Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الاثنين، 7 أبريل 2014

حقيبة سفر ( العاشرة )

الفصل العاشر ( كشف المستور  )


- فى اليوم التالى مباشرةٍ من خطف جنا ابنة حمزة وايتن كانت جنا صباحاً فى احضان والديها وذلك بعد ان استسلم حمزة لـ رغبة الخاطفين فى العودة الى العمل معهم ايضاً بعدما ثارت ايتن عليه بعد تلك الرسالة التى استلمتها والتى كانت تفيد بأن زوجها يعرف مكان ابنتها ولذلك ظل حمزة ينتظر اتصال هاتفى من ذلك الشخص المجهول وعندما جاء هذا الاتصال اخبره حمزة مباشرةٍ وبدون مقدمات انه موافق على الاستمرار معهم ولكن بشرط ان تعود ابنته فى الحال دون ان تصاب بأى مكروه 
- وصلت جنا فى الصباح الباكر الى الڤيلا مما ادى الى استغراب والديها فسألوها كيف وصلت الى المنزل بمفردها ، قالت جنا ( اوصلتنى سيارة الى باب الڤيلا ) ، سألها حمزة قائلاً ( هل اصابك مكروه !! هل تعرض احداً لكِ بأذى !! ) ، اجابت جنا بالرفض قائلة ( كلا ، لقد ذهبت فى نزهة الى مدينة الملاهى فقط )
قالت لها ايتن بحدة وعتاب ( لماذا لم تتصل بىّ عندما اخذك اشخاصاً لا تعرفيهم !! اليس لديك هاتف ؟ ) قالت جنا وهى خائفة من والدتها ان بمجرد ان ركبت معهم السيارة اخذوا كل متعلقاتها الشخصية ومن بينهما الهاتف النقال

- استغل حمزة وجود ابنته مع الخاطفين لمدة طويلة وسألها هل يمكن ان تصف له الاشخاص الذين رأتهم ولكن جنا لم تستطيع وقالت انهم اشخاص عاديين مثل اى اشخاص وسألها هل اذا كانت رأت احداً منهم من قبل ولكنها ايضاً اجابت بالرفض

- شعر حمزة ان الخطر لا يحاوطه وحده بل يحاوط اسرته اكثر منه فسأل نفسه قائلاً ( وما ذنب ابنائي ؟ لماذا يتحملوا هم اخطائي ) ، ولذلك قرر حمزة ان يأخذ خطوات جدية فى معرفة مَن يفعل به كل هذا 
 *_____________________________________________**___________________________*
كان التوتر مازال يسيطر على علاقة مُهاب بـ نور زوجته خاصةٍ بعدما عرفت نور ان مُهاب يستميت على تلك الطفلة التى اودعتها ايتن فى دار الايتام ظناً منه انها ابنته لذلك قررت نور ان تتحدث معه ودار بينهم هذا الحوار ...
نور : لماذا تهتم بـ امر تلك الطفلة الى هذا الحد ؟
مُهاب : وماذا تريدين من رجل يعرف ان لديه ابنه لا يعرف عنها شيئاً
نور : ولكن ايتن اقسمت لك انها لم تنجب منك
مُهاب : وهذا ما سوف يصيبنى بالجنون ، كيف هى تقول ذلك وكيف ان هناك طفلة اودعتها فى دار ايتام بعد انفصالنا بـ احدى عشر شهراً
نور : ربما ليست ابنتها او ليست ابنتك وانجبتها من اخر
مُهاب : ربما ، وربما تكون ايتن صادقة فعلاً ولم تنجب منى ولكنى اشعر اننى امتلك فى هذه الحياة ابناً من ايتن
نور : لا ، لا تشعر بذلك بل تتمنى ان تكون انجبت من ايتن ، من شدة حبك لها
مُهاب : ماذا تقولين !! بالطبع لا
نور : بالطبع نعم ، طوال فترة زواجنا كنت تمنع نفسك من ان تنجب منى بطريقةٍ ما وعندما زاد قلقي واردت ان انجب اخبرتنى ان لا شئ يثير القلق وان لا داعى من الذهاب الى الطبيب ولكن امام الحاحى ذهبنا الى الطبيب وقمنا بـ عمل التحاليل المناسبة وانت جعلتنى انسي ان نذهب اليه حتى نعرف سبب التأخير
مُهاب : لا لا لم يحدث لان ............
تقاطعه نور : لا بل حدث ، كنت لا تريد ان تنجب منى من شده حبك الى ايتن ولكن اريد ان اخبرك بـ شيئاً ما
مُهاب : ما هو ؟
نور : انت لم تنجب من ايتن ، ربما ايتن اودعت طفلة فى احدى دور الايتام ولكنها ليست ابنتك
مُهاب : وما الذى جعلك متأكدة هكذا ؟
نور : لاننى لم انسي ان اذهب الى الطبيب لكى اعرف سبب التأخير بل ذهبت بدون علمك واوهمتك اننى نسيت وبعدها لم اخبرك اننى ذهبت
مُهاب : لماذا ؟ لماذا لم تخبريني
نور : لانك عـقـيـم

- صُدم مُهاب مما قالته نور ولكنه لم يصدقها وظن انها تريد ان تنتقم منه نظراً لحبه المستمر لـ ايتن او انها تريد ان تبعدن عن طريق ايتن ويصبح ملكها ولكن قدمت له نور تلك التحاليل التى تثبت صحة كلامها ولكن مُهاب لم يصدق ايضاً وقرر ان يذهب لـ طبيب ويقوم باجراء تحاليل جديدة 

- وبالفعل ذهب الى الطبيب واجرى تلك التحاليل والتى اشارت جميعها انه عقيم لا يستطيع الانجاب الا بعد ان يتناول علاج مخصص لـ حالته وربما يأتى بـ نتائج ايجابية وربما لا
 
- ولاول مرة منذ تسع سنوات يعترف مُهاب لـنفسه انه مازال يعشق ايتن وانه لم يتمنى ان ينجب سوى منها وانه بالفعل منع نفسه من الانجاب من نور وانه عندما علم بأن ايتن اودعت طفل فى احدى دور الايتام فرح فرحاً شديداً ليس لانه اصبح له ابناً بل لانه اصبح له ابناًً من ايـتـن حبيبته الوحيدة 
ايضاً شعر مُهاب بمدى الظلم الذى تعرضت له نور على يده ولكنه ايضاً شعر ان لم يظلم انسان مثله فقال لنفسه ( لم اتزوج الفتاة الوحيدة التى احببتها فقط تزوجتها عرفياً ولم استطع ان اكمل معاها حياتى وخطفها منى صديقي الوحيد وتزوجها وفاز بها وبرغم الغدر والخيانه من حبيبتى وصديقي اصبح ايضاً عقيم ، لماذا كل هذا يحدث بى !! )
 *_____________________________________________**___________________________*
- اصبحت المنافسه على اشدها بين مرشحى الرئاسة واكثر ما غضب مندور هو مساندة النجار لـ السمان لان بهذه الفعله سوف يتحصل السمان على اصواتاً كثيرة ولذلك قرر مندور ان يقوم بـ تهديد النجار حتى يتراجع عن تلك المساندة وبالفعل ذهب مندور الى النجار فى شركته ..
لم يكن النجار يرغب فى مقابلة مندور ولكنه اضطر ان يقابله وعلى مضض سمح له بالمرور الى مكتبه ، استقبله النجار وهو لم يبرح مقعده ظناً منه انه يهين مندور

- لم ينتظر مندور حتى يصل الى مقعد او مكتب النجار ولكنه قال له وهو فى طريقه اليه ( ما فعلته امس مع السمان يجعلنى اقوم بتهديدك الان ) ، قال له النجار واللامبالاة تسيطر عليه ( اجلس اولاً ، اتحب ان تشرب شيئاً ) ، جلس مندور وجاوبه بالرفض وسأله له لماذا تحالف مع اللواء السمان ، رد النجار قائلاً ( لقد قام بـ تهديدى  وعندما اخبرته انك يمكن ان تضرنى بما تمتلكه من اوراق عنى ولكنه قال انك اذا اقتربت منى سوف يؤذيك ) 

- صمت مندور قليلاً ثم قال ( ولكن مصادرى تؤكد انك ذهبت الى السمان لـ تتحالف معه وليس هو مَن طلب منك )، قال له النجار ( لا ، هو مَن طلب منى التحالف معه ضدك ولم يكن لدى اى خياراتٍ اخرى ) وسأله مندور متحدياً ( وماذا ان ثبت العكس ؟ ) ، قال له النجار ( حتى اثبت اننى كنت مضطراً سوف اسافر هذه الفترة  -مُتهكماً- سأسافر الى المملكة المتحدة )
سأله مندور ولما المملكة المتحدة رد قائلاً ( لدى اصدقاءٍ بها )

- وهنا شك مندور ان النجار قد علم بـ مكان ليلي السلاب او انه يريد ان يوصل له رسالة بطريقة غير مباشرة انه يعرف ماذا يحدث وما حدث من قبل ومما زاد من شك مندور انه عندما انهى الحوار مع النجار واتجه لـ باب الخروج قال له النجار مُتهكماً ( انك تمتلك حفيدة احسدك عليها نظراً لـ خفة ظلها وبراءة وجهها وذكائها )
- توقف مندور واستدار ونظر الى النجار وقال له فى استغراب ( حفيدة !! اتعرف حفيدتى ؟ ) قال له النجار والشماته تملأ عينه ( نعم ، اظن اسما هنا لا لا بل جنا ابنة ابنتك ايتن من زوجها كابتن طيار حمزة دياب ، لقد رأيتها فى مدينه الملاهى يحرسها اربع اشخاص ) ، اقتربه منه مندور وهدده قائلاً ( لا تنسي التعهد بعدم التعرض لـ عائلتي الذي قمت بامضائه صدقنى اذا تعرض اياً لهم بـ مكروه سوف امحيك من على وجه الارض ) قال له النجار مُتهكماً ( ولكننى بالفعل لم اتعرض لاياً منهما )

- خرج مندور من شركة النجار وهو قلق جداً على حفيدته لذلك اتصل بـ ايتن وسألها اذا كانت جنا فى المنزل ام لا واخبرته ايتن انها نائمه فى غرفتها وسألها ايضاً ماذا حدث لها بالامس ، قالت ايتن ( لقد ذهبت مع احدى زميلاتها الى مدينه الملاهى ونسيت ان تخبرنى ) ، استراح مندور قليلاً واخبرها ان  تهتم بابنائها ولا تتركهم للعاملين والسائقين وان تعطيهم رعاية وحذر اكبر من ذلك ، وعندما اغلقوا الهاتف تأكدت ايتن ان ما حدث لـ جنا ما هو الا تهديد لـ والداها
 *_____________________________________________**___________________________*
- اليوم سيقوم حمزة بالسفر الى ايطاليا وايضاً سيقوم بعملية تهريب جديدة ولكن هذه المرة قرر حمزة ان يكون حذر جداً وقرر ايضاً الا يظل لعبه فى يد تلك الشخص لذلك قرر ان يبدآ فى اخذ خطوات جدية فى الكشف عن هوية تلك الشخص ، وبما ان حمزة لا يشك بـ احد سوى مُهاب الامير ، اتفق مع بعض الاشخاص على مراقبته ومراقبة منزله ومقر عمله والا يغيب عن اعينهم طوال الاربع والعشرون ساعه واكدوا موافقتهم وانهم سوف يبدأوا التنفيذ في الحال
- غادر حمزة مطار القاهرة بسلام وبمجرد صعوده الطائرة طلب من احدى طاقم الملاحة الجوى الذى يثق فيه ثقة عمياء مراقبة المكان الذى يتواجد به حقائب الطاقم وفسر ذلك بآنه يشك ان احد افراد الطاقم يريد ان يورطه فى شيئاً ما ضد القانون ولكنه لا يستطيع مراقبة حقيبته اثناء صعود الطائرة او هبوطها لذلك اسند له تلك المهمه

