Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأحد، 27 أبريل 2014

حقيبة سفر ( الثامن عشر )

الفصل الثامن عشر ( هدم المعبد )


- جاء احد ضباط الشرطة الي عزت مندور فى منزله والذى كان يتولى التحقيق فى حادثة رزان ، استقبله مندور ورحب به 
قام الضابط بـ اعطاء مندور ورقة وطلب منه ان يقرأها وما ان قرأها مندور حتى اصابه الانفعال حيث ان هذه الورقة كانت تقريراً يفيد بأن فرامل سيارة رزان عُطلت بـ فعل فاعل وسأله الضابط قائلاً ( هل تشك بـ احداً ؟ )
فقد مندور السيطرة على اعصابه وارتبك قليلاً وقال ( لا اعلم فـ ما اكثر اعدائي ، لا استطيع ان اوجه الاتهام لهم جميعاً ) ، رد الضابط قائلاً ( اُقدر الموقف الذى انت فيه تماماً ، سأتركك لـ تهدأ وتفكر مَن الشخص الذى زادت عداوتك به فى الفترة الماضيه )
- وتركه الضابط وخرج من قصر مندور اما مندور فقرر ان يذهب لـ ابنته لـ يسألها اذا كانت تشك بـ احداً ام لا وقرر الا يخبرها بـ امر تلك الفرامل المُعطله حتى لا يوجه له احداً الاتهام
ولكن بمجرد وصوله الى الجناح الذى ترقد فيه رزان لـ تلقى العلاج هاجمه آسر بحدة قائلاً ( اخبرتك سابقاً ان اذا اصاب رزان مكروهاً سوف اقتلك )
وهنا فهم مندور ان الضابط اخبرهم بـ امر التقرير واقسم مندور لهم انه لم يفعل هذا بـ رزان ، زادت حدة آسر وصرخ فى وجه رزان قائلاً ( هل كنتِ تعلمين ان  الفرامل مُعطلة ) 
صمتت رزان ونظرت الى الاسفل وصرخ آسر فى وجهها ثانيه مُطالباً لها بأن تتكلم وقالت رزان ( نعم اكتشفت ان الفرامل مُعطله ولكن اكتشفت ذلك قبل فوات الاوان فقد كانت السيارة بالفعل انحرفت عن الطريق ) 
سألها آسر لما لم تخبرهم سابقاً ولما لم تخبر الشرطة ، نظرت رزان الى والدها وقالت ( خشيت ان توجه لـ ابي الاتهام )
- استغرب آسر من طيبة رزان والتى وصلت الى السذاجة وهدأت حدته من شدة استغرابه ثم قال لها ( خشيت ان يوجه الاتهام له !! معنى هذا انك تشكين به مثلى !! بعد هذا الموقف تأكدت بأن كل ما يحدث  لكِ تستحقينه ، فـ انتِ لست بـ طيبة القلب كما كنت اتوقع بل انتِ ساذجة ، انتِ مَن اعطيتهم الفرصه  لـ يفعلوا بكِ هذا واكثر )
وخرج آسر وهو فى قمة غضبه واستغرابه مما تفعله رزان بـ نفسها سائلاً نفسه ( هل مازال احداً مثلها هكذا ؟ )

