Invite your friends
بـ قلم / آلاء الشريفى. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
افتقاد و حنين من مدونة فجر الفؤاد بين الشرف و الترف قصر الدبلوماسي أم قاصرة  يوميات عائلات مصرية

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

#الدّيْن (الفصل التاسع عشر)

الفصل التاسع عشر

انهى تيم وفلوريت الاستعدادات اللازمة لـ حفل خطوبتهما والمفترض ان يقام في حديقة قصر سليم الالفى مساء الغد ، كان تيم مازال غاضباً ولا يتحدث مع فلوريت رغم محاولاتها المستميته معه حتي تقلل غضبه او استيائه مما فعلته
بعد يوم طويل مرهق لـ كليهما قرر تيم ان يعود كل منهما الى منزله حتي يستريحا ولكن كان لـ فلوريت رأي اخر
كانت تجلس بجوار تيم في سيارته بينما هو يقود السياره متجهاً الى منزلها

فلوريت : انت رايح فين ؟
تيم : مروحك
فلوريت : بس انا مش عايزه اروح
تيم : ايه هتباتى في العربيه
فلوريت : انا جعانه
تيم : طيب هروحك عشان تاكلى
فلوريت : لا اعزمنى على العشا بره
تيم : معاييش فلوس
فلوريت : انا معايا
تيم : لا شكراً
فلوريت : طيب ايه رأيك نروح ناكل في افخم مطعم وبعدين نغسل الصحون
تيم : هيهيه ايه الظرافة دي
فلوريت : تيم ، انا جعانه ، اكلنى

توقف تيم فجأة بالسيارة مما تسبب في اصطدام فلوريت في مقدمة السيارة

تيم : شبعتي ولا لسه عايزه تاكلى تانى
فلوريت : والله انك بتستعبط

صف تيم سيارته بجانب الطريق

تيم : عارفه انا نفسي في ايه ؟
فلوريت : ايه يا روحي
تيم : نفسي اعدي عليكي بالعربيه رايح جاي خمسين مره بعد كده اخدك اقطعك حتت واعملك بوفتيك
فلوريت : الله يا تيمو ، نفسي في البوفتيك ، تعال ناكل بوفتيك
تيم : انتِ مش حاسه بـ حجم اللى انتِ عملتيه يا فلورا ؟
فلوريت : والله حاسه بدليل اني اعتذرتلك  ، سامحني بقى واعتبرها اخر مره
تيم : هو مينفعش متكونش اخر مره لانها هتكون الناهيه
فلوريت : حاضر والله يا حبيبي اخر مرة
تيم (وهو يصفعها) : وحشتيني على فكره
فلوريت (وهي تلكمه) : وانت اكتر على فكره
تيم : انتِ بتضربى بجد
فلوريت : كل واحد وقوته بقي ، بس بجد انت فعلاً كنت واحشني اوى
تيم : انا كنت هتجنن عليكي ، قلقان وزعلان ووحشاني كله مع بعض ، بس اهم حاجه اننا اتفقنا
فلوريت : بحبك
تيم : بموت فيكي