- هبطت الطائرة بسلام فى مطار فيوميتشينو / ليوناردو دا فينشي بـ روما وبمجرد الهبوط ذهب له تلك الشخص الذى يتبع طاقم الملاحة الجوى واخبر حمزة انه ظل يراقبهم جميعاً بدون علمهم و ان لا احد اقترب من حقيبته طوال الرحلة وسآله حمزة اذا كان متآكد من هذا واخبره تأكده وتيقنه الشديد من ان لا احد اقترب من حقيبته

- ترك حمزة الطائرة وذهب الى صالة الوصول ومر من البوابات بسلام وعندما دخل قام بـ فتح الحقيبة ووجد بها تمثال فرعونى صغير مُغلف بطريقة مُحكمه وورقة مُرفق به كُتب عليها ( اذهب الى الحمام الرجالى ، قُم بوضع التمثال فى صندوق القمامة الموجود بجانب الباب ، ثم ارحل ) ، وورقة اخرى مضمونها ( قرار الانسحاب ليس من شأنك ، عليك فقط تنفيذ الاوامر والا ستعرض حياة اسرتك للخطر )
 - نفذ حمزة التعليمات المُرفقة مع التمثال وخرج من المطار مباشرةٍ دون انتظاره ان يري شئ رغم اتخاذه الخطوات فى كشف هويه ذلك الشخص
__**__**__**__

- فى اليوم التالى كان موعد اقلاع رحلة العودة الى القاهرة فى الصباح الباكر وعلى غير المعتاد لم يترك حمزة غرفة نومه فى الفندق الذى يقيم به منذ وصوله الى روما وحتى مغادرة الفندق حتى حقيبته لم يتركها اطلاقاً وقرر ان يأخذها معه فى غرفة القيادة وبالفعل اخذ حقيبته الى غرفة القيادة مما ادى الى استغراب طاقم الملاحة الجوى باكمله وبمجرد صعود الطائرة تذكر حمزة اخر رسالة رسائل ارسلت له منها خطف ابنته وايضاً ان يلتزم بالتعليمات والا سوف يعرض حياة اسرته للخطر ولذلك قرر ان يضع الحقيبة فى المكان المخصص لها فى الطائرة واعترف حمزة لنفسه انه بالفعل خائف منه ليس لانه الاقوى بل لانه شخصاً مجهولاً بالنسبة له

- هبطت الطائرة فى مطار القاهرة الدولى وبمجرد وصول حمزة الى صالة الوصول فتح حقيبته ووجد بها فقط ورقة كُتب عليها ( اخبرتك سابقاً الا تلعب معى او تتلاعب بىّ ، لقد اخطأت خطأ كبير سأغفره لك هذه المرة فقط ، ايضاً لم اضع فى حقيبته شئ هذه المرة ليس لعدم استطاعتى ولكن لسبباً اخراً سوف تعرفه لاحقاً )
وهنا فهم حمزة الرسالة وهو انه مطلوب منه ان يتصرف بـ طبيعته وبـ تلقائيه بـ معنى ان يترك الفندق المقيم به مثلما يفعل كل مرة او يضع حقيبته فى المكان المخصص لها وهنا قرر حمزة ان يرتب افكاره وكانت كالاتى ، اولاً يراقب مُهاب الامير ، ثانياً يقوم بـ تجنيد احد افراد طاقم الملاحة الجوى وثالثاً ان يجد طريقة يراقب بها الغرفة التى يقطن بها اثناء وجوده فى روما وكذلك مراقبه المكان الذى يتواجد به حقائب طاقم الملاحة الجوى ولذلك بمجرد وصوله القاهرة وقبل ان يذهب لـ منزله قرر ان يذهب لـ شخص مختص بـ المراقبة والانظمة الامنيه
 *_____________________________________________**___________________________*
كان موعد رحلة الطيران الخاصة بـ آسر ورزان فى الصباح حيث كانوا فى طريقهم الى مصر وبعد مرور ما يقرب من عشر ساعات واكثر قليلاً وصلا الى قصر والدهم بـ القطاميه  ، لم يكن احد متواجد بالقصر سوى العاملين به حيث ان كلاً منهم يري اعماله
- أخذ آسر ورزان قسط من الراحة بمجرد وصولهم الى القصر واتصلت رزان بـ اختها ايتن طالبتها ان تأتى لها فى المساء لامراً هاماً جداً واكدت ايتن موافقتها وبالفعل اتفقت ايتن مع حمزة ان يذهبا فى المساء الى قصر والدها

