Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

الدّيْن (الفصل التاسع)

الفصل التاسع

فى الصباح الباكر اتجه تيم الى منزل فلوريت فـ لم تذق عينه النوم منذ حديثه مع والده ، تزاحمت الافكار والاسئله على عقل تيم وانهكته  الحيرة بشدة ، قرر الا يفعل شئ في حياته سوي ان يعرف اجابات لكل الاسئلة التى تدور في عقله والتى لا تملكها الا فلوريت لذا توجه اليها بمجرد بزوغ الشمس
طرق باب المنزل مراراً وتكراراً واتصل على هاتف فلوريت كثيراً ولكن من الواضح انها في ثُباتٍ عميق
كانت فلوريت في الطابق العلوى ، شعرت بـ ذبذبات هاتفها ولكن خُيل لها انه حلم ، سمعت طرقات الباب وصوت الجرس يدقان بعنف وقوة ، فتحت عين واحده من عينيها نظرت الى منبه تواجد على يمينها لـ تجد ان الساعه مازالت السادسه صباحاً ، شعرت بالقلق بسبب شدة الطرقات ، نظرت في الهاتف لتجد ان تيم هاتفها كثيراً فـ ادركت ان الطارق يكون تيم 
نهضت من تختها لتفتح له ولكنها توخت الحيطة تحسباً ان يكون شخص اخر ولكنه فتحت لـ تجده تيم

فلوريت : تيم
تيم (وهو يدخل) : كل ده نوم
فلوريت (وهي تغلق الباب وتفرك عينيها) : الساعه لسه سته
تيم (وهو يجلس) : انا بصراحه مقدرتش استني اكتر من كده
فلوريت : تستنى ايه ؟
تيم : استنى اني افهم
فلوريت (وهي تجلس بجواره وتنظر اليه) : تفهم ايه
تيم : افهم كل حاجه يا فلورا ، افهم سديتي مليون جنيه ازاي ، افهم ليه مصره تدفعي الفلوس دي كلها رغم ان قانوناً مالهمش حاجه ، ليه لسه عايشه في البيت ده وماتخدش منك ؟ وليه رابطه جوازنا بتسديد الدين اللى عليكي
فلوريت : احنا اتكلمنا في كل ده امبارح وفي حاجات already جاوبت عليها
تيم : مش كلها ومكناش بنتكلم بهدوء ولا بعقل ونص كلامك مفهمتهوش
فلوريت : تمام ، سؤال سؤال بقى وانا هجاوبك
تيم : نبدأ بـ ليه مُصره تدفعي الفلوس رغم ان الديانه مالهمش عندك حاجه
فلوريت : انا جاوبت على السؤال ده امبارح وقولتلك عشان ابويا يرتاح في تربته ، وواضح يا تيم انك لحد اللحظة دي متعرفش ابويا بالنسبه ليا ايه
تيم : وليه رابطه جوازنا من بعض بـ تسديد الدين اللى عليكي
فلوريت : عشان محدش يقول عليا طمعانه فيك
تيم : حد زي مين ؟
فلوريت : حد زي ابوك
تيم : وان قولتلك ان ابويا موافق
فلوريت : والناس ؟
تيم : بتهيألى لو بيفرق معاكى الناس مكنش زمانى في بيتك الساعه سته الصبح
فلوريت : دي حاجه ودي حاجه
تيم باستنكار شديد : ازاي لسه عايشه في البيت ده ؟ ليه الديانه محجزوش عليه
نهضت فلوريت وقد بدأت تخرج عن هدوءها : انت جاى تتخانق !! بتتلكك !! هو انا كنت بتكلم مع حد غيرك امبارح
تيم وقد وقف امامها : في ايه !! بتزعقي كده ليه ؟
فلوريت : مش عارف بزعق ليه !! بتسأل بكل استنكار واحتقار ليا ان ازاي الديانه مخدوش البيت ولسه قاعده فيه
تيم : بتهيألى سؤال منطقى
فلوريت بغضب ونبره صوت عاليه : سؤال منطقي لو مكنتش جاوبت عليه امبارح
تيم : لا مجاوبتيش عليه
فلوريت : فعلاً مجاوبتش ، لانى قولتلك من نفسى لو مكنش البيت ده بـ اسمي كان  الديانه خدوه 
تيم : لا مقولتيش كده
فلوريت : لا قولت كده وواثقه اني قولت كده ، بس انت يا تيم عايز تتلككلي ، عايز تخرجني غلطانه وخلاص ، بتطلع غلك وصدمتك من اني طلعت فقيره ومديونه فـ انك تتلكك على حاجه احنا اصلاً اتكلمنا فيها
تيم : انا مش فاكر حاجه زي كده
فلوريت بدموعها : عشان مش عايز تفتكر الا فلوريت الغلطانه اللى خبيت عليك حاجه مهمه معطله جوازنا ، عايز تطلعني كدابه وخلاص
تيم : مين قال الهرى ده ، وحتي لو قولتي وانا نسيت ايه المشكلة يعنى ، انا انسان ومعرض للنسيان
فلوريت : من امبارح لـ دلوقتي !!
تيم : اه ، وارد ، اعصابي مضغوطه وتفكيرى مشوش ، عادى
فلوريت : بس اللى حسيته انك بتتلكك
تيم : اجلى دموعك دي لو سمحتى لحد ما نخلص كلام وافهم كل حاجه

