Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الأربعاء، 9 أبريل 2014

حقيبة سفر ( الحادية عشر )

الفصل الحادى عشر ( سؤال بلا اجابة )


- عادت ايتن مع زوجها الى ڤيلتهما وطوال طريق كان كل منهما فى عالم اخر فـ حمزة لم يفهم ما تقصده رزان بـ تلك الجملة التى قالتها وهى تنظر الى عينيه بقوة وتحدى وعندما لم يجب عليها حمزة تركته دخلت اليهم ، اثناء العودة حدث حمزة نفسه قائلاً (  لماذا لم اجبب على سؤالها ، ولكنه سؤال بلا اجابة لاننى بالفعل لم اتسبب لها فى اى اذى ولكن  لماذا هى بالاساس قالت ذلك هل تظن اننى اذيتها !! اننى متأكد الان ان رزان هى مَن تفعل بى كل هذا او على الاقل تعرف شيئاً ما ، اظن الايام القليلة المُقبلة سوف تكشف كثيراً من الحقائق )
قطعت ايتن شرود وتفكير زوجها قائلةٍ ( لماذا خرجت خلف رزان الى الحديقة ؟ ) قال حمزة ( فضلت ان اترككم بمفرديكما انتِ ومندور بـك وآسر ) ، استغربت ايتن السبب الذى ذكره زوجها لذلك سألته مجدداً قائلة ( ولماذا تتركنا بمفردنا ، اظن لم يكن هناك اسرار ؟ )

- فهم حمزة ان ايتن تحاول ان تعرف ما دار بينه وبين رزان ولذلك قرر ان يقوم بـدور المُهاجم وليس المُدافع ورد قائلاً ( لا اظن ان هناك كثيراً من الاسرار لابد ان افهمها ) ، ردت ايتن قائلة ( لا يوجد اسرار لقد قالت رزان كل شئ امامك ولكن الحوار الذى دار بينك وبين رزان بالحديقة هو السر الاكبر )
طالبها حمزة ان تصمت حتى يصلوا للمنزل ويتبادلوا الاحاديث بحرية تامه هناك وبالفعل صمتت ايتن عن الكلام ولكن لم يصمت عقلها عن التفكير ، كانت تفكر فى السبب الذى جعل شقيقتها تفعل بها هكذا فهى لم تؤذيها مطلقاً ، حاولت رزان مراراً وتكراراً ان تجد سبب ولكن دون جدوى وقالت ايتن لنفسها ( كيف لـ رزان الرقيقة البريئة الهادئة الطيبة ذات الوجه الملائكة والقلب الطيب ان تفعل بنا هكذا !! من اين جاءت بكل هذه الجرأة !! كيف لـ قلبها النقى ان يمتلك كل هذا الحقد والكره !! ) ، اسئلة كثيرة ظلت تراود عقلها منذ انتهاء الحديث مع رزان الى ان وصلت الى منزلها

- بمجرد وصولهما ڤيلتهما اسرع حمزة و ايتن بـ القاء النظر على ابنائهما حتى يطمأنوا عليهما وبالفعل وجدوا زين فى ثباتاً عميق اما جنا كانت تلعب بـ جهاز الكترونى خاص بها ( الايباد ) وعندما دخل والديها عليها قالت لهم جنا ( لن اقبل ذلك العذر لاننى كنت اود ان ارى جدى وجدتى ) 
استغرب حمزة و ايتن كلام ابنتهما الغير مفهوم وسألتها ايتن ماذا تقصد بهذا الكلام وبدون ان تتكلم جنا ذهبت واخرجت شيئاً مُغلفاً اشبه بالعلبة وعندما رأى حمزة تلك العلبة اصابه الفزع لانها اشبه بالعُلب التى يقوم بتهريبها ولذلك ذهب الى ابنته واخذها من يديها وسألتها ايتن عن ماذا يوجد فى هذه العلبة وقالت جنا ( اتى شخصاً واعطاه لي وقال انكما ارسلتموها لىّ كـ اعتذار لانكما ذهبتما دون ان تخذونى معكم ) ، سألها حمزة قائلاً ( وهل قُمتى بفتحها او تفريغ محتواياتها ) واكدت جنا انها حاولت ولكنها لم تستطيع ، سألت ايتن حمزة فى استغراب قائلة ( ماذا يوجد فى هذه العلبة ومَن هذا الشخص الذى ارسلها نيابةٍ عنا )
- طالبها حمزة الا تسأل كثيراً لانه لا يعرف ولا يعلم شيئاً ايضاً طلب منها ان تبقي بجوار زين وجنا هذه الايام ولا تذهب لـ العمل ويُفضل الا يذهبوا هم ايضاً الى مدارسهم وختم كلامه قائلاً ( واذا ذهبتى الى اى مكان لا تذهبى بدونهما ، اظن اننا جميعاً فى خطر )