- عادت دولت ثروت من عملها ووجدت آسر ورزان فى شرفة غرفتها يتبادولوا الاحاديث ، استغربت ثروت كثيراً لعودة ابنتها بدون ان تخبر احد واستغربت اكثر من وجود رجلاً معاها فى غرفه نومها حيث ان دولت لم تكن تعرف آسر ولم تراه من قبل سوى فى صور نُشرت فى الصحف ولكنها لم تتذكره 
- ذهبت الى غرفة ابنتها وقامت بطرق الباب وسمحت رزان لها بالدخول وبعد ان دخلت صافحت رزان امها بـ حرارة وقبل ان تسألها دولت عن مَن يكون ذلك الرجل قالت لها رزان ( أمى ، هذا آسر اخى جاء معى من امريكا ) 
- استغربت دولت لـ مجئ آسر الى مصر حيث انه لم يزورها قط واستغربت اكثر واكثر عندما عادت رزان من نيويورك بهذه السرعه ولكنها صافحته ورحبت به كثيراً وتركتهم وذهبت الى غرفتها لتبدل ملابسها 

- فى المساء عاد عزت مندور من عمله وبمجرد دخوله الى ردهة القصر وجد رزان وآسر صافحهم بحباً شديد ولكن وجود آسر اصابه بالدهشة لذلك سأله بالانجليزيه قائلاً ( لماذا جئت الى مصر ولماذا لم تخبرنى ؟ ) ، نظر آسر الى رزان وعاود النظر الى مندور قائلاً ( حتى لا اترك رزان وحدها ، لقد وعدتها ان ابقي بجوارها )
- زادت دهشة مندور من كلام ابنه المُبهم بالنسبة له وقبل ان ينطق بـ كلمة واحدة كانت ايتن وحمزة داخل القصر وقام الجميع بمصافحة بعضهما وبعد المصافحة سألت ايتن رزان قائلة ( ما الامر الهام الذى تريدنى فيه ) 