صُدمت فلوريت واوقفت دموعها من الصدمة لانها توقعت ان دموعها سوف تجعل تيم يحنو ويرق قلبه ويتجاهل اجابات تلك الاسئله في مقابل الا تبكي فلوريت ولكنه كان اقوى واقسي مما توقعت

تيم : بتسدى الفلوس منين ؟

صمتت فلوريت ولم تعرف ماذا تقول له

تيم : سديتى مليون جنيه ازاي يا فلوريت

لم تستطع فلوريت تمالك نفسها اكثر من ذلك فـ بكت مره اخرى

تيم : يوووه بقى ، كل كلمتين هنقولهم هتعيطي
فلوريت بدموعها الساخنه : عايزنى اقولك ايه ؟ اقولك ان ابويا سابلى حاجات كتير اوى بـ اسمى  واضطريت ابيعهم عشان اسد اول مليون !! اقولك انى وصلت بيا اني بعت فساتين ليا في الـ open day عشان كان باقيلي ٣٠٠ الف جنية واكمل اول مليون ، عايزنى اقولك كده !! اقولك انا بعت هدومى ونص الحاجات اللى املكها عشان اسدد اول دين

شعر تيم بالخزى تجاه فلوريت نظراً لكلاماتها القاسيه التى حين قالتها شعر تيم بـ كم الوجع الذى بداخلها ولكنه تمالك نفسه ولم يضعف امام جرحها او دموعها

تيم : ومامتك مبتسدش الفلوس دي ، انتِ مش بتقولي انها غنيه
فلوريت : بس مش عايزه تسدها ، بتتصدق كتير على روح بابا وكفلت اكتر من يتيم واسر فقيره لكنها ضد اننا نسدد للديانه لانهم قانوناً وشرعاً مالهمش حاجه عندنا واحنا اولى بالفلوس دي وبتتصدق كـ كفارة عن الدين
تيم : وهتسدي الباقى ازاى ؟
فلوريت : مش عارفه ومتقوليش بيعى البيت ده عشان............
تيم مقاطعاً اياها : عمرى ما كنت هقولك كده
فلوريت : كويس
تيم : انتِ مبتشغليش ليه ؟
فلوريت : كل ماروح اشتغل فى مكان ويعرفوا اني بنت ايمن الدهبي يتعاملوا معايا اني محتاجه فلوس وبيتعرض عليا salary اي كلام ، يعني بيبصولي انى بنت راجل افلس قبل ما يموت مش واحده مدارس فرنساوى وجامعه امريكيه  ومعايا master من oxford وبتكلم تلت انجليزي وايطالى وفرنساوى غير العربى
تيم : انتِ هتقولي الـ cv بتاعك خلاص
فلوريت : شكراً

وهمت فلوريت بالانصراف من امام تيم ولكنه جذبها من يديها بحنيته المعهودة ووضع رأسها على قلبه واحتضنها بشدة وهو يملس على شعرها ، لم تشعر فلوريت سوى انها بحاجة شديدة الى الصراخ لذا انخرطت بشدة في  البكاء