ابتسمت فلوريت في خجل ونظر اليها تيم في حب شديد ثم تذكر ما فعلته

تيم : بس قسماً عظماً يا فلورا لو اتكررت لـ........
فلوريت مقاطعه اياه : قسماً عظماً ما هعمل كده تانى
تيم : ماشي ، لما نشوف ، عايزه تاكلى فين
فلوريت : اي مكان يا حبيبي ، المهم آكل عشان هموت من الجوع
__**__**__
على الرغم من يقين شادي ان ماهيتاب قد فارقت الحياة الا انه لم يتردد لحظة في نقلها لـ المشفى كي يسعفوها ربما ترد اليها الروح مرة اخرى
اتصل شادي بالاسعاف والتى جاءت بسرعه شديدة ونقلت ماهيتاب ، رافقها داخل السيارة شادي الذى كان يعتصر الماً وخوفاً عليها 
وجد شادي ورقة في جيب السروال الذى كانت ترتديه ماهيتاب ، اخذ الورقة من جيبها وقرأها وكانت كلمات تلك الورقه ..
" لما تقرأ الورقة دي غالباً هكون ميتة ، انا انتحرت يا شادي ، انتحرت عشان مش قادرة اثبت اني شريفه ، مش قادرة اثبت ده لدرجه اني بدأت اشك في نفسي بس انا جيت عند بيتك عشان تبقى انت اخر حد اشوفه واخر صوت اسمعه ، عايزه اسيب الدنيا وانا شيفاك ادامى ، عايزه اقولك حاجه اخيره اكيد مش هتصدقها بس  عايزه اقولها، انا حبيتك بجد وعمر ما حد لمسنى ، انت ظلمتنى اوى بس انا مسمحاك ، بحبك"
لم يعرف شادي لم شعر بالاختناق والالم ، لم بكى قلبه دماً ، هل ندم على خسارة حب كـ حب ماهيتاب له ، هل لانه السبب فيما حدث الى ماهيتاب ، هل لـ شعوره حقاً انه ظلمها ظلماً بيناً
اعاد شادى الورقة الى جيب ماهيتاب قبل وصولها الى المشفى
وصلت الى الطوارئ وتم فحصها ومن ثم تم نقلها الى غرفة العمليات
كان شادي ينتظرها بالخارج وفكر اكثر من مره ان يطمأن عليها ويغادر ولكن شئ ما بداخله كان يمنعه
خرج الطبيب واخبره انها تعرضت لحروق شديده في معدتها نتيجه تناولها سُم قاسي جداً وايضاً تناولت حبوب مخدرة حتي لا تشعر بـ آلام السُم وسأل شادي الطبيب هل اذا كانت سـ تبقى على قيد الحياة ام لا لـ يرد الطبيب قائلاً "حالتها كانت صعبه اوى وجت هنا وهي تعتبر خلصانه ، بس احنا عملنا اللى قدرنا عليه ، وعموماً هي هتفضل تحت الملاحظه ٢٤ ساعه وهنشوف التطورات" ورغم ان الطبيب اخبر شادى انه لن يستطع زياره ماهيتاب في الوقت الحالى وانها ستظل تحت الملاحظة الطبيه المشددة اربعاً وعشرون ساعه الا انه لم يستطع مغادرة المشفى ، فقط ذهب الى الحسابات وقام بـ دفع حساب المشفى وظل ينتظر مرور الاربع وعشرين ساعه ما بين النوم في سيارته او الجلوس في استراحة المشفى "الكافتريا" او المرور من امام غرفة ماهيتاب على امل حدوث شئ جديد
__**__**__
وصلت سيرين الى منزلها وهاتفت جميل أيوب لـ تخبره انها عادت الى مصر ، لم يكن جميل يشعر بالسعادة لـ وصولها ولم يكن يشتاق الى رؤيتها ولكنه ذهب الى منزلها كي يعرف سبب ذلك السفر الطويل وايضاً حتي لا يخسرها فـ هي شخصية هامة يستفاد بها ومنها
قابلته سيرين بـ عناقها المثير كعادتها وبـ سلامها الحار
جلسا يحتسيا النبيذ سوياً

جميل : فهميني بقى
سيرين : افهمك ايه ؟
جميل : ايه السفر اللى جه فجأة ده
سيرين : واحدة صاحبتي عايشه في كندا ومعاها ابنها صغير ، جالها كانسر وكانت بتتعالج وعايزه حد يقعد معاها وياخد باله من ابنها ، مقدرتش اتأخر عليها
جميل : فجأة كده ؟
سيرين : المرض مبيخبطش علينا قبل ما يجي
جميل : انا قصدي خلصتي اجراءات السفر بسرعه كده ازاي
سيرين : لا يا حبيبي مش بسرعه ولا حاجه ، انا كنت بحاول اعمله بقالى فترة
جميل : مقولتليش يعني
سيرين : عشان مكنتش عارفه هينفع ولا لا 
جميل : وصاحبتك عامله ايه دلوقتي ؟
سيرين : كويسه الحمد لله
جميل : طيب الحمد لله
سيرين (وهي تعانقه) : انت وحشتني اوى
جميل : لو وحشتك فعلاً مكنتيش غبتي عليا كل ده
سيرين : صدقني غصب عني وعموماً هعوضك عن غيابى