- تنهدت رزان واغمضت عينيها قليلاً وتذكرت كلام آسر حيث قال لها ( تكلمى مباشرةٍ وبكل صراحة لا تخشى شئ فـ أنا بجوارك ) ، ثم فتحت عينيها وقالت ( أنا مَن كان يُرسل التهديدات لـ كليكما ) 
- نظر مندور وايتن الى بعضهما فى ترقب شديد اما حمزة فقد اختنق ولم يكن يصل الاكسجين الى رئتيه ظناً منه ان رزان هى مَن تفعل به كل هذا وهنا سألها مندور ( ماذا تقصدى بـ التهديدات ؟ ) 
قالت رزان ( أنا مَن أرسلت لك صور اخى آسر ، انا ايضاً مَن ارسل لك الصور الخاص باجتماعك مع الاسرائليين ) ثم توجهت الى اختها ونظرت الى عينيها بقوة قائلة ( أنا ايضاً مَن ارسل اليكِ كل ما يذكرك بـ مُهاب الامير ، أنا ايضاً مَن ارسلت له رسائل على هاتفه وعلى منزله وانا مٓن ارسلت لـ حمزة تطالبه بأن يذهب اليكِ فى مكتبك حتى يراكِ مع مُهاب وتقوم مشكله بينكم ) 
- نظر الجميع فى دهشة شديدة وارتباكاً اشد حيث انهم لم يصدقوا ان رزان ذات الوجه الملائكى والطباع الرقيقة تفعل بهم كل هذا واصابتهم الحيرة وسؤال واحداً يدور بداخلهم ( لماذا فعلت كل هذا ؟ ) ، اما حمزة فكان ينتظر دوره فى اعترافات رزان وكشفها للمستور ولكنها لم تقترب منه ولم تتحدث عنه وتجاهلته وكآنها مُتعمدة تتجاهله ثم اقتربت من ايتن وهمست لها فى اذنها قائلة ( انا ايضاً مَن قُمت بارسال ورقة الزواج العرفى وانا مَن زورت اسمك فى كشوف المٌودعين فى ملجأ الايتام )
- لمعت عيني ايتن من هول المفاجآة فـ كيف لـ شقيقتها ان تفعل بها هكذا ولماذا كل هذا فـ سألتها ايتن لماذا فعلت كل هذا ؟ ما وجه الاستفادة من ما فعلته ؟ ابتسمت رزان فى سخرية وقالت ( كنت اتلذذ بـ تعذيبكم ، استمتعت كثيراً بخوفكم ، استمتعت اكثر عندما رأيت الرعب يطل من اعينكم والقلق يسري فى عروقكم ، زادت متعتي عندما اصابكم الارق وفقدتم شهيتكم للطعام ، تلذذت برؤية السؤال الوحيد الذى اراه يومياً فى لمعة اعينكم وهو ماذا سوف يفعل بنا مَن يقوم بتهديدنا )

- كان مندور وايتن ورزان يقفوا فى وسط الردهة اما حمزة وآسر كانوا يجلسوا على مقاعد امامهم ودولت ثروت كانت تقف بالاعلى وسمعت كل شئ ، بعدما دار ذلك الحوار بينهم جلس ايتن ومندور على احد المقاعد ونظرت رزان الى آسر وابتسمت له وبادلها آسر الابتسام واصاب حمزة التوتر والارتباك وايضاً الترقب

- اشعل مندور سيجاره لـ يفرغ فيه غضبه واستيائه مما يسمعه وربما ليقلل من حيرته وتوتره وبعدما شرع فى تدخين سيجاره قام وتجول بالردهة قليلاً ثم سألها ( اذن اخبرينا لماذا كنتِ تستمتعى بهذا التعذيب والقلق الذى تسببتى لنا به ؟ ماذا فعلنا بكِ لاجل كل هذا ؟ ) 
دقق آسر النظر الى رزان وكأنه يريد ان يقول لها شئ بـ عينه فـ برغم ان الحديث كان يدور باللغة العربية الا انه استطاع ان يفهم ما يقولونه حيث انه كان يفهم قليلاً من تلك اللغة ، نظرت لهم رزان فى تحدى وقالت ( دعونى استمتع لاخر يوم ) ، استغرب الجميع وسألها ماذا تقصد ؟ واجابت قائلة ( اقصد اننى اريد ان استمتع بحيرتكم فى معرفة السبب لذلك لن اخبركم اليوم )
- صرخ مندور فى وجهها مهدداً ( اخبريني عن السبب والا سأفعل ما لا تتوقعينه ) ، ضحكت رزان بـ سخرية شديدة وقالت ( بالفعل ، لقد فعلت ما لم اتوقعه ، لست وحدك بل انت واختى شقيقتى صديقتى ) 
قالت لها ايتن فى غضب ( حسناً اخبرينا عن السبب ) ولكن اصرت رزان ان تتركهم فى تلك الحيرة لعدة ايام ولكن هى لم تفعل ذلك حتى تستمتع كما قالت ولكنها تعلم ان لو اخبرتهم بالسبب سوف تُفتح ابواباً كثيرة وهى الان ليست جاهزة بعد لمواجهة ما سوف يحدث
- تركتهم رزان وخرجت الى الحديقة وخرج حمزة ورائها وظلت ايتن تجلس على مقعدها حيث كانت لا تستطيع الحركه من هوب المصيبة والصدمة التى حلت بها فـ لم يكن فى مخيلتها ان مَن يفعل بها كل هذا هو اختها والتى تحبها مثلما تحب ابنائها