- احتضن مندور ابنته وقال لها ( سامحيني عن كل ما بدر منى فى حقك ) ، انهمرت الدموع من عيني رزان حيث ان كلام آسر لها نزل كالصفعة على وجهها ثم اقسم لها مندور قائلاً ( اقسم لكِ اننى لم افعل هذا بكِ ، ربما احداً من اعدائي لكن لست أنا ) 
قالت له رزان والالم يعتصرها ( لا يهم ان كنت انت ام احد اعدائك ، الاهم ان اسوأ ما حدث لى فى حياتى كان بسببك والاسوأ اننى لا استطيع ان اكرهك او الا اسامحك ) ، احتنضها مندور ثانيه واعتذر له كثيراً وطالبته رزان بالتوقف عن الاعتذار لانها لا تريد منه الاعتذار
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى احد الفنادق التى كانت تجمع بين حمزة وعشيقته ڤيرونيكا جلس حمزة ينتظرها ولاول مرة تتأخر عن موعدهما الى ان جاءت وطرقت باب الغرفة وقام حمزة بـ فتح الباب لها ولم يتحدث بل فتحه فقط ودخل الى الغرفه فى الحال وجلس على احد الارائك وجلست ڤيرونيكا بجواره وقالت ( انا اسفة ) 
ظل حمزة مُتمسكاً بالصمت قليلاً ثم قال لها ( ما الذى يجمعك بـ بيرناردو ويجعلك تخشين من ان تتزوجين منى )
وقفت ڤيرونيكا واعطت ظهرها الى حمزة ووقف حمزة خلفها وقال ( هل ستهربين من الاجابة ثانية )
قالت له ڤيرونيكا ( لا لن اهرب ولكن يجب عليك ان تعلم اننا اذا تزوجنا سوف يقتل بيرناردو كلانا )
وهنا استغرب حمزة وسألها لماذا سوف يقتلهم اذا تزوجوا واجابت ڤيرونيكا ( لاننا الان نعرف احد اسراره وهو التهريب ونحن الاثنين نعمل معه فى هذه العملية الغير مشروعه ، اذا تزوجنا سوف يشك بأننا سوف نتحد ضده ونعمل لـصالحه وسوف يتخلص منا ) 
زاد استغراب حمزة اكثر من اللازم لانه كان يتصور ان زواجه من ڤيرونيكا امراً سوف يسعد بيرناردو ولكن قالت له ڤيرونيكا ( انت لا تعرف بيرناردو جيداً ، انه لا يثق بأحداً ، تفكيره عميقاً الى ابعد حد ولا يرى الامور بهذه السطحية بل انه سوف يشك اننا سوف نعمل ضده او لمصلحتنا فقط ، زواجنا او علاقتنا سوف تصيبه بالارتباك والتوتر ولكى ينهى تلك المآساة سوف يتخلص من كلانا )
جلس حمزة وقال لها واليآس يتملكه ( ولكنى احببتك ، تمنيت ان اتزوجك لا اكثر ) ، جلست ڤيرونيكا بجواره ورتبت على كتفيه وقالت ( عزيزى انا احببتك اكثر ، جعلتنى اشعر بـ مشاعر ظننت اننى فقدتها مع فقدانى لـ حبيبي السابق ، منذ اول لحظة رأيتك بها تمنيت ان يجمعنى بك هذا الفراش )
نظر اليها حمزة واغتصب ابتسامه قائلاً ( ولكننى تمنيت اكثر من ذلك ، تمنيت ان تجمعنا اسرة وبيت سعيد )
امسكت ڤيرونيكا بـ يديه وقالت ( حسناً دعنا نتزوج ولكن بدون علم احداً حتى نعرف ماذا سوف نفعل مع بيرناردو )
احتنضها حمزة وسألها قائلاً ( هل بنى بيرناردو هذه الثروة الطائلة من التهريب ام من عملاً شريف )
ضحكت ڤيرونيكا بتهكم قائلة ( عملاً شريف !! ان بيرناردو لا يعرف شيئاً عن الشرف فـ كل اعماله ضد الشرف والتهريب هو اقل شئ ضد القانون قام به ) 
سألها حمزة فى استغراب ( اذن لما تعلمى معه منذ تلك السنوات الطويلة )
تنهدت ڤيرونيكا وقالت ( انا فتاة جاءت الدنيا نتيجة لـ علاقة بدون زواج واختلف ابى وامى وانفصلا وبعد مدة من الزمن اتجه كلاً منهما لـ حياة جديدة اما انا فـ لست الا بواقى من الماضى عالقة فى ذيل امى ، لذلك تركتني مع احد الاسر مُقابل مرتب شهرى ، الى ان قابلت بيرناردو وانا فى السادس عشر من عمرى كان يكبرنى بـ خمسة عشر عاماً ، كان فى هذا الوقت فى اوائل الثلاثون من عمره وكان والده احد كبار رجال ايطاليا والذى اكمل بيرناردو بعده المسيره فى سناً صغيره بعد موته المفاجئ ، انفق عليّ حتى انهيت دراستى الجامعيه وسمح لىّ بالعمل معه ، ولانه مثلما دائماً يقول ربانى ويرانى ابنته قربنى منه اكثر وخشيةٍ من العودة الى الذل وايضاً اعترافاً بـ جميله ناحيتي وافقت ان اعمل معه لثقتى اننى طالما فى حماية اندريا بيرناردو لن يصيبنى مكروه ) ، رق قلب حمزة اكثر واكثر ناحية ڤيرونيكا واحتضنها بقوة قائلاً ( سوف اعوضك عن تلك الايام القاسية  )
 