نهض جميل من على الاريكة التى يجلسا استعداداً لـ ذهابه الى الفراش

سيرين : على فكرة مش ده التعوض اللى قصدي عليه
جميل باهتمام : امال ايه ؟
سيرين : في مفاجأة بحضرهالك يومين كده واقولك عليها
جميل : مفاجأة ايه
سيرين (وقد نهضت هي الاخرى ووقفت امامه) : مانا لو قولتها متبقاش مفاجأة ، وعموماً هي حاجه هتخليك قوى جداً وتسيطر على السوق
جميل : اسيطر على السوق في وجود سليم الالفى
سيرين : لو قوتك تضعافت سليم مش هيقدر عليك ده ان بقاله وجود
جميل : انا مش فاهم حاجه
سيرين : ومش هتفهم دلوقتي ، يومين تلاته كده
جميل : ليه طيب يومين تلاته
سيرين : عشان انا لسه جاية من السفر ومفيش حاجه تحت ايدي في الوقت الحالى
جميل : ماشي يا سيرين لما نشوف اخرتها معاكى ايه

اتجهت سيرين ناحية الفراش وهي تحمل كأسها ثم ارتشفت منه وقالت "اخرتها معايا خير" ووضعت كأسها جانباً لـ يلحق بها جميل في فراشها
__**__**__
فى حديقة قصر سليم الالفى تجمعت عائلة الالفى بـ اكملها وبعض من عائلة والدة تيم نظراً لـ تواجد اغلبهم في تركيا ، اما عائلة الدهبى لم يحضر منها الا اقلية جداً ربما لا تذكر ولم يحضر احد من عائلة والدتها على الاطلاق وقالوا انهم سوف يحضروا حفل الزفاف
لم يكن بجوار فلوريت احداً الا والدتها فـ هي ليس لديها اصدقاء منذ ان قطعت علاقتها بهم
كان تيم في قمة وسامته وشياكته واناقته ، ارتدي بذة رسمية ايطاليه ، اما فلوريت فـ ارتدت فستان بسيط ،  قصير تحديداً اعلى الركبة ، كان لونه وردي فاتح وزُخرف من منقطة الصدر زخرفة بسيطة ورقيقه ، تركت شعرها منسدلاً على ظهرها وارتدت حذاء ذو كعب عالى بنفس لون الفستان مع زخرفة بسيطة ووشمت اسم تيم على معصم يدها
على الرغم من عدم وجود احد بجوار فلوريت ورغم نظرات فتيات عائلة تيم المليئه بالحقد والكره اليها الا انها اكتفت بـ وجود تيم جوارها ، كانت تمسك بـ يده طوال الوقت كأنه والدها ، لم تشعر فلوريت انها تحتاج الى احد ، ولكنها شعرت حقاً بـ فقدانها لـ والدها ، كلما تذكرته امسكت يد تيم بقوة حتي لا تبكى ولاحظ تيم ذلك وفهم من نظرات عينيها ما تشعر به
قدم تيم الشبكة الماسية الى فلوريت ورقصا سوياً الى ان انتهى الحفل وغادر الجميع 
استقل تيم سيارته وقام بـ توصيل فلوريت وكارولين الى المنزل وبمجرد وصولهما جلسا تيم وفلوريت في الحديقة