- اخذ حمزة العلبة المُغلفة وذهب الى غرفته واستطاع ان يفتحها وكانت العلبة تحتوى على مفاجأة جعلته من شدة غضبه يضحك كثيراً بطريقة هستريه حيث انه وجد بها مجموعه من انواع الشوكولاته الفاخرة ووجد ورقة كُتب عليها ( احاول ان اظهر لك جزءاً كبيراً من مواهبى ، عزيزي استطيع ان ادخل الى بيتك وابقي فيه ليس كـ ضيف بل كـ مالكاً له )
اخبر حمزة زوجته بما تحتويه العلبة ولكنه لم يخبرها بـ الورقة المُرفقة معها ولكن تخلص حمزة من الشوكولاته تماماً ظناً منه انها يمكن ان تكون مُسممة لتضر افراد عائلته
وفجأة تحول الحديث بين حمزة وايتن من اللقاء الذى جمع بينهم وبين باقى افراد عائلتها الى تلك العلبة وتلك الاخطار التى تحاوط الاسرة واقنع حمزة زوجته ان ما يحدث لهم نتيجه خوض والدها الانتخابات
 *_____________________________________________**___________________________*
- كانت الاجواء فى منزل مندور بـك تحمل مزيجاً من الغضب والاندهاش والسعادة والخوف ، الغضب كان يسيطر على عزت مندور اما الاندهاش فـ يسيطر على دولت ثروت لانها لم تفهم شئ وكانت تشعر انها تعيش فى عالم اخر ، اسئلة كثيرة تجول فى خاطرها منها ماذا فعل مندور وايتن لـ رزان حتى تقوم بـ تهديدهما ؟ ماذا تعرف رزان عنهما ؟ مَن يكون مُهاب الامير الذى تحدثت عنه رزان ؟ ماذا يعرف آسر وما الذى جاء به من امريكا الى هنا ؟ هل فقط ليحضر تلك المواجهة وحفلة كشف المستور ام انها ستكتشف اشياءاً اخرى لا تعرفها ؟
ايضاً كان الاندهاش يسيطر على مندور فكان مندهشاً جداً مما فعلته ابنته رزان ، لم يكن فى مخيلته ان ابنته البريئة تفعل بهما كل هذا ايضاً اندهش من اسم ( مُهاب الامير ) الذى ذكرته رزان واثناء التفكير قال لنفسه ( اظن اننى سمعت هذا الاسم من قبل )

- اما مشاعر السعادة فـ كانت تتملك من آسر ورزان ، كانت رزان فى قمة سعادتها لانها واخيراً وبعد سنواتٍ طويلة استطاعت ان تواجه وتتحدى الجميع وتعترف بما فعلته بهم بل وفوق كل هذا تلعب به وبـ اعصابهم كذلك آسر كان سعيد جداً بتلك الخطوة التى اخذتها اخته نتيجة لـ تشجيعه لها مؤكداً ان بهذه الخطوة هى قطعت نصف الطريق وبعدها لن يقدر احداً ان يتحكم بها وبـ حياتها وا قراراتها ، اما مشاعر الخوف كانت تطرق قلب رزان من آنٍ  الى اخر لانها كانت على يقين ان والداها لن يترك الامر يمر بـ سلام وسوف ينتقم اشد انتقاماً ولكن آسر كان يطمأنها انه لن يستطيع احداً ان يفعل لها شئ طالما هو بجوارها