- على الرغم من ان ڤيرونيكا استيفانو تعمل مع اندريا بيرنادو منذ ما يقرب من عشر سنوات الا انها لم تفكر قط فى خيانته او العمل ضده او لصالحه انها كانت فقط ( رهناً لـ اشارته ) 
وعلى الرغم من انها تمتلك جمال ايطالى جذاب ويُعجب بها كل ما يراها الا انها لم تسلم قلبها سوى لـ شخصاً واحداً ومن ضمن الاسباب لاختيارها له انه ليس على علاقة صداقة او قرابه او عمل او اى علاقهً من اى نوعاً مع اندريا بيرناردو ولكن لم يفلح القدر فى استمرار تلك العلاقة
واحكمت استيفانو الاغلاق على قلبها الى ان رأت حمزة دياب ، ذلك الشاب الناضج الواعى المُثقف ، ذو الملامح المصرية الجذابه ، قررت ڤيرونيكا ان تسلمه مفاتيح قلبها وانوثتها فقط لـ ليلة واحدة ولكنها وقعت فى غرامه لان حمزة استطاع فى وقتاً قليلاً جداً ان يحتويها ويعيد اليها احساسها بـ انوثتها وجمالها والاجمل من ذلك احساسها بـ الحب
__**__**__**__
- قضى حمزة الوقت مع ڤيرونيكا لحين موعد اقلاع رحلته وحين اقتراب موعدها ذهب حمزة الى الفندق الاخر وقام بـ تبديل ملابسه لـ يرتدي ملابس عمله الرسميه واثناء ارتدائه نظر الى المرآه وقال ( انا لا استحق شرف ارتدائك ولكن ما باليد حيلة )
اخذ حمزة حقيبة سفره والتى كان يظن انها تحتوى على غرضاً ما للتهريب ولكن بمجرد وصوله الى صالة الوصول بـ مطار القاهرة الدولى اكتشف ان الحقيبة فارغه وانه لم يقم بـ تهريب شيئاً على الاطلاق هذه المرة وسخر من نفسه قائلاً ( كل هذا التوتر والقلق اثناء الدخول والخروج كان هباءاً )
 *_____________________________________________**___________________________*
عاد حمزة الى ڤيلته بعد ان يوماً شاقاً من التعب الجسدى والذهني وبمجرد وصوله الى الڤيلا وجد ايتن فى انتظاره ولكنه كـ عادته منذ ان علم بما فعلته به وهو يتعمد تجاهلها خاصةٍ بعد الطلاق ولكن هذه المرة استوقفته ايتن والتى كانت فى حالةٍ نفسية سيئة نتيجة لـ فقدانها حمزة ونتيجة لانها لم ترى ابنائها منذ ان خطفهما حمزة فى اليوم التالى من تسجيل الاعترافات

- صرخت ايتن فى وجهه قائلة ( توقف ، اريد ان اتحدث معك ) ، رد عليها حمزة ببرودٍ قائلاً ( وانا لا اريد ان اتحدث معكِ لم يعد هناك ما يجمعنا ) ، استفذها برود حمزة ولكنها حاولت ان تتحكم فى نفسها وقالت له بصوت مخنوق ( لا ، بل هناك ما يجمعنا ، ليس حب او سنين جمعتنا بل ابناء ، طفلين خلقهم الله منى ومنك )

- جلس حمزة على احد المقاعد وقال ( ماذا تريدي من ابنائي ) ، ردت ايتن والدموع تنهمر من عينيها ( ابنائنا ، ليسوا ابنائك وحدك ، اتوسل اليك يا حمزة الا تعاقبني فى ابنائي ، ارجوك لا تحرمنى منهما )، لم يكترث حمزة لدموعها وعاطفة امومتها التى تحرق قلبها على ابنائها وسألها فى حزم ( اخبريني ماذا تريد منهما ) 
استغربت ايتن قسوة قلب حمزة الغير طبيعيه وحاولت ان تسيطر على استغرابها وقالت له ( هؤلاء ابنائي فلذات كبدى لا يوجد سبب اريدهما له سوى انهم ابنائي )

- تركها حمزة واتجه ناحية البار الذى يضم بعض انواع الكحوليات والذى وجد فى منزل حمزة فقط للضيوف حيث ان حمزة لم يتناول الكحول مطلقاً فى حياته ، قام حمزة بـ ملأ كأساً له وادى ذلك الى ذهول ايتن واتجهت ناحيته وسألته ( اتشرب الكحول ؟ لماذا ؟ ومنذ متى ؟ )
ظهر على وجه حمزة اثار الضغط النفسى الذى يمر به وفى الحقيقة فـ إن حمزة بداخله انساناً ضعيفاً للغايه لا يعرف كيف يتحمل كل هذا ، حبس حمزة دموعاً فى عينيه ونظر الى ايتن وقال بـ ضعف ( نعم اشرب الكحول ، لماذا لانه يفقدنى ذاكرتى مؤقتاً ، منذ متى ، منذ ان وقفت عاجزاً عن حماية ابنائي )
سألته ايتن والخوف يعتصر قلبها ( هل مات ابنائي ؟ هل اصابهم اى مكروهاً ؟ اخبرنى الحقيقة )
رتب حمزة على كتفها وقال لها ( اطمأنى ، ابنائك بخير وفى مكاناً آمناً ، انا لم احرمك منهما اطلاقاً فـ انتِ فى كل الاحوال امهما ولكنى افعل هذا حتى احميهم ، انهم فى مخبأ لا يعلم به احداً غيري حتى يعود الامن لـ هذه العائلة )
- توسلت اليه ايتن ان تراهم مرة واحدة فقط او تسمع صوتهم ولكن اخبرها حمزة انه يخشي من ان تكون هواتفهم مراقبه او هم انفسم مُراقبين واقنعها انها اذا كانت تحب ابنائها وتريد سلامتهم ان تصبر حتى يستطيع هو تأمينهم وحاولت ايتن تهدئة نفسها واقناعها وتحصينها بالصبر

- قررت ايتن ان تغادر ولكن طلب منها حمزة ان يقوم بتوصيلها الى قصر والدها لان الساعة متأخره جداً من الليل ووافقت ايتن وكانت سعيدة جداً انها سوف تبقي بجوار حمزة حتى لو لدقائق معدودة
- اثناء طريقهما سألته ايتن قائلة ( منذ متى تعرف بأمر الزواج العرفى ؟ وكيف حصلت على هذه الورقة ؟ )
وكانت اجابة حمزة الى ايتن كـ الصاعقة التى فقدتها النطق والتركيز حيث انه اخبرها ان اخيها آسر هو مٓن اخبره واعطاها تلك الورقة انتقاماً منها لـ اختهما رزان
 *_____________________________________________**___________________________*
- لم يستطع حمزة الصمود اكثر من ذلك فى هذا العمل فقرر ان يُضحى بكل شئ ويقوم بـ ابلاغ الشرطة المصريه مهما كلفه الامر ففى البداية كان حمزة يقوم بالتهريب نتيجه للضغط والتهديد الذى تعرض له من قبل بيرناردو وشركائه مثل ايتن ومندور
وعلى الرغم من تأكد حمزة انه سوف يتعرض لـ الفصل من العمل والسجن وايضاً مندور وايتن سوف يسجنوا الا انه رأى ان هذا ارحم من ان يعيش فى هذا الخوف من ان ينكشف امره ففكرة انه يقوم هو بالابلاغ عن نفسه اهون كثيراً من ان ينكشف امره وهو فى حالة تلبس خاصةٍ بعدما علم انه يمكن ان يُخفف حكمه لانه سوف يُعامل انه شاهد ملكاً طبقاً للقانون
- لكن حمزة كان يخشي ان يُقبض عليهما والا يُقبض على اندريا بيرناردو فـ يقوم الثانى بـ قتل ابناء الاول لذا يجب ان يتم القبض على بيرناردو قبل اى شخصاً اخراً لذلك قرر ان يقوم بـ الابلاغ عن بيرناردو لـ الشرطة الايطاليه اثناء وجوده فى روما 

- فى احدى الرحلات التى يطير بها حمزة من القاهرة الى روما استطاع ان يهرب من هؤلاء الرجال الذين يراقبونه من قبل  بيرناردو وذهب الى احد مقرات الشرطة الايطالية فى روما وقام بـ مُقابلة احد الضباط  هناك وحكى له ما حدث منذ اول يوم تهريب واعطاه ثلاثة اسطوانات الاولى بها اعترافات ايتن والثانيه بها اعترافات مندور والتى تتضمن اعتراف مندور انه يعمل مع احد زعماء مافيا التهريب فى ايطاليا واعترافه انه يسمى ( انـدريـا بـيـرنـاردو ) والثالثة سجلها الى ڤيرونيكا اثناء مقابلته بها وتُفيد بـ طبيعة العمل الذى يجمع بيرناردو بـ حمزة الا وهو التهريب
واخبره الضابط ان بيرناردو ما هو الا مجرم يعمل فى كل شئ ، التهريب والقتل والسرقة والنهب ، وانه لا يهرب ماس او اثار فقط بل انه تاجراً للاسلحة ويقوم بـ تهريبها ولكن لم تستطع الشرطه الايطالية القبض عليه لان لا يوجد دليلاً واحداً عليه وان مَن يعمل معهما لا يشهدون ضده لذلك لم يستطيعوا القبض عليه
تم التحفظ على تلك الاسطوانات وتم ايداع حمزة فى السجن ورغم ذلك لم يكن حمزة حزيناً بل يشعر انه انهى تلك المآساة التى يعيشها

- قامت الشرطة الايطالية بـ اقتحام مبنى شركة بيرناردو والقت القبض عليه وعلى ڤيرونيكا استيفانو واثناء التحقيق تم توجيه التهم اليه وانكرها تماماً واشاد بشدة ما قام الضباط بفعله معه من اقتحام لـ الشركة والقبض عليه ولكن تم مواجهته بـ تلك الاسطوانات التى تم تسجيلها من قبل حمزة وانكر ايضاً بيرناردو وادعى انها ليست صحيحة وهنا تدخل المحامى قائلاً ( سيدى ، هل من المفترض ان نلقى بـ التهم على الرجال الشرفاء لان هناك اشخاصاً اعترفوا لـ بعضهم البعض انهم يعملوا مع شخصاً ما ولا يوجد اعترافاً واحداً من الشخص نفسه )
وهنا واجهه الضابط بالاسطوانه الاخيرة والتى تتضمن اعترافات ڤيرونيكا مديرة اعماله واقرب شخص له وايضاً اخبره بيرناردو ان كل هذا مُلفق وهنا رد الضابط قائلاً ( سيدى ، اعين الشرطة تلاحقك منذ سنوات لا يوجد دليلاً واحداً يُدينك حتى مَن يعمل معك لا يشهد ضدك انت كنت حريصاً للغاية ولكن لسوء حظك تعاملت مع شخص يمتلك بواقى ضمير وقرر فى لحظة ضعف ان يهدم المعبد فوق الجميع وفوق نفسه قبل اى شخصاًً آخراً )

- تم ايداع اندريا بيرناردو و ڤيرونيكا استيفانو فى السجن وقامت الشرطة الايطالية بـ مُخاطبة الانتربول الدولى لـ يطلبوا منهم احضار عزت مندور وايتن عزت مندور لكى يشهدوا فى احدى القضايا التى تخص دولة ايطاليا
 *_____________________________________________**___________________________*
- مازالت ايتن تقيم فى قصر والدها بالقطامية وكان مندور سعيداً جداً بذلك نظراً لـ قرب ايتن له ولـ قلبه ولانها تهون عليه الكثير ، جاء مندور من الخارج وكانت ايتن تنتظره لتناول طعام العشاء معاً ، طالبته ايتن بـ تغيير ملابسه اولاً ولكنه اخبرها انه جائع للغايه
ترأس مندور طاولة السفرة وجلست ايتن على يمينه وشرعوا فى تناول طعام العشاء الى ان دق جرس الباب وفتح احد العاملين بالمنزل للطارق وفوجئ بمجموعه كبرى من ضباط البوليس والعساكر 
واحتراماً لـ مكانه عزت مندور وانه مرشح رئاسي لم يقتحم الضباط المنزل بل طالبوا الخادمه بـ ان يخبروا مندور انهم ينتظرونه وبالفعل اخبرته الخادمه وقام مندور لـ يري ماذا يريدون منه وذهبت معه ايتن ودار هذا الحوار بينهما ..
مندور : ماذا تريدوا ؟
الضابط : لدينا امراً بـ الضبط والاحضار صادراً لك
مندور : سيتم القبض علىّ !! لماذا ؟
الضابط : نعم اما لماذا فـ سوف تعرفها 
ايتن : القبض عليه !! هذا عزت بك مندور
الضابط مُتهكماً : أأنتِ ايتن عزت مندور ؟
ايتن : نعم ، انها انا
الضابط : زوجة كابتن طيار حمزة دياب سابقاً
ايتن : نعم ، لما كل هذه الاسئلة
الضابط : انتِ ايضاً صادراً امراً لكِ بالضبط والاحضار