تيم بصوتٍ هادئ : بااااس بااس ، كل ده زعل ودموع
فلوريت : لو بابا مكنش بقي ده حالى
تيم : حرام الكلام ده ، مينفعش
فلوريت : لا مش حرام عشان انا بقيت ملطشه حتى انت بقيت بتزعقلي وتتنرفز عليا وتشك فيا وتتلككلي
تيم : انا  وحش اوى كده
فلوريت : اه
تيم : بس الوحش ده بيحبك اوى وزعلان ان في فتفوته قد كده ميعرفهاش عنك ، زعلان اوى انه مش مشاركك همك ولا افكارك
فلوريت : كنت خايفه تسيبنى 
تيم : انا عمرى ما هسيبك ، عمرى ما هبعد عنك الا لو مُت
فلوريت : بعد الشر عليك
تيم : احنا لازم نلاقى حل نسدد بيها الديون دي
فلوريت وهي تنظر اليه : حل ايه ؟

جذبها تيم من يدها وجلسا متجاورين على الاريكه

تيم : نشرب حاجه كده ونصحصح واقولك
فلوريت : حاضر هقوم اغسل وشي واعملنا ساندوتشات وقهوة
تيم وهو يقبل يديها : تسلم ايدك

على الرغم من هدوء تيم وتماسكه امام فلوريت الا انه كان في اسوأ حالاته لما عرفه عن فلوريت ، كيف عاشت هكذا وكيف وصل بها الامر الى بيع ملابسها كما قالت له ، كيف لـ تلك الفتاة التى عاشت حياة مرفهه لا تفعل شيئاً سوي ان تأمر لـ تُجاب اوامرها في الحال ان تحاول ان تجمع مبلغ مالى كانت في السابق يمكن ان تنفقه على عقد الماظ اعجبت به
ومازالت دموع فلوريت تجرح رجولة تيم وتشعره بـ الحقارة تجاه نفسه فـ هو يرى ان الرجل يفقد جزء كبير من رجولته اذا بكت امرأته بسببه او بأى سبب كان وعلى الرغم من قسوته وتظاهره بعدم اكتراثه لـ دموع فلوريت الا انه كان يشعر ان جزء كبير من رجولته ينهار
__**__**__
جلس سليم الالفى الى مكتبه يدخن السيجار كعادته ويراجع بعض الاوراق الخاصه بـ احدى الصفقات مع الحكومه المصرية متمثله في وزاره الاتصالات
طُرق الباب وسمح سليم للطارق بالدخول 

سليم : خير يا سراج 
سراج : حسين قنديل

اشار سليم الى سراج كى يجلس ، جلس سراج وترك سليم الملف الذي بين يديه ونظر الى سراج بـ اهتمام

سليم : ماله ؟
سراج : هيقدم عرض لـ وزاره الاتصالات
سليم : عرض ايه ؟
سراج : عرض عشان ياخد صفقه الشبكة الجديدة
سليم : غريبة !! مقاليش
سراج : جايز ميعرفش انك مقدم عرض
سليم : حسين قنديل لازم يرجعلي في اى حاجه داخلها سواء انا هدخلها او لا
سراج : مش عارف بصراحه
سليم : انت متأكد من الكلام ده ؟
سراج : الكلام ده من سكرتيرة مكتبه
سليم : وانت تعرف سكرتيره مكتبه منين ؟
سراج : مظبطها عشان اقدر اعرف اللى بيحصل جوه مكتب حسين قنديل
سليم : تمام. هتأكد انا من كلامك بطريقتى الخاصة
سراج : تمام يا افندم
سليم : في جديد عن مجد قنديل
سراج : لا ، يعني مفيش اسخم من اللى قولت لحضرتك
سليم : يعنى المراقبه مظهرتش حاجه جديدة
سراج : هي المراقبه مبقلهاش يومين اصلاً
سليم : لو فى حاجه بلغنى ، وخد بالك من مجد ده كويس (هنا طرق تيم الباب ودخل) لانه هيبقى كارت الضغط الوحيد على حسين قنديل
سراج : تمام يا افندم

خرج سراج من مكتب سليم الالفى واتجه الى مكتبه في نفس المقر ، القى تيم التحيه على والده وجلس
هاتف سليم سكرتيرته الخاصة شرويت من جهاز الارسال الذي يربط بينهما