- منذ انتهاء الحديث الذى جمع العائلة بـ اكملها ومندور بـك فى غرفة مكتبه يتناول فنجاين القهوة التى لا تنتهى ويدخن سيجاره الذى لا يتخلى عنه خاصةٍ فى تلك الامور العصيبة التى تحتاج الى تفكير عميق وتركيز شديد 
طرقت زوجته دولت ثروت باب المكتب واجاب مندور ( لا اريد ان ارى احداً ) ولكن دولت لم تعير كلامه اهتمام ودخلت وقالت له ( يجب ان افهم ماذا يحدث ) رد مندور متهكماً ( عندما افهم سوف افهمك كل ما يحدث )
- ظنت دولت ان مندور لا يريد اخبارها ولكنها اصرت ان تعرف كل شئ واقسم لها مندور انه لا يعرف لماذا فعلت رزان بهما كل هذا وانه بالفعل لم يؤذيها مؤكداً كلامه بقوله ( كيف لـ اب ان يؤذي ابنائه وانتِ تعرفين جيداً كم اعشق ايتن ورزان ومن بعدهم آسر على الرغم من انه ابنى الاكبر ) ، قالت دولت مُتهكمه ( انا اعرف كم تعشق ايتن ) 
- هنا فهم مندور ان زوجته تشك انه يحب ايتن اكثر من رزان وقام بايذاء رزان لاجل ايتن ولكنه قرر ان يطرد تلك الفكرة الخاطئة عنها قائلاً ( حتى ان كنت احب ايتن اكثر ، هل استطيع انا او هى ان نتسبب فى الاذى لـ رزان ، انها ابنتى واختها)
- تأكدت دولت ان كالعادة لن تستطيع ان تخرج بـ شئ مفيد من حديثها مع مندور وانه لن يقول كلمه واحدة لا يرغب فى قولها لذلك قالت له ( الايام القادمة سوف تكشف كثيراً من الحقائق ، اُفضل ان تخبرنى انت بها ولا تنتظر ان اعرفها بالصدفة او من وسائل الاعلام ، حينها سوف تخسرنى )
- وخرجت دولت من غرفة المكتب دون ان تنتظر رداً من مندور عليها ولكن مندور لم يكترث لـ تهديدها ولا لـ كلمة واحدة مما قالته لانه بالفعل لا يفهم ماذا يحدث. وعلى حد قوله ( لماذا اعترف بـ سراً ربما لا تكشفه الايام )

- على صعيداً اخر بعد تلك المواجهة التى تمت بين افراد عائلة مندور قرر آسر ورزان ان يذهبوا الى شرم الشيخ لـ الاستجمام بعيداً عن التفكير والمشاكل وايضاً بعيداً عن والديهم الذى لن يتركهم  حتى يعرف كل شئ 
 *_____________________________________________**___________________________*
- فى احدى بنايات مدينة نصر كان اللواء الجداوى يستمع الى نشرة الاخبار فى التلفاز ورآى خبر اثار اهتمامه فى البدايه فى ثار عضبه حيث علم من الاخبار ان خيري مشهور انسحب من الانتخابات لصالح اللواء ممدوح السمان حيث ان رجل الاعمال خيري مشهور يأتى اهميه بعد مندور والسمان والنجار ، وبهذا الانسحاب بجانب مؤتمر تأييد السمان الذى قام به النجار جعل اكثر من نصف الاصوات لـ صالح السمان

- قرر الجداوى الاتصال بـ مندور لـ يناقش معه ذلك الامر الجديد الطارئ عليهم ولكن قبل ان يمسك الجداوى بالهاتف النقال كان مندور يتصل به وعندما رد الجداوى على الهاتف وجد مندور فى قمة غضبه ودار بينهم هذا الحوار
مندور : يجب ان تجد طريقة تتخلص بها من السمان ، اظن ان فى خلال الاسابيع القادمة سوف ينسحب باقى المرشحين لصالحه
الجداوى : اهدأ سأجد حلاً
مندور : اخبرتنى كثيراً انك لم تجد اى حلول
الجداوى : لا ، لقد وجدت حلاً 
مندور : وماذا يكون ؟
الجداوى : سوف اخبرك غداً