- اقترب آسر من والده ونظر اليه كثيراً وحدثه بالانجليزيه قائلاً ( ما اصعب ان ينهار مثلك الاعلى امامك فى لحظةٍ واحدة ، منذ ان كنت سبع سنوات وامى تغرس فىّ خصالك الحسنه التى لمستها فيك طوال زواجك منها ، كانت تشجعنى ان احتذى بك حتى انها لم تطلب منى تغيير ديني المنسوب اليك ولا تغيير التنازل عن الجنسية المصرية ، احببتك كثيراً رغم اننى لم اراك بقدر ما احببتك ولكنى الان ندمت على ثلاثون عاماً مروا من عمرى وانا افتخر بك واتمسك بخصالك )
وجه آسر نظره الى ايتن وقال لها ( لا اعرف ماذا اقول لكِ ، يؤسفنى حقاً ان اكتشف تلك الحقيقة بعد كل هذا الحب )
واستدار آسر ومن ثم اصبح ظهره لهم وقال ( ولكن ماذا افعل !! انت ابى وهى اختى ولن استطيع ان اكرهكما ، لا استطيع سوى ان اساعد رزان )
سأله مندور قائلاً ( اتعرف ماذا يحدث ؟ ) قال له آسر محاولةٍ منه فى اثارة حيرته اكثر ( اعرف ما حدث وما يحدث وما سوف يحدث )

- فى الجانب الاخر كانت رزان وحمزة فى الحديقة حيث ان بمجرد خروج رزان خرج حمزة ورائها ، ظلت رزان تقف وتنظر الى الماء الذى يملأ حوض السباحة حيث ان بطبيعه رزان الهادئة الحزينه تحب الماء وخاصةٍ ماء البحر والمساحات الخضراء والمطر والسماء الصافيه وايضاً وقت الغروب والشروق ، لذلك خرجت الى الحديقة لترى الشمس وهى تغرب وايضاً ترى تعامدها على مياة المسبح ولان حمزة يعرف حبها الشديد لهذا المشهد ظل واقفاً بجوارها ملتزماً الصمت محاولاً الاستمتاع بهذا المشهد الرائع
- بعد فترة ليست بقصيرة تكلمت رزان بدون ان تنظر الى حمزة وقالت ( لماذا جئت خلفى ؟ ) ، ارتبك حمزة قليلاً وقال لها ( جئت اسألك عن شيئاً ما ) ، سألته رزان عن ماذا يكون السؤال وهى ايضاً لا تنظر اليه ، قال لها حمزة ( لم افهم كثيراً ما حدث بالداخل ولكن ما فهمته ان والدك واختك تسببوا لكِ فى ضرراً ما او قاموا بايذائك لذلك فعلتِ بهما هكذا ، جئت اسألك هل اذا قمتِ بتهديدى مثلهما ام لا ؟ )
 - لم تجيبه رزان مباشرةٍ ولكنها صمتت لوقتٍ قصير ثم قالت وهى مازالت تتابع الغروب ( دعنا نفترض ان هذا ما حدث وانى قمت بتهديدهما لانهم تسببوا لىّ فى ضرر او قاموا بيذائى ، اذن لماذا اهددك ؟ ) ونظرت له رزان فى عينه وابتسمت و استطردت حديثها قائلة ( هل قمت انت ايضاً بايذائى ؟ ) 



انتهاء الرحلة العاشرة

هناك تعليق واحد :