سليم : شرويت 
شرويت : ايوة يا افندم
سليم : بلغى اللجنة المسئولة عن عرض وزاره الاتصالات ان في اجتماع مهم بعد ساعه من دلوقتي
شرويت : حاضر يا افندم
سليم : وبلغى رفعت السماك المحامي انه لازم يحضر الاجتماع ده وعايزه بعد الاجتماع
شرويت : حاضر يا افندم ، اى خدمات تانيه
سليم : لا شكراً
تيم لـ سليم : ايه الكارت اللى عايز تضغط بيه على حسين قنديل
سليم : ابنه مجد
تيم : هو مش صاحبك ونسيبك
سليم : شكله هيبقي عدوى الجديد
تيم : هى مين قريبتك اللى متجوزها حسين قنديل دي
سليم : بنت عمى
تيم : بنت عمك مين دي ؟
سليم : محسسني انك عارف العيلة كلها
تيم : بس يمكن اكون عارفها
سليم : جيلان
تيم : جيلان !! دي عندها بتاع خمسه وتلاتين سنه ، دي عيلة على حسين قنديل
سليم : عجبته وهو عجبها
تيم : بس ازاي يعني متجوزين وخلفت منه وانا اول مره اسمع القصة دي
سليم : جيلان معملتش فرح ، سافرت امريكا واتجوزت حسين هناك والكل عرف بالصدفة
تيم : بس انت مُستفيد ايه من جوازة جيلان لـ حسين
سليم : مش مستفيد حاجه ، حسين صاحبى وجيلان بنت عمتي وتربيتي ، حسيت انها حبت حسين وهو كمان حبها مش اكتر ولا اقل
تيم : امال ليه ابنه بينتقم منك
سليم : ده واد شمام واهبل 
تيم : طيب ليه حسين بقى عدوك دلوقتي
سليم : وزاره الاتصالات هتعمل  رخصة شبكة موبايل جديدة وعايزه شركة تمسك المشروع وتنفذه لمدة عشر سنين ، هيشوفوا عروض الشركات وياخدوا افضل عرض ، المشروع ده لو مسكناه هنتنقل نقلة تانيه وهنبقي مسيطيرين على السوق من كل ناحيه وهيدخلنا فلوس كتير
تيم : بس انت مسيطر يا بوب بالفعل ، ملهاش لازمه تعادي صاحبك
سليم : مسيطر اه ، بشتغل في كل حاجه الا اللى الحاجات المُحرمه اه بس مش معنى كده اني اسيب فرصه زي دي ، عارف يعني ايه تمضي عقد بيدخلك فلوس لمدة عشر سنين
تيم : انا فاهم بس .....
سليم مقاطعاً : عشان تنجح في السوق وتبقي مسيطر في كام حاجه لازم ولابد تعملهم
تيم : ايه هما ؟
سليم : تبعد عن الشغل المُحرم زي المخدرات والسلاح والاثار ، ابعد عن الستات وعلاقاتهم عشان ميتسربلكش ڤيديو فاضح يوقعك ، عايز تتجوز اتجوز بس رسمي وادام الكل ، العرفي والعلاقات الشرعيه بتوقع صاحبها في الاخر واخيراً خرج عواطفك ومشاعرك بره شغلك ، business يعني القوة والنفوذ والقوة والنفوذ عمر العواطف مابتجيبهم ، يعني مفيش حاجه اسمها صاحبي ولا قريبي ولا اخو مراتي ولا الهجص ده ، وعشان كده اتجوزت امك 
تيم : ايه علاقة امى بالموضوع ؟
سليم : سوريه ، وملهاش حد من اهلها منافس ليا في السوق ومفيش احتماليه لان عيلتها كلها بين سوريا وتركيه يعني مالهمش شغل في مصر
تيم : طيب الحمد لله ، فلوريت ملهاش حد غيري
سليم : يا ابنى مفيش حاجه اكلمك فيها الا لما تجيبلى سيرة فلوريت دي
تيم : عادي يا بوب
سليم : ما علينا ، عملت ايه مع فلوريت
تيم : انا عايزها تشتغل مع حضرتك
سليم : مش لما حضرتك تشتغل الاول مع حضرتى
تيم : مانا كل يوم في الشغل اهو يا بوب وبحضر الاجتماعات وبحاول اتعلم منك
سليم : بركاتك يا شيخة فلوريت
تيم : المهم انا قولت لـ فلوريت اني هسددلها دين ابوها وهي بعد كده تسددهولي
سليم : على عشرين سنه طبعاً
تيم : يا بابا انا اللى واقف بيني وبين جوازي منها هو الفلوس واظن دي معندناش اكتر منها
سليم : والفلوس دي مجتش بالساهل ولا انا بشتغل في الحرام اللى فلوسه كتيره وسهله وبتجي بسرعه ، لا انا بيطلع عينى عشان اقدر اجيب الفلوس دى
تيم : طيب ايه الحل ، استني عشرين سنه عشان اقدر اتجوزها
سليم : ادفعلها الـ ١٤ مليون بس تعتبرهم مهرها ومؤخرها وشبكتها وهنشترط في العقد ان لو حصل انفصال متاخدش منك مليم واحد
تيم : ايه يا بوب اللى حضرتك بتقوله ده !! انا كأنى بذلها
سليم : انا مش مُلزم اسدد دين ايمن الدهبي ولا حتي هي ، بس عشان خاطر انت ابنى وعايز افرح بيك وعارفك انك اتنيلت خلاص وحبيتها ، وكده كده هندفعلها مهر وهنكتب مؤخر قد ايه وشقة او شاليه بـ اسمها وهنغير عربيتها غير الشبكة ، احنا هنديلها كل ده فلوس تتصرف فيها زي ما هي عايزه ، وبتهيألى كده انا عداني العيب
تيم : تمام ، فهمتك ، هشوف كده النظام ايه
سليم : تمام ، ربنا معاك
__**__**__
كانت فلوريت في منزلها تشاهد التلفاز وتشعر بـ نعاس شديد نظراً لـ استيقاظها مبكراً بسبب زياره تيم المفاجأة لها
جاءها اتصال من والدتها ، اجابت فلوريت على الهاتف بصوتٍ ناعس بعض الشئ