- نظر ايتن ومندور الى بعضهما البعض ، لقد نزلت هذه المفاجأة عليهم كـ الصاعقه وشكوا بأن آسر مَن فعل هذا بهما وطلبت ايتن منهما ان يسمحوا لها بـ تبديل ملابسها وبالفعل قامت بتبديل ملابسها وتم القاء القبض على مندور وايتن ورحلوا الى مديرية امن القاهرة
__**__**__**__
- تمت مواجهة مندور بالتهم الموجهة اليه وان صهره قام بالاعتراف ضده وهناك ادلة مادية مثل الاسطوانه المُسجلة له وهو يعترف بـ انه يعمل مع احد رجال المافيا فى ايطاليا ونظراً لان مندور فى الايام السابقة انهارت صحته النفسية لم يحاول انكار اى تهمه موجهة اليه بل اعترف بـ كل شئ واخبرهما ان ابنته ليس لها علاقه بهذا العمل ولكن اخبره الضابط المُحقق بأن هناك اسطوانه مُسجلة ايضاً لـ اعترافات ابنته 
- تم التحقيق مع ايتن والتى انكرت كل التهم التى وجهت اليها ومنها التستر على مُهربين مثل حمزة ومندور وايضاً تسهيل عملية التهريب حتى بعد مواجهتها بالاسطوانه المُسجلة ظلت على موقفها وهو الانكار
- تم ايداع مندور وايتن فى السجن لحين ترحليهم لـ الانتربول الدولى حتى يشهدوا ضد اندريا بيرناردو ومن ثم عودتهم جميعاً لـ تتم محاكمتهما فى مصر
 *_____________________________________________**___________________________*
- حين علمت دولت ثروت بما حدث لـ زوجها وبنتها انهارت تماماً ولم تتوقف عن ترديد قولاً واحداً يختلط بدموعها الحزينة الا وهو ( هدمت العائلة يا عزت ) 
فـ كانت دولت تري ان مندور هدم العائلة والاستقرار والسُمعه الحسنة التى تلاحق هذه العائلة منذ سنوات طويلة ، لم تعرف ماذا تفعل فـ هى حائرة ، حزينه ، مُنكسره لذلك لم تجد احداً تتكأ عليه فى هذه المصيبه سوى ابن زوجها آسر مندور لذا قامت بـ الاتصال به فوراً واخبرته ما حدث قائلة ( لقد انكشفت اسرار مندور وايتن ، لقد علمت الشرطة باعمالهم الغير مشروعه وتم القبض عليهما ، ارجوك تعال الى هنا انا لا اعرف كيف اتصرف )
هدأها واخبرها انه سوف يأتى اليها فى الحال وطالبها بآن تهاتف المحامى الخاص بـ عائلة مندور حتي يقابلهم هناك فى مديرية امن القاهرة

- وبالفعل قامت دولت بـ تبديل ملابسها وهاتفت اكثر من محامى تتعامل معه عائلة مندور وتحركت من ڤيلتها وسلكت طريقها الى مديرية امن القاهرة
- اما آسر فـ لم يخبر رزان بأى شيئاً من هذه الاخبار السيئة لانه رغم الحقد الذى ملئ قلبه ناحية والده واخته الا انه حزن جداً علي ما اصابهما واصاب العائلة
__**__**__**__
- تقابلا آسر ودولت والمحامين فى مديرية امن القاهرة ولكنهما وجدوا محامى العائلة بصحبة مندور وايتن وصعقوا عندما علموا بأن عزت مندور لم ينفى التهم الموجه اليه بل ايضاً اعترف بـ كل شئ ولكنه برأ ايتن من تهمة التهريب واخبرهما المحامى ان التهمه الموجهة الى ايتن هى التمهة التستر على مجرمين وهما مندور وزوجها السابق حمزة دياب وانها انكرت جميع التهم الموجهة اليها
- فى هذا التوقيت خرجت ايتن من مكتب الضابط المُحقق وارتمت فى حضن والدتها وبكت بشدة وقالت ( لقد ضيعني والدى يا امى ، خسرت ابنائي وزوجى وسيضيع عمرى فى السجن )
بكت دولت هى الاخري متأثرة بـكلام ابنتها ولم تعرف ماذا تقول لها فـ برغم حب ايتن الشديد لـ والدها الا انها اعترفت اخيراً انه ضيعها ولكن هدأت والدتها واعتذر لها آسر قائلاً ( سامحيني ان اهنتك يوماً ) ولكن قالت له ايتن انها كانت تستحق اكثر من مجرد اهانة ، ثم همس لها المحامى قائلاً ( تمسكِ بـ موقفك ) وفهمت ايتن قصد المحامى من هذه الكلمات فـهو يريد ان يقول لها ان تتمسك بموقفها فى انكار التهم واومأت له ايتن بـ رأسها ثم اخذها العسكرى الى المحبس
- وعندما خرج مندور من المكتب حاول آسر ودولت ان يتحدثوا اليه ولكنه رفض ان يقف لهما ورآت دولت الحسرة والندم على وجهه ولاحظت انحدار حالته النفسية وقال لـ آسر ( الضغط النفسى والعصبى الذى مر به مندور فى الايام الماضيه هو ما جعله يستسلم ويعترف بهذه السهولة ) ، تنهد آسر وقال ( ما فعله هو الصح ، كفى مراوغه )