- واغلق الجداوى الهاتف مع مندور وطلب من مصطفى خليفة ان يأتى له بخط سير السمان غداً لانه يريد ان يقابله خارج مكتبه او منزله وبعد مرور ساعة واكثر قليلاً اخبره مصطفى انه يذهب الى احدى النوادى الاجتماعيه فى الصباح 
وقرر الجداوى ان يذهب له فى اليوم التالى
 *_____________________________________________**___________________________*
فى اليوم التالى ذهبت ايتن الى عملها ولكن برفقه ابنائها وكان معها ايضاً جليسة اطفال لـ ابنائها ، استغربت دولت كثيراً من وجود احفادها مع ابنتها وسألتها ( لماذا جاء ابنائك الى هنا ؟ اليس لديهم مدارس ؟ ) 
اخبرت ايتن والدتها ان هناك مَن يهدد والدها عن طريق ابنائها وان بالفعل خُطفت جنا منذ ايام قليلة واخبرتها ايضاً ان حمزة فضل عدم ذهابهم الايام القادمة الى المدرسة حتى تستقر الامور وايدت دولت تلك الفكرة وقالت ( حقاً من الافضل ان يبقوا معكِ هذه الايام ، لا شئ مضمون ) 

- ذهبت ايتن الى مكتبها وبدأت تباشر بعض اعمالها بـ نصف عقل الا ان جاء اتصال لها رأت ايتن انها لم تكن بـ حاجة اليه فى تلك الايام حيث كان الاتصال من مُهاب الامير والذى كان يحدثها بصوتاً مخنوق لدرجة تجعل الدموع تنهمر من عينيه ودار بينهم هذا الحوار
ايتن : الو ، نعم
مُهاب : ايتن ، انا مُهاب الامير ، ارجوكِ لا تغلقي الهاتف
ايتن : ماذا تريد يا مُهاب ؟
مُهاب : احبك ايتن ، لا بل اعشقك ولا استطيع ان اتخلص من حبك حتى الان
ايتن : ماذا تقول !! انا متزوجة واحب زوجى
مُهاب : لا لا تحبى زوجك ، بل تُحبيني انا
ايتن : هل جننت !! سأغلق الهاتف
مٌهاب : اتوسل اليكِ  ، اسمعيني
ايتن : حسناً ولكن تذكر اننى متزوجة ولدى ابناء من زوجى حتى ان لم اكن احبه فـ شرفي وشرف زوجى وابنائي وعائلتي لن افرط فيه لاى سبب من الاسباب
مُهاب : منذ تسع سنوات عندما قررتى ان تتركيني واخبرتيني ان والدك علم بـ ما يربطنا وان حياتى وحياتك باتت فى خطر ، هل كان هذا صحيح ؟
ايتن : لا ، بل كنت تعرفت الى حمزة دياب ، زوجى والذى معه بدأت اخرج من طور المراهقة الى النضج والرشد
مُهاب : هذا يعني اننى كنت ..............
تقاطعه ايتن : مُهاب ، انت كنت اول حب يطرق باب قلبى احببتك بصدق وتزوجتك وحتى الان لم انسى تلك الذكريات الجميلة التى جمعتنا ولكننى نسيتك او نسيت حبك انت لم تكن نزوة بل انت مـاضـى والماضى لا يمكنه العودة
مُهاب : ولكننى مازلت احبك ، مازلت اريد ان افعل اى شئ لاجلك مثل الماضى ، انتِ تركتيني من اجل رجلاً اخر وانا مازلت اخلص لكِ
ايتن : عزيزى ، انت لم تكن مُخلص بالاساس ، اتظن اننى لم اعرف تلك العلاقات التى قمت بها اثناء علاقتنا ؟
مُهاب : ماذا ؟
ايتن : مُهاب اننى لم اظلمك ، احببتك وتزوجتك واخلصت لك رغم خيانتك ، رغم انك فى يوماً من الايام قلت انك لم تعد تطيق ذلك الارتباط وانك فكرت كثيراً ان تتركنى ولكنى لا اخــون عندما شعرت اننى لم اعد احبك على الفور انهيت ارتباطنا حتى لا اخـونك وبالفعل لم ارتبط بـ حمزة الا بعد ان تخلصت من حبك تماماً
مُهاب : ولكن ......
تقاطعه ايتن : دعنى انهى حديثي ، انا الان اعشق حمزة ، اشعر واننى لم احب قبله ، اعشق اولادى لانهم منه واذ عاد بي الزمن لانتظرت حتى يكون حمزة اول رجل فى حياتى
مُهاب : انت تقصدى ان تجرحيني
ايتن : لا ، بل اوضح لك الامور ، عندما استقبلتك فى مكتبى واعطيتك رقمى الخاص ظننت اننى احاول ان اجذبك حتى استرجع معك تلك الايام التى جمعتنا من قبل
مُهاب : لا اطلاقاً ، لم افكر فيكِ هكذا
ايتن : اظن الحديث طال اكثر من اللازم ، اتمنى ان يكون اخر حديث بيننا
مُهاب : حسناً ، اخر حديث بيني وبينك وليس اخر حديث بيني وبين حمزة