فلوريت : ايوة يا مامى
كارولين : انت كنت نايم
فلوريت : لا ، بس حاسه اني مسقطة
كارولين : مسقطة !!
فلوريت : عايزه انام يعنى
كارولين : penso che (اعتقد) انك مش هتنام فلورا
فلوريت : ليه خير
كارولين : لازم تجي روما 
فلوريت : ليه حصل حاجه ؟
كارولين : امك سأيد هدد انا بالقتل وآيز منى فلوس كتير من فلوس ايمن 
فلوريت : يادي النيلة ، نقنعه ازاي يعني ان بابا مسبش حاجه ، ماهو اشهر افلاسه وكل الجرايد اتكلمت عن الموضوع ده
كارولين : يقول ان احنا أملنا كده أشان مهدش يورث
فلوريت : انا عرفت السكه اللى هسكت بيها عمي سعيد ده
كارولين : سكه ايه ؟
فلوريت : مش وقته ، هو ده السبب اللى عيزاني اجي عشانه ايطاليا
كارولين : لا 
فلوريت : فى ايه ؟
كارولين : poliziotto كلمنى النهارده وقال ان اللى هرق البيت أأترف ألى اللى قاله يأمل كده
فلوريت وقد اعتدلت في جلستها : اعترف !! وقال مين ؟ قال اسماء يعنى
كارولين :  no ، هو قال ان فى هد اداله فلوس كتيره أشان يدخل يسرق بيت ويهرقه 
فلوريت : مقالش مين ؟
كارولين : انا قال no يا فلورا
فلوريت : طيب يا مامى ، انا هشوف اقرب رحلة لـ روما وهـ اجي 
كارولين : ok هستناك
فلوريت : prenditi cura
كارولين : anche a te

اغلقت فلوريت الهاتف مع والدتها وفكرت فيما قصته لها كارولين ، سألت نفسها مَن هذا الذى يود ان يحرق المنزل ويسرقه وانحصر شكها فقط في عمها سعيد
فتحت فلوريت حاسبها المحمول وقامت بتصفح مواعيد اقرب الرحلات المتجهه من مطار القاهرة الدولى الى مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما لـ تجد ان اقرب موعد هو على طائره العاشره صباح اليوم التالى
قررت ان تهاتف تيم وتخبره قبل ان تقوم بـ تأكيد الحجز
هاتفه ورد عليها تيم وقصت عليه كل ما قالته لها والدتها

تيم : طيب هو مش هيعترف الا بوجودك يعنى ، اكيد الشرطه هتخليه يعترف وفي كل الاحوال هتعرفي
فلوريت : بس حاسه اني بعيده وان الاحداث بتوصلني متأخر وبعدين عمى زفت سعيد ده اللى بيهدد امى ، لازم اروحله واتصرف معاه
تيم : هتعمليله ايه يعنى ؟
فلوريت : هسجنه 
تيم : ازاي 
فلوريت : في كذا خطة في بالى لما استقر على واحده اكيد هقولك يا حبيبي
تيم : انا قلقان عليكي يا فلوريت
فلوريت : ممكن متقلقش ، اى نعم انا عشت متدلعه ومرفهه بس بابا علمني ازاي اشيل المسئولية واكون قدها
تيم : انا بحبك اوى
فلوريت : وانا بعشقك والله مبحبش حد قدك
تيم : يعنى انتِ هتسافرى بكره الصبح ؟
فلوريت : اه
تيم : هتتحركى من عندك امتي ؟
فلوريت : معاد الطياره عشره همشي على تمانيه ونص
تيم : سبعه هكون عندك
فلوريت : ليه بدرى كده
تيم : عايز اشبع منك يا حبيبتي
فلوريت : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تيم : وميحرمنيش منك