- فى غضون ساعات كانت الشرطة المصرية انهت الاجراءات وقاموا بـ تسليم عزت مندور وابنته الى الانتربول الدولى لـ حضور محاكمه بيرناردو 
- قام حمزة بتقديم الشهادة ضد بيرناردو وكذلك مندور اما ايتن كانت مازلت تصر على الانكار وقالت انها لا تعرفه ولم تراه قط فى حياتها
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت رزان مازالت فى المشفى واليوم سوف يقوم الطبيب بـ ازالة ضمادة الشاش التى تغطى الجانب الايمن من وجهها وما ان رآه اسر ودولت زهلوا مما رأوه فقد كان الجانب الايمن لـ وجه رزان مشوه تماماً فقد فقدت رزان جزءاً كبيراً من جمالها بسبب تلك الحادثة التى تعرضت لها وحاول آسر ان يمنع رزان من النظر الى المرآة ولكنه فشل فى ذلك وما ان نظرت رزان الى المرآة ورأت وجهها حتى انهارت تماماً وظلت تبكى وتصرخ بـ شدة واحتنضتها والدتها واخبرتها انها سوف تقوم بـاستعادة جمالها مرة ثانيه من خلال عملية تجميلية بسيطة ولكن هذا لم يهدأ من روعها
- ولكن آسر لم ينتظر كثيراً بل قام بالبحث عبر الانترنت عن افضل اماكن لـ اجراء عمليات التجميل وقام بـ حجز تذاكر طيران له والى رزان ووالدتها وكانت الرحلة الى فرنسا ولكن دولت فضلت ان تبقي هى هنا حتى تكون بجوار ايتن ومندور فـ لا احد يعلم ما مصيرهما حتى الان وطالبت آسر الا يخبر رزان بما حدث الى مندور وايتن حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على رزان 
وحتى لا يري احداً وجه رزان وتتأثر بنظرات الناس اليها الغى آسر فكرة السفر على الرحلة التى حجزها وقام بـ تأجير احدى الطائرات الخاصة ، وفى اليوم التالى مباشرةٍ غادر آسر ورزان ارض الوطن فى طريقهما الى فرنسا

- اسفرت تحقيقات النيابه الى ان المدعو منير الجداوى هو مَن قام بـ تعطيل فرامل سيارة رزان وعندما ذهبت الشرطة لـ احضاره للتحقيق معه فى الحادث لم يجدوا له اثراً وعلموا انه سافر الى احد الدول الاوروبيه التى لا تقوم بـ تسليم الهاربين 
فـ بمجرد ان تم القبض على مندور قام الجداوى بـ الهروب من مصر بـ عائلته وامواله حتى لا يقع هو الاخر 
 *_____________________________________________**___________________________*
- بعد فترة اعاد الانتربول الدولى حمزة عز الدين دياب وعزت مندور وايتن عزت مندور الى مصر لـ يتم التحقيق معهما فى بلدهما نتيجه للجرائم التى ارتكبوها 
بعد تحقيقات النيابه الطويلة قدمت النيابة المدعوين الثلاثة الى المحكمة لـ يقول القاضى كلمته الاخيره فى امر هؤلاء المجرمين الثلاثة وبعد المحاكمات والتأجيلات قال القاضى الحكم النهائي حيث تم الحجز على ممتلكات عزت مندور بأكملها ومدة عقوبة تسع سنوات ومدة عقوبة لـ حمزة اربع سنوات لانه اصبح شاهداً ملكاً فى القضيه وتم فصله من العمل فى الشركة المصرية للطيران اما المحامى الخاص بـ ايتن استطاع ان يثبت انها فقط تسترت على مجرمين وكانت مدة عقوبتها سنتين