- اغلق مُهاب الهاتف وجعل ايتن فى حيرة من امرها وكانت تسأل نفسها ( ماذا يقصد ليس اخر حديث بيني وبين حمزة ، هل سوف يخبره بـ زواجنا العرفى !! ام سوف ينتقم منه )
- شعرت ايتن وان كل شئ سوف ينهار فوق رأسها فى الفترة المُقبلة قائلة لنفسها ( يكفي ما تعرفه رزان عنى وتهددنى به )
 *_____________________________________________**___________________________*
فى احدى النوادى الاجتماعيه كان اللواء ممدوح السمان يمارس احدى رياضاته المُفضلة ( المشى ) وعندما انهاها ذهب الى طاولته لـ يجد اللواء الجداوى يجلس عليها وقال له ( ممدوح بـكـ انتظرتك كثيراً )
- اخذ السمان المنشفة الخاصة به وبدأ يجفف عرقه وجلس دون ان يتكلم مع الجداوى او يجيب على كلامه ولكن اكمل الجداوى كلامه قائلاً ( جئت لك من اجل امراً هام ) ، اخبره السمان انه لا يحب المقدمات الطويله وان يتحدث فيما يريد مباشرةٍ 
قال الجداوى ( لقد علمنا بـ انسحاب خيري مشهور لـ صالحك ) ، قال له السمان مستنكراً ( وما دخلك انت فى الانتخابات ، ابق فى عملك ، فى امن الدوله ) ، ضحك الجداوى باستهتار وقال ( سيدى ، انت تعلم جيداً اننى لىّ دخل قوى جداً فى الانتخابات ، تعلم ايضاً اننى مُستفيداً كثيراً من فوز مندور ) 
قال السمان بجدية ( سيدى ، دع الانتخابات تسير كما هى ، وانا سـأقبل بأى نتيجه سواء بـ فوزى او فوز غيري حتى لو زورتها لـ صالح مندور بـك ) 

- اكد له الجداوى انه لم يكن يفكر فى ذلك الامر وان لن يحدث تزوير بعد قيام ثورة فى البلاد وقال له السمان ( لا شئ يستحيل عليك القيام به مهما حدث فى البلاد )
قال له الجداوى ( دع كل هذا الكلام جانباً ، اننى جئت هنا لكى اعقد معك اتفاق فى صالح كلانا ) ، سأله السمان عن هذا الاتفاق قال له الجداوى ( سوف اوهم مندور اننى اعمل لـ صالحه وسوف اسانده فى الانتخابات ولكن فى الحقيقة سوف اكون معك انت وسوف اساندك انت ) سأله السمان ( وما الفائدة التى ستعود علىّ ) ، قال له الجداوى ( اولاً سوف تكسب اصوات اكثر لـ صالحك ثانياً سوف يكون امن الدوله تحت تصرفك )

- قام السمان من مقعده واخذ اغراضه وقال لـ الجداوى ( لعبتك مكشوفة يا سيدي ، جئت هنا توهمنى انك معى وتكسب صداقتى ثم تقوم بتسجيل كل ما يدور بيننا وتقوم انت بعمل المونتاج الخاص به ثم تقوم بارساله الى جميع وسائل الاعلام ، انسيت اننى اعرف بـ كل الاعيب امن الدوله القذرة )
قال له الجداوى مُتحدياً ( اعرف انك كما قلت لك كثيراً انك للاسف من اشرف رجال الداخليه الذين لا امتلك ضدهم اى شيئاً يُدينهم وبما انك تعلم بـ الاعيب امن الدوله القذرة لذلك وجب علىّ ان اخبرك ان تأخذ حذرك فـ ربما اقوم بالتلفيق لك وانت تعلم اننى عندما اُلفق لـ شخصاً ما شيئاً فـ لن يُخيب تلفيقي )

