ميزعلش

وضعت فلوريت يدها في الجيب الاخر لـ تيم لـ تجد عُلبة لُفت بطريقه معينه 

فلوريت : ايه دي ؟
تيم : افتحيها

فتحت فلوريت العلبه لـ تجد دبوس مزخرف (بروش) كُتب عليه اسمها بالحروف الانكليزيه ، كان ذهبى زُخرف بفصوص الماظيه
انبهرت به فلوريت واعجبها بشدة

فلوريت : ده ليا ؟
تيم : لا اله الا الله ، في ايه !! امال هيكون لمين
فلوريت : شكله حلو اوى
تيم : عجبك
فلوريت : اوى يا حبيبي
تيم : بحبك
فلوريت : وانا بموت فيك ، بعشقك ، ربنا يخليك ليا
تيم وهو يقبل يديها : ويخليكي ليا يا حبيبتي

تابع تيم فلوريت بنظراته وهي تأكل الشوكولاته ، فقد تبدلت ملامحها وتبدلت مشاعرها من حزن وقلق لـ سعاده واطمئنان 
لا يهم تيم ان يعرف ماذا حدث لها جعلها حزينه بقدر ان يخرجها من حالة الحزن تلك وها هو قد نجح في ذلك ولكن كان لديه اصرار ان يعرف ماذا حدث لها ولكنه ارجأه لحين تريد هي ذلك
__**__**__
فى احد الشاليهات المتواجده في مدينة فايد في الاسماعيلية ذهب سليم الالفى 
تحرك سليم الالفى من القاهره بـ سيارته وسائقه الخاص ورافقه حارس شخصي واحد فقط
دلف الى الشاليه وجلس على احد الارائك وفتح التلفاز لـ يتابع الاخبار
بعد مدة قصيرة امسك بـ احد هواتفه النقاله واتصل بـ احدهم قائلاً له " انا وصلت فايد ، متتأخرش وتعال من الباب الخلفى"


#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق