Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

#الدّيْن (الفصل الواحد والعشرون)

الفصل الواحد والعشرون

على الرغم من ان المصائب تتوالى على سليم الالفى في وقتٍ واحد ، فـ بمجرد دخول سراج عمارة لـ يخبره ان هناك كارثة قد حدثت وشرويت التى اخبرته ان هناك امر ما يجب انقاذه ، الا ان سليم الالفى لم يهتز بل حافظ على هدوئه وثباته الانفعالى فـ طلب من شرويت ان تخبره بما لديها وأرجأ الكارثة التى اتى بها سراج لحين الانتهاء من شرويت

سليم : فى ايه يا شرويت ؟ الحق ايه ؟
شرويت : مصيبة
سليم : اخلصى وانجزى
شرويت : في مستثمر سعودى جاى يعمل شبكة جديدة في مصر  
سليم : فين المشكله ؟
شرويت : انه هيعمل عروض اقوى من عروضنا للشبكة الجديدة
سليم : اسمه ايه المستثمر السعودي ده ؟
شرويت : صالح قزاز
سليم : عمل مؤتمر اعلن فيه عن الموضوع ده ؟
شرويت : المؤتمر بكره بالليل
سليم : تمام ، روحي انتِ ووافيني بالتفاصيل
شرويت : حاضر يا افندم

وانصرفت شرويت وجلس سليم على اريكة متواجده في جانب غرفة المكتب

سليم : وانت يا سراج عندك ايه ؟
سراج : حضرتك هتعمل ايه في موضوع المستثمر السعودي ده
سليم : مش موضوعنا دلوقتي ، مصيبة ايه اللى انت قصدك عليها ؟
سراج : مجد
سليم : ماله ؟
سراج : اختفى
سليم : نعم !! اختفى ازاي ؟
سراج : انا مش عارف اقولك لسعادتك ايه بس ......
سليم مقاطعاً : من غير مبررات ومن غير بسبسه ، احكي
سراج : يعني رغم انه متراقب بس اختفي ، مش موجود في بيته ولا بيتردد على اى مكان من اللى مفروض يكون بيروحهم
سليم : هرب يعني
سراج : تقريباً
سليم : وايه المصيبة في كده ؟
سراج : مين هيقدم البلاغ
سليم : دي مش مصيبه ولا حاجه يا سراج ، ليها مليون حل 
سراج : مليون حل ازاي ؟ وبعدين حتي لو لقينا حل لموضوع البلاغ فـ الواد ده احنا اتفقنا معاه وممكن ......
سليم مقاطعاً : مبدأياً معندهوش دليل واحد وثانياً هو هرب اصلاً عشان خايف وده امر طبيعي من واحد زيه
سراج : يعني مفيش خطر
سليم : لا
سراج : وموضوع المستثمر ، ده لو نزل بعروض اقوى هيدمرنا في السوق
سليم (وهو يشعل سيجاره) : ربنا يستر
سراج : حضرتك بتخطط لايه
سليم : انا لا لسه خططت ولا فكرت حتي
سراج : طيب نعـ.........
سليم مقاطعاً : سيبنى شويه يا سراج ، اتفضل
سراج : تمام يا باشا عن اذن حضرتك

وخرج سراج عمارة من مكتب سليم الالفى ، استرخي سليم وظل يدخن سيجاره وهو يزن الامور ويعقلها ويرتبها
__**__**__
لم يجد هشام اللبان حل سوي ان يتحد مع جميل أيوب ، فقد وزن الامور وتوصل الى حلول عدة ، منها توريط جميل أيوب في مشاكل سياسيه تجعله يعادي مع النظام او يقوم بـ فبركة فضيحة له واخر حل توصل له ان يقوم بـ قتل جميل أيوب ولكنه خشي ان يكون الملف مع شخص اخر يقوم بتقديمه اذا قُتل جميل وفي النهاية توصل الى الاتحاد معه لذلك قام بزيارته في مكتبه

جميل : اتمني تكون زيارتك دي رد للموافقة
هشام : فى ضمانات لازم اخدها منك قبل ماتحد معاك
جميل : ضمانات ايه ؟
هشام : الملف ده طول ماهو معاك طول مانت هتفضل تضغط عليا وتبتذنى ، اضمن منين انك مش هتعمل كده
جميل : اسمعني يا هشام باشا ، انا مش عايز الا ان سليم يقع ، لما سليم يقع صدقني انا مش عايز اي حاجه تانيه
هشام : انا هتحد معاك ضد سليم وبدون ضمانات بس بعد ما سليم يقع هتكتبلى شيك على بياض بحيث انك لو غدرت اغدر ، انا مش هتسجن لوحدي
جميل : وانا موافق
هشام : يبقى متفقين
جميل : انا هنسحب من صفقة توكيل bmw كـ ضمان ليك ان ماليش اي هدف الا التخلص من سليم
هشام : وايه اللى هيضمن اني هخدها ، انسحابك مش هيزدني قوة
جميل : انت هتاخد التوكيل وانا هسعي انك تاخده
هشام : مش فاهم 
جميل : يعني لما اسعى في الموضوع سواء بـ رشاوى او بتهديدات ممكن يوصل لـ سليم وياخد احتياطاته لاني عايز التوكيل ، لكن لما اعلن اني مش عايز التوكيل سليم مش هيدور ورايا ولا هيركز معايا ومن هنا هقدر انا اخطط واسعي لـيك انك تاخد التوكيل وهشتت انتباهه عني لاني خلاص مش عاوز حاجه وهيركز معاك بس مش هيلاقيك بتسعي لحاجه ، فهمتني ؟
هشام : فهمتك
جميل : لو انت خدت التوكيل دي هتكون اول ضربه لـ سليم ، لانها صفقه خايبة اوى بس هتكون اول صفقه يخسرها في الكام سنه اللى هو اكتسح فيهم دول
هشام : كويسة فكرتك ، وفي نفس التوقيت اللى توكيل bmw هيروح منه هيكون المستثمر السعودي اللى جاى يعمل شبكة جديدة ده بيوقع سليم من ناحيه تانيه
جميل : ماهو موضوع المستثمر السعودي ده هيخدمنا اوى في اننا نوقع سليم بجد
هشام : ده لو قدم عروض احسن من عروض سليم
جميل : عروض سليم هتتسرب للمستثمر
هشام : ازاي ؟
جميل : اشتريت كام واحد من عنده وطلبت منهم يقولوا العروض للمستثمر ده
هشام : واثق منهم ؟
جميل : مش بنسبه ١٠٠٪ بس اتمني يعني
هشام : انت جبت الملف ده منين ؟
جميل : سر المهنة
هشام : مع حد غيرك ؟
جميل : لا ، متقلقش
هشام : طيب عشان نكون متفقين ، الملف ده لو طلع او اتعملي بيه اى مشكله صدقني مش هرحمك ، لو هموت هموتك الاول
جميل : بلاش تهديد يا هشام باشا ، انا مش هستفاد حاجه من اذيتك نهائى فـ متقلقش
هشام : لما نشوف يا جميل باشا

على الرغم من اتحاد هشام اللبان مع جميل أيوب الا انه كان يعيش على وضع الاستعداد ، الاستعداد لأى خيانه او غدر من جميل اما جميل فكان في غايه السعادة فـ هو في طريقه للقضاء على سليم الالفى للابد
__**__**__
ثلاثة اسابيع مروا بهدوء تام على الجميع ولكنه هدوء ظاهرى فقط ، فـ سليم على الرغم من انشغاله بـ تحضيرات فرح ولده الا ان عقله لم يتوقف لحظه عن التفكير في امر المستثمر السعودي وكيفية التخلص من هشام اللبان وجميل ايوب وكذلك الامر لدى هشام وجميل ، فكلاهما يخطط للتخلص من سليم والحذر من بعضهما البعض
في تلك الاسابيع اعلن المستثمر السعودي في مؤتمر انه يستعد لـ عمل شبكة محمول جديدة في مصر وسوف تقوم تلك الشركة بـ تقديم افضل العروض لـ مستخدميها ، وتداول الناس اخبار عن ان تلك الشبكة الجديدة سوف تقضي على بقية الشبكات لتتمركز هي في القمة وتعد ذلك من اقوى الضربات القاتله التى سوف يتلاقاها سليم الالفى
اما عن شادى وماهيتاب فقد استردت ماهيتاب عافيتها وخرجت من المشفي و يعيشان الحبيبان قصة حب عنيفة كانا يعوضان بها السنوات الماضية وكذلك الامر بالنسبة الى طارق وجود
مازال مجد مختفياً ولا احد يعرف له طريق سواء والدته او اصدقائه وتوصل سراج الى ان مجد لم يغادر مصر وانه مختبأ بداخل حدود الدولة
يتنقل فلوريت وتيم من بلد الى البلد سواء داخل مصر او خارجها استعداداً لـ زواجهما فقد تم التخطيط على ان يكون حفل زفافهما حفل ملكى اسطورى وبناءاً على ذلك يعيش نديم حالة من اليأس والاكتئاب
__**__**__
اليوم حفل زفاف تيم وفلوريت ، توجه سليم وتيم وفلوريت وكارولين الى شرم الشيخ منذ الصباح الباكر للاشراف على اللمسات الاخيرة لتحضيرات حفل الزفازف والاستعداد للحفلة
جلست فلوريت في جناحها الخاص وبصحبتها والدتها وبعض من افراد عائلتها الاناث
اما عن تيم فكان في جناحه يستعد هو الاخر لـ حفل زفافه وبصحبته مجموعه من اصدقائه
 كان مصفف الشعر يقوم بوضع لمساته على شعر فلوريت لتبدو في افضل صورة وكذلك "الماكيير" الذى جاء مخصوص اليها من ايطاليا
طلبت فلوريت من الجميع ان يتركوها بمفردها لبضع دقائق وبالفعل خرج الجميع وبقيت هي بمفردها تنظر الى نفسها في المرآة ثم بكت وحدثت نفسها قائلة "خلاص ، هو مات ، مفيش معجزه ممكن تحصل وتخليه معاكى النهارده ، مات ومش هيرجع ، ابوكي وسندك وضهرك وامانك اه بس مش كبير على الموت ، فوقي وكملي يومك وافرحي يا فلورا حلمك بيتحقق وابوكي اكيد حاسس بيكي وفرحان ليكي وبيكي ، افرحي ومتنكديش على نفسك"
في نفس التوقيت الذي طلبت فيه فلوريت ان يتركها الجميع بمفردها حدث الامر ذاته مع تيم الذي كاد قلبه ان يتوقف من شدة فرحته
جلس بمفرده واخرج هاتفه النقال ونظر الى صوره والدته لـ يحدثها قائلاً "انا تعبتك اوى ، كنت شقى وصايع وكان نفسك ربنا يهديني وتفرحي بيا ، بس نفسي تكوني حاسه بيا دلوقتي ، انا بقيت زي مانتِ عايزه واحسن ، لحد اللحظة دي بقنع نفسي انك موجوده بس مكان بعيد شويه وهتجي تانى ، وعلى قد فرحتي بـ جوازي من فلورا على قد مانا زعلان عشان انتِ مش هتجي من المكان ده عشان تشوفيني وانا عريس بس انا هفرح وهتبسط زي ما وعدتك وزي مانتِ نفسك تشوفيني"
وفى احد غرف الفندق تواجد نديم المنشاوى والذي كان يقف امام المرآة ليضع اللمسات الاخيره على هيئته بعدما ارتدي بذته الكلاسيكيه ، كانت الدموع تقف على عينيه ولم يعرف نديم كيف سيتحكم بها حين يرى فلوريت تزف لـ شخص غيره ، نظر الى نفسه في المرآة وقال " المفروض اكون دلوقتي بجهز عشان ابقى عريس فلوريت ، المفروض ده يكون فرحي عليها ، لكن انا دلوقتي بجهز وهنزل احضر زيي زي اى حد موجود ، واحد من المعازيم اللى يمكن غير مرغوب في وجوده ، كان المفروض نكون بنعلن انا وفلوريت انتصار حبنا بالجواز بس النهارده هتعلنه مع واحد غيري وانا هقف اتفرج عليها زيي زي اى واحد من المعازيم -وجه بصره الى صوره لـ فلوريت على هاتفه النقال- سامحيني يا فلورا مش هقدر افرحلك ولا اتمنالك السعادة طالما مع حد غيري"

كان الجميع على اتم الاستعداد للحفلة ، ارتدي سليم بذة سوداء اللون من افخر الانواع الانجليزية 
اما كارولين فـ ارتدت فستان اسود اللون ، اظهر جمالها الايطالى دون ان يظهر مفاتنها وتركت شعرها منسدلاً على ظهرها ولم يصدق احداً ان تلك هي والدة العروسة نظراً لـ جمالها وعمرها الصغير
وارتدي تيم فى اول الحفل بذة غير رسمية او ما يطلق عليها بالعامية "كاجول" وارتدت فلوريت فستان صمم لها خصيصاً في احد بيوت الازياء الفرنسية ، كان بسيط للغاية وقامت برفع شعرها لاعلى مع وضع مكياج بسيط
استقبلوا الضيوف وبعد مرور ساعتين عاد تيم وفلوريت الى اجنحتهم لـ يقوموا بـ تغيير ملابسهما ، وارتدي تيم بذة سوداء ايطالية وارتدت فلوريت فستان زفاف ملكى كان بدون اكمام وتدلت الطرحة على ظهرها بعد ان قامت بـرفع شعرها لاعلى مع وضع مكياج مناسب لحفل الزفاف وعادوا الى قاعه الاحتفال لـ يبدأ الحفل بـ رقصة تجمع العروسين ، وكان سليم الالفى مشغول طوال الوقت بـ استقبال ضيوفه وكارولين كانت على وشك البكاء 
الغريب ان فلوريت لم تلحظ وجود نديم اطلاقاً في الحفل ، لم تستطع ان تعرف اذا كان هذا تجاهل منها ام ان نديم فضل الا تراه ولانه ايضاً انسحب من الحفل في ساعاته الاولى لانه لم يجد ما اخبرته به جود وهو ان فلوريت تريد ان تنتقم منه وتنتصر عليه وانها لا تحب تيم ومازالت تحبه ولكنه انسحب من الحفل ، انسحب لانه رأي فرحه حقيقية في عينيها ، لانه رأي حب عنيف يصيب قلبها وعقلها وكل ذرة في كيانها ، انسحب لانه رأي ان فلوريت لم تنساه فقط هى تعاملت على ان الماضى من عمرها قد مات او لم يكن موجود من الاساس
بعد مرور ما يقرب من ثمان ساعات ما بين الغناء والرقص ولحظات الحب الصادقة ، انتهي حفل الزفاف وذهب تيم وفلوريت الى الجناح الخاص بهما واقام سليم في الجناح الذي كان يستعد فيه تيم للزفاف وكذلك كارولين اقامت في الجناح الذى استعدت فيه ابنتها للزفاف
اما عن الحضور فـ هناك مَن اقام في الفندق وهناك مَن عاد الى حيث اتي وهناك مَن اقام في فندق اخر
__**__
بعد انتهاء الحفل ذهب تيم وفلوريت الى الجناح الخاص بهما لـ يبدأ سوياً اول يوم لهما في الحياة الزوجيه وينهيا سوياً حياة ما قبل الزواج
بمجرد دخولهما صرخ تيم بـ اسم فلوريت مما سبب لها القلق

فلوريت : في ايه خضتني ؟
تيم : احنا اتجوزنا !! احنا لاول مرة بيتقفل علينا باب في الحلال
فلوريت : انت هتلسع ولا ايه متقلقنيش عليك
تيم (وقد امسك بيديها) : طيب حطي ايدك على قلبي ، والله هيقف من الفرحة
فلوريت : بتحبني
تيم : بحبك بس !! ده انا بعشق كل حاجه فيكي
فلوريت (وهي تعانقه) : ربنا يخليك ليا
تيم : ويخليكي ليا يا فلورا 
فلوريت (وهي تنظر اليه) : اخر حاجه كنت اتوقعها اني احب واثق تانى ، اول حد احس معاه بـ امان بعد بابا
تيم : اوعدك اني مش هخون ثقتك دي وهفضل آمانك وهعيش بس عشان اشوفك مبسوطة ، ربنا يقدرنى
فلوريت : مش هتخوني صح ؟
تيم : لو فكرت بس مجرد تفكير صدقيني مستاهلش اني اعيش
فلوريت : انا بعشقك
تيم : انا بحبك ، بحبك اوى ، بحبك فوق ما اي مخلوق يتصور
فلوريت : مقولتليش صحيح ، ايه رأيك في الفساتين
تيم : انتِ بتخلي اى حاجه حلوة يا روحي ، الاتنين كانوا حلوين اوى بس عشان انتِ لبساهم
فلوريت : بجد عجبوك ؟
تيم : ايوة عجبوني جداً والله ، بس مش معني انهم حلوين وكنتي حلوة فيهم وعجبوني انك تفضلي لبساهم
فلوريت : انت قليل الادب
تيم : لا ده انا هقل ادبي وفوق ما تتصورى كمان ، دي اول مره اقل ادبي في الحلال اصلاً ده غير يعني اني عايش راهب من يوم ما عرفتك
فلوريت : بس حلو احساس انك تعيش راهب صح
تيم : مش معنى انه حلو اني افضل عايش فيه
فلوريت : بطل قلة ادب
تيم (وهو يحملها) : وغلاوتك لسه مشوفتيش اصلاً قلة ادب وبعدين ايه الفستان التقيل اوى ده انتِ في حد عايش جوه الفستان ولا ايه
فلوريت : ايه ده !! انت مش بتقول انه حلو
تيم : بس ده ميمنعش انه تقيل واني بحبك برضه
فلوريت : وانا بموت فيك

رغم ارهاق تيم وفلوريت بسبب حفل الزفاف الا انهما ظلا حتي الساعات الاولى من الصباح يتبادلا الاحاديث المختلفة اثناء احتضانهم لبعضهما البعض وتبادلهما القبلات من حين لآخر وقرر تيم ان يكتفي تلك الليلة بـ ان تنام فلوريت في حضنه فقط تحسباً لـ ارهاقهما وتعبهما من حفل الزفاف والتحضيرات له وايضاً حتي تشعر فلوريت بـ الطمأنينه اكثر واكثر
__**__**__
على الصعيد الاخر كان هناك شخص يذبح بـ سكين بارد ، كان يتخيل كل مشهد سوف يحدث بين تيم وفلوريت ، كان يرى شخص غيره يحقق حلمه ، كان يرى حبيبته الوحيده تزف لـ رجل غيره ، رجل غيره امتلك قلبها وعقلها وحياتها وجسدها ، رجل سلمته فلوريت كل ما تملكه له بـ رغبتها الكامله
انه نديم المنشاوى ، الذى لم يتخيل يوماً ان يعيش ذلك الموقف ، الذى لم يتخيل يوماً ان تحب فلوريت رجلاً غيره وتزف له برغبتها وتعيش معه حياة زوجيه طبيعيه
صدق او لا تصدق ، فإن نديم يتخيل كل ما سوف يحدث بين تيم وفلوريت سواء في تلك الليلة او في المستقبل سواء القريب او البعيد وكأنه يشاهد فيلم في التلفاز ، يتخيل كل مناسبه او لحظه او موقف سوف يجمع بينهما
تمني نديم ان ينتهي كل ما يشعر به في الحال ولكنه يعرف انه لن ينتهي الا بموت حب فلوريت في قلبه او بموته هو شخصياً والحلين ليس في يديه
__**__**__
فى صباح اليوم التالى تم القبض على هشام اللبان في اكثر من تهمة منهما ، التآمر مع المدعوة سيدة لـ تغيير نسبها وانتحال شخصيه ونسبها الى عائلة ليست عائلتها ومساعدتها على اختفاء اوراق ومحاضر رسمية ، والمتاجرة في الاثار وتهريبها خارج البلاد 
جاء امر الضبط والاحضار من النيابة الى هشام اللبان بعدما وصل ملف ورقي في البريد الى النيابة يوضح حقيقة علاقة هشام بـ المدعوة سيدة او جيلان وحقيقه تجارته في الاثار وبعد التحقيق معه تم القضاء بـ حبسه اربعة ايام على ذمة التحقيقات
__**__**__
بمجرد ان استيقظ سليم الالفى من نومه وودع ولده وزوجته ، ترك شرم الشيخ ذاهباً الى القاهرة على متن طائرته الخاصة بسبب رغبته في الا يضيع وقته ويحدث اي تلاعب في غيابه يضره
وصل الى مطار القاهرة ومن بعده الى مقر شركته الرئيسي 
جاءته الاخبار بما حدث الى هشام اللبان وجاءت شرويت اليه حامله بعض الملفات الورقية