قال له السمان وثقته بنفسه تعدت كل الحدود ظناً منه ان الجداوى على يقين ان السمان سوف يفوز ويخشى ان يقضى عليه بعد فوزه ( حان موعد استحمامى ) .. ثم سار خطوات بسيطه وورقف واستدار لـ الجداوى وقال ( نسيت ان اخبرك اذا اصبحت الرئيس لن يكون امن الدوله تحت تصرفي بل الدولة باكملها )

- وتركه السمان وجلس الجداوى على احد المقاعد واخرج هاتفه النقال واتصل بـ مندور واخبره بما حدث وقال له لا مجال من التلفيق او التزوير وعليه ان يختار

- استقل الجداوى سيارته الخاصة وكان مصطفى خليفة ساعده الايمن يقود السيارة وسأله قائلاً ( سيدى هل تسمح لى بسؤال ) وسمح له الجداوى بطرح سؤاله وسأل مصطفى قائلاً ( لما هذا الاهتمام المبالغ فيه بـ فوز مندور ، لما مندور تحديداً ؟ ) قال له الجداوى ( لانه الوحيد الذى لم تجمعنى به عداوة ، كل المرشحين الحاليين والمنسحبين جمعتني بهم مشاكل وعداواتٍ كثيرة عدا مندور ، لذلك بمجرد فوز احداً غيره سوف يُقضى عليا ) ، سأله مصطفى مجدداً ( ولكن مسموح لـ مندور ان يحكم فترتين فقط ماذا بعدهما ) ضحك الجداوى ساخراً وقال ( سأكون وقتها انهيت خدمتى فى الداخلية ولن يقرب لي احد ، اريد ان احمى نفسى السنوات القادمة حتى وصولى لـ سن المعاش )  

- صمت مصطفى قليلاً ثم عاود فى طرح الاسئلة وقال ( وماذا ان لم يفوز مندور ؟ ) قال الجداوى فى يأس ( بالطبع سوف اُقدم استقالتى قبل ان اتقدم لـ محاكمة عسكرية ) 
 *_____________________________________________**___________________________*
- كان رزان وآسر فى البحر يمارسون السباحة فى شرم الشيخ ، كان آسر ورزان يستمتعان بكل دقيقة يعيشونها ، كانت رزان تشعر وانها ولدت من جديد كانت تلهو وتمرح محاولةٍ منها فى الانتقام من كل شئ حدث كان تريد ان تنسى كل شئ
اما آسر فكان يشعر وانه المسئول عن سعادة وحماية اخته وعلى الرغم من ان علاقتهما الاخوية الفعلية بدأت منذ اسبوع او اكثر قليلاً الا انه احبها كثيراً ورزان ايضاً احبته واصبحت لا تشعر بالامان الا فى وجود اخيها آسر

- خرج آسر ورزان من البحر وجلسوا على الشاطئ يستمتعوا بـ الشمس اثناء تعامد ضوئها على ماء البحر الزرقاء واستغل آسر استقرار الحالة النفسية لـ رزان وسألها عن شيئاً ما ، فـ كانت احدى مميزات آسر انه يعرف يختار الوقت المناسب الذى يتحدث فيه سألها بالانجليزيه وقال ( ماذا دار بينك وبين حمزة بالخارج ؟ )
نظرت له رزان وقالت ( لو كان هناك شيئاً هاماً لاخبرتك به بالتأكيد ) ، ابتسم آسر وقال ( لم اقل هل هناك شيئاً هاماً بل اقل ماذا دار بينك وبينه ؟ ) 

- قامت رزان من جوار اخيها واقتربت من ماء البحر حتى لمس قدميها ونظرت الى البحر وقالت ( لا شئ دار بيننا ، فقط كنا نستمتع سوياً بـ غروب الشمس ) 
- قام آسر من مكانه وطلب منها ان تعيد ما قالته لانه لم يسمعها جيداً وعادت رزان الكلام ثم قال لها ( اتعلمين شيئاً ، لم استغرب شيئاً اكثر من حمزة ، لماذا قام خلفك وترك زوجته او تركنا جميعاً ) ، ابتسمت رزان فى سخرية وقالت ( ربما يهتم لـ امرى )
ضحك آسر وقال ( يهتم لـ امرك اكثر من زوجته ، ربما !! ولكن ما اشعر به اكثر ان هناك شيئاً ما تخفيه عنى )
اخبرته رزان انها لا تخفى شيئاً وحتى ان كانت تخفى عنه شيئاً فـ سوف يعلم به فى وقته
ثم سألها آسر قائلاً ( اثناء استمتاعكم بمشهد الغروب لم يحدث اى كلام بينكم ) قالت رزان ( فقط سألته سؤال ولكنى اظن انه سؤال بلا اجابة )
سألها آسر عن هذا السؤال ولكنها طالبته ان لا يتكلم فى اى شئ حتى تنتهى تلك الاجازة الممتعه وقامت رزان بالدخول الى البحر اكثر واكثر حتى تسبح به
 *_____________________________________________**___________________________*
- غادر حمزة ڤيلته الساعة الحادية عشر صباحاً وذهب الى مطار القاهرة الدولى فـ كان موعد اقلاع رحلته الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً 