اغلقت فلوريت الهاتف مع تيم وقامت بتأكيد الحجز واعدت حقيبه سفرها استعداداً للسفر ثم هاتفت والدتها لـ تخبرها بـ موعد رحلتها
__**_**__
قامت ماهيتاب بـ زيارة طارق في منزله لـ تخبره على موافقه نديم على تصوير جود في وضع جنسي 

ماهيتاب : حساك مش فرحان !!
طارق : وايه اللى ممكن يفرحني فى حاجه زي كده ؟
ماهيتاب : انك هتقدر تثبتلها انها خاينه وكدابه
طارق : انتِ ليه مسألتنيش عن سبب اني عايز اثبتلها انها خاينه وكدابه ؟
ماهيتاب : عشان تذلها

ضحك طارق بصوت عالى ضحكه تنمو عن استيائه مما سمعه واستنكاره له

ماهيتاب : مالك ؟
طارق : انا عايز اثبتلها كده عشان تبعد عن سكتى وتبطل تحاول معايا ، عشان مضعفش واحنلها واسامحها وارجعلها
ماهيتاب باستنكار وتعجب : انت فعلاً ممكن تحنلها وتسامحها وكمان ترجعلها !!!
طارق : اللى بيحب ممكن يعمل اكتر من كده 
ماهيتاب : لسه بتحبها يعنى !!
طارق : للاسف ، ومفيش طريقه معروفه ننسي بيها الناس اللى بنحبهم وجرحونا
ماهيتاب : هي مش بس جرحتك ، دي خانتك ، دبحت كبريائك ورجولتك
طارق : كل حاجه فيا رفضاها ، الا قلبي لسه بيحبها وعايزها
ماهيتاب : مش عارفه اقولك ايه
طارق : انتِ بقى عايزه تنتقمي من جود ليه ؟
ماهيتاب : عشان بكره اي بنت زي جود ، اى بنت خلت الولاد تاخد فكره ان كل البنات شمال وسهله ويجي منها
طارق : بس دول ماليين البلد ، ليه جود تحديداً
ماهيتاب : عشان اللى ماليين البلد مفيش حد فيهم اذانى
طارق : وجود اذيتك ؟
ماهيتاب : فوق ما تتصور
طارق : ازاي

شردت ماهيتاب وملأت الدموع عينيها ، تحشرج صوتها ، ويبدو انها تذكرت شيئاً آلمها بشدة ، تناولت كوب النسكافيه الموضوع امامها واخذت منه رشفه واحتنضته بين يديها وهي مازالت شارده ثم قالت لـ طارق "مش لازم تعرف"
__**__**__
بمجرد وصول فلوريت الى ايطاليا كان ذلك اليوم هو موعد اولى محاكمات القاتل المأجور الذي حرق منزل كارولين وحاول سرقته ، حضرت كارولين وفلوريت والمحامى الخاص بهم الجلسة ، قال المتهم انه ليس له اي مصلحه شخصيه من سرقه المنزل او حرقه وانه لا يعرف ملاكه وليس على معرفه شخصيه او عداوة بين احد ملاك المنزل ولكنه مجرد شخص مأجور للقيام بـ تلك الفعله
كانت الجلسة شبه عاديه ، ليس بها شئ مثير او مُلفت للانتباه ، الى ان قال المُتهم ان مَن دفعه لـ عمل تلك الفعله هو رجل اعمال مصرى يُدعى "سليم الالفى"
اتسعت حدقة عيني فلوريت وشعرت ان العالم يدور بها ، فقدت اتزانها وادراكها وتركيزها ، حاولت استيعاب ما سمعته ، حاولت ان تدركه او تفهمه او تصدقه سألت المتهم بالايطاليه عن الذى دفعه لحرق المنزل وسرقته فكرر المتهم كلامه بـ انه رجل اعمال مصرى يُدعى "سليم الالفى"

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى

0 التعليقات :

إرسال تعليق