تيم : اتبسطتي
فلوريت : مش انت جنبى ؟ اكيد مبسوطة
تيم : انا مكنتش مبسوط
فلوريت : ليه ؟
تيم : كنت حابب يكون فرح على طول
فلوريت : هانت يا حبيبي ، كلها تلت اسابيع تقريباً
تيم : انا مكنتش حابب انكد عليكي بس في حاجه مش قادر متكلمش فيها
فلوريت : حاجه ايه ؟
تيم : فستانك كان قصير اوى
فلوريت : تيم دي خطوبتنا
تيم : ده مبرر يعني ، الكل كان بيبصلك
فلوريت : ما طبيعي عشان انا العروسه
تيم : حبيبتي ، انتِ حلوة بزيادة ، لا انتِ محتاجه تلبسي قصير ولا مكشوف 
فلوريت : انا مبلبسش قصير او مكشوف عشان ابان حلوة ، الحاجات دي بتكون شيك
تيم : خفى شويه يا فلورا انا بغير عليكي ، مش عايز حد يشوفك اصلاً الا انا
فلوريت : حاول متركزش اوى مع اللى بلبسه ، لبسي مش مقياس لـ اخلاقى ولا لـ رجولتك
تيم : الموضوع مالوش علاقة بـ اللى انتِ بتقوليه ده ، انا مش عايز اضايقك او احجر على حريتك بس انا عارف كل واحد شافك في خياله النهارده ازاي
فلوريت : خلاص بقت كل الناس شهوانيه
تيم : لا حول ولا قوة الا بالله ، بطلى مقاوحة بقي
فلوريت : لازم اكون مقتنعه يا تيم
تيم : خلينا نأجل اقناعك ليوم تانى بقي
فلوريت : بتحبنى
تيم : اه ياختي بحبك
فلوريت : ياختى !!
تيم : ويا كل حاجه ليا
فلوريت : بموت فيك
تيم : بعشقك ، هتسافرى باريس امتي
فلوريت : بعد بكرة
تيم : ماشي يا حبيبتي ، هروح بقي عشان هلكان
فلوريت : ماشي رنلى لما توصل
تيم : حاضر يا حبيبتي

استقل تيم سيارته وغادر منزل فلوريت متجهاً الى منزله ، ودعته فلوريت وهمت بدخول منزلها ولكن استوقفها صوت يناديها جاء من الخلف ، التفت فلوريت لتجده نديم

فلوريت : نديم
نديم : مبروك
فلوريت : عقبالك
نديم : مش متخيل نفسي عريس جنب عروسه غيرك

صمتت فلوريت وتنهدت تنهيده طويلة

نديم : راجعي نفسك يا فلورا ، انا لسه بحبك
فلوريت : انت مبقاش عندك كرامة خالص كده ، انا هتجوز واحد غيرك
نديم : وانا مش هسيبك تتجـ..........
فلوريت مقاطعه اياه : نديم ، انا اترجيتك وبترجاك ، سيبنى اعيش وانا حاسه بـ امان ، متخلنيش اكرهك اكتر من كده ، انت دمرتني زمان وعايز كمان تدمرني دلوقتي
نديم : حبي ليكي بيدمرك ؟
فلوريت : اصرارك اني لسه بحبك وممكن ارجعلك بيدمرني ، ظهورك ليا كل شويه بيفكرني بالوجع اللى وجعتهولي وبيدمرنى
نديم : هقولك حاجه ومش هتشوفيني تانى
فلوريت : هااا
نديم : تيم الالفى مبيحبكيش ، واتجوز لغرض معين ، مش هقولك عليه ، البسي انتِ بس متجيش تندمي بعد كده

وتركها نديم ، شعرت فلوريت ان نديم جاداً بـ تلك الكلمات ولكنها اقنعت نفسها انها مجرد هزاءات لـ خلق فتنه بينها وبين تيم
استقل نديم سيارته وشعر بـ شئ يحرقه ، انها نار الغيره والشوق وايضاً القلق ، بكى كالاطفال كعادته منذ ارتباط فلوريت بـ تيم ، قاوم ضعفه وقاد سيارته ولكن بـ اقصي سرعه كالمجنون
__**__**__
 كانت جود متواجده في منزل طارق فـ منذ ان عاد اليها وهي لا تود تركه للحظات ، كانت تتصفح احدي المجلات الاجتماعيه لـ تجد نبأ خطوبة تيم وفلوريت

جود : ايه ده !!
طارق : في ايه ؟
جود : فلورا اتخطبت امبارح
طارق : نعم !!
جود : اه والله مكتوب اهو 
طارق : لـ مين ؟
جود : لـ تيم الالفى
طارق : ربنا يسعدها
جود : زمان نديم هيموت من الزعل
طارق : يستاهل
جود باستغراب : يستاهل !! ليه
طارق : محدش يرتبط بـ واحده زي فلورا ويفرط فيها او يخونها
جود : انت لسه منبهر بيها بقى
طارق : انبهارى بـ فلوريت ميمنعش حبي ليكي
جود : وايه اللى بيخليك تنبهر بيها 
طارق : فلوريت عايشه في مستوى عالى جداً ، واخدة حرية كبيرة اوى ، معاها فلوس ، سافرت اوروبا كلها ونشأتها تعتبر في ايطاليا ، حبت واحد نسوانجي ، ورغم كل ده عمرها ما عملت حاجه غلط ، عمرها ما سمحت لحد يلمسها ولا حتي اللى ارتبطت بيه ، مستغلتش حريتها ولا مستواها ولا فلوسها ولا نشأتها في حاجه غلط ورغم كده مكنتش شخصيه منغلقه او معقده
جود : حساك بترمي عليا
طارق : حبى ليكي ورجعونا لبعض مينفيش الغلط اللى كنتي بتعمليه ، ولما بجيب سيرته مش معناه اني بذلك او بعايرك ، ده واقع في حياتنا مينفعش ننكره
جود : انت فعلاً رجعتلي عشان بتحبني ولا في غرض تانى ؟
طارق : غرض ايه مثلاً ؟ عشان استغل جسمك بتهيألى انا قولتلك مش هلمسك ، عايز منك فلوس او مصلحه مفيش وراكي حاجه من الاتنين ، عايز اتسلي بيكي مثلاً واضيع وقت ، معنديش وقت عشان اضيعه اساساً
جود : يعني بتحبني بجد يا طارق
طارق ممسكاً بيديها : والله بعشقك ، بموت فيكي
جود : ربنا يخليك ليا
طارق : وميحرمنيش منك
جود : هو انا ممكن اكلم نديم اطمن عليه
طارق : ده على اساس انك مش بتشوفيه في الشغل
جود : ماهو مجاش النهارده 
طارق : يبقي مخنوق ومضايق بسبب خطوبة فلوريت ، سبيه ياخد وقته
جود : اوك

القى طارق نظرة سريعه على تلك المجلة الاجتماعيه التى قامت بنشر الخبر لـ يرى فلوريت في قمة جمالها وزينتها ، ثم نظر الى جود وابتسم لها ابتسامه صادقة 
لم يعرف طارق حتي الان لما عاد الى جود رغم كل ما قاساه معها ولكنه ايقن ان لا حياه له بدون جود ، فاضطر آسفاً ان ينسي كل ما حدث حتي تبقى بجواره
__**__**__
مازالت ماهيتاب تصارع الموت في المشفى ومازال شادي ينتظرها ، لم يبرح مكانه ، لم يهدأ قلبه ، لم يتركه ضميره لـ ينام بضع دقايق 
كان يود ان يفعل لها اي شئ كى تبقي على قيد الحياة ولكن لا شئ بيده ، فـ كل شئ بـ امر الله ، فـ تذكر شادي ان بيده ان يصلى ويناجي ربه كي ينقذ ماهيتاب
ذهب شادي الى مصلى المشفى وتضرع الى ربه ، انهي صلاته ودعائه واتجه الى حيث تتواجد ماهيتاب لـ يجد الطبيب والممرضه في غرفتها وبمجرد خروج الطبيب استوقفه شادي

شادي : ماهيتاب عامله ايه ؟
الطبيب : انت لسه مروحتش
شادي : طمني عليها يا دكتور
الطبيب : انت شادي ؟
شادي : اه ، ليه ؟
الطبيب : انت اللى الغلبانه اللى جوه دي انتحرت عشانه ومن ساعه ما جت هنا وكل هلاوسها بـ اسمك انت
شادي : هي بقت كويسه ؟
الطبيب : هي اهلها فين
شادي : كلهم بره مصر ، ارجوك طمني هي بقت كويسه ؟
الطبيب : اه بس هنجيبلها دكتور امراض نفسية
شادي : ليه ؟
الطبيب : عشان بتمر بحالة اكتئاب شديد واحتمال رجعوها للانتحار احتمال مؤكد
شادي : هو انا ممكن اشوفها
الطبيب : تفتكر ده هيبقي كويس في الوقت الحالى
شادي : في كلام لو قولته ليها حالتها هتتحسن
الطبيب : ولو حصل العكس
شادي : مش هيحصل صدقنى
الطبيب : تمام ، هي واخده حقنة منومه دلوقتي ، لما تصحي ادخلها
شادي : متشكر يا دكتور
الطبيب : العفو

ظل شادي ينتظر الى ان استيقظت ماهيتاب ودخل اليها شادي ، جلس بجوارها ونظرت هي في الناحية الاخرى حتي لا تنظر اليه

شادي : انا اسف يا ماهي

استغربت ماهيتاب بشدة اعتذار شادي فـتوقعت انه جاء لـ يوبخها او يهينها او يقول لها ان لا جدوي مما فعلته ، لذلك نظرت اليه باستغراب

ماهيتاب : اسف ؟
شادي : اه اسف ، اسف انى كنت قاسي عليكي اوى كده ، اسف اني وصلتك للمرحلة دي ، اسف اني مقدرتش حبك ليا ، اسف اني مقدرتش يعني ايه واحده تموت عشان بتحبك
ماهيتاب بصوت مجهد ومتعب جداً : والله عمر ما حد لمسنى
شادي : انا بحبك 
ماهيتاب : ايه !!
شادي ممسكاً بيديها : انا بحبك يا ماهي ، واسف ، وهفضل اتأسفلك واحبك لحد ماموت

بكت ماهيتاب بفرحة شديدة ، اتسعت ابتسامتها في نفس الوقت الذي تساقطت فيه الدموع من عينيها

ماهيتاب : انا كمان بحبك
شادي : تتجوزيني

مالت ماهيتاب برأسها دلاله على الموافقه ومازالت تبتسم وتبكى

شادي : موافقه ؟
ماهيتاب : اه موافقه
شادي مقبلاً يديها : انا اسف يا ماهى ، سامحيني

كان شادي صادقاً في كل حرف قاله الى ماهيتاب ، حقاً كان يشعر بالحب والندم والاسف ، اما ماهيتاب فـ كانت تلك المرة الاولى التى تعرف فيها ان الانسان يمكن ان يبكى من شدة فرحه ، تلك هي المرة التى تصدق فيها تلك الكلمات الا وهي "دموع الفرح" ، ما اجمل ان تكون دموعك بسبب فرحة حقيقية طرقت باب قلبك وحياتك ، فرحة لا تستطيع الكلمات وصفها فـ تأتى الدموع لـ تصفها او ربما لـ تؤكد لك دموعك انها معك في فرحك مثلما كانت حاضره دائماً في وجعك وحزنك
__**__**__
استيقظت سيرين من نومها لـ تجد جميل ايوب جالساً على الاريكة المتواجده في غرفتها ويحتسي كأساً من النبيذ ، شعرت سيرين بالخوف والقلق خاصة وان نظرات جميل كانت مريبة جداً ، بمجرد ان نهضت من نومها نظر اليها جميل نظرة طويلة

جميل : صح النوم
سيرين : انت هنا من بدرى
جميل : يعني
سيرين : في حاجه ولا ايه ؟
جميل : هو لازم لما اجي يكون في حاجه
سيرين : دايماً بتتصل يعني
جميل : قولت اعملهالك مفاجأة
سيرين : حلوة المفاجأة دي
جميل : اتمني

نهضت سيرين من التخت وتوجه الى دوره المياة الملحقة بـ غرفتها ، كانت تغسل وجهها وسمعت صوت جميل الذى كان واقفاً امام باب الحمام قائلاً "انا عرفت كل حاجه يا سيرين"

#تابعونا
#الدّيْن
#آلاء_الشريفى


0 التعليقات :

إرسال تعليق