شرويت : اتفضل يا افندم دي الملفات اللى حضرتك طلبتها من شئون العاملين
سليم : متكشر يا شرويت

اتجهت شرويت الى التلفاز وقامت بتشغيله

سليم : في ايه ؟
شرويت : عايزه حضرتك تشوف حاجه على التلفزيون
سليم : حاجه ايه
شرويت : اهيه

كانت احدي القنوات الخاصة تقوم بـ بث مؤتمر المستثمر السعودي صالح قزاز الذي يود انشاء شبكة هاتف جديدة تنافس جميع الشبكات التى في الاسواق واعلن المستثمر ان العروض التي سوف تقدم لـ مستخدمي تلك الشبكة لم تقدمها شبكة اخرى منذ انشاء اول شبكة
كان المسثمر صالح قزاز يتكلم بثقه شديدة وكأنه يعرف عروض الشبكات الاخرى ويعرف نقاط ضعفها ، كان يتكلم بـ تحدي واضح ، كان واضح من كلماته انه يود السيطرة على ذلك المجال في مصر 
ابتسم سليم الالفى وردد قائلاً "براڤو"
جاء سراج عمارة الى مكتب سليم الالفى بعدما رأي مؤتمر صالح قزاز

سراج : يا باشا احنا لازم ننزل عروض جديدة قوية تشد المشتركين
شرويت : انا كنت لسه بقول الكلام ده ، حضرتك على الاقل تجتمع بالمهندسين والموظفين المسئولين عن الشبكة دي
سراج : ايوة لازم نتحرك وباسرع وقت ، حضرتك ناسي ان الشبكة متعلقة بـ وزاره الاتصالات يعني بنغامر بنفسنا واسمنا وثقة الحكومة فينا
سليم : خلصتوا ؟

تبادل سراج وشرويت النظرات وقال سوياً "آه"

سليم (وهو يشعل سيجاره) : انا لا هنزل عروض جديدة ولا اعلانات ولا حتي هعمل اجتمااع
سراج : ازاي يا باشا ؟ وليه ؟
سليم : عشان الاستعجال اخرته وحشه ، عشان الموضوع اكبر من الاعلان عن شبكة موبايل جديدة بـ عروض قوية
سراج مخاطباً شرويت : انتِ فاهمة حاجه ؟
شرويت : لا
سليم : عشان بتبصوا لـ ظواهر الامور مش باطنها ، بتشوفوا نور الاباجوره مش الاسلاك اللى منوراها
سراج : انا مش فاهم وده المعتاد لما حضرتك تقول كلام غامض
سليم : الخلاصة ، اركنوا موضوع الشبكة ده على جنب ، له وقته خلينا في اللى احنا فيه
سراج : خير
سليم : خلاص يا شرويت اتفضلي انتِ

خرجت شرويت وعادت الى مكتبها وجلس سراج امام سليم

سليم : حسين قنديل فين ؟ بقالى كتير مسمعتش عنه حاجه
سراج : خد بناته وسافر امريكا واستقر هناك
سليم : وشغله واملاكه ؟
سراج : صفى كل حاجه هنا
سليم : ريح واستريح
سراج : حضرتك عرفت اللى حصل لـ هشام اللبان
سليم : اه
سراج : طيب مين قدم البلاغ لما مجد لسه مختفي ؟
سليم : فاعل خير بعته في البريد
سراج : اه فهمت

رن هاتف سليم الالفى بـ رقم سيرين الذي اشترته مؤخراً لـ تهاتف منه سليم الالفى فقط ، انصرف سراج عمارة ورد سليم على الهاتف

سيرين : اذيك يا باشا
سليم : كويس وانتِ
سيرين : بخير ، مبروك لـ ابنك 
سليم : الله يبارك فيكي
سيرين : مصر كلها بتتكلم عن الفرح وعن العروسه والعريس
سليم : هو للاسف اي حاجه تخصنى او تخص حد تبعي بتخرج بره اطار الخصوصيه
سيرين : ومبروك القبض على هشام اللبان
سليم : ده بقي بفضلك
سيرين : جميل كلمني وفاكر اني انا اللى عملت كده عشان الملف كان معايا
سليم : وقولتيله ايه ؟
سيرين : قولتله اني ماليش مصلحه اعمل كده
سليم : ودي حقيقة فعلاً ، انتِ معملتيش كده ولا ليكي المصلحه
سيرين : بس اللى حصل ده استحق عليه مكافأة كبيرة
سليم : مانا قولتلك قولي اى حاجه نفسي فيها
سيرين : اي حاجه نفسي فيها وهتحققهالى
سليم : بكل تأكيد

تنهدت سيرين وصمتت ثوانى قليلة مما جعل سليم ينبهها حتي تتحدث

سليم : سيرين روحتي فين ؟
سيرين : مش عارفه اقول ولا لا
سليم : قولي اللى في نفسك
سيرين : وهتحققهولي
سليم : ما قولت ايوه 
سيرين : تتجوزنى

لم يعلق سليم على ما طلبته سيرين واخبرها ان مثل تلك الامور لا يجب مناقشتها في الهاتف وانه سوف يرتب موعد ومكان يتقابلا فيه في اقرب وقت ممكن
__**__**__
تقابل شادي وماهيتاب في احد المقاهى حيث ان منذ خروج ماهيتاب من المشفى وهما يتقابلا كل يوم تقريباً

شادي : الوضع كده صعب 
ماهيتاب : وضع ايه ؟
شادي : احنا مفروض نتجوز
ماهيتاب : ماهو يا حبيبي اهلي جايين كمان شهرين
شادي : انتِ كويسه يا ماهى ؟ حاسس فيكي حاجه
ماهيتاب : واحده صاحبتي وكنا قريبين اوى من بعض
شادي : مالها
ماهيتاب : اتجوزت ومعزمتنيش
شادي : اممم ، جايز اتلخمت ، انتوا قريبين من بعض اوى يعني
ماهيتاب : بقالها فترة قاطعه معايا من بعد مانفصلت عن نديم
شادي : هي كانت حبيبة نديم
ماهيتاب : اه وخانها كتير فـ لما سابته خفت معايا
شادي : طبيعي انها متعزمكيش يا قلبي ، هي اكيد مش عايزه حاجه من ريحة ماضيها
ماهيتاب : عادي بقي ربنا يسعدها
شادى : بحبك
ماهيتاب : بموت فيك
شادي : بس هو ليه انتِ كنتِ مصاحبه ناس زي نديم وجود
ماهيتاب : جود كنا اصحاب في شلة وكانت شلة كبيرة فيها المحترم وفيها السافل وجود قربت مني وانا عرفتها عادي
شادي : ونديم ؟
ماهيتاب : انا ونديم اخوات واصحاب من زمان ، حتي لو اخلاقه وحشه وتصرفاته غلط انا في النهايه بعزه وهو جدع معايا
شادي : بس المفروض تتقى الشبهات اكتر من كده
ماهيتاب : انا بقول مفروض الناس متحكمش عليا من لبسي او عشان عايشه لوحدي يقوموا يحكموا عليا عشان اصحابي بيعملوا حاجه غلط
شادي : يالا اهو اللى حصل
ماهيتاب : انا يومين كده وهكلم نديم بعد اذنك
شادي : ليه ؟
ماهيتاب : زمانه هيموت بعد ما فلورا اتجوزت
شادي : هتواسيه يعني
ماهيتاب : انا قولت بعد اذنك
شادي : ربنا يسهل
__**__**__
فى مساء اليوم التالى لـ يوم الزفاف سافر تيم وفلوريت من مطار شرم الشيخ الى جزر المالديف في قارة آسيا لـ يقضى اول اسبوع في شهر العسل
اما كارولين فـ غادرت الفندق على متن طائرة متجهة الى القاهرة واخذت اغراضها وعادت الى روما
وصلا الى الفندق وقرر ان يستريحا قليلاً من ارهاق السفر