- اكتشفت الحكومه المصريه ان لا يوجد اى ممتلكات او حسابات فى البنوك بـ اسم عزت مندور وانه قام بـ بيع جميع ما يملك الى زوجته دولت ثروت قبل القاء القبض عليه بـ شهر ونصف وان لا يحق للدولة ان تضع يديها على هذه الاموال
__**__**__**__
- كان حمزة ومندور يجمعهما نفس السجن وهو سجن طُره ، كانت الحالة النفسية والصحية لـ مندور تسوء يوماً بعد الاخر ورفض ان يأخذ علاجه ولكن استطاع حمزة اقناعه ان يأكل ويأخذ العلاج والا يستسلم للمرض او الموت 
- عندما علمت دولت بـ امر هذا البيع ذهبت لـ زيارته لـ المرة الاولى منذ ان تم الحكم عليه ، فى بادئ الامر رفض مندور ان يقابلها ولكن اقنعه حمزة ان يقابلها 
- على الرغم من ان مندور هو مَن دمر هذه العائلة ودمر ابنته وزوجها الا ان يشفق جداً على حال مندور لان ما حدث دمره نفسياً بجانب الندم الذى لا يفارقه

- ذهب مندور لـ مقابلة زوجته دولت ثروت والتى حين رأته شفقت هى الاخرى على ما يمر به ، فـ وجهه ذابلاً للغايه وعينيه مليئة بالدموع والندم والقهر والحزن ، امسكت دولت بيديه لكى يجلس وظل مندور صامتاً ولم ينظر اليها
قالت له دولت ( لما قمت بـ بيع كل ممتلكاتك لىّ ) ، تجنب مندور النظر اليها ورد قائلاً ( خشيت ان يأخذوا الاموال واكثر من نصف اموالى جمعتها بالحلال وبالجهد والتعب ولم اثق فى احداً غيرك لأئتمنه على اموالى )
صمتت دولت لـ ثوانٍ ثم قالت ( سؤالاً اريد ان اسأله لك منذ ان عرفت كل شئ ، لما فعلت هذا ؟ هل انت كنت بـحاجة لـهذه الاموال التى تأتى اليك بطرق غير مشروعه )
تنهد مندور وكأنه تذكر سنوات كثيرة من عمره ورد قائلاً ( صدقيني فى البدايه تورطت مثل حمزة ولكن مع مرور الوقت  اصبحت شغوفاً بهذا ، لقد كنت ضعيفاً وتمكن منى الشيطان )
توقفوا هما الاثنين عن الحديث ثم بكى مندور بحسره وقهر شديدين وقال ( ما يقهرنى هو اننى دمرت ابنائي ، انا لست انساناً انا حقير )
- رتبت دولت على كتفه وقالت له ( لا فائدة من الندم الان ، ادعو الله ان يسامحك وان يحفظ الله لك ابنائك وتخرجوا من هذه الازمه على خير ) ، امسك مندور بيديها وقال ( ابقي بجوارى وسامحيني ) ، لم تجيبه دولت فقط اكتفت بالابتسامه

-جااء رجلاً لزيارة حمزة ولكن كان حمزة لا يعرفه وطلب ان يقابله وبالفعل قابله حمزة واخبره انه لا يعرفه ورد الرجل قائلاً ( ولكنى اعرفك جيداً )
وقام بـ اعطائه ورقة كُتبت باللغة الايطالية وخرج هذا الرجل قبل ان يفتح حمزة والورقة وما ان قرآها حتى فقد اتزانه لانه شعر ان كل ما فعله ذهب هباءاً رغم انه فعله لاجل ابناءه فـ كان مضمون هذه الورقة ( أنت بالداخل وابنائك بالخارج وانا سأنتقم لنفسي منهما )


انتهاء الرحلة الثامنه عشر

0 التعليقات :

إرسال تعليق