- وصل الى مطار القاهرة ومر من بوابات الدخول بسلام رغم اطلاق صفارات الانذات اصواتها ، صعد حمزة الى الطائرة وبعد ان صعد الركاب والقي حمزة التحيه على الركاب واخبرهم بـ تعليمات السلامه صعد بالطائرة وبعد ان استقرت فى الجو ترك غرفة القيادة لـ مساعده وذهب الى المكان الذى توجد فيه حقيبته وبعد كل هذه المدة تجرأ حمزة وفتح الحقيبة وكانت المفاجأة ان الحقيبة بها علبة مُغلفة ومُرفق بها ورقة التعليمات
- هنا تأكد حمزة ان احد افراد الطاقم الجوى هو مَن يضع له الاغراض المُهربة داخل حقيبته لذلك قام حمزة بالاتفاق باكثر من شخص من طاقم الملاحة الجوى ان يراقبوا الباقيين وكانوا هؤلاء الذين يثق بهم حمزة

- هبطت الطائرة فى مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما ودخل حمزة الى صالة الوصول وفتح الحقيبة واخذ العلبة واتبع التعليمات المكتوبه على الورقة المُرفقة مع العلبة وغادر حمزة المطار

- اتفق حمزة مع صديق له ان يسافر قبله الى روما وان يذهب الى شركة للاجهزة الامنيه ويتفق معها على تركيب كاميرات فى احدى المنازل التى استأجرها صديقه فى روما وبالفعل نفذ صديقه ما طلبه منه حمزة
وكانت الخطه ان يري صديقه كيف يتم تركيب تلك الاجهزة ويقوم حمزة وصديقه باعادة تركيبها فى غرفة الفندق التى يقيم فيها حمزة وجعل حمزة صديقه يذهب هو الى شركة الاجهزة الامنيه ظناً منه انه مُراقب من قبل ذاك الشخص

- اثناء تركيب مهندسى الاجهزة الامنيه لتلك الاجهزة فى البناية التى استأجروها راقبهم بشدة  وعرف كيف يقوموا بـ تركيبها وما ساعده فى ذلك مهنته حيث انه مهندس اجهزة اتصالات ، بعد ان تم تركيب اجهزة المُراقبه وقبل ان يصل حمزة الى الفندق قام صديق حمزة بـ فكها وذهب الى الفندق الذى يقيم فيه حمزة وحجز غرفه بجانب الغرفه التى بها حمزة حيث ان الغرفة تكون محجوزه باسمه مُسبقاً من قِبل شركة الطيران وقام صديقه بالتسلل الى غرفته وبالفعل قام بتركيب اجهزة المُراقبه بـ نجاح

- بعدما وصل حمزة الى الفندق وعلم من صديقه ان كل شئ تم بنجاح مثلما اتفقا عليه استراح حمزة قليلاً من ذلك القلق الذى يسيطر عليه ولكن عاد القلق اقوى مما كان عندما جائته رسالتين على هاتفه النقال بين كل رساله والاخري دقيقة واحدة الاولى كان محتواها ( لقد كثرت اخطائك ، لا تفتح الحقيبة مرة ثانية قبل وصولك صالة المطار ، احذرك ) والرساله الثانية كان محتواها ( هل فكرت فى اجابة لـ سؤال رزان ، اخت زوجتك الجميلة ،  ام انه سؤال بلا اجابه ؟ ) 



انتهاء الرحلة الحادية عشر

0 التعليقات :

إرسال تعليق