تيم : سرحانه في ايه ؟
فلوريت : لسه مش قادرة استوعب اننا خلاص اتجوزنا
تيم (وهو يعانقها) : انا اللى مش مصدق انك بتحبيني كده ، واني انا اتجوزت ملاك زيك
فلوريت : حبيبي انت مفيش زيك اصلاً
تيم : انتِ اللى متخلقش منك اتنين يا فلورا
فلوريت : ممكن اسألك سؤال
تيم : اكيد
فلوريت : ليه امبارح مرضتش يحصل حاجه
تيم : وليه لازم يحصل حاجه ؟
فلوريت : مش عريس وعروسه ؟
تيم : لا ، واحد بيحب واحده وما صدق بقي معاها بدون حواجز
فلوريت : يعني انت فعلاً مكنش فارق معاك
تيم : مش مكنش فارق معايا بس مكنش رقم واحد في جوازي منك او علاقتنا ، بصي انا لو عايز حاجه زي دي فـ عشان بحبك مش عشان حابب الحاجه دي وفي فرق شاسع بينهم ، ده غير ان وجودك في حضنى وكلامنا وضحكنا عندي بالدنيا والله
فلوريت : انت ازاي كده ؟
تيم : انا بحبك يا فلورا ، ومش عايز من الدنيا الا اني اكون جنبك وانتِ تكوني مرتاحه
فلوريت : ربنا يخليك ليا
تيم : وميحرمنيش منك
فلوريت : هننزل نتفسح دلوقتي
تيم : اللى تحبيه يا روحي
فلوريت : انا بقول نريح شويه ونقعد مع بعض شويه وبعدين ننزل 
تيم : اوك يا قلبي زي مانتِ عايزه

ارتمت فلوريت في احضان تيم وظلا مثل ليلة امس يتحدثا كثيراً في مواضيع مختلفه وتيم يحاوطها بذراعيه بحنيه جمة ويقبلها من حين الى ان اخر الى ان "سكتت شهرزاد عن الكلام المباح"
__**__**__
كانت جود متواجده في منزل طارق ، كانا يتناولا طعام الغداء سوياً في حين كانت جود تطلع على الاخبار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اثناء تناولها الطعام

جود : واو
طارق : في ايه ؟
جود : فلوريت اتجوزت ، لبست فستانين تحفه في الفرح
طارق : ربنا يسعدها
جود : كم المشاهير من رجال الاعمال والسياسين والفنانين والكرويين اللى حاضرين الفرح حسسني انه فرح ابن رئيس الجمهوريه
طارق : مانتِ عارفه سليم الالفى مكانة مهمه زي مكانه رئيس الجمهورية
جود : بس محظوظة بنت اللذينا ، من نديم لـ تيم ، وقعات محترمة
طارق : قصدك ايه ؟
جود : مش قصدي عليهم كـ اشخاص ، انا قصدي عليهم كـ فلوس ونفوذ
طارق : بس نديم لا يقارن بـ تيم وكذلك طلعت المنشاوى ميتقارنش بـ سليم الالفى ، ايه جاب المنشاويه لـ الالفاوية
جود : تفتكر فلوريت بتحب تيم ولا بتنتقم من سليم
طارق : مفيش واحده تتجوز واحد مبتحبهوش عشان تنتقم من واحد خانها ، هي لو كان الموضوع خطوبة بس كنت قولتلك ماشي
جود : اصلهم كانوا بيحبوا بعض اوى
طارق : بس نديم كره فلورا في اليوم اللى اتولد فيه فـ ممكن تكرهه او حتي من غير ما تكرهه عادي انها تحب غيره
جود : يالا ربنا يسعدها وعقبالنا
طارق : قولي يارب

دق جرس المنزل وقام طارق يفتح الباب لـ يجد زائر غير متوقع على الاطلاق